logo
كرم بلا تبذير .. نعمة بلا رياء

كرم بلا تبذير .. نعمة بلا رياء

عكاظ١٦-٠٤-٢٠٢٥

مصلون يؤدون صلاة الجمعة. (واس)
الشيخ عبداللطيف آل الشيخ
غازي المطيري
في سياق مساعي وزارة الشؤون الإسلامية لتعزيز القيم الإسلامية، ونشر الوعي بمخاطر الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع، وفي مقدمتها المبالغة في إعداد الولائم، والإفراط في تقديم الطعام بأصناف وكميات لا تتناسب مع الحاجة، وجّه الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة، لتناول ظاهرة الإسراف والتبذير في الولائم، وما يتصل بها من ممارسات اجتماعية وسلوكيات مرفوضة دينيًا وأخلاقيًا، والتحذير من الإسراف والتبذير في الطعام، وإبراز العلاقة الوثيقة بين شكر النعمة وبقائها، والتنبيه إلى أن الإسراف والتبذير من أسباب زوال النعم وفقدانها، فالرسالة الأهم التي يؤكدها التوجيه تتمثل في التذكير بالأضرار العميقة للإسراف، سواء على المستوى الديني باعتباره مخالفة لأوامر الله ورسوله، أو على المستوى الاقتصادي في ما يتسبب به من هدر للمال والثروات دون فائدة، أو على الصعيد الاجتماعي، إذ يؤدي إلى وقوع البعض في الديون بدافع التقليد والمنافسة، ويُشعر المحتاجين والمساكين بالحسرة أمام مشاهد البذخ.
وتضمن التوجيه تحذيرًا من المباهاة في نشر صور الولائم على منصات التواصل الاجتماعي، وهي ظاهرة باتت تخرج فعل الضيافة من معناه الشريف إلى دائرة الرياء والسمعة، في تناقض صريح مع مقاصد الكرم وضوابط الدين.
وتؤكد وزارة الشؤون الإسلامية من خلال التوجيه التزامها بدورها الدعوي والتوعوي في معالجة الظواهر المجتمعية وفق منهج شرعي معتدل، يعكس سماحة الإسلام ويعزّز من ثقافة المسؤولية والاعتدال، بما يسهم في ترسيخ قيم أصيلة تحفظ النعم، وتصون الذوق العام، وتدعو إلى التوازن في السلوك والإنفاق.
غسل اليدين بدهن العود!
الأخصائي الاجتماعي سمير عبدالله يقول: ما أن انتهى المجتمع من مشاهدة بعض الممارسات والتصرفات الغريبة مثل غسل اليدين بدهن العود والعسل والسمن، حتى ظهرت تصرفات جديدة أبطالها «مهايطين» ممن يبحثون عن عدسات الكاميرات لنيل المدح، ومن هؤلاء من يقوم بإقامة الولائم بذبح عشرات الأغنام والجمال لأي مناسبة كانت ويضعونها في صحون كبيرة لكسب الأنظار وحصد الشهرة والسمعة حتى يقال عنهم كرماء غير مبالين بأن ما يقومون به يعد هو نوعا من أنواع التبذير والإسراف والبذخ.
ويرى الأستاذ بالجامعة الإسلامية وجامعة طيبة سابقاً الدكتور غازي غزاي المطيري، أن الشريعةُ لم تحرم اكتسابَ الأموال ونماءَها والتزود منها؛ بل حضَّت على ذلك، ولكنها حرمت الطرق المحرمة في كسبه وإنفاقه، ومن الطرق المحرمة في إنفاقه: السرفُ فيه، وإهدارُه بغير حق؛ إما في سفر محرم، وإما في حفلات باهظة التكاليف، وإما في شراء كماليات يمكن الاستغناءُ عنها. فما يُنفق على الحفلات التي يلقى فائض أطعمتها في النفايات نكران للنعم والشريعة تحث على حفظ النعم وعدم التبذير والإسراف بها. وأضاف أن ما نشاهده من مظاهر التبذير يعد امتهاناً لهذه النعم العظيمة. ودعا المطيري المجتمع إلى نبذ هذه المظاهر وإنكارها امتثالاً لتوجيهات الدين الحنيف الذي يحث على الترشيد في الإنفاق وعدم الإسراف. وقال الإعلامي أحمد الديحاني: نلاحظ أن هذه الظاهرة قد خفت بروزها قليلا بفعل الوعي الاقتصادي.
كيف حال الميسورين؟وأضاف الديحاني: رغم ذلك ما زالت شوائب كثيرة تعتري مظاهر الاحتفال في مجتمعاتنا المتفاوتة، لكن في نفس الوقت بدأنا نلمس ارتفاعًا في حالة الوعي عند الكثيرين بضرورة حفظ النعمة وعدم التبذير، إلى جانب المظاهر المطلوبه شرعًا وعرفًا في إكرام الضيوف، لذلك هي ظاهرة تبدو في انحسار رغم بقاء ذيول عديدة لها وأشكال متجددة من ما بات يعرف بـ(الهياط) في استعراض النعم بشكل ينم عن سفه وضياع للعقل والمال في آن معاً، «أعرف أناسا كبارا في مناطق عدة لا يمارسون هذه الأشكال من إظهار النعم في احتفالاتهم التي يغلب عليها التواضع». وترى الأخصائية الاجتماعية عالية الشمراني، هذا النوع من الأفعال سببه التقليد الأعمى بين أفراد المجتمع، وله أهداف قد يكون بسبب البحث عن الشهرة والتباهي في ظل ثورة وسائل التواصل التي ساعدت ما نراه. وأضافت أن مثل هذه المبالغات قد تسبب فجوة اجتماعية بين الناس خصوصا وسط ميسوري الحال على مجاورة من لديهم القدرة المادية، فهنا لا بد من المجتمع الابتعاد عن الإسراف والتقليد والعودة إلى البساطة وعدم البهرجة والتكاليف.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حلواني ينال درجة الأستاذية «بروفيسور»
حلواني ينال درجة الأستاذية «بروفيسور»

سعورس

timeمنذ 5 ساعات

  • سعورس

حلواني ينال درجة الأستاذية «بروفيسور»

أصدر رئيس جامعة الباحة قرارًا بترقيه الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني ، عضو هيئة التدريس بكلية الطب قسم الكائنات الدقيقة إلى درجة أستاذ (بروفيسور) في تخصص مكافحة العدوى، بناء على ما قدمه من خبرة أكاديمية ونتاج علمي يرقى به إلى هذه المرتبة العلمية المرموقة. ويعد البروفيسور حلواني من الكفاءات التي خدمت الجامعة لسنوات ، حيث عمل سابقا رئيس لقسم الكائنات الدقيقة ووكيل لكلية الطب لشؤون المستشفيات ، وكذلك وكيلا للدراسات العليا والبحث العلمي ، ورئيس لجنه أخلاقيات البحث العلمي لمده تسع سنوات. تهانينا للبروفيسور محمد حلواني ، سائلين الله له التوفيق في خدمة الوطن. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.

تدخل طبي سريع ينقذ بصر حاجة تركية بمدينة الملك عبدالله الطبية
تدخل طبي سريع ينقذ بصر حاجة تركية بمدينة الملك عبدالله الطبية

الحدث

timeمنذ 7 ساعات

  • الحدث

تدخل طبي سريع ينقذ بصر حاجة تركية بمدينة الملك عبدالله الطبية

بفضل من الله - استقبلت مدينة الملك عبدالله الطبية عضو تجمع مكة المكرمة الصحي ممثلة بمركز صحة العين حاجة من الجنسية التركية تعاني من ضعف مفاجئ في النظر استمر لمدة أربعة أيام، وبعد إجراء الفحوصات السريرية الدقيقة تبين وجود انفصال في شبكية العين اليسرى نتيجة ثقب شبكي خطير مهدد لمركز الإبصار، مما استدعى التدخل العاجل لإنقاذ الرؤية ومنع تطور المضاعفات. وأوضح تجمع مكة المكرمة الصحي بأنه تولى إجراء العملية الدكتور ناصر الصاعدي استشاري طب وجراحة الشبكية، حيث قام بقيادة الفريق الطبي لإجراء عملية متقدمة شملت استئصال السائل الزجاجي وإصلاح انفصال الشبكية مع حقن زيت السيليكون، وقد استغرقت العملية سبعاً وثلاثين دقيقة فقط وتم تنفيذها ضمن عمليات اليوم الواحد بنجاح بفضل الله، وخرجت الحاجة بعد العملية بحالة صحية جيدة ومستقرة وسط متابعة دقيقة من الفريق الطبي المختص. وأضاف التجمع الصحي بأنه يُعد انفصال الشبكية من الحالات الطارئة التي تحدث نتيجة ابتعاد الشبكية الحساسة عن الجدار الداخلي للعين بسبب تمزق أو ثقب، مما يسمح بتسرب السائل الزجاجي خلفها ويدفعها للانفصال، وإذا لم يُعالج بسرعة قد يؤدي إلى فقدان دائم للبصر، وتكثر هذه الحالات نتيجة قصر النظر الشديد أو بعد جراحات عينية او اصابات سابقة. وتؤكد مدينة الملك عبدالله الطبية التزامها الكامل بتقديم أفضل مستويات الرعاية الطبية المتقدمة لضيوف الرحمن، ومواصلة استعدادها الدائم لاستقبال الحالات الحرجة بخبرات طبية متخصصة وتجهيزات حديثة تسهم في تعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة بما يواكب تطلعات القيادة الرشيدة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام.

الخلايا الجذعية.. الواقع والمستقبل
الخلايا الجذعية.. الواقع والمستقبل

المدينة

timeمنذ 10 ساعات

  • المدينة

الخلايا الجذعية.. الواقع والمستقبل

عندما أسست وحدة أبحاث الخلايا الجذعيَّة قبل حوالى ١٥ عامًا في مركز الملك فهد للبحوث الطبيَّة بجامعة الملك عبدالعزيز، لم نكن نبدأ إلَّا بالتجارب الأوليَّة عن الخلايا الجذعيَّة، فعندما امتدَّت التجارب وتنوَّعت، وجدنا أنَّ مستجدَّات ونتائج التجارب تقود للمزيد والجديد من الأفكار، وقد أكرمني الله بالإشراف على طلاب وطالبات الماجستير والدكتوراة الدوليِّين والسعوديِّين منهم مَن يعمل الآن في جامعات أمريكيَّة وصينيَّة وسعوديَّة.وخلال الدراسات والبحث العلمي، تشكَّلت مجموعة من الباحثين والباحثات السعوديِّين الذين أصبحوا قيادات في هذا المجال، وأقول -حقًّا- إنَّ الله أكرمني بالإشراف عليهم؛ كي يفيدوني وأفيدهم، ونحن على ذات الطريق من التخصص، زاملنا متخصِّصون في مجال الخلايا الجذعيَّة من جهات ومعامل أُخْرى في المملكة، كان أبرزها كيمارك (مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبيَّة)، التابع لوزارة الحرس الوطنيِّ، والتعاون قائم -بفضل الله- بين وحدة أبحاثنا، وبين العديد من متخصِّصي أبحاث الخلايا الجذعيَّة في جامعاتنا، والمراكز البحثيَّة؛ ممَّا أعطى زخمًا للنشر في مجلَّات علميَّة عالميَّة.هناك تسابق عالمي في مجال أبحاث الخلايا الجذعية، ومحاولة تطويعها في استخدامها للعلاج مستقبلا، وفي نفس الوقت هناك استغلال لاسمها في علاج بعض الأمراض على غير حقيقة، لذلك حذرت في مقال سابق بعنوان «متاجرو الخلايا الجذعية»، من عدم الإنصات في العلاج بالخلايا الجذعية إلا من جهات رسمية ومصادر موثوق بها.إنَّ الله -سبحانه وتعالى- سخَّر الخلايا الجذعيَّة لعلاج بعض أمراض سرطان الدم، خاصَّةً لدى الأطفال كعلاجٍ نهائيٍّ وشافٍ -بإذن الله- من سرطان الدم، والمملكة متقدِّمة في هذا المجال -بحمد الله وفضله- وذلك بدعم من الدولة -حفظها الله-، كما أنَّ هناك مَن نجح في زراعتها لمرض القرنيَّة في حالات مرضيَّة محدَّدة (د. محمود شويل من جامعة الملك عبدالعزيز)، وأطلق هذه الأيام خبرًا مفرحًا ومبهجًا وهو ما أعلنه الدكتور أحمد العسكر «رئيس مدينة الملك عبدالعزيز الطبيَّة بوزارة الحرس الوطني»، حيث قال: «تجربة مدينة الملك عبدالعزيز الطبيَّة بوزارة الحرس الوطنيِّ في علاج بعض الحالات المستعصية لمرض التصلُّب اللويحيِّ بواسطة زراعة الخلايا الجذعيَّة مشجِّعة -ولله الحمد-»، كما أنَّ هناك بشائر أوليَّة من نجاح استخدام الخلايا الجذعيَّة في علاج بعض حالات إصابات الحبل الشوكي على مستوى تجارب الحيوان، وتطبيق سريريَّة أوليَّة على الإنسان، كما جاء ذكر ذلك في إصدار بعنوان (Essential of Spinal Cord Injury Medicine)، وقد ساهمنا في هذا المجال -بحثيًّا وكتابةً- بفصل في الإصدار المذكور، كما ذكرتُ سابقًا، فإنَّ الخلايا الجذعيَّة تمثِّل منجمًا للباحثين في سعيهم لإيجاد علاجات للعديد من الأمراض المستعصية، بما في ذلك السرطان، لكن ذلك يحتاج إلى مَن يجيد التنقيب والغوص في الخلايا، والبحث في مكوِّناتها، ومكنوناتها، وكياناتها الجزيئيَّة والجينيَّة.في الختام، تبقى الدراسات السريريَّة هي القول الفاصل في تحديد فعاليَّة الخلايا الجذعيَّة كعلاج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store