
لماذا عرف الإمام الثامن بالإمام الرؤوف؟
ولقد تجلت هذه التبعية والاقتداء أكثر من أي شخص في سلوك وعمل السيدة المعصومة سلام الله عليها. وإن معرفة خصائص ومزايا طريقة حياة الإمام الرضا عليه السلام وطريقة تعامله واحتكاكه بأفراد أسرته والأصدقاء وعامة الناس هي طريقة جيدة لنتمكن من جعله أسوة وقدوة لحياتنا ونتّبعه في فترات معينة من حياتنا.
أي شيء أفضل من أن يكون ذلك التعريف مأخوذ من المصادر والمراجع المعتبرة في تاريخ الإسلام، كي لا تتعرض حقانية تلك المواضيع وصحة التعاليم للشك والترديد، ونستطيع أن نزيّن أنفسنا وعائلتنا بهذه الصفات فنكون من الأصحاب والمحبين والشيعة الحقيقيين لهذا الإمام الهمام ونطبق نمط الحياة الرضوية بأفضل طريقة ممكنة.
وسنقوم بمناقشة كل هذه الهواجس في حوار مع الأستاذ والباحث في تاريخ الاسلام، الدكتور محمد حسين رجبي دواني لنتعرف وبشكل أفضل على نمط حياة ذلك الإمام.
* نحن نعلم أنه ينبغي علينا البحث عن النموذج الكامل لنمط الحياة الدينية في منازل أهل البيت عليهم السلام. فما هي النقاط التي تذكرها لنا في هذا السياق، وبشكل عام الأخذ بعين الاعتبار نمط حياة الامام الرضا عليه السلام؟.
المثال الكامل لمدرسة التربية، نجده في بيت الإمام علي عليه السلام والسيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، حيث انتقلت إلينا من خلال سلوك هؤلاء العظماء إلى أبنائهم ومن جاء بعدهم.
وفيما يخص الإمام الثامن عليه السلام، فإن تلك المدرسة قد تشكلت بتوجيه وقيادة ذلك الإمام ليعلّمنا أساليب التربية الصحيحة. وفي هذه الظروف لم يستطع أحد العيش أفضل وأجمل من الإمام الرضا (ع) لينال رضا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فإننا نعتقد أن نهج الحياة الرضوية يمكن أن يكون قدوة لحياتنا وتربية أجيالنا.
* إحدى الأسئلة الأساسية التي يمكن أن تساعدنا في معرفة نمط حياة ذلك الإمام (ع)، هو لقب «الرضا» الذي اختصّ بهذا الإمام (ع). فهل هناك دليل ومصدر موثق في الروايات والأحاديث التاريخية حول تلك الكنية التي تصف نوع حياة ذلك الإمام؟.
نعم؛ يمكن أن نقول إنّ أحد أسباب هذا التلقيب هو جواب الإمام الجواد عليه السلام ، عندما سأله شخص: «يقول بعض الناس أن المأمون هو من أعطى لأبيك هذا اللقب والسبب في ذلك أنه رضي به وأعطاه ولاية العهد.»
فقال الإمام الجواد عليه السلام في جوابه:
«إنهم يكذبون. إن اللّه تبارك و تعالى سماه …… لأنه كان رضى للّه عزّ وجلّ في سمائه ورضى لرسوله والأئمة من بعده صلوات اللّه عليهم.»
فسأل ذلك الشخص: « أ لم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السّلام) رضى للّه عزّ وجلّ ولرسوله والأئمة بعده؟!»
فقال الامام الجواد عليه السلام: «بلي. لكن أبي فقط أصبح الرضا والسبب في ذلك أن الصديق والعدو جميعاً قد قبلوا به والجميع كانوا راضين عنه.»
وفي الحقيقة أعطي هذا العنوان له بسبب نمط الحياة الخاصة بالإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وسيكون وصفاً جيداً لطريقة حياته. وعلى سبيل المثال يمكن أن نستنتج من هذا العنوان أن الإمام عليه السلام كان يراعي الآخرين في جميع الظروف.
* حسنًا، لقد أشرنا إلى أمثلة سلوكية للإمام الرضا عليه السلام. ومن أغلى الأشخاص لدى ذلك الإمام الهمام أخته العزيزة السيدة المعصومة سلام الله عليها. فكيف كانت تصرفات و تعامل هذين الأخ والأخت، حسب وثائق تاريخ الإسلام؟.
السبب في المحبة الموجودة بين هذين العظيمين هي أن كليهما كانا مولودين من أمّ واحدة، وسائر إخوة وأخوات الإمام الرضا عليه السلام ولدوا من أم أخرى.و في الحقيقة إنّ نجمة خاتون زوجة الإمام موسى الكاظم عليه السلام أنجبت ولدين فقط، هما: الإمام الرضا عليه السلام و السيدة المعصومة سلام الله عليها. ولا توجد معلومات كثيرة حول حياة السيدة المعصومة سلام الله عليها، لكن هذه النقطة واضحة وهي أن الامام الرضا عليه السلام قد أطلق عليها لقب «المعصومة» وهذا يُظهر طهارة نفس وعظمة شخصية تلك السيدة وكذلك محبة الإمام الرضا عليه السلام لها.
*لذلك يمكن القول أن السيدة المعصومة سلام الله عليها كان لها مكانة خاصة لدى الإمام الرضا عليه السلام وعلاقة هذين الأخ والأخت كانت غالية للغاية.
نعم هكذا. طبعاً السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها لم تكن مثل الرسل والأئمة من حيث المعصومية. لكن كانت تمتلك كمالات روحية وطهارة نفسية كبيرة لدرجة ان الذين يزورونها وُعدوا بدخول الجنة. ويقول الإمام الرضا عليه السلام حول هذا الأمر: «من زار أختي فاطمة المعصومة في مدينة قم كان كمن زارني.».
وهذه الرواية تبيّن معصومية هذه السيدة وشخصيتها العظيمة ومكانتها الخاصة عند أخيها الإمام الرضا عليه السلام.
وطبعاً السيدة المعصومة سلام الله عليها أصغر من الامام الرضا عليه السلام بحوالي خمس وعشرين عامًا، لكن المحبة بين هذين العظيمين قد تمت الإشارة إليها في الكثير من الروايات.
نعم. لقد أوصى الإمام موسى الكاظم عليه السلام قبل شهادته جميع أبنائه أن يتبعوا أمر أخيهم الإمام الرضا عليه السلام. ولقد تجلت هذه التبعية والاقتداء أكثر من أي شخص في سلوك وعمل السيدة المعصومة سلام الله عليها.
وعندما قام مأمون الرشيد بنفي الإمام الرضا عليه السلام من المدينة المنورة إلى أرض طوس (مشهد اليوم) لم تستطع السيدة المعصومة سلام الله عليها أن تتحمل بُعد أخيها العزيز. وجاء في بعض الروايات أن الإمام الرضا عليه السلام هو من أراد أن تأتي أخته إليه.
وهكذا وقع الأمر، حيث توجهت السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها من المدينة إلى طوس من أجل الالتحاق بأخيها. وبالطبع كان يرافقها في تلك الرحلة عدد من رجال ونساء بني هاشم وعدد من شيعتها. وكانت طريق الرحلة تمر من قم.
وعندما اقتربت قافلة السيدة المعصومة سلام الله عليها من مدينة قم، هاجم قطاع الطرق أو أعداء الشيعة قافلتها ، فأدّى هذا الأمر إلى إصابة السيدة المعصومة سلام الله عليها. وجاء في بعض الروايات أيضاً أن المعصومة قد مرضت بالقرب من مدينة قم. وأقامت فيها لفترة في منزل أحد الشيعة وبعد عدة أيام توفيت في نفس المدينة.
هل جاء في تاريخ الإسلام مطلب يتعلق بعلاقة الأخوة بين الإمام الرضا عليه السلام وأخيه؟.
أهم نوع من اللقاء بين هذين الأخوين يتعلق بقصة شهادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام. وجاء في التاريخ أن الإمام الرضا عليه السلام كان يتعامل بمنتهى الحب والعطف مع جميع إخوته وأخواته ولهذا السبب كان جميع أفراد الأسرة يكنّون له محبة خاصة. ولم يكن السيد أحمد بن موسى عليه السلام والمعروف بشاهجراغ مستثنيا من هذه القاعدة، وتحت تأثير المواقف العظيمة والمحبة التي كان قد رآها من أخيه فقد أعجب به واعترف بعلمه ومعرفته الإلهية.
*كيف كانت قصة لقاءات هذين الأخوين في زمن شهادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام؟.
بعد شهادة الامام موسى الكاظم عليه السلام، كان من الطبيعي للشيعة التعرف على الإمام الذي يليه. لذلك عندما انتشر خبر شهادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام، اجتمع الناس أمام منزل أحمد بن موسى عليه السلام ورافقوه حتى المسجد. وبما أن السيد أحمد بن موسى عليه السلام كان واحداً من الشخصيات العلمية والدينية والفقهية الكبرى آنذاك، كان الناس يظنون أنه هو الإمام بعد أبيه، لذلك قاموا بمبايعته.
وبعد ذلك صعد أحمد بن موسى عليه السلام المنبر وألقى خطبة بمنتهى الفصاحة والبلاغة وقال للناس: « أيّها الناس، كما أنّكم جميعاً في بيعتي فانّي في بيعة أخي علي بن موسى الرضا عليه السلام وأعلموا أنّه الإمام والخليفة من بعد أبي وهو ولي الله ، والفرض عليَّ وعليكم من الله والرسول، طاعته بكلّ ما يأمرنا '.
فكلّ من كان حاضراً خضع لكلامه ، وخرجوا من المسجد يقدمهم أحمد وحضروا عند الإمام الرضا عليه السلام، فأقرّوا بإمامته؛ وهذا الأمر يظهر حقيقةً وهو صدق السيد أحمد بن موسى عليه السلام، وبالطبع فإن هذه الصفة قد ازدادت لديه وتضاعفت بسبب الشهامة التي كان يراها من الإمام الرضا عليه السلام. وعندما رأى الإمام حقيقة أخيه فإنه وكعادته دعا له بالخير وقال: «كما أنك لم تخفي الحق وتضيعه، فإن الله تعالى لم يضيعك في الدنيا ولا في الآخرة.»
*هل كان هذا النوع من التعامل موجوداً مع ابنه الإمام الجواد عليه السلام؟.
نعم؛ النقطة البارزة في سلوك الإمام الرضا عليه السلام مع ولده الإمام الجواد عليه السلام هي أنّ الرأفة والمحبة كانتا ظاهرتين في هذا الإمام العظيم. وفي الحقيقة كما كان الإمام الرضا (ع) يتعامل مع جميع أعضاء عائلته بالمحبة والعطف، فإنه كان يتعامل بالطريقة نفسها مع ابنه أيضاً.
وكذلك جاء في حكاية أنه قبل ولادة الإمام الجواد عليه السلام، قال له شخص بعد أن شاهد محبته للأطفال وعطفه عليهم: «إنك حنون جداً على الأطفال. أطلب من الله أن يرزقك ولداً.» فقال الإمام الرضا عليه السلام مجيباً: «سيعطيني الله ولداً سيكون وارثاً لي.»
ونُقل أنه عندما ولد الإمام الجواد عليه السلام، أحبه الإمام الرضا عليه السلام كثيرا، لدرجة أنه كان يجلس كل ليلة بالقرب من مهده وكان يلعب معه. وعندما علم بعض أصحاب الإمام بذلك الأمر، سأله هل جميع الناس تشفق على أبنائها بهذه الطريقة؟.
فقال الإمام الرضا عليه السلام: هذا الابن ليس كبقية الناس، بل إن ولادته ونموه مثل أجداده الأطهار.
وفي الوقت نفسه جاء في المصادر التاريخية أن الإمام الرضا عليه السلام ضمن محبته لابنه الجواد عليه السلام، كان يحترمه. وفي ذلك الوقت كانوا ينادون الشخص بلقب أو كنية، بدل الاسم، وكان يعتبر نوعاً من الاحترام، وكان الإمام الرضا عليه السلام ينادي ولده بكنيته ( أبو جعفر).
*إننا نعرف الإمام الرضا عليه السلام بالإمام الرؤوف. فمن أين نشأت هذه الصفة للإمام الرضا عليه السلام؟.
هذا صحيح. إننا نعرف الإمام الرضا عليه السلام بصفة الرحمة والرأفة. ولم تقتصر هذه الصفة على تعامله مع عائلته وأقربائه فقط، بل كان جميع الناس يستفيدون منها، وكل بحسب سعته الوجودية. وفي هذا الخصوص أيضاً يوجد في تاريخ حياة الإمام الرضا عليه السلام روايات تدل على ذلك.
وعلى سبيل المثال يروي إبراهيم بن عباس، أنني كنت مع الإمام الرضا عليه السلام وكان الناس يلاقونه في طريق الذهاب والإياب، فما رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام جفا أحدًا بكلمة قط، وما رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه، وما رد أحدًا عن حاجة يقدر عليها، ولا مدَّ رجليه بين يدي جليس له قط، ولا اتكأ بين يدي جليس له قط، ولا رأيته شتم أحدًا من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط، بل كان ضحكه، التبسم.
وبشكل عام أثبتت الشواهد التاريخية أنه إذا اتّخذنا نمط الحياة الرضوية قدوة لحياتنا، فإن الكثير من المشاكل والعادات السيئة في حياتنا الفردية والاجتماعية ستُحل وتزول.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 9 ساعات
- اذاعة طهران العربية
الحج وأثره في تزكية النفس
يعد الحج من أهم أركان الإسلام، وهو عبادة تتميز عن غيرها من العبادات بصعوبة مناسكها وعاداتها، حتى يكون المؤمنون أكثر عرضة للاختبار الإلهي، وبالتالي ينالون أعظم الثواب. إن شرط الاستطاعة، ترك المصالح الدنيوية وتحمل مشاق رحلة الحج ، يعني أن كل مرحلة من مراحل الحج الإبراهيمي فرصة لتطهير الروح وتزكية النفس. ويصبح حجاج بيت الله الحرام من خلال هذه المراحل الصعبة أكثر استعدادا لتقبل النعم الإلهية، واكتساب فهم أعمق للروحانية، كما يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف هذه المناسك: « قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَشَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ ابْتِلَاءً عَظِيماً وَ امْتِحَاناً شَدِيداً وَاخْتِبَاراً مُبِيناً وَ تَمْحِيصاً بَلِيغاً جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ وَوُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ ». تشير هذه العبارات إلى أن الحج ليس رحلة جسدية فقط، بل هو رحلة روحية عميقة تهدي الإنسان إلى الكمال والتقرب من الله، وتترك آثارا باقية في حياته. تعني عبارة « تَمْحِيصاً بَلِيغاً » في هذا الحديث، التطهير العميق والكامل والتهذيب. وكلمة " تمحيص" مشتقة من فعل « مَحَصَ »، أي تطهير الشيء وتهذيبه، و« مَحَصّه، مَحصاً » تعني التطهير من أي عيب. وقد استشهد الراغب الأصفهاني بآيات من القرآن الكريم واستخدم معنى آخر لمفردة " تمحيص"، وهو " التزكية". ويستشهد بالآيتين ١٤١ و١٥٤ من سورة آل عمران المباركة: « وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا - (آل عمران-141)» « وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ - (آل عمران-154). فـ " التمحيص" هنا ك التزكية أو التطهير، ويوجد مثل هذه الكلمات في الدعاء: « اللَّهُمَ مَحِّصْ عَنَّا ذُنُوبَنَا ». إذن تدل عبارة « تَمْحِيصاً بَلِيغاً » على أن الحج ليس عملاً ظاهريا فحسب، بل هو عملية تشمل كيان الإنسان كله، وتطهره من كل دنس وصدأ الذنوب. إن هذا التطهير والتزكية عميق لدرجة أنه يمكن أن يرفع الإنسان إلى مستوى أعلى من التقوى والقرب من الله سبحانه وتعالى. وفي واقع الأمر، إن الحج فرصة لإزالة غبار المعاصي من القلب والروح، وتجديد العهد مع الله جل شأنه.


موقع كتابات
منذ 15 ساعات
- موقع كتابات
أضاءة ل ' سيرة صحابة محمد ورسل المسيح '
هذا البحث المختصر يبحث ، حول ما آل أليه صحابة محمد ، من صراع ، قبيل وبعد موته ، ومن جانب أخر كيف أنتهى رسل المسيح في تبليغ بشارة ربهم . الموضوع : أ . من موقع / الله محبة ، أنقل بأختصار ، كيف أستشهدوا رسل المسيح { كانوا بغالبيّتهم ماتوا ليقولوا : فهل يُعقل أن تكون شهادتهم غير صحيحة ؟ أيعقل أن يموت كلّ واحدٍ منهم في مكانٍ وزمانٍ مختلفين من أجل كذبة ؟ إليكم كيف توفّي كلّ واحد من رسل المسيح وأين يوجد ضريحه اليوم : 1 – بطرس : صُلِبَ القدّيس بطرس بالمقلوب، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان. 2 – أندراوس : صُلِبَ القدّيس أندراوس على صليبٍ بشكل X، وضريحه موجود في كاتدرائيّة أمالفي في أمالفي ، إيطاليا. 3 – يعقوب بنُ زبدى : طُعِنَ القدّيس يعقوب بنُ زبدى بالسّيف ، وضريحه موجود في كنيسة القدّيس يعقوب في كومبوستيلا ، إسبانيا. 4 – يوحنّا بنُ زبدى : مات القدّيس يوحنّا بنُ زبدى بشكلٍ طبيعيّ ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس يوحنّا في أفسس ، تركيا. 5 – فيليبّوس : صُلِبَ القدّيس فيليبّوس ، وضريحه موجود في بازيليك الرسل الاثني عشر في روما ، إيطاليا. 6 – برتلماوس : سُلِخَ جسد القدّيس برتلماوس ثمّ قُطِعَ رأسه ، وضريحه موجود في كنيسة القدّيس برتلماوس في روما ، إيطاليا. 7 – توما : طُعِنَ القدّيس توما بحربة ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس توما الرّسول في أورتونا ، إيطاليا. 8 – متّى : طُعِنَ القدّيس متّى بالسّيف ، وضريحه موجود في كاتدرائيّة ساليرنو في ساليرنو ، إيطاليا. 9 – يعقوب بنُ حلفى : رُجِمَ القدّيس يعقوب بنُ حلفى حتّى الموت ، وضريحه موجود في بازيليك الرسل الاثني عشر في روما، إيطاليا.10 – تدّاوس : رُمِيَ القدّيس تدّواس بالسّهام ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان . 11 – سمعان الغيور : صُلِبَ القدّيس سمعان الغيور، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان . 12 – يهوّذا الاسخريوطي : هو من الرسل الاثني عشر ، إلّا أنّه خان المسيح وأسلمه إلى الموت ثمّ عاد وانتحر.13 – متيّا : صُلِبَ القدّيس متيّا الذي انتخبه الرسل بدلاً عن يهوّذا الاسخريوطيّ بعد قيامة المسيح ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس متيّا في ترير ، ألمانيا. 14 – بولس : لم يكن القدّيس بولس من الرسل الاثني عشر إلّا أنّه لُقِّبَ بـ 'رسول الأمم' بعد اهتدائه إلى المسيح . قُطِع رأسه ، وضريحه موجود في بازيليك القدّيس بولس في روما، إيطاليا .. } . ب # أما ما حدث بعد وفاة محمد ، فأرى أن سقيفة بني ساعدة ، كانت الأهم .. تاركين محمد مسجى لثلاث أيام دون دفن ، وأنقل من موقع / ويكي شيعة ، ملخصا عن أجتماع السقيفة { واقعة سقيفة بني ساعدة وهي أول وأهم الوقائع التي حدثت بعد رحيل النبي في السنة 11 من الهجرة والتي تمت فيها مبايعة أبي بكر كخليفة للمسلمين بعد ال رسول .. بعد وفاة النبي ، وفي حين كان شغولين بدفنه ، اجتمع بعض من الأنصار برئاسة سعد بن عبادة كبير قبيلة خزرج في سقيفة بني ساعدة لينتخبوا خليفة لهم يملأ فراغ القيادة بعد رحيل النبي . يعتقد بعض المؤرخين أن اجتماع الأنصار عقد لتعيين حاكم للمدينة فقط ، ولكن بعد دخول بعض المهاجرين للاجتماع تحول مسير الكلام إلى تعيين خليفة للنبي ليكون قائداً على المسلمين ، وفي النهاية تمت مبايعة أبي يكر كخليفة للمسلمين ، ووفقاً للمصادر التاريخية كان عمر وأبو عبيدة بن الجراح ممن حضر السقيفة من المهاجرين غير أبي بكر . يستند أهل السنة لتشريع حكومة أبي بكر وخلافته على إجماع أهل العقد والحل ، بينما يشير المؤرخون إلى أن مبايعة أبي بكر كانت محل خلاف ونزاع في المدينة ، ولم تحظى بالقبول العام ، كما أبدى الإمام علي والسيدة الزهراء معارضتهما للبيعة بالإضافة إلى الفضل وعبد الله ابنا العباس وعدد من أصحاب النبي ، أمثال : سلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري ، والمقداد بن عمرو ، والزبير بن العوام ، وحذيفة بن اليمان ، ويعتبر الشيعة أن واقعة السقيفة ونتائجها مخالفة لكلمات النبي المبنيّة على وصاية الإمام علي وخصوصاً في غدير خم.}. ج # وفي هذا المقام ، لا بد لنا أن نتعرف على من كان يحضر الرسول للدفن ، بينما أجتماع السقيفة منعقد ، وأنقل بهذا الصدد ، التالي من موقع / نداء الأيمان ، وبأختصار { أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله .. عن سعيد بن المسيب قال غسل النبي علي وكفنه أربعة علي والعباس والفضل وشقران .. أخبرنا محمد بن عمر .. عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال غسل رسول الله علي والفضل بن عباس وكان يقلبه وكان رجلا أيدا وكان العباس بالباب فقال لم يمنعني أن أحضر غسله إلا أنني كنت أراه يستحي أن أراه حاسرا .. } . أضاءة : * بداية ، لا بد لنا أن نبين ، أنه بوفاة الرسول ، أنتهت الدعوة المحمدية ، وبدأت حقبة السلطة والحكم – بمظلة أسلامية . لهذا أجتمعوا الصحابة تصارعا على الخلافة في السقيفة ! . تاركين محمدا لثلاث أيام ، غير آبهين بخطورة تحلل جثته في طقس صحراوي جاف .. وهناك الكثير من الروايات حول ما حصل لجثة محمد ، سأورد أحدها ، وفق موقع / الملحدون التونسيون ، بأختصار { مسند عمر بن الخطاب : اخبرنا عارم بن الفضل .. اخبرنا ايوب بن عكرمة قال : لما توفى رسول الله فقالوا : انما عرج بروحه كما عرج بروح موسى ، وقام عمر خطيبا يوعد المنافقين و قال : ان رسول الله لم يمت ، وانما عرج بروحه كما عرج بروح موسى .. عندما مات محمد اعتقد بعض اتباعه انه سوف يعود للحياة مرة اخرى كما حدث مع قصة موسى ، فماذا حدث بعد ذلك يا ترى ؟ فقال العباس : إن رسول الله يأسن كما يأسن البشر ( يأسن أي يتعفن ) ، وإن رسول الله قد مات فادفنوا صاحبكم .. } ، اذن نستنج مما سبق ، أن الجثة بدات تتعفن كما يتعفن البشر . * أن الصحابة كان همهم الخلافة ، وليس دعوة محمد – خاصة وانه قد قضى ، وأن قضية نشر الدين بما يسمى بالفتوحات ، فأنها لم تكن كذلك ، بل كانت غزو وأحتلال ، غايته النهب والسبي والجواري والغلمان ، أي أستباحة البلدان .. أما نشر الدين ، فأقول ليس من دين ينشر بحد السيف وفق الآية' قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ َورَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ / سورة التوبة 29 ' . * في هذا الصدد لا بد لنا أن نشير الى أن رسل المسيح / المذكورين ، الذين أستشهدوا ' أما صلبا أو قطعت رؤوسهم أو رموا بالسهام أو طعنا بالسيوف .. ' في سبيل نشر بشارة دعوة المسيح ، كان لا مكاسب مادية لهم ، ولم يسبوا الجواري والغلمان .. بل قدموا أرواحهم قربانا للدعوة . أما صحابة محمد فبالغزوا ، نهبوا وقتلوا وأخذوا الجزية .. ونشروا الأسلام. * وأرى كما أن سيد الرسل جلد وصلب .. من أجل خلاص البشرية ( فعلى الكنيسة أن تتذكر دائماً أنها نالت الخلاص من المسيح ، وأن مهمتها ورسالتها تكمن في تقديم هذا الخلاص للآخرين ، عن طريق التأكيد على أن المسيح هو المخلص ، وهو الخلاص بذاته / نقل من موقع – سالزيان الشرق الأوسط ) .


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
كل الطرق تؤدي الى مكة
من بين تلك الجبال الصخرية ولا اسميها الا جبال الصبر والمعجزة والفداء جبال عصت على الطبيعة ولكنها لم تعصي امام نبي الرحمة من هذه الجبال وهناك في اعاليها غار للتعبد يذهب اليه رجل اختاره الله رحمه للعالمين يفكر في خلق الله في شؤون البشرية جمعاء يفكر في عظمه هذا الخالق ما اجملها من لحظات وانت تشاهد على ارض الواقع هذه الطبيعة التي اوصلت لنا هذه الرسالة السماوية. ان عباره كل الطرق تؤدي الى مكة لا اعني فيها هنا عن موقعها الجغرافي وهي تأخذ منتصف الكره الأرضية ولا اعني عن رحله فيزيائية بل انني اتكلم عن رحله روحيه تتجسد فيها روحانيه المكان مع ارواح الزائرين لتلك الجبال التي تحمل الحجارة السوداء فقط ولكنها مقصد لقلوب العاشقين قبل الاقدام وخاصه قلبها النابض بالكعبة المشرفة لأنها لم تكن يوما قريه عصريه او محطات للرحاله والنزالة او مجرد مدينه بل ما زالت ولا تزال وتبقى قبله للأرواح وشعاع منه الايمان والحضارة منذ فجر التاريخ.. أكثر من مليار مسلم يوجهون وجوههم إليها في كل صلاة، ويتمنون لقاءها، يشتاقون للطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف على عرفات. انها مكة المكرمة فهي ليست مدينه نقراها على الخريطه لأنها متجسده في الارواح قبل الاجساد وما زالت هي تلك المدينه التي تحمل ذلك الدعاء بكلماته كبيره وما زالت مهوى لأفئدة المؤمنين من كل أصقاع الارض نعم يأتونها من خلف المحيطات والبحار ويقصدونها من خلف الجبال ويأتون اليها من الصحاري وقلوبهم تسير قبل اقدامهم هنا تؤمن بأن مكة المكرمة، ليست مجرد مدينة على الخريطة، بل هي قِبلة الأرواح قبل الأجساد، ومهوى أفئدة المؤمنين وان المقصد الاصلي هو سماوي على ارض مقدسة وكل طريق فيها تجد معه في كل خطوة رجاء وامل من هنا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا كان يعيش اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم هنا تقاتل الكفر مع الايمان ومن هنا انطلقت مسيره الرحلة العظيمة التي بدأت ولن تنتهي الى قيام الساعة نعم ومن كل فج عميق يأتي اليك الناس متشوقون ويحملون في اجسادهم اللهفة يبكون رجالا ونساء شيبا وشبابا بدون شعور وبدون تصنع تجدهم من مختلف الجنسيات والاعراق مختلفة السنتهم ولكنهم متوحدون بلباس الاحرام ومتساوون بكل الشعائر ولا فرق هنا بين غني وفقير ولا بين عبد وسيد فالجميع هنا عبيد والجميع هنا قد جاؤوا الى غايه واحده يحملهم الشوق الى الكعبة المشرفة بقلوب مليئة بالأيمان وقد تركوا خلفهم عوائلهم وقصورهم واموالهم بعيدا عنهم الكل هنا سواسيه في بيت الله ضيوف عند الرحمن وهو خير من يكرم ضيفه نعم فالصلاة هنا بمئة الف صلاه والنفقة هنا ليس لها حدود والكلمة الطيبة هنا تعادل بحارا من الكلمات الاخرى مكة يعرفها البعض بالكعبة والحرم ويعرفها المؤرخون بتاريخها العريق ومكانتها في قلوب المسلمين من هنا بدا النور الالهي من ذلك الجبل…جبل النور.. هنا انزل الله سبحانه وتعالى القران الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هنا التقى امين السماء مع امين الارض هنا بدأت نقطه انطلاق الحضارة الإسلامية. هنا تتعدد طرق الجغرافية من اسيا وافريقيا واوروبا هنا تتعدد وسائط النقل مع الطائرات والقطارات والسيارات واحيانا مع الارجل البشرية هنا تجد ان الطرق مختلفة فطرق التعبيد في الشوارع تضيف لها طرق القلب الروحية مثل ما تضيف لها الخارطة الجوية الجميع هنا مشتاقون للقاء ورؤيه الكعبة المشرفة يحملون حنين قلوبهم والسنتهم تنطق لبيك اللهم لبيك حقا انها حلم كان يراودنا ونراه اليوم على ارض الواقع نعم انها مكة الحلم الاكبر لدى اغلب المسلمين وكل من يزورها يشتاق الى العودة اليها لان فيها يتجدد الايمان وتغسل الذنوب ويولد الانسان من جديد طاهرا نقيا وكانه لم يعصى الله يوما نعم انها ارض الله الطيبة الطاهرة المباركة وحقا ان كل الطرق تؤدي الى مكة لأنها ليست النهاية بل هي البداية السعيدة انها المكان الذي تلتقي فيه السماء بالأرض، وتختلط فيه دموع التائبين بأمل الطائعين… نعم هنا تحققت الدعوة الصادقة لنبي الله ابراهيم عليه السلام (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )