
أخبار العالم : الحج: في إحداها قُتل ثلاثة أرباع الحجاج .. أحداثٌ أوقفت المناسك
الثلاثاء 3 يونيو 2025 05:00 صباحاً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
السعودية أعلنت وفاة أكثر من 1300 حاج بسبب مخالفة شروط الحج والحرارة الشديدة العام الماضي
2 يونيو/ حزيران 2025
وضعت المملكة العربية السعودية شروطا جديدة لأداء فريضة الحج هذا العام، بهدف تنظيم الدخول إلى مكة، والحد من الحوادث التي تحدث بين الحشود الهائلة التي تتوافد لأداء المناسك.
وتسبب الزحام الشديد والحرارة القاسية العام الماضي في وفاة أكثر من 1300 من الحجاج، وأعلنت السعودية أن معظمهم ممن لم يحصلوا على تصريح للحج، موضحة أنهم ساروا لمسافات طويلة في الحر الشديد، حيث تجاوزت درجات الحرارة في بعض الأحيان 50 درجة مئوية.
وأعلنت السلطات السعودية عن شروط جديدة للحج هذا العام أملا في السيطرة على الحشود والحد من الزحام وتجنب وقوع حوادث وأزمات.
ومن هذه الشروط ما يتعلق بكبار السن والسيدات، وهم الفئات الأكثر تعرضا للأزمات خلال أداء المناسك، فالحد الأدنى للعمر هو 18 عاماً والحد الأقصى 65 عاماً، ومن هم دون 18 عاماً يجب أن يكونوا برفقة أحد الوالدين أو ولي أمر قانوني، كما تم تقليص أعداد كبار السن هذا العام.
وألزمت السعودية الحجاج بتقديم شهادة طبية معتمدة تؤكد أنهم قادرون صحياً وبدنياً على أداء جميع مناسك الحج. أما النساء دون 45 عاماً فيجب أن يكنّ برفقة محرم مع إثبات العلاقة الشرعية (عقد الزواج أو شهادة الميلاد)، أما النساء فوق 45 عاماً فيمكنهن أداء الحج دون محرم بشرط الانضمام إلى مجموعة منظمة وتقديم خطاب عدم ممانعة من المحرم.
ولا يمكن أداء الفريضة هذا العام إلا من خلال التسجيل حصرياً عبر البوابة الإلكترونية للحج والعمرة "نسك"، المنصة الرسمية المعتمدة من وزارة الحج والعمرة، ويتم منع من لا يحمل التصريح الرسمي وترحيله إلى بلاده.
كما ألزمت المملكة راغبي الحج في الحصول على لقاح المكورات السحائية الرباعي (ACYW135)، قبل 10 أيام على الأقل من الوصول، وهناك تطعيمات إضافية مثل الحمى الصفراء وشلل الأطفال والإنفلونزا، حسب الدولة والحالة الصحية.
وفي محاولة للحد من الحوادث التي تقع للحجاج، سواء في الطرقات أو في المشاعر المقدسة، فقد وضعت إرشادات هامة، منها منع النوم أو الاستلقاء في الممرات والمناطق غير المخصصة داخل المشاعر المقدسة، وضرورة الوقاية من الشمس باستخدام المظلات الواقية.
وتشهد مواسم الحج أزمات ووفيات بسبب التزاحم الشديد، وكانت هناك أزمة كبيرة في 2020 عندما أوقفت السعودية الحج بسبب تفشي فيروس كورونا، كما دون المؤرخون لمرات عديدة تأثر الطواف حول الكعبة بل والفريضة ذاتها، إما بوقف كلي أو تقليص جزئي بظروف مختلفة كالصراعات المذهبية والمعارك والأوبئة والسيول.
إغلاق صحن الكعبة
صدر الصورة، Abdelbassir Hassan
التعليق على الصورة،
قررت السعودية إغلاق صحن المطاف حول الكعبة إبان جائحة كورونا 2020
وقررت السلطات السعودية في عام 2020 قصر أداء الركن الخامس في الإسلام على عدد محدود من السعوديين والمقيمين من الجنسيات المختلفة في الداخل وعدم استقبال أي حجيج من الخارج، بسبب مخاوف من تفشي الوباء بين جموع الحجيج.
وكإجراء احترازي أيضا قررت السعودية إغلاق صحن المطاف حول الكعبة وكثفت أعمال التنظيف والتعقيم في المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة.
وأعلنت السلطات السعودية أن السياج المحيط بالكعبة سيظل في مكانه لمنع الزوار من ملامسة الكعبة والحجر الأسود، ناهيك عن تطبيق قواعد ملزمة بالتباعد الإجتماعي ومنع التجمعات وتقسيم الطائفين إلى مجموعات تباعا مع وضع الكمامة إلزاميا في كل شعائر الحج.
"بحجارة من سجيل"
صدر الصورة، AFP/GETTY IMAGES
من بين أولى تلك الأحداث التي تحتفظ بها ذاكرة كتب التراث الإسلامي بل وأتى القرآن على ذكرها واقعة أبرهة التي حدثت في 570 -571 بعد الميلاد، حين هاجم ملك الحبشة، الذي كان يحكم اليمن حينئذ، مكة من أجل هدم الكعبة لإجبار الحجيج على زيارة كنيس بناه لهذا الغرض في اليمن.
ولما كان الفيل الأفريقي الضخم من بين أدواته في هذا الهجوم، خشيه أهل مكة والحجاج ففروا إلى مناطق جبلية مجاورة، وتوقف الطواف حتى "أتت طيور فألقت حجارتها على جيش أبرهة" حسب الروايات الإسلامية.
ويدون المؤرخون أيضا أنه في عام 693 للميلاد، وخلال حكم الخليفة الأموي، عبدالملك بن مروان، هاجم واليه في مكة، الحَجاج بن يوسف الثقفي، معارضه، عبدالله بن الزبير، في مكة وحاصرها وضربها بالمنجنيق بهدف القضاء على بن الزبير الذي تمرد واحتمى في الكعبة معلنا نفسه خليفة للمسلمين.
وتسبب الهجوم في تدمير أجزاء من الكعبة وتوقف الطواف والصلوات ومناسك العمرة فيها قبل أن يعاد بناءها مجددا وتجري توسعة المسجد الحرام في عبدالملك ذاته.
"الحجر الأسود في القطيف"
صدر الصورة، Getty Images
لعل هجوم القرامطة على الكعبة في سنة 930 م قد شكل واحدة من أكثر الأحداث دموية حول الكعبة في تاريخها، إذ هاجموا الحجيج في الحرم المكي بدعوى أن الطواف من أفعال الجاهلية وعبادة الأوثان.
وتشير الروايات إلى أن نحو ثلاثين ألفا من الحجيج قد لقوا مصرعهم في هذا الهجوم الذي وقع أثناء موسم الحج في ذلك العام. ونقل القرامطة الحجر الأسود إلى مدينتهم هجر -القطيف حاليا- التي كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم.
ووفق الروايات، توقف الحج لنحو عشر سنوات، كما لم يصعد أحد إلى جبل عرفة، وبقي الحجر الأسود بعيدا عن موضعه لسنوات عديدة قبل أن يسترد مقابل عشرات آلاف من الدينارات الذهبية ويعود لمكانه الحالي في الكعبة.
كما أرسل الخليفة العباسي، المعتز بن المتوكل، جيشا إلى مكة في موسم الحج لوقف الأمير، إسماعيل بن يوسف، عن أفعاله المشينة بمكة وأهلها فوقعت ما اصطلح عليه بـ"مذبحة صعيد عرفة".
وتقول كتب التاريخ إن معركة كبيرة وقعت عند جبل عرفة هزم فيها العباسيون ووقع سلب ونهب على يد جيش إسماعيل بن يوسف بعد أن هاجم أتباعه جموع الحجاج فقتلوا منهم أعدادًا كبيرة وأُبطِل الحج حينها.
التعليق على الصورة،الحج تاريخيا تعطل لأكثر من عشرين مرة بسبب الأوبئة أو الاضطرابات السياسية والاقتصادية والأمنية
أوبئة القرن التاسع عشر
صدر الصورة، Getty Images
يقول مدير عام مركز تاريخ مكة التابع لإدارة الملك عبدالعزيز الثقافية، فواز بن علي الدهاس، إن الحج تاريخيا تعطل لأكثر من عشرين مرة بسبب الأوبئة أو الاضطرابات السياسية والاقتصادية والأمنية وتعرض للإلغاء أو قللت أعداد الحجيج فيه.
ويضيف الدهاس في حديث مع بي بي سي عربي إن أشهر الأوبئة التي وقعت بالمشاعر المقدسة هو ما عرف بداء الماشري الذي وقع في القرن الرابع الهجري وتحدث عنه ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية".
وأردف " انتشر الوباء بمكة في العام 357 أو 358 للهجرة، ومات فيه كل الحجاج ونفق عدد كبير من الإبل التي قدم عليها الحجيج، بحسب رواية بن كثير."
وأشار الدهاس إلى أنه في الفترة من 390 الى 419 للهجرة "تسببت موجات برد شديد متوالية خلال تلك السنوات في موجات غلاء فاحش تركت بصماتها على مناسك الحج بسبب ندرة الطعام لتأثيرها على مزارع النخيل وإنتاج التمور الذي كان طعاما للزوار وموردا اقتصاديا أساسيا في ذلك الحين."
واعتبر الدهاس القرن التاسع عشر فترة هي الأشد خطورة في تاريخ الحج بسبب استدامة العديد من الأوبئة لسنوات طويلة.
ويقول في ذلك "في حوالي عام 1252 هجري حتى عام 1310 هجري، انتشرت أوبئة في سنوات مختلفة ومنها الكوليرا الذي اشتد للغاية."
وأضاف الدهاس، أن بعض المؤرخين دونوا أن وباء جاء مع الحجيج الهنود القادمين لمكة فانتشر بين الحجاج ما تسبب في وفاة 3 أرباع الحجاج في ذلك الحين، وتفشت أوبئة كذلك في سنوات متفرقة بين 1837م و 1892م، أدت إلى موت أعداد كبيرة من الحجاج .
"مهدي في صحن الكعبة"
في عام 1979م، اقتحم نحو 200 رجل تحت قيادة جهيمان العتيبي ومحمد القحطاني المنتمين للجماعة السلفية المحتسبة الحرم المكي فجرا، وسيطروا عليه بقوة السلاح، وأعلن العتيبي أن صهره القحطاني هو "المهدي المنتظر".
و أغلق العتيبي أبواب المسجد الحرام، فوجد المصلون أنفسهم محاصرين ومحتجزين داخل المسجد الحرام، واستمر الحصار مدة أسبوعين، توقف فيهما الطواف والصلاة في الحرم، حتى تمكنت السلطات السعودية من فض الحصار بالقوة فوقع العديد من القتلى من القوات الأمنية والحجيج والمهاجمين وألقي القبض على من تبقى منهم وحوكم لاحقا.
وفي عام 2017 توقف الطواف لساعات قليلة حول الكعبة قبل استئنافه ولكن كان السبب هو أمواج البشر حول الكعبة ما تسبب في زحام شديد عطل حركة الطواف لبعض الوقت.
منذ ذلك الحين وقعت بعض الحوادث البسيطة وبعض الإصلاحات وأعمال الترميم التي لم تؤثر كثيرا على أداء الشعائر لكنها أسقطت عددا من القتلى والجرحى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 6 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : هزات أرضية متتالية في مصر: زلازل كريت وتركيا تثير قلقاً بين المواطنين
الثلاثاء 3 يونيو 2025 08:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، زلزال عام ١٩٩٢ في القاهرة Article information شهدت مصر خلال الشهر الماضي نشاطًا زلزاليًا شعر به سكان عدة محافظات، حيث سجلت الشبكة القومية لرصد الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية هزتين رئيسيتين وعشرات الهزات التابعة. رصدت الشبكة القومية للزلازل هزة أرضية يوم 22 مايو/أيار بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر، وكان مركز الزلزال في جزيرة كريت اليونانية على بعد 499 كيلومترًا شمال محافظة مرسى مطروح. وأكد المعهد في بيان أن الزلزال الرئيسي تبعته 33 هزة ارتدادية حتى 25 مايو/ أيار، جميعها كانت أقل من 3.8 درجة على مقياس ريختر، وشعر بها سكان بعض المناطق دون أن تُسبب أي أضرار تُذكر. وفي الساعات الأولى من يوم 3 يونيو حزيران، سجلت أجهزة الرصد هزة جديدة بقوة 5.8 درجة، كان مركزها يقع على بعد 593 كيلومترًا من مدينة مرسى مطروح غربي مصر، بالقرب من الحدود التركية الجنوبية. وقد أعقبت هذه الهزة 16 هزة ارتدادية بقوة أقل من 3.5 درجة، بحسب المركز القومي للبحوث الفلكية. التعليق على الصورة، بيان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والتوابع هي هزات أرضية أقل حدة تلي للهزة الأرضية الرئيسية، حيث تساعد في تفريغ الطاقة المتبقية في الصفائح التكتونية في الأرض حتى يعود النظام الجيولوجي إلى حالة الاستقرار، بحسب بيان المركز. وتفاعل عدد من المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي مع حدوث الهزات الأرضية الأخيرة، حيث تساءل أحدهم عن جاهزية الدولة للتعامل مع أي زلازل قوية، وضرورة وجود حملات توعية حتى يعرف الناس كيفية التصرف في هذه المواقف. أهمل Facebook مشاركة, 1 هل تسمح بعرض المحتوى من Facebook؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Facebook. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Facebook وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية نهاية Facebook مشاركة, 1 بينما عبّر مستخدم آخر عن تخوّفه مما يحدث وتتابع الهزات الأرضية أهمل X مشاركة هل تسمح بعرض المحتوى من X؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع X. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع X وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية نهاية X مشاركة وقام مستخدم بالاستعانة بأحد مواقع الذكاء الاصطناعي للسؤال عن سبب تكرار الهزات الأرضية في مصر. أهمل Facebook مشاركة, 2 هل تسمح بعرض المحتوى من Facebook؟ تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Facebook. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Facebook وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر "موافقة وإكمال" Accept and continue Accept and continue تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية نهاية Facebook مشاركة, 2 طبيعة الحزام الزلزالي أوضح الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، لبي بي سي أن حدوث الهزات الأرضية هو ظاهرة طبيعية في ضوء الموقع الجغرافي للمنطقة، حيث يقول إنه من الطبيعي حدوث هذه الهزات لأن منطقة أحزمة زلزالية تمر بشرق البحر المتوسط من جزيرة قبرص ثم جنوب كريت ثم صقلية جنوب إيطاليا. وأكد عبد الهادي أن مصر لا تقع ضمن الحزام الزلزالي النشط، موضحا أن المناطق الأكثر نشاطًا في المنطقة تشمل شرق البحر المتوسط ثم خليج السويس وخليج العقبة والمدن الساحلية على البحر الأحمر. وقال رئيس قسم الزلازل بالمركز القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن الحزام الزلزالي يبعد عن مصر مسافة تتراوح بين 350 إلى 450 كيلومترًا، مشيرًا إلى أن "الحزام الزلزالي يعني أنه يتميز بنشاط زلزالي مركز في هذه المناطق بشكل مستمر". ويضيف عبد الهادي أن السكان في مصر يشعرون بهذه الهزات عندما تزيد قوتها عن 6 درجات على مقياس ريختر، خاصة إذا كانت عميقة المصدر عوامل تضخيم الموجات يكشف عبد الهادي عن عاملين رئيسيين يجعلان المصريين يشعرون بهذه الزلازل البعيدة، الأول يتعلق بعمق الزلزال، حيث يوضح أن "الزلازل العميقة التي تحدث على شريط البحر المتوسط تمتد لمسافات طويلة". أما العامل الثاني، فيرتبط بطبيعة التربة، حيث إن "التربة الطينية في بعض المناطق في دلتا مصر قد تؤدي إلى تكبير بعض الموجات الزلزالية عن طبيعتها". تاريخ النشاط الزلزالي في المنطقة يستعرض الخبير في الزلازل بعض الأحداث التاريخية المهمة، حيث يشير إلى زلزال "حقل" الذي وقع في خليج العقبة عام 1995 وبلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر، لم تشعر به مصر بسبب امتصاص سيناء للصدمات، كما يتذكر زلزال خليج السويس عام 1969 بقوة 6.3 درجة، الذي تسبب في خسائر محدودة بالقرب من الغردقة. أما زلزال 1992 فيُعد أحد أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها مصر، حيث أدى إلى مصرع العشرات وتشريد المئات، وأصاب معظم البيوت بتصدعات وأضرار فادحة، ونتج عنه وفاة المئات. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، زلزال عام ١٩٩٢ في القاهرة نظام الرصد الزلزالي الوطني يكشف الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية عن تفاصيل نظام الرصد الزلزالي في مصر، موضحًا أن البلاد تمتلك حوالي 90 محطة رصد زلزالي منتشرة في مناطق النشاط الرئيسية، ويضيف "لدينا تعاون مع محطات دولية في كريت واليونان وتركيا وإيطاليا، تساعدنا في تحديد نشاط الزلازل، ومتصلة 24 ساعة". إجراءات الوقاية والبناء الآمن يتطرق رئيس قسم الزلازل إلى إجراءات الوقاية، مشيرًا إلى أن مصر تمتلك كود بناء خاصًا بالزلازل، موضحا أن كود البناء هو عبارة عن مجموعة من المعايير والمواصفات الفنية وضعها المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، وتشارك في تحديث هذا الكود لجنة من المعهد، ومن المتوقع صدوره عام 2025 وقد نشر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إرشادات للمواطنين حول كيفية التصرف عند حدوث هزات أرضية قوية. التعليق على الصورة، المصدر:المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية حدود العلم في التنبؤ بالزلازل


نافذة على العالم
منذ 6 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات في رفح
الثلاثاء 3 يونيو 2025 08:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، AFP 3 يونيو/ حزيران 2025، 08:07 GMT آخر تحديث قبل 18 دقيقة قُتل 27 شخصاً إثر إطلاق نار قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة، فجر الثلاثاء، وفق ما أكدته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والدفاع المدني في قطاع غزة. وقال الصليب الأحمر إن المستشفى الميداني التابع له في رفح استقبل 184 مصاباً، بينهم 19 قتيلاً، فيما قضى ثمانية آخرون متأثرين بجراحهم في وقت لاحق، مؤكداً أن معظم الجرحى كانوا مصابين بالرصاص. وذكر الدفاع المدني في غزة أن غالبية القتلى والجرحى أصيبوا بنيران الدبابات الإسرائيلية والمروحيات وطائرات بدون طيار. وفي بيان، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار بعد تحديد هوية "العديد من المشتبه بهم" قرب مركز لتوزيع المساعدات. وأكد أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، ليعود بعد ذلك ويؤكد أنه فتح تحقيقاً في إطلاق النار. وعقب حادث صباح الثلاثاء، شوهدت جثث ملفوفة بأكياس بلاستيكية بيضاء، على الأرض في قسم الطوارئ بمستشفى ناصر. وتجمع مئات الفلسطينيين بعضهم من أقارب القتلى والمصابين داخل المستشفى. وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً، يفيد بأن قواته أطلقت النار بعد تحديد هوية "مشتبه بهم"، على بُعد حوالي 0.5 كيلومتر من موقع توزيع المساعدات. وأضاف أن قواته أطلقت في البداية "نيرانًا تحذيرية... وبعد أن فشل المشتبه بهم في التراجع، وُجّهت طلقات إضافية بالقرب من عدد من المشتبه بهم الذين تقدموا نحو القوات". وأكد الجيش الإسرائيلي أنه على علم بتقارير عن سقوط ضحايا، وأنه "يجري التحقيق في تفاصيل الحادث". وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإطلاق النار قرب مركز توزيع المساعدات. وقال المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، للصحفيين، إن من غير المقبول أن "يخسر مدنيون حياتهم لمجرد أنهم يسعون إلى الحصول على غذاء"، مكرراً الدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل في ما جرى. من جهته، انتقد فيليب لازاريني - المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) - إسرائيل، قائلاً إن نقاط توزيع المساعدات باتت "مصيدة للموت". وهاجم بشدة آلية التوزيع التي رتبتها إسرائيل، والتي حددت نقطة التسليم في أقصى جنوب مدينة رفح بقطاع غزة، ما اضطر آلاف المدنيين الفلسطينيين إلى السير عشرات الكيلومترات، نحو منطقة شبه مدمرة بفعل القصف الإسرائيلي المكثف، معتبراً أن "هذا النظام المهين" لا يخفف المعاناة بل يعمّقها. وقالت طبيبة الطوارئ البريطانية، ماندي بلاكمان، لبي بي سي، إن المستشفى الذي تعمل به في منطقة المواصي غرب خان يونس، بدأ في استقبال المصابين في الساعة الخامسة صباحاً بالتوقيت المحلي لقطاع غزة. وأضافت بلاكمان أن المصابين قالوا إنهم كانوا "في طريقهم للحصول على مساعدات غذائية، وتعرضوا للإصابة خلال ذلك". وصرّحت الطبيبة البريطانية بأنها شهدت إصابات بطلقات نارية، وأخرى إثر التعرّض للطعن، كما أن "أشخاصاً آخرين تعرّضوا للضرب بما قالوا إنها حجارة، فيما تعرض آخرون للرش برذاذ الفلفل". وكشفت بلاكمان عن أن الإصابات التي وصلت المستشفى صباحاً جعلته "يعمل بكامل طاقته تقريباً". صدر الصورة، Getty Images حوادث متكررة وتدير مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) مراكز توزيع مساعدات عدة في قطاع غزة، وهي منظمة مثيرة للجدل، تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل وتستخدم متعاقدين مسلحين أمريكيين لتأمين مراكز المساعدات. وبدأت المنظمة عملياتها بعد أن أعلنت إسرائيل في 19 مايو/أيار الماضي تخفيف المنع الذي كانت تفرضه على دخول المساعدات إلى القطاع، ومنذ بدء عملياتها، سادت حالة من الفوضى مراكز توزيع المساعدات التي تديرها المؤسسة. ففي 27 مايو/أيار، أُصيب سبعة وأربعون شخصاً حين اقتحمت حشودٌ مركز توزيع مساعداتٍ تديره المؤسسة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. فيما أفادت وزارة الصحة في غزة بمقتل شخصٍ وإصابة 48 آخرين. وصرح متحدثٌ باسم الجيش الإسرائيلي بأن القوات الإسرائيلية أطلقت "طلقاتٍ تحذيرية" في الهواء خارج الموقع في رفح، لكنها لم تطلق النار على الناس. وأكدت مؤسسة غزة الإنسانية أنه "لم تُطلق أيُّ رصاصة على حشود الفلسطينيين". وفي 29 مايو/أيار، وصف شاهد عيان زار مركز توزيع مساعدات تابعاً للمؤسسة قرب رفح، مشاهدَ "فوضى عارمة". فيما قال شاهد آخر يبلغ من العمر ستين عاماً، كان موجوداً في الموقع، إن الحصول على المساعدات كان أصعب على كبار السن والفئات المعرضة للخطر. ووصف أشخاص آخرون مشاهد مماثلة في مركز توزيع مساعدات وسط غزة، حيث قال عددٌ منهم لبي بي سي إنهم عادوا خالي الوفاض. وآنذاك قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن شخصين قُتلا وأُصيب عدد آخر، بعد أن اقتحمت "حشود من الجياع" مستودع إمدادات غذائية في وسط غزة. في 31 مايو/أيار، هرعت حشود من المدنيين باتجاه شاحنات محملة بالمساعدات في غزة، وفق ما نقل برنامج الأغذية العالمي. وفي الأول من يونيو/حزيران، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 31 شخصاً على الأقل وإصابة عدد أكبر بـ "نيران إسرائيلية" قرب مركز لتوزيع المساعدات في رفح. وأفاد الصليب الأحمر بأن المستشفى التابع له استقبل 179 مصاباً، بينهم 21 قتيلاً. وقال الجيش الإسرائيلي إن نتائج تحقيق أولي أظهرت أن قواته لم تطلق النار على أي شخص أثناء تواجده بالقرب من مركز المساعدات أو داخله. وفي الثاني من يونيو/حزيران، أفاد مسؤولون طبيّون في غزة ووسائل إعلام محلية بمقتل ثلاثة فلسطينيين آخرين بنيران إسرائيلية قرب المركز ذاته التابع لمؤسسة غزة الإنسانية في رفح. وصرّح الجيش الإسرائيلي بأن قواته أطلقت "طلقات تحذيرية باتجاه عدد من المشتبه بهم الذين تقدموا نحوها على بُعد كيلومتر واحد تقريباً من مركز المساعدات". على صعيد متصل، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، الثلاثاء، تعيين القس جوني مور، وهو رجل دين مسيحي إنجيلي، رئيساً تنفيذياً جديداً لها. وقال المدير التنفيذي بالإنابة للمؤسسة، جون أكري، في بيان، إن تعيين القس مور الذي عمل بشكل وثيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قضايا الحرية الدينية، "يؤكد تصميم المؤسسة على الجمع بين التميز التشغيلي والقيادة ذات الخبرة والموجهة نحو الخدمة"، على حدّ تعبيره. وجاء تعيين القس مور بعد أيام من استقالة المدير التنفيذي السابق جيك وود، الذي أعلن في بيان استقالته بسبب عدم إمكانية تنفيذ خطة لتوزيع المساعدات على سكّان قطاع غزة "مع الالتزام الصارم بمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية". "ما ذنبنا؟" صدر الصورة، Reuters ووصف تامر نصّار، وهو نازح في خان يونس جنوبي القطاع، ما حصل بـ "الشيء الفظيع". وقال نصّار لبي بي سي، إن الحاجز المؤدي إلى مركز التوزيع فتح أبوابه عند الساعة السادسة صباحاً، وإنهم "بوغتوا بأمطار من الرصاص تهبط من السماء" بعد تجاوزهم الحاجز. فيما قال شاهد عيان لبي بي سي، إن إطلاق النار عند مركز التوزيع كان كثيفاً، مضيفاً أن المشهد هناك "لا يمكن تخيله". وتابع الشاهد بالقول: "لا أنصح أحداً بالذهاب إلى هناك، لا نريد الطعام، إطلاق النار لم يكن طبيعياً". وصرحت شاهدة عيان أخرى لبي بي سي، بأن الناس ذهبوا إلى مركز التوزيع للحصول على الطعام، قبل أن يتعرضوا لإطلاق نار. وقالت الشاهدة: "ما ذنبنا؟ نحن لسنا حماس، لسنا فتح، نحن أشخاص مغلوب على أمرنا نعيش تحت الركام". وقال محمد الشاعر، وهو نازح في منطقة المواصي بخان يونس، إنه في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء "بدأ مئات من المواطنين يتقدمون في الطريق الساحلي، المؤدي إلى مركز المساعدات الأمريكي برفح، وقام الجيش الإسرائيلي فجأة بإطلاق النار في الهواء، ثم بدأوا يطلقون النار باتجاه الناس". وأضاف الشاعر، الذي قال إنه ذهب للحصول على مساعدات غذائية، إن "طائرة مروحية وطائرات مسيرة أطلقت النار باتجاه الفلسطينيين الذين تجمعوا قبل أن يصلوا إلى مركز المساعدات". أما رانيا الأسطل، وهي تقيم مع زوجها وأطفالها الأربعة في خيمة في منطقة المواصي، فقالت إنها ذهبت مع زوجها للحصول على غذاء من مركز المساعدات في رفح. وأشارت إلى أن إطلاق النار بدأ بشكل متقطع، قرابة الساعة الخامسة فجراً بالتوقيت المحلي (الثالثة فجراً بتوقيت غرينتش)، وتضيف "كلما تقدم الناس عند دوار العلم - يبعد حوالى كيلومتر عن مركز المساعدات برفح - كانوا يطلقون النار عليهم، لكن الناس لم يهتموا واندفعوا مرة واحدة، وعندها، أطلق الجيش ناراً بكثافة". "جريمة حرب" صدر الصورة، EPA التعليق على الصورة، فولكر تورك قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، إن الهجمات على المدنيين الفلسطينيين تُعدّ جريمة حرب، داعياً إلى إجراء تحقيقات مستقلة في عمليات القتل التي وقعت بالقرب من مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة. وأضاف أنه على مدار ثلاثة أيام متتالية، قُتل أشخاص بالقرب من مركز توزيع مساعدات غذائية مدعوم أمريكياً وإسرائيلياً، مؤكداً ضرورة محاسبة المسؤولين. وتابع المسؤول الأممي في بيان أن الهجمات على "المدنيين الذين يحاولون الوصول إلى الكميات الضئيلة من المساعدات الغذائية في غزة غير مقبولة"، مضيفاً: "الهجمات الموجهة ضد المدنيين تُشكّل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وجريمة حرب". وقال: "وُضع الفلسطينيون أمام أصعب الخيارات: الموت جوعاً أو المخاطرة بالموت قتلاً، أثناء محاولتهم الوصول إلى الغذاء الضئيل الذي يُوفَّر من خلال آلية المساعدة الإنسانية الإسرائيلية المُسلّحة". وأكد تورك أن "العرقلة المتعمدة" لوصول المساعدات "قد تُشكّل جريمة حرب". ويضيف: "إن التهديد بالتجويع، إلى جانب عشرين شهراً من قتل المدنيين والتدمير على نطاق واسع، والتهجير القسري المتكرر، والخطاب المتعصب واللاإنساني، وتهديدات القيادة الإسرائيلية بإفراغ القطاع من سكانه، تُشكل أيضاً عناصر من أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، كمية المساعدات لا تكفي احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة على الإطلاق لماذا يحتشد الناس قبل ساعات من فتح مركز المساعدات؟ رشدي أبوالعوف - مراسل شؤون غزة أولئك الذين يصِلون مبكراً لديهم فرصة أفضل لتأمين مكان في مقدمة الصف، وبالتالي تزداد احتمالية حصولهم على الطعام. وكثيرون ممن يصِلون في الوقت الرسمي، الذي تُعلنه مؤسسة غزة الإنسانية، غالباً ما يجدون أن المساعدات قد نفدت عند وصولهم. ووفقاً للعديد من المستفيدين، فإن كمية طرود المساعدات التي تُوزعها المؤسسة يومياً لا تكفي لتلبية الطلب الهائل. ومع وجود آلاف الأشخاص في حاجة ماسة للغذاء، فإن الإمدادات المحدودة لا تكفي بالمرّة. ونتيجة لذلك، فإن المضي قدماً - وحتى المخاطرة الشخصية الكبيرة - يُصبح تصرفاً مفهوماً، خاصة للأفراد الذين عانوا 12 أسبوعاً دون وصول منتظم للغذاء. وتخضع المنطقة التي وقع فيها الحادث المميت الأخير لسيطرة الجيش الإسرائيلي بالكامل.


نافذة على العالم
منذ 6 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟
الثلاثاء 3 يونيو 2025 08:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، في اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان أطفال غزة في قلب الصراع قبل 22 دقيقة يحيي العالم في الرابع من حزيران من كل عام "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء" الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أغسطس عام 1982، لتسليط الضوء على معاناة الأطفال ضحايا العدوان في مناطق الصراعات عبر العالم. ويتوافق إحياء هذا اليوم من هذا العام مع اشتداد معاناة أطفال غزة وبلوغها حدا لم يشهد التاريخ مثيلا لها، حسب وصف العديد من المنظمات الدولية المعنية بحماية الأطفال ورعايتهم في مناطق الحروب. وتقول تلك المنظمات، وعلى رأسها الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، إن حقوق الأطفال الفلسطينيين في غزة تتعرض لانتهاكات صارخة ومتعمدة بالقتل والتنكيل والعنف والتهجير القسري وقطع الماء والكهرباء والوقود والغذاء والدواء عنهم وعن أهاليهم. وذهبت العديد من تلك المنظمات إلى وصف العمليات العسكرية المتواصلة للجيش الإسرائيلي في القطاع بأنها جرائم إبادة جماعية بحق الأطفال الفلسطينيين وأهاليهم جراء القصف الإسرائيلي للمنازل والمدارس والمستشفيات التي تؤويهم ومنع وصول المستلزمات الطبية إليهم. واعتبرت تلك المنظمات أن ما تقوم به إسرائيل في القطاع يشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م التي نصت على سلسلة من القواعد التي تولي الأطفال حماية خاصة ضد كل أشكال العنف والتعذيب التي قد تمارس ضدهم في مناطق الصراع. وطبقا لإحصائيات صادرة عن وزارة الصحة بقطاع غزة فقد تجاوز عدد القتلى من ضحايا القصف الجوي والبري العسكري الإسرائيلي من الأطفال الفلسطينيين، الفئة الأضعف في المجتمع الفلسطيني في غزة 16500 بحلول منتصف مايو/أيار الماضي، ناهيك عن عدد المفقودين تحت الركام والمصابين بجراح متفاوتة الخطورة. وشملت أعداد القتلى من الأطفال في غزة كل الفئات العمرية: 916 من الرضع لأقل من عام، و4365 من الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وخمسة أعوام و6101 بين سن 6 و12 عاما و5124 من الفتية بين 13 و17 عاما. وإذا كانت هذه الأرقام من الأرواح البريئة التي أُزهقت في غزة تعتبر مفجعة لكثير من المنظمات الدولية مثل "أنقذوا الأطفال" و"اليونيسيف" ومنظمة الصحة العالمية وغيرها، فإن تقارير معاناة الجرحى والناجين والنازحين ترسم صورا فظيعة لما يجري في ما بقي من مستشفيات غزة كما ينقلها أطباء ومسعفون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية الدولية. ويقول هؤلاء إن أمراضا نفسية عدة شاعت بين أطفال غزة جراء نوبات الخوف والهلع والقلق التي تنتابهم كلما سقط صاروخ أو انفجرت قذيفة بالقرب منهم، حتى أن الأطباء حاروا في علاجها. وتفاقمت تلك الحالات النفسية بل وخلفت تغيرات جسدية ومضاعفات مرضية. وطبقا لدراسة نشرها مركز غزة للصحة النفسية في الأسابيع القليلة الماضية حول تأثير الحرب على ارتفاع حالات الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة لدى النازحين، أظهرت النتائج أنّ لدى 70% من عينة الدراسة الأعراض مجتمعة. ويشكو الأطباء الذي يشرفون على علاج بعض الحالات النفسية المستفحلة بين أطفال غزة من أنهم يخوضون معركة يصعب عليهم حسمها ضد الأمراض النفسية لدى الأطفال. ويقولون إن جهودهم تذهب سدى. فكلما تكررت عمليات القصف والأحزمة النارية العنيفة للجيش الإسرائيلي عادت نوبات الهلع عند المصابين وارتفع منسوب القلق والخوف لديهم من الموت. ويضيف هؤلاء الأطباء أن تداعيات الحرب خلفت أمراضا غريبة لدى أطفال غزة لم يجدوا تفسيرا لبعضها، خصوصا وأن قدراتهم على التشخيص محدودة في ظل ظروف الحرب السائدة وعدم وجود مختبرات متقدمة. ومن الروايات التي أوردها أحدهم أن طفلا فلسطينيا نجا من الموت في حادث سقوط صاروخ على بيت عائلته. لكنه فقد والديه في الهجوم، وعاين رجال الإسعاف وهم ينتشلون جثتي والديه ويلفانهما بالأغطية، وعاش لحظات الجنازة والوداع ومراسم الدفن. وتركت تلك المشاهد بقلب الطفل ندوباً مؤلمة وأصبح يعبر عن حزنه بسلوك عصبي، وبات يخاف من اقتراب أي شخص منه ومن صوت طرق الباب، وعندما يسمع صوت القصف يتذكر والديه ويبدأ في الصراخ. ويقول أطباء غزة إنهم عجزوا عن تشخيص حالات نفسية نادرة كثيرة، بين الأطفال في مختلف الأعمار، ناجمة عن اضطرابات ما بعد الصدمة، واضطرابات النوم بعدما دمر الجيش الإسرائيلي 38 مستشفى حكومياً، وتوقف 81 مركزاً صحياً عن العمل، وتعطل 164 عيادة طبية. ويلخص المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه "مصيدة للموت" للكبار مثل الصغار بسبب خطة توزيع المساعدات التي وضعتها إسرائيل بالاتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية. ووصفها لازاريني بأنها "نظام مهين" يجبر آلاف الفلسطينيين الجوعى على السير لعشرات الكيلومترات دونما ضمانات بعودة إلى خيامهم سالمين. برأيكم كيف عاشت غزة "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"؟ كيف تؤثر الحرب المستمرة والحصار على أطفال غزة؟ كيف تقيمون حجم معاناتهم اليومية تحت القصف الإسرائيلي؟ هل يستطيع أطفال غزة التخلص من الندوب النفسية لهذه الحرب يوما ما؟ لماذا فشل المجتمع الدولي في إنقاذ أطفال غزة من تداعيات الحرب؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 04 حزيران/ يونيو خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@ كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب