
السعودية ليست كما يظنون.. بل كما تفعل
في زاوية من زوايا هذا الكوكب، حيث الصحراء تُنبت المجد، وحيث النخيل لا يُثمر إلا خيرًا، امتدت يد دافئة، يدٌ لا تفرق بين لونٍ أو دين، بين لهجةٍ أو وطن. إنها يد المملكة العربية السعودية، التي منذ أكثر من ثلاثين عامًا، اختارت أن تكون موطن الرحمة، ووجهة الأمل، وقبلة للقلوب المنكسرة من أمهات التوائم السيامية.
كان المشهد الأول في عام 1990، حين خفقت قلوب العالم مع أول عملية لفصل توأم سيامي سعودي أجراها الدكتور عبدالله الربيعة، ونجحت العملية، وولد معها عهد جديد، عهد تتصدر فيه المملكة صفحات الطب العالمي، لا بصفتها دولة فقط، بل بصفتها قصة... قصة إنسانية لا تُنسى.
منذ ذلك اليوم، أصبحت السعودية وجهة للعطاء المفتوح. لم يكن العلاج محصورًا في الداخل، بل أصبح بابًا مشرعًا لكل محتاج. جاءت توائم من السودان، ونيجيريا، والفلبين، وبوركينا فاسو، واليمن، وسوريا، وإريتريا، وغيرها من أصقاع الأرض. لم يُسأل أحدهم عن بطاقة الهوية، بل كانت الأسئلة كلها تدور حول: كيف نُنقذ حياة هؤلاء الأطفال؟ وكيف نُعيد لأهلهم نبض الفرح؟
كل شيء مجانًا. نعم، مجانًا. من تذاكر السفر، إلى السكن، إلى العمليات المعقدة التي تتجاوز في أحيانٍ كثيرة 16 أو 18 ساعة. حتى الإقامة ما بعد الجراحة والتأهيل الكامل الذي يمتد شهورًا... كله تتكفل به المملكة بلا منٍّ ولا أذى، فقط بلسانٍ واحد: "نسأل الله الأجر".
ولأن العطاء لا يعرف حدودًا، تجاوزت المملكة الجانب الطبي لتصل إلى الإنسانية في أسمى صورها. لن ينسى التاريخ ذلك الموقف العظيم حين تحدث الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في إحدى مقابلاته، وقال بنص كلامه:
"طلب مني الأمير محمد بن سلمان أن أُسدي له معروفًا، ليس لنفسه، ولا لبلاده، بل للشعب السوري... قالها بنبرةٍ جعلتني أشعر بمدى إنسانية هذا الرجل الشجاع، وبالرحمة التي يتكلم بها. لم أستطع أن أرفض، وقلت فورًا: نعم، سأفعل ذلك".
طلبٌ نبيل لم يكن لأجل السياسة، بل لأجل الناس. لأجل أطفال سوريا، وعجائزها، وشبابها الذين ذاقوا ويلات العقوبات والجوع والتهميش لعقود.
ومع ذلك، وبينما فرحت قلوب العرب والمسلمين من المحيط إلى الخليج بهذا الموقف الإنساني العظيم، خرجت بعض الأصوات المريضة – لا من شعوب بأكملها، بل من أفراد وجهات معروفة بولائها لجهات خارجية – لتشوه الحقيقة، وتحارب الموقف، لا لشيء سوى أن الخير يؤلمهم... والنور يفضحهم.
هؤلاء لا يريدون استقرارًا في منطقتنا، بل يعيشون على الحروب، ويأكلون من جراحنا.
لم يتقدموا، لم يحموا شعوبهم، ولم يُغنوا أوطانهم. لا ينتجون حضارة، ولا يصنعون سلامًا. فقط ضجيجٌ... وصراخٌ... ونكرانٌ للجميل.
يُطالبون المملكة بالمزيد تجاه فلسطين، وهم يعلمون – ويعرف العالم – أن المملكة هي أكثر دولة دعمت القضية الفلسطينية تاريخيًا وماديًا وسياسيًا، قدّمت مليارات، بنت مساكن، أوصلت المساعدات، أنشأت المستشفيات، قادت الوساطات، وأوقفت الحروب.
آخرها في حرب غزة الأخيرة، حينما تدخلت السعودية بثقلها السياسي والدولي، وأوقفت العدوان، وفتحت المعابر، وأرسلت القوافل، وأقامت المستشفيات الميدانية، وقادت الجهود السياسية والإنسانية لوقف النزيف... بينما كانوا هم يُصفقون للحرب، ويصرّون على إدخال الشعب الفلسطيني في مواجهة غير متكافئة مع قوة لا ترحم.
استمعوا لمن لا يريد خيرًا لغزة، فدفع الثمن الشعب البريء، وتعرض الأطفال للقتل، والبيوت للدمار، والآلاف للتهجير، فقط لأن هناك من أراد الحرب لغاياته، لا من أجل فلسطين.
وهذه هي المملكة العربية السعودية.
هذه هي مملكة الإنسانية.
هذه هي القيادة التي تتحمل أذى القريب قبل البعيد، وتصبر، وتبذل، وتقدم، وتصمت.
تعمل ولا تنتظر شكرًا، تفعل ولا تُعلن، وتخدم دون أن تطلب مقابلاً.
من عهد الملك عبدالعزيز، إلى عهد الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لم يتغير شيء... العطاء هو العنوان، والرحمة هي اللغة، والإنسانية هي الأساس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سودارس
منذ ساعة واحدة
- سودارس
إسحق أحمد فضل الله يكتب: ( .. كتابات .. ومعناها)
أحبابي لم أكتب لكم منذ شهور لأنني كنت في المستشفى .... للقيء المهلك ... فأنا حامل .... وصديقي تركني بعد أن عرف أنني حامل .. والحمل لم يكن خطراً قبل أصابتي بضعف القلب .... وضعف القلب كان سببه هو مرض السكري .... والضعف الشديد والضعف سببه هو سوء التغذية فقد أهملت نفسي منذ أن طردت من مبنى الداخلية و.... أحبابي.... في الحقيقة هي أننى لست حاملاً ... ولم يكن لي صديق ... ولا أنا دخلت المستشفى فأنا لا أشكو من أي مرض كل ما في الأمر هو أنني رسبت في الامتحان .. والسلام لابد إنك أنت القاريء قد تنفست مستريحاً بعد السطر الأخير.... مثلما تنفست الأم والأم يقيناً تنفست في راحة بعد السطر الأخير وهي تقول إن كل امتحانات الدنيا (طايرة) ما دامت البنت بخير البنت الذكية تجعل والديها يشعران بقيمة الأشياء ... ودرجة كل شيء في الأهمية... ونحن أيضًا .. نحن الآن تحت دمار واسع لكن من عرف الدمار الذي أصاب الناس والمدن بعد الحرب العالمية يعرف أننا بخير (2) وشيء يجري الآن ... وتفسيره ومنذ أسابيع .. مواقع الشبكة تجلب حكاية بعد حكاية وتجلب صاحبها ليحكي ... مطولاً ... ومحشوًا بالإثارة وآخرهم من يسمى العميد الشافعي والذي يقول إنه ممن حكم عليه بالإعدام في إنقلاب رمضان (ضد الأنقاذ) ويحكي (مهزلة) المحاكمات دخول المتهمين .. ويا فلان أنت متهم بكذا وحكمت عليك المحكمة بالإعدام ... و.... نفذ ولم يقل كيف عرف .. وهو يجلب منفرداً... ولا كيف كان النقاش معه يمتد... ولا كيف نجا وأخر .. وحديث متفجر عن عبقرية محمود محمد طه ... الذين إنفرد بمعرفة دين الله وثالث وحديث عن أن الإسلام شيء يختلف ... وأن ماعندنا ليس هو الإسلام وعاصفة الأحاديث هذه ما يصنعها هو أنه لابد من شيء يجذب الناس بعيداً عن إكتساح الجيش السوداني لخنازير المليشيا ... الإكتساح الذي يقترب من الضربة الأخيرة ... والصراخ الذي يحتج على إذلال قنصليتنا في دبي ليس صراخاً سودانياً الصراخ هذا هو شيء من (الكورس) ذاته .... كورس جرجرة الإنتباه بعيداً عما يحدث فى دارفور.... (3) الحملة التي تخرج بكل قميص / والتي تعرف أن السوداني يغضب .... ويلفته الغضب ... لكل شيء يصيب إسلامه/ الحملة هذه تأتى بمن يتربع ... ودون مناسبة ... يطلق طربه الهائل .. لأن الفردوسي العظيم (أنقذ) إيران من اللغة العربية المذلة .. ووو ودستوفسكي يقول لصاحبه وهو يحاوره عن بعض الناس: لما عرفته .. عرفت لما خلق الله جهنم. إسحق أحمد فضل الله script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة


البلاد السعودية
منذ 7 ساعات
- البلاد السعودية
حكاية طفل الأنابيب (4)
بعد أن يتم التلقيح المجهري، تبدأ الخلية المتكونة بالانقسام بإذن الله إلى خليتين، ثم أربع، ثم ثماني، وهكذا، و عندما تصل إلى مرحلة تُسمى الحويصلة الجنينية ( الكيسة الأريمية – blastocyst)، وهى تركيب أشبه بالكرة، تنتظم الخلايا على محيطه الخارجي حول سائل يملأ تجويفه، وفي أحد الأطراف تتجمع مجموعة من الخلايا داخل محيط الحوصلة، منها يبدأ التكون الجنيني، نكون هنا قد قطعنا خمسة أيام بعد التلقيح المجهري، و من ثم يتم إعادة الجنين المتكون إلى الرحم، أو يتم تخزينه الى حالة حفظ بالتبريد الشديد، و يُسمى حينها بالجنين المجمَد. يقوم الطبيب بإعادة الحوصلة الجنينية عن طريق أنبوب يحملها عليه عبر قناة عنق الرحم، إلى تجويف الرحم، و تتم هذه العملية بالاستعانة بجهاز السونار حتى لا يصطدم بجدران عنق الرحم، و بتوفيق الله يبدأ هذا الجنين بالإنغراس داخل الطبقة المبطنة لتجويف الرحم عبر نمو ما يشبه جذور النبات التى تثبته في التربة، وهنا تثبت الجنين في الطبقة المبطنة للرحم. و من ثم تشتبك الدورة الدموية للأم مع الطفل. و ينتقل الغذاء من الأم الجنين. لا يُنصح بإجراء فحص للحمل إلا بعد أسبوعين من إرجاع الجنين إلى الرحم. في بعض الدول يًمنع نقل أكثر من حويصلة جنينية و يسمح بنقل حويصلتين فقط عندما يكون عمر الأم أكثر من أربعين عاما، وفي دول أخرى تترك المسألة للاتفاق بين الطبيب والأم كما هو الحال في الدول العربية، والهدف هو تقليل احتمالات حدوث حمل بتوأمين أو أكثر، لأن التوائم معرضون لخطر ولادة مبكرة أكثر بكثير من الحمل بالواحد، و الولادة المبكرة تعرِّض الطفل لكثير من المشاكل الصحية المزمنة، و قد تحدث حالات قصور عقلى يؤثر على قدراته الدراسية و العملية. أما في حالة الاتفاق على تأجيل إعادة الجنين حتى الوقت المناسب للأم، بحيث يكون جسد الأم قد استراح من عمليات تنشيط المبايض، نتحول إلى عملية تبريد فائقة السرعة، تتغير فيها حرارة الحويصلة الجنينية من ٣٧ درجة مئوية إلى ١٩٦ درجة تحت الصفر خلال ثانية، و مع أن الترجمة الحرفية لمسمى الجنين في هذه الحالة هي الجنين المتجمِّد، إلا أننا نضيف مادة بتركيز عال تحمى الجنين من التجمُّد، وتحوله إلى شكل يشبه الزجاج، و هكذا يحتفظ الجنين بالحيوية التي تبقيه طبيعيا جاهزاً عندما يحين الوقت إرجاعه للرحم . القصد من عملية حفظ الحويصلة الجنينية ( التجميد)، هو الاحتفاظ بها حتى موعد مناسب لنقلها إلى الرحم. فمثلاً لو استطاع الطبيب الحصول على عدد من البويضات الناضجة، و تخصيبها مجهرياً، بحيث تكون أكثر عدداً من إمكانية نقلها، فإن العدد الإضافي من هذه الأجنة، يتم الإحتفاظ به حتى يمكن استخدامه لحمل ٱخر، و هناك حالات يكون لدى الأبوين احتمال كبير ليحمل إبنهما عيباً جينياً، كحالة أن يكون كل الأبوين حاملا لصفة الأنيميا المنجلية، هنا يتم أخذ خلية من الخلايا الواقعة على محيط الحويصلة الجنينية و فحصها، و لا تعاد إلى الرحم إلا بعد التأكد من خلو الجنين من هذا المرض، و هى عملية ٱمنة، لأنها لا تأخذ من الخلايا الموجودة داخل تجويف الحويصلة الجنينية. ( يتبع) SalehElshehry@


المدينة
منذ 8 ساعات
- المدينة
«بطاقة نُسُك».. أداة فعَّالة لتيسير الحجِّ
أصدرت وزارة الحجِّ والعُمرة بمكَّة المكرَّمة بطاقة «نُسُك» للحجَّاج والعاملين في منظومة الحجِّ؛ بهدف تحسين تجربة الحاجِّ، والحدِّ من الحجِّ غير النظاميِّ، والمساهمة في تنظيم الدخول إلى المشاعر، تسهيل التنقل، والوصول السريع إلى المعلومات الأساسيَّة للحاجِّ..وأوضح الدكتور سعيد الغامدي، مشرف طوارئ الحرم، في حديثه لـ»المدينة»، أنَّ بطاقة «نُسُك» ساعدت في تسهيل التعامل مع الحالات الطارئة، خاصَّة في غياب المرافق، حيث تمكَّن الفرق من التعرُّف السريع على الحاجِّ، والتواصل مع شركة تقديم الخدمة المعنيَّة به، واتِّخاذ الإجراء المناسب دون تأخير، كما يروي الدكتور لؤي البرادعي، اختصاصي طب الطوارئ، حادثة لحاجٍّ فقد وعيه قرب منشأة الجمرات، دون أنْ يحمل بطاقة «نُسُك»؛ ممَّا صعَّب التدخُّل في الوقت المناسب، وقال: «وجود البطاقة قد يكون -بعد مشيئة الله- سببًا في تسريع الاستجابة، وإنقاذ الحياة..وأشار رجال الأمن إلى أنَّ بطاقة «نُسُك» ساعدتهم في التحقق الفوريِّ من بيانات الحجَّاج وتوجيههم بدقَّة؛ ممَّا أسهم في تنظيم التفويج، وإرشاد التائهين، مؤكِّدين أنَّها أصبحت أداة أساسيَّة لرفع كفاءة العمل الميدانيِّ، وتعزيز انسيابيَّة حركة الحجَّاج.