
شَرْبوت رابِـع يوم في العِـيد!
صَـابِنَّهَـا
محمد عبد. الماجد
شَرْبوت رابِـع يوم في العِـيد!
الزليط ود حجر ـ اسمهُ كدا ما تقيفوا كتير في الأسماء، ما تبقوا زي رجل المرور البعتبر (المُخالفة) أجمل ما يمكن أن يحصل عليه، ويحدث في الشارع العام. الزليط ود حجر اشترى ليه خروف، دفع فيه دم قلبو ـ دم الخروف بقى أغلى من الدم العربي، ما عاوز أدخل في الحتة دي، المهم الزليط ود حجر وقت اشترى الخروف، قال يتصوّر معاه سيلفي عشان يثبِّّت الحالة، اتصوّر سيلفي مع الخروف ووضع الصورة في الحالة، المعنى نحن أشرنا خلاص، ودربنا مرق، في واحد من أصحابه علّق ليه، قال ليه يا الزليط ود حجر، مالك طالع في الصورة (مكشر)، والخروف بضحك؟ الزليط ود حجر قال ليه عاد كيفن الخروف ما يضحك وأنا دافع فيه نص مليار؟ وكيف أنا ما أكشِّـر وأنا دافع فيه هذا المبلغ؟!
الخروف بيضبحوه، لكن نحن بيسلخونا سلخ بالأسعار دي.
في مسلسل (تاجر السعادة) واحد بقول لي مصباح (خالد صالح) بطل المسلسل،
بقول ليه: السنة دي ح يجيبوا خروف الضحية على أقساط تُـدفع على 30 شهراً.
مصباح بقول ليه: يعني الخروف يضبح مرة واحدة ونحن نضبح 30 مرة.
ودا البحصل، نحن بنضبح كل يوم ما عشان الخروف، عشان الحرب.
الزليط ود حجر جاب الخروف وربطهُ في خشم الباب، وعمل ليه مكبر صوت، عشان وقت يقول (باع)، الحلة كلها تسمع، الزليط ود حجر دافع في الخروف أكتر من نص مليار ـ هو لمن يقيف قدام الخروف بقول ليهم ما كتيرة على الضحية، لكن القروش دي كتيرة عليّ.
الزليط ود حجر قال للولد جيب للخروف مويه، وشوف ليك (تلجة) أرميها ليه، نحن دافعين في الخروف دا أكتر من نص مليار جنيه، التلجة ما كتيرة عليه، مويتنا الحارة دي نحن ما بنقدر نشربها، يشربها الخروف دا؟! وعليك الله شوف أمك لو عندها شوية تانك وسكر طعِّم المويه للخروف، الخروف دا عندنا غالي شديد.
يوم العيد الأولاد كلهم إتلموا حول الخروف والجزّار وصل شايل عدته ولا دكتور أخصائي باطنية.
الجزّار بديك إحساس يوم العيد إنهُ أهم زول في الكون، تقعد تفتِّش ليه متل طبيب النساء والتوليد. ولمن يضبح ليك، لازم تقعد تونِّس فيه، والّلا بطلّع ليك اللحمة كلها في الجلد.
الجزّار عاين للخروف كدا وقال ليه كلمة عشان الزليط ود حجر يطمئن وعشان يدفع ليه حاجة كويسة، عادة أي جزّار بقول ليك: والله خروفك سمح، دا لقيتو بي كم؟ خروف سمين ولحمته هشّـه.
أي سعر بتقوله ليه بقول ليك: دا لقيتو وين؟ والله هسع ضبحت لي خروف أقل من خروفك دا بي كتير وسيدهُ دفع فيه ضعف ثمن خروفك دا.. رغم أنه بكون قال نفس الكلام لصاحب الخروف الشايل حالهُ دا.
نحن حافظنكم حفظ.
الزليط ود حجر وقت سمع الكلام دا، حس براحة نفسية كدا، وشعر إنه نص مليار ما كتيرة فيه، حدّر الطاقية وقال للولد، أمشي قول لي أمّـك أعملي لينا شاي، الزليط ود حجر ما بحب زول يقول ليه غشُّوك، أو السعر اللي دفعتوا في الخروف كتير عليه، أي جـزّار فاهم الحتة دي، عشان كدا قبل ما يضبحوه بشكروا في الخروف بغنوا فيه غُنا ـ على الأقل بهذه الطريقة بضمنوا حقهم وبشربوا ليهم كباية شاي تقيلة.
أنا ما عارف ليه الجـزّارين دائماً بشربوا شاي تقيل!!
من تجيب ليهم سيرة الشاي بقولوا ليك يكون تقيل!!
الجـزّار رفع رأسهُ كدا لقى الشفع ملمومين حول الخروف، الشايل ليه صينية، والشايل ليه طشت، والشايل ليه جردل، والشايل ليه صحن كبير، والشايل ليه شوال، والشايل ليه عود، والشايل ليه ساطور، والشايل ليه فرّار، والشايل ليه سيف، والشايل التلفون بصوِّر بيهو، بس تقول عندهم غزوة، (حالة) الزليط ود حجر في الواتس عملت شغل.
الجـزّار قال ليهم إنتوا جايبين الحلة كلها، الخروف دا ما محتاج ليه أكتر من جك مويه وصينية شاي صغيرة، العِـدّة دي كلها عشان شنو؟ لكن فجأة الجـزّار إتذكّـر الشاي التقيل وقال في نفسهُ كلما كترت العِـدّة بتاعة الشغل، المقابل حقي بعدين بكون كبير، عشان كدا قال يشتغل في الخروف دا على أساس أنه بيضبح في عجل.
والعجل واقف هناك ـ الزليط ود حجر يكورك في الشفع.
الجـزّار ضبح الخروف، نقطة دم واحدة ما نزلت من الخروف.
الزليط ود حجر جاء جاري وقال للجـزّار، الخروف دا مالو ما فيه دم؟
الجـزّار قال ليه خروفك دا ما فيه دم، هو الدم السال في البلد دي هيِّـن.. يمكن خروفك دا خروف مبروك، وعدم نزول نقطة دم منهُ رسالة لإيقاف الحرب.
الزليط ود حجر الكلام دا ما عجبهُ، قال للجـزّار (بل بس).
الجـزّار شرب الشاي ونزل ليك في الخروف، في 3 دقائق نزّل ليهم الخروف في الصواني.
الخروف ما طلع عندهُ دم بس، الخروف طلع لا فيه كبدة ولا فيه قلب ولا فيه كلاوي.. ولا فيه ضلع.
الزليط ود حجر قال للجزار، كيف الحاجات دي كلها ما موجودة في الخروف؟ الشئ دا كان عائش كيف؟
الجـزّار قال ليه يا زول ما تزعل، إنت الخروف دا اشتريتهُ من وين؟
الزليط ود حجر قال ليه اشتريتهُ من دعامي.
الجـزّار قال ليه يبقى الحاجات دي (اتشفشغت)، أنا في خرفان ضبحتها، الرأس كان ما فيها، وفي خرفان لا جلد لا رأس، يا زول أحمد الله لو بقت على الكبدة والكلاوي هينة.. لكن يا الزليط ود حجر عاوز أسألك هم الدعامة ديل لسه في الخرطوم، ما قالوا عردوا؟
الزليط ود حجر قال ليه عردوا، لكن أسواقهم شغّالة في الخرطوم وعلى عينك يا تاجر بيبعوا في الحاجات المسروقة، ما في زول قادر يقول ليهم حاجة.
في الوقت دا زوجة الزليط ود حجر جات من جوّه شايلة مفراكتها، قالت للجـزّار وينها الكبدة؟ وينها الكلاوي؟ وين القلب؟ الشعب العربي وين؟ واتلفتت على زوجها الزليط ود حجر وقالت ليه، إنت جايب لينا خروف (ذكاء اصطناعي)!! يا راجل دا خروف تدفع فيه أكتر من نص مليار، إنت وقت عرستني ما دفعت فيني أكتر من عشرة آلاف جنيه، هسه دا خروف تدفع فيه أكتر من نص مليار.. ماسكني من شهر أبريل 2023 (بل بس)، وفي النهاية جايب ليك خروف لا فيه كبدة ولا كلاوي ولا ضلع ولا قلب.
خروف بدون قلب نوديهو وين؟ خروفك دا ما بضحِّي، خروفك دا نعتبره كرامة بس.
الزليط ود حجر شعر بالضيق، الكلام الزي دا ما بعجبهُ، قال ليها يا زولة قلب شنو البتفتشي عنهُ في الخروف، الناس في البلد دي كلها بقى ما فيها قلوب، الناس دي حايمة بدون قلوب.. بعدين موضوع الكبدة والكلاوي والضلع ح نشوفوا في منبر جدة.. يمين موضوع زي دا ما بنخليهُ يفوت ساكت، يمين ضلعة ما أخليها.
بعمل ليك فيه (لايف) في الفيس بعد شوية.
المَـرَا اتهجمت وختت إيدها في رأسها وقت سمعت الزليط ود حجر بتكلم عن (منبر جدة)، وقالت ليه: أجي يا راجل إنت ما قلت (بل بس)، منبر جدة الدخلو في (الكلاوي) شنو؟ أوعك تقول لي جدك (التكيريب ود علي) طلع ليك في المنام وقال ليكم أمشوا منبر جدة.
منبر جدة أبيت تمشي ليه عشان البلد.. ح تمشي ليه عشان (كلاوي)؟!
نحن هنا نتحدّث عن ظواهر سالبة في الأضحية، وذلك عندما تكون الضحية للتفاخر والتباهي ومن أجل التظاهر الاجتماعي فقط، وما تصحبها من عادات سالبة متمثلة في (الشربوت) عندما يسكر، وإن لم يسكر اتقوا الشُّبهات، أضف إلى ذلك، إنّنا نتحدث عن الضحية عندما تصبح (كرامة)، وتفقد شروط الضحية، الخروف البتكلم ليكم عنه دا خروف ناقص، وهو مسروقٌ ـ أمّا الأضحية كعبادة ومن أجل التقرب لله فهي ما عندنا فيها كلمة… وهذا للتوضيح.
الزليط ود حجر شعر أنّ هيبته وكرامته اتهانت واتمرمطت في الواطة، وهو يقف قدام خروفه الناقص، ومع كلام زوجته الزي السم دا، لذلك قَـرّر يرفع صوته، وينتفض (بل بس)، قال للأولاد شيلوا اللحمة دي وقولوا لي أمّكم ألحقينا بالمرارة والشية سريع، والله الواحد ذاتو نسى طعم اللحمة إن كان حرجلي حادق أو فولي دسم؟
الولاد شالوا اللحمة على استحياء ودخلوا على أمّهم، أمّهم قالت ليهم اللحمة دي ما عاوزة نار، اللحمة دي لو دخلت النار بتروح فيها ساكت.
جابوا ليهم (المرارة)، الزليط ود حجر، قال ليهم (المرارة) دي بقت الحاجة الوحيدة البنحس بيها في الخروف ـ أنا دافع لي أكتر من نص مليار في خروف، عشان اطلع من الديون الدخلت فيها عاوز سنة.
السر ود الفرامل (باع) العربية و(باع) ذهب زوجته و(باع) قطعة أرض ورثها من أبُـوه في أم درمان و(باع) الحواشة، عشان بس يسمع كلمة (باع) في البيت وما يحرم عياله منها.
الزليط ود حجر قال للأولاد خلوا أمّكم تعجل لينا بالشية، المرارة فتحت نفسنا للحمة، الواحد فينا نفسهُ اتفتحت للحمة، عاوزين نتفشى الليلة في اللحمة، الليلة (بل بس).
جابوا ليهم صينية الفطور، الشية كانت في صحن كبير، لكن شوية، الصينية كلها رغيف.
الزليط ود حجر قام ليك على الصينية أول ما شاف اللحمة اتصدم، أربع أو خمس قطعات، المَـرَا جاءت من جوّه توضح ليهم الصورة، قالت ليهم إنتوا يا الرجال بتشوفوا اللحمة دي كتيرة قبل ما تدخل النار واللحمة لمن تدخل النار بتنكمش وبتبقى شوية.
الزليط ود حجر قال ليها بتنكمش، لكن ما لدرجة تبقى مرقة دجاج، هسه لحمتك دي فرقها شنو من مرقة الدجاج؟! من الصباح واقفة تتكلمي عن (الذكاء الاصطناعي)، هسه جايبة لينا شية (ذكاء اصطناعي)!!
المَـرَا قالت ليهم ختوا الرحمن في قلبكم، لو ما شبعتوا التلاجة فيها فول بايت بسخِّنهُ ليكم.
الزليط ود حجر قال ليها فول شنو؟ وكمان بايت.. أنا جايب لي خروف بأكتر من نص مليار عشان آكل لي فول بايت.. بعدين يا ولية أنا أول مرة أشوف الدكوة أكتر من اللحمة، أنا ضابح خروف والّلا ضابح دكوة؟!
فطروا، رقدوا وناموا ـ الزليط ود حجر كان عنده عُقـدة من النوم التقيل بعد الفطور، كان بيسمع أصحابه بقولوا ضربنا اللحمة ورقدنا نمنا، عشان كدا، أول ما فطر، قال يرقد ينوم، وأي زول يضرب ليه يقول ليه ضربنا اللحمة ورقدنا نمنا، والله الواحد تقول سنة ما نام.
العصر طلعوا على، عثمان حسن تحويشة، الزول دا كان مشهور بالشربوت.
بعمل شربوت يخليك ما تعرف ترجع بيتك.
دخلوا عليه وقالوا ليه ألحقنا بالشربوت، رغم أنّ دكوة الزليط ود حجر ما محتاجة ليها شربوت.
جابوا ليهم الشربوت، مروان ود التربيعة كان معروف رأسو خفيف.. قالوا ليه شربوت عثمان حسن تحويشة دا ما تمشي عليه، بخليك تتكلّـم برّه رأسك.
مروان ود التربيعة ما سمع الكلام، جابوا ليه كباية قطعها، بدأ يهضرب.. قال ليهم: التاج ود الحزينة، عندهم مروحة سقف وقت يشغِّلوها في تلاتة بتجيب ليهم قناة «mbc» وقت يشغِّلوها في أربعة بتجيب ليهم قناة «الجزيرة»، وقت يشغِّلوها في خمسة بتجيب ليهم الدوري الإنجليزي بدون كرت.
والجماعة يضحكوا قالوا لي عثمان حسن تحويشة يا زول إنت شربوتك دا خفِّفوا شوية، أوعى تكون عملت فيه خميرة، شربوت اليوم الرابع بكون مُنعش، بخلي الزول يتكلم برّه رأسـو.
كبوا لمروان ود الترببعة كباية تانية، خلوه يضحِّكنا، الزول دا وقت يشرب الشربوت بقول حِكَـم.
مروان ود التربيعة شرب كباية تانية قال ليهم الجماعة ديل لو مشوا منبر جدة ح يتّفقوا.
الجماعة قالوا ليه بفرحة كبيرة بعد أن وضعوا كبابي الشربوت في التربيزة وقالوا ليه ح يتّفقوا على شنو؟
مروان ود التربيعة قال ليهم ح يتّفقوا على استمرار الحرب، الجماعة ديل اللقوه في الحرب ما بلقوه في ظرف تاني.. (بل بس).
والله (بل بس) دي فيها جنس قروش، في ناس عملوا عمارات وعملوا عربات وأرصـدة في البنوك من (بل بس)، زي ما في ناس عملوا من الشفشفة والجغم مليارات.. ملايين الدولارات.
كبوا لبه كباية شربوت تالتة، قطعها مروان ود التربيعة وقبل ما يختها، قال ليهم الهلال ح يجيب كأس دوري أبطال أفريقيا الموسم القادم بدون هزيمة، ويمشي كأس العالم للأندية وبواجه باريس سان جيرمان ويغلبو أربعة.
في واحد هلالابي قال ليه يا مروان ود التربيعة كلامك دا جد والّلا كلام شربوت ساكت؟!
مروان قال ليهم شربوت شنو؟ يا زول أنا واعي.
المهم ناس الهلال ما يفرطوا في فلوران، وقت قال الكلام دا، قالوا الزول دا واعي بتكلم بمنطق وعقل.
المهم بقى كل مرة يشرب كباية وبقول ليهم حاجة، آخر شئ قالوا يجيبوا ليه جردل الشربوت كلو، يشوفوه ح يقول شنو؟
جابوا ليه الجردل، شربه كلو، عاين ليهم بقى يشوفهم سبعة سبعة، عاين للسقف لقاهو بيرقص براهو.
قال ليهم مروحتكم دي مالها بقت لي فيفي عبده.. قالوا ليه الحمد لله في إنّك عرفتها مروحة.
قالوا ليه أحكي يا مروان ود التربيعة.
مروان عاين ليهم سمح، وقال ليهم في الموسم الجديد، المريخ ما ح يطلع من التمهيدي.
كلهم قالوا ليه بصوت واحد وح يمشي وين؟
قال ليهم ح يمشي المجموعات.
قالوا ليه إنت كمان يا مروان ود الترببعة ما تبالغ.. يا زول إنت جنّيت، إنت الظاهر عليك شربت الشربوت بي جردله، ثم قبّلوا على، عثمان حسن تحويشة وقالوا ليه إنت المرة دي عملت شنو في الشربوت خليت مروان ود التربيعة يشطح كدا؟ الزول دا شطح لمن قال المريخ ح يتأهل لمرحلة المجموعات.
يا زول إنت ما نصيح ـ يا زول إنت جنّيت، كلامك دا زول مجنون ما بقوله.. الواحد وقت ما بقدر على الشربوت مفروض ما يمشي عليه. الهلالاب زعلوا زعل شديد من كلامه.
يا زول ناس المريخ لو سمعوا كلامك دا شربوت عثمان حسن تحويشة يعملوا ليه حفلة وما بعيد يبقوه المدير الفني للمريخ وقت بوصِّلهم المجموعات.
مروان ود التربيعة، فكّت منو شوية، وقال يستدرك، قال ليهم إنتوا قايلين أنا قاصد التمهيدي بتاع شنو؟
قالوا ليه بتاع شنو؟
قال ليهم تمهيدي بطولة سيكافا.
قالوا ليه: طيِّب ما تقول كدا من الصباح، كبوه ليه تاني، الزول دا جردل الشربوت ما عمل ليه أيِّ حاجة.
…
متاريس
عمر النمير بقى شغال رسائل وتهاني.
أعتقد أنّ الاتّجاه إلى الوجود على مواقع التواصل هو نوعٌ من الفقر الوجودي، خاصّةً إذا كان ذلك الشخص هو رئيس النادي.
كلموا رئيس المريخ خلوه ما يسرف في الرسائل وما يرفع الطموحات، عشان آخر الموسم ما يطلع ويقول ما عندنا صف أول.
كلموا النمير قولوا ليه البعمل فيه دا شغل مشجعين ما رؤساء.
يا زول ركِّـز في شغلك، خليك من شغل الفيس.
…
ترس أخير: كُـل سَــنة وأنتُم بخـــير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كورة سودانية
منذ 5 ساعات
- كورة سودانية
شَرْبوت رابِـع يوم في العِـيد!
صَـابِنَّهَـا محمد عبد. الماجد شَرْبوت رابِـع يوم في العِـيد! الزليط ود حجر ـ اسمهُ كدا ما تقيفوا كتير في الأسماء، ما تبقوا زي رجل المرور البعتبر (المُخالفة) أجمل ما يمكن أن يحصل عليه، ويحدث في الشارع العام. الزليط ود حجر اشترى ليه خروف، دفع فيه دم قلبو ـ دم الخروف بقى أغلى من الدم العربي، ما عاوز أدخل في الحتة دي، المهم الزليط ود حجر وقت اشترى الخروف، قال يتصوّر معاه سيلفي عشان يثبِّّت الحالة، اتصوّر سيلفي مع الخروف ووضع الصورة في الحالة، المعنى نحن أشرنا خلاص، ودربنا مرق، في واحد من أصحابه علّق ليه، قال ليه يا الزليط ود حجر، مالك طالع في الصورة (مكشر)، والخروف بضحك؟ الزليط ود حجر قال ليه عاد كيفن الخروف ما يضحك وأنا دافع فيه نص مليار؟ وكيف أنا ما أكشِّـر وأنا دافع فيه هذا المبلغ؟! الخروف بيضبحوه، لكن نحن بيسلخونا سلخ بالأسعار دي. في مسلسل (تاجر السعادة) واحد بقول لي مصباح (خالد صالح) بطل المسلسل، بقول ليه: السنة دي ح يجيبوا خروف الضحية على أقساط تُـدفع على 30 شهراً. مصباح بقول ليه: يعني الخروف يضبح مرة واحدة ونحن نضبح 30 مرة. ودا البحصل، نحن بنضبح كل يوم ما عشان الخروف، عشان الحرب. الزليط ود حجر جاب الخروف وربطهُ في خشم الباب، وعمل ليه مكبر صوت، عشان وقت يقول (باع)، الحلة كلها تسمع، الزليط ود حجر دافع في الخروف أكتر من نص مليار ـ هو لمن يقيف قدام الخروف بقول ليهم ما كتيرة على الضحية، لكن القروش دي كتيرة عليّ. الزليط ود حجر قال للولد جيب للخروف مويه، وشوف ليك (تلجة) أرميها ليه، نحن دافعين في الخروف دا أكتر من نص مليار جنيه، التلجة ما كتيرة عليه، مويتنا الحارة دي نحن ما بنقدر نشربها، يشربها الخروف دا؟! وعليك الله شوف أمك لو عندها شوية تانك وسكر طعِّم المويه للخروف، الخروف دا عندنا غالي شديد. يوم العيد الأولاد كلهم إتلموا حول الخروف والجزّار وصل شايل عدته ولا دكتور أخصائي باطنية. الجزّار بديك إحساس يوم العيد إنهُ أهم زول في الكون، تقعد تفتِّش ليه متل طبيب النساء والتوليد. ولمن يضبح ليك، لازم تقعد تونِّس فيه، والّلا بطلّع ليك اللحمة كلها في الجلد. الجزّار عاين للخروف كدا وقال ليه كلمة عشان الزليط ود حجر يطمئن وعشان يدفع ليه حاجة كويسة، عادة أي جزّار بقول ليك: والله خروفك سمح، دا لقيتو بي كم؟ خروف سمين ولحمته هشّـه. أي سعر بتقوله ليه بقول ليك: دا لقيتو وين؟ والله هسع ضبحت لي خروف أقل من خروفك دا بي كتير وسيدهُ دفع فيه ضعف ثمن خروفك دا.. رغم أنه بكون قال نفس الكلام لصاحب الخروف الشايل حالهُ دا. نحن حافظنكم حفظ. الزليط ود حجر وقت سمع الكلام دا، حس براحة نفسية كدا، وشعر إنه نص مليار ما كتيرة فيه، حدّر الطاقية وقال للولد، أمشي قول لي أمّـك أعملي لينا شاي، الزليط ود حجر ما بحب زول يقول ليه غشُّوك، أو السعر اللي دفعتوا في الخروف كتير عليه، أي جـزّار فاهم الحتة دي، عشان كدا قبل ما يضبحوه بشكروا في الخروف بغنوا فيه غُنا ـ على الأقل بهذه الطريقة بضمنوا حقهم وبشربوا ليهم كباية شاي تقيلة. أنا ما عارف ليه الجـزّارين دائماً بشربوا شاي تقيل!! من تجيب ليهم سيرة الشاي بقولوا ليك يكون تقيل!! الجـزّار رفع رأسهُ كدا لقى الشفع ملمومين حول الخروف، الشايل ليه صينية، والشايل ليه طشت، والشايل ليه جردل، والشايل ليه صحن كبير، والشايل ليه شوال، والشايل ليه عود، والشايل ليه ساطور، والشايل ليه فرّار، والشايل ليه سيف، والشايل التلفون بصوِّر بيهو، بس تقول عندهم غزوة، (حالة) الزليط ود حجر في الواتس عملت شغل. الجـزّار قال ليهم إنتوا جايبين الحلة كلها، الخروف دا ما محتاج ليه أكتر من جك مويه وصينية شاي صغيرة، العِـدّة دي كلها عشان شنو؟ لكن فجأة الجـزّار إتذكّـر الشاي التقيل وقال في نفسهُ كلما كترت العِـدّة بتاعة الشغل، المقابل حقي بعدين بكون كبير، عشان كدا قال يشتغل في الخروف دا على أساس أنه بيضبح في عجل. والعجل واقف هناك ـ الزليط ود حجر يكورك في الشفع. الجـزّار ضبح الخروف، نقطة دم واحدة ما نزلت من الخروف. الزليط ود حجر جاء جاري وقال للجـزّار، الخروف دا مالو ما فيه دم؟ الجـزّار قال ليه خروفك دا ما فيه دم، هو الدم السال في البلد دي هيِّـن.. يمكن خروفك دا خروف مبروك، وعدم نزول نقطة دم منهُ رسالة لإيقاف الحرب. الزليط ود حجر الكلام دا ما عجبهُ، قال للجـزّار (بل بس). الجـزّار شرب الشاي ونزل ليك في الخروف، في 3 دقائق نزّل ليهم الخروف في الصواني. الخروف ما طلع عندهُ دم بس، الخروف طلع لا فيه كبدة ولا فيه قلب ولا فيه كلاوي.. ولا فيه ضلع. الزليط ود حجر قال للجزار، كيف الحاجات دي كلها ما موجودة في الخروف؟ الشئ دا كان عائش كيف؟ الجـزّار قال ليه يا زول ما تزعل، إنت الخروف دا اشتريتهُ من وين؟ الزليط ود حجر قال ليه اشتريتهُ من دعامي. الجـزّار قال ليه يبقى الحاجات دي (اتشفشغت)، أنا في خرفان ضبحتها، الرأس كان ما فيها، وفي خرفان لا جلد لا رأس، يا زول أحمد الله لو بقت على الكبدة والكلاوي هينة.. لكن يا الزليط ود حجر عاوز أسألك هم الدعامة ديل لسه في الخرطوم، ما قالوا عردوا؟ الزليط ود حجر قال ليه عردوا، لكن أسواقهم شغّالة في الخرطوم وعلى عينك يا تاجر بيبعوا في الحاجات المسروقة، ما في زول قادر يقول ليهم حاجة. في الوقت دا زوجة الزليط ود حجر جات من جوّه شايلة مفراكتها، قالت للجـزّار وينها الكبدة؟ وينها الكلاوي؟ وين القلب؟ الشعب العربي وين؟ واتلفتت على زوجها الزليط ود حجر وقالت ليه، إنت جايب لينا خروف (ذكاء اصطناعي)!! يا راجل دا خروف تدفع فيه أكتر من نص مليار، إنت وقت عرستني ما دفعت فيني أكتر من عشرة آلاف جنيه، هسه دا خروف تدفع فيه أكتر من نص مليار.. ماسكني من شهر أبريل 2023 (بل بس)، وفي النهاية جايب ليك خروف لا فيه كبدة ولا كلاوي ولا ضلع ولا قلب. خروف بدون قلب نوديهو وين؟ خروفك دا ما بضحِّي، خروفك دا نعتبره كرامة بس. الزليط ود حجر شعر بالضيق، الكلام الزي دا ما بعجبهُ، قال ليها يا زولة قلب شنو البتفتشي عنهُ في الخروف، الناس في البلد دي كلها بقى ما فيها قلوب، الناس دي حايمة بدون قلوب.. بعدين موضوع الكبدة والكلاوي والضلع ح نشوفوا في منبر جدة.. يمين موضوع زي دا ما بنخليهُ يفوت ساكت، يمين ضلعة ما أخليها. بعمل ليك فيه (لايف) في الفيس بعد شوية. المَـرَا اتهجمت وختت إيدها في رأسها وقت سمعت الزليط ود حجر بتكلم عن (منبر جدة)، وقالت ليه: أجي يا راجل إنت ما قلت (بل بس)، منبر جدة الدخلو في (الكلاوي) شنو؟ أوعك تقول لي جدك (التكيريب ود علي) طلع ليك في المنام وقال ليكم أمشوا منبر جدة. منبر جدة أبيت تمشي ليه عشان البلد.. ح تمشي ليه عشان (كلاوي)؟! نحن هنا نتحدّث عن ظواهر سالبة في الأضحية، وذلك عندما تكون الضحية للتفاخر والتباهي ومن أجل التظاهر الاجتماعي فقط، وما تصحبها من عادات سالبة متمثلة في (الشربوت) عندما يسكر، وإن لم يسكر اتقوا الشُّبهات، أضف إلى ذلك، إنّنا نتحدث عن الضحية عندما تصبح (كرامة)، وتفقد شروط الضحية، الخروف البتكلم ليكم عنه دا خروف ناقص، وهو مسروقٌ ـ أمّا الأضحية كعبادة ومن أجل التقرب لله فهي ما عندنا فيها كلمة… وهذا للتوضيح. الزليط ود حجر شعر أنّ هيبته وكرامته اتهانت واتمرمطت في الواطة، وهو يقف قدام خروفه الناقص، ومع كلام زوجته الزي السم دا، لذلك قَـرّر يرفع صوته، وينتفض (بل بس)، قال للأولاد شيلوا اللحمة دي وقولوا لي أمّكم ألحقينا بالمرارة والشية سريع، والله الواحد ذاتو نسى طعم اللحمة إن كان حرجلي حادق أو فولي دسم؟ الولاد شالوا اللحمة على استحياء ودخلوا على أمّهم، أمّهم قالت ليهم اللحمة دي ما عاوزة نار، اللحمة دي لو دخلت النار بتروح فيها ساكت. جابوا ليهم (المرارة)، الزليط ود حجر، قال ليهم (المرارة) دي بقت الحاجة الوحيدة البنحس بيها في الخروف ـ أنا دافع لي أكتر من نص مليار في خروف، عشان اطلع من الديون الدخلت فيها عاوز سنة. السر ود الفرامل (باع) العربية و(باع) ذهب زوجته و(باع) قطعة أرض ورثها من أبُـوه في أم درمان و(باع) الحواشة، عشان بس يسمع كلمة (باع) في البيت وما يحرم عياله منها. الزليط ود حجر قال للأولاد خلوا أمّكم تعجل لينا بالشية، المرارة فتحت نفسنا للحمة، الواحد فينا نفسهُ اتفتحت للحمة، عاوزين نتفشى الليلة في اللحمة، الليلة (بل بس). جابوا ليهم صينية الفطور، الشية كانت في صحن كبير، لكن شوية، الصينية كلها رغيف. الزليط ود حجر قام ليك على الصينية أول ما شاف اللحمة اتصدم، أربع أو خمس قطعات، المَـرَا جاءت من جوّه توضح ليهم الصورة، قالت ليهم إنتوا يا الرجال بتشوفوا اللحمة دي كتيرة قبل ما تدخل النار واللحمة لمن تدخل النار بتنكمش وبتبقى شوية. الزليط ود حجر قال ليها بتنكمش، لكن ما لدرجة تبقى مرقة دجاج، هسه لحمتك دي فرقها شنو من مرقة الدجاج؟! من الصباح واقفة تتكلمي عن (الذكاء الاصطناعي)، هسه جايبة لينا شية (ذكاء اصطناعي)!! المَـرَا قالت ليهم ختوا الرحمن في قلبكم، لو ما شبعتوا التلاجة فيها فول بايت بسخِّنهُ ليكم. الزليط ود حجر قال ليها فول شنو؟ وكمان بايت.. أنا جايب لي خروف بأكتر من نص مليار عشان آكل لي فول بايت.. بعدين يا ولية أنا أول مرة أشوف الدكوة أكتر من اللحمة، أنا ضابح خروف والّلا ضابح دكوة؟! فطروا، رقدوا وناموا ـ الزليط ود حجر كان عنده عُقـدة من النوم التقيل بعد الفطور، كان بيسمع أصحابه بقولوا ضربنا اللحمة ورقدنا نمنا، عشان كدا، أول ما فطر، قال يرقد ينوم، وأي زول يضرب ليه يقول ليه ضربنا اللحمة ورقدنا نمنا، والله الواحد تقول سنة ما نام. العصر طلعوا على، عثمان حسن تحويشة، الزول دا كان مشهور بالشربوت. بعمل شربوت يخليك ما تعرف ترجع بيتك. دخلوا عليه وقالوا ليه ألحقنا بالشربوت، رغم أنّ دكوة الزليط ود حجر ما محتاجة ليها شربوت. جابوا ليهم الشربوت، مروان ود التربيعة كان معروف رأسو خفيف.. قالوا ليه شربوت عثمان حسن تحويشة دا ما تمشي عليه، بخليك تتكلّـم برّه رأسك. مروان ود التربيعة ما سمع الكلام، جابوا ليه كباية قطعها، بدأ يهضرب.. قال ليهم: التاج ود الحزينة، عندهم مروحة سقف وقت يشغِّلوها في تلاتة بتجيب ليهم قناة «mbc» وقت يشغِّلوها في أربعة بتجيب ليهم قناة «الجزيرة»، وقت يشغِّلوها في خمسة بتجيب ليهم الدوري الإنجليزي بدون كرت. والجماعة يضحكوا قالوا لي عثمان حسن تحويشة يا زول إنت شربوتك دا خفِّفوا شوية، أوعى تكون عملت فيه خميرة، شربوت اليوم الرابع بكون مُنعش، بخلي الزول يتكلم برّه رأسـو. كبوا لمروان ود الترببعة كباية تانية، خلوه يضحِّكنا، الزول دا وقت يشرب الشربوت بقول حِكَـم. مروان ود التربيعة شرب كباية تانية قال ليهم الجماعة ديل لو مشوا منبر جدة ح يتّفقوا. الجماعة قالوا ليه بفرحة كبيرة بعد أن وضعوا كبابي الشربوت في التربيزة وقالوا ليه ح يتّفقوا على شنو؟ مروان ود التربيعة قال ليهم ح يتّفقوا على استمرار الحرب، الجماعة ديل اللقوه في الحرب ما بلقوه في ظرف تاني.. (بل بس). والله (بل بس) دي فيها جنس قروش، في ناس عملوا عمارات وعملوا عربات وأرصـدة في البنوك من (بل بس)، زي ما في ناس عملوا من الشفشفة والجغم مليارات.. ملايين الدولارات. كبوا لبه كباية شربوت تالتة، قطعها مروان ود التربيعة وقبل ما يختها، قال ليهم الهلال ح يجيب كأس دوري أبطال أفريقيا الموسم القادم بدون هزيمة، ويمشي كأس العالم للأندية وبواجه باريس سان جيرمان ويغلبو أربعة. في واحد هلالابي قال ليه يا مروان ود التربيعة كلامك دا جد والّلا كلام شربوت ساكت؟! مروان قال ليهم شربوت شنو؟ يا زول أنا واعي. المهم ناس الهلال ما يفرطوا في فلوران، وقت قال الكلام دا، قالوا الزول دا واعي بتكلم بمنطق وعقل. المهم بقى كل مرة يشرب كباية وبقول ليهم حاجة، آخر شئ قالوا يجيبوا ليه جردل الشربوت كلو، يشوفوه ح يقول شنو؟ جابوا ليه الجردل، شربه كلو، عاين ليهم بقى يشوفهم سبعة سبعة، عاين للسقف لقاهو بيرقص براهو. قال ليهم مروحتكم دي مالها بقت لي فيفي عبده.. قالوا ليه الحمد لله في إنّك عرفتها مروحة. قالوا ليه أحكي يا مروان ود التربيعة. مروان عاين ليهم سمح، وقال ليهم في الموسم الجديد، المريخ ما ح يطلع من التمهيدي. كلهم قالوا ليه بصوت واحد وح يمشي وين؟ قال ليهم ح يمشي المجموعات. قالوا ليه إنت كمان يا مروان ود الترببعة ما تبالغ.. يا زول إنت جنّيت، إنت الظاهر عليك شربت الشربوت بي جردله، ثم قبّلوا على، عثمان حسن تحويشة وقالوا ليه إنت المرة دي عملت شنو في الشربوت خليت مروان ود التربيعة يشطح كدا؟ الزول دا شطح لمن قال المريخ ح يتأهل لمرحلة المجموعات. يا زول إنت ما نصيح ـ يا زول إنت جنّيت، كلامك دا زول مجنون ما بقوله.. الواحد وقت ما بقدر على الشربوت مفروض ما يمشي عليه. الهلالاب زعلوا زعل شديد من كلامه. يا زول ناس المريخ لو سمعوا كلامك دا شربوت عثمان حسن تحويشة يعملوا ليه حفلة وما بعيد يبقوه المدير الفني للمريخ وقت بوصِّلهم المجموعات. مروان ود التربيعة، فكّت منو شوية، وقال يستدرك، قال ليهم إنتوا قايلين أنا قاصد التمهيدي بتاع شنو؟ قالوا ليه بتاع شنو؟ قال ليهم تمهيدي بطولة سيكافا. قالوا ليه: طيِّب ما تقول كدا من الصباح، كبوه ليه تاني، الزول دا جردل الشربوت ما عمل ليه أيِّ حاجة. … متاريس عمر النمير بقى شغال رسائل وتهاني. أعتقد أنّ الاتّجاه إلى الوجود على مواقع التواصل هو نوعٌ من الفقر الوجودي، خاصّةً إذا كان ذلك الشخص هو رئيس النادي. كلموا رئيس المريخ خلوه ما يسرف في الرسائل وما يرفع الطموحات، عشان آخر الموسم ما يطلع ويقول ما عندنا صف أول. كلموا النمير قولوا ليه البعمل فيه دا شغل مشجعين ما رؤساء. يا زول ركِّـز في شغلك، خليك من شغل الفيس. … ترس أخير: كُـل سَــنة وأنتُم بخـــير.

سودارس
منذ 5 ساعات
- سودارس
شَرْبوت رابِع يوم في العِيد!
شَرْبوت رابِع يوم في العِيد! الزليط ود حجر اسمهُ كدا ما تقيفوا كتير في الأسماء، ما تبقوا زي رجل المرور البعتبر (المُخالفة) أجمل ما يمكن أن يحصل عليه، ويحدث في الشارع العام. الزليط ود حجر اشترى ليه خروف، دفع فيه دم قلبو دم الخروف بقى أغلى من الدم العربي، ما عاوز أدخل في الحتة دي، المهم الزليط ود حجر وقت اشترى الخروف، قال يتصوّر معاه سيلفي عشان يثبِّّت الحالة، اتصوّر سيلفي مع الخروف ووضع الصورة في الحالة، المعنى نحن أشرنا خلاص، ودربنا مرق، في واحد من أصحابه علّق ليه، قال ليه يا الزليط ود حجر، مالك طالع في الصورة (مكشر)، والخروف بضحك؟ الزليط ود حجر قال ليه عاد كيفن الخروف ما يضحك وأنا دافع فيه نص مليار؟ وكيف أنا ما أكشِّر وأنا دافع فيه هذا المبلغ؟! الخروف بيضبحوه، لكن نحن بيسلخونا سلخ بالأسعار دي. في مسلسل (تاجر السعادة) واحد بقول لي مصباح (خالد صالح) بطل المسلسل، بقول ليه: السنة دي ح يجيبوا خروف الضحية على أقساط تُدفع على 30 شهراً. مصباح بقول ليه: يعني الخروف يضبح مرة واحدة ونحن نضبح 30 مرة. ودا البحصل، نحن بنضبح كل يوم ما عشان الخروف، عشان الحرب. الزليط ود حجر جاب الخروف وربطهُ في خشم الباب، وعمل ليه مكبر صوت، عشان وقت يقول (باع)، الحلة كلها تسمع، الزليط ود حجر دافع في الخروف أكتر من نص مليار هو لمن يقيف قدام الخروف بقول ليهم ما كتيرة على الضحية، لكن القروش دي كتيرة عليّ. الزليط ود حجر قال للولد جيب للخروف مويه، وشوف ليك (تلجة) أرميها ليه، نحن دافعين في الخروف دا أكتر من نص مليار جنيه، التلجة ما كتيرة عليه، مويتنا الحارة دي نحن ما بنقدر نشربها، يشربها الخروف دا؟! وعليك الله شوف أمك لو عندها شوية تانك وسكر طعِّم المويه للخروف، الخروف دا عندنا غالي شديد. يوم العيد الأولاد كلهم إتلموا حول الخروف والجزّار وصل شايل عدته ولا دكتور أخصائي باطنية. الجزّار بديك إحساس يوم العيد إنهُ أهم زول في الكون، تقعد تفتِّش ليه متل طبيب النساء والتوليد. ولمن يضبح ليك، لازم تقعد تونِّس فيه، والّلا بطلّع ليك اللحمة كلها في الجلد. الجزّار عاين للخروف كدا وقال ليه كلمة عشان الزليط ود حجر يطمئن وعشان يدفع ليه حاجة كويسة، عادة أي جزّار بقول ليك: والله خروفك سمح، دا لقيتو بي كم؟ خروف سمين ولحمته هشّه. أي سعر بتقوله ليه بقول ليك: دا لقيتو وين؟ والله هسع ضبحت لي خروف أقل من خروفك دا بي كتير وسيدهُ دفع فيه ضعف ثمن خروفك دا.. رغم أنه بكون قال نفس الكلام لصاحب الخروف الشايل حالهُ دا. نحن حافظنكم حفظ. الزليط ود حجر وقت سمع الكلام دا، حس براحة نفسية كدا، وشعر إنه نص مليار ما كتيرة فيه، حدّر الطاقية وقال للولد، أمشي قول لي أمّك أعملي لينا شاي، الزليط ود حجر ما بحب زول يقول ليه غشُّوك، أو السعر اللي دفعتوا في الخروف كتير عليه، أي جزّار فاهم الحتة دي، عشان كدا قبل ما يضبحوه بشكروا في الخروف بغنوا فيه غُنا على الأقل بهذه الطريقة بضمنوا حقهم وبشربوا ليهم كباية شاي تقيلة. أنا ما عارف ليه الجزّارين دائماً بشربوا شاي تقيل!! من تجيب ليهم سيرة الشاي بقولوا ليك يكون تقيل!! الجزّار رفع رأسهُ كدا لقى الشفع ملمومين حول الخروف، الشايل ليه صينية، والشايل ليه طشت، والشايل ليه جردل، والشايل ليه صحن كبير، والشايل ليه شوال، والشايل ليه عود، والشايل ليه ساطور، والشايل ليه فرّار، والشايل ليه سيف، والشايل التلفون بصوِّر بيهو، بس تقول عندهم غزوة، (حالة) الزليط ود حجر في الواتس عملت شغل. الجزّار قال ليهم إنتوا جايبين الحلة كلها، الخروف دا ما محتاج ليه أكتر من جك مويه وصينية شاي صغيرة، العِدّة دي كلها عشان شنو؟ لكن فجأة الجزّار إتذكّر الشاي التقيل وقال في نفسهُ كلما كترت العِدّة بتاعة الشغل، المقابل حقي بعدين بكون كبير، عشان كدا قال يشتغل في الخروف دا على أساس أنه بيضبح في عجل. والعجل واقف هناك الزليط ود حجر يكورك في الشفع. الجزّار ضبح الخروف، نقطة دم واحدة ما نزلت من الخروف. الزليط ود حجر جاء جاري وقال للجزّار، الخروف دا مالو ما فيه دم؟ الجزّار قال ليه خروفك دا ما فيه دم، هو الدم السال في البلد دي هيِّن.. يمكن خروفك دا خروف مبروك، وعدم نزول نقطة دم منهُ رسالة لإيقاف الحرب. الزليط ود حجر الكلام دا ما عجبهُ، قال للجزّار (بل بس). الجزّار شرب الشاي ونزل ليك في الخروف، في 3 دقائق نزّل ليهم الخروف في الصواني. الخروف ما طلع عندهُ دم بس، الخروف طلع لا فيه كبدة ولا فيه قلب ولا فيه كلاوي.. ولا فيه ضلع. الزليط ود حجر قال للجزار، كيف الحاجات دي كلها ما موجودة في الخروف؟ الشئ دا كان عائش كيف؟ الجزّار قال ليه يا زول ما تزعل، إنت الخروف دا اشتريتهُ من وين؟ الزليط ود حجر قال ليه اشتريتهُ من دعامي. الجزّار قال ليه يبقى الحاجات دي (اتشفشغت)، أنا في خرفان ضبحتها، الرأس كان ما فيها، وفي خرفان لا جلد لا رأس، يا زول أحمد الله لو بقت على الكبدة والكلاوي هينة.. لكن يا الزليط ود حجر عاوز أسألك هم الدعامة ديل لسه في الخرطوم ، ما قالوا عردوا؟ الزليط ود حجر قال ليه عردوا، لكن أسواقهم شغّالة في الخرطوم وعلى عينك يا تاجر بيبعوا في الحاجات المسروقة، ما في زول قادر يقول ليهم حاجة. في الوقت دا زوجة الزليط ود حجر جات من جوّه شايلة مفراكتها، قالت للجزّار وينها الكبدة؟ وينها الكلاوي؟ وين القلب؟ الشعب العربي وين؟ واتلفتت على زوجها الزليط ود حجر وقالت ليه، إنت جايب لينا خروف (ذكاء اصطناعي)!! يا راجل دا خروف تدفع فيه أكتر من نص مليار، إنت وقت عرستني ما دفعت فيني أكتر من عشرة آلاف جنيه، هسه دا خروف تدفع فيه أكتر من نص مليار.. ماسكني من شهر أبريل 2023 (بل بس)، وفي النهاية جايب ليك خروف لا فيه كبدة ولا كلاوي ولا ضلع ولا قلب. خروف بدون قلب نوديهو وين؟ خروفك دا ما بضحِّي، خروفك دا نعتبره كرامة بس. الزليط ود حجر شعر بالضيق، الكلام الزي دا ما بعجبهُ، قال ليها يا زولة قلب شنو البتفتشي عنهُ في الخروف، الناس في البلد دي كلها بقى ما فيها قلوب، الناس دي حايمة بدون قلوب.. بعدين موضوع الكبدة والكلاوي والضلع ح نشوفوا في منبر جدة.. يمين موضوع زي دا ما بنخليهُ يفوت ساكت، يمين ضلعة ما أخليها. بعمل ليك فيه (لايف) في الفيس بعد شوية. المَرَا اتهجمت وختت إيدها في رأسها وقت سمعت الزليط ود حجر بتكلم عن (منبر جدة)، وقالت ليه: أجي يا راجل إنت ما قلت (بل بس)، منبر جدة الدخلو في (الكلاوي) شنو؟ أوعك تقول لي جدك (التكيريب ود علي) طلع ليك في المنام وقال ليكم أمشوا منبر جدة. منبر جدة أبيت تمشي ليه عشان البلد.. ح تمشي ليه عشان (كلاوي)؟! نحن هنا نتحدّث عن ظواهر سالبة في الأضحية، وذلك عندما تكون الضحية للتفاخر والتباهي ومن أجل التظاهر الاجتماعي فقط، وما تصحبها من عادات سالبة متمثلة في (الشربوت) عندما يسكر، وإن لم يسكر اتقوا الشُّبهات، أضف إلى ذلك، إنّنا نتحدث عن الضحية عندما تصبح (كرامة)، وتفقد شروط الضحية، الخروف البتكلم ليكم عنه دا خروف ناقص، وهو مسروقٌ أمّا الأضحية كعبادة ومن أجل التقرب لله فهي ما عندنا فيها كلمة… وهذا للتوضيح. الزليط ود حجر شعر أنّ هيبته وكرامته اتهانت واتمرمطت في الواطة، وهو يقف قدام خروفه الناقص، ومع كلام زوجته الزي السم دا، لذلك قَرّر يرفع صوته، وينتفض (بل بس)، قال للأولاد شيلوا اللحمة دي وقولوا لي أمّكم ألحقينا بالمرارة والشية سريع، والله الواحد ذاتو نسى طعم اللحمة إن كان حرجلي حادق أو فولي دسم؟ الولاد شالوا اللحمة على استحياء ودخلوا على أمّهم، أمّهم قالت ليهم اللحمة دي ما عاوزة نار، اللحمة دي لو دخلت النار بتروح فيها ساكت. جابوا ليهم (المرارة)، الزليط ود حجر، قال ليهم (المرارة) دي بقت الحاجة الوحيدة البنحس بيها في الخروف أنا دافع لي أكتر من نص مليار في خروف، عشان اطلع من الديون الدخلت فيها عاوز سنة. السر ود الفرامل (باع) العربية و(باع) ذهب زوجته و(باع) قطعة أرض ورثها من أبُوه في أم درمان و(باع) الحواشة، عشان بس يسمع كلمة (باع) في البيت وما يحرم عياله منها. الزليط ود حجر قال للأولاد خلوا أمّكم تعجل لينا بالشية، المرارة فتحت نفسنا للحمة، الواحد فينا نفسهُ اتفتحت للحمة، عاوزين نتفشى الليلة في اللحمة، الليلة (بل بس). جابوا ليهم صينية الفطور، الشية كانت في صحن كبير، لكن شوية، الصينية كلها رغيف. الزليط ود حجر قام ليك على الصينية أول ما شاف اللحمة اتصدم، أربع أو خمس قطعات، المَرَا جاءت من جوّه توضح ليهم الصورة، قالت ليهم إنتوا يا الرجال بتشوفوا اللحمة دي كتيرة قبل ما تدخل النار واللحمة لمن تدخل النار بتنكمش وبتبقى شوية. الزليط ود حجر قال ليها بتنكمش، لكن ما لدرجة تبقى مرقة دجاج، هسه لحمتك دي فرقها شنو من مرقة الدجاج؟! من الصباح واقفة تتكلمي عن (الذكاء الاصطناعي)، هسه جايبة لينا شية (ذكاء اصطناعي)!! المَرَا قالت ليهم ختوا الرحمن في قلبكم، لو ما شبعتوا التلاجة فيها فول بايت بسخِّنهُ ليكم. الزليط ود حجر قال ليها فول شنو؟ وكمان بايت.. أنا جايب لي خروف بأكتر من نص مليار عشان آكل لي فول بايت.. بعدين يا ولية أنا أول مرة أشوف الدكوة أكتر من اللحمة، أنا ضابح خروف والّلا ضابح دكوة؟! فطروا، رقدوا وناموا الزليط ود حجر كان عنده عُقدة من النوم التقيل بعد الفطور، كان بيسمع أصحابه بقولوا ضربنا اللحمة ورقدنا نمنا، عشان كدا، أول ما فطر، قال يرقد ينوم، وأي زول يضرب ليه يقول ليه ضربنا اللحمة ورقدنا نمنا، والله الواحد تقول سنة ما نام. العصر طلعوا على، عثمان حسن تحويشة، الزول دا كان مشهور بالشربوت. بعمل شربوت يخليك ما تعرف ترجع بيتك. دخلوا عليه وقالوا ليه ألحقنا بالشربوت، رغم أنّ دكوة الزليط ود حجر ما محتاجة ليها شربوت. جابوا ليهم الشربوت، مروان ود التربيعة كان معروف رأسو خفيف.. قالوا ليه شربوت عثمان حسن تحويشة دا ما تمشي عليه، بخليك تتكلّم برّه رأسك. مروان ود التربيعة ما سمع الكلام، جابوا ليه كباية قطعها، بدأ يهضرب.. قال ليهم: التاج ود الحزينة، عندهم مروحة سقف وقت يشغِّلوها في تلاتة بتجيب ليهم قناة «mbc» وقت يشغِّلوها في أربعة بتجيب ليهم قناة «الجزيرة»، وقت يشغِّلوها في خمسة بتجيب ليهم الدوري الإنجليزي بدون كرت. والجماعة يضحكوا قالوا لي عثمان حسن تحويشة يا زول إنت شربوتك دا خفِّفوا شوية، أوعى تكون عملت فيه خميرة، شربوت اليوم الرابع بكون مُنعش، بخلي الزول يتكلم برّه رأسو. كبوا لمروان ود الترببعة كباية تانية، خلوه يضحِّكنا، الزول دا وقت يشرب الشربوت بقول حِكَم. مروان ود التربيعة شرب كباية تانية قال ليهم الجماعة ديل لو مشوا منبر جدة ح يتّفقوا. الجماعة قالوا ليه بفرحة كبيرة بعد أن وضعوا كبابي الشربوت في التربيزة وقالوا ليه ح يتّفقوا على شنو؟ مروان ود التربيعة قال ليهم ح يتّفقوا على استمرار الحرب، الجماعة ديل اللقوه في الحرب ما بلقوه في ظرف تاني.. (بل بس). والله (بل بس) دي فيها جنس قروش، في ناس عملوا عمارات وعملوا عربات وأرصدة في البنوك من (بل بس)، زي ما في ناس عملوا من الشفشفة والجغم مليارات.. ملايين الدولارات. كبوا لبه كباية شربوت تالتة، قطعها مروان ود التربيعة وقبل ما يختها، قال ليهم الهلال ح يجيب كأس دوري أبطال أفريقيا الموسم القادم بدون هزيمة، ويمشي كأس العالم للأندية وبواجه باريس سان جيرمان ويغلبو أربعة. في واحد هلالابي قال ليه يا مروان ود التربيعة كلامك دا جد والّلا كلام شربوت ساكت؟! مروان قال ليهم شربوت شنو؟ يا زول أنا واعي. المهم ناس الهلال ما يفرطوا في فلوران، وقت قال الكلام دا، قالوا الزول دا واعي بتكلم بمنطق وعقل. المهم بقى كل مرة يشرب كباية وبقول ليهم حاجة، آخر شئ قالوا يجيبوا ليه جردل الشربوت كلو، يشوفوه ح يقول شنو؟ جابوا ليه الجردل، شربه كلو، عاين ليهم بقى يشوفهم سبعة سبعة، عاين للسقف لقاهو بيرقص براهو. قال ليهم مروحتكم دي مالها بقت لي فيفي عبده.. قالوا ليه الحمد لله في إنّك عرفتها مروحة. قالوا ليه أحكي يا مروان ود التربيعة. مروان عاين ليهم سمح، وقال ليهم في الموسم الجديد، المريخ ما ح يطلع من التمهيدي. كلهم قالوا ليه بصوت واحد وح يمشي وين؟ قال ليهم ح يمشي المجموعات. قالوا ليه إنت كمان يا مروان ود الترببعة ما تبالغ.. يا زول إنت جنّيت، إنت الظاهر عليك شربت الشربوت بي جردله، ثم قبّلوا على، عثمان حسن تحويشة وقالوا ليه إنت المرة دي عملت شنو في الشربوت خليت مروان ود التربيعة يشطح كدا؟ الزول دا شطح لمن قال المريخ ح يتأهل لمرحلة المجموعات. يا زول إنت ما نصيح يا زول إنت جنّيت، كلامك دا زول مجنون ما بقوله.. الواحد وقت ما بقدر على الشربوت مفروض ما يمشي عليه. الهلالاب زعلوا زعل شديد من كلامه. يا زول ناس المريخ لو سمعوا كلامك دا شربوت عثمان حسن تحويشة يعملوا ليه حفلة وما بعيد يبقوه المدير الفني للمريخ وقت بوصِّلهم المجموعات. مروان ود التربيعة، فكّت منو شوية، وقال يستدرك، قال ليهم إنتوا قايلين أنا قاصد التمهيدي بتاع شنو؟ قالوا ليه بتاع شنو؟ قال ليهم تمهيدي بطولة سيكافا. قالوا ليه: طيِّب ما تقول كدا من الصباح، كبوه ليه تاني، الزول دا جردل الشربوت ما عمل ليه أيِّ حاجة. ... متاريس عمر النمير بقى شغال رسائل وتهاني. أعتقد أنّ الاتّجاه إلى الوجود على مواقع التواصل هو نوعٌ من الفقر الوجودي، خاصّةً إذا كان ذلك الشخص هو رئيس النادي. كلموا رئيس المريخ خلوه ما يسرف في الرسائل وما يرفع الطموحات، عشان آخر الموسم ما يطلع ويقول ما عندنا صف أول. كلموا النمير قولوا ليه البعمل فيه دا شغل مشجعين ما رؤساء. يا زول ركِّز في شغلك، خليك من شغل الفيس. ... ترس أخير: كُل سَنة وأنتُم بخير.


غرب الإخبارية
منذ 10 ساعات
- غرب الإخبارية
ضيوف الرحمن… بين عيون لا تنام
المصدر - عندما تميل قلوب الملايين شرقًا، نحو البيت العتيق، كانت المملكة تقف بكامل حضورها الأخلاقي، كأنها نُسجت من اليقظة والمحبة، من شرفٍ لم تتنازل عنه أبدًا. في حج 1446هـ، لم يكن الحج حدثًا موسميًا، بل سيمفونية إنسانية كبرى تولّت المملكة قيادتها بعينٍ تسهر وقلبٍ ينبض بالعطاء. منذ أن وطأت أقدام ضيوف الرحمن أرض الحرمين، بدت كل لحظة كما لو أنها مختومة بعناية الملوك. برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة لم يكن هذا العام مجرد امتداد للعطاء الملكي، بل كان رسالة حنان ملكي حقيقي تُجسّد الإحساس بأن الحاج ليس غريبًا، بل فرد من العائلة. الرحلة إلى الله أصبحت، بفضل هذا البرنامج، رحلة تُحتفى بكل تفصيلة فيها، حتى بات السؤال الأهم الذي يحوم في وجدان كل من التقى حاجًا: 'هل ينقصك شيء؟' لكن وراء هذا الوجه الحنون، كانت هناك ماكينة دقيقة تعمل بكفاءة قلبٍ يخاف التقصير. التنظيم لم يكن مجرد تعليمات تُتلى، بل عقلٌ جماعي يُدير الأرض من الأرض. الهيئة الملكية لمدينة مكة استعرضت قُدرات الذكاء الاصطناعي بخططٍ ذكية ومرنة، وكأنها تقول للعالم إن الحشود لا تُفزع من يعرف أن الإنسان أغلى من أي رقم. منظومة 'سدَايَا' أطلقت العنان لكاميرات ترصد وتُوجه، والجوازات استعانت بالبصمة الحيوية لتعيد المفقودين إلى أحبّتهم خلال دقائق، والدفاع المدني كان هناك… في الجمرات، يقف كما يقف الحارس على باب قلبه. وفي قلب المشاعر، حيث عَرَفة تحبس الأنفاس، زار وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود غرفة التحكم المركزية، في مشهدٍ يختصر مسؤولية وطنٍ لا يغفل لحظة عن ضيفٍ واحد. كان يتابع سريان النسك وكأنه يتابع نبض وطنٍ بأكمله، وفي خلفية المشهد، كانت 'منى' تكتب قصصًا أخرى… فيها القربان لم يكن الهدي وحده، بل كان في أعين المتطوعين، في تعب الموظفين، في لحظات الامتنان المتناثرة حين يقول أحد الحجاج: 'نعيش فرحة العمر وسط كرمٍ لا يُوصف، ورعايةٍ تجعلنا نشعر أننا بين أهل لا غرباء.' وفي يوم العيد، لم تكن الخيام مجرد استراحة، بل صارت وطنًا صغيرًا مؤقتًا، يضم قلوبًا من كل اللغات. هناك وُزّعت العيدية، وعُزفت الأناشيد، وارتجل الشعر من أفواه الحجاج كأن كل خيمة تحوّلت إلى صالون ثقافي عابر للقارات. كل هذه اللحظات صنعت تآلفًا نادرًا، لا يجمعه إلا صوت 'لبيك اللهم لبيك'، ولغة واحدة اسمها 'الله أكبر'. وسط كل هذا، لم تغب السلامة عن المشهد، بل كانت في قلبه. حملة 'سلامتك أولًا' تحوّلت من شعار إلى حضور واقعي. وُزعت المظلات والقبعات، قُدّمت التوعية بلغة الحاج لا بلغة المنظم. خلف كل خطوة، وقف شباب مكة، بخفة روحهم وابتساماتهم، وكأنهم وُلدوا لخدمة هذا الموسم تحديدًا، وكأن مكافأتهم الكبرى أن يقول حاجٌّ: 'جزاك الله خيرًا'، فيبتهج كما لو أنه حاز وسامًا ملكيًا. وفي حين كانت الكاميرات توثّق، كانت القلوب تحفظ ما لا يُقال. رجلٌ يبكي من الامتنان حين حُملت عنه مشقة الحركة. امرأةٌ تهمس بدعاءٍ لفريق التنظيم بعد أن عُثر على مفقودها. طفلٌ يوزع الحلوى بين الحجاج وهو لا يعرف لغتهم… لكنه يفهم تمامًا أنهم إخوته في الله. هذه ليست مشاهد فخر فقط، بل شهادات صامتة أن الحج في المملكة لا يُدار… بل يُحتضن. وهكذا، حين تنام المدن، تبقى مكة ساهرة. وبين عيون لا تنام وأرواح لا تتعب، كُتبت هذه الملحمة. المملكة لم تكن تدير موسم حج، بل كانت تحمله كأمانة في رقبتها، وكأن كل حاج أمانة بين أيديها، وكل دعاءٍ يُرفع، يُخدم كما لو أنه أمانة عند العرش. في حج هذا العام، لم تُرسل المملكة خطابًا رسميًا… بل أوصلت للعالم رسالة أبلغ من كل خطاب: 'نحن هنا… نخدم، نحب، ونؤمن أن خدمة الحاج طريقنا إلى الله.