logo
جائزة نوبل للاستسلام، من يستحقها؟

جائزة نوبل للاستسلام، من يستحقها؟

إيطاليا تلغراف٢٦-٠٣-٢٠٢٥

إيطاليا تلغراف
الدكتور أحمد الريسوني
لعل أشهر جائزة سياسية في العالم هي (جائزة نوبل للسلام). ويفترض أنها تمنح سنويا للشخصيات والهيئات الأكثر خدمة للسلام العالمي. ومعلوم أن السلام إنما تكون له قيمة وجدوى حينما يضع حدا للحرب، أو حينما يجنِّب الشعوب حربا كانت وشيكة، أو تلوح في الأفق.
ومعلوم كذلك أن الخدمة الكبرى للسلام العالمي، هي تلك التي تأتي بالسلام العادل، الذي يحق الحق ويرفع الظلم والعدوان. وأما السلام الذي يثَـبِّت الظلم، ولا يحقق العدل، بل يقوم على أنقاضه، فهو مجرد هدية ومكافأة تقدم للطرف الظالم.
وما دامت لجنة نوبل للسلام لا تراعي هذا الاعتبار الأخير، وليست معنية به، وإنما يهمها فقط وقف الحروب واجتنابها بأي ثمن، فالأَوْلى أن تُدخل في المستحقين للجائزة أولئك الذين يفضلون 'الاستسلام'، خدمة للسلام، عملا بقاعدة 'من صفعك على خدك الأيمن فأدِرْ له خدك الأيسر'. فهذا هو الأكثر تحقيقا للسلام، والأكثر نشرا للظلم والبغي والعدوان. المهم أن السلام، سيكون أكثر، ولو مع الزيادة في الشر.
وهذه هي النظرية الجديدة التي يعتنقها حكام الدول العربية: 'الاستسلام: أقرب طرق السلام'.
وقد كانوا من قبل – منذ سنة 2002 – يتبنَّون نظرية 'الأرض مقابل السلام'؛ أي كانوا يعرضون على إسرائيل الاعتراف بها والسلام معها، مقابل انسحابها من 'بعض' الأراضي الفلسطينية، أي من 'أراضي 67″، لإقامة دولة فلسطينية عليها..
لكن إسرائيل ظلت تعلن وتُرسِّم رفضها القاطع لمبادرة القادة العرب، مما دفع عددا من الدول العربية، 'الأكثر عشقا للسلام'، إلى المسارعة نحو الاعتراف والتطبيع والتسليم مجانا، ودون أي قيد أو شرط. وهذه هي العقيدة الجديدة للحكام العرب: 'الاستسلام أسهل طريق لتحقيق السلام'.
وبما أن اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام، تختار لجائزتها الأشخاص الأكثر خدمة للسلام، فإن الزعماء العرب – المستسلمين لإسرائيل – هم الآن أنسب المرشحين لنيل هذه الجائزة. فهم يتمسكون بالسلام في جميع الأحوال، وبأسرع الطرق..
فلو ضمت إسرائيل إليها: الضفة والجولان، وجنوب لبنان وجنوب سوريا، فهم متمسكون بالسلام الأبدي،
ولو ضمت المسجد الأقصى ومدينة القدس، وقامت بتهويد المدينة ومقدساتها، فهم معتصمون بالسلام المقدس،
ولو احتلت قطاع غزة، أو باعته للأمريكان، فهم أوفياء لمحبة السلام والاستسلام،
ولو قامت بالإبادة والتهجير لملايين الفلسطينيين، فلا تنازل عن الاستسلام الشجاع،
ولو قطعت عن الشعب الفلسطيني الغذاء والدواء والماء، فلا شيء سوى ورود السلام..
ومهما فعلت إسرائيل، فخيارهم الاستراتيجي معها، سيبقى هو الاستسلام والاحترام.
فهل من شك في أن هؤلاء هم المستحقون – بدون منافس – لجائزة نوبل للسلام والاستسلام؟
لقد مُنحت هذه الجائزة سنة 1978 للرئيس المصري آنذاك أنور السادات، مناصفة مع زعيم العصابة مناحيم بيجين.. مع أن السادات كان قد أنجز نصف حرب ونصف سلام، وأما رؤساؤنا اليوم، فيقدمون لإسرائيل وجرائمها استسلاما تاما خالصا مخلصا، مشفوعا بهدايا التطبيع والتنسيق والتعاون على الإثم والعدوان.
فكيف لا يستحقون وحدهم 'جائزة نوبل للاستسلام'؟
وإذا ما منحت هذه الجائزة للمستحقين لها من الحكام العرب، فستكتسب مزايا غير مسبوقة في تاريخها، منها:
1. الفائزون هم مَن سيدفعون – وبسخاء – القيمة المالية للجائزة، وسيكتفون هم بالوسام الشرفي الرمزي.
2. ستسجل الجائزة لنفسها مكسبا نوعيا غير مسبوق في خدمة السلام بطريقة جديدة، هي الاستسلام والركون.
3. الرؤساء الفائزون ينوبون في هذه الجائزة عن الآلاف من أعوانهم وقادة جيوشهم، الذين سيشاركونهم هذا الاستحقاق وهذه الجائزة، لما يتسمون به من انضباط تام وطاعة عمياء، في حماية 'إسرائيل' وأمنها ومصالحها، وجرائمها ضد الأشقاء الأعزاء..
إيطاليا تلغراف

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فضيحة جديدة للتطبيع بالمغرب
فضيحة جديدة للتطبيع بالمغرب

أخبار اليوم الجزائرية

timeمنذ يوم واحد

  • أخبار اليوم الجزائرية

فضيحة جديدة للتطبيع بالمغرب

صورة للهيكل المزعوم في ذكرى النكبة الفلسطينية فضيحة جديدة للتطبيع بالمغرب كشف المرصد المغربي لمناهضة التطبيع عن فضيحة تطبيعية جديدة لنظام المخزن الذي رهن البلاد للكيان الصهيوني المحتل حيث تم رفع صورة للهيكل المزعوم المراد بناؤه على أنقاض المسجد الأقصى المبارك في إحدى احتفالات الطائفة اليهودية في الصويرة بحضور السلطات المحلية وشخصيات عسكرية ومنتخبين وفي ذكرى النكبة الفلسطينية. وندد المرصد المغربي في بيان له بهذه الحادثة التي وصفها ب الجد خطيرة و الجريمة الكاملة بحق الشعب المغربي والمغرب ككل لأنها -يقول- تطعن في عقيدة وموقف الشعب المغربي حيال القدس والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لهجوم مسعور من قبل المستوطنين منذ عقود وخاصة في الفترة الأخيرة . وما يزيد من خطورة هذه الجريمة -يضيف البيان- أنها وقعت في بلد يتولى مسؤولية رئاسة لجنة القدس ويرعى شؤون وكالة بيت مال القدس ما يطرح أكثر من سؤال حول أهداف الواقفين وراء هذه الجريمة وآثارها على الدولة نفسها وعلاقتها بشعبها وبفلسطين وبالأمة العربية والإسلامية . وحسب المرصد المغربي فإن هذه الواقعة جريمة مركبة لأنها وقعت في الذكرى ال77 لنكبة فلسطين وفي ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية منذ ما يقارب سنتين خاصة في قطاع غزّة فضلا عن حرب التهجير القسري في القطاع والضفة الغربية واستهداف الأقصى المبارك بالاستباحة والاعتداء على المصلين وبقصد التحضير للهدم. واعتبر ذات المصدر رفع صورة الهيكل المزعوم جريمة كبرى بحق ملايين المغاربة الذين ما يزالون يخرجون في فعاليات مستمرة في سياق شلال الدم المسفوك في غزّة معربا عن استنكاره لحضور رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة الصويرة بهذه المناسبة في صورة جد مثيرة للاشمئزاز والغضب عبر خلط مفاهيم (التعايش) و(التسامح) بأجندات تمرير عناوين الصهيونية والأساطير التهويدية للمسجد الاقصى المبارك . و خلص المرصد المغربي لمناهضة التطبيع إلى أن المغرب في قلب بؤرة أجندات تخريبية بنيوية تضرب في كل الاتجاهات والمستويات والقطاعات وهو ما حذر منه في العديد من البيانات والندوات والتصريحات بما يلقي على كل الشعب المغربي مسؤولية النهوض لحماية الوطن والبلاد والمصير . جدير بالذكر أنه في الذكرى الـ77 للنكبة الفلسطينية شهدت عدة مدن مغربية من بينها العاصمة الرباط يومي الخميس والجمعة عشرات الوقفات الشعبية جدد خلالها المحتجون المطالبة بإسقاط كافة أشكال التطبيع المخزي مع الصهاينة. حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح 'قربان تلمودي'
حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح 'قربان تلمودي'

الخبر

timeمنذ 4 أيام

  • الخبر

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح 'قربان تلمودي'

أحبط حراس المسجد الأقصى المبارك، الإثنين الفارط، محاولة مستوطنين إدخال 'قربان حي' إلى باحاته عبر باب الغوانمة، حيث اقتحم 594 مستوطنا المسجد الأقصى عبر باب الغوانمة وبحوزتهم خروفا صغيرا، فلاحقهم حراس الأقصى وأحبطوا محاولة تقديمه في الأقصى في عيد الفصح الثاني. وندّدت محافظة القدس، في بيان، محاولة ذبح قربان داخل المسجد الأقصى الذي تعتبره تطورا خطيرا لا يمكن السكوت عنه، محذرة من إقدام مجموعة من المستوطنين المتطرفين على محاولة تهريب خروف صغير إلى المسجد الأقصى المبارك بغرض ذبحه داخل باحاته، في محاولة إجرامية لانتهاك قدسية المكان الأقدس لدى المسلمين. وتمكن ثلاثة مستوطنين من إدخال خروف مخبأ داخل كيس قماشي عبر باب الغوانمة، في محاولة لذبح القربان حسب الطقوس التلمودية. ودعت المحافظة أبناء الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل والجاد لحماية المسجد الأقصى، وإفشال مخططات الاحتلال التي تستهدف تحويله إلى كنيس يهودي ضمن مخطط التقسيم الزماني والمكاني. ، حيث اقتحم 594 مستوطنا المسجد الأقصى عبر باب الغوانمة وبحوزتهم خروفا صغيرا، فلاحقهم حراس الأقصى وأحبطوا محاولة تقديمه في الأقصى في عيد الفصح الثاني. وندّدت محافظة القدس، في بيان، محاولة ذبح قربان داخل المسجد الأقصى الذي تعتبره تطورا خطيرا لا يمكن السكوت عنه، محذرة من إقدام مجموعة من المستوطنين المتطرفين على محاولة تهريب خروف صغير إلى المسجد الأقصى المبارك بغرض ذبحه داخل باحاته، في محاولة إجرامية لانتهاك قدسية المكان الأقدس لدى المسلمين. وتمكن ثلاثة مستوطنين من إدخال خروف مخبأ داخل كيس قماشي عبر باب الغوانمة، في محاولة لذبح القربان حسب الطقوس التلمودية. ودعت المحافظة أبناء الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل والجاد لحماية المسجد الأقصى، وإفشال مخططات الاحتلال التي تستهدف تحويله إلى كنيس يهودي ضمن مخطط التقسيم الزماني والمكاني.

في الذكرى ال 77: الشعب الفلسطيني يواجه نكبة متجددة بأدوات أشد فتكا
في الذكرى ال 77: الشعب الفلسطيني يواجه نكبة متجددة بأدوات أشد فتكا

الجمهورية

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • الجمهورية

في الذكرى ال 77: الشعب الفلسطيني يواجه نكبة متجددة بأدوات أشد فتكا

قال المجلس الوطني الفلسطيني, اليوم الأربعاء, أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش تبعات النكبة الأصلية, ويواجه نكبة متجددة بأدوات أشد فتكا. وأضاف المجلس - في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" - أن ذكرى النكبة الـ 77 تأتي في ظل ما يواجه الشعب الفلسطيني من مؤامرات مصيرية, وعدوان دموي في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة من قصف, تجويع وتهجير قسري يمارسه الاحتلال الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم. وتابع المجلس الوطني: "منذ 19 شهرا نعيش فصلا أكثر دموية وإجرام من النكبة في الأراضي الفلسطينية خاصة في قطاع غزة إذ ترتكب المجازر والتطهير عرقي بأبشع أنواع الأسلحة المدمرة في ظل صمت وشهادة دولية وموقف يساوي بين الضحية والجلاد". ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة حولته إلى منطقة غير صالحة للسكن. وأشار إلى أن ما يخطط له الاحتلال من تهويد وإرهاب ومشاريع الاستعمار, واقتحام المسجد الأقصى من قبل المتطرفين الذين يهددون بحرقه أو هدمه, هدفه طرد الفلسطينيين من قراهم وبلداتهم وطمس الهوية, وتهويد الأرض. وطالب المجلس, الدول ب "تنفيذ التزاماتها القانونية والأخلاقية والاعتراف الكامل بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس كخطوة ضرورية لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة". كما طالب المجتمع الدولي, وشعوب العالم والبرلمانات الدولية, والقارية أن ترفع صوتها ضد جرائم الاحتلال والظلم والتحرك لوقف العدوان والحصار وتوفير ممرات منة لإدخال المساعدات الإنسانية وفرض العقوبات والعزلة على الاحتلال وعلى قادته "

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store