logo
شاهد.. انهيار مئذنة مسجد أثري بسمنود دون خسائر بشرية.. صور

شاهد.. انهيار مئذنة مسجد أثري بسمنود دون خسائر بشرية.. صور

صدى البلد٠٧-٠٧-٢٠٢٥
شهدت مدينة سمنود بمحافظة الغربية انهيار مئذنة مسجد سيدى سلامة وأسفر ذلك عن تحطم سيارتين وعمودي إنارة عامة دون وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح وتم الدفع بـ لودر عملاق لرفع آثار حطام الحادث.
تفاصيل الواقعة
كانت غرفة عمليات طوارئ محافظة الغربية قد تلقت إخطارا من مركز ومدينة سمنود بورود بلاغ من الأهالي بانهيار أجزاء كبيرة من مئذنة أحد المساجد الأثرية بدائرة المركز.
تحرك أمني عاجل
وعلى الفور انتقلت قوة أمنية من المباحث الجنائية بدائرة مركز سمنود وقوات من الشرطة والأجهزة الأمنية وتم الدفع بـ لودر عملاق وتبين انهيار مئذنة أحد المساجد الأثرية وهو مسجد سيدي سلامة وتبين أن ارتفاعها 27 مترا، وأسفر الحادث عن تهشم سيارتين ملاكي وسقوط عمودي إنارة عامة دون وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سوريا تعيد هيكلة اقتصادها سرا
سوريا تعيد هيكلة اقتصادها سرا

شبكة النبأ

timeمنذ 3 دقائق

  • شبكة النبأ

سوريا تعيد هيكلة اقتصادها سرا

القيادة السورية الجديدة تعمل سرا على إعادة هيكلة الاقتصاد المثقل بأعباء الفساد والعقوبات التي ظلت مفروضة لسنوات ضد حكومة الأسد، وذلك تحت رعاية مجموعة من الأشخاص لا تزال هوياتهم مخفية حتى الآن تحت أسماء مستعارة. وتتركز مهمة اللجنة في فك رموز الإرث الاقتصادي من حقبة الأسد ثم تحديد... بعد أسابيع من سيطرة مسلحين من المعارضة السورية على دمشق، تلقى رجل أعمال كبير اتصالا هاتفيا في ساعة متأخرة من الليل للحضور لمقابلة "الشيخ". كان العنوان مألوفا، وهو مبنى شهد عمليات ابتزاز متكررة لرجال أعمال مثله في عهد بشار الأسد. لكن الجديد هذه المرة كان الوجوه. بلحية طويلة داكنة ومسدس على الخصر، لم يعرّف الشيخ نفسه سوى باسم مستعار هو أبو مريم. وبصفته الآن رئيس لجنة مهمتها إعادة هيكلة الاقتصاد السوري، كان يطرح أسئلة بلغة عربية مهذبة تظهر فيها لكنة أسترالية خفيفة. وقال رجل الأعمال "سألني عن عملي، والأموال التي نجنيها... وظللت أنا أنظر إلى المسدس". وخلص تحقيق أجرته رويترز إلى أن القيادة السورية الجديدة تعمل سرا على إعادة هيكلة الاقتصاد المثقل بأعباء الفساد والعقوبات التي ظلت مفروضة لسنوات ضد حكومة الأسد، وذلك تحت رعاية مجموعة من الأشخاص لا تزال هوياتهم مخفية حتى الآن تحت أسماء مستعارة. وتتركز مهمة اللجنة في فك رموز الإرث الاقتصادي من حقبة الأسد ثم تحديد ما الذي يتعين إعادة هيكلته وما الذي يجب الإبقاء عليه. وبعيدا عن المتابعة والتدقيق الجماهيري، جمعت اللجنة أصولا تزيد قيمتها عن 1.6 مليار دولار. ويستند هذا التقدير إلى ما قالته مصادر مطلعة على صفقاتها للاستحواذ على حصص في شركات وأموال نقدية تمت مصادرتها، بما في ذلك أصول لا تقل قيمتها عن 1.5 مليار دولار صودرت من ثلاثة رجال أعمال، وشركات تابعة لتكتل كان يسيطر عليه سابقا مقربون من الأسد، مثل شركة تشغيل الاتصالات الرئيسية في البلاد، بقيمة لا تقل عن 130 مليون دولار. ووفقا لما توصلت إليه رويترز فإن الشخص الذي يشرف على إعادة هيكلة الاقتصاد هو حازم الشرع الشقيق الأكبر للرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، أما من يرأس اللجنة فهو أبو مريم الأسترالي أو إبراهيم سكرية وهو أسترالي من أصل لبناني مدرج على قائمة بلاده للأفراد الخاضعين لعقوبات بتهم تمويل الإرهاب. ويصف نفسه على الإنترنت بأنه رجل أعمال محب للكريكيت والشاورما. قامت الحكومة السورية الجديدة بتفكيك الجهاز الأمني مهيب الجانب الذي كانت ترتعد لذكره الفرائص في عهد الأسد، وصار بإمكان الناس التحدث بحرية أكبر مما ظلوا يعهدونه لعقود. لكن مزيج إشراك الأقارب والرجال الذين لا يُعرفون إلا بأسماء حركية والذين يديرون الاقتصاد السوري الآن يثير قلق عدد من رجال الأعمال والدبلوماسيين والمحللين الذين يقولون إنهم يخشون من أن يكون التطور الذي شهدته سوريا لا يتجاوز حدود استبدال نخبة أقلية بأخرى في القصر. واستند تحقيق رويترز إلى مقابلات مع أكثر من 100 من رجال الأعمال والوسطاء والسياسيين والدبلوماسيين والباحثين، فضلا عن مجموعة من الوثائق تتضمن سجلات مالية ورسائل بريد إلكتروني ومحاضر اجتماعات وتسجيل شركات جديدة. ولم يسبق أن أعلنت الحكومة عن عمل اللجنة أو حتى عن وجودها للرأي العام السوري. ولا يعرف أحد أي شيء عن تفويضها إلا من يتعاملون معها بشكل مباشر رغم أن مهمتها يمكن أن تؤثر على حياة جميع السوريين ومصادر أرزاقهم وربما على غيرهم، في الوقت الذي تحاول فيه البلاد إعادة الاندماج في الاقتصاد العالمي. وقال أحد أعضاء اللجنة لرويترز إن حجم الفساد في عهد الأسد، والذي بُني على هياكل مؤسسية مصممة لاستنزاف الأصول وتكديس الأموال، لا يُبقي سوى خيارات محدودة للإصلاح الاقتصادي. وبمقدور اللجنة مقاضاة رجال الأعمال المشتبه في تورطهم في الكسب غير المشروع، وهو أمر يطالب به كثير من السوريين، أو مصادرة شركاتهم بشكل مباشر، أو عقد صفقات خاصة مع أشخاص من عهد الأسد لا يزالون يخضعون للعقوبات الدولية. وكل هذه أمور تحمل في طياتها احتمالات إثارة المزيد من التوتر بين السوريين بعضهم البعض، بين الأغنياء والفقراء، وبين من استمتعوا برغد العيش وبحبوحته في عهد الأسد ومن عانوا من شظف العيش وقسوة الحياة. وبدلا من مقاضاة رجال الأعمال الذين استفادوا من عهد الأسد أو مصادرة شركاتهم، قررت اللجنة التفاوض لاستعادة الأموال التي تحتاج البلاد إليها بشدة وفرض سيطرتها على الأنشطة التي تعد من دعائم الاقتصاد، بما يسمح لها بالعمل دون اضطراب. ولم ترد الحكومة السورية ولا حازم الشرع ولا سكرية على طلبات متكررة للحصول على تعليق أو الإجابة على أسئلة تتعلق بهذا التقرير. وأحال مكتب الرئيس الأسئلة إلى وزارة الإعلام. وعرضت رويترز تفاصيل هذا التقرير خلال اجتماع مباشر الأسبوع الماضي مع وزير الإعلام وكشفت عن تفاصيله وقدمت أسئلة كتابية للوزارة. لكن الوزارة لم ترد حتى وقت النشر. وعلى مدى سبعة أشهر، أجرت اللجنة مفاوضات مع أغنى رجال الأعمال السوريين، وبعضهم يخضعون لعقوبات أمريكية. وأضافت مصادر أن اللجنة حققت تقدما أيضا في الاستحواذ على مجموعة من الشركات التي كانت تدار من داخل قصر الأسد. ولا يزال عدد من كبار رجال الأعمال المرتبطين بالأسد، وبينهم قطب طيران فُرضت عليه عقوبات لصلته بتهريب المخدرات والأسلحة وكذلك رجل أعمال متهم بجمع وصهر المعادن من البلدات السورية التي تسبب جيش الأسد في تحويلها لمناطق مهجورة، يحتفظون بجزء من أرباحهم ويتجنبون الملاحقة القضائية مقابل دفع الثمن. لكن صفقة العفو مقابل مزيج من المال والسيطرة على الشركات قد تثير غضب السوريين الذين يطالبون بتحقيق العدالة. وصرح أربعة دبلوماسيين غربيين كبار بأن تكديس السلطة الاقتصادية في أيدي شخصيات غامضة لا يُعرف عن ماضيها شيء قد يعرقل الاستثمار الأجنبي ويقوض مصداقية سوريا في الوقت الذي تسعى فيه للانضمام مجددا لركب النظام المالي العالمي. وقال العضو الذي تحدث عن أنشطة اللجنة إنها التقت بعشرات الأشخاص، أحيانا لتبرئتهم وأحيانا أخرى سعيا للحصول على حصة من ثرواتهم. ولفت إلى أن السوريين العاديين سيستفيدون في نهاية المطاف عند خصخصة الشركات أو طرحها لشراكات بين القطاعين العام والخاص أو تأميمها، مع تحويل عائداتها إلى صندوق سيادي. وأعلن الرئيس الشرع في التاسع من يوليو تموز إنشاء صندوق سيادي تابع للرئاسة. وصرح ثلاثة أشخاص مطلعين على عمل الصندوق بأنه سيكون خاضعا لإشراف شقيقه. وفي اليوم نفسه، كشف الشرع عن إنشاء صندوق تنمية برئاسة أحد المقربين منذ فترة طويلة من حازم. كما أصدر الرئيس في الآونة الأخيرة مرسوما بتعديلات على قانون الاستثمار. ورغم أنه لم يتم الإعلان عن شغل حازم أو سكرية لأي منصب حكومي، فقد توصلت رويترز إلى أنهما هما من حررا النص النهائي للتعديلات. وقال ستيفن هايدمان أستاذ دراسات الشرق الأوسط في سميث كولدج في ماساتشوستس لرويترز إن صندوق ثروة سيادية في سوريا أمر "سابق لأوانه". وانتقد اعتماد الصندوق على "أصول غير نشطة" غامضة، وحذر من أن منح الاستقلال لإدارة الصندوق بما في ذلك للرئيس من شأنه أن يقوض المساءلة. تأتي تفاصيل الجهود السياسية السرية للحكومة الجديدة في الوقت الذي ترفع فيه الحكومة الأمريكية العقوبات الاقتصادية المفروضة على الدولة السورية، والتي تعود إلى عهد الأسد. وردا على طلب للتعليق من أجل هذا التقرير، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرفع العقوبات "لمنح سوريا فرصة للنمو والتطور". وقال المسؤول في بيان لرويترز "لقد كان الرئيس واضحا أيضا في أن الرئيس الشرع يجب أن يستغل هذه الفرصة التاريخية لتحقيق إنجاز مهم". خباز في المصرف المركزي يعتمد الدور البارز للجنة في فك رموز الاقتصاد السوري على النفوذ الذي كان يتمتع به أعضاؤها في إدارة الأموال في إدلب، الجيب الشمالي الذي عززت فيه هيئة تحرير الشام، التي كانت في السابق جماعة إسلامية مسلحة، سلطتها تحت قيادة الشرع. واعتاد سكان إدلب، وخاصة المقاتلين فيها، على استخدام أسماء مستعارة ومنهم الرئيس الشرع، الذي كان يدعى أبو محمد الجولاني عندما كان قائدا لهيئة تحرير الشام. وكانت الجماعة تُعرف عند تأسيسها باسم جبهة النصرة، الذراع السورية لتنظيم القاعدة، وصنفتها معظم دول العالم جماعة إرهابية حتى الإطاحة بالأسد في ديسمبر كانون الأول. وقالت مصادر سورية مطلعة إن هيئة تحرير الشام أسست هياكل مالية وإدارية بعد انفصالها عن تنظيم القاعدة عام 2016. وفي عام 2018، أنشأت الجماعة شركة "وتد"، وهي شركة بترول تتمتع بحقوق حصرية لاستيراد مشتقات الوقود من تركيا، بالإضافة إلى تأسيس بنك الشام. وقال عضو اللجنة ومسؤولان كبيران في الجماعة لرويترز إن أبو عبد الرحمن، وهو خباز سابق تحول إلى قائد عسكري بارز، يقف وراء دخول هيئة تحرير الشام إلى قطاع الأعمال. وأضافوا أن أبو عبد الرحمن أسس اللجنة الاقتصادية لإدلب، التي كانت تضم في البداية بضعة رجال موالين لأحمد الشرع، لكنه أشرف فيما بعد على تطور عملها لتصبح مؤسسة تضم عشرات الأشخاص، من محاسبين ومحامين إلى مفاوضين ومنفذين. وهذه اللجنة خارج إطار الهياكل الرسمية للدولة. وأضافت المصادر أن اللجنة أنشأت فرعا للاقتصاد يركز على كسب المال، برئاسة أبو مريم، وفرعا ماليا لإدارة هذه الأموال، بقيادة أبو عبد الرحمن. وذكرت ثلاثة مصادر في هيئة تحرير الشام أن اسم أبو عبد الرحمن الحقيقي هو مصطفى قديد. وقال موظفان سابقان إنه أقام مكتبه في الطابق الثاني من مصرف سوريا المركزي في اليوم التالي لسقوط دمشق. ولم يرد قديد على طلب للتعليق أرسل إليه عبر أحد كبار مساعديه، الذي أقر باستلامه تقريرا عما خلصت إليه رويترز. وأصبح أبو عبد الرحمن معروفا لدى بعض المسؤولين والمصرفيين السوريين باسم "حاكم الظل"، الذي يتمتع بسلطة رفض القرارات التي يتخذها الحاكم الرسمي للمصرف. وعندما عُرضت عليه النتائج التي خلصت إليها رويترز عن إعادة هيكلة الاقتصاد ودور أبو عبد الرحمن، قال حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية في رسالة "هذا غير صحيح"، ولم يرد على طلبات للتوضيح. وقال الموظفان السابقان إن القرارات الكبرى تتطلب موافقة أبو عبد الرحمن، الذي وصفاه بأنه دمث الخلق ولكنه يُفضل مركزية السلطة. وقال أحدهما "الأمر كما كان من قبل، عندما كان القَصر (الرئاسي) هو من يقرر كل شيء". وقبل أشهر، شعر أحد الزوار بالدهشة عندما تعرف على أبو عبد الرحمن. ومثل أبو مريم، كان يُشار إليه باسم "الشيخ" أيضا. وخلصت رويترز إلى أن الاسم الحقيقي لأبو مريم هو إبراهيم سكرية. وقال الادعاء الأسترالي إن أبو مريم الذي خلصت رويترز إلى أن اسمه الحقيقي إبراهيم سكرية غادر مدينة برزبين عام 2013 قبل يوم واحد من تفجير شقيقه أحمد شاحنة ملغومة عند نقطة تفتيش للجيش السوري، ليصبح بذلك أول انتحاري أسترالي معروف في سوريا. وحُكم على شقيقه الثاني عمر في عام 2016 بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف في أستراليا بعد إقراره بالذنب في تهم تتعلق بإرسال عشرات الآلاف من الدولارات إلى جبهة النصرة. ووردت أنشطتهم في وثائق قدمها الادعاء الأسترالي إلى المحكمة العليا في البلاد عند استئناف عمر للحكم الصادر بحقه. ولم تتمكن رويترز من تحديد مكان عمر، ولم يرد محاميه السابق على طلب للتعليق. وأكدت الحكومة الأسترالية أن إبراهيم سكرية لا يزال خاضعا للعقوبات، لكنها امتنعت عن الإفصاح عما إذا كانت على علم بدوره الحالي مشيرة إلى سياسة الخصوصية التي تمنعها من التعليق على الأفراد. وقالت ستة مصادر على معرفة شخصية به إنه يستخدم اسما مستعارا آخر على منصة إكس وهو إبراهيم بن مسعود. ويصف نفسه على الصفحة الشخصية في حسابه بأنه "صاحب عمل" و"عاشق للشاورما" و"مشجع للكريكيت". وينشر الحساب منشورات عن خسائر الحرب في إدلب وتعاليم إسلامية. كان سكرية لاعب كريكيت شرسا في أستراليا، وفقا لزميل سابق له في الفريق الأسترالي عرفه في شبابه، ولا يزال يكتب منشورات عن هذه الرياضة عبر الإنترنت. كما قدم برامج حوارية (بودكاست) باللغة الإنجليزية تناول فيها قضايا مثل النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وبأي درجة من الحماس ينبغي أن ينظر المسلمون إلى المركز الرابع الذي حققه المغرب في كأس العالم 2022. ولم يتم الرد على طلبات للتعليق أرسلت إلى سكرية عبر حسابه على إكس وإلى كبير مساعديه عن الدور الذي يؤديه في إعادة هيكلة الاقتصاد السوري أو النتائج الأخرى التي خلص إليها هذا التقرير. ويشير الملف الشخصي لحازم الشرع، شقيق الرئيس، على منصة لينكدإن إلى أنه كان يشغل منصب المدير العام لشركة بيبسيكو في مدينة أربيل العراقية. وقال مصدران مطلعان إنه كان موردا رئيسيا للمشروبات الغازية إلى إدلب. ولم ترد شركة بيبسيكو على طلب للتعليق عن عمل حازم الشرع لديها أو ما إذا كانت على علم بأنشطته السابقة أو دوره الحالي. يشرف حازم حاليا على عمل اللجنة الاقتصادية، في إطار سلطته الواسعة على شؤون الأعمال والاستثمار في سوريا الجديدة. وعلى الرغم من أنه لا يشغل أي منصب حكومي معلن، فقد ظهر إلى جانب شقيقه الرئيس خلال زيارة رسمية إلى السعودية في فبراير شباط. وكان حازم الشرع أول من قدّمه شقيقه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفقا لمقطع مصور بثّته وسائل إعلام رسمية سعودية، رغم أن اسمه لم يرد في البيانات الرسمية الصادرة عقب الاجتماع. مكيافيلي قال موظف في فندق "فور سيزونس" ومصدران مطلعان إن اللجنة عند وصولها إلى دمشق في ديسمبر كانون الأول استقرت مبدئيا في الفندق، وهو المقر الذي تستضيف فيه الأمم المتحدة بعثتها في سوريا ويقيم فيه عدد من الشخصيات الأجنبية. وذكر مصدران مطلعان أن أعضاء اللجنة بالإضافة إلى مسؤولين آخرين من هيئة تحرير الشام أقاموا في غرف وأجنحة فندقية دون دفع أي رسوم. وذكر موظفون في الفندق وعدة مصادر مطّلعة أن القسم الخاص بتقديم المشروبات الكحولية بالفندق أُزيل من أجل تهيئة المكان لاستضافة الشيوخ وعقد الاجتماعات الخاصة، بما في ذلك جلسات التسوية. وقالت إدارة شركة "فور سيزونس" إنها لم تعد تدير هذا الفندق منذ عام 2019، وهو العام ذاته الذي فرضت فيه الولايات المتحدة عقوبات على مالكه رجل الأعمال سامر فوز، الذي أحجم عن التعليق على التقرير. ومع مرور الوقت، انتقلت اللجنة إلى مكاتب كان يستخدمها في السابق رجال أعمال بارزون وقيصر الاقتصاد في نظام الأسد، يسار إبراهيم، الذي يقيم حاليا في الإمارات منذ الإطاحة بالنظام السابق. ولم يرد إبراهيم على طلبات للتعليق. وقال عضو اللجنة إن الأعضاء قرروا سريعا عدم مقاضاة رجال الأعمال المشتبه بتحقيقهم أرباحا غير مشروعة قائلا "كنا سنلعب في ملعبهم". فعلى الرغم من أن بعض القضاة فقدوا وظائفهم بعد سقوط الأسد، فإن عددا كبيرا منهم ما زالوا على رأس عملهم. وذكر عضو اللجنة ومراجع حسابات مطّلع أن الحكومة الجديدة تخشى من أن يتفوق عليها رجال أعمال متمرّسون في التعامل مع النظام القضائي، أو أن تفتقر لأدلة كافية لإدانتهم في قضايا مالية معقّدة. وأضافا أن فكرة المصادرة المباشرة للأصول رُفضت تفاديا لترويع المستثمرين المحتملين. ولدى سوريا تاريخ طويل في تأميم الممتلكات يعود إلى اتحادها القصير مع مصر عام 1958، وهو ما استمر خلال الحرب الأهلية عندما صادرت حكومة الأسد ممتلكات تعود لمعارضين سياسيين. وبقي خيار إبرام صفقات مع رجال الأعمال، يتخلّون بموجبها عن بعض أصولهم مقابل السماح لهم بالعودة للعمل داخل سوريا، مما يسمح للحكومة الجديدة بالاستفادة من خبراتهم أيضا. وقال مصرفي مطلع على المحادثات إن حكّام سوريا الجدد ليسوا "فيدل كاسترو"، في إشارة إلى الدكتاتور الكوبي الذي أمّم أغلب اقتصاد بلاده. وتابع "إنهم أقرب إلى مكيافيلي". وبهذه الطريقة بدأت القيادة السورية الجديدة تفكيك اقتصاد عهد الأسد، والذي كان موزعا في معظمه بين رجال أعمال نافذين سيطروا على قطاعات رئيسية في مقابل دفع رشى للأسد ودائرته المقربة والإمبراطورية التجارية التي كان يديرها يسار إبراهيم. وكانت تلك الإمبراطورية تُعرف داخل الدوائر الضيقة باسم الجروب أي "المجموعة". الجروب في عام 2020، بدا أن الأسد قد خرج منتصرا من الحرب الأهلية بفضل الدعم الذي قدمته له روسيا وإيران. بحلول ذلك الوقت، كانت القيادة السورية قد أسست مجموعة تضم أكثر من 100 شركة أطلقت عليها اسم "العهد"، وفقا لمصدر شارك في إعداد المخطط منذ بدايته ووثائق شركات. وجنى مسؤولون في حكومة الأسد ومقرّبون منه أرباحا من هذه الشركات، كما هو الحال مع أصحابها من رجال الأعمال. وكان يسار إبراهيم يشرف على المنظومة بأكملها. وبعد سقوط الأسد، ازداد هيكل الملكية غموضا. واطلعت رويترز على إعلان غير منشور يعود لعام 2020 كان مُعدا للجمهور العام وربط بشكل مباشر بين الأسد ومجموعة العهد ووصفها بأنها شركة خاصة تساهم في إعادة إعمار سوريا. ويُظهر الإعلان المصوّر لقطات جوية لمدينة سورية تتناثر فيها المباني المهدّمة واللاجئون المنكوبون، ثم ينتقل فجأة إلى مشاهد مليئة بالموسيقى الحماسية تُظهر ورش بناء وحقولا خضراء وخطوط إنتاج. ويقول صوت المتحدث في الإعلان "أحيانا، يمكنك أن تهزم الحرب بابتسامة أو بشخص يمكنه أن يمسح الحزن عن وجهك"، وذلك في الوقت الذي تظهر فيه لقطات في الإعلان لبشار الأسد وزوجته أسماء وهما يمسحان دموع طفل. ويتابع المتحدث "قررنا أن نستمر ونصنع واقعا جديدا يُشبه أحلامنا". وتظهر، في جزء من عرض تقديمي داخلي قُدّم إلى الدائرة المقربة من الأسد في عام 2021، مجموعة من الشركات الحقيقية والوهمية التي أُنشئت تحت مظلة "العهد" للسيطرة على قطاعات اقتصادية رئيسية مثل الاتصالات والمصارف والعقارات والطاقة. ومع سقوط دمشق في الثامن من ديسمبر كانون الأول، فرّ يسار إبراهيم. وعبّرت شقيقته نسرين عن أسفها لفقدان الجروب للسيطرة. وفي رسالة على تطبيق واتساب اطلعت عليها رويترز، كتبت نسرين إلى عدد من المقرّبين "لم تعد لدينا صلة بأي من هذه الشركات. فليديروا الأمور كما يشاؤون". وتعذر التواصل مع نسرين للحصول على تعليق منها. وحصلت اللجنة على العرض التقديمي وتستخدمه للاسترشاد به في عمليات الاستحواذ، حيث استُبدل علم سوريا في عهد الأسد بالعلم الجديد، وفقا لنسخة من الوثيقة المحدثة التي اطلعت عليها رويترز. وقال راينوود ليندرس، وهو أستاذ بجامعة كينجز كوليدج لندن على دراية بالاقتصاد السياسي في سوريا، إن يسار إبراهيم توغل في جميع القطاعات الاقتصادية السورية تقريبا، وربما سيطر على ما يصل إلى 30 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2024. وقال البنك الدولي إن تقديراته تشير إلى أن الناتج المحلي لسوريا في 2023 بلغ 6.2 مليار دولار، أي حوالي عُشر مستواه قبل الحرب. وذكر مدير مالي سابق في "الجروب" أن القيمة الإجمالية لعملياته الأساسية قد تصل إلى 900 مليون دولار. لكنه استحوذ أيضا على أصول أخرى، من بينها شركة الاتصالات الرئيسية للهواتف المحمولة (سيريتل)، عبر شراكات فرضها نظام الأسد على رجال أعمال، مما أثر بالسلب على الاقتصاد خلال سنوات الحرب. وتضمنت تلك الشراكات كلا من سامر فوز، قطب صناعة السكر والعقارات الذي يخضع لعقوبات أمريكية، ورجل الأعمال متعدد الأنشطة محمد حمشو، بالإضافة إلى الشقيقين محمد وحسام قاطرجي، اللذين أدارا عمليات واسعة في قطاعي النفط والقمح. وواجهت اللجنة صعوبات في البداية في إدارة الشؤون المالية للجروب، وقال ثلاثة من كبار المديرين في الجروب إن السبب في ذلك يعود إلى أن شخصا واحدا فقط يُدعى أحمد خليل، وهو أحد المقربين من يسار إبراهيم، كانت لديه صلاحية الوصول القانوني إلى الحسابات المصرفية. وذكرت مصادر مطلعة أن اللجنة طالبت خليل وإبراهيم بالتخلي عن 80 بالمئة من هذه الإمبراطورية مقابل الحصانة من الملاحقة القضائية إلا أن المفاوضات تعثرت. ولم يرد أي من الرجلين على طلبات للتعليق، كما تجاهل فوز والأخوان قاطرجي أيضا طلبات التعليق. أما حمشو فقد أنكر ارتكابه أي مخالفات. وحتى بدون أي تعاون من إبراهيم، تمكنت اللجنة من إحراز تقدم من خلال إبرام اتفاقات مع قيادات المستوى المتوسط. وقال أحد الموظفين الرئيسيين الذي كان يعمل مع إبراهيم إنه سلّم بيانات مقابل الحصول على الحصانة. وذكر موظف مالي ثان في المجموعة، يتعاون مع اللجنة منذ أشهر، أن ما لا يقل عن نصف إمبراطورية الشركات التي تأسست في عهد الأسد تخضع الآن لسيطرة اللجنة. ويشمل ذلك شركة الاتصالات (سيريتل)، التي أصبحت تحت إدارة اللجنة من خلال عضو مُعيّن يتمتع بصلاحية التوقيع، وفقا لوثيقة تسجيل تجاري اطلعت عليها رويترز. وقالت شركة سيريتل إن بعض النتائج التي خلصت إليها رويترز في التقرير غير دقيقة، لكنها لم ترد على طلبات للتوضيح. وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن العقوبات التي لا تزال قائمة تهدف إلى تعزيز المساءلة. وأضاف "تعزيز الاستقرار وضمان استمراره في سوريا سيتوقفان على إرساء العدالة والمساءلة الحقيقية عن الانتهاكات التي ارتكبتها جميع الأطراف على مدار السنوات الأربع عشرة الماضية". شركة طيران "جديدة"؟ قالت ثلاثة مصادر مطّلعة ووثيقة اطلعت عليها رويترز إن بعضا من أكبر شركات المجموعة استأنف نشاطه ولكن تحت أسماء جديدة، ومن بينها شركة "أجنحة الشام"، وهي شركة الطيران الخاصة الوحيدة في سوريا. وتحوّلت الشركة إلى كيان جديد يُعرف باسم "فلاي شام" بموجب تسوية جرى التوصل إليها مع مالكها عصام شموط، وفقا لثلاثة مصادر كبيرة في قطاع الطيران وموظف في شركة "أجنحة الشام" وسجل تجاري اطّلعت عليه رويترز. وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على "أجنحة الشام" وشموط بسبب اتهامات تتعلق بنقل مرتزقة إلى ليبيا ومهاجرين غير شرعيين إلى روسيا البيضاء وتهريب أسلحة والاتجار في مخدر الكبتاجون. وأظهرت الوثيقة تخلّى شموط عن 45 بالمئة من أسهم الشركة بموجب اتفاق منحه حصانة من الملاحقة القضائية. وقالت مصادر في قطاع الطيران إنه دفع أيضا 50 مليون دولار وسلّم طائرتين إلى الخطوط الجوية السورية المملوكة للدولة. أما الطائرات الثلاث المتبقية، وجميعها من طراز إيرباص إيه320، فقد أعيد طلاؤها بألوان "فلاي شام" مع الإبقاء على أرقام تسجيلها المكتوبة على الذيل. وذكرت المصادر أن شموط احتفظ بتوكيل "شموط أوتو" للسيارات. وأحجم متحدث باسم شركة "أجنحة الشام" عن التعليق، فيما قال متحدث باسم فلاي شام إن "أجنحة الشام أُغلقت. فلاي شام شركة جديدة تماما". وفي بيان لاحق، طُلب من رويترز التواصل مع اللجنة مباشرة. وفي مايو أيار، قال سامح عرابي المدير العام لشركة الخطوط الجوية السورية لوكالة الأنباء الرسمية "سانا" إن طائرتين جديدتين ستنضمان إلى الأسطول الوطني، دون أن يقدّم تفاصيل إضافية. وبعد أيام، ظهرت طائرة من طراز إيه320 تابعة لشركة "أجنحة الشام" برمز التسجيل واي.كيه-بي.إيه.جي مطلية بألوان شركة الخطوط الجوية السورية. مدن مصهورة أبرم بعض من أكبر أقطاب الأعمال في سوريا اتفاقات أيضا. وقال مصدر مطّلع إن سامر فوز، الذي فرضت عليه واشنطن عقوبات في عام 2019 بتهمة التربح من إعادة إعمار سوريا، سلّم حوالي 80 بالمئة من أصوله التجارية والتي تقدر قيمتها بين 800 مليون إلى مليار دولار. وأضاف المصدر أن الصفقة تضمنت واحدة من أكبر مصافي السكر في الشرق الأوسط ومصنعا لصهر الحديد وعدة منشآت صناعية أخرى. أما محمد حمشو، الذي تدير عائلته أنشطة تشمل إنتاج الكابلات والصناعات المعدنية والإلكترونيات واستوديوهات السينما، فقد سلّم نحو 80 بالمئة من أصوله التجارية التي تُقدّر قيمتها بأكثر من 640 مليون دولار، وفقا لثلاثة مصادر مطّلعة على الصفقة. وقالت المصادر إن حمشو احتفظ بحوالي 150 مليون دولار، فيما احتفظ أفراد عائلته بشركاتهم الخاصة. وفي إطار الاتفاق، تخلى حمشو عن مصنع ضخم لمعالجة الصلب كان "الجروب" قد استحوذ على جزء منه في السابق. وتتهم المعارضة السورية ومنظمات حقوقية ورجال أعمال حمشو بأنه استغل المصنع لمعالجة المعادن المُستخرجة من الأحياء التي دمرتها قوات الأسد. وتُشير وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن حمشو كون ثروته من خلال علاقاته بالنظام وأنه عمل واجهة لماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق والذي كان يقود الفرقة الرابعة في الجيش السوري. وتقول حكومات غربية إن الفرقة الرابعة على صلة بإنتاج الكبتاجون، وهو مخدر شبيه بالأمفيتامينات، والإتجار فيه. وعاد حمشو إلى سوريا في يناير كانون الثاني ويقيم الآن تحت حماية الدولة في شقة فاخرة بحي المالكي الراقي في دمشق. ورصد صحفيون من رويترز مرارا مسلحين يرتدون الزي الرسمي ويتمركزون عند مدخل المبنى. كانت الآمال كبيرة في أن سقوط الأسد سيمهّد الطريق لفتح صفحة جديدة في سوريا، لكن حكومة أحمد الشرع واجهت صعوبات متراكمة، كان أحدثها أعمال عنف دامية في الجنوب الذي تقطنه أغلبية درزية. وقال عمرو سالم، وزير التجارة الأسبق والذي عمل أيضا مستشارا للأسد، إن النهج العملي الذي تتبعه الحكومة الجديدة قد يكون مفيدا لبلد مدمر لكن غياب الشفافية والمعايير الواضحة لتسوية الملفات المالية يُثيران المخاوف من إساءة استخدام السلطة مجددا. وأضاف سالم لرويترز "طُلب مني شخصيا إبرام تسوية لكنني رفضت، لأنني لم أرتكب أي خطأ". وأثارت هذه الاتفاقات غضب عدد كبير من السوريين الذين كانوا يأملون في رؤية شخصيات بارزة مرتبطة بالأسد خلف القضبان، مما أدى إلى اندلاع احتجاجين محدودين في يونيو حزيران. وقال عبد الحميد العسّاف، وهو ناشط شارك في احتجاج ضد عودة حمشو "هذا الأمر يمثل إهانة للسوريين. هناك استياء في الشارع السوري من عودة رجال الأعمال الذين كانوا في عهد الأسد، أو أي شخص تعاون معه". وأكد حمشو لرويترز أنه أجرى محادثات مع اللجنة، لكنه يتحفظ على الإدلاء بأي تعليقات أخرى لحين الإعلان رسميا عن تسوية. وقال حمشو "أشجّع قادة الأعمال والمستثمرين على التطلع إلى سوريا... البلد يتبنى اقتصاد السوق الحرة ويُوفّر بيئة خصبة لاستثمارات متنوعة وواعدة". وحصلت سوريا على وعود استثمار بوتيرة متسارعة. وقاد وزير الاستثمار السعودي وفدا تجاريا إلى سوريا لحضور مؤتمر استثماري انطلق يوم الأربعاء ويستمر لمدة يومين وسط توقعات بطرح فرص استثمارية تصل قيمتها إلى ستة مليارات دولار في قطاعات اقتصادية رئيسية. ومع اقتراب التسويات، بدأ بعض أعضاء اللجنة في تقلّد مناصب عامة. وصدر قرار بتعيين اثنين منهم على الأقل ضمن لجنة رسمية شكّلها الشرع في مايو أيار لإدارة جزء من الأصول المكتسبة بطريقة غير مشروعة. وقال عضو اللجنة إن هذا يأتي في إطار الجهود المبذولة لإضفاء الطابع الرسمي على عمل يقومون به في الخفاء. وأضاف "إنها إعادة هيكلة شاملة.. من الداخل والخارج". ويجري الآن العمل على تغيير لقب "شيخ" الذي كان أعضاء اللجنة يُنادون به بعضهم بعضا سابقا ليحل محله لقب "الأستاذ". ورغم أن الاتصالات والاجتماعات لا تزال تُعقد في ساعات متأخرة من الليل، فإن المعاملات الورقية تُنجز خلال ساعات العمل الرسمية. وأوضح عضو اللجنة أن الأعضاء تلقوا تعليمات بارتداء البزّات الرسمية بدلا من الملابس العسكرية أو الملابس غير الرسمية، كما صدرت لهم أوامر بإخفاء مسدساتهم بعيدا عن الأنظار.

الصحافة اليوم: 26-7-2025
الصحافة اليوم: 26-7-2025

المنار

timeمنذ 3 دقائق

  • المنار

الصحافة اليوم: 26-7-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 26 تموز 2025 العديد من المواضيع والملفات المحلية والاقليمية والدولية… الاخبار: جورج عبد الله حُرّاً… والدولة غائبة خوفاً من الغرب 41 عاماً من الأسر لم تُحرّك أحداً في الدولة اللبنانية لاستقبال جورج عبد الله بما يليق به. فالرّجل الآتي من فرنسا لا يحمل سوى صفة المقاوم المناضل الذي قضى أكثر من نصف عمره في زنزانة بلاد «الرجل الأبيض» الذي يُعلّمنا، نحن كدول العالم الثالث، أصول الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان. وصفة رجل هزم الغرب بعدم الاعتذار مقابل الإفراج عنه. أصر جورج أن يكون مقاوماً يشبه شعباً بأكمله، بينما أصرّت الدولة اللبنانية أن تتصرف كواحدة من أذناب الأنظمة الغربيّة. فلو كان موفداً أجنبياً يحمل تهديدات الويل والثبور للشعب اللبناني ورسائل التهويل، لكان مسؤولو الدولة اللبنانية جهزوا أنفسهم لـ«حفلة محاباة» بأرفع تمثيل سياسي، ولكانت أبواب القصور فتحت أمامه، ولكانت سيّدات المجتمع المُخملي تأنقت لاستقباله. ولكن جورج مناضل متّهم بقتل ديبلوماسي أميركي وآخر إسرائيلي، وفرنسيين. وفي بلاد الأرز، يخاف المسؤولون من «زعل» الأميركيين والفرنسيين! يصفقون لديبلوماسييها متى تحدثوا عن التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ولكنّهم يختفون في استقبال مقاومٍ يحمل الجنسية اللبنانيّة. ولذلك، غابت الدّولة بمعظم أركانها عن استقبال رمز من رموز المقاومة، الذي جابه النفاق الغربي الذي يزعم استقلاليّة قضائه والتزامه بقوانينه. لم يكن المتظاهرون الذين احتشدوا لساعات في باحة مطار بيروت الدولي تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي ظلّ إجراءات أمنيّة مشدّدة وكأنّهم من بلدٍ آخر، ينتظرون حضوراً رسمياً. كما لم يكن جورج يحتاج حينما وطأت قدماه أرض بيروت أن يرى شخصيّة رسميّة. فهو الذي بقي في وجدان الشعب اللبناني على مدى 41 عاماً لا يحتاج إلى اعتراف دولة خاضعة، أظهر «اختفاؤها» عن الاستقبال الرسمي مشهد خنوعها بالصوت والصورة مقابل مشهد التحرر من التبعية الذي مثله جورج. إجراءات أمنية مشدّدة ولذلك، لم يُفلح أيضاً تغيير الموعد الفرنسي لإطلاق سراح جورج في منع الحشود الشعبية من استقباله على بوابة المطار. كما لم تنجح المُحاولات الأمنية في كبح جماح المتظاهرين الذين أتوا بالمئات من كلّ المناطق من دون أن يتأثروا بمحاولات منعهم عن رفع الأعلام الحزبيّة، كما استخدامهم لمكبّرات الصوت. في البداية تأقلم هؤلاء مع الموانع مكتفين بأصوات علت من الحناجر: «حرية جورج عبد الله»، قبل أن يرفعوا الأعلام ثم يثبتوا المكبرات الصوتيّة، بانتظار هبوط الطائرة الفرنسيّة. لم يُفلح تغيير الموعد الفرنسي لإطلاق سراح جورج في منع الحشود الشعبية من استقباله على بوابة المطار هؤلاء أنفسهم اعتادوا أصلاً الإجراءات الأمنية المشدّدة على مدى ربع قرن وقفوا فيها أمام بوابة السفارة الفرنسيّة في بيروت. لم تتغيّر الشعارات ولا الوجوه، وإنّما كبر هؤلاء فقط والتحقت بهم أجيال جديدة. «الرفيق عباس» واحدٌ من هؤلاء. لا يُمكن أن يتذكّر المتظاهرون أمام السفارة الفرنسية تحرّك واحد لا يكون فيه «عباس لبّايا» (ينادونه رفاقه بهذه العبارة تيمّناً بمسقط رأسه) فيه. يرمي عباس الكوفية الفلسطينيّة على كتفيه ويضع يديه حول فمه هاتفاً لجورج، قبل أن يردّد الحاضرون وراءه. لا يذكر الشاب الذي صار كهلاً متى كانت المرّة الأولى التي شارك فيها باعتصامات من أجل الإفراج عن جورج، ولكنه يلتزم بمقولة تشي غيفارا «أينما يكون الظلم فذاك هو وطني».وعباس كجميع الحاضرين الذين لم يصدّقوا أنّ جورج سيخرج من خلف البوابة الحديديّة، كما لم يصدقوا أنّهم سيلحقون به بالسيارات إلى مسقط رأسه في القبيّات في عكّار. الجميع هنا ينتظر اللحظة، يتسلّق البعض البوابة والحواجز الحديديّة الموضوعة على جوانب الطريق علّهم يرمقون ما يجري في الجهة المقابلة وتحديداً في صالة الشرف، حيث يُقال إنّ استقبالاً سيُقام له. ولكن مشهد الاستقبال لم يكن يشبه ما يجري في الخارج، حيث رفع المتظاهرون قبضاتهم وحمل بعضهم أعلام الحزب الشيوعي والحزب القومي السوري الاجتماعي و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وصرخوا «مقاومة حرية»، عندما زُفّ الخبر إليهم: «طائرة جورج حطّت على الأراضي اللبنانيّة». أما الأجهزة الأمنية، فحاولت منع تقدم المتظاهرين خلال توجههم إلى البوابة أو إلى المخرج لمنع إقفال الطريق على الخارجين من المطار. «كونوا إلى جانب المقاومة»تزداد حماسة الموجودين عندما سمع هؤلاء أنّ جورج يحتضن أفراد عائلته بعد 41 عاماً من الغياب في ظل وجود بعض النواب الذين وقعوا سابقاً على عريضة إطلاق سراحه، وأبرزهم: أسامة سعد وإبراهيم الموسوي وأمين شري وقبلان قبلان وإلياس جرادي وجيمي جبور… إضافةً إلى الأمين العام للحزب الشيوعي حنّا غريب وعضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي. وتزداد دقات القلوب حينما فتحت البوابة الحديديّة التي سيخرج منها المناضل الأممي.ساعة كاملة قبل أن تفتح البوابة بالكامل معلنةً انتهاء حقبة ظلم امتدّت 41 عاماً، ليخرج منها جورج، كما اعتادته عيون محبيه: رجل عجوز بـ«تي شيرت» حمراء وكوفيّة التفت حول القربة، وقبضة يد «أزهرت» بعد سنوات من النضال شارةَ نصر.هكذا أطلّ جورج على المتظاهرين. لم يكن الرّجل يريد أكثر من شبان ما زالوا على درب المقاومة ينتظرون رؤيته، ويهتفون باسمه الذي التصق بعبارة المقاومة والحريّة. بدا جورج متأثراً بكلّ هذه الحشود التي كانت تحاول الاقتراب منه، وهو يمسح دموعه على عجل، بينما يبكي الموجودون تأثراً: هي اللحظة التي انتظروها منذ زمن.التعب البادي على ملامحه والزحمة التي تحلّقت حوله والإجراءات الأمنية المشدّدة لم تُغيّر من رجل هادئ وذهنه حاضر. كلمات مقتضبة نطقها بعد خروجه أمام الحشود، ومع ذلك كانت كافية لاختصار المشهد: «كونوا إلى جانب المقاومة وشهدائها، إلى جانب فلسطين، إلى جانب غزّة»، داعياً الجماهير المصرية إلى التحرك لنصرة غزة. وكان عبد الله قد صرّح قبل خروجه للقاء المحتشدين: «من المعيب للتاريخ أن يتفرّج العرب على معاناة أهل فلسطين وغزة»، مضيفاً: «ننحني أمام شهداء المقاومة إلى الأبد فهم القاعدة الأساسية لأي فكرة تحرّر في العالم. وإسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة وفلسطين أن يستمرا في دحر إسرائيل». توم براك في زيارته الثالثة -2: لبنان في جيب نتنياهو الصغيرة… ومصير اليونيفل غير مضمون يحلو لتوم براك اللعب على أعصاب السياسيين في لبنان. يمكن لأي صحافي، تكوين صورة غريبة عن انطباعات الذين اجتمعوا به. لكن النتيجة لا تعود لصالحه، فعندما تسمع من خمسة أشخاص، لا يتفقون على شيء، إشارات إعجاب ببراك، والقول إنه شخص يريد الوصول إلى نتيجة عادلة. فالمشكلة لا تعود بالأشخاص الخمسة، بل بالرجل نفسه. وهو طبعاً ليس منشغل البال في كيفية خروج «القوات اللبنانية» بانطباع أن الرجل يريد نزع السلاح ونقطة على السطر، بينما يخرج من عين التينة من يتحدث عن تفهم براك لأطروحة الرئيس نبيه بري، فيما يقول أحد مستشاري رئيس الجمهورية جوزيف عون إن براك، كان مقتنعاً بخطة الرئيس للحوار حول السلاح. ربما لا يعرف كثيرون أن براك الذي أمضى في لبنان نحو ثلاثة أيام، استهلك أقل من 20 ساعة فقط في متابعة الملف اللبناني. لكن في غالبية الوقت، كان على تواصل مفتوح مع واشنطن ودمشق وتل أبيب لمتابعة الملف السوري. وربما هذا ما دفعه ليكون صريحاً مع كثيرين، فقال «أنا هنا لأن هناك فرصة لنقوم بشيء، لكن عليكم أن تعرفوا أن اهتمام الرئيس ترامب بلبنان ليس أمراً مضموناً استمرارُه. وهناك نافذة زمنية قصيرة، وبعدها، لن يكون هناك في أميركا من يهتم أصلاً لمتابعة ملف لبنان. بل أقول لكم أكثر من ذلك، وقد يستاء البعض من هذا الكلام، لأن دول المنطقة، العربية وغير العربية، لا تجد في لبنان ما يستدعي الاهتمام الجدي»، وعندما يصل الرجل إلى إسرائيل يقول «إسرائيل تريد أشياء كثيرة من لبنان، ولكنها صارت تتعامل معه بطريقة مختلفة، تنظر إليه بفوقية كبيرة». يعرف براك أن مهمته لا تستهدف إنقاذ لبنان من أزماته، بل تستهدف إلزامه بخطوات تخصّ أمن إسرائيل ومصالح أميركا. والهدف المركزي هو نزع سلاح المقاومة ونقطة على السطر. وقد أكد براك بنفسه قائلاً إنه ليس في مهمة تفاوضية لصياغة اتفاق أو تفاهم جديد. لكنه لا يمانع أن يكون وسيطاً لترتيب صفقة كبيرة بين لبنان وإسرائيل إن أراد لبنان ذلك. لكنه، حتى اللحظة الراهنة، يصر على القول إنه في مهمة التأكد من إمكانية تحقيق النتائج المفترضة لاتفاق وقف إطلاق النار. نجح المبعوث الأميركي في خلق انطباعات متضاربة حول ما يريد، ولكنه كان صريحاً بأن نزع السلاح مطلب إسرائيلي وعند الغوص في النقاش، لا يتردد براك في القول إن هناك مشكلة. والطرفان يقدمان الحجج على أن الآخر لا يلتزم بالاتفاق. صحيح أن براك لم يحاجج الرئيس بري عندما شرح له بالوقائع ما الذي تفعله إسرائيل، إلا أنه عاد لاحقاً ليقول إن ضمان حسن تنفيذ الاتفاق يتطلب خطوات أكبر من جانب لبنان. وعند التدقيق معه، يعود إلى ورقته: انزعوا السلاح! الذين التقوا براك، يقولون إن واشنطن تتبنى رأي إسرائيل بأنه لا يجوز أن يبقى مع حزب الله أي نوع من السلاح. صحيح أن الأولوية هي للأسلحة التي تشكّل خطراً على «دولة إسرائيل»، ولكن ذلك لا يعني أنه مسموح لحزب الله أن يحتفظ بأسلحة خاصة، ولو كانت خفيفة. وفي رأي براك، إن على لبنان إنجاز هذه المهمة ضمن فترة زمنية محددة، لا تتجاوز الثلاثة أشهر. ومع النقاشات التي حصلت، عاد براك ليتواصل مع إدارته في واشنطن، ليقول لاحقاً إنّ مهلة الأشهر القليلة إنْ جرى تمديدها لفترة ممثلة، فهذا يعني أنكم في لبنان سوف تماطلون، وسوف تمر ثلاثة أشهر تلو ثلاثة أشهر وهكذا دواليك، وفي كل مرة، سوف تقولون لنا إن هناك عقبات تحول تطبيق العملية! التفهم والرشاوى عند هذه النقطة، يظهر التوتر على وجه الموفد الأميركي. رجل الصفقات، لا يريد أن يدخل في مفاوضات طويلة وشاقة ومفتوحة. وهو يفهم أن الأمر يتطلب بعض المرونة. فبدأ بإخراج بعض الأوراق، محاولاً عرضها كرشوة أو كمغريات للبنان إن سار باتفاق نزع السلاح. لكن ذلك لا يمنعه من العودة إلى إشهار عناصر التهديد التي ستتحول إلى وقائع إن لم يلتزم لبنان بما تريده أميركا. يقرّ براك بأن المطالب التفصيلية الخاصة بسلاح حزب الله تمثل مصلحة إسرائيلية. لكنه يعتقد أن لبنان ليس في موقع يسمح له بوضع شروط على أحد، وتحديداً على إسرائيل. وعند سؤاله عما إذا كان هذا التقدير يحمل في طياته تهديداً بشن إسرائيل حرباً جديدة على لبنان، يجيب بطريقة لافتة، وهو قال حرفياً رداً على سؤال حول هذا الأمر: «في إسرائيل، يقولون إنهم أزالوا الخطر الحقيقي لحزب الله. لا بل إنهم يفاخرون بأن لبنان موجود الآن في الجيبة الصغيرة لبنطالهم، ولا يعتقدون أنه يشكّل خطراً عليهم. لكنهم لا يريدون أن يتركوا سكيناً في يد أيّ من أعدائهم!». براك الذي ينسب الكلام إلى الإسرائيليين، وتحديداً إلى بنيامين نتنياهو، يحاول أن يقول إن هذه الوضعية تشير إلى أن إسرائيل ليست في وضع يجبرها على الدخول في حرب جديدة ضد لبنان. لكنه لا يقبل أن يحشره أحد بسؤال يبدو أنه لا يملك جوابه، مثل، هل تضمن عدم شن الحرب من جديد؟ يقول إن هناك 5 مليارات دولار يمكن صرفها في لبنان، شرط المباشرة في خطة نزع السلاح خلال شهر آب لكن براك بدا مستعداً لإظهار بعض المرونة. فهو تحدّث عما شاهده من دمار في الجنوب. وأكد أنه من الصعب منع الناس من العودة إلى قراها وبدء إعمار منازلها. وهو قال إنّ التزام لبنان تنفيذ خطة نزع السلاح، سيسمح له بالضغط على إسرائيل لتحقيق عدة أمور منها، وقف إطلاق النار على أبناء القرى الحدودية، وخلق مناخ آمن من أجل عودتهم إلى قراهم وبدء الإعمار، كذلك العمل على تأمين انسحاب إسرائيل من نقطتين على الأقل من النقاط الخمس، وإطلاق بعض الأسرى. مع وعد بالعمل على إقناع إسرائيل بتضييق دائرة عملها العسكري ضد أهداف بشرية أو مادية في لبنان. قال كل ذلك، وأخرج أرنباً يهمّ اللبنانيين: هناك فرصة جدية لتوفير 5 مليارات دولار تخصص لدعم إعادة الإعمار في لبنان، وإذا أظهر لبنان خلال شهر آب خطوات عملانية، فإن طلائع هذه الأموال تبدأ بالوصول في أيلول المقبل. التحذير والمخاطر لكن براك، الذي يصعب عليه أن يتحول خلال عدة أسابيع إلى خبير في المتاهة اللبنانية، سارع أيضاً، وعلى طريقة رئيسه ترامب، إلى إظهار العصا الغليظة. وإذا كان الناس في لبنان يميّزون بينه وبين المبعوثة السابقة مورغان أورتاغوس، فهذا لا يتعلق بجوهر الموقف. لذلك كان براك صريحاً: أولاً: لبنان، ليس مدرجاً على جدول أعمال القوى الكبيرة في المنطقة والعالم. وبالتالي، فإن على اللبنانيين أن يدركوا أنهم ليسوا محل اهتمام استثنائي. وإن واقعهم اليوم مختلف تماماً عما كان عليه الوضع قبل سنة. ثانياً: إن الحدث السوري هو الحدث المفصلي في الشرق الأوسط، والصراع الفعلي قائم على سوريا. والكل عينه على سوريا، وإذا ما كان هناك من يريد إنفاق الأموال، فهو يريد أن يفعل ذلك في سوريا، لأن هناك توجد دولة، وفرصة لعمل كبير. بينما لا يزال لبنان،مجرد ساحة خلفية، وسمعة القيّمين على أموره ليست جدية، ولا هي مغرية لأحد. ثالثاً: لا تملك الولايات المتحدة برنامجاً مستقلاً يخص لبنان. هي ترى مصالح إسرائيل أساسية في مقاربة الملف اللبناني، وواشنطن لا تملك الرغبة ولا القناعة بإلزام إسرائيل القيام بخطوات من دون مقابل. وحتى لا يفهم خطأ في هذه النقطة، قال براك: عندما تعرضون علينا أي خطة، عليكم أن تعرفوا أنّ المهم أن تكون منطقية وقابلة للتصديق من قبل إسرائيل. رابعاً: ليس مهماً بالنسبة إلى العالم كيف يفكر اللبنانيون في أمورهم، بل ما يهمّ العالم يتعلق بما يتوجب على لبنان القيام به. وكل تأخير في التزام المطلوب، سينعكس سلباً على أمور تخص لبنان. وفي إشارة عملانية، تحدّث براك عن رغبة لبنان في التجديد لقوات اليونيفل العاملة في الجنوب. لكن رغبة لبنان ليست وحدها من يقرر المسار. ويشير بما يشبه التهديد: إسرائيل لم تعد تثق بكل مؤسسات الأمم المتحدة، وهي ترى أن اليونفيل غير مؤهلة للقيام بأي دور، بعدما أظهرت التطورات الميدانية أنها فشلت في تطبيق القرار 1701 خلال السنوات الـ19 الماضية. وبالتالي، ليس لدى إسرائيل ما يجعلها تقبل ببقاء اليونيفيل. وفي تعليقات كمن يسوّق أو يشرح وجهة نظر، يتحدث براك عن أنّ موقف إسرائيل من الأمم المتحدة، وقرار الولايات المتحدة تقليص التمويل لقوات حفظ السلام، والتطورات على الأرض، كلّها عناصر قد تصبّ في خانة قرار يلامس حد عدم التجديد للقوة. وأن يصار إما إلى تقليص العديد بصورة تجعلها مجرد مجموعة من المراقبين من دون فعالية، وإما أن يصار إلى إلغاء كل هذا الوجود، والبحث عن صيغة أخرى لتنسيق الأمور جنوباً. وفي هذا السياق، يبدو أنّ في واشنطن كما إسرائيل، من يعتقد أنه في حال خرجت القوات الدولية من جنوب لبنان، سيجد الجيش اللبناني نفسه مضطراً إلى التنسيق المباشر مع إسرائيل من أجل الترتيبات في الجنوب، أو في الحد الأدنى عبر السفارة الأميركية. وهو أمر لا تعارضه إسرائيل، خصوصاً أنّ في تل أبيب من يقول إن على الجيش اللبناني أن يلتزم بكل التعليمات التي تصدرها إسرائيل، وإلا فإنه يعرّض لبنان للخطر. لا انهيار كاملاً للمفاوضات: أميركا وإسرائيل تشدّدان ضغوطهما تدخل المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل مرحلة ضغوط وخلط أوراق بعد انسحاب أميركي – إسرائيلي من محادثات الدوحة وتحذير من تصعيد عسكري محتمل. تشهد المفاوضات غير المباشرة بين العدو الإسرائيلي وحركة «حماس» تطورات ذات حساسية بالغة، في ظلّ تبدّل مفاجئ في الموقف الأميركي، وتكثّف المناورات السياسية الأميركية – الإسرائيلية التي تسعى إلى إرباك البيئة المحيطة بهذه المفاوضات. ورغم انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من محادثات الدوحة تحت عنوان «التشاور»، فإنّ المسار التفاوضي لم يُغلق، وفق عدّة مصادر مطّلعة، بل دخل مرحلة جديدة قوامها الضغوط الممنهجة وإعادة خلط الأوراق بهدف تحسين الشروط التفاوضية. وحتى مساء الخميس الماضي، كانت تقديرات الوفد الأميركي تشير إلى أنّ ردّ «حماس» لم يُشكّل عقبة حقيقية، بل احتوى على عناصر قابلة للبناء عليها. وعلى هذا الأساس، أجرى المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، اتصالات مع الوسيطين المصري والقطري، تحضيراً لجولة جديدة من المفاوضات كانت مقرّرة في الدوحة. غير أنّ تحوّلاً دراماتيكياً طرأ بعد اتصالات ثلاثية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، تلاه تصعيد لافت في التصريحات، وانسحاب مفاجئ للوفدين الأميركي والإسرائيلي من محادثات الدوحة. وعُدّ ذلك بمثابة رسالة ضغط لا تعني نهاية المسار، بقدر ما تهدف إلى تعديل في التوازنات التفاوضية لصالح العدو. ومن هنا، لا ترى القاهرة والدوحة في ما جرى انهياراً للمفاوضات، بل تعتبرانه «تعليقاً مؤقّتاً قابلاً للاستئناف»، بحسب مصادر مطّلعة، خصوصاً أنّ العقبات الحالية ليست أكثر تعقيداً من تلك التي جرى تخطّيها سابقاً. وترى العاصمتان الوسيطتان أنّ «الموقف الأميركي لا يمانع التوصّل إلى اتفاق في جوهره، لكنه يستخدم أقصى أدوات الضغط بهدف انتزاع تنازلات إضافية»، خصوصاً في ما يتعلّق بخرائط الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وضمانات ما بعد وقف إطلاق النار، وكذلك مسألة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأكّدت مصر وقطر، في بيان مشترك أمس، تحقيق «بعض التقدّم» في جولة المفاوضات التي استمرّت ثلاثة أسابيع. ولفت البيان إلى أنّ «تعليق المفاوضات لأغراض التشاور لا يُعدّ انهياراً»، داعياً إلى «عدم الانسياق خلف التسريبات الإعلامية التي تحاول التشويش على مسار التفاوض». الانسحاب الأميركي ـ الإسرائيلي لا يعني نهاية المسار بل هو ضغط مكثّف ومناورة تفاوضية وفي حين ذكرت شبكة «سي إن إن» أنّ الوسطاء لا يزالون يناقشون سبل التوصّل إلى اتفاق قريب، نقلت قناة «كان» عن مصدر إسرائيلي مطّلع أنّ الفجوات مع «حماس» ليست كبيرة ويمكن تجاوزها. وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أنّ «حماس» لم تقدّر بشكل دقيق ردّة الفعل الإسرائيلية – الأميركية على مقترحاتها، لكنّ المفاوضات لم تنهَر، بل تجري حالياً مشاورات داخلية في تل أبيب لإيجاد مخرج تفاوضي محتمل خلال الأيام المقبلة، بعد أن تهدأ الأجواء وتُستوعب الرسائل المتبادلة. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منح، أمس، الضوء الأخضر للاحتلال لمواصلة الحرب على غزة، بذريعة أنّ «حماس لا تريد اتفاقاً». وفي تصريحات أدلى بها، زعم ترامب أنّ الحركة «ترغب في الموت»، مضيفاً أنّ «الوصول إلى آخر الرهائن يجعل حماس تدرك ما ينتظرها، ولهذا لا تريد الاتفاق». وأردف قائلاً: «من الصعب جداً أن تقبل حماس باتفاق، لأنها ستفقد درعها وغطاءها»، بحسب قوله. ومن جهته، قال نتنياهو، عبر منصة «إكس»، إنّ حكومته تدرس مع واشنطن «بدائل» لاستعادة المحتجزين وإنهاء حكم «حماس»، من دون الكشف عن طبيعة هذه البدائل. وفي وقت لاحق من يوم أمس، عقد نتنياهو اجتماعاً أمنياً مصغّراً مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين لبحث تطورات الحرب والمفاوضات، إذ نقلت «هيئة البث الرسمية» عن مصادر أنّ «الجيش عرض على القيادة السياسية خطّة لتطويق غزة وتقسيمها إلى مناطق، بهدف استنزاف حماس والسكان معاً». وتتضمّن الخطة، بحسب التقارير العبرية، «مناورات عسكرية في أماكن يُعتقد بوجود أسرى فيها، رغم معارضة الأجهزة الأمنية لذلك حتى الآن». وفي الإطار عينه، قالت «القناة 13» العبرية إنّ الاحتلال يدرس خطوات عسكرية واسعة في غزة، تترافق مع ضغوط على قيادات «حماس» في الخارج. وفي خضمّ ذلك، صعّدت أوساط يمينية إسرائيلية من لهجتها، إذ طالبت الوزيرة أوري ستروك «بحسم عسكري مباشر»، فيما دعا الوزير إيتمار بن غفير إلى «وقف المساعدات، واحتلال القطاع، وتدمير حماس، وتشجيع الهجرة والاستيطان». أما الوزير بتسلئيل سموتريتش، فاعتبر أنّ «المفاوضات مع الإرهابيين انتهت»، متحدّثاً عمّا سمّاه «وقت النصر». وفي المقابل، شدّدت عائلات الأسرى وشخصيات المعارضة على أنّ «السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف هو اتفاق مباشر مع الحركة»، في حين جدّد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أمام العائلات، التزام بلاده «المطلق» بالعمل على التوصّل إلى «صفقة تعيد الأسرى الإسرائيليين، وتنهي القتال». اللواء: عون يكشف عن اتصالات مع الحزب.. واقتراح أميركي بمنطقة أمنية في الجنوب 75 مليون يورو مساعدة فرنسية في مشروع البنك الدولي.. وقرية جنوبية تدرس مواجهة الاعتداءات تقدَّم الملف السوري على ما عداه، لجهة المفاوضات التي جرت برعاية اميركية في باريس، بين وزير الخارجية السوري اسعد شيباني ووزير الخارجية الاسرائيلي تناول تفاهمات حول الوضع في السويداء، بما يعيد اليها الاستقرار ويوقف دورة القتال والعنف. وفيما يسود الضياع الداخلي إزاء ما تزمع ادارة الرئيس رونالد ترامب القيام به بعد سفر موفده الى بيروت توم براك، في ضوء ما تحمله المسيّرات والطائرات الاسرائيلية من رسائل، بعضها يتعلق بالدبلوماسية، وبعضها الآخر يتعلق بجمع المعلومات، والاغتيالات في قرى الجنوب.وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان ما من معطيات حول إمكانية بدء مجلس الوزراء مناقشة الجدول الزمني لتسليم السلاح، وأن المجلس سيستكمل في الوقت نفسه ملف التعيينات في اقرب فرصة ممكنة، مشيرة الى ان الاسبوع المقبل يبدأ التحضير لجلسة للحكومة كما ان الاسبوع المقبل يشهد زيارة لرئيس الجمهورية الى الجزائر.وفي هذه الزيارة تبحث ملفات ثنائية من الطاقة وغيرها من ملفات ذات اهتمام مشترك.الى ذلك فإن لرئيس الجمهورية سلسلة محطات خارجية الأبرز مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في شهر ايلول المقبل.على ان الأهم، ما كشفه الرئيس جوزف عون عن قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، معتبرا ان هناك تجاوباً حول الافكار المطروحة، لكن المفاوضات تتقدم ببطء.على وقع ذلك، عادت الرتابة الى الحياة السياسية بعد انتهاء مهمة الموفد الاميركي توم براك في بيروت وانشغاله بترتيب لقاءات امنية سورية– اسرائيلية في باريس، لكن على اساس إما أن براك سيعود الى بيروت لينقل الرد الاسرائيلي على رد لبنان على المقترحات الاميركية وعلى مقترحات الرئيس نبيه بري، وإما ستنقل الرد السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون. لكن بإنتظار الرد يبدو ان التوقعات صدقت حول التصعيد الاسرائيلي العسكري الضاغط على لبنان، وبرضى اميركي عبّر عنه براك مراراً خلال وجوده في بيروت بقوله ان بلاده «لا تستطيع ان تفرض على اسرائيل ما يجب عليها ان تفعله».لكن ملأ الفراغ امس وصول المواطن اللبناني جورج ابراهيم عبد الله الى بيروت بعد الافراج عنه من السجون الفرنسية بعد اعتقال 41سنة، وتنظيم استقبال سياسي وشعبي له في المطار، حيث ادلى بمواقف تدعو الى استمرار المقاومة والالتفاف حولها والى نصرة غزة، قبل انتقاله الى مسقط رأسه في القبيات.وبعد التصعيد الاسرائيلي خلال الايام الماضية حيث سقط العديد من الشهداء والجرحى في الجنوب، لاحظت مصادر متابعة استمرار غياب لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وعدم حصول اي اجتماع او تحرك لها لوقف التصعيد الاسرائيلي، وأي اطلالة او موقف لرئيسها الجديد الجنرال الاميركي مايكل ليني. ولا للجنرال الفرنسي الجديد فالنتين سيلير، الذي تسلم مهامه قبل فترة قصيرة وقام بجولة تعارف على الرؤساء وبعض المسؤولين.لكن مصادر رسمية قالت لـ«اللواء»: ان رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة يجرون اتصالات مباشرة او عبر معاونين مع لجنة الاشراف او مع سفراء دول اللجنة بهدف لجم التصعيد، لكن يبدو ان لا حماسة اميركية لتحريك وتفعيل لجنة الاشراف.وحسب ما كشفت مراجع عليا، فإن زيارة باراك حملت تلويحاً اميركياً خطيراً مفاده: تتخلى الدولة عن حزب الله او تتخلى واشنطن عن الدولة.في تطور بالغ الخطورة، حاول الموفد الأميركي توم براك، خلال لقائه شخصية لبنانية رفيعة جداً جسّ نبض لبنان ومن خلفه حزب الله، حول «صفقة شاملة» تطرحها واشنطن لتحقيق الاستقرار في لبنان حسب زعمها، وتتضمن إقامة منطقة عازلة خالية من المدنيين في القرى الأمامية الجنوبية، تمتد على شريط واسع من الأراضي اللبنانية المحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، وتُوضع تحت وصاية دولية كاملة بإشراف أميركي مباشر، وبحسب براك، فان هذه «التسوية الأمنية» إذا تم التوافق عليها، تضمن التزام إسرائيل بوقف العدوان نهائيا على لبنان، وإعادة الإعمار، وتحرير الأسرى، وضخ استثمارات هائلة، الى جانب ترتيبات سياسية جديدة من ضمنها سلاح حزب الله ودوره وموقعه في الدولة. لكن، وبحسب معلومات مرجع سياسي بارز، فان هذه التسوية ليست سوى إحدى حلقات الخطة الأميركية الأخطر، التي عبّر عنها براك بصراحة، والتي وصلت إلى حدود تهديد اللبنانيين بمعادلة خطيرة مفادها «سلاح حزب الله مقابل بقاء الدولة اللبنانية»… وفي التفاصيل، فإن براك، الذي نعى بنفسه خلال زيارته إلى بيروت اتفاق وقف إطلاق النار، وضع على طاولة المسؤولين اللبنانيين هذه المعادلة، مقدّما بلاده كمساند للبنان إذا وافق على نزع سلاح الحزب بالقوة اذا لزم الأمر مستعملا عبارة «نحن الى جانبكم»، أو مواجهة مصير قاسٍ يشمل: عزلا دوليا، عقوبات اقتصادية، حربا إسرائيلية وتكفيرية، وانسحابا تاما للقوات الدولية من لبنان. التمديد وأزمة تمويل وكشفت مصادر دبلوماسية ان الجانبين الأميركي والفرنسي، يريدان تعديل مهمات اليونيفيل بما يضمن حرية الحركة والتدخل من دون الجيش اللبناني.وبحسب المصادر فإن العقبة الاساسية امام التمديد لليونيفيل تمثل بالتمويل بعد وقف واشنطن تمويلها. وذكرت المصادر ان باريس تحضر مسودة طلب التمديد لليونيفيل لعام واحد، وستتقدم بها في مطلع شهر آب. البيان اللبناني – الفرنسي الى ذلك، وبعد عودة رئيس الحكومة نواف سلام من باريس، صدر عن الجانبَين اللبناني والفرنسي بيان مشترك حول المحادثات التي جرت في قصر الإليزيه بين رئيس الوزراء نواف سلام والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول زيارة رسمية له إلى باريس منذ تسلّمه مهامه.تضمن تعهدات فرنسية بدعم لبنان. وافيد ان ماكرون وعد بالسعي من اجل تمديد ولاية قوات اليونيفيل بطريقة سلسة برغم اعتراض الادارة الاميركية واشتراطها تعديل مهامها بإعطائها حرية حركة اكبر واوسع.وجاء في البيان: خلال اللقاء، عرض الرئيس سلام التحديات التي يواجهها لبنان، مؤكّدًا التزام الحكومة بمواصلة العمل الجاد لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة، واستعادة الثقة المحلية والدولية، وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.من جهته، رحّب الرئيس الفرنسي بالرئيس سلام، وأشاد بإصرار الحكومة اللبنانية على المضي قدمًا في مسار الإصلاح، مجددًا دعم فرنسا الثابت لسيادة لبنان واستقراره وازدهاره، ولجهود السلطات اللبنانية في إنعاش الاقتصاد وإصلاح المؤسسات.وأشار الرئيس ماكرون الى ان بلاده تستعد لتنظيم مؤتمر دولي لدعم لبنان في باريس، بالتوازي مع الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وذلك بعد إقرار القوانين الإصلاحية الأساسية، لا سيما في القطاعين المصرفي والقضائي.وفي هذا السياق، أبلغ الرئيس الفرنسي رئيس الحكومة أن بلاده ستُساهم بمبلغ 75 مليون يورو في مشروع المساعدة الطارئة للبنان (LEAP) التابع للبنك الدولي، دعمًا لإعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان.كما شدد الطرفان على أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفيل وتعزيز آلية مراقبة وقف إطلاق النار. وأكد الرئيس سلام والرئيس ماكرون معاً على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الانتهاكات، وعلى دعم قدرات الجيش اللبناني بما يعزّز دوره الحصري في امتلاك السلاح وبسط سلطة الدولة.وفي المجال القضائي، أعرب الجانب الفرنسي عن استعداده لتقديم الدعم الفني والمالي لإصلاح القضاء، من خلال إيفاد خبير إلى وزارة العدل اللبنانية، وإطلاق تعاون بين المدرسة الوطنية للقضاء الفرنسية ومعهد الدروس القضائية في لبنان.كذلك، أعادت فرنسا التأكيد على استعدادها لمواكبة التعاون اللبناني- السوري لضبط الحدود المشتركة، وتقديم الدعم التقني اللازم لترسيمها، مستفيدة من الأرشيف التاريخي المتوفّر لديها.وختم الرئيس سلام اللقاء معربًا عن امتنانه للدعم الفرنسي المتجدّد للبنان في مختلف المجالات، لا سيما الأمن، والاقتصاد، والتعليم، والثقافة، مثمّنًا التزام فرنسا الدائم تجاه استقرار لبنان وسيادته. وأجرى الرئيس سلام اتصالًا برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أطلعه خلاله على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه مع الرئيس ماكرون. سلام في بعلبك ومساء امس، وصل الرئيس نواف سلام الى قلعة بعلبك، استعداداً لحضور احدى امسيات مهرجانات بعلبك الدولية لصيف 2025، وتأتي زيارته في اطار دعم الانشطة الثقافية والفنية التي تشكل ركيزة اساسية في الحياة العامة اللبنانية. مذكرة إلى سلام حول تصحيح الرواتب حياتياً، رفع العاملون في القطاع العام، مذكرة الى الرئيس نواف سلام، طالبت باعادة النظر بالرواتب والأجور، على قاعدة دمج كل المساعدات والمحفزات في أساس الراتب ، والعمل على استصدار سلسلة رتب ورواتب جديدة وربطها بمؤشر غلاء المعيشة واعتماد سُلّم متحرك للأجور، متمنين الانتقال بهذا الموضوع من المستوى النظري وعرض الأفكار ،إلى المستوى العملي وعرض النصوص واعطائها مجراها المستحق بأسرع وقت ممكن فإن اوضاعنا المعيشية لم تعد تحتمل أي تأخير.2- زيادة مخصصات الجهات الضامنة لتستطيع مواكبة التكاليف الحقيقية للطبابة والاستشفاء .3 – تطبيق أحكام المادة السابعة من القانون رقم 717 تاريخ 5/ 11/ 1998 واحتساب التعويض العائلي عن الزوجة والاولاد في ضوء نسبة التضخم السنوية المتراكمة تقيدا بالنص المشار اليه. 4 -اعطاء منحة مالية للمتقاعدين والذين سوف يتقاعدون في الحالة الحاضرة تكون متناسبة مع قيمة بدل المثابرة بما من شأنه دعم معاشاتهم التقاعدية المتهالكة، وذلك بالاستناد إلى الأسباب الموجبة ذاتها للقوانين الصادرة في 11/ 7/ 2025 والعائدة للقضاة ( القانون رقم 15) ولأفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية. … في سن الفيل وفي زيارة الوفاء والامتنان، لبلدة سن الفيل، فاجأ الرئيس عون رئيس البلدية نبيل كحالة الذي فوجئ بوصول رئيس الجمهورية وانتقل الرئيس وصحبه الى قاعة الاجتماعات الكبرى، حيث كان اعضاء المجلس البلدي في اجتماع، ورحبوا بالرئيس.وبعد الصورة التذكارية، غادر الرئيس عون القصر البلدي ومشى في عدد من شوارع سن الفيل التي اعتاد خلال إقامته في البلدة السير فيها، والتقى الأهالي الذين فوجئوا بوجوده في البلدة، وصولا الى مطعم «جوزف» قبالة كنيسة السيدة، الذي اعتاد زيارته وتناول الشاورما والفلافل مع رفاقه وأصدقائه، حيث استقبله صاحب المطعم جوزف أبو خليل مرحّبا ومستعيدا ذكريات قال انها لم تغب عن باله.وجلس الرئيس عون ونجله خليل وشقيقه رفيق وصهره العميد رحال على الطاولة التي اعتاد الجلوس عليها، وتناول «ترويقة فلافل» وسط ترحيب رواد المطعم والمارة الذين لاحظوا وجود رئيس الجمهورية. وما ان انتشر خبر «زيارة الوفاء والامتنان» لسن الفيل حتى قرعت أجراس كنيسة السيدة، كما حضر كاهن الرعية الأب ميشال بركات مرحّباً بالرئيس عون ومعرباً عن سعادته لوجود رئيس الجمهورية «في البلدة التي وُلد فيها وأحبها وأمضى فيها فترة شبابه». أولوية الحزب في حين كشف الرئيس جوزاف عون عن «قيامه شخصياً باتصالات مع حزب الله لحل مسألة السلاح، وان المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال» . صدر موقف جديد لحزب الله حيث قال عضو المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي: هناك أولوية واحدة ومهمة ونوعية وتاريخية ولا بد أن تطغى على كل شيء، حيث إن ‏لبنان في خطر وفي عمق العاصفة، وهو مهدد من كل الجهات، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، ومهدد بالزوال ‏بصيغته، وهذا ما أعلنه الرئيس الفرنسي ماكرون حينما قال «إن لبنان مخيّر بين الوصاية الإسرائيلية أو ‏الوصاية السورية»، وهذا ما قاله المبعوث الأميركي براك أنه إذا لم يخضع لبنان، فيمكن أن يكون جزءاً من ‏بلاد الشام، أي أن لبنان ينتهي ويصبح جزءاً من سوريا، وكل هذا لا يسمعه اللبنانيون الذين يطغى على ‏عقولهم الحقد والضغينة والكراهية، وبناءً على كل ذلك، يجب أن نكون جميعنا كلبنانيين إلى جانب الجيش ‏اللبناني، للدفاع عن الوطن وكيانه وعزته وسيادته، وعن الصيغة اللبنانية الفريدة في هذه المنطقة. ‏ وأكد قماطي أننا مستعدون للحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، وكيف تكون المقاومة ركناً أساسياً من سياسة ‏الدفاع عن لبنان إلى جانب الجيش اللبناني. شهيد وتصعيد وفي اطار التصعيد المعادي، الذي اعتمده الإحتلال الاسرائيلي مؤخرا،ً اغارت طائرة مسيّرة معادية امس، على سيارة «رابيد» في بلدة برعشيت اسفرت عن ارتقاء الشهيد علي قوصان من بلدة عيترون.وزعم المتحدث بإسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن «الجيش هاجم في وقت سابق الجمعة في جنوب لبنان وقضى على المدعو علي محمد حسن قوصان مسؤول القوة البشرية لقطاع بنت جبيل في حزب الله».وأطلقت قوات الاحتلال النار على عضو بلدية الضهيرة بسام سويد، اثناء تواجده مع فرق ازالة الركام من البلدة، ما ادى الى اصابته بطلقتين في كتفه ونقله الى المستشفى اللبناني – الايطالي في صور، وبدت حالته مستقرة.وألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في أجواء حي الدباكة في ميس الجبل ولا إصابات.كما نفذت جرافة للعدو عملية تجريف وتحصين لمربض دبابة «ميركافا» خارج موقع رويسات العلم في مرتفعات كفرشوبا اللبنانية المحتلة.وحلقت مسيّرات إسرائيلية نهارا فوق الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً لمناطق الجبل.وفي موقف برسم الدولة اللبنانية، اعلن أهالي بلدة عيتا الشعب انه «لا تمر فترة زمنية إلا ويكون أحد شباب بلدتنا هدفًا لاستهداف مباشر من قبل العدو الإسرائيلي، وآخرهم الشهيد مصطفى حاريصي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفي ظل صمت رسمي يكاد يرقى إلى التواطؤ بالإهمال».أضاف الاهالي: إلى فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس الحكومة، ودولة رئيس مجلس النواب وقيادة الجيش اللبناني، وكل من يعنيهم الأمر: نحن لبنانيون ولسنا على الهامش. دماء أبنائنا ليست أرخص من دماء أي لبناني آخر.ونطالب بتحمّل المسؤوليات الكاملة تجاهنا، وباتخاذ خطوات جدية لحماية أهلنا في الجنوب، كما نحمّل الدولة تبعات هذا الإهمال المزمن. وختم البيان: إننا، في ظل هذا الإهمال المتكرر، نُعلن بوضوح أننا ندرس اتخاذ خطوات مستقبلية لحماية أنفسنا وأرضنا، بما يضمن كرامتنا وأمننا وحقّنا بالحياة. أمننا ليس ترفًا… بل حق. جورج ابراهيم عبد الله حراً في لبنان وسط ذلك، عاد جورج ابراهيم عبد الله الى وطنه، واهله بعد 4 عقود امضاها في زنزانته في السجون الفرنسية.وقال عبد الله قبل الوصول الى قريته القبيات، حيث اشاد بالجيش اللبناني وقدرته على مواجهة الاحتلال واعداء البلاد. وفي المطار قال عبدالله لدى وصوله: «المناضل داخل الأسر يصمد بقدر ما يحتل رفاقه الموقع الأساسيّ في المواجهة وإسرائيل تعيش الفصل الأخير في وجودها وأنا خرجت بفضل تحرك الجميع». وأكد ان «إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة وفلسطين الإستمرار». البناء: ترامب ونتنياهو لبدائل عن التفاوض لإعادة الأسرى بعد سنتين من حرب الإبادة واشنطن وباريس لدمشق: الأولوية للمصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب والجوار جورج عبد الله حراً في بيروت: للالتفاف حول المقاومة التي قدمت قادتها شهداء كتب المحرر السياسي أثار حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن بعده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن البحث عن بدائل للتفاوض لاسترداد الأسرى، السخرية في الأوساط الدوليّة المتابعة للمشهد الفلسطيني خلال عامين، لم يُبقِ الاحتلال ومن خلفه أميركا من وسائل قتل وتدمير وتجويع وحصار لم يقوما باستخدامها، بهدف تركيع المقاومة، إلا وتمّ اختبارها، ولم تبقَ خطط عسكرية للقضاء على المقاومة إلا وتمّت تجربتها وحشدت لها كل القدرات والإمكانات، لكن الحقيقة القاطعة التي ظهرت، أنّهم يستطيعون قتل النساء والأطفال وتجويع السكان، وتدمير البيوت والمستشفيات والمدارس، لكن هناك ما لن يستطيعوا نيله، استرداد الأسرى والقضاء على المقاومة، وأن قدرهم هو التفاوض مع المقاومة إن أرادوا استرداد الأسرى، ولذلك رأت مصادر فلسطينية في كلام ترامب ونتنياهو محاولات ضغط وحرب نفسيّة للتأثير على معنويات المفاوض الفلسطيني أملاً بدفعه لتقديم المزيد من التنازلات، خشية انهيار المسار التفاوضي الذي تؤكد المصادر أنّه لم يتوقف رغم الكلام التصعيدي الأميركي والإسرائيلي.في باريس اجتماعان مهمان، واحد جمع وزير خارجية النظام الجديد في دمشق أسعد الشيباني بوزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون دريمر، والثاني جمع الشيباني مع المبعوث الأميركي توماس باراك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، والحصيلة في الشأن السوري الإسرائيلي مطالبة حكومة دمشق بتفهم المطالب الأمنية الإسرائيلية ومطالبة 'إسرائيل' بعدم تعريض أمن سورية للخطر، وفق ما فهم من البيان الأميركي الفرنسي السوري المشترك الذي تحدث عن ضمان عدم تعرّض دول الجوار للأذى من الأراضي السورية وعدم تعرّض سورية للأذى من دول الجوار، بينما كانت الحكومة السورية تأمل بالحصول على دعم واشنطن وباريس لموقفها أمام الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق ومقار سيادية فيها، بالرغم من أي موقف عدائي لم يصدر عن دمشق. وتضمن البيان المشترك إضافة لذلك دعوة للسير قدماً بمسعى المصالحة الوطنيّة بدلاً من تلبية طلب حكومة دمشق بدعوة من تصفهم بالخارجين عن القانون لإلقاء السلاح، وكانت في البيان فقرة خاصة في ملف مكافحة الإرهاب، فهم منها أن الأمر يتجاوز تنظيم داعش ويطلب رفع الغطاء عن تشكيلات إرهابية منضوية في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية. في بيروت، استقبال شعبي وسياسي للمناضل جورج عبدالله العائد من أسر الحكومة الفرنسية بعد 41 عاماً من الاعتقال منها 26 سنة دون مسوّغ قضائيّ بطلب أميركي إسرائيلي، وقد تحدّث جورج عبدالله أمام مستقبليه ووسائل الإعلام، مؤكدا تمسكه بالنضال لأجل فلسطين داعياً الشعوب العربية أن تتحمل مسؤولياتها وتقوم بما عليها أسوة بما تفعله الشعوب في الغرب، داعياً للالتفاف حول المقاومة التي قدّمت قادتها شهداء. وأكّد المناضل اللبناني جورج عبد الله المُفرج عنه من السجون الفرنسية أنَّه يجب الاستمرار في مواجهة العدو حتى التحرير، مشدّداً على أنَّ المقاومة مستمرة في هذه الأرض ولا يمكن اقتلاعها، فيما لفت إلى أنَّ «إسرائيل» تعيش آخر فصولها. واعتبر عبد الله في تصريحات إعلامية من داخل مطار بيروت الدولي، أنَّه من المعيب للتاريخ أن يتفرّج العرب على معاناة أهل فلسطين وأهل غزة، مشيراً إلى أنَّ الجماهير المصرية يمكن أن تغيّر المشهد في غزة. وأضاف: «ننحني أمام شهداء المقاومة كلنا. المقاومة ليست ضعيفة وهي قوية بفعل شهدائها وقادتها»، داعياً للالتفاف حول المقاومة أكثر من أيّ وقت مضى. كما لفت إلى أنَّ شهداء المقاومة هم القاعدة الأساسية لأيّ فكر تحرّري، مشدداً على أنَّ المقاومة في فلسطين يجب أن تتصاعد. وقال خلال ملاقاته الحشود على طريق مطار بيروت: «تحياتي للمقاومة وشهدائها وللضاحية، المقاومة هي الحرية ويجب الالتفاف حولها»، وشدَّد المناضل عبد الله على أنَّ المقاومة هي الحرية والالتفاف حولها وحول غزة شرف وكرامة لكم جميعاً.وتوجّه بالشكر للمقاومة ولشهداء الضاحية الجنوبية لبيروت ولمن حمل راية الحرية، وقال «تحياتي للمقاومة وللشهيد القائد السيد حسن نصر الله ولكلّ أبناء المقاومة وأهل الضاحية».من جهّته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي خلال استقباله المناضل عبد الله في مطار بيروت: «أنت رمز الكرامة والصمود والشرف والحريّة والمقاومة».ونظم استقبال شعبي حاشد لعبدالله بحضور النائبين إبراهيم الموسوي وقبلان قبلان ونائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي.واستقبلت بلدة القبيات في عكار ابنها المحرر باحتفال حاشد حضره النائب جيمي جبور وفعاليات المنطقة.وحيّا الحزب السوري القومي الاجتماعي المناضل جورج إبراهيم عبد الله، الذي بصموده وثباته وعدالة قضيته، التي نذر حياته دفاعاً عنها وفي قلبها فلسطين، استطاع أن ينتزع حريّته بعد 41 عاماً من الاعتقال المتواصل في السجون الفرنسيّة، وأن يعود إلى أهله ومحبيه ظافراً بشرف الصبر والثبات والخيار.وفي بيان أصدره عميد الإعلام في الحزب معن حمية، لفت إلى أنّ السنوات الطويلة من اعتقاله التعسّفي، شكّلت وصمة عار على جبين القضاء الفرنسي، الذي رضخ، تحت وطأة الضغوط الصهيو-أميركية، وتذرّع بحجج واهية للتنصّل من مسؤوليّاته في إنفاذ القوانين الفرنسية المرعية الإجراء. ورأى «القومي» أنّ قرار الإفراج عن الأسير البطل جورج عبد الله يُعيد شيئاً من ماء الوجه إلى قيم الثورة الفرنسية التي كانت تتشارك مع جورج الزنزانة ذاتها. فقيم الحرية والتحرر والتحرير، هي قيم تتقاطع بين الشعوب الحرة التي تناضل دفاعاً عن أرضها وكرامتها. ولفت الى أنّ حرية الرفيق المناضل جورج عبد الله هي ثمرة صموده وجهود رفقائه ومحبيه، وكل المؤمنين بعدالة قضيته، وبموقفه الصلب الرافض للاعتذار من القتلة وداعميهم، والمتمسك بخيار المقاومة وبوصلة لا تحيد عن الحق.في غضون ذلك، توزع المشهد السياسي بين لقاءات باريس ونتائج زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى فرنسا واجتماعه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبين لقاءات يجريها هناك المبعوث الأميركي توم برّاك مع مسؤولين فرنسيين يتابعون ملف لبنان، حيث اجتمع مع الموفد جان ايف لودريان للتشاور في ما توصلت إليه محادثاته في بيروت وردها على الورقة الأميركية إضافة الى استحقاق التجديد لقوات «اليونيفل». في سياق آخر كشفت مصادر دبلوماسية لـ»الجديد» أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبّر لرئيس الحكومة نواف سلام عن دعم فرنسا له كرئيس للسلطة التنفيذية ليواكب المطالب الإصلاحية لا سيما أن فرنسا تحضر لمؤتمر دعم للبنان لا يمكن إنجازه من دون تقدم لبناني ملموس». وسجلت زيارة للسفير الفرنسيّ في لبنان هيرفي ماغرو إلى كليمنصو مساء أمس، حيث استقبله الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وجرى البحث في التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.وينتظر لبنان الرد الأميركي على المذكرة اللبنانية الرسمية الذي تسلمها براك من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والتي تتلاقى مع الطرح المتكامل الذي قدّمه رئيس مجلس النواب نبيه بري للمبعوث الأميركي، وعلمت لـ»البناء» أن براك يجري مروحة لقاءات واتصالات مع المسؤولين الفرنسيين في باريس ومع مسؤولين إسرائيليين في تركيا لنقل الطرح اللبناني إلى «تل أبيب» على أن يتسلم الجواب الإسرائيلي خلال أيام ثم يستمزج رأي إدارته في واشنطن ثم يعود إلى لبنان أواخر الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل لاستئناف المباحثات مع الجانب اللبناني والمتوقع أن تكون زيارة مفصلية وتحدّد ما إذا كانت الأجواء إيجابية أم أن التصعيد العسكريّ سيكون سيد الموقف في ظل استمرار «إسرائيل» اعتداءاتها أمس الأول وأمس بشن سلسلة غارات على الجنوب. ولفتت أوساط رسمية لـ»البناء» الى أن الموقف اللبناني لم يتغير من الرد الأول على الورقة الأميركية الأولى رغم بعض التعديلات أو التقدم بالطرح اللبناني نحو ضمانات أكثر بعد الأحداث السورية، لكن الرد اللبناني الأخير سيكون نهائياً ولن يتغير لأنه ينطلق من السيادة اللبنانية والمصلحة الوطنية وحماية حدود لبنان وأمنه القومي واستعادة حقوقه وضمن الثوابت الوطنية. ولفت زوار عين التينة لـ»البناء» إلى أن الرئيس بري قدم طرحاً متكاملاً مع شرح تفصيلي يحفظ الحقوق اللبنانية ويضمن حماية لبنان من العدوان الإسرائيلي مرفقاً بتوازي وتزامن المهل والتنفيذ بين «إسرائيل» ولبنان، وبالتالي بعد هذا الطرح باتت الكرة في الملعب الأميركي والإسرائيلي. ولفت الزوار إلى أن لا يمكن للبنان أن يتنازل أكثر من المطروح في الورقة اللبنانية، والمطلوب العودة إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لا خلق اتفاق جديد يطيح باتفاق 27 تشرين الثاني الماضي، وبالتالي الحلّ يبدأ بتطبيق إسرائيل التزاماتها في الاتفاقات والقرارات السابقة والانسحاب من كل الجنوب إلى الحدود الدولية ووقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى مع ضمانات دولية وأميركية تحديداً بإعادة الإعمار.غير أن مصادر نيابية أكدت بأن لبنان ليس ضعيفاً بل يملك أوراق قوة عدة أهمها سلاح المقاومة والإرادة الشعبية بالدفاع عن الوطن ضد الخطر الإسرائيلي والإرهابي، إلى جانب الموقف الرئاسي الموحد والوحدة الوطنية المتمثلة بأغلب القوى السياسية والمرجعيات الروحية التي أكدت خلال اليومين الماضيين أهمية الوحدة والتعاضد والتماسك الداخلي في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومخططات الفتنة إلى جانب موقف رئيس الجمهورية الذي أكد بأن لا عودة الى لغة الحرب، إضافة الى مواقف الرئيس بري الذي وصفه مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان بالضمانة الوطنية الحقيقية. وحذرت المصادر عبر «البناء» من حرب الإشاعات المغرضة التي تحاول بث روح اليأس والخوف والقلق بين اللبنانيين عبر التلويح بالحرب الإسرائيلية على لبنان أو التهديد بدخول مجموعات مسلّحة من الحدود السورية إلى البقاع واحتلال طرابلس وعكار. وشددت المصادر على أن هذه الحرب النفسية تهدف إلى الضغط على حزب الله والدولة اللبنانية للخضوع للأوراق الأميركية التي تحمل الشروط الإسرائيلية، وأكدت بأن لبنان بوحدته وجيشه وشعبه ومقاومته الشعبية والمسلحة سيواجه أي عدوان واجتياح إسرائيلي أو دخول إرهابي من سورية إلى لبنان. أمنياً، نقل عضو بلدية الضهيرة بسام سويد الى المستشفى اللبناني – الإيطالي في صور، مصاباً بطلقين ناريين بعدما أطلق العدو عليه النار، بينما كان في طريقه الى بلدته الضهيرة الحدودية في قضاء صور، ووصفت إصابته بالخطيرة. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن «مواطناً أصيب بجروح في بلدة الضهيرة قضاء صور، بعدما أطلق العدو الإسرائيلي النار في اتجاهه». كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في أجواء حي الدباكة في ميس الجبل، من دون وقوع إصابات. ولاحقا، استهدف الطيران المسير الإسرائيلي سيارة من نوع رابيد عند أطراف بلدة برعشيت في قضاء بنت جبيل بغارتين ما أدى إلى سقوط شهيد. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن «غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة برعشيت أدت إلى سقوط شهيد». وزعم المتحدّث باسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ «الجيش هاجم في وقت سابق اليوم في جنوب لبنان، وقضى على مسؤول القوّة البشريّة لقطاع بنت جبيل في «حزب الله» علي محمد حسن قصان».في المواقف أشار رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً من «نادي الصّحافة» «أنّنا ما زلنا ننتظر نتائج تحرّكات المبعوث الأميركي توماس براك، والرّدّ على الورقة اللّبنانيّة المقدَّمة له. المطلب اللّبناني واضح جدّاً، نريد التزام «إسرائيل» باتفاقيّة وقف إطلاق النّار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس». وأكّد أنّ «الجيش بات منتشراً في كل المناطق اللّبنانيّة، ما عدا الأماكن الّتي لا تزال «إسرائيل» تحتلّها في الجنوب، والّتي تعيق استكمال هذا الانتشار». أمّا ما يُحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر أنّها «أخبار مضلّلة هدفها ضرب العهد من أجل كسب بعض النّقاط السّياسيّة، فقط لا غير». وعن سلاح «حزب الله» والدّعوات إلى إلغاء اللّجنة الأمنيّة بين الجيش والحزب، فقد أعرب الرّئيس عون عن استغرابه «الكلام عن وجود مثل هذه اللّجنة الأمنيّة»، كاشفاً عن «قيامه شخصيّاً باتصالات مع «حزب الله» لحل مسألة السّلاح، وأنّه يمكن القول إنّ هذه المفاوضات تتقدّم ولو ببطء، وإنّ هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال». وشدّد على أنّ «أحداً لا يرغب في الحرب، ولا أحد لديه القدرة على تحمّل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعيّة ورويّة مع هذا الملف»، منبّهاً من «الأخبار المفبركة الّتي تهدف إلى إثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالأصل، على غرار ما قيل حول دخول إرهابيّين إلى القصير وطرابلس، إذ تبيّن أنّ الموضوع غير صحيح، ولا يمتّ إلى الحقيقة بصلة». ولفت إلى أنّ «الخطاب المتطرف لا يفيد ولا يهدف سوى إلى تحقيق مكاسب سياسيّة، ولو على حساب الوطن». المصدر: صحف

في عاليه... تفكيك مخيم تدريبي لحركة "حماس" و"الجماعة الإسلامية" (الشرق الأوسط)
في عاليه... تفكيك مخيم تدريبي لحركة "حماس" و"الجماعة الإسلامية" (الشرق الأوسط)

LBCI

timeمنذ 3 دقائق

  • LBCI

في عاليه... تفكيك مخيم تدريبي لحركة "حماس" و"الجماعة الإسلامية" (الشرق الأوسط)

كشف مصدر قضائي لبناني لـ" الشرق الأوسط" عن تفكيك مخيم تدريبي لحركة "حماس" و"الجماعة الإسلامية" في منطقة عاليه. وأفاد المصدر بأن الجيش اللبناني "تمكّن من تفكيك مخيّم مخصص ومجّهز بالعتاد والسلاح لتدريب مسلحين لبنانيين ومن جنسيات أخرى"، موضحاً أن هذا "المعسكر التدريبي يضمّ مسلحين من حركة "حماس" الفلسطينية و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان، ما يدلّ على مثابرتهم في النهج العسكري والمضي في بناء قدراتهم القتالية من جديد». وأشار إلى أن "الموقوفين الذين يزيد عددهم على 10 أشخاص أغلبهم من أبناء بيروت، بالإضافة إلى رفاقهم من التابعية الأردنية". ووصف الموقوفين بأنهم "عناصر يتسمون بالأهمية؛ خصوصاً أن آباء عدد منهم كانوا يقاتلون في جبهة الجنوب واغتالتهم إسرائيل في الحرب الأخيرة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store