
الأديان بين الروحانية وازدواجية الخطاب
عبر كل العصور، كان لافتًا أن من يقودون الناس إلى النعيم عبر سياط الجحيم والذل وامتهان كرامة الإنسان باسم الدين الصحيح، هم أنفسهم من يعرضون أديانهم من خلف الكواليس في أسواق النخاسة، ويحاولون جاهدين بيعها لمن يدفع أكثر، لينعموا بتكدّس الثروات، بينما شعوب تئن تحت نير جحيم خطابهم باسم الأديان! لا يمكن لمن يحمل ذرة من إنسانية أن يتعافى أو يشفى من منظر أم فقدت ابنها في سن العشرين لأنه التحق بركب المقاتلين الأشاوس الذين يعدون بإعادة مجد الأمة، حتى أصبحت تعاني ما لا يستطيع أي طبيب نفسي أن يُخفّف عنها محنتها. حياتها بعد فقدان ابنها في مواطن الصراع لم تعد كما كانت قبل التحاقه بأماكن الفتن والضلال! فقدت هذه الأم شغفها بالحياة، ولو لم يحرّم دينها الانتحار لأقدمت عليه! أصحاب هذا الخطاب من الأديان، والمسوقون لهذه التعليمات باسم الإله، يعيشون حياة الترف والبذخ والنعيم، ما يجعل من يحمل شيئًا من الإنسانية يتقزز من اختياراتهم، وكيف أنهم، عن عمد، جعلوا هذه الأم المكلومة تفقد متعة الحياة، وينطفئ الشغف في روحها وجسدها، بينما يتلذذون، هم وعائلاتهم، بملذات لم تخطر على بالهم، بكل صلف وصفاقة! هذا اللؤم في التفريق بين حياتهم الشخصية وحياة بقية المجتمع، وفرض نمط حياة ثم الادعاء بأن الإله هو من أمر به ويرعاه، خلق أضغانًا وأحقادًا متوارثة، ونتائج عكسية لا تخدم الطرف الآخر! الإعلام استغل جشع هؤلاء لتسويق منتجاته الفكرية، واختار من يحملون كاريزما إعلامية وحضورًا مسرحيًا على الشاشة لتسويق نسخة من الأديان تختلف ظاهرًا عما يسوقونه باطنًا، حتى أصاب الناس الذهول. نتيجة اختيارات هؤلاء العلماء، انتشر الإلحاد والنقمة، وتفشّت أوجاع في أرواح البشر لا يشفيها طب ولا تعويذات! لن يشفيها سوى الموت! هذا الفجور في التعامل بازدواجية الخطابات، خطاب ظاهر للعامة لقيادتهم بسوط، وخطاب لتحقيق أكبر قدر من المكاسب المالية، جعل البشرية والمجتمعات تعاني من انفصام فكري وروحي وخواء عقلي، ونشر العقد النفسية والأوجاع الروحية! يفرضون على الشعوب حياة معادية لطباع البشر، ويهينون كرامة الأنثى كإنسان خلقها الله سبحانه هكذا، ويحرمون الفن، ويحاربون كل نشاط يرسم الابتسامة على الوجوه، بينما داخل أسوار منازلهم، الأمر مختلف تمامًا. يكدسون ثرواتهم الطائلة من الخطب والبرامج الدينية، يتحدثون ويفرضون على الشعوب عذابات الآخرة، بينما يتصرفون وكأنهم مخلدون في الحياة الدنيا، حتى أصبحت الشعوب لا تعرف من الصادق؛ أهم الكهنة وحراس المعبد أم الشياطين!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 14 دقائق
- صدى البلد
تطرد الهم والحزن عن صاحبها.. خطيب المسجد الحرام: النبي أوصى بهذه الكلمة
قال الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى أمته بالإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وقاية من النار وأوضح ' المعيقلي' خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شهر الله المحرم اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، أنه ورد في فضلها، أنها سبب لمغفرة الذنوب وتكفير الخطايا فمن قالها عند موته، كانت له وقاية من النار. واستشهد بما ورد في سنن الترمذي: قال- صلى الله عليه وسلم-: (من قال: لا إله إلا الله والله أكبر، صدقه ربه، فقال: لا إله إلا أنا، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده قال: يقول الله: لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال الله: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي. وتابع: إذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال الله: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي، وكان يقول- صلى الله عليه وسلم-: من قالها في مرضه، ثم مات لم تطعمه النار. وأشار إلى أن كلمة لا حول ولا قوة إلا بالله من أسباب استجابة الدعاء، فمن تعود ذكر الله، واستأنس به غلب عليه حتى يصبح حديث نفسه في نومه ويقظته، ومثل هذا حري بنيل الحسنات، وتكفير الخطيات، وإجابة الدعوات. من غراس الجنة ودلل بما جاء في صحيح البخاري: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته). ونبه إلى أن لا حول ولا قوة إلا بالله غرس من غراس الجنة، فيجب الإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وتربية النفس والأهل عليها، فقد أفلح من قالها، وفاز من تدبرها، ونجا يوم القيامة من داوم عليها، وهي إلى الله من أحب الكلمات، ومن الباقيات الصالحات. واستند لما ورد في مسند الإمام أحمد: أن عثمان بن عفان- رضي الله عنه-، سُئل عن الباقيات الصالحات، فقال 'أن لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله'. يخطئ بعض الناس ودلل بما قال- تعالى-: (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملًا)، وقال (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير مردًا)، مشيرًا إلى أن لا حول ولا قوة إلا بالله كلمة عظيمة مباركة، فيها كمال التوكل على الله، والالتجاء إليه. وأفاد أنه يشرع لمن خرج من بيته، لأي مصلحة دينية أو دنيوية، أن يلتجئ إلى ربه، فيقول: (بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قالها، قيل له حينئذ هديت، وكفيت، ووقيت، فتتنحى له الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي). وقال : كما أن لا حول ولا قوة إلا بالله كلمة استعانة، ولهذا شرع لنا إذا قال المؤذن "حي على الصلاة، حي على الفلاح"، أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، طالبين بذلك عون الله وتوفيقه، ومدده وتسديده. واستطرد: يخطئ بعض الناس بأن يقولها جزعًا لا صبرًا، فيجعلها في مواضع الاسترجاع، وعند نزول المصائب والأوجاع، وبعضهم يختزلها اختزالًا يخل بمعناها، فيفوت علىه خير عظيم، وأجر جزيل. تطرد الهم والحزن وأكد أن العبد محتاج إلى الاستعانة بالله على فعل المأمورات، وترك المحظورات، والصبر على المقدورات، فمن حقق الاستعانة، أعانه الله، وهو معنى قول: لا حول ولا قوة إلا بالله. وبين أنه لا حول للمرء عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة له على طاعته إلا بمعونته، ولا تحول له من مرض إلى صحة، ولا من وهن إلى قوة، ولا من نقص إلى زيادة، ولا دفع شر، ولا تحصيل خير، إلا بالله جل جلاله وتقدست أسماؤه، فلا حول ولا قوة إلا بالله نفيًا لأي تحول من حال إلى حال، إلا بالله ذي الجلال والكمال. ولفت إلى أنها تطرد الهم والحزن عن صاحبها؛ لأن قائلها يستعين بخالقه، ويفوض الأمر إليه، ويبرأ من حوله وقوته وعجزه، ومن حول كل مخلوق مهما بلغت مكانته، إلى حول الله وقوته وجبروته، فمن كان هذا قوله وفعله واعتقاده، كيف يخذله أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، سبحانه من إله كريم رحيم.

صدى البلد
منذ 14 دقائق
- صدى البلد
فساد كبير وشر عظيم .. خطيب المسجد النبوي يحذر من فعل شائع من أكبر الكبائر
قال الشيخ حسين آل الشيخ ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن من الأصول في الإسلام وجوب تحقيق كل ما يكون سببًا في الأخوة والمودة بين المسلمين، منوهًا بأن أعظم ما يخل بهذا الأصل مسلك وخيم، ووصف ذميم. الأصول في الإسلام وأوضح " آل الشيخ " خلال خطبة الجمعة الأخيرة من المحرم اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد وإيقاع العداوة والشحناء وإثارة الفتن والبغضاء، وهي ما يسمى بالنميمة، مشيرًا إلى أنها ترفع الإخاء وتورث البغضاء. وأضاف: وتمزق الوحدة وتفرّق الجماعة، وأنه بسبب هتكها للأستار وتوريثها للأحقاد حُرمت في القرآن والسنة، وقد عدّها علماء السنة من كبائر الذنوب، مستشهدًا بقول الله تعالى (وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ). وأردف: كما توعد النبي- صلى الله عليه وسلم- صاحبها في حديثه (لا يدخل الجنة قتات)، وفي رواية (نمام)، فالنميمة جمعت من المحرمات الكثير، فالنمام إن كان صادقًا فهو خائن للمنقول عنه، وإن كان كاذبًا فهو أشر ويدخل تحت جريمة الكذب. ودلل بما ورد في الحديث أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال (ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى قال: فشراركم المفسدون بين الأحبة، المشاؤون بالنميمة، الباغون للبرآء العنت). فساد كبير وشر عظيم وأشار إلى أن ذلك لما لها من فساد كبير وشر عظيم وغايتها الإفساد العظيم والشر المستطير، موضحًا منهج العلماء في من حملت إليه نميمة ألا يصدق النمام، وأن ينهاه عنها وأن يتثبت ويتأنى. وتابع: وألا يظن بأخيه السوء ولا يحمله ما نقل إليه على التجسس، وألا يحكي تلك النميمة، حاثًا على حفظ اللسان لأنه سبب للنجاة وأن يستعمل في الخير. واستشهد بما قال جل من قائل (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وفي الحديث أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)، موصيًا بتقوى الله وطاعته فهي لمن أراد الفوز والنجاح.


صدى البلد
منذ 14 دقائق
- صدى البلد
لنشر الفكر الوسطي.. الأوقاف تطلق قوافل دعوية موسعة إلى مختلف المحافظات
واصلت وزارة الأوقاف جهودها في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز منظومة القيم الدينية والوطنية، حيث أطلقت اليوم الجمعة الموافق ١٨ من يوليو 2025م عددًا من القوافل الدعوية الموسعة إلى مختلف محافظات الجمهورية، ضمن خطة شاملة للتوسع في العمل الدعوي الميداني، وتفعيل الشراكة المجتمعية مع المؤسسات الدينية. وجاء في طليعة هذه الجهود انطلاق قافلة دعوية كبرى إلى محافظة شمال سيناء، بالتعاون مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، شارك فيها سبعة من علماء الأزهر، وعشرة من علماء الأوقاف، وثلاثة من أمناء الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وتنقلت القافلة بين منطقتي وادي العمر والقسيمة، وشملت أداء خطبة الجمعة، ودروس تثقيفية ولقاءات توعوية داعمة لأهالي سيناء. كما انطلقت قافلتان دعويتان إلى محافظتي: الغربية، وكفر الشيخ، شارك فيهما نخبة من علماء الأزهر والأوقاف، حيث تم أداء خطبة الجمعة، وعقدُ لقاءات دعوية هادفة ترسّخ مفاهيم الانتماء، وتنشر الوعي الديني المستنير. وفي الوقت نفسه، سيرت وزارة الأوقاف عشر قوافل دعوية كبرى إلى مديريات أوقاف: القاهرة، والمنيا، وأسوان، والشرقية، والبحيرة، والإسماعيلية، والإسكندرية، والسويس، وأسيوط، حيث شملت فعاليات القوافل: أداء خطبة الجمعة، وإقامة المقارئ القرآنية، والمشاركة في أنشطة البرنامج الصيفي للأطفال، وذلك في إطار الحضور الفعّال للوزارة في جميع أنحاء الجمهورية. الأوقاف تطلق قوافل دعوية إلى المناطق الحدودية كما توجهت أيضًا عدة قوافل دعوية إلى المناطق الحدودية بمديريات أوقاف: البحر الأحمر، ومطروح، والوادي الجديد، وجنوب سيناء، في إطار حرص الوزارة على تعزيز حضورها الدعوي والتوعوي في المناطق النائية والحدودية، والوصول برسالتها إلى جميع فئات المجتمع المصري. وأدى العلماء المشاركون في هذه القوافل خطبة الجمعة التي جاءت تحت عنوان: "الاتحادُ قوةٌ"، مؤكدين على أهمية الوحدة بين المسلمين، ومحذرين من الفرقة التي تضعف الأمة، مستشهدين بقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]، مبينين موقف الصحابة في اجتماعهم على بيعة أبي بكر (رضي الله عنه) حفاظًا على وحدة الصف ودرءًا للفتنة. وضمن المبادرة التوعوية "صحح مفاهيمك"، أطلقت الوزارة عشر قوافل دعوية إلى عشر محافظات، هي: القاهرة، والجيزة، والشرقية، والغربية، والدقهلية، والمنيا، ودمياط، وبني سويف، والأقصر، وسوهاج، تحت عنوان: الحفاظ على البيئة (الماء والهواء والتربة) ضرورة شرعية ووطنية". وأُقيمت مقارئ قرآنية للواعظات، ولقاءات دعوية تبين أهمية الحفاظ على البيئة كضرورة شرعية ووطنية، لما لها من أثر كبير في صون الصحة العامة، وتحقيق الاستقرار البيئي، واستدامة الموارد للأجيال القادمة. وأكدت وزارة الأوقاف، أن القوافل المتزامنة تُجسد دورها الريادي في نشر الخطاب الديني الوسطي المعتدل، وتُعبر عن التزامها الكامل بمسئوليتها في بناء وعي وطني رشيد، وترسيخ القيم الأخلاقية والتربوية في كل ربوع الوطن.