logo
مؤشرات تقييم الباحثين

مؤشرات تقييم الباحثين

عملية التقييم الموضوعية والدقيقة للباحثين العلميين ليست بالمهمة السهلة، حيث تسعى المؤسسات الأكاديمية والجامعات والوكالات المانحة إلى إيجاد معايير عادلة وموضوعية لتقييم الأداء البحثي للعلماء.
ومن بين هذه المعايير يبرز مؤشر H Index، الذي قدّمه عالم الفيزياءJorge E. Hirsch عام 2005، ويجمع هذا المؤشر بين الكم والتأثير، حيث يعتمد على عدد الأبحاث المنشورة وعدد الاستشهادات التي حصلت عليها، مما يتيح تقييم الباحثين بناءً على إنتاجيتهم العلمية ومدى تأثير أبحاثهم.
ويعتمد H Index على فكرة بسيطة، فهو يمثّل عدد الأبحاث التي حصلت على عدد استشهادات يساوي أو يتجاوز هذا الرقم.
على سبيل المثال، إذا كان لدى باحث H Index يساوي 15، فهذا يعني أن لديه 15 بحثاً حصل كل منها على 15 استشهاداً على الأقل. هذه الفكرة تجمع بين الكم (عدد الأبحاث) والجودة (عدد الاستشهادات)، مما يمنح المؤشر نوعاً من التوازن بين الإنتاجية والتأثير.
ورغم أن H Index يقدم توازناً بين الكم الجودة، فإن لديه عدداً من السلبيات، حيث تعد الفروقات بين التخصصات العلمية تحدياً لهذا المؤشر، فبينما نجد أن باحثاً في العلوم الطبية قد يحصل على H Index مرتفع بسرعة، نظراً لكثرة النشر وسرعة الاستشهادات، قد يواجه باحث في الفلسفة أو التاريخ صعوبة في تحقيق الأرقام نفسها، رغم جودة أبحاثه الفكرية.
هذا التباين يجعل من الصعب الاعتماد على H Index وحده في تقييم الباحثين عبر مختلف المجالات العلمية، كما يحتاج H Index إلى وقت طويل ليعكس تأثير الأبحاث، مما يجعله غير عادل للباحثين الشباب الذين لم يحصلوا بعد على فترة كافية لنشر أبحاثهم ورؤية تأثيرها في المجتمع العلمي.
وإضافة إلى ذلك، لا يفرّق H Index بين الباحثين الأساسيين والمساهمين الثانويين في الأبحاث المتعددة المؤلفين، مما يعني أن الباحثين الذين يشاركون في فرق بحثية كبيرة قد يحصلون على H Index مرتفع دون أن يكون لهم تأثير فردي حقيقي.
لكن H Index ليس المؤشر الوحيد المستخدم في تقييم الباحثين، فهناك أيضاً مؤشر i10، الذي طوّرته Google Scholar، ويقيس عدد الأبحاث التي حصلت على 10 استشهادات أو أكثر.
ويتميز هذا المؤشر ببساطته، إلا أنه يفتقر إلى المرونة في تقدير تأثير الأبحاث ذات الاستشهادات العالية بشكل كافٍ، مما قد يجعل تقييم الباحثين محدوداً في بعض الحالات. وإضافة إلى ذلك، هناك تقييم iCite الذي طورته مكتبة الطب الأميركية (NIH/NLM)، وهو يعتمد على قياس معدل الاقتباسات المرجعية المعدل حسب المجال. هذا المؤشر يعالج إحدى ثغرات H Index عبر مراعاة تأثير الأبحاث بشكل نسبي بين المجالات العلمية المختلفة، مما يتيح مقارنات أكثر عدالة بين الباحثين في التخصصات المتنوعة، لكنه قد يكون معقدًا في الفهم والاستخدام مقارنة بالمؤشرات الأخرى.
يتضح مما سبق أنه لا يوجد مؤشر فردي كافٍ لتقييم الباحثين بصورة عادلة وشاملة. وعليه، فإن التقييم العلمي الأمثل للباحث ينبغي أن يكون متعدد الأبعاد، يجمع بين عدة مؤشرات كمية نوعية، بدل الاعتماد على رقم وحيد. يمكن للمؤشرات الاقتباسية المتنوعة (مثل H-index وi10-index وicite وغيرها) أن تُستخدم معاً لتشكيل صورة تقييمية أكثر توازناً، بحيث يكمل كل منها الآخر. ويجب دوماً النظر إلى جودة الأبحاث نفسها من خلال التقييم العلمي المباشر (كمراجعات الأقران والمحتوى العلمي)، وليس الاكتفاء بعدّ الاستشهادات.
كذلك ينبغي مراعاة عامل الزمن في المسيرة الأكاديمية (مثال ذلك استخدام معامل m-index الذي يقيس ارتفاع H-index سنوياً لضمان إنصاف الباحثين الشباب مقابل المخضرمين). ولا بُد أيضاً من أخذ مجال التخصص العلمي بالاعتبار، نظراً لتباين ثقافة النشر والاقتباس بين الحقول المختلفة.
خلاصة القول: إن الحكم على الأداء الأكاديمي يستوجب مزيجاً متكاملاً من المقاييس المدعومة بالتقييم البشري، تفادياً للانحياز الذي قد ينتج عن الاعتماد على مؤشر واحد بصورة رئيسية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماركو روبيو يحذر من حرب أهلية في سوريا ويبرر رفع العقوبات
ماركو روبيو يحذر من حرب أهلية في سوريا ويبرر رفع العقوبات

BBC عربية

timeمنذ 15 دقائق

  • BBC عربية

ماركو روبيو يحذر من حرب أهلية في سوريا ويبرر رفع العقوبات

تحدث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في جلسة استماع لمجلس الشيوخ بشأن دعم السلطة الانتقالية في سوريا محذرا أن القيام بالعكس قد يجر البلاد لحرب أهلية بعد "أسابيع فقط". ودافع روبيو عن السرعة التي اتخذ بها ترامب قرار رفع العقوبات عن دمشق. يمكنكم مشاهدة الحلقات اليومية من البرنامج الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، من الإثنين إلى الجمعة، وبإمكانكم أيضا الاطلاع على قصص ترندينغ بالضغط هنا.

باخرة إماراتية تصل لميناء المكلا بمساعدات غذائية وإنسانية وخدمية
باخرة إماراتية تصل لميناء المكلا بمساعدات غذائية وإنسانية وخدمية

المشهد العربي

timeمنذ 15 دقائق

  • المشهد العربي

باخرة إماراتية تصل لميناء المكلا بمساعدات غذائية وإنسانية وخدمية

وصلت أمس الثلاثاء، باخرة ‎إماراتية تحمل أطنانًا من المساعدات الغذائية والإنسانية والإيوائية والخدمية، إلى ميناء المكلا، مقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى أهالي محافظة حضرموت. اشتملت شحنة الباخرة 420 طنا من المواد الغذائية الأساسية، والمستلزمات الإنسانية الضرورية، بالإضافة إلى مواد إيوائية لتلبية احتياجات الأسر المتضررة، كما حملت الباخرة أربعة سيارات دفع رباعي "زيزو" وسيارتي إسعاف. وعبر أحمد سالم باظروس مدير مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بساحل حضرموت، عن تقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي علي الدعم السخي، مؤكدا التعاون الوثيق بين المكتب وهلال الإمارات. وقال "نعرب عن خالص شكرنا وتقديرنا لدولة الإمارات العربية المتحدة وذراعها الإنسانية، هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، على اللفتة الإنسانية الكريمة التي تجسد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين". وأكد أن هذه المساعدات ستساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة أهالي محافظة حضرموت وتلبية احتياجاتهم الأساسية، مشددا على الالتزام بالعمل جنبًا إلى جنب مع فريق الهلال الأحمر الإماراتي لضمان وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها في مختلف مديريات المحافظة. وثمن وصول الأدوات الخاصة بمشروع "مهنتي بين يدي" التي وصلت ضمن الشحنة، والتي ستستفيد منها الأسر المنتجة في المحافظة ضمن برنامج الهيئة للتمكين الاقتصادي وتحسين سبل العيش. وأشار المهندس حامد سالم قوايا، مشرف مشاريع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في حضرموت، إلى أن وصول الباخرة يأتي امتدادًا للدور الإنساني الرائد الذي تضطلع به دولة الإمارات العربية المتحدة عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وشدد على اهتمام هلال الإمارات بمحافظة حضرموت، مضيفا أننا "سنواصل جهودنا لتلبية احتياجات أهلها وتقديم الدعم في مختلف المجالات، حيث ستساهم هذه الشحنة المتنوعة من المساعدات الغذائية والإنسانية والإيوائية والخدمية، بالإضافة إلى سيارات الإسعاف وسيارات الدفع الرباعي، في تحسين الظروف المعيشية للكثير من الأسر وتعزيز قدرات القطاعات الخدمية والصحية في المحافظة". ومن المتوقع أن تبدأ عمليات توزيع المساعدات خلال الأيام القادمة بالتنسيق مع السلطات المحلية والجهات المعنية في محافظة حضرموت، لضمان وصولها إلى الأسر الأكثر احتياجا، وعدد من المنشآت الخدمية والصحية.

"ضيوف مؤقتون".. عباس من بيروت: الفلسطينيون في لبنان لن يكون لديهم أي نشاط خارج قانون الدولة والشرعية
"ضيوف مؤقتون".. عباس من بيروت: الفلسطينيون في لبنان لن يكون لديهم أي نشاط خارج قانون الدولة والشرعية

روسيا اليوم

timeمنذ 15 دقائق

  • روسيا اليوم

"ضيوف مؤقتون".. عباس من بيروت: الفلسطينيون في لبنان لن يكون لديهم أي نشاط خارج قانون الدولة والشرعية

وأضاف الرئيس محمود عباس بعد لقاء ثنائي مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، أن الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف مؤقتون. وفي مستهل اللقاء الموسع، كرّر عباس عن الفلسطينيين في لبنان تصريحه: "ما يعلنه دائما من أنهم ضيوف مؤقتون، وليس لديهم رغبة ولا رأي ولا موقف ينادي بحمل السلاح فيه "، وأكد أنهم "في يعيشون في ظل الحكومة اللبنانية ولن يكون لديهم أي نشاط خارج إطار القانون اللبناني والشرعية اللبنانية". وأوضح عباس أن "ما يهم الجانب الفلسطيني هو وحدة لبنان وسيادته على أراضيه". وأعلن "أنهم لا يريدون سلاحا لا داخل المخيمات ولا خارجها وهذا هو موقف السلطة الفلسطينية". وبخصوص التنظيمات الفلسطينية الأخرى، فقد أعرب محمود عباس عن استعداده للتعاون وفق هذا الاتجاه. وقال عباس "إن الفلسطينيين يقرون ويعترفون ويقولون شكرا للبنان الذي يضحي ولازال منذ بدأت القضية الفلسطينية إلى اليوم، وهو وشعبه وجيشه أكثر من ضحى للقضية الفلسطينية". عون: لبنان أعطى الكثير للقضية الفلسطينية من جهته، رحب الرئيس اللبناني جوزيف عون بالرئيس الفلسطيني والوفد المرافق، مشيرا إلى أن "لبنان أعطى الكثير للقضية الفلسطينية، وهو لا يزال إلى جانب أحقيتها، كما أنه يؤيد كافة القرارات العربية ذات الصلة إضافة إلى تأييده مبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت في العام 2002". واعتبر جوزيف عون أن "ما يحصل في غزة غير مقبول إنسانيا، وما من دين ولا طائفة ولا أي إنسان يمكن أن يقبل بما يجري فيها، وحتى التاريخ العسكري الحديث لا يمكنه ان يستوعب ذلك". وصرح عون "في لبنان نعترف بالسلطة الفلسطينية ونوافق على ما توافق عليه هذه السلطة"، معلنا أنه "سيتم تشكيل لجنة من الجانب اللبناني ولجنة فلسطينية مماثلة للعمل على حل كافة المسائل العالقة، بما يخدم مصلحة لبنان والشعب الفلسطيني". المصدر: وكالات عرض الرئيسان اللبناني جوزيف عون والفلسطيني محمود عباس، عددا من القضايا السياسية والإنسانية والأمنية ذات الاهتمام المشترك، مجددين حرصهما على تعزيز التعاون والتنسيق بمختلف المجالات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store