logo
#

أحدث الأخبار مع #HIndex

مؤشرات تقييم الباحثين
مؤشرات تقييم الباحثين

الجريدة

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • الجريدة

مؤشرات تقييم الباحثين

عملية التقييم الموضوعية والدقيقة للباحثين العلميين ليست بالمهمة السهلة، حيث تسعى المؤسسات الأكاديمية والجامعات والوكالات المانحة إلى إيجاد معايير عادلة وموضوعية لتقييم الأداء البحثي للعلماء. ومن بين هذه المعايير يبرز مؤشر H Index، الذي قدّمه عالم الفيزياءJorge E. Hirsch عام 2005، ويجمع هذا المؤشر بين الكم والتأثير، حيث يعتمد على عدد الأبحاث المنشورة وعدد الاستشهادات التي حصلت عليها، مما يتيح تقييم الباحثين بناءً على إنتاجيتهم العلمية ومدى تأثير أبحاثهم. ويعتمد H Index على فكرة بسيطة، فهو يمثّل عدد الأبحاث التي حصلت على عدد استشهادات يساوي أو يتجاوز هذا الرقم. على سبيل المثال، إذا كان لدى باحث H Index يساوي 15، فهذا يعني أن لديه 15 بحثاً حصل كل منها على 15 استشهاداً على الأقل. هذه الفكرة تجمع بين الكم (عدد الأبحاث) والجودة (عدد الاستشهادات)، مما يمنح المؤشر نوعاً من التوازن بين الإنتاجية والتأثير. ورغم أن H Index يقدم توازناً بين الكم الجودة، فإن لديه عدداً من السلبيات، حيث تعد الفروقات بين التخصصات العلمية تحدياً لهذا المؤشر، فبينما نجد أن باحثاً في العلوم الطبية قد يحصل على H Index مرتفع بسرعة، نظراً لكثرة النشر وسرعة الاستشهادات، قد يواجه باحث في الفلسفة أو التاريخ صعوبة في تحقيق الأرقام نفسها، رغم جودة أبحاثه الفكرية. هذا التباين يجعل من الصعب الاعتماد على H Index وحده في تقييم الباحثين عبر مختلف المجالات العلمية، كما يحتاج H Index إلى وقت طويل ليعكس تأثير الأبحاث، مما يجعله غير عادل للباحثين الشباب الذين لم يحصلوا بعد على فترة كافية لنشر أبحاثهم ورؤية تأثيرها في المجتمع العلمي. وإضافة إلى ذلك، لا يفرّق H Index بين الباحثين الأساسيين والمساهمين الثانويين في الأبحاث المتعددة المؤلفين، مما يعني أن الباحثين الذين يشاركون في فرق بحثية كبيرة قد يحصلون على H Index مرتفع دون أن يكون لهم تأثير فردي حقيقي. لكن H Index ليس المؤشر الوحيد المستخدم في تقييم الباحثين، فهناك أيضاً مؤشر i10، الذي طوّرته Google Scholar، ويقيس عدد الأبحاث التي حصلت على 10 استشهادات أو أكثر. ويتميز هذا المؤشر ببساطته، إلا أنه يفتقر إلى المرونة في تقدير تأثير الأبحاث ذات الاستشهادات العالية بشكل كافٍ، مما قد يجعل تقييم الباحثين محدوداً في بعض الحالات. وإضافة إلى ذلك، هناك تقييم iCite الذي طورته مكتبة الطب الأميركية (NIH/NLM)، وهو يعتمد على قياس معدل الاقتباسات المرجعية المعدل حسب المجال. هذا المؤشر يعالج إحدى ثغرات H Index عبر مراعاة تأثير الأبحاث بشكل نسبي بين المجالات العلمية المختلفة، مما يتيح مقارنات أكثر عدالة بين الباحثين في التخصصات المتنوعة، لكنه قد يكون معقدًا في الفهم والاستخدام مقارنة بالمؤشرات الأخرى. يتضح مما سبق أنه لا يوجد مؤشر فردي كافٍ لتقييم الباحثين بصورة عادلة وشاملة. وعليه، فإن التقييم العلمي الأمثل للباحث ينبغي أن يكون متعدد الأبعاد، يجمع بين عدة مؤشرات كمية نوعية، بدل الاعتماد على رقم وحيد. يمكن للمؤشرات الاقتباسية المتنوعة (مثل H-index وi10-index وicite وغيرها) أن تُستخدم معاً لتشكيل صورة تقييمية أكثر توازناً، بحيث يكمل كل منها الآخر. ويجب دوماً النظر إلى جودة الأبحاث نفسها من خلال التقييم العلمي المباشر (كمراجعات الأقران والمحتوى العلمي)، وليس الاكتفاء بعدّ الاستشهادات. كذلك ينبغي مراعاة عامل الزمن في المسيرة الأكاديمية (مثال ذلك استخدام معامل m-index الذي يقيس ارتفاع H-index سنوياً لضمان إنصاف الباحثين الشباب مقابل المخضرمين). ولا بُد أيضاً من أخذ مجال التخصص العلمي بالاعتبار، نظراً لتباين ثقافة النشر والاقتباس بين الحقول المختلفة. خلاصة القول: إن الحكم على الأداء الأكاديمي يستوجب مزيجاً متكاملاً من المقاييس المدعومة بالتقييم البشري، تفادياً للانحياز الذي قد ينتج عن الاعتماد على مؤشر واحد بصورة رئيسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store