
النهارده كام شوال 2025 في ورقة نتيجة اليوم.. ومتى ينتهي الشهر
النهارده كام شوال 2025.. مع دخول الأيام الأخيرة من شهر شوال 1446 هـ، يزداد تساؤل المسلمين: "النهاردة كام شوال؟ وهل ما زال في فرصة لصيام الست؟".
النهاردة كام شوال
الإجابة هي:
يوافق اليوم الجمعة 25 أبريل 2025، 26 من شوال 1446 هـويتبقى 4 أيام فقط حتى نهاية الشهر.
متى ينتهي شوال؟ وآخر فرصة لصيام الست
وفقًا للحسابات الفلكية، ينتهي شهر شوال هذا العام يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025، والذي يوافق 30 شوال 1446 هـ.
بالتالي، الثلاثاء القادم هو آخر يوم يمكنك فيه صيام من تبقّى من الست، سواء كنت بدأت بالفعل أو لسه ناوي تبدأ.
النهارده كام شوال 2025 في ورقة نتيجة اليوم.. ومتى ينتهي الشهر
أكثر: أمين الفتوى: تأخير الغسل إلى ما بعد الفجر لا يؤثر على صحة صيام الست من شوال
هل يجب صيام أيام شوال متتابعة؟
دار الإفتاء المصرية أوضحت إن صيام الست من شوال لا يشترط التتابع، بل يجوز تفريقها خلال الشهر، بشرط الانتهاء منها قبل غروب شمس يوم 30 شوال.
فضل شهر شوال؟
واستند العلماء في فضل صيام هذه الأيام إلى حديث النبي محمد ﷺ.
"من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر" – رواه مسلم. ويُفسّر الحديث بأن صيام رمضان يعادل أجر ثلاثمئة يوم، وصيام ستة أيام من شوال يعادل ستين يومًا، ليكون المجموع كصيام سنة كاملة.
النهارده كام شوال 2025 في ورقة نتيجة اليوم.. ومتى ينتهي الشهر
قد يهمك: أمين الفتوى: صيام ستة أيام من شوال يعادل صيام الدهر كاملًا
أدعية شوال
وفي هذه الأيام، يكثر المسلمون من الدعاء، ومن بين الأدعية التي يُستحب ترديدها:
"اللهم اجعل صيامي في شوال شفيعًا لي يوم القيامة، وسببًا في رضاك عني."
"يا رب، كما أعنتني على صيام رمضان، أعني على صيام الست من شوال، وثبّت قلبي على الطاعة."
النهارده كام شوال 2025 في ورقة نتيجة اليوم.. ومتى ينتهي الشهر
المزيد: النهارده كام شوال 2025.. لماذا يُعتبر صيام أيام التوديع من السنن المستحبة؟
الأيام البيض لشهر شوال 2025: فضل صيامها وأهميتها في الإسلام

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 4 أيام
- الخبر
ولا تلبسوا الحقّ بالباطل!!
إن معرفة الحق من أعظم الفضائل والنعم التي يسعى لها الإنسان، ومثلها في العظمة التمسك بالحق والاستماتة في نصرته والدفاع عنه، والذي لا يعرف الحق يعيش في ضلال وتذهب حياته في باطل، كما أن من عرف الحق وكتمه وخالفه وخذله وخذل أهله هو حتما من الأخسرين أعمالا {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}. وفي الدعاء المأثور 'اللهم أرنا الحق حقا وألهمنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وألهمنا اجتنابه'، وهو دعاء حكيم، إذ لم يكتف بالتضرع إلى الله أن يريه الحق، بل أن يريه الحق حقا والباطل باطلا؛ لأن أشد الفتن تكون عند التباس الحق بالباطل، فيرى بعض الناس أو يصورون الحق باطلا أو الباطل حقا، وقد يتداخل الباطل مع قليل من الحق فيرونه حقا أو يشوب الحق شيء من الباطل فيحسبونه باطلا، وهذا أعظم مداخل شياطين الإنس والجن لإضلال الناس. ثم زاد الداعي الحكيم بأن سأل الله أن يلهمه اتباع الحق بعد معرفته واجتناب الباطل بعد العلم به، ذلك أنه لا فائدة من معرفة الحق والباطل والعلم بهما إذا لم تؤد تلك المعرفة إلى سلوك سبيل الحق وتنكّب طريق الباطل، بل إن من يعرف الحق ولا يتبعه ويعرف الباطل ولا يجتنبه قد جنى على نفسه، وكانت تلك المعرفة حجة عليه! وهو أسوأ حالا ممن لا يعرف الحق أصلا. وللأسف أننا في زمن غلب عليه الباطل، وضعف فيه أهل الحق، وشاع فيه التدليس والتلبيس، ووجد فيه من يستغل الحق لنصرة الباطل، ومن يستغل الدين لتسويغ المعاصي، ومن يحمل لافتة السلام وهو مِسْعَر حرب، ومن يرفع شعار الشرف ليمرر مشاريع الخيانة!! والأسوأ أن يكثر فيه من أكرمه الله بشيء من العلم بشرع الله تعالى ودينه، فصار يُذكر به ويُذكر في أهله، فيسخر علمه للتدليس على الناس، وتلبيس الحق بالباطل خدمة لنفسه أو خدمة لأسياده!! مع أنه بلا ريب يحفظ قول الله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}. إن قضية تلبيس الحق بالباطل والتدليس على الخلق قضية جوهرية مصيرية في حياة الإنسان؛ ولهذا نبّه عليها القرآن العظيم باللفظ الصريح. ومن المهم أن نعلم أن القرآن الكريم حين يتكلم على ظاهرة إنسانية ما فهو يتكلم على نماذج تتكرر في واقع الناس وحياتهم على مر الدهور وفي مختلف العصور، وهو حين يستفيض في وصف انحراف بني إسرائيل عن الصراط المستقيم، والتواءاتهم وحيلهم وخبثهم في التعامل مع دين الله تعالى ورسله، فهو يحدثنا عن ظواهر لا تخلو منها أمة من الأمم ولا أصحاب دين من الأديان، لا جرم أن وُجد في المسلمين وفي علمائهم من يعمل عمل اليهود ويسير على طريقتهم المنحرفة الضالة، وفي الحديث الشهير: «لتتبعُنَّ سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جُحر ضب تبعتموهم». قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن؟!» رواه البخاري. وقد تبع -للأسف الشديد- بعض علماء المسلمين وبعض أدعياء العلم منهم سنن من قبلنا ودلّسوا ولبّسوا الحق بالباطل وكتموا الحق وهم يعلمون! بقصد بلبلة الأفكار في المجتمع المسلم، وإشاعة الشك والاضطراب فيه خدمة (لأجندات) داخلية أو خارجية!، قال الإمام الأستاذ الطاهر بن عاشور رحمه الله: 'فلبس الحق بالباطل ترويجا لباطل في صورة الحق.. وأكثر أنواع الضلال الذي أُدخل في الإسلام هو من قبيل لبس الحق بالباطل'. ثم لا شك أن انحرافات اليهود التي عرض لها القرآن العظيم كثيرة، لكن يبقى موقفهم من الحق من أعجب العجب!، حيث أنهم بعد أن أكرمهم الله تبارك وتعالى بتعريفهم الحق تمام المعرفة وقامت عليهم الحجة التامة في ذلك، صاروا أعدى أعداء الحق تحريفا وكتما وتلبيسا وتدليسا وتشويشا، قال لهم ولنا الله العليم الخبير: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}، وقد جمع الأمر الرباني النهي عن الطريقين الذين لا يضل شخص إلا عن طريقهما: تشويش الدلائل والبراهين عليه (تلبيس الحق بالباطل)، أو منعه من الوصول إلى الدلائل والبراهين (كتم الحق)، ذلك أن الإنسان لا يخلو من حالين: إما أن يكون قد سمع الحق أو لا يكون قد سمعه، 'فإن كان قد سمع دلائل الحق فإضلاله لا يمكن إلا بتشويش تلك الدلائل عليه، وإن كان ما سمعها فإضلاله إنما يمكن بإخفاء تلك الدلائل عنه ومنعه من الوصول إليها'. وفي آية أخرى قال الحق سبحانه: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون}. ومعلوم أنه لا يكتم الحق إلا من كان عالما به عارفا له، وإلا كيف يكتم ما لا يعرف ولا علم له به؟! وكذلك لا يلبس الحق بالباطل إلا من كان عالما بهما عارفا بحقيقتها، وإلا كيف يتسنى له الخلط بينهما ولبس هذا بذاك إن لم يكن عالما بهما؟!؛ ولهذا ختمت الآيتان بقوله عز شأنه: {وأنتم تعلمون}، فلا غَرْوَ أن كانت هذه المعصية الكبيرة الموبقة خاصة بالعلماء أكثر من غيرهم من عامة الناس!، وبعضهم ممن باع دينه بدنيا غيره هو من تولى كِبرها وأورى نارها وبثّ شرورها!. قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: '{ولا تلبسوا} أي: تخلطوا {الحق بالباطل وتكتموا الحق} فنهاهم عن شيئين، عن خلط الحق بالباطل، وكتمان الحق؛ لأن المقصود من أهل الكتب والعلم، تمييز الحق، وإظهار الحق؛ ليهتدي بذلك المهتدون، ويرجع الضالون، وتقوم الحجة على المعاندين؛ لأن الله فصّل آياته وأوضح بيناته؛ ليميز الحق من الباطل، ولتستبين سبيل المهتدين من سبيل المجرمين، فمن عمل بهذا من أهل العلم، فهو من خلفاء الرسل وهداة الأمم. ومن لبّس الحق بالباطل، فلم يميز هذا من هذا، مع علمه بذلك، وكتم الحق الذي يعلمه، وأمر بإظهاره، فهو من دعاة جهنم؛ لأن الناس لا يقتدون في أمر دينهم بغير علمائهم، فاختاروا لأنفسكم إحدى الحالتين'. إن وجود هذا الصنف من العلماء الذين يلبّسون الحق بالباطل ويكتمون الحق عن علم وعمد، يوجب على كل واحد منا الحذر والحيطة فلا يصدّق بكل ما يسمع ويرى، ولا يسلّم عقله لأي كان يُحشّيه بما شاء، ولو كان عالما يشار له بالبنان!، ولو كان يخطب من منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم!. ولله در الإمام علي رضي الله تعالى عنه القائل: 'لا تعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف فأهله'. وإنه من لطائف أسرار القدر أن يكون النهي عن لبس الحق بالباطل جاء في القرآن الحكيم في سياق الحديث عن بني إسرائيل، وأن يقوم في هذه الحقبة مجموعة ممن يُنسبون إلى العلم يلبسون الحق بالباطل بإثارة الشبهات حول المجاهدين الأشاوس من القسام والجهاد وباقي فصائل المقاومة الباسلة نصرة لإخوانهم الصهاينة، فيعملون عمل بني إسرائيل ويتبعون سننهم، وتكون بذلك أوضح وأفضح صورة للبس الحق والباطل ذات صلة باليهود والصهاينة قديما وحديثا.. فتأمّل!!.


الشروق
منذ 4 أيام
- الشروق
الامتحان الذي نغفل عنه!
ربّما ينشغل العبد في هذه الدّنيا ببعض الامتحانات العارضة والمتكرّرة، عن أهمّ امتحان يخوضه في حياته؛ امتحان لا يشغل المؤمن عن الامتحانات الأخرى ما دامت لأجل ما أباح الله، لكنّ هذه الامتحانات يمكن أن تشغله عن هذا الامتحان الأهمّ، متى ما ضعف إيمانه وغفلت روحه. إنّه 'امتحان الحياة'، والحياة كلّها من البلوغ إلى الوفاة، امتحان لا مناص من خوضه، يجتازه كلّ عبد أدرك سنّ البلوغ؛ الشابّ والشيخ والرّجل والمرأة، والطّبيب والمعلّم والأستاذ والطالب والمدير، والفلاح والبطّال. هو امتحان إجباريّ، لكنّنا كثيرا ما نغفل عنه وننساه، وإن تذكّرناه فربّما لا نوليه من الاهتمام قدر اهتمامنا بامتحانات أخرى كثيرة.. ولعلّنا ندرك هذا التقصير من أنفسنا لو نظرنا كم منّا يجلس مع نفسه جلسة صدق في ساعة من ليل أو نهار ليسألها: يا ترى هل سأكون من النّاجحين في امتحان الحياة أم من الخاسرين؟ يا ترى ما هي علامتي في امتحان الحياة؟ هل هي فوق الصّفر أم تحته؟ هل حسناتي أكثر أم سيئاتي؟ أتراني أسير في طريق الجنّة أم في طريق النّار؟ أخي المؤمن.. بالله عليك، لو طُلب منك أن تدفع كلّ ما تملك لتعرف ماذا لك عند الله، أ كنت ستتأخّر عن ذلك؟ لا شكّ أنّك لن تتأخّر لحظة واحدة. فماذا لو قلتُ لك إنّك تملك ميزانا لا يكلّفك دينارا ولا درهما يُعرّفك بما لك عند الله. نعم إذا أردت أن تعرف ما لك عند الله، فانظر ما لله عندك؟ انظر ما حظّ الإسلام من حياتك؟ هل الإسلام هو ما يحكم قلبك في حبّك وبغضك ورضاك وسخطك؟ هل الإسلام هو ما يحكم معاملاتك؟ هل هو ما يحكمكِ في لباسكِ أيتها المؤمنة؟ هل الإسلام هو ما يحكم أسرتكَ أخي المؤمن؟ هل يهمّك أن يكون كلّ اختيار في بيتك ممّا يرضي الله جلّ وعلا؟ هل يهمّك أن يكون ما تشاهده زوجتك ويشاهده أبناؤك وبناتك على شاشة التلفاز وشاشات الهواتف ممّا يرضاه الله؟ هل يهمّك أن يرضى الله عن كلّ خروج تخرجه زوجتك؟ هل يهمّك أن يرضى الله عن سلوك وسمت أبنائك وبناتك؟ اجلس مع نفسك جلسة صدق وابحث عن الإسلام في قلبك ونفسك وروحك، هل يهمّك مستقبل هذا الدّين؟ هل يؤلمك ما يحدث لإخوانك المسلمين في فلسطين واليمن والسّودان وكشمير؟ ابحث عن الإسلام في جوارحك، وفي مالك الذي تطعم به عيالك. ابحث عن الإسلام بين جدران منزلك. ابحث عن الإسلام في تلفازك بيتك وفي هاتف جيبك. ابحث عن الإسلام في لباس بناتك وحال أبنائك. إياك أخي المؤمن أن تنسى أنّ الحياة امتحان؛ المراقِب فيه ملكان لا يغادران صغيرة ولا كبيرة إلا أحصياها ((إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))، وفوقهما ربّ جليل لا تخفى عليه خافية. ((يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور)). القلم في هذا الامتحان هو الجوارح والورقة هي الصّحيفة، فانظر ما عساك تكتب في صحيفتك، فإنّ الموعد أمام ميزان يزن الشعرة والذرّة. وأنت أيها الطّالب، يا من أنت مقبل على امتحان من الامتحانات المهمّة بعد أسابيع قليلة.. استعن بالله والجأ إليه -جلّ في علاه- لجوء صادق مخلص. حافظ على صلواتك في أوقاتها. حافظ على الأذكار وأكثر من الدّعاء والإلحاح فيه. ادع الله أن يثبّتك ويربط على قلبك، ويوفّقك، قل 'اللهمّ لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا'. ليس حراما ولا عيبا أن تلجأ إلى الله كلّما احتجت إليه وإلى توفيقه، ولكنّ الحرام والعيب أن تلجأ إليه وقت الحاجة وتنساه إذا قضيت حاجتك، كما قال سبحانه: ((وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون)). العيب أن تستعين بمولاك في أمور دنياك وتنساه في أمور دينك وآخرتك: ((فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب)).. استعن بالدّعاء وقت الأسحار، والمذاكرة في وقت الفجر فإنّها من أنفع ساعات النّهار. تجنّب السّهر إلى ساعات اللّيل المتأخّرة، فإنّ العقل في تلك السّاعات يكون في مرحلة أشبه بالخمول، والاستيعاب في تلك السّاعات قليل ويكاد يكون معدوما. تجنّب الإكثار من المنبّهات كالقهوة والشّاي. لا تجهد نفسك فوق طاقتها، وأعطها حقّها من الرّاحة من حين لآخر، فإنّ الرّاحة للجدّ جدّ. اجتهد في النّجاح أوّل مرّة، ووطّن نفسك على ذلك، لكن لا تنس أنّ الامتحان الذي تخوضه ليس هو النّهاية، فهو امتحان يمكن تعويض خسارته في فرص أخرى إن أمدّ الله في عمرك، على عكس امتحان الحياة فهو فرصة وحيدة لا تتكرّر ولا تتاح مرّة أخرى.. اهتمّ بالامتحان الذي أنت مقبل عليه، لكن لا تعطه فوق ما يستحقّ فتضطرب وينتابك الخوف. أنت مطالب بتقديم الأسباب، والنتائج ليست بيدك، إنّما هي بيد من قسم بين عباده معايشهم وأرزاقهم وحظوظهم. والله الموفّق.


الشروق
منذ 5 أيام
- الشروق
كنوز صلاة الفجر
يُروى عن صحابيّ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنس بن مالك –رضيَ الله عنه- أنّه كان يبكي كلما تذكَّر فتح 'تُسْتر'، المدينة الفارسية الحصينة التي حاصرها المسلمون سنة ونصف السّنة، ثم تحقّق لهم فتحها؛ سبب بكائه ربّما يكون غريبا في موازين أهل زماننا، لكنّه ليس كذلك في موازين عبادٍ لله امتلأت قلوبهم بخشية الله وتعظيمه. لقد فُتح حصن المدينة قبيل ساعة الفجر، واندفع جيش المسلمين إلى الحصن مستغلّين تلك الفرصة، فدارت معركة في منتهى الضراوة، وفي النهاية كتب الله النصر. لقد تحقق النصر، لكن بعد شروق الشمس، وبعد خروج وقت صلاة الصّبح. فرح المسلمون بالنّصر، وحزنوا لفوات صلاة الفجر، على الرّغم من أنّهم كانوا معذورين، في حال التحامٍ كامل مع العدوّ، لم يكن ممكنا معه إقامة الصّلاة، ولكنّ القلوب الحيّة حزنت على فوات صلاةٍ هي أحبّ الصّلوات إلى الله جلّ وعلا، وإلى عباده الصّالحين الذين يدركون أثرها في تزكية الأنفس وإعلاء الهمم وصناعة الرّجال. هكذا انتصر الأوّلون وسادوا الدّنيا حينما كانت قلوبهم عامرة بخشية الله، وأنفسهم لوّامة لا ترضى بالتّقصير في حقّه جلّ في علاه.. وفي زماننا، ضيّع كثير من المسلمين الصّلوات واتّبعوا الشّهوات، فذلّت الأمّة وهانت وأصبحت غرضا للأمم من حولها. نعم أخي المؤمن.. ربّما تكون بتقصيرك في حقّ دينك، وإصرارك على إضاعة صلاة الفجر، سببا في زيادة جراح الأمّة، وإطالة محنتها.. وقبل هذا، ربّما تكون إضاعتك لصلاة الفجر سببا في ضيق نفْسك ووهن بدنك وتعسّر أمورك.. اسأل نفسك: كم سنة وأنت تنام عن صلاة الفجر؟ ماذا جنيت من نومك عن هذه الفريضة التي تشهدها ملائكة اللّيل والنّهار؟ وهَن وفتور وضجر وقلق وحيرة وسوادُ وجهٍ وقسوة قلب.. هذا هو حصادك في كلّ هذه السّنوات التي نمت فيها عن صلاة الفجر. وهذا ما جنيته على نفسك بإصرارك على هذه الكبيرة المنكرة. دعوة للتدبّر أخي المؤمن.. في كلّ ليلة تقبض روحك وتعاد إليك بعد طلوع الشمس سالمة مسلّمة، فتفتح عينيك على ضوء الصّباح وضيائه؛ أما خشيت أن تفتح عينيك في يوم من الأيام ولأوّل مرّة على ظلام حالك ليس ظلام الدّنيا ولكنّه ظلام حفرة القبر، فهل ترى ينفعك النّوم حينها؟ أخي المؤمن.. هل تأمّلت حالك، كم مرّة قمت باكرا لموعد بينك وبين بشر مثلك؟ أنسيت موعدك كلّ صباح مع ربّ الأرباب؟ كم مرّة قمت قبل الفجر لسفر من الأسفار؟ كلّما كان سفرك أطول كان زهدك في النّوم أكثر؛ فهلاّ قمت –أخي- لتتزوّد لسفر طويل لا رجوع بعده. هل سمعت أُخيّ قول نبيّ الهدى -عليه الصّلاة والسّلام-: 'أثقل الصّلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبْوا'؟ أترضى لنفسك أن تحشر يوم القيامة مع المنافقين؟ ربّما تصلّي الظّهر والعصر والمغرب والعشاء لوقتها، وتصوم وتتصدّق، وتحشر مع المنافقين لأنّك لا تصلّي الفجر لوقتها، وتتهاون في أحبّ صلاة إلى عباد الله المؤمنين وأبغضها إلى المنافقين. كنوز صلاة الفجر أخي المؤمن. لا شكّ أنّك سمعت وقرأت مرارا وتكرارا قول ربّك جلّ وعلا: ((أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا))، أ تدري ما المقصود بقرآن الفجر؟ إنّها صلاة الفجر، وهل تدري معنى قوله تعالى ((إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا))؟ معناه أنّ ملائكة الليل وملائكة النّهار تجتمع لصلاة الفجر. إنّه سرّ تلك الرّوحانيّة وذلك الأنس والانشراح والطّمأنينة التي تجدها تلك القلّة المؤمنة التي تصلّي الفجر في بيوت الله، إنّها أسعد ساعة في اليوم كلّه، كيف لا والنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام يقول: 'ركعتا الفجر خير من الدّنيا وما فيها'، ومعنى هذا أنّ السّعادة التي يجدها من يصلّي الفجر لوقتها أعظم من سعادة من اجتمعت أمامه نعم الدّنيا بأسرها، ألا تحبّ أخي المؤمن أن تكون أسعد من الملوك؟ ألا تحبّ أن تكون أسعد من أثرياء هذا العالم؟ صلّ الفجر لوقتها تكن كذلك، وتحْظَ بمعية الله وحفظه ورعايته، يقول عليه الصّلاة والسّلام: (من صلّى الفجر فهو في ذمّة الله)، بمعنى أنّه في حفظ الله ورعايته سبحانه، ومَن حفظه الله فمن ذا الذي يضرّه؟ ((فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين)). هذا في الدّنيا، أمّا في الآخرة، فتأمّل معي قول النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-: 'لن يلج النّار أحد صلّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها'، معنى هذا أنّك إذا صلّيت الفجر والعصر لوقتهما كُتبت لك براءة ونجاة من النّار. فيا لها من غنيمة ثمنها يسير ويسير جدّا. ليس هذا فقط وإنّما هناك المزيد، اقرأ معي هذا الحديث الذي يقول فيه نبيّنا -عليه الصّلاة والسّلام-: 'من صلّى الصّبح في جماعة فكأنّما قام الليل كلّه'، إذا صلّيت الصّبح في جماعة كُتب لك أجر قيام ليلة بأكملها. فياله من ثواب جزيل لقاء عمل يسير لمن استعان بالله وطلب هداه، ربّما لا زلت تريد المزيد، وفعلا هناك المزيد، يقول عليه الصّلاة والسّلام: 'بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنّور التّامّ يوم القيامة'؛ في عرصات يوم القيامة، يوم يحشر العصاة والمذنبون والكفرة والمنافقون سود الوجوه، تكون أنت ممّن يحظى ويسعد بذلك النّور التّامّ في وجهك وعلى الصّراط مع عباد الله المشّائين في ظلمات اللّيالي إلى بيوت الله عزّ وجلّ.. ثمّ في النّهاية يكون مستقرّك في الجنّة التي وعد الله عباده المحافظين على صلاة الفجر، يقول عليه الصّلاة والسّلام: 'من صلّى البردين دخل الجنّة'، والبردان هما الصّبح والعصر، فإذا داومت على صلاة الفجر وصلاة العصر لوقتهما ولقيت الله على ذلك كنت من أهل الجنّة، نعم من أهل الجنّة. وماذا بعد؟ وبعدُ أخي المسلم، يا من عدت إلى النّوم عن صلاة الفجر بعد رمضان. يا من تصلّي الفجر في بيتك. أرأيت كم ضيّعت على نفسك من الخيرات والبركات والحسنات؟ سعادة ما بعدها سعادة، حِفظ من الله من كلّ مكروه، حسنات تصبّ عليك صبّا، نور يوم القيامة، نجاة من النّار وفوز بدار الأبرار. ألا فتب إلى الله من النّوم عن صلاة الصّبح، واعقد العزم أن تبدأ من الغد بحول الله، وتسعى جاهدا لتكون من أهل الفجر الذين يحبّهم الله ويحبّونه؛ إنّك لن تفشل أبدا إذا توكّلت على الله وسألته بإلحاح أن يعينك على نفسك.. ربّما تنام حين تنام وأنت لم تفكّر في القيام للصّلاة، ربّما تنام وأنت تتمنّى ألاّ تستيقظ حتّى تجد لنفسك الأعذار والمبرّرات، ربّما تنام وأنت جازم وموقن أنّك ستفتح عينيك من الغد على الدّنيا، ربّما تنام على غير طهارة، ربّما تنام وأنت تفكّر في هموم الدّنيا بل ربّما تغمض عينيك على مشاهد وصورٍ لا يرضاها الله على شاشة الهاتف، تزرع شوكا وتريد أن تجني عنبا. محال أخا الإسلام.. إذا أردت طاعة الله في أوّل النّهار فلا تعصه في أوّل اللّيل، إذا أردت الاستيقاظ باكرا فنم باكرا ودع عنك السّهر في القيل والقال.. نَمْ أخي باكرا.. لا تنم إلاّ على طهارة.. اقرأ أذكار النّوم، اقرأ آية الكرسيّ والمعوّذتين، ادع الله أن يبعثك إذا نادى مناديه للصّلاة، استعن بمنبّه واجعله بعيدا عنك حتّى لا توقف رنينه وأنت لا تشعر، أوص من يوقظك ولو عن طريق الهاتف، حاول أن تستحضر أنّ نومتك ربّما تكون آخر نومة لك في هذه الحياة.