logo
مسرحية "كانت غضبة" تفتح باب التساؤل عن "أبناء فتكة"

مسرحية "كانت غضبة" تفتح باب التساؤل عن "أبناء فتكة"

سعورس٠٨-٠٥-٢٠٢٥

من تأليف وإشراف الكاتب رجا العتيبي، وإخراج جلواح الجلواح، يستند العرض إلى بناء سردي مزدوج، حيث "المسرحية داخل المسرحية" تتحول إلى مساحة صدام بين شخصيات العمل، وأفكارهم، وخطاباتهم المتضادة. تقدم المسرحية في مسرح استديو إيقاع بحي القادسية، على خشبة مستطيلة بارتفاع 30 سم تتوسط الجمهور المتقابلين، بأسلوب "Traverse Stage" الذي يُغرق المتلقي في التوتر الدرامي من موقع المواجهة.
يؤدي أدوار البطولة كل من معتز العبدالله، وبندر الحازمي، وغيداء سلام، وغازي حمد، مجسّدين شخوصًا تتصارع على مستوى الفكرة والهوية والرؤية.. بينما يشارك في التمثل: عبدالملك العبدان، وياسر القحطاني، فيما محمد عبدالرحمن يتولى جانب الصوت والموسيقى، وغناء طلال المختار.
تدور أحداث المسرحية حول صدام بين مستشار مسرحي يقترح مشهدًا يعتقد أنه سينقذ عرضًا على وشك السقوط، ومخرجة شابة تصرّ على حماية رؤيتها من أي تدخل. ما يبدأ كمناقشة إبداعية يتحول إلى صراع مكتوم ينفجر في ليلة العرض، ويقود إلى نهاية مأساوية لم تكن في النص.
لكن تحت هذا المستوى السردي الظاهر، تشتبك المسرحية مع سؤال أعمق: هل الغضب العربي الحديث امتداد لثقافة الثأر الجاهلي؟
يقدّم المستشار هيثم هذه الفرضية عبر مدرسة أرسطو الدرامية، رابطًا بين "فتكة" عمرو بن كلثوم والممارسات الانتقامية المعاصرة، بينما تواجهه المخرجة العنود بفكر عقلاني حسب مدرسة بريخت، فكر يحاول كسر هذه السلسلة الدموية، تصميم البوستر يعكس هذا الصراع بدقة، عبر استخدام مثلثات حادة رمزية تعبّر عن الشراسة والانقسام، مقابل صور ناعمة وألوان متزنة تنقل التوتر الداخلي. أسلوب التصميم ينتمي إلى التيار البصري ما بعد الحداثي، تمامًا كما تنتمي المسرحية إلى بنية "المسرح داخل المسرح"، حيث لا شيء يُعرض كما هو، وكل شيء يُعاد النظر فيه. "كانت غضبة" ليست مجرد عرض مسرحي، بل تفكيك رمزي لفكرة الغضب العربي المتوارث، تساؤل حيّ حول التاريخ والمصير، وتجربة أدائية تهدف إلى إشراك الجمهور لا كمشاهدين فحسب، بل كعناصر في المعادلة الدرامية.
يشارك في العمل فرقة شغف عبر أداء استعراضي حي يضيف بعدًا بصريًا وجسديًا للنص، بينما يتولى عبدالعزيز النخيلان إدارة الإنتاج.
ويأتي هذا العرض ضمن برنامج "ستار" لدعم الأعمال المسرحية، الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية، تأكيدًا على دعم التجارب المسرحية الجريئة والحديثة التي تطرح أسئلة ثقافية جوهرية بلغة فنية معاصرة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عرض معاصر يفكك الغضب العربي ويعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور والخشبة
عرض معاصر يفكك الغضب العربي ويعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور والخشبة

عكاظ

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • عكاظ

عرض معاصر يفكك الغضب العربي ويعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور والخشبة

على مدى ثلاثة أيام، شهد مسرح استديو إيقاع بحي القادسية في الرياض حضوراً فاق 450 متفرجاً، اجتمعوا حول عرض مسرحي كسر الأعراف السائدة، لتسجل مسرحية «كانت غضبة» تجربة فارقة في مسار المسرح السعودي المعاصر، بوصفها مسرحية داخل مسرحية تداخل فيها الزمن بين البروفات، والعرض الرسمي. المسرحية التي ألفها وأشرف عليها الكاتب رجا العتيبي، وأخرجها جلواح الجلواح، قدمت حكاية درامية، فجّر بها ساحة للجدل الفلسفي والجمالي حول معنى الغضب، وحدود الإبداع، وعلاقة المسرح بجمهوره وزمانه، وأن «فتكة» الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم ليست سوى «جين» ثقافي متوارث ممتد حتى اليوم، يشي به القتل الرمزي الذي انتهت به المسرحية حينما قتل عمرو بن كلثوم المستشار هيثم، بينما قتل مساعد المستشار، عمرو بن كلثوم، وهو يردد ذات البيت: «ألا لا يجهلن أحد علينا... فنجهل فوق جهل الجاهلينا»، لتنتهي المسرحية بمأساة لم «تكتب في النص»، ما دعا المخرجة لأن تستدعي الشرطة لموقع المسرحية. وتبرز معها علامة سيميائية تكشف أن «الفتكة» العُمرية ليست سوى «جين» يمثل نسقاً مضمَراً وفقاً لأدبيات النقد الثقافي، جين ممتد ما زال يفعل فعله فينا حتى اليوم. وقال رجا العتيبي مؤلف النص المسرحي، لـ«عكاظ»: «حاولنا أن نقدم تجربة مسرحية معاصرة تتجاوز المألوف، وتنتمي إلى فئة المسرح المعاصر المعتمدة في برنامج ستار»، مضيفاً: «سعينا إلى تقديم نموذج فني راقٍ يُعبّر عن هذا النوع من المسرح، فكرياً وجمالياً، من خلال كسر الحواجز التقليدية بين الجمهور والممثل، وتوظيف فضاء الخشبة المفتوحة بأسلوب خشبة ترافيرس، إضافة إلى بناء سينوغرافي محمّل بالدلالات، ومقاربات سردية تستند إلى تقنيات المسرح داخل المسرح». كما أشار إلى أن العمل سعى إلى «مخاطبة المتلقي كطرف في المعادلة الدرامية، لا مجرد مشاهد»، مختتماً بالشكر لهيئة المسرح والفنون الأدائية وبرنامج «ستار» على دعمهم هذه التجربة التي أتاحت مساحة للتجريب وتقديم محتوى مسرحي معاصر يستجيب لأسئلة الحاضر. مسرح بلا جدران.. وجمهور داخل المعادلة اعتمد العرض على خشبة تسمى «ترافيرس ستيج»، أو مسرح الممر، حيث الجمهور على جانبي الخشبة المتقابلين، في مواجهة مباشرة جعلت من التوتر المسرحي طقساً حياً. لم تكن الخشبة مجرد منصة بل كانت فضاء مفتوحاً من كل الجهات، بعد أن كسر الفريق المسرحي الحواجز الأربعة دفعة واحدة. وتمثّل ديكور العرض في أطلال قصر عمرو بن هند، ملك الحيرة أيام العصر الجاهلي سواري، عبارة عن أعمدة، وأرضية مليئة بآثار مملكة الحيرة القديمة، بما يحمله من رمزية للحكم والهيبة والدماء، ليصبح بذلك عنصراً سينوغرافياً يفيض بالدلالات، ويفتح الفضاء على احتمالات متعددة للمعنى، تأكيداً على جمالية «المسرح ما بعد الدرامي»، حيث الشكل يوازي المضمون في حمولة التعبير . أخبار ذات صلة الغضب كرمز موروث.. أم إبداع متمرد؟ في قلب النص، تصطدم المخرجة الشابة «العنود» بالمستشار المسرحي «هيثم»، في صراع لا يتعلق فقط بالرؤية الإخراجية، بل ينزلق نحو أسئلة فلسفية: هل الغضب جزء من هوية متجذرة، أم عرض طارئ يمكن تجاوزه؟ هل نحن أبناء «فتكة» قديمة لا تموت؟ تتغلغل هذه الأسئلة في البنية الحوارية للنص، وتُوظف بشكل ميتا-مسرحي ضمن حبكة «مسرحية داخل مسرحية»، حيث تتداخل الأزمنة والحقائق . كان أداء الأبطال معتز العبدالله، بندر الحازمي، غيداء سلام، وغازي حمد، وفرقة شغف الاستعراضية، مشحوناً بطاقة عالية من الصدق والانفعال، مجسدين صراع الأفكار لا بوصفه نقاشاً عقلانياً، بل واقع نفسي يتجلى في الجسد والحركة والنبرة، وشاركهم هذا التميز عبدالملك العبدان، وياسر عبدالرحمن، بينما الملابس قدمتها بشكل متناسق شهد البهوش. ومدير الإنتاج عبدالعزيز النخيلان. ما بعد الغضب.. ما بعد المسرح قدّمت المسرحية فرجة سينوغرافية نابضة، وتجربة مسرحية جديدة، جمعت بين الحضور الحسي للديكور، والتمثيل الجسدي عالي التركيز، والمؤثرات السمعية والبصرية، بما يخلق تجربة شاملة تدفع المتلقي من مقعد المشاهدة إلى مركز الفعل . العرض محاولة لاستعادة المسرح بوصفه فناً حياً، متمرداً، مفتوحاً، ومتورطاً في أسئلة الثقافة والمجتمع. وقد بدا واضحاً أن العرض يطرح نفسه كجزء من تحول نوعي تشهده التجربة المسرحية السعودية، تحت مظلة دعم برنامج «ستار» الذي أطلقته هيئة المسرح والفنون الأدائية، سعياً لتحفيز الإبداع المسرحي المعاصر .

مسرحية "كانت غضبة" تفتح باب التساؤل عن "أبناء فتكة"
مسرحية "كانت غضبة" تفتح باب التساؤل عن "أبناء فتكة"

سعورس

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • سعورس

مسرحية "كانت غضبة" تفتح باب التساؤل عن "أبناء فتكة"

من تأليف وإشراف الكاتب رجا العتيبي، وإخراج جلواح الجلواح، يستند العرض إلى بناء سردي مزدوج، حيث "المسرحية داخل المسرحية" تتحول إلى مساحة صدام بين شخصيات العمل، وأفكارهم، وخطاباتهم المتضادة. تقدم المسرحية في مسرح استديو إيقاع بحي القادسية، على خشبة مستطيلة بارتفاع 30 سم تتوسط الجمهور المتقابلين، بأسلوب "Traverse Stage" الذي يُغرق المتلقي في التوتر الدرامي من موقع المواجهة. يؤدي أدوار البطولة كل من معتز العبدالله، وبندر الحازمي، وغيداء سلام، وغازي حمد، مجسّدين شخوصًا تتصارع على مستوى الفكرة والهوية والرؤية.. بينما يشارك في التمثل: عبدالملك العبدان، وياسر القحطاني، فيما محمد عبدالرحمن يتولى جانب الصوت والموسيقى، وغناء طلال المختار. تدور أحداث المسرحية حول صدام بين مستشار مسرحي يقترح مشهدًا يعتقد أنه سينقذ عرضًا على وشك السقوط، ومخرجة شابة تصرّ على حماية رؤيتها من أي تدخل. ما يبدأ كمناقشة إبداعية يتحول إلى صراع مكتوم ينفجر في ليلة العرض، ويقود إلى نهاية مأساوية لم تكن في النص. لكن تحت هذا المستوى السردي الظاهر، تشتبك المسرحية مع سؤال أعمق: هل الغضب العربي الحديث امتداد لثقافة الثأر الجاهلي؟ يقدّم المستشار هيثم هذه الفرضية عبر مدرسة أرسطو الدرامية، رابطًا بين "فتكة" عمرو بن كلثوم والممارسات الانتقامية المعاصرة، بينما تواجهه المخرجة العنود بفكر عقلاني حسب مدرسة بريخت، فكر يحاول كسر هذه السلسلة الدموية، تصميم البوستر يعكس هذا الصراع بدقة، عبر استخدام مثلثات حادة رمزية تعبّر عن الشراسة والانقسام، مقابل صور ناعمة وألوان متزنة تنقل التوتر الداخلي. أسلوب التصميم ينتمي إلى التيار البصري ما بعد الحداثي، تمامًا كما تنتمي المسرحية إلى بنية "المسرح داخل المسرح"، حيث لا شيء يُعرض كما هو، وكل شيء يُعاد النظر فيه. "كانت غضبة" ليست مجرد عرض مسرحي، بل تفكيك رمزي لفكرة الغضب العربي المتوارث، تساؤل حيّ حول التاريخ والمصير، وتجربة أدائية تهدف إلى إشراك الجمهور لا كمشاهدين فحسب، بل كعناصر في المعادلة الدرامية. يشارك في العمل فرقة شغف عبر أداء استعراضي حي يضيف بعدًا بصريًا وجسديًا للنص، بينما يتولى عبدالعزيز النخيلان إدارة الإنتاج. ويأتي هذا العرض ضمن برنامج "ستار" لدعم الأعمال المسرحية، الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية، تأكيدًا على دعم التجارب المسرحية الجريئة والحديثة التي تطرح أسئلة ثقافية جوهرية بلغة فنية معاصرة.

محمد رمضان يشوّق جمهوره لأغنية «راماضونا - Ramadona» ويكشف موعد طرحها
محمد رمضان يشوّق جمهوره لأغنية «راماضونا - Ramadona» ويكشف موعد طرحها

عكاظ

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • عكاظ

محمد رمضان يشوّق جمهوره لأغنية «راماضونا - Ramadona» ويكشف موعد طرحها

شوّق الفنان المصري محمد رمضان، جمهوره لأحدث أعماله الغنائية التي تحمل عنوان «راماضونا - Ramadona»، إذ ظهر في فيديو عبر حسابه الشخصي على موقع «إنستغرام»، يروّج للأغنية. وشارك محمد رمضان جمهوره مقطع فيديو له، ظهر فيه وهو يردد كلمات الأغنية بحماس، كاشفاً على موعد طرحها قائلاً: «أغنية رمادونا غداً الأربعاء الساعة 4 بتوقيت مصر». ونشر رمضان «البوستر» التشويقي للأغنية صورة كارتونية للاعب كرة قدم يشبه محمد رمضان يرتدي زي منتخب الأرجنتين لكرة القدم ويحمل رقم 1 وحوله عدد من المشجعين، على غرار أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا. وعلى جانب آخر، يعكف رمضان على استكمال تصوير باقي مشاهده في فيلمه الجديد «أسد»، استعداداً لعرض قريباً بدور العرض السينمائي، والفيلم من نوعية أعمال الأكشن التاريخية، التي تعتمد على ميزانية إنتاجية ضخمة، ويجمع محمد رمضان والمخرج المصري العالمي محمد دياب لأول مرة. أخبار ذات صلة ويشارك بطولة الفيلم بجانب محمد رمضان كل من ماجد الكدواني، ورزان جمال، وكامل الباشا، وعلي قاسم، وأحمد عبدالحميد، وإسلام مبارك، ومحمود السراج، والفيلم من تأليف وإخراج محمد دياب. وكان محمد رمضان قد وقَع بالفترة الأخيرة في مرمى الانتقادات بسبب إطلالته المثيرة للجدل بمهرجان «كوتشيلا» العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية، إذ وُجهت له عدة اتهامات بأنه يُسيء إلى صورة الفنان المصري لارتدائه ملابس غير لائقة وتختلف مع عادات المصريين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store