هكذا تربينا.. فكيف نربي أولادنا؟!
ليست التربية دائمًا كم يعتقد البعض صوتًا مرتفعًا، ولا توجيهًا مباشرًا يتكرر كل يوم. أحيانًا، يحتاج الأبناء إلى حضور صامت، يروننا فيه دون أن يسمعونا، ويشعرون بأماننا دون أن يثقلهم تدخلنا. أن نكون ظلًا حنونًا لا قيدًا، وأن نملك من الحكمة ما يجعلنا نُصغي دون مقاطعة، ونراقب دون ملاحقة، وننتظر دون استعجال. فليست كل لحظة تستدعي تعقيبًا، ولا كل زلة تحتاج إلى تصحيح فوري. بعض الأخطاء تربي أكثر مما يفعل التوبيخ، وبعض الصمت يعلّم أكثر من ألف كلمة.القرآن الكريم ضرب أعظم الأمثلة في ترك مساحة للإنسان كي يختار، ويُخطئ، ويتعلم. يقول الله عز وجل: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]، وهي قمة البيان في احترام حرية الإنسان حتى في أعظم القرارات. فكيف لا نحترم في أبنائنا حق التجربة والخطأ؟ وكيف نضيق عليهم في تفاصيل الحياة ونحن الذين نخطئ ونتعلم حتى المشيب؟ لقد ربّى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته بالرحمة، فكان يسعهم صدره، ويصبر على جهلهم، ويعلّمهم بلين لا بقسوة، وبرفق لا بعنف. قال صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه" [رواه مسلم].أما الحضور الصامت فليس غيابًا عن الدور، بل هو إدراك عميق لمعنى الرعاية. أن تكون قريبًا بما يكفي ليشعروا بالأمان، وبعيدًا بما يسمح لهم بالنمو. وكما قال أحد السلف: "ليس الفقيه من عرف الخير من الشر، ولكن من عرف خير الخيرين وشر الشرين"، فكذلك المربي الحصيف هو من يعرف متى يتدخل ومتى يصمت، متى يربّي بالفعل ومتى يربّي بالسكوت. وقد أبدع الشعراء في وصف هذا التوازن الإنساني الرفيع، فقال الشاعر:إذا كنت في كل الأمور معاتبًا صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبهفعِشْ واحدًا أو صِلْ أخاك فإنه مقارفُ ذنبٍ مرةً ومجانبهوهكذا الأبناء، لا تصفو نفوسهم ولا تستقيم طباعهم إلا إذا أُعطوا مساحة للتجريب، والتعثر، والتصويب الذاتي، فكما قالوا: "من لم تربيه الحياة، ربّاه الخطأ". وليس في التربية ما يُخيف إن تخللها الصمت، بل إن الصمت في بعض اللحظات هو أقوى أدوات التهذيب وأكثرها رسوخًا.إن الأبوة والأمومة ليستا بالسيطرة الكاملة، ولا بالتوجيه المتواصل، بل بخلق بيئة من الثقة والسكينة، نراقبها من بعيد، ونتدخل عند الحاجة، ونساند دون أن نفرض. وهذه الثقة تفتح للابن نافذة على العالم، وتجعل من الخطأ معلمًا، ومن التجربة زادًا، ومن الحياة نفسها مربّيًا حكيمًا.يقول الله تعالى في وصية لقمان لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ﴾ [لقمان: 16]، في هذه الآية تربية بالهدوء، وبالمنطق، وبالتأمل، لا بالزجر. هذا هو الدرس الكبير: أن نربي أبناءنا بثقة، وأن نكون لهم ظهرًا لا عبئًا، ومأوى لا سيفًا، وأن نترك لبعض الأخطاء دورًا في تهذيب نفوسهم، دون أن نُشعرهم بأن كل ما يفعلونه تحت المجهر.الطريق الإقليمي.. غياب المعايير أم غياب الصيانة والرقابة؟!المأساة تطفئ بهجة الإنجاز!التربية في جوهرها ليست فرضًا دائمًا للرأي، بل هي فنّ المسافة، أن تكون قريبًا بما يكفي للحب، وبعيدًا بما يكفي للحكمة. وهذا هو الحضور التربوي الحقيقي: صمت يعلم، واحتواء لا يُقيد، وثقة تُثمر رجالًا ونساء يعرفون كيف يسيرون وحدهم.. لأنهم لطالما شعروا بظلّ آبائهم وأمهاتهم من خلفهم، لا فوق رؤوسهم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 41 دقائق
- حضرموت نت
اخبار السعودية : رفحاء.. "شفاقة الشيحي" اسمٌ لا يُنسى في ذاكرة الأهالي.. شنبه الكثيف عنوانًا لهيبة رجل الأمن
لا يزال اسم رجل الأمن الراحل 'شفاقة الشيحي' حاضرًا في ذاكرة أهالي محافظة رفحاء، رغم مرور السنوات، بعد أن ترك أثرًا لا يُمحى بسيرته وانضباطه وتفانيه في أداء مهامه خلال عمله في شرطة المحافظة. وعُرف الشيحي – رحمه الله – بجدّيته وحُسن أخلاقه، فكان مثالًا في الانضباط والهيبة، محبوبًا لدى زملائه، ومهابًا لدى من يخالف النظام، وفق ما يؤكده عدد من معاصريه لـ'سبق'. ويذكر أهالي رفحاء أن حضور 'شفاقة الشيحي' في الميدان كان كفيلاً ببثّ الطمأنينة في نفوس المواطنين، والهيبة في قلوب المتجاوزين، حيث ارتبط اسمه بتطبيق النظام بعدل دون مجاملة. وكان شنبه الكثيف والمرتب علامة فارقة تميّز ملامحه، وزادت من هيبته، حتى أصبح جزءًا من صورته الرمزية في أذهان الناس، وعنوانًا لهيبة رجل الأمن واحترامه للقانون. وبرحيله، فقدت رفحاء أحد رجالها المخلصين الذين وهبوا أنفسهم لخدمة أمن المجتمع، وبقي اسمه متداولًا بين الناس كنموذج يُحتذى به في الأمانة والولاء للوطن. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.


الاتحاد
منذ 44 دقائق
- الاتحاد
بريكس.. حوار التكامل
بريكس.. حوار التكامل بريكس.. من روسيا حتى البرازيل، مروراً في الإمارات، خط أمان، واتزان، يحفظ الود بين الإنسان ومتطلبات عصره، وطموحاته، في العيش بسلام اقتصادي، وتطلعاته إلى حياة خالية من العازة، وشظف التفرق، والحياة المؤلمة. وجود الإمارات في هذا التجمع الكوني لهو جدول إرواء، ونهر عطاء، ومثل هذه الأحزمة السياسية والاقتصادية، لهي النداء السامي لفطرة إنسانية، بأن تأتلف القوى الصاعدة، وتتكاتف، من أجل عالم ينعم بالخير، مستنداً إلى فكرة جلية، بأننا في هذا العالم، إنما ننتمي إلى السليقة البشرية التي جاءت من جذر واحد، ومن فطرة واحدة، علينا جميعاً أن نحميها من بطش الأنانية ونرعاها ونعتني بها، كي نجعل كوكبنا في صحة وعافية، وبذخ الحياة. وانضمام الإمارات لهذا التجمع العملاق، يمنحه عظمة الأفكار الشفافة، وتسامي القيم، وحب الحياة، وهي السمة التي تجلّت بها روح بلادنا، وجعلتها بين العالمين مصباحاً منيراً، يضيء دروب الحياة بالعمل على لم شمل الدول، ورص صفوفها وتقوية أواصرها، وتعضيد عزائمها، لتكون الحزام الأخضر الذي يمنع جفاف المشاعر، ويحض على دفء العلاقات بين الدول، وهو القاسم المشترك الذي تصبو إليه دولة الإمارات، وترنو إليه دوماً في علاقاتها مع العالم إيماناً من قيادتنا الرشيدة، بأن العصي إذا تجمعت يصعب تكسرها، وما الفرقة، والأنانية إلا اليد الغاشمة التي تحطم آمال الشعوب، وتكسر إرادتها، وتهشم عظام عزيمتها. هذه الرؤية هي ما دعا إليها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وعلى أثره تمضي القيادة الرشيدة، بحكمة، وعزيمة، ولا تتردد بالانضواء لأي تجمع يشملك الحب، ويؤلف بينه الأمل الواحد، وهذا ما ترتجيه الشعوب من حكوماتها، وما الفرقة، إلا السيف الذي يغتال الحكمة، ويقضي على الحلم، ومنه تذهب الأمنيات سدى. الإمارات بفضل المعطى الحضاري الذي تنتمي إليه القيادة، والتسامح الذي اتسمت به حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، استطاعت بلادنا أن تجمع العالم دوماً على طريق المحبة، والخير، وعافية العلاقات المتكافئة، والحوار البناء، وتأسيس عالم تصفو قريحته من انفعالات السياسات الغامضة، وعملت الدولة بفضل هذه السياسة المبنية على قناعة راسخة، بأن السلام النفسي بين الدول هو الطريق إلى الرقي، والتطور، وحضارة تحمي منجزاتها عقول نشأت على الأحلام الزاهية، والتطلعات الراعية، والطموحات الحية النابضة بروح التفاؤل، ومشاعر الأخوة بين جميع الدول، ولا خيط يؤلف بينها، سوى حب الآخر، والتحرر من الأنانية، والتخلص من مخرجات النفس الأمارة. ونداء الإمارات دائماً يرتكز على الحوار البناء كركيزة للاستقرار الدولي، وهذا ما نشأت عليه بلادنا، وهذا ما تحفظه من دروس التاريخ وهذا ما تعتني به، وترعاه، وتسعى دوماً في ترسيخه، وتثبيته في مختلف المنصات الدولية لأنه لا مجال اليوم لتصادم الأفكار، ولا مجال للنكوص عند نظريات بالية، خاوية، لا شأن لها سوى تأليب العقل، ضد مصالح الدول، وتحريضه ضد حياة السلام، والأمان، والاطمئنان. لهذا نقول إن الإمارات هي رمانة الميزان في عالم اختل توازنه، وبحاجة ماسة إلى دولة مثل الإمارات، تخرجت في مدرسة زايد الخير، وعمّمت خيرها على العالم، بنفس راضية، مطمئنة.


صدى الالكترونية
منذ ساعة واحدة
- صدى الالكترونية
نجل أحلام يبهر الجمهور بعزفه وأحلام: قطعة من روحي.. فيديو
أثار فاهد، نجل الفنانة الإماراتية أحلام الشامسي، تفاعلًا واسعًا بعد تداول مقطع فيديو له وهو يعزف على العود ويغني. ومن جانبها، تفاعلت أحلام مع الفيديو بكلمات مؤثرة، إذ قالت: 'أنت قطعة من روحي وقلبي، ما شاء الله فديت هالوجه، لا والله أبدًا، الله لا قاله'. وحظي الفيديو بتفاعل كبير من قبل محبي وجمهور الفنانة الإماراتية، وجاءت التعليقات كالتالي:'الله يحفظه ويخليه لك يا عيوني'، 'ما شاء الله عليه، احرصي على تعليمه الفن'، فيما أشاد كثيرون بموهبة فاهد التي ورثها من والدته.