
الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء: الإسلام يقدِّم نموذجًا متكاملًا للتضامن الاجتماعي
أكد الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن التراحم والتضامن الاجتماعي في الإسلام ليسا مجرد فضيلتين عابرتين، وإنما هما ركيزتان أساسيتان في المنظومة الأخلاقية والاجتماعية التي جاء بها الإسلام لبناء مجتمعات متماسكة قادرة على مواجهة تحديات العصر، مشددًا على ضرورة استدعاء هذه القيم في زمن يعاني فيه العالم من مشكلات الفقر والعنف والتفكك المجتمعي والصراعات المتعددة.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الدولي "المواطنة والهُويَّة وقيم العيش المشترك"، الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبو ظبي بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين وقادة المؤسسات الدينية من مختلف دول العالم.
وأوضح الدكتور نجم أن الإسلام قدَّم تصورًا متكاملًا للتراحم والتضامن لا يقتصر على الجانب العاطفي أو المادي فحسب، بل يرتبط بالأخلاق والإيمان والعمل الاجتماعي المؤسسي، مضيفًا أن مفهوم التراحم ينبثق من الجذر اللغوي "رحم" الذي يدل على الرقة والعطف والشفقة، ويتجاوز في معناه الإسلامي حدود الشعور إلى فعل إنساني فعَّال يخفف معاناة الآخرين ويعزز الألفة والمودة.
وأشار إلى أن الحديث النبوي الشريف: «مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى»، يُجسِّد هذه المعاني العميقة، ويؤكد أن التضامن والتكافل مسؤولية جماعية ملزمة، وليس مجرد إحسان فردي أو طوعي.
وبيَّن الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن السيرة النبوية الشريفة تمثل نموذجًا تطبيقيًّا حيًّا لهذه القيم، لافتًا النظر إلى تجربة "المؤاخاة" بين المهاجرين والأنصار، وموقف الصحابي سعد بن الربيع مع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، وغيرها من المواقف النبوية التي أرست معاني الرحمة والإنصاف والمؤازرة.
وأكد الدكتور نجم أن هذه القيم ليست حكرًا على التاريخ، بل ينبغي تجديد الحديث عنها وتفعيلها في مجتمعاتنا المعاصرة، مشيرًا إلى أن مؤسسة الوقف في الحضارة الإسلامية، مثل الأزهر الشريف، تُعدُّ نموذجًا رائدًا للتضامن الاجتماعي المستدام، يسهم في تمكين المحتاجين، وتعزيز التعليم، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأوضح أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى إعادة إحياء هذه القيم الإسلامية الأصيلة، في مواجهة الأزمات المعاصرة والتحديات الأخلاقية والاجتماعية، داعيًا إلى تعزيز الخطاب الديني والفقهي الذي يربط بين الإيمان والعمل الإنساني، ويجعل من التراحم والتضامن أدوات فاعلة في بناء السلم المجتمعي والوحدة الإنسانية.
كما أكد د. نجم أهمية تعزيز قيم التراحم والتضامن الاجتماعي في المجتمعات الإسلامية في مواجهة التحديات المعاصرة. وأكد أن المجتمعات الإسلامية قد أثبتت قدرتها على تحويل هذه القيم إلى واقع ملموس، مما ساهم في تحسين ظروف الفئات المحتاجة والمهمشة.
وأشار إلى أن المؤسسات الدينية الكبرى مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية تلعب دورًا محوريًّا في نشر وتعزيز هذه القيم، مشيرًا إلى أن الأزهر يعمل من خلال الفتاوى، والتوجيهات الشرعية، والتعليم، والمبادرات الخيرية لتحقيق التكافل الاجتماعي. كما أضاف أن دار الإفتاء المصرية تساهم بشكل كبير في تعزيز الوعي المجتمعي من خلال الفتاوى المتخصصة، حملات التوعية، ومواجهة الفكر المتطرف، مما يعزز من التراحم والتضامن في المجتمع.
ولفت د. نجم إلى أن الابتكار في استراتيجيات التعليم والإعلام يعد جزءًا أساسيًّا في تعزيز هذه القيم في العصر الحديث، مؤكدًا أهمية استخدام وسائل الإعلام الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة التضامن بين الأجيال الجديدة. كما أكد أهمية الدور الكبير للتعليم التفاعلي والمسابقات التعليمية التي تشجع الشباب على المشاركة الفاعلة في مبادرات اجتماعية تهدف إلى معالجة قضايا المجتمع مثل الفقر والإقصاء الاجتماعي.
ذكر د. نجم أن من أبرز التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ضعف الوعي الاجتماعي، وضعف الكفاءات الإدارية في المؤسسات الخيرية، بالإضافة إلى التحديات التي تطرأ من استغلال العمل التضامني لأغراض سياسية أو فكرية.
وشدد على ضرورة تطوير استراتيجيات واضحة لمواجهة هذه التحديات، من خلال تعزيز الوعي المجتمعي، تقوية المؤسسات الاجتماعية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة بشكل فعال لضمان استدامة التراحم والتضامن في المجتمعات الإسلامية.
كما أكد د. إبراهيم نجم أن تعزيز قيم التراحم والتضامن المجتمعي يتطلب تقديم رؤية إسلامية واضحة ومتكاملة تتجاوز التحديات الحالية. وقال: "من الضروري أن نعيد التفكير في مناهج التعليم الديني والاجتماعي. يجب على المؤسسات التعليمية أن تعتمد منهجًا تربويًّا متطورًا يزرع قيم التراحم والتضامن في وجدان الطلاب منذ المراحل الأولى."
وأضاف: "الأنظمة التشريعية في الدول الإسلامية بحاجة إلى مراجعة لتسهيل عمل المؤسسات الاجتماعية وتوفير إطار قانوني يُحفِّز المشاركة الفعّالة في الأعمال التضامنية، مثل جمع وتوزيع الزكاة والصدقات، وتنظيم عمل الأوقاف."
وأشار إلى أهمية تأسيس مراكز ومؤسسات متخصصة في تعزيز هذه القيم، قائلًا: "المجتمعات الإسلامية بحاجة إلى مراكز اجتماعية تساهم في تطوير استراتيجيات مبتكرة، وتقدم التدريب اللازم للمؤسسات والكوادر التي تعمل في هذا المجال."
وأوضح أيضًا أن تعزيز الشراكات الاجتماعية بين مختلف القطاعات يعد أمرًا ضروريًّا لتحقيق التكامل، وقال: "بناء شراكات استراتيجية بين القطاع الحكومي والخاص والمجتمع المدني يعزز من فاعلية المبادرات ويضمن استدامتها."
وفيما يخص استخدام التكنولوجيا، أضاف د. نجم: "من المهم الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة لبناء منصات رقمية تساهم في تعزيز قيم التضامن الاجتماعي، وتحسين الشفافية والكفاءة في إدارة الموارد."
كما شدد على ضرورة تمكين الشباب في قيادة العمل التضامني، قائلًا: "الشباب هم عماد المستقبل، ومن خلال توفير برامج تدريبية وتحفيزهم إلى الابتكار في المشاريع التضامنية، يمكننا ضمان مستقبل أكثر تماسكًا وتضامنًا."
في ختام تصريحاته، أشار الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم إلى أن هذه الرؤية المستقبلية تهدُف إلى بناء مجتمع إسلامي قوي ومتضامن، قادر على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، مشددًا على ضرورة إحياء جوهر القيم الإسلامية من الرحمة والتكافل والتضامن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدولة الاخبارية
منذ 5 ساعات
- الدولة الاخبارية
الشيخ محمد السيد متولى يكتب: الأضحية شعيرة من شعائر الله
السبت، 24 مايو 2025 11:01 مـ بتوقيت القاهرة الأضحية اسم لما يُذبح فى يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة تقربا إلى الله تعالى وشعيرة من شعائر الله تعالى وهى من أعظم شعائر الإسلام ووجب علينا أن نُعظِّم شعائر الله عز وجل ، قال تعالى ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢) سورة الحج ، وهى سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صح عنه ، عَنْ أَنَسٍ رَضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا ) متفق عليه وهى سنة أبينا إبراهيم الخليل عليه السلام عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : قُلْتُ : أَوْ : قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَذِهِ الْأَضَاحِيُّ ؟ قَالَ : " سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالُوا : مَا لَنَا مِنْهَا ؟ قَالَ : بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَالصُّوفُ ؟ قَالَ : بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ " رواه أحمد وابن ماجه وهذه الشعيرة تحمل فضلا عظيما وأجرا وفيرا لمن عظمها وتقرب بها إلى الله عز وجل لذلك جاء في فضلها أحاديث منها : عَنْ عَائِشَةَ , أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ , أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ , إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا , وَأَشْعَارِهَا , وَأَظْلَافِهَا , وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ , فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا " رواه الترمذي وعن عمران بن الحصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة يا فاطمةُ , قومي فاشهَدي أضحيَّتَكِ فإنَّهُ يغفَرُ لَكِ بأوَّلِ قطرةٍ تقطُرُ من دمِها كلُّ ذنبٍ عمِلتيه, وقولي إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لَهُ وبذلِكَ أُمِرتُ وأَنا مِن المسلمينَ قلتُ يا رسولَ اللَّهِ هذا لَكَ ولأَهلِ بيتِكَ خاصَّةً فأَهلُ ذلِكَ أنتُم أم للمسلمينَ عامَّةً قالَ بل للمسلمينَ عامَّةً) المهذب فى اختصار السنن للذهبى ففى هذه الأحاديث فضائل جمَّة : أولا : فهى أفضل عمل يُتقرب به إلى الله عزّ وجل يوم النحر . ثانياً : تأتى بقرونها وأظلافها وأشعارها دليل وبرهان يوم القيامة على هذا القربان العظيم ثالثا : الدم يقع بمكان عند الله قبل أن يقع على الأرض . رابعاً فيها مغفرة للذنب فى كل قطرة دم منها. خامساً : فيها حسنة لكل شعرة منها حتى الصوف . فبعد هذه الفضائل العظيمة حُق للعاقل أن لا يتركها أبدا ما دام أنه قادر حتى لا يحرم نفسه من ثوابها . وهناك بعض الأحكام المتعلقة بهذه الشعيرة منها : ** أنها سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست فرضا أو واجبة . وأما بالنسبة للحديث الذى رواه أبو هريرة رى الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من وجد سَعَةً فلم يُضَحِّ، فلا يقربنَّ مُصلَّانا))؛ [رواه أحمد، وابن ماجه] هذا حديث ضعيف ، ولو سلمنا بأنه صحيح فهذا من قول الصحابي الجليل أبى هريرة رضي الله عنه وأرضاه عندما كان أميرا على المدينة فى زمان معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين ، فهو يأخذ الموقوف الضعيف . عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ , أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْأُضْحِيَّةِ أَوَاجِبَةٌ هِيَ ؟ فَقَالَ " ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ " , فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ , فَقَالَ : أَتَعْقِلُ , ضَحَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ , قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ , وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ : " أَنَّ الْأُضْحِيَّةَ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ , وَلَكِنَّهَا سُنَّةٌ مِنْ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُعْمَلَ بِهَا " , وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , وَابْنِ الْمُبَارَكِ . رواه الترمذي وغيره . ولفد كان أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- لا يضحيان كراهية أن يقتدى بهما ) رواه البيهقي . ** أنها تُذبح لله تعالى بعد صلاة العيد وأيام التشريق الثلاثة ، فلا يصح ذبحها قبل الصلاة حتى تقبل أضحية. عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : ضَحَّى خَالٌ لِي يُقَالُ لَهُ : أَبُو بُرْدَةَ ، قَبْلَ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَةً مِنَ الْمَعَزِ ، قَالَ : اذْبَحْهَا وَلَنْ تَصْلُحَ لِغَيْرِكَ ، ثُمَّ قَالَ : " مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ ، فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ " متفق عليه . ** يشترط فيها السن عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ " رواه مسلم والسن المعتبر فى الضأن يبدأ من ستة أشهر وفى الماعز ما أتم سنة وشرع في الثانية وفى البقر والجاموس ما أتم سنتين وشرع في الثالثة . وفى الإبل ما أتم خمس سنوات وشرع في السادسة . وهناك ملحوظة في غاية الأهمية : * إذا لم توجد أضحية مستوفية السن إلا أنها كثيرة اللحم جاز للمضحى أن يضحى بها لأن فيها مصلحة للفقير من خلال وفرة اللحم ، فاشتراط السن ما هو إلا مظنة لوفرة اللحم لأن بيئة النبي صلى الله عليه كانت بيئة رعى فكانت البهيمة تحتاج إلى وقت أطول لتبنى نفسها باللحم ، ولما توفرت السبل الآن من خلال مراكز التسمين وفى وقت قياسى نجد أن البهيمة تسمن في وقت قياسى جاز التضحية بها عملا بالقاعدة الأصولية( الحكم يدور مع علته وسببه وجودًا وعدمًا؛ ولهذا إذا علق الشارع حكمًا بسبب أو علة، زال ذلك الحكم بزوالهما ) فإنَّ العلة هي وفرة اللحم، وقد تحقَّقت في الحيوان الذي لم يبلغ السن أكثر من تحققها في الذي بلغها. ** أنه يستحب الإشتراك فى البدنة والبقر والجاموس حتى وإن وصل عدد المشتركين إلى سبعة بحيث يتساووا فى الأنصبة فلا يقل نصيب الواحد عن سبع البدنة . عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : " نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ " رواه مسلم فالإشتراك لا يكون إلا في البدن والبقر والجاموس لكن الضأن والماعز لا يصح فيه الإشتراك . ** أن تكون خالية من كافة العيوب سواء هزل أو مرض أو عرج بيِّن : عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ ، قَالَ : سَأَلْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ مَا لَا يَجُوزُ فِي الأَضَاحِيِّ ، فَقَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِهِ ، وَأَنَامِلِي أَقْصَرُ مِنْ أَنَامِلِهِ ، فَقَالَ : أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الأَضَاحِيِّ الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا ، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا ، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا ، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تَنْقَى ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ فِي السِّنِّ نَقْصٌ ، قَالَ : مَا كَرِهْتَ فَدَعْهُ ، وَلَا تُحَرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ ، قَالَ أَبُو دَاوُد : لَيْسَ لَهَا مُخٌّ ) رواه أبو داود وغيره . ** ويستحب للمضحى إذا دخلت العشر الأُول من شهر ذى الحجة أن لا يأخذ من شعره وأظافره حتى يذبح أضحيته عملا بحديث أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا " رواه مسلم . لكن هذا على سبيل الإستحباب وليس الوجوب ، لأن حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها صرف حديث السيدة أم سلمة من الوجوب إلى الإستحباب والندب . قال البخارى رحمه الله ورضى عنه حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ زِيَادَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ كَتَبَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : مَنْ أَهْدَى هَدْيًا حَرُمَ عَلَيْهِ مَا يَحْرُمُ عَلَى الْحَاجِّ حَتَّى يُنْحَرَ هَدْيُهُ ، قَالَتْ : عَمْرَةُ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : لَيْسَ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَا فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ ، ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ ، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَبِي ، فَلَمْ يَحْرُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ حَتَّى نُحِرَ الْهَدْيُ " رواه البخاري ومسلم فيجوز لمن أراد أن يضحى إذا دخلت العشر الأُول من شهر ذى الحجة أن يأخذ من شعره وأظافره ولا شىء عليه ولا ينقص من ثواب أضحيته عملا بحديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها . ** يُخرج من الأضحية للفقراء والمحتاجين قال تعالى ( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨) سورة الحج . * وتوجد بعض المخالفات التي تؤدى إلى بطلان هذه الشعيرة أو نقص ثوابها لا بد من أن ننتبه لها منها : * الذبح قبل صلاة العيد . * بيع جلد الأضحية . * بيع لحوم الأضحية على سبيل التجارة . * تعذيب الحيوان وضربه قبل ذبحه . * اشتراك أكثر من واحد فى الربع أو اكثر من سبعة فى البدنة . * اشتراك أكثر من واحد فى الشاة أو الماعز . * التضحية بالمعيبة التى بها عيوب ظاهرة كما بينا . فلا بد من أن ننتبه لهذا حتى تُقبل هذه الشعيرة الطيبة دون نقص في ثوابها . نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم جميعاً يا رب العالمين وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل . الكاتب إمام وخطيب قادة فكر بوزارة الأوقاف وعضو لجنة الدعوة الإسلامية بمحافظة الشرقية .


مستقبل وطن
منذ 5 ساعات
- مستقبل وطن
الإفتاء: توجيه المال لمساعدة الأسرة لا إثم فيه بدلًا من الأضحية
أجاب الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال امرأة أرملة تبلغ من العمر 58 عامًا، حيث أوضحت أنها تقوم بتشكيل جمعية من معاش زوجها المتوفى بغرض شراء أضحية، لكنها تواجه وضعًا ماليًا صعبًا مع ابنتها التي تمر بضائقة مالية. واستفسرت السيدة عما إذا كان عليها ذنب إذا قررت مساعدة ابنتها بالمال بدلاً من شراء الأضحية. الأضحية سنة مؤكدة وليست فرضًا أكد الشيخ أحمد عبد العظيم، في تصريحات تليفزيونية اليوم السبت، أن توجيه المال لمساعدة الابنة بدلًا من شراء الأضحية لا يحمل أي إثم شرعي. وبيّن أن الأضحية في رأي جمهور الفقهاء تعتبر سنة مؤكدة، بحيث يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، بمعنى أن تركها لا يعد ذنبًا، ولا يُطلب من الحاج أو المسلم إتيانها كفرض. أولوية مساعدة الابنة المحتاجة وأضاف الشيخ أن مساعدة الابنة التي تمر بضائقة مالية تُعد أولى من أداء سنة الأضحية، مشيرًا إلى أن ذلك يُرجى له الأجر والثواب عند الله تعالى. وأورد حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"، دلالة على فضل التخفيف عن المحتاجين والمساكين. أهمية ترتيب الأولويات الشرعية شدد أمين الفتوى على ضرورة ترتيب الأولويات الشرعية في حياة المسلم، موضحًا أن رفع المعاناة عن المحتاج، وخاصة إن كان من الأسرة، يأتي في مقدمة الأمور التي يُقدم عليها الإنسان على حساب شعائر ليست واجبة، مثل الأضحية التي تُثاب عليها ولا يُؤثم تاركها. الإسلام دين رحمة وتراحم وأكد الشيخ أن الإسلام دين رحمة وتوازن، يأخذ في الاعتبار ظروف الإنسان واحتياجات أسرته، ويحث على التراحم والتكافل، خصوصًا في الأوقات العصيبة والظروف المالية الصعبة. وأشار إلى أن العطاء والتكافل الأسري والاجتماعي يمثلان من القيم الإسلامية الأساسية التي يجب أن تحظى بالاهتمام والتقدير.

مصرس
منذ 5 ساعات
- مصرس
رسميًا.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025 في مصر وفقًا للبحوث الفلكية
يترقّب المسلمون حول العالم حلول أعظم أيام السنة الهجرية، مع اقتراب موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1446 ه، والتي تُعد من أبرز شعائر الإسلام المرتبطة بموسم الحج. ووفقًا للحسابات الفلكية المعلنة، تُمثل غرة شهر ذي الحجة الانطلاقة الرسمية لهذه الأيام المباركة، حيث تبدأ الاستعدادات الروحية والمجتمعية في مختلف الدول الإسلامية، بانتظار الإعلان الرسمي من الجهات المختصة لتحديد التواريخ بدقة. موعد رؤية هلال شهر ذي الحجة 1446هكشفت الحسابات الفلكية أن هلال شهر ذي الحجة 1446ه سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة 5:03 فجرًا بتوقيت القاهرة يوم الثلاثاء 27 مايو 2025، وهو ما يُوافق يوم 29 من شهر ذي القعدة، ويُعرف ب«يوم الرؤية».وبحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن الهلال الجديد سيبقى في سماء القاهرة لمدة 47 دقيقة بعد غروب الشمس، وفي مكة المكرمة لمدة 38 دقيقة، بينما تتراوح مدة بقائه في باقي محافظات مصر بين 40 إلى 49 دقيقة، مما يُرجح إمكانية رؤية الهلال بوضوح مساء ذلك اليوم.أما في عدد من العواصم والمدن العربية والإسلامية، فتشير التقديرات إلى أن الهلال سيظل ظاهرًا في السماء بعد غروب الشمس لفترات تتراوح بين 9 و59 دقيقة.موعد غرة شهر ذي الحجة 1446ه ووقفة عرفاتمن المتوقع أن تكون غرة شهر ذو الحجة 1446ه فلكيًا يوم الأربعاء 2025/5/28م وتكون وقفة عرفات لعام 1446ه فلكياً يوم الخميس 2025/6/5.موعد أول أيام عيد الأضحى المباركيكون أول أيام عيد الأضحى المبارك لعام 1446ه فلكياً يوم الجمعة 2025/6/6من وفقًا للحسابات الفلكية.موعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 1446هاليومالتاريخ الميلاديالتاريخ الهجري (1446ه)الملاحظةالأربعاء28 مايو 20251 ذي الحجةبداية العشر من ذي الحجةالخميس29 مايو 20252 ذي الحجةالجمعة30 مايو 20253 ذي الحجةالسبت31 مايو 20254 ذي الحجةالأحد1 يونيو 20255 ذي الحجةالإثنين2 يونيو 20256 ذي الحجةالثلاثاء3 يونيو 20257 ذي الحجةالأربعاء4 يونيو 20258 ذي الحجةيوم الترويةالخميس5 يونيو 20259 ذي الحجةيوم عرفة (أعظم أيام الدهر)الجمعة6 يونيو 202510 ذي الحجةأول أيام عيد الأضحى المبارك