
العيون تحتضن ندوة وطنية حول الصحراء المغربية من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل
العيون الآن.
يوسف بوصولة
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وبحضور ثلة من المسؤولين وممثلي وسائل الإعلام وشيوخ وأعيان قبائل الصحراء، انطلقت بمدينة العيون ندوة وطنية تحت عنوان «من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل»، وذلك على هامش المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين المملكة المغربية ودول سيماك.
خلال الجلسة الافتتاحية ألقى السيد محمد ولد الرشيد رئيس مجلس المستشارين، كلمة ترحيبية شدد فيها على الرمزية الكبيرة لاختيار مدينة العيون لاحتضان هذا الحدث، مؤكداً أن ذلك يجسد المكانة المحورية للأقاليم الجنوبية في ترسيخ الوحدة الترابية للمملكة ويعكس النهضة التنموية التي شهدتها على مدار خمسة عقود، بفضل الرؤية الاستراتيجية التي أطلقها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وأكملها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأشار ولد الرشيد إلى أن المسيرة الخضراء شكّلت نقطة انطلاق تاريخية لمشروع وطني متكامل يضع الإنسان والبنية التحتية في صلب الأولويات، مبرزا أن هذه الرؤية أفرزت تحولات ميدانية ملموسة في كافة مناحي الحياة بأقاليمنا الجنوبية، حتى باتت نموذجا وطنيا متفردا يشكل رافعة أساسية للتنمية المتوازنة.
أكد رئيس مجلس المستشارين على أن الدينامية التنموية التي تعرفها المنطقة نابعة من التزام وطني راسخ وجدية متجذرة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي وضع مغربية الصحراء على رأس الأولويات الوطنية، مستعرضا المكاسب الدبلوماسية التي حققتها المملكة في هذا الملف، وعلى رأسها الدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي الوحيد لإنهاء النزاع المفتعل.
وخلال كلمته، ثمن المتحدث الدور البارز الذي اضطلعت به قبائل وشيوخ وأعيان الصحراء على مر الأجيال، ومساهمتهم المشهودة في ترسيخ الولاء للعرش العلوي المجيد، كما أشاد بالدور التمثيلي الشرعي للمنتخبين من أبناء الصحراء الذين جاؤوا عبر صناديق الاقتراع الحرة والنزيهة، مذكرا بما جاء في الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء.
وشدد على أن المجلس منخرط في الدفاع عن القضية الوطنية داخل المحافل التشريعية والدبلوماسية، من خلال مبادرات برلمانية وتشريعية ودور دبلوماسي فعال، مجددا التزام المجلس بجعل ملف الصحراء المغربية أولوية استراتيجية في رؤيته المؤسسية.
ختم ولد الرشيد مداخلته بالتأكيد على أهمية الإنصات إلى النخب وشيوخ القبائل والمجتمع المدني لإثراء النقاش الوطني، معربا عن شكره لكافة المشاركين والمساهمين، آملا أن تسفر مخرجات الندوة عن توصيات عملية ومقاربات مبتكرة لدعم الجهود الترافعية خدمة للقضية الوطنية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة 24
منذ ساعة واحدة
- الجريدة 24
من قلب العيون… ولد الرشيد وحداد يؤكدان: التنمية بالأقاليم الجنوبية تُفند مزاعم الخصوم وتكرس السيادة
احتضنت مدينة العيون، يوم السبت 21 يونيو 2025، فعاليات الندوة الوطنية الكبرى المنظمة من طرف مجلس المستشارين، تحت عنوان: "الصحراء المغربية: من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل"، وذلك بمشاركة وازنة لبرلمانيين، وخبراء، وفاعلين سياسيين، وممثلي المجتمع المدني وشيوخ القبائل، في محطة حوارية تروم تعزيز التعبئة الوطنية حول القضية الأولى للمغاربة. وجاء افتتاح أشغال هذه الندوة بكلمتين رسميتين لكل من محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، ولحسن حداد، رئيس مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بتقديم الاستشارة حول قضية الوحدة الترابية، حيث أكدا معًا على الطابع الاستراتيجي لهذا اللقاء الوطني، وعلى رمزية احتضانه بمدينة العيون، بوابة الصحراء ورمز السيادة الوطنية. وفي كلمته الافتتاحية، أبرز محمد ولد الرشيد أن تنظيم هذه الندوة بالعيون يجسد الاعتزاز بالمكانة المحورية التي تحتلها الأقاليم الجنوبية في المشروع التنموي الوطني، الذي انطلق مع المسيرة الخضراء المباركة، وتواصل برؤية استراتيجية متبصرة يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله. مشددًا على أن ما تحقق في الصحراء من تحولات ملموسة هو نتيجة "لوضوح الرؤية، وثبات الاختيار، وجدية الإنجاز". وأشار رئيس مجلس المستشارين إلى أن أقاليم الجنوب المغربي أصبحت اليوم نموذجًا وطنيًا في الاستثمار، والبنيات التحتية، والعدالة المجالية، بفعل تفعيل الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي الجديد، لافتًا إلى أن الشرعية التاريخية والسياسية للصحراء تعززت بشرعية ديمقراطية، يمثلها المنتخبون المحليون الذين حازوا ثقة الساكنة، والذين أكد جلالة الملك في أحد خطاباته أنهم "الممثلون الحقيقيون لسكان الصحراء المغربية". أما لحسن حداد، فقد شدد في مداخلته على أن هذه الندوة ليست مجرد محطة تنظيمية، بل لحظة وطنية بامتياز، تعكس عمق التعبئة الجماعية حول قضية الصحراء باعتبارها "قضية أمة بكامل مكوناتها"، وليست فقط مسؤولية مؤسسات الدولة. وأضاف أن اختيار العيون لاحتضان هذا اللقاء يحمل "دلالة رمزية وسياسية"، كونها عنوانًا للوحدة، ومجالا للتنمية والانفتاح والإشعاع. وأوضح حداد أن النقاش حول الصحراء المغربية يجب أن يتجاوز منطق الدفاع، نحو منطق البناء والاستشراف، في أفق تحويل شرعية التاريخ إلى مشاريع مؤسساتية وتنموية تسهم في تعزيز المكاسب وترسيخ الارتباط الوطني بالأرض. وأكد أن المكاسب السياسية والدبلوماسية، وعلى رأسها دعم مبادرة الحكم الذاتي، لا تكتمل إلا باستثمارها ضمن رؤية تنموية تجعل من الصحراء بوابة المغرب نحو إفريقيا. كما أشار إلى أن مجموعة العمل الموضوعاتية داخل مجلس المستشارين اشتغلت بروح تشاركية، وعملت على تعبئة كافة الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين، من أجل تقديم رؤية استشارية متكاملة حول القضية الوطنية، تزاوج بين البعد القانوني، والتاريخي، والدبلوماسي، والتنمية المستدامة. وتقاطع مضمون الكلمتين مع الإشادة بالدور الوطني والتاريخي الذي قامت به القبائل الصحراوية، وشيوخها، ووجهائها في تجسيد التلاحم مع العرش العلوي المجيد، وبدور المنتخبين المحليين في الترافع عن القضية الوطنية داخل المؤسسات الدستورية والمحافل الدولية. كما أكد المتدخلون أن الزخم الدولي المتزايد الداعم لمغربية الصحراء، يعكس مصداقية المقاربة المغربية، وأن تراكم الاعترافات بمبادرة الحكم الذاتي هو ثمرة رؤية ملكية استباقية جعلت من التنمية الشاملة، ودينامية الإصلاحات، ودبلوماسية الميدان، رافعات لترسيخ السيادة الوطنية. وشكلت هذه الندوة أيضًا مناسبة لاستحضار أهمية تعزيز التكامل بين الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية والمدنية، والانفتاح على مقترحات الفاعلين الترابيين والباحثين والخبراء، قصد بناء قوة ترافعية متماسكة ومتجددة، قادرة على مواكبة التحديات، ورفع رهانات المستقبل.


المغرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- المغرب اليوم
الشَرْخُ الأوسط المتفجر
أسماء سياسية أطلقت في الحقبة الاستعمارية، على مناطق جغرافية مختلفة من العالم. الشرق الأقصى والأوسط والأدنى، عناوين كُتبت على خريطة جزء من قارة آسيا. مع الصراعات العسكرية والسياسية التي عاشتها المنطقة العربية، صار تعبير الشرق الأوسط يعني الخريطة العربية كلها، على الرغم من أن منطقة شمال أفريقيا، لا علاقة لها بذلك الوصف الجغرافي. منذ بداية الحرب العالمية الأولى، وانطلاق ما عُرف بالثورة العربية الكبرى، وانهيار الإمبراطورية العثمانية، وإعلان وعد بلفور البريطاني، بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، استوطن العنف الدموي في المنطقة التي حملت على أرضها اسم الشرق الأوسط، حتى رسخ في العقل السياسي والإعلامي العالمي، أن هذا الاسم يعني الصراع والقتل والدم المزمن. منذ الحرب التي اشتعلت بين العرب واليهود، سنة 1948 بعد إعلان قيام دولة إسرائيل، وبعدها حرب السويس 1956 وحرب يونيو (حزيران) 1967 وحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، صارت المنطقة كلها بطوناً تلد الحروب ولا شيئاً غيرها. الانقلابات العسكرية التي استولت على كراسي الحكم، في بعض الدول العربية، جعلت من شعار تحرير فلسطين فزاعة وقدَّاحة، وغابت مشاريع التنمية والتطوير. التعنت الإسرائيلي وانتهاج سياسة الحروب والتوسع، ورفض الحلول السياسية السلمية للقضية الفلسطينية، حولت الجرح الفلسطيني غرغارينا مزمنة، أعجزت المطببين الإقليميين والدوليين. تحول ما سُمي الشرق الأوسط، شَرْخاً واسعاً وعميقاً، ينزُّ الدم بلا توقف ويراكم الضحايا. حروب بين دول وحروب أهلية، وصراعات عرقية وطائفية وعنف تؤججه آيديولوجيات دينية متشددة. حرب طويلة دموية بين إيران والعراق، ثم غزو عراق صدام حسين دولة الكويت، الذي انتهى باحتلاله بقوات أميركية. هجوم «القاعدة» على الولايات المتحدة الأميركية، وحرب أفغانستان، والحرب الأهلية الطويلة في لبنان نزيف في برزخ الشرخ. في السودان الذي حباه الله ثروةَ الماء والخصب والموقع، استوطن القتل والدم. بعد حرب طويلة انفصل الشمال عن الجنوب، وحكم الوهم الإسلاموي العنيف الشمال، بعد انقلاب عسكري «إخواني» قاده حسن الترابي. انطلقت مبادرات لحل القضية الفلسطينية، والتحرك في اتجاه السلام مع إسرائيل، وكانت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ثم مع الأردن، كانت بداية واعدة رغم ما غشاها وما تلاها من تعقيد وتصعيد. التنظيمات المتطرفة المسلحة، قفزت إلى صدارة المشهد، وهددت السلام والاستقرار، وأربكت الأنظمة الرسمية، وصار العنف الدموي عقيدة لها مريدون عابرون للحدود. «القاعدة» و«داعش» وما تفرع عنهما من فرق للإرهاب، فرضت واقعاً دامياً مضافاً إلى ما استوطن في المنطقة، من صراع وشروخ متفجرة دموية. حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة، حطب ضخم على نار الصراع العربي - الإسرائيلي، لا نعلم حجم وحدود ناره، التي ستشعله في عمق الشرخ الدموي. الحروب الأهلية التي تغرس أنيابها في جسد المنطقة، تفكك ما كان من هويات هشة، ويلوح خلف ألسنة نيرانها، صواعق تنذر بقادم مخيف. في ليبيا، واليمن، والعراق، وسوريا، والسودان ولبنان، لا يستيقظ الفجر المبشر بضوء السلام والاستقرار والنهوض، وينشر شفق الدم غلالته على آفاق أحلام السلام والنهوض والنمو. هل نقول لقد اتسع الخرق على الراتق، وإن يقظة العقل لم يقترب صباحها بعد؟ على الرغم من الغيبوبة الطويلة، التي استمرأها الجاهلون، تبقى قوة العقل كامنة في حشاشة الحياة، وذلك ما تؤكده تجارب الشعوب في مناكب الدنيا. لقد عاشت بلدان في آسيا وأميركا اللاتينية، سنوات طويلة من الحروب وأصبحت اليوم نموراً اقتصادية وعلمية، ترفل في الرفاهية والسلام، بعدما شُفيت من وباء الآيديولوجيات والقهر الديكتاتوري. هذه المنطقة التي أسمتها السياسة الشرق الأوسط، بعد سنين طويلة من الاحتلال والفقر والجهل، نالت بلدانها الاستقلال، وقد وهبها الله موقعاً جغرافياً ذهبياً، وثروات متنوعة هائلة، ومنها انطلقت الأديان السماوية، كيف غبشت عيونها، ووهنت عقولها وغرقت في شرخ القتال والدمار والحروب الطويلة! أمم في قارتي أوروبا وآسيا لا تمتلك، ربع أو حتى ثمن ما فوق أرضنا وتحتها، صعدت درجات عالية من التقدم والسلام الاجتماعي والرفاهية، وصار للإنسان فيها حقوق مقدسة، لا يجرؤ حاكم على المساس بها. العقل كان الثروة التي صنعت معجزات التقدم والنهضة والسلام، ولا يتوقف العقل فيها عن قدح قدراته المنتجة للقيم الحضارية العظيمة. الحرية وسيادة القانون وقاعدة المواطنة والمساواة، صنعت خريطة الحياة التي لم نمتلك نحن أوراقها وأقلامها، لنرسم بها مسار دنيانا الجديدة. قال أمير الشعراء أحمد شوقي:


بلبريس
منذ 2 ساعات
- بلبريس
"الأحرار" ينوه بالمد الإصلاحي للحكومة ويدعو برلمانيي الحزب إلى مواصلة المشاركة الجدية والفاعلة في مناقشتها لاستكمال مسطرة التشريع
بلبريس - اسماعيل عواد عقد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، اجتماعا مساء يوم الجمعة 20 يونيو 2025 بمدينة أكادير، برئاسة عزيز أخنوش، ألقى خلاله عرضا تناول مجموعة من القضايا الوطنية والدولية، إلى جانب استعراض الوضعية السياسية والاجتماعية الراهنة، وتدارس الجوانب التنظيميةالداخلية للحزب. وفي مستهل الاجتماع، ثمن المكتب السياسي عاليا المكاسب النوعية للدبلوماسية الوطنية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مسجلا اعتزازه بالنجاحات المتواصلة في تدبير قضية الصحراء المغربية، من خلال المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار سيادة المملكة على الأقاليم الجنوبية، والتي توسعت دائرة المؤيدين لها، بالموقف الأخير للمملكة المتحدة، لتكون العضو الثالث دائم العضوية في مجلس الأمن الذي يتخذ الموقف نفسه بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الفرنسية. مما يقوي افتخار واعتزاز كل مكونات الشعب المغربي بالزخم الإيجابي الذي يعرفه ملف الصحراء المغربية، في أفق الحسم النهائي لهذا النزاع المفتعل. وارتباطا باحتضان أكادير هذا الاجتماع، أشاد أعضاء المكتب السياسي بالدينامية الإيجابية التي تعرفها المدينة وعموم أقاليم جهة سوس ماسة، بعد مرور حوالي 6 سنوات على الخطاب الملكي السامي في ذكرى المسيرة الخضراء لسنة 2019، الذي أكد من خلاله جلالة الملكأن " أكادير هي الوسط الحقيقي للمملكة بعد استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية" داعيا، حفظه الله، إلى ضرورة الاهتمام ببنياتها الأساسية بالنظر إلى الإمكانات والطاقات التي تتوفر عليها المنطقة، وهي التي باتت اليوم تعرف تحولات إيجابية على كافة المستويات، ما يثبت وجاهة مجموعة من الاختيارات التي اتخذتها بلادنا تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك، أيده الله، خاصة ما يتعلق بإرساء الجهوية المتقدمة واعتماد ميثاق اللاتمركز الإداري، لما لهما من آثار إيجابية على مستوى تعزيز الديمقراطية المحلية، إضافة إلى التنفيذ الأمثل لتدخلات الدولة عبر سياسات عمومية تستحضر البعد الجهوي في التنزيل، بما يضمن التقليص من التفاوتات المجالية والترابية بين جهات وأقاليم المملكة. وفي سياق متصل، أشاد المكتب السياسي بالجولات التواصلية الواسعة لــ " مسار الإنجازات" التي انطلقت من أقاليمنا الجنوبية بهدف مواصلة الدينامية التواصلية للحزب، والمساهمة في إغناء النقاش العمومي، والتأطير والإنصات للمواطنين. كما نوه بمخرجات لقاءات " نقاش الأحرار" التي تنظم ضمن هذه الجولات، لمناقشة الحصيلة المحلية والوطنية، حيث تعد فرصة للتطرق لمختلف الرهانات المطروحة على مستوى التنمية والعمل الترابي، إضافة إلى مواكبة المنتخبين المحليين في تنزيل البرامج التنموية محليا وجهويا، وتعزيز موقعهم من خلال تمكينهم من تقييم عملهم لرسم "مسار التنمية". مثمنا في ذات السياق انخراط المنتخبين المحليين في إنجاح هذه الجولات التواصلية، في كل من جهات الداخلة وادي الذهب، العيون الساقية الحمراء، كلميم وادنون، وسوس ماسة، والتي عرفت مشاركة متميزة لقواعد الحزب والساكنة المحلية. وارتباطا بالعمل الحكومي ثمن المكتب السياسي عمق الإصلاحات التي تقوم بها بلادنا، سواء في ما يتعلق بتعزيز ركائز الدولة الاجتماعية، كما يريدها جلالة الملك، نصره الله، عبر تعميم التغطية الصحية، وصرف الدعم الاجتماعي المباشر وإطلاق دعم اقتناء السكن الرئيسي، علاوة على الإصلاحات الهيكلية للمنظومة الوطنية للصحة والتعليم، أو من خلال النهوض بالاقتصاد الوطني عبر تحفيز الاستثمار والتشغيل، أو من خلال المُبادرات المبتكرة في مواجهة الإجهاد المائي. وهي الإصلاحات التي من شأنها أن تحدث تحولا جذريا في علاقة المواطن بالدولة، لاسيما وأن آثارهاتلامس بشكل عميق كل منظومة الفعل العمومي في أبعادها ذات الصلة بالسياسات، والقيم المغربية، ونموذج الحكامة. كما أشاد المكتب السياسي باتخاذ الحكومة لإجراءات عملية، ترمي إلى إعادة تشكيل القطيع الوطني للماشية، بكل مهنية ووفقا لمعايير موضوعية، تنفيذا للتوجيهات الملكيةالسامية، منوها في السياق ذاتِه بتعبئة الحكومة لكل الموارد البشرية واللوجستيكية الكفيلة بتدبير مختلف مراحل العملية، خاصة ما يتعلق بتجميع المعطيات حول أعداد القطيع والمربين، والتتبع الصارم لكافة الإجراءات المتخذة، والمراقبة والإشراف الفعلي على تنفيذ تدابير الدعم، والتواصل وتحسيس المربين بأهمية هذا الورش الوطني. كما ينوه بالمد الإصلاحي للحكومة عبر إقرار قوانين هيكلية ذات نفس اجتماعي، على غرار القانون المتعلق بإحداث الوكالة الوطنية لحماية الطفولة، إضافة إلى القانون المتعلق بالتعليم المدرسي، والقوانين المرتبطة بإصلاح منظومة العدالة، التي أحالتها الحكومة على البرلمان في أفق استكمال مسطرة التشريع. وفي هذا الإطار يدعو المكتب السياسي برلمانيي الحزب إلىمواصلةأدائهم المتميز في مناقشة هذه القوانين وتمثل مقاصدها الإصلاحية، بما يضمن مساهمة هذه الترسانة القانونية في نجاعة مختلف السياسات العمومية. وإذ يثمن المكتب السياسي المنجز الحكومي المتميز بفضل نجاعة مختلف السياسات العمومية التي تم تنزيلها، فإنه يؤكد أن ذلك ما كان له أن يتحقق لولا النفس السياسي الذي يجده في الانسجام الحكومي، الذي يظل الوصفة الناجعة للحكومة والشرط الأساسي لاستكمال هذا المسار المبني على الواجهات الثلاث للطموح المغربي المشترك، المرتكز على تدعيم ركائز الدولة الاجتماعية، وتقوية المنظومة الاقتصادية، وتحصينالنموذج السياسي. وعلى المستوى التنظيمي، ينوه المكتب السياسي بالعمل الكبير الذي تقوم به مختلف الهيئات الموازية التابعة للحزب، ويدعوها إلى الاستمرار في تمثل قيم "الأحرار"، المبنية على الإنصات والقرب من المواطنين، والتحلي بالجدية كمنهاج للأداء العمومي الفعال المنتج للحلول، دفاعاً عن المضمون النبيل للعمل السياسي.