
إزالة مخالفات التعمير في سلا: السلطات تهدم 'فيلا السبوعة' بعد تجاوزات خطيرة
في إطار احترام القانون وضمان السلامة العامة، شرعت السلطات المحلية بمدينة سلا في تنفيذ قرار هدم مخالفات التعمير المرتكبة في ما يُعرف بـ'فيلا السبوعة'، الواقعة على الطريق الساحلية الحيوية. ويأتي هذا التدخل بعد استنفاد جميع المساطر القانونية الخاصة بضبط وإنذار المخالف، وصولًا إلى قرار الهدم المؤشر عليه من قبل النيابة العامة.
'فيلا السبوعة'.. تعليات عشوائية ومجسمات ضخمة تهدد السلامة
وتتمثل مخالفات التعمير في سلا، في هذه الحالة، في تعليات وزيادات غير قانونية على البناية الأصلية، إضافة إلى مجسمات ضخمة مصنوعة من الإسمنت والرخام، تمثل حيوانات ورموزًا غريبة، جرى تثبيتها بشكل عشوائي ودون ترخيص.
وتسبب هذه المنشآت في خطر جدي على سلامة البناية وساكنيها، بل وتمتد تأثيراتها إلى الجوار والمارة، خصوصًا أن الفيلا تحتل جزءًا من الملك العمومي، حيث تعرقل السير وتغلق كليًا ممرات الراجلين.
طريق ساحلية حيوية تختنق بسبب المخالفات
الفيلا المشيدة على الطريق الساحلية بسلا، والتي تُعد شريانًا أساسياً يربط عدة أحياء بالمدينة، أصبحت مصدر اختناق مروري كبير نتيجة احتلال الرصيف وممرات المشاة. هذا الوضع أثار استياء واسعًا لدى الساكنة المحلية، التي رفعت شكايات متكررة للسلطات بسبب الأضرار المادية والمعنوية الناجمة عن هذه المخالفات.
محاولة تسوية ورفض مستمر من صاحب 'فيلا السبوعة'
السلطات المحلية، بحسب مصادر موثوقة، قامت بكل المراحل القانونية اللازمة، بدءًا من الضبط، مرورًا بالإنذار، ثم الإعذار، وصولًا إلى منح المدد الكافية لصاحب الفيلا لتسوية وضعيته القانونية. غير أن هذا الأخير رفض الامتثال، بل وتمادى في مخالفة القوانين، حيث قام، ليلة الأحد 18 ماي الجاري، بتركيب مجسم عملاق على شكل يد يصل طوله إلى حوالي أربعة أمتار، فوق سطح الفيلا، ما زاد من خطورة الوضع على المبنى والمنازل المجاورة.
فيلا تتحول إلى معلم غير قانوني يجذب المارة
ما زاد من الضغوط على السلطات، هو تحول الفيلا ومجسماتها إلى نوع من 'المزار السياحي' العشوائي، حيث يتوافد المارة والعائلات، خاصة الأطفال، لأخذ الصور أمام المجسمات مقابل مبالغ مالية يُحصّلها حراس يعملون لصالح صاحب الفيلا.
هذا النشاط غير المرخص خلق ازدحامًا إضافيًا في محيط البناية، ورفع من حدة الشكايات الواردة من السكان المجاورين الذين اعتبروا أن الفوضى المحيطة بالفيلا تهدد الأمن العام وتُشوه المنظر العمراني للمنطقة.
قرار قانوني لحماية النظام العام
في ظل هذا الوضع، لم تجد السلطات من خيار سوى تنفيذ قرار الهدم لإزالة جميع التعديات المخالفة لقانون وضوابط التعمير. ويُعتبر هذا القرار إجراءً ضروريًا لحماية النظام العام وسلامة المواطنين، واستعادة هيبة القانون.
وأكدت مصادر محلية أن هذا التحرك يمثل رسالة واضحة إلى كل من يحاول التحايل على القوانين التنظيمية الخاصة بالبناء والتعمير، خصوصًا في المناطق الحساسة ذات الطابع العمومي والحركة الكثيفة.
تسلط قضية 'فيلا السبوعة' الضوء على ضرورة التطبيق الصارم لقوانين التعمير في سلا، خاصة في ظل التوسع الحضري الذي تعرفه المدينة. فالمخالفة الصريحة للقانون لا تضر فقط بالبناء وصاحبه، بل تمس المصلحة العامة، والسلامة، والمظهر الحضري الذي يمثل وجه المدينة أمام السكان والزوار على حد سواء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أكادير 24
منذ 6 ساعات
- أكادير 24
على غرار 'فيلا السبوعة'.. مطالب بهدم مزرعة عشوائية لرئيس جماعة باشتوكة أيت باها
agadir24 – أكادير24 تجددت الدعوات الحقوقية باشتوكة أيت باها، للمطالبة بتطبيق القانون وهدم ما يُعرف بـ'المزرعة المعلمة'، الواقعة عند مدخل مدينة بيوكرى، في أعقاب تنفيذ قرار هدم 'فيلا السبوعة' الشهيرة بمدينة سلا يوم أمس. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت على نطاق واسع صورًا ومقاطع فيديو توثق لحظة تدخل السلطات المحلية بسلا، مدعومة بجرافات، لتنفيذ قرار هدم الفيلا المثيرة للجدل، في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من طرف المتابعين، معتبرين إياها تطبيقًا صارمًا للقانون في مواجهة البناء غير المرخص. وفي سياق متصل، أثارت فعاليات حقوقية محلية ملف المزرعة العشوائية التي تعود لرئيس إحدى الجماعات الترابية بإقليم اشتوكة أيت باها، والتي ظلت لعدة أشهر تثير استغراب الساكنة بسبب حجمها الكبير وإحاطتها بسور إسمنتي ضخم، إلى جانب ربطها بشكل مثير بعدادات وأعمدة كهربائية، رغم أن المشروع الكهربائي الذي استفادت منه استثنى مئات المنازل المجاورة المبرمجة سلفًا في إطار التمديد الكهربائي. وتساءلت مصادر محلية عن الجهة التي سمحت بربط هذه المزرعة بالكهرباء دون ترخيص واضح، داعية السلطات إلى فتح تحقيق شفاف وتطبيق القانون على جميع المخالفين دون استثناء، انسجامًا مع التوجه العام للدولة في محاربة كل أشكال التسيب العمراني. يُشار إلى أن سلطات اشتوكة أيت باها كانت قد شنت قبل أسابيع حملة هدم طالت محطة تلفيف فلاحية في ملكية أحد الأعيان المعروفين بالمنطقة، بعدما تبين أنها شُيّدت خارج الضوابط القانونية، حيث استُخدمت الجرافات لإزالة البناية، في إشارة قوية إلى عزم السلطات المحلية على وضع حد للبناء العشوائي الذي يشوه جمالية الفضاءات العمرانية بالإقليم.


أخبارنا
منذ يوم واحد
- أخبارنا
"فيلا السبوعة" بسلا.. معلمة غريبة تثير الجدل وآليات "التراكس" تبدأ في هدمها (صور)
بدأت السلطات المحلية بسلا، صباح اليوم، أولى مراحل هدم الواجهة الأمامية لما يعرف بـ"فيلا السبوعة"، المعلمة المثيرة للجدل الواقعة في حي شماعو، قبالة كورنيش المدينة، والتي أثارت لسنوات طويلة فضول الساكنة والزوار، بسبب طابعها المعماري غير المألوف. وقد تجمهر عدد من المواطنين لمتابعة أشغال الهدم، التي طالت إلى حدود الساعة الواجهة فقط، بينما خيمت أجواء من الدهشة والحزن على بعض السكان الذين اعتبروا أن البناية كانت تمثل شكلاً من أشكال الإبداع الفردي. وتعود ملكية الفيلا، حسب تصريحات متطابقة، إلى محامٍ بهيئة الرباط يُعرف بشغفه بالتحف الحجرية، حيث عمد خلال سنوات إلى تشييد واجهة سريالية تضم مئات التماثيل من الأسود والنسور والخيول وجرار فخارية وأقواس رومانية، في مظهر أقرب إلى المتاحف المفتوحة أو المعابد القديمة. كما ألصق صاحب البناية عند مدخلها عبارة "التراث الإنساني"، في إشارة إلى كونها عملاً فنياً قائماً بذاته، ووفق بعض الشهادات، فقد كان الحارس يطلب مبلغ خمسة دراهم مقابل التصوير أمامها، معتبرًا إياها معلمة سياحية على كورنيش سلا. غير أن هذه المعلمة الفريدة لم تنجُ من الانتقادات، حيث عبّر كثير من المعلقين على مواقع التواصل عن ارتياحهم لقرار الهدم، مرجعين ذلك إلى وجود تماثيل اعتبروها مخالفة للعقيدة ومصدرًا لجلب "الشياطين"، بينما انتقد آخرون القرار واعتبروه إهدارًا لفرصة ثمينة لتحويل الفيلا إلى وجهة سياحية أو مركز ثقافي يمكن أن تستفيد منه المدينة. وقد أجمعت بعض الآراء على أن المعمار الخارج عن المألوف كان يستحق نقاشًا حول الإدماج أو التهيئة، لا معول الجرافة، خاصة أن الفضاء كان يجذب أنظار المارة والسياح على حد سواء. وفي انتظار توضيح رسمي من الجهات المختصة حول أسباب قرار الهدم، يبقى السؤال مطروحًا: هل كانت "فيلا السبوعة" مبادرة فردية متمردة على النمط المعماري السائد؟ أم أنها فعلاً شوّهت جمالية المكان، واستحقت الإزالة؟


عبّر
منذ يوم واحد
- عبّر
إزالة مخالفات التعمير في سلا: السلطات تهدم 'فيلا السبوعة' بعد تجاوزات خطيرة
في إطار احترام القانون وضمان السلامة العامة، شرعت السلطات المحلية بمدينة سلا في تنفيذ قرار هدم مخالفات التعمير المرتكبة في ما يُعرف بـ'فيلا السبوعة'، الواقعة على الطريق الساحلية الحيوية. ويأتي هذا التدخل بعد استنفاد جميع المساطر القانونية الخاصة بضبط وإنذار المخالف، وصولًا إلى قرار الهدم المؤشر عليه من قبل النيابة العامة. 'فيلا السبوعة'.. تعليات عشوائية ومجسمات ضخمة تهدد السلامة وتتمثل مخالفات التعمير في سلا، في هذه الحالة، في تعليات وزيادات غير قانونية على البناية الأصلية، إضافة إلى مجسمات ضخمة مصنوعة من الإسمنت والرخام، تمثل حيوانات ورموزًا غريبة، جرى تثبيتها بشكل عشوائي ودون ترخيص. وتسبب هذه المنشآت في خطر جدي على سلامة البناية وساكنيها، بل وتمتد تأثيراتها إلى الجوار والمارة، خصوصًا أن الفيلا تحتل جزءًا من الملك العمومي، حيث تعرقل السير وتغلق كليًا ممرات الراجلين. طريق ساحلية حيوية تختنق بسبب المخالفات الفيلا المشيدة على الطريق الساحلية بسلا، والتي تُعد شريانًا أساسياً يربط عدة أحياء بالمدينة، أصبحت مصدر اختناق مروري كبير نتيجة احتلال الرصيف وممرات المشاة. هذا الوضع أثار استياء واسعًا لدى الساكنة المحلية، التي رفعت شكايات متكررة للسلطات بسبب الأضرار المادية والمعنوية الناجمة عن هذه المخالفات. محاولة تسوية ورفض مستمر من صاحب 'فيلا السبوعة' السلطات المحلية، بحسب مصادر موثوقة، قامت بكل المراحل القانونية اللازمة، بدءًا من الضبط، مرورًا بالإنذار، ثم الإعذار، وصولًا إلى منح المدد الكافية لصاحب الفيلا لتسوية وضعيته القانونية. غير أن هذا الأخير رفض الامتثال، بل وتمادى في مخالفة القوانين، حيث قام، ليلة الأحد 18 ماي الجاري، بتركيب مجسم عملاق على شكل يد يصل طوله إلى حوالي أربعة أمتار، فوق سطح الفيلا، ما زاد من خطورة الوضع على المبنى والمنازل المجاورة. فيلا تتحول إلى معلم غير قانوني يجذب المارة ما زاد من الضغوط على السلطات، هو تحول الفيلا ومجسماتها إلى نوع من 'المزار السياحي' العشوائي، حيث يتوافد المارة والعائلات، خاصة الأطفال، لأخذ الصور أمام المجسمات مقابل مبالغ مالية يُحصّلها حراس يعملون لصالح صاحب الفيلا. هذا النشاط غير المرخص خلق ازدحامًا إضافيًا في محيط البناية، ورفع من حدة الشكايات الواردة من السكان المجاورين الذين اعتبروا أن الفوضى المحيطة بالفيلا تهدد الأمن العام وتُشوه المنظر العمراني للمنطقة. قرار قانوني لحماية النظام العام في ظل هذا الوضع، لم تجد السلطات من خيار سوى تنفيذ قرار الهدم لإزالة جميع التعديات المخالفة لقانون وضوابط التعمير. ويُعتبر هذا القرار إجراءً ضروريًا لحماية النظام العام وسلامة المواطنين، واستعادة هيبة القانون. وأكدت مصادر محلية أن هذا التحرك يمثل رسالة واضحة إلى كل من يحاول التحايل على القوانين التنظيمية الخاصة بالبناء والتعمير، خصوصًا في المناطق الحساسة ذات الطابع العمومي والحركة الكثيفة. تسلط قضية 'فيلا السبوعة' الضوء على ضرورة التطبيق الصارم لقوانين التعمير في سلا، خاصة في ظل التوسع الحضري الذي تعرفه المدينة. فالمخالفة الصريحة للقانون لا تضر فقط بالبناء وصاحبه، بل تمس المصلحة العامة، والسلامة، والمظهر الحضري الذي يمثل وجه المدينة أمام السكان والزوار على حد سواء.