logo
فيلم "المشروع X".. هل يصبح أهم أفلام 2025 المصرية؟

فيلم "المشروع X".. هل يصبح أهم أفلام 2025 المصرية؟

الجزيرةمنذ يوم واحد

افتتح "المشروع X" موسم الصيف السينمائي منذ أيام قليلة، وهو فيلم يَعد متفرجيه بالعديد من الوعود الزاهية، بداية من الإعلان التشويقي الخاص به، الثري بمشاهد الأكشن والمؤثرات البصرية، واسم بطله كريم عبد العزيز، الممثل الذي استطاع الصمود من جيله، فلم يسقط سهوا مثل كثيرين غيره. فهل استطاع "المشروع X" الوفاء بهذه الوعود؟
"المشروع X" من إخراج بيتر ميمي وتأليفه بالمشاركة مع أحمد حسني، وبطولة كريم عبد العزيز، وإياد نصار، وياسمين صبري، وأحمد غزي، وعصام السقا. وينتمي إلى نوع الأكشن السينمائي.
بين الفلاش باك والأسرار
تتشابه افتتاحية "المشروع X" مع مثيلتها بفيلم "الفيل الأزرق" لمروان حامد وكريم عبد العزيز، حيث نتعرف على بطلنا داخل مستشفى الأمراض العقلية، وفيها يحاول الأطباء تقييم مدى صحته النفسية قبل محاكمته بتهمة قتل زوجته. وعبر الفلاش باك نعرف أن يوسف (كريم عبد العزيز) كان أثريا ويعمل مع زوجته شمس (هنا الزاهد) في التنقيب بأحد المعابد، قبل أن تموت بشكل عنيف، ويتم اتهامه، فيفقد أيضًا ابنته أمينة التي تكرهه باعتباره قاتل أمها. بينما هو يواجه خطر الإعدام شنقا.
نتعرف على حياة البطل وهي على المحك، بعدما خسر كل شيء، وهو على وشك فقدان حياته ذاتها، لكن تتغير الأمور رأسا على عقب بعدما يُخرجه بشكل شبه سحري المجرم آسر (إياد نصار) من المستشفى ويطالبه بأن يكون على رأس فريق ينفذ تفاصيل "المشروع X" الغامض.
من هنا يبدأ شرح "المشروع X"، الذي يتمثل في البحث عن غرفة سرية داخل الهرم الأكبر، حيث تمتلك زوجة يوسف الراحلة نظرية تخص الغرض من الهرم الأكبر، وكونه ليس مجرد مدفن فخم للملك خوفو. ومن هنا يبدأ سرد الفيلم الحقيقي، الذي يشبه مجموعة من الحلقات المتداخلة. لإيجاد الغرفة، يجب البحث عن خريطتها، وهذه الخريطة موجودة داخل غواصة غارقة مجهولة الموقع، ويجب البحث عن إحداثيات الغواصة، التي هي مخبأة داخل أرشيف الفاتيكان، وهكذا تكون الأحجية مطولة جدًا وتحتوي على العديد من الخطوات.
يبدو الإطار العام للفيلم مقبولا حتى هذه النقطة، إلا أن هناك نقطة شديدة الأهمية والمحورية أغفلها السيناريو تماما حتى اللقطة الأخيرة، وهي دافع آسر للبحث عن هذه الغرفة السرية. فلماذا يقوم شخص يبدو أنه ذو خلفية إجرامية ويمتلك أموالًا طائلة بتكريس حياته ووقته للبحث عن غرفة سرية في الأهرامات، بل ويغامر بنفسه مع الفريق الذي يكونه؟ نكتشف أنه قادر على الغطس في أحد المشاهد، ويقتحم الفاتيكان في مشهد آخر، مما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول هذه الشخصية.
وهذه علامات استفهام تتكرر أيضا بالنسبة لشخصية يوسف، فهو عالم آثار مصري في منتصف العمر، ولكن لديه قدرات قتالية عالية جدًا، ويجيد استخدام الأسلحة والمتفجرات كمحترف في المافيا الإيطالية، بل يمتلك شبكة معارف لا تليق بغير رئيس عصابة. وكل ذلك دون أي توضيح لخلفية الشخصية التي دفعته في الماضي لاكتساب هذه المعارف غير المفهومة ضمن سياق مهنته.
خليط من أفلام أميركية
يمكن خلال مشاهدة "المشروع X" تتبع الأفلام الأميركية المتأثر بها صناعه، فهو يبدو لأول وهلة كنسخة مصرية من سلسلة "إنديانا جونز" (Indiana Jones). فنتخيل يوسف كمثيل مصري للدكتور هنري والتون، أستاذ علم الآثار الذي يتجول حول العالم في وقت فراغه لإنقاذ الكنوز والآثار المعرضة للسرقة، ونتيجة لذلك تتقاطع طرقه مع العصابات وقطاع الطرق وغيرهم.
بيد أن يوسف لا يقوم فقط بمغامرات، بل هو محترف أيضًا في قيادة السيارات واليخوت، وحتى يفكر لوهلة في سرقة طائرة حربية، ليبدو في هذه اللحظات كنسخة من إيثان هانت، بطل سلسلة "المهمة المستحيلة" (Mission: Impossible). ولا نغفل التشابه بين "المشروع X" وسلسلة الأفلام المقتبسة عن روايات دان براون، وبطولة شخصية روبرت لانغدون التي قدمها النجم توم هانكس، خاصة فيلم "ملائكة وشياطين" (Angels & Demons)، ورحلة يوسف وأصدقائه في الفاتيكان للبحث عن المخطوطة التي تحتوي على إحداثية الغواصة المختفية في المحيطات والبحار.
تاريخ المخرج بيتر ميمي حافل بهذه التشابهات، التي تشير بوضوح إلى تأثره بالسينما الأميركية، خاصة الأفلام التجارية ذات النجاح الكبير. غير أن تأثر "المشروع X" بمجموعة أفلام أخرى لم تكن مشكلة كبيرة، بل كانت بمثابة مفتاح أو نقطة انطلاق.
يمتد تأثر بيتر ميمي بالسينما الأميركية إلى المؤثرات البصرية، وتتابع مشاهد الأكشن، وغيرها من التفاصيل التي تبدو مبهرة على الشاشة. غير أن كل ذلك لا يصمد، لأن قصة الفيلم نفسها غير متماسكة على الإطلاق، فالفيلم يبدو كما لو أنه مجرد استعراض بصري، ومحاولة لإبهار المشاهد بفيلم عالي الميزانية، إلا أنه يفتقد المبادئ الأساسية لأي فيلم تقليدي، وهي الحبكة المنطقية.
فالفيلم لا يقدم دوافع منطقية لأحداثه، فمسعى شمس، زوجة يوسف المتوفاة، للعثور على الغرفة السرية في الهرم قد يبرره الشغف العلمي، غير أن موافقتها على أعمال زوجها الإجرامية التي أودت بحياتها غير مبررة. وهناك علامة استفهام كبيرة على شخصية مريم (ياسمين صبري)، التي لا تقدم أي إضافة لحبكة الفيلم، فقد تم تقديمها في البداية كشخصية ضرورية للفريق لخبراتها السابقة كغواصة محترفة، غير أنه خلال الأحداث نكتشف أن يوسف وآسر قادران على الغطس بذات المستوى، وبالتالي لا يبرر وجودها إلا حاجة الفيلم لشخصية نسائية، أو امرأة جميلة تصلح لأن تكون حبيبة البطل في اللقطات الأخيرة قبل الختام.
يعتمد الفيلم أيضًا على الشرح المفرط لكل التفاصيل الخاصة بالمهام التي يقوم بها أفراد الفريق، والتي يتم تقديمها دائمًا كما لو أنها معقدة ومستحيلة النجاح، بينما تنجح كلها بصورة غاية في البساطة والسهولة.
يظهر "المشروع X" لأول وهلة كفيلم أكشن على مستوى احترافي عال، إلا أنه في النهاية يكشف أن الأفلام الجيدة لا تعتمد فقط على جودة المؤثرات البصرية أو ضخامة الميزانية، بل على الاهتمام بأهم أساسيات صناعة الأفلام، وهي الحبكة المتماسكة والمنطقية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صلاح وموهبتا برشلونة الأكثر تأثيرا في الملاعب الأوروبية
صلاح وموهبتا برشلونة الأكثر تأثيرا في الملاعب الأوروبية

الجزيرة

timeمنذ 7 ساعات

  • الجزيرة

صلاح وموهبتا برشلونة الأكثر تأثيرا في الملاعب الأوروبية

كشف المركز الدولي للدراسات الرياضية "سي آي إي إس" (CIES) عن أكثر اللاعبين تأثيرا على أداء فرقهم هذا الموسم. وتصدر النجم المصري محمد صلاح لاعب ليفربول قائمة لاعبي كرة القدم الأكثر تأثيرا، يليه موهبتا برشلونة لامين جمال وبيدري غونزاليس. ويُحلل "سي آي إي إس" دوريا أداء اللاعبين في مراكز مختلفة على أرض الملعب، وتأخذ النتيجة الإجمالية في الاعتبار جميع العوامل، من دقائق اللعب إلى النتائج المحققة. وأظهرت الدراسة تفوق لاعبي برشلونة وليفربول حيث يتصدر لاعبان آخران من ليفربول على مستوى خط الدفاع هما فيرجيل فان دايك وترينت ألكسندر-أرنولد الذي سيلعب مع ريال مدريد الموسم المقبل. كما اختير الألماني فلوريان فيرتز (لاعب باير ليفركوزن) أفضل لاعب خط وسط هجومي، بينما اعتُبر كيليان مبابي أفضل مهاجم، يليه فيكتور غيوكيريس لاعب سبورتينغ لشبونة. المراكز الأخرى يتميز جمال وغونزاليس بمستوى مميز، لكن الدراسة تُفصّل أيضا في أداء اللاعبين الأكثر تألقا في كل من المراكز الستة المحددة التي تم تحليلها. وفيما يتعلق باللاعبين داخل منطقة جزاء الخصم، يتصدر ألكسندر سورلوث (أتلتيكو مدريد) القائمة، بينما يعتبر مويسيس كايسيدو (تشلسي) الأفضل في الأدوار الدفاعية. يُعد نيكو شلوتربيك (بوروسيا دورتموند) القوة المهيمنة في التمريرات العرضية، وفينيسيوس جونيور (ريال مدريد) في استيعاب لعب الفريق، وجمال (برشلونة) في صناعة الفرص، وعثمان ديمبلي (باريس سان جيرمان) في إنهاء الهجمات. أصغر اللاعبين يتصدر جمال أيضا تصنيفات اللاعبين تحت 20 عاما، ويليه كل من إستيفاو ويليان (بالميراس، مُعارا من تشلسي) وباو كوبارسي (برشلونة) وجوريل هاتو (أياكس). وانعكست الأرقام الإحصائية على فوز برشلونة المذهل بالدوري هذا الموسم، بفضل الأداء المذهل الذي قدمه فريق المدرب هانسي فليك.

كيف يستغل الهاكرز روبوتات الذكاء الاصطناعي في استهداف ضحاياهم
كيف يستغل الهاكرز روبوتات الذكاء الاصطناعي في استهداف ضحاياهم

الجزيرة

timeمنذ 13 ساعات

  • الجزيرة

كيف يستغل الهاكرز روبوتات الذكاء الاصطناعي في استهداف ضحاياهم

تمتلك روبوتات الذكاء الاصطناعي الموجهة لعامة الناس مثل " شات جي بي تي" و"جيميناي" و "كوبايلوت" إمكانيات كبيرة يمكن استخدامها في الخير والشر، فمثلا يمكن أن تساعد الأطباء في تشخيص الأمراض بدقة أكبر، وتوفر للناس إمكانية الوصول إلى خبرات أكاديمية ومهنية بسهولة. وبالمقابل يمكن أن يستخدمها الكثير من الهاكرز لاستهداف الأشخاص والشركات بفعالية أكبر وبتكلفة أقل من أي وقت مضى، وقد تكون واثقا من قدرتك على اكتشاف الهجمات الخبيثة، ولكن تتفاجأ بأساليب جديدة تبدو وكأنها قادمة من الخيال. كيف يستخدم الهاكرز الذكاء الاصطناعي لاختيار ضحاياهم؟ يعتمد الهاكرز على سرقة حسابات وسائل التواصل لخداع الناس، وأحيانا يقومون بإنشاء حسابات مزيفة تشبه حسابات حقيقية أو يخترقون حسابات حقيقية بهدف كسب ثقة الضحايا واستغلالها. ويمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي اليوم مساعدة هؤلاء القراصنة في جمع الصور والمعلومات من حسابات التواصل مثل السيرة الذاتية والمنشورات والصور لإنشاء حسابات مزيفة تشبه الحساب الحقيقي، وبعد ذلك يرسلون طلبات صداقة إلى أصدقاء الضحية حتى يظنوا أنهم يتحدثون مع شخص يعرفونه فعلا. وفي حال تمكن المخترق من السيطرة على حساب حقيقي، فإن هذا يمنحه فرصة أكبر لتنفيذ هجمات أكثر ذكاء، إذ يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحليل المحادثات السابقة واكتشاف العلاقات القريبة وحتى تقليد طريقة الكتابة، مما يجعل الرسائل تبدو طبيعية ومقنعة وقد تحتوي هذه الرسائل على روابط خبيثة أو طلبات مالية أو حتى قصص طارئة مزيفة. وبسبب هذه المخاطر، أصبحت المواقع تستخدم وسائل حماية أقوى مثل التحقق بخطوتين (2FA) واختبارات "كابتشا" (CAPTCHA) المعقدة وأنظمة مراقبة السلوك، لكن رغم ذلك يظل العنصر البشري هو الحلقة الأضعف، لأن خداع الناس نفسيا أسهل من كسر الأنظمة التقنية. أنواع الهجمات الإلكترونية التي تعتمد على روبوتات الذكاء الاصطناعي يستخدم مجرمو الإنترنت تقنيات ذكاء اصطناعي متعددة لإنشاء برمجيات ضارة ذكية أو لتقليد شخصيات مشهورة أو جهات معروفة، ورغم أن العديد من هذه الهجمات الاحتيالية تعتمد على أساليب الخداع التقليدية، فإن الذكاء الاصطناعي يجعلها أكثر إقناعا وأصعب في اكتشافها، وسنذكر أبرز الهجمات الإلكترونية التي يعتمدها الهاكرز في استهداف ضحاياهم. روبوتات الذكاء الاصطناعي الخبيثة انتشرت في الآونة الأخيرة نسخ خبيثة من نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "وورم جي بي تي" (WormGPT) و "فرود جي بي تي" (FraudGPT) و "أونيون جي بي تي" (OnionGPT) التي يمكن استخدامها لإنشاء برمجيات ضارة واكتشاف ثغرات الأمان في الأنظمة وتقديم نصائح للاحتيال والاختراق والسيطرة على أجهزة الآخرين. ويُعد نموذج "لوف جي بي تي" (Love-GPT) هو الأخطر لأنه متخصص في عمليات الاحتيال العاطفي، حيث يسمح بإنشاء حسابات وهمية على تطبيقات المواعدة المشهورة مثل "تيندر" (Tinder) و"بامبل" (Bumble) ويقوم بالدردشة مع الضحايا بشكل مقنع لخداعهم، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأداة موجودة منذ أكثر من عقد من الزمن ولكن لم تُدمج فيها تقنية الذكاء الاصطناعي إلا بعد إطلاق "شات جي بي تي" بأشهر. شرح الكود البرمجي واكتشاف الثغرات الأمنية تُعد روبوتات الذكاء الاصطناعي وخاصة "شات جي بي تي 4" أدوات مفيدة في شرح الكود البرمجي واكتشاف الثغرات الأمنية فيه، ولأن هذه الأدوات وجدت لمساعدة المستخدمين، فسوف تعتقد أنك بحاجة لفحص كود برمجي خاص بشركتك أو تطبيقك بهدف حمايتها من الاختراق، وهو ما يستغله الهاكرز لتنفيذ اختراقه. فعند تزويد "شات جي بي تي" بمثال يحتوي على كود معين، يمكنه تحديد المشكلات الأمنية ويعرض كيف يمكن للمهاجم استغلال هذا الضعف لتنفيذ أوامر خبيثة، وبعد ذلك يُقدم نسخة محسنة من الكود تُظهر كيفية معالجة هذه الثغرة وتأمين الموقع أو التطبيق. ومن الجدير بالذكر أن روبوتات الذكاء الاصطناعي المتقدمة -خاصة بالنسخ المدفوعة- قادرة على تحليل أكواد شديدة التعقيد وشرح طريقة عملها والكشف عن الثغرات بل وحتى توضيح كيف يمكن استغلالها. البرمجيات الخبيثة الذكية مع ظهور الذكاء الاصطناعي ظهر نوع جديد وخطير من البرمجيات الخبيثة تعمل بشكل مستقل تماما. ففي السابق كان الهاكر يحتاج إلى أن يتحكم يدويا في البرمجيات الخبيثة بعد أن يتمكن من حقنها داخل شبكة أو جهاز الضحية، ولكن اليوم أصبح من الممكن أن تعمل بشكل تلقائي دون تدخل بشري. ومع وجود نماذج ذكاء اصطناعي مثل "شات جي بي تي" أصبحت البرمجيات الخبيثة قادرة على اتخاذ قرارات بنفسها، مما يُمكنها من تحديد موقع البيانات المهمة، ومعرفة موقع كلمات المرور المخزنة محليا، وحتى كيفية الاتصال بمصادر البيانات واستخراجها تلقائيا. وبفضل قدرتها على معالجة كميات كبيرة من البيانات بشكل أكثر كفاءة من الإنسان، فإن استخدام البرمجيات الخبيثة الذكية يشكل خطرا أكبر بكثير مقارنة بالبرمجيات الخبيثة التقليدية التي تتطلب تفاعل الهاكر بشكل يدوي. ونظرا لأن البرمجيات الخبيثة تعمل بشكل مستقل، لم يعد من الضروري أن يتحكم الهاكر في البرمجيات ويوجهها يدويا، وهذا يجعلها ليست فقط أكثر خطورة، بل وأكثر شيوعا أيضا، وهذا يعني أن المزيد من الشركات قد تكون عرضة للاختراقات العشوائية بدلا من أن تكون هدفا محددا. حملات التضليل الآلي يستخدم الهاكرز الآن روبوتات الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات كاذبة على نطاق واسع وبسرعة كبيرة، إذ تقوم هذه الروبوتات بإنشاء تعليقات ومنشورات مزيفة على مواقع التواصل ومنتديات النقاش لنشر أخبار كاذبة بطريقة تبدو حقيقية ومقنعة. وعلى عكس الحملات التقليدية التي كانت تتطلب وقتا وجهدا بشريا، يمكن الآن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تُدير العملية كاملة بشكل آلي، مما يجعل الأخبار الزائفة تنتشر بشكل أسرع وأسهل، كما تستطيع هذه الروبوتات إنشاء حسابات وهمية تتفاعل مع المنشورات وتنشرها لتعزيز مصداقيتها، وإذا انتشرت هذه الحسابات بكثرة فقد تتمكن من إقناع الأشخاص غير المطلعين أو المترددين بالانحياز إلى روايتها. ولا يتوقف الأمر عند نشر الشائعات فقط، بل تُستخدم هذه الحملات أيضا لتوجيه المستخدمين إلى مواقع الاحتيال، حيث يمكن أن تحتوي الأخبار الكاذبة على روابط ضارة، وغالبا ما تنتشر هذه المنشورات قبل أن يتمكن المدققون من التحقق من صحتها، مما يؤدي إلى أن يشاركها كثير من الناس دون علم بحقيقتها. هجمات التصيد الاحتيالي لطالما كانت هجمات التصيد الاحتيالي عبر الرسائل النصية القصيرة والبريد الإلكتروني من أساليب المحتالين الشائعة، إذ تعتمد هذه الهجمات على انتحال شخصية شركة معروفة وهيئة حكومية بهدف سرقة بيانات تسجيل الدخول الخاصة بحسابات المستخدمين. وبالمقابل تبرز هجمات التصيد الاحتيالي الموجه، التي تتطلب من المهاجمين إجراء بحث واستطلاع وصياغة رسائل بريد إلكتروني ونصوص مخصصة للغاية لخداع ضحاياهم، ومع ذلك فإن محاولات التصيد الاحتيالي الموجه لا تستهدف الأشخاص العاديين بل هي موجهة للشركات والأشخاص البارزين، حيث إنها تتطلب جهدا كبيرا لتنفيذها بنجاح. و باستخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي أصبح بإمكان مجرمي الإنترنت أتمتة هجمات التصيد الاحتيالي الموجه الجماعية دون إنفاق موارد أو وقت كبير على تمويل الحملة، وقد يستخدمون تقنية التزييف العميق (DeepFake) لإنشاء مقاطع فيديو مفبركة لشخصيات مهمة ليبدو الاحتيال أكثر إقناعا. وفي إحدى الحالات، نشر موقع يوتيوب على منصة "إكس" تحذيرا يُنبه فيه صناع المحتوى من عمليات الاحتيال التي تتضمن مقطع فيديو مزيفًا لرئيسه التنفيذي، والذي صمم لخداعهم والكشف عن بيانات اعتماد تسجيل الدخول الخاصة بهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store