logo
بعد خمسين عامًا من الخصوصية.. عرض "منزل الفقاعة" الأسطوري في نيويورك للبيع

بعد خمسين عامًا من الخصوصية.. عرض "منزل الفقاعة" الأسطوري في نيويورك للبيع

الرجلمنذ 5 أيام
بعد أكثر من نصف قرن من الخصوصية والدهشة المعمارية، طُرح منزل "الفقاعة" Bubble House —أحد أكثر العقارات تفردًا في حي أبر إيست سايد الراقي في نيويورك— للبيع بسعر يبلغ 5.75 مليون دولار أمريكي، عبر شركة الوساطة العقارية Leslie Garfield.
ويقف هذا المنزل النادر شاهدًا حيًا على روح التصميم المستقبلي الذي ميّز نهاية ستينيات القرن الماضي، حيث أعاد المهندس المعماري "موريس ميدكالف" Maurice Medcalfe، الشريك في مكتب Hills & Medcalfe، ابتكار واجهة منزل بُني أساسًا كمنزل حجري بني اللون يعود للقرن التاسع عشر، ليمنحه مظهرًا استثنائيًّا أقرب إلى منحوتة فضائية.
من أبرز ما يميز المنزل واجهته المغطاة بالجص الأملس والمُطعّمة بـ 12 نافذة محدبة بيضاوية الشكل، تُشكّل إعادة تخيل إبداعية للنوافذ البارزة التقليدية، وتُدخل كمية هائلة من الضوء الطبيعي إلى الداخل، وقد ساهم هذا التصميم العضوي البصري في نحت هوية المنزل، ومنحه لقبه الشهير.
ويقع العقار في شارع هادئ تصطف على جانبيه الأشجار في منطقة لينوكس هيل، ويُعد تباينه الجذري مع المباني المجاورة من الطوب والحجر الجيري علامة فارقة لزوار الحي منذ عقود.
بعد خمسين عامًا من الخصوصية.. عرض "منزل الفقاعة" الأسطوري في نيويورك للبيع - المصدر: hypebeast / Leslie J. Garfield& CO.Inc
اقرأ أيضًا: منزل كاري غرانت يتحول إلى تحفة معمارية معروضة للبيع بهذا السعر
تفاصيل تصميم منزل الفقاعة من الداخل
يمتد المنزل على مساحة 4,736 قدمًا مربعة موزعة على أربعة طوابق بالإضافة إلى الطابق السفلي.
ويضم أربع غرف نوم وخمسة حمّامات، إلى جانب مكتب أنيق في مستوى الحديقة. وتحتفظ المساحات الداخلية بتفاصيل تصميمية من الحقبة التي أُعيد فيها تشكيله، أبرزها السجاد الأبيض، والمدافئ البسيطة، والإضاءة المخبأة في السقف، وكلها مستلهمة من حساسية منتصف القرن العشرين.
ورغم أن ديكور الداخل أكثر تواضعًا مقارنة بواجهة المنزل اللافتة، فإن الهيكل المعماري الخارجي لا يزال يُنظر إليه بوصفه عملًا فنيًا سكنيًا يعكس جرأة الطليعة التصميمية في عصرها.
يمثّل منزل الفقاعة اليوم فرصة استثنائية للباحثين عن قطعة معمارية فريدة، سواء من عشاق التصميم الحداثي أو من المهتمين بالاستثمار في عقارات تاريخية ذات قيمة فنية.
ويُتوقّع أن يلقى العقار اهتمامًا من جامعي العقارات وأصحاب الذوق الرفيع الذين يبحثون عن عنوان لا يُشبه سواه.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منتجع ون آند أونلي ون زعبيل في دبي يكشف عن تجارب طعام جديدة
منتجع ون آند أونلي ون زعبيل في دبي يكشف عن تجارب طعام جديدة

سفاري نت

timeمنذ 42 دقائق

  • سفاري نت

منتجع ون آند أونلي ون زعبيل في دبي يكشف عن تجارب طعام جديدة

سفاري نت – متابعات كشفت Culinara Social Dining، أعلى قاعة مطاعم في دبي عن مجموعة جديدة ومثيرة من تجارب تناول الطعام، بدءًا من وجبات الغداء خلال أيام الأسبوع وحتى الساعات الاجتماعية وأمسيات الجاز الحية. يقع Culinara Social Dining في ذا لينك، على ارتفاع 100 متر فوق المدينة في ون آند اونلي ون زعبيل في دبي، ويضم 12 مفهومًا محليًا للطهي ومزج المشروبات، بالإضافة إلى إطلالات بانورامية على المدينة. يتبنى Culinara نهجًا متنوعًا لتناول الطعام، ويسلط الضوء على المواهب الإقليمية والعلامات التجارية المحلية من خلال مجموعة من المفاهيم التي تمتد بين المقبلات والمأكولات الفارسية والمطبخ الشامي، بالإضافة إلى المقاهي الصحية وبارات الكوكتيل. من أيام الأحد العائلية وليالي الجاز الحية إلى وجبات الغداء الأنيقة خلال أيام الأسبوع والساعات الاجتماعية، إليك أحدث تجارب تناول الطعام، وكلها مع إطلالات بانورامية على أفق دبي. The family Table أيام الأحد مثالية للتجمعات، ويجمع 'The family Table' الجميع على أطباق شهية في أجواء مفعمة بالحيوية والاسترخاء، مع ركن مخصص للأطفال فقط مليء بالألعاب والترفيه ورسم الوجوه. يمكن لزوار المطعم الاختيار من بين 12 مفهومًا مميزًا في عالم الطهي، بدءًا من النكهات اليونانية واللبنانية والآسيوية وصولًا إلى البرجر والبيتزا. استمتع بالبيتزا التي تجمع بين التقاليد الإيطالية والمكونات الآسيوية الجريئة، أو الأطباق الطازجة من بار كرودو – تخيل سيفيتشي الحمضيات والسوشي. تنتظرك الأطباق الفارسية التقليدية في سيران، بينما يقدم نيت أطباقًا فرنسية يابانية راقية، ويقدم تي بي جيه البرجر الكلاسيكي على طراز مطاعم نيويورك. الوقت: الأحد من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة 3 ظهرًا السعر: تناول الطعام حسب الطلب، والأنشطة المجانية يُعد مطعم 'The Lunch Standard' عرض مقدم خلال أيام الأسبوع، مُصمّمٌ خصيصاً لعشاق الذوق الرفيع والفعالية. يختار الضيوف طبقاً مميزاً واحداً – سواءً كان أطباقاً فارسية أو يونانية أو لبنانية كلاسيكية، أو أطباقاً نيئة مُغذية، أو طبق رامين ساخن – ويستمتعون به مع مياه معدنية في أجواء راقية بإطلالات خلابة، تُناسب اجتماعات العمل واستراحات منتصف النهار الهادئة. الوقت: من الاثنين إلى الجمعة من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة 2 ظهرًا السعر: 65 درهمًا إماراتيًا للطبق المميز والماء قوائم الطعام للمجموعات قوائم الطعام للمجموعات في Culinara Social Dining هي تجارب قائمة طعام محددة، مصممة خصيصاً للمناسبات والفعاليات الخاصة وفعاليات الشركات. تُبرز كل قائمة أفضل ما في المطبخ المميز لكل مطعم. تتوفر هذه العروض مع مجموعة من باقات المشروبات الفاخرة التي تناسب جميع الأذواق والمناسبات. الوقت: متاح يوميًا للمجموعات المكونة من 10 أفراد أو أكثر الأسعار: 199 درهمًا إماراتيًا للشخص الواحد (الطعام فقط) / 99 درهمًا إماراتيًا للمشروبات الغازية لمدة ساعتين / 199 درهمًا إماراتيًا للمشروبات المنزلية لمدة ساعتين / 399 درهمًا إماراتيًا للمشروبات الفاخرة لمدة ساعتين Friday Frequency مع Roxanne تلتقي الروح بالأناقة مع Friday Frequency، وهي تجربة موسيقية حية أسبوعية تضم Roxanne، الثنائي الديناميكي المعروف بمزيجه السلس من كلاسيكيات الروح والأغاني الحديثة. يمكن للضيوف الاسترخاء على أنغام الموسيقى الكلاسيكية أثناء الاستمتاع بخيارات تناول الطعام المتنوعة في Culina والكوكتيلات الإبداعية في HighBall. الوقت:كل يوم جمعة من الساعة 8 مساءً حتى الساعة 11 مساءًالأسعار: قائمة طعام حسب الطلب، موسيقى حية مجانية موسيقى الجاز الحية أيام السبت في كل مساء سبت، يمكن للزوار الاسترخاء والاستمتاع بموسيقى الجاز الحية مع The Goldin Set، وهي تجربة ثنائية بقيادة المغنية الشهيرة ليزا جولدين، التي تعيد تصور معايير الجاز والكلاسيكيات المعاصرة بأسلوب خالد وحديث. سواء كنت تستمتع بالكوكتيلات في البار أو تستمتع بالعشاء – من البيتزا ذات النكهة اليابانية إلى المشويات اللبنانية الأصيلة – فإن مجموعة Goldin Set ترفع تجربة تناول الطعام بإيقاعات سلسة. الوقت: كل يوم سبت من الساعة 8 مساءً حتى الساعة 11 مساءً السعر: قائمة طعام حسب الطلب، موسيقى مجانية الساعة الاجتماعية مع حلول الظلام، تدعو Culinara Social Dining الضيوف للاسترخاء مع 'ساعة اجتماعية'، وهي لمسة أنيقة من ساعة السعادة الكلاسيكية. تذوقوا تشكيلة مختارة بعناية، تشمل نبيذ منزلي، وبروسيكو، ومشروب الجنجل، ومشروب كولينارا سانجريا المميز، جميعها تُقدم مع إطلالات خلابة على الأفق وأجواء هادئة ومريحة. الوقت: من الاثنين إلى الجمعة من الساعة 4 مساءً حتى الساعة 8 مساءً السعر: مشروبات مختارة ابتداءً من 35 درهمًا إماراتيًا إلى جانب Culinara Social Dining، يقدم ذا لينك مأكولات فرنسية حائزة على نجمة ميشلان في مطعم لا دام دو بيك للشيف آن صوفي بيك، ونادي ومطعم تاباساكي، وأطول مسبح لا متناهي معلق في الإمارات العربية المتحدة. سيفتتح مطعم نوبو في ذا لينك لاحقًا عام 2025.

النيجيرية شيماماندا أديتشي.. معنى أن تكون صاحب بشرة ملوّنة
النيجيرية شيماماندا أديتشي.. معنى أن تكون صاحب بشرة ملوّنة

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

النيجيرية شيماماندا أديتشي.. معنى أن تكون صاحب بشرة ملوّنة

الشتات الإفريقي في الولايات المتحدة من وجهة نظر نسوية، هو محور "جمع الأحلام"، للكاتبة النيجيرية الأميركية شيماماندا نغوزي أديتشي، التي تتناول العلاقات بين الأميركيين من أصول أفريقية، والأفارقة المهاجرين في أوروبا، انطلاقاً من حكايات النساء في عالمها. ولدت الكاتبة في مدينة نسُكا عام 1977، وهي المدينة نفسها التي عاشت فيها بمنزل كان يسكنه الكاتب النيجيري الشهير شينوا أتشيبي، فتأثرت به أدبياً. ثم انتقلت بعدها للدراسة في الولايات المتحدة، وحصلت على ماجستير في الكتابة الإبداعية، وفي الدراسات الإفريقية. الرواية صدرت باللغة الإنجليزية والفرنسية عن (دار غاليمار) في مارس 2025، ولقيت اهتماماً واسعاً، وذلك بعد 12 عاماً من إصدار الكاتبة رواية "أمريكانا"، التي عرفت نجاحاً باهراً حينها، وخصوصاً أن الكاتبة تتمتع بنظرة نقدية ثاقبة، تجاه واقع ذوي البشرة الملوّنة في أميركا والعالم، وخصوصاً النساء منهم. أربع نساء وأربع حكايات تتبع الرواية مصير 4 شابّات إفريقيات في "أدغال" أميركا الحضرية. شيا، الشخصية الرئيسة، وهي نيجيرية من عائلة ثرية تحلم بالكتابة، وتنشر مقالات عن أدب السفر. خلال فترة الجائحة، تبدأ بجمع أحلامها المتعلقة بقصصها العاطفية. زيكورا، صديقة شيا، محامية تحلم باستعادة أب ابنها، الذي أجبرت على تربيته بمفردها. أما أوميليغور، فهي ابنة عم شيا، سليلة أكاديميين نيجيريين، جمعت ثروة كبيرة من عملها في مصرف، يراكم أمواله أساساً من طريق الفساد والتهرّب الضريبي، وهي لا تفتأ تسأل عن معنى الحياة. عادت إلى نيجيريا، وحاولت مساعدة النساء النيجيريات من خلال أموال البنك. أما كادياتو، فتدور حولها سرديات الرواية وتلتقي عندها، التقت بها شيا خلال إقامة لها في واشنطن، في الفندق الذي كانت تعمل فيه. وصارت تقيم باستمرار في منزل شيا كمكلفة بالخدمة. شخصية كادياتو مستوحاة من نوفيساتو ديالو، المرأة الغينية التي كانت في قلب الحدث الشهير، عندما اعتقل مدير صندوق النقد الدولي سابقاً، بعد اتهامه باعتداء جنسي عليها. بخصوص هذا الحدث الذي تابعه العالم، أوردت الكاتبة في نهاية الرواية أنها تناولته، "لأن تلك القصة لامست نقاطاً عدّة حساسة في الحياة الأميركية المعاصرة: السلطة، والاعتداء الجنسي، النوع الاجتماعي، والهجرة والعرق". تهمة البشرة الملونة كانت مسألة العرق أساسية في تحديد الكثير من ملابسات الأحداث في الرواية، كانعكاس لما يعتمل في مجتمع متعدّد الإثنيات، وخصوصاً من هم من أصحاب الجذور الإفريقية. لكن الكاتبة لا تقع في فخ الإشارة المباشرة أو التركيز على التاريخ المرير والسيء للعبودية، بقدر ما تنقّب في آثارها المستمرة إلى يومنا هذا، على حيوات شخصياتها بشكل يجعله أبلغ تأثيراً. في خضم زخم السرد، تستعيد الكاتبة اضطرار كل من له بشرة سوداء في أميركا وأوروبا، إلى إعلان حسن نواياه، وتبرير وجوده في أماكن معينة. على غرار زيكورا المحامية الناجحة، التي اضطرت إلى التكيّف مع واقع، أنها المرأة الوحيدة ذات البشرة الملوّنة في مكان عملها بوزارة العدل". كذلك شيا، البطلة، التي تجد نفسها دائماً في موقف الشك، بسبب الثروة التي تملكها عائلتها، والتي تسمح لها بالعيش الرغيد. حدّثها صديقها عن شخص أميركي يناضل كي تحصل عائلة إفريقية مهاجرة على أوراق إقامة، واصفاً إياها بعائلة إفريقية حقيقية، ليس كعائلتك، فتعقّب عليه قائلة :" كأن الثراء جعل منا أفارقة غير أصليين، أفارقة مشكوك في نقائهم". يقول بشيء من المزاح :"هل تعلمون أن أجداد شيا باعوا على الأرجح أجدادي؟ إنها وريثة ثروة قديمة تعود لقرون. على هذا الساحل من غرب إفريقيا، لم يكونوا يبيعون للناس البيض فواكه النخيل فقط". تؤثر تلك التفاصيل بقوة في مسار الرواية، حين يتعلق الأمر بالإفريقي المهاجر، أما الأميركي ذو البشرة الملوّنة، فلون جواز سفره الأزرق يعوّض لون بشرته وييسّر له كل المسالك في العالم. تقارن الكاتبة هذه الحالة مع حالة الملونين الفرنسيين، فتكتب "أن هؤلاء بشرتهم رمادية، كما لو أن الاحتقار الودي الذي تكنّه فرنسا لمواطنيها السود، شكّل طبقة رماد فوق جلودهم [..] هم يبدون رماديين وباهتين". تضيف: "يعامل الفرنسيون المواطنين الملوّنين وكأنهم قمامة، لكن إن كنتَ أميركي من أصل إفريقي، فالأمر يُحتمل نوعاً ما". العنصرية كمنظومة مقنّعة ترفض الكاتبة التعامل مع العنصرية كحدث معزول. بل تربطها ببنية متكاملة تمارس هيمنتها بشكل رمزي في طريقة التعامل، التي تظهر عبر الإعلام والنظام القضائي والوعي الجمعي. وهو ما أبرزته أساساً من خلال بطلتها كادياتو، الخادمة الغينية التي تجد نفسها محكومة ليس فقط بواقعة الاعتداء، بل بأسلاك خفية من التحيّز والعنف الرمزي. لم يعاقب الرجل الأبيض المتهم، بل تمّ إسقاط القضية عنه لأن دفاعه كان قوياً، بنىاه على ضعف موقف الضحية المحكومة بشتى الظروف غير المساندة. إنها مثال للمهاجرين الأفارقة في أميركا، الذين لا حول لهم ولا قوة، المُجبَرين على الانضباط مع واقع لا يتفق مع حياة وتقاليد سابقة، تسود فيها المعتقدات المختلفة وسلطة الذكورة على الأنوثة، إلى جانب العنصرية المقنّعة. تتطرّق الكاتبة إلى الإرث الاستعماري الذي ما زال يحكم نظرة الغرب إلى الأجساد الملوّنة، وخصوصاً منها أجساد النساء. ولهذا تعتبر مآل قضية كادياتو خطأ يجب تصحيحه، عن طريق الإبداع الروائي، بكتابة سردية مختلفة، كي "نوازن كفّة القص، فالقصص تموت وتُمحى من الذاكرة الجمعية فقط، لأنها لم تُروَ". تضيف: لا يجب أن ينتصر سرد واحد فقط، لأن السرديات الأخرى تم إسكاتها، الأدب يحافظ على الإيمان، ويعيد سرد القصة كتذكرة، كشهادة، كتوثيق". نظرت وسائل الإعلام العالمية إلى كادياتو ليس كإنسانة، بل كجسد يمكن التلاعب به، وامرأة مجرّدة من كل شيء، في محكمة كل ما فيها غريب عنها، حيث يتحدث أميركيون غرباء بسرعة، ويوردون اسمها على ألسنتهم، فيفتتون حكايتها إلى قطع صغيرة بسكين، يمزقونها ويدعون النسور إلى الوليمة، بينما هي ممددة هناك، ما تزال على قيد الحياة، وجراحها مكشوفة أمام أنظار الجميع". من خلال ذلك، تؤكد أديتشي النيجيرية، أنها صوت أدبي معاصر بارز، نسجت في روايتها سرداً إنسانياً موجعاً، تعيد فيه الاعتبار للنساء الإفريقيات المنسيات في زوايا العالم الواقع تحت سيطرة العولمة، وتلقي الضوء بجرأة على أشكال العنصرية الصريحة والمقنّعة. وهي فعلت ذلك في إطار قصص حب عاطفية، مليئة بالتفاصيل المشوّقة المكتوبة بأسلوب أدبي جميل. كتبت أديتشي روايتها هذه، كرد فعل عن الحزن العميق الذي ألمّ بها، عقب وفاة والدتها، قائلة:: "مات والدي فجأة عام 2020، وكان أول أستاذ إحصاء في نيجيريا، ثم تلقيت الصدمة الثانية بوفاة والدتي بعد أشهر عام 2021". تضيف: "كنت منهارة تماماً، ولم يكن أمامي خيار إلا إعادة إحياء الخيال. هكذا بدأت كتابة "جمع بالأحلام" ولم أدرك السبب،إلا عندما شارفت على إنهائه، فصرخت: "يا إلهي، إنه عن أمي". إنها كتابة من داخل الذات، ضد الوجع الكبير.

«محراب المدينة»... عمارة تُعيد تشكيل الذاكرة
«محراب المدينة»... عمارة تُعيد تشكيل الذاكرة

الشرق الأوسط

timeمنذ 13 ساعات

  • الشرق الأوسط

«محراب المدينة»... عمارة تُعيد تشكيل الذاكرة

يعود المعماري والمصمّم اللبناني، إتيان بستورماجي، إلى المساحة البيروتية التي كانت يوماً مقرّاً لاستوديوه ويحوّلها إلى «محراب للمدينة». تركيبٌ معماري استضافته صالة «تيك أوفر»، كسر الحواجز بين الشارع والصالة، وبين الذاكرة والمادّة، وجعل من الفضاء لحظة لقاء وتأمُّل جماعي، مفتوحة على احتمالات المدينة وحركتها. يمارس بستورماجي العمارة بمقاييس متعدّدة، ضمن مقاربة متجذّرة في بيروت، تستلهم انبثاقها من شذرات الأشياء والذكريات والآثار، وتتوسّع لتصبح أماكن تستدعي طبقات من الانتماء والتجربة. منذ تأسيس استوديوه، ارتكز على خلفيته الأكاديمية في العمارة والتخطيط الحضري، وعلى عقد من القيادة المفاهيمية، ليستكشف سرديات مكانية جديدة عابرة للتخصّصات والحدود الجغرافية. مرآة مفتوحة على الشارع تنعكس فيها المدينة (إتيان بستورماجي) عمله مقاومة للتصنيف. فسواء أكان المشروع مبنى، أو قطعة تصميم، أو تركيباً حضرياً، فإنّ المقاربة تبدأ من مساحة عدم يقين، وتتّسع لإمكانات غير متوقَّعة. من حديقة مُعلّقة فوق سطح روضة أطفال تُقرّب الطبيعة من حياة الناس، ومرآة من الألمنيوم المصبوب تُشكّل حواراً بصرياً بين الظلّ والضوء، إلى متجر يُعاد تصميمه انطلاقاً من عمل فنّي، أو شقّة تنبض بحكايات تُبنى بالحِرَف واللعب... لكل مشروع طابعه الخاص، وطريقته في التفاعل مع المكان، ورغبة في ابتكار شكل جديد للفضاء. صلبُ هذه الممارسة استدعاءُ الخارج إلى الداخل، وتحويل الذاكرة إلى مادة. إنها ممارسة مَرِنة، تتطوّر بالتعاون مع فنّانين ومصمّمين وحرفيين، وتتعرّف إلى نفسها من خلال العلاقات بين المواد وصانعيها، وبين الأمكنة وساكنيها، والزمنين الماضي والحاضر. تدخّل معماري يُصغي لإيقاع المارّة (إتيان بستورماجي) يتبنّى بستورماجي هذه الازدواجية، ويتنقّل بين المقاييس بحساسية تجاه التحوّل. لغته التصميمية تُعيد تفسير رموز العمارة الوحشية بخفة شاعرية: زوايا حادّة تصطدم بمنحنيات غير متوقَّعة، وأشكال صلبة تلتفُّ على الحركة. والنتيجة، عمل عصيٌّ على التصنيف: نحتيّ وبنيويّ، شعريّ ومنهجيّ، متجذّر ومنفتح في آن. واحتفالاً بعامَيْن على تأسيس صالة «تيك أوفر» في الأشرفية، عاد المعماري إلى المساحة التي احتضنت استوديوه، ليُعيد تأطير المشهد بتدخّل معماري مؤقّت يقترح عتبةً حضرية جديدة تُذيب الثنائيات بين الصالة والشارع، وبين الخاص والعام والشكل والسيولة. أُزيلت واجهة العرض، لتُفتَح المساحة على المدينة، في كسرٍ واعٍ لصورة الغاليريهات بكونها مواقع نخبوية مُغلقة. نسج الحكاية بين الخاص والعام (إتيان بستورماجي) و«تيك أوفر» فضاءٌ بيروتي يقوده فنانون ببرمجة ديناميكية وتجريبية، بالتعاون مع فنانين محلّيين. مهمّته تقاسُم الفضاء مع الطاقات الصاعدة، ورعاية التجريب والتعاون، وتشجيع نقل المعرفة من خلال ورشات عمل يقدّمها الفنّانون أنفسهم. يقع في شارع عبد الوهاب الإنجليزي، ويطمح إلى تفعيل محيطه والتفاعل مع النسيج الاجتماعي من خلال البرامج. كلّ «استيلاء» يُغيّر وظيفة المكان: من استوديو فنّي إلى صالة عرض؛ من تركيب إلى ورشة، ومن قاعة إلى فسحة حوار غير رسمية. يقول بستورماجي لـ«الشرق الأوسط»: «العودة إلى (تيك أوفر) بتدخّل خاص في المكان الذي احتضن يوماً استوديو عملنا، يُشبه طيَّ الزمن داخل الشكل، وتحويل الذاكرة إلى عمارة. الأمرُ لا يتعلَّق بإدخال عمل فنّي إلى صالة، وإنما بالسماح للمدينة بأن تدخل هي نفسها. لطالما استكشفت ممارستنا الأجزاء داخل الأمكنة، والأمكنة داخل المدن، بحيث تكون العمارة وسيطاً وإطاراً للقاء والتأمّل ولسياق الحياة العامة، وليست مجرّد شكل». والجناح يتّخذ مكاناً يتعمَّد الغموض: لا هو صالة ولا شارع، وإنما كلاهما معاً. «لا مكان» يتحوّل إلى موقعٍ مُحتَمل للانكشاف. مرآةٌ مقلوبة نحو الخارج تدعو المدينة إلى الدخول. بتجذّره في المشهدية المدينيّة لبيروت، خصوصاً في «مقامات الشارع» ذات الواجهات العاكسة التي تُوازن بين الروحي واليومي، يُعيد هذا الهيكل تخييل «المحراب» على هيئة إيماءة حضرية معاصرة، تُشكّل مساحة على قَدْر الفرد، لكنها تتردَّد على مستوى الجماعة، داعية المارّة ليكونوا أبطال الحكاية المكانية التي تُكتب. وكما في معظم أعمال «استوديو إتيان بستورماجي»، يتشكّل هذا التدخّل من إنصات دقيق للسياق الاجتماعي والمكاني والثقافي. يعمل ضمن شروط التقييد لاستخراج المعنى الكامن، وارتدادات المواد، وأشكال جديدة من التفاعل. عند هذا الحدّ، يَعبُر الغموض من العائق نحو كونه عدسة ناظرة. الذاكرة تنصهر في الشكل (إتيان بستورماجي) ومن خلال إشراك المعماريين في حوار مع الحالة المكانية، ودعوة الجمهور للمُشاركة في هذا الحوار، تُثار تساؤلات تتعلَّق بالدور المتحوِّل للعمارة في مدنٍ مُتشظّية ومُتحوّلة وصامدة. تدعو المبادرة صالات العرض إلى النظر للمعماريين بكونهم فاعلين ثقافيين، يصوغون السرديات المكانية بعين فنّية دقيقة لا تقلّ أهمية عن الفنان، ويُقدَّم لهم الفضاء وسيطاً ومساحة للتجريب والحوار والظهور. بهذا التبادل، تتحوّل الصالة من حاوية صامتة إلى كائن حيّ في الحياة الثقافية للمدينة. لا يزعم هذا التدخّل تقديم حلّ، إذ يكتفي بالإقامة في شعرية الإمكانية. وعوض تحديد الفضاء، يُصغي إليه، وإلى ضوء يتبدّل، وصوت يمرّ، وخشونة سطح تدعو إلى اللمس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store