غزة تموت عطشًا
«علينا أن نتعامل مع هذه القضية بهدوء وسرية، ويجب أن نجد طريقة لهم للهجرة إلى دول أخرى... ربما إذا لم نمنحهم ما يكفي من المياه، فلن يكون لديهم خيار، لأن البساتين سوف تصفر وتذبل.» – ليفي أشكول، رئيس وزراء سابق للكيان الصهيوني.جرّب أهلنا في غزة كل أشكال الموت: تحت القنابل والأنقاض، وبردًا وجوعًا، وها هم اليوم يواجهون الموت عطشًا!قطع الاحتلال، يوم أمس، الكهرباء عن آخر محطة مياه في دير البلح، التي يعتمد عليها ربع سكان القطاع في الشرب. بهذا الإجراء، يكون قد قطع فعليًا معظم مصادر المياه عن غزة، ليُصبح الناس عطشى بالمعنى الحرفي للكلمة.المصدر الوحيد للمياه السطحية في غزة هو سيل بيسور، إلى جانب الآبار الجوفية، وكلاهما كانا يوفّران نحو 5% من احتياجات القطاع. إلا أن الاحتلال دمّرهما بالكامل، مما أدى إلى اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وجعلها غير صالحة للاستهلاك الآدمي.قبل السابع من أكتوبر، كانت غزة تعتمد على ثلاث محطات تحلية توفر 7% من احتياجاتها، إلى جانب ثلاثة أنابيب رئيسية تمدّها بالمياه من شركة «ميكوروت» الصهيونية، وفقًا لاتفاق مع السلطة الفلسطينية، وكانت توفر 13% من المياه. لكن في التاسع من أكتوبر، أُغلقت هذه الأنابيب بالكامل، بعدما وصف مجرم الحرب وزير الحرب الصهيوني، يوآف غالانت، الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية»، وأعلن عزمه على قطع كل سبل الحياة عنهم. لاحقًا، وتحت الضغط الدولي، استأنفت الشركة تزويد غزة بكميات رمزية من المياه.منذ بداية الحرب، استهدف الاحتلال البنية التحتية للمياه بشكل ممنهج، إذ قصف الألواح الشمسية التي كانت تُستخدم في تشغيل محطات التحلية عند انقطاع الكهرباء. وتشير التقارير إلى أن نصف البنية التحتية للمياه في غزة دُمّر في الربع الأول من عام 2024.وفي مقطع شهير على منصة يوتيوب، ظهر جنود صهاينة وهم يفخخون خزان «كندا» في تل السلطان، الذي كان يوفّر المياه لـ 150 ألف نسمة في خان يونس، قبل أن يُحذف المقطع لاحقًا من القناة. كما تم تدمير جميع خزانات المياه في خان يونس بالكامل.لم يقتصر الأمر على تدمير مصادر المياه، بل امتد إلى استهداف مهندسي الصيانة أيضًا. فقد استُشهد فريق كامل من مهندسي المياه أثناء توجههم لإصلاح إحدى المحطات، بعدما استهدفت قوات الاحتلال موكبهم، رغم أن مركباتهم كانت تحمل شعارًا واضحًا يدل على طبيعة عملهم، ورغم حصولهم على تصريح مسبق.بقية مقال إسماعيل الشريفغزة تموت عطشًاوأكّد تقرير صادر عن منظمة أوكسفام، وهي إحدى كبرى المنظمات المعنية بمكافحة المجاعات، أن الاحتلال دمّر مختبرات المياه التي تبرعت بها المنظمة لغزة، كما منع تسليم مختبرات جديدة. وقالت المنظمة صراحةً إن الاحتلال يستخدم المياه كسلاح ضد الفلسطينيين.أما أطباء بلا حدود، فقد كشف تقرير لها أن تلوّث المياه وتكدّس السكان في جنوب غزة قبل الهدنة الثانية أدّيا إلى تفشي الكوليرا وارتفاع حاد في حالات الإسهال. كما أن صيف العام الماضي شهد ظهور فيروس شلل الأطفال مجددًا بعد اختفائه لمدة خمسة وعشرين عامًا.ووفقًا لتقرير مجموعة التغذية العالمية، فإن 90% من الأطفال دون سن الخامسة أصيبوا بأمراض معدية، وأن ثلاثة أرباعهم تعرضوا لنوبات إسهال حادة. كما أفاد التقرير بأن ثمانيًا من كل عشر أسر لا تستطيع الوصول إلى مياه نظيفة، في حين أن ثلث الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد، مع تسجيل 700 حالة إسهال يوميًا في القطاع.إنني أتمنى من الدبلوماسية الأردنية النشطة، ذات التأثير الواسع، أن تتبنى هذا الملف، وأن تُمارس على الاحتلال أقصى أشكال الضغط لإدخال المساعدات الغذائية وتوفير المياه. فالقصد واضح، والهدف مكشوف؛ بعدما فشل الاحتلال في تهجير أهلنا بالقوة، لجأ إلى تجويعهم وتعطيشهم، مستخدمًا أساسيات الحياة كسلاحٍ ضدهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 2 أيام
- خبرني
ما صحة الاتهامات التي وجهها ترمب لرئيس جنوب أفريقيا ؟
خبرني - في مشهد مشحون بالتوتر داخل البيت الأبيض، يوم الأربعاء، وجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لرئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، اتهامات مثيرة للجدل بشأن ما قيل عن استهداف المزارعين بيض البشرة في بلاده. بدأ اللقاء بين الرئيسين بأجواء اتسمت بالود والمرح، لكن سرعان ما اتخذ اللقاء منحىً مختلفاً عندما طلب ترامب من فريقه عرض مقطع فيديو يُظهر في معظمه أحد المعارضين البارزين في جنوب أفريقيا، يوليوس ماليما، وهو يردد أغنية يحثّ فيها على العنف ضد المزارعين بيض البشرة. كما اشتمل الفيديو على مشاهد أظهرت صفوفاً من الصلبان، ادعى ترامب أنها تشير إلى موقع دُفن فيه مزارعون بيض البشرة بعد قتلهم، كما سلّم ترامب للرئيس رامافوزا نسخاً من مقالات ادعى أنها توثّق حالات عنف مستشرية تستهدف الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا. ولطالما لجأ داعمو إدارة ترامب إلى المبالغة في طرح الادعاءات الرامية إلى ممارسة العنف ضد الأقلية البيضاء، ومن أبرز هؤلاء الداعمين، إيلون ماسك، والمذيع السابق في قناة فوكس نيوز، تاكر كارلسون، الذي قدّم تقارير بشأن ما وصفه بإبادة جماعية مزعومة خلال الولاية الأولى للرئيس، وقد ثبت أن بعض هذه الادعاءات غير صحيح على نحو جليّ. تضمّن المقطع الذي عرضه ترامب في المكتب البيضاوي مشاهد لصفوف من الصلبان البيضاء تمتد على جانب طريق ريفي، وقال ترامب: "هذه مواقع دفن هنا، إنها مدافن، أكثر من ألف مزارع أبيض". بيد أن تلك الصلبان لا تدل على قبور حقيقية، فالفيديو يعود لاحتجاجات نُظّمت تنديداً بمقتل زوجين من المزارعين بيض البشرة هما، غلين وفيدا رافيرتي، كانا قد قُتلا رمياً بالرصاص في مزرعتهما، بعد تعرّضهما لكمين عام 2020. وتداول مستخدمون المقطع عبر منصة يوتيوب بتاريخ السادس من سبتمبر/أيلول، أي في اليوم التالي للاحتجاجات. وقال روب هوتسون، أحد منظّمي الفعالية، لبي بي سي: "لم يكن الموقع مقبرة، بل كان نُصباً تذكارياً"، مضيفاً أن الصلبان وُضعت كـ "نصب تذكاري مؤقت" تكريماً للزوجين. ولفت هوتسون إلى أن الصلبان جرى تفكيكها لاحقاً. واستطاع فريق بي بي سي لتقصي الحقائق تحديد الموقع الجغرافي للفيديو، وتبيّن أنه في منطقة ضمن مقاطعة كوازولو-ناتال، بالقرب من مدينة نيوكاسل، وتُبيّن صور خدمة "غوغل ستريت فيو" الملتقطة في مايو/أيار 2023، أي بعد قرابة ثلاث سنوات من نشر الفيديو، أن الصلبان لم تعد قائمة في المكان. قال ترامب خلال الاجتماع: "كثيرون يساورهم القلق بشأن ما يحدث في جنوب أفريقيا. لدينا العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يتعرضون للاضطهاد، ويهاجرون إلى الولايات المتحدة، ولذلك نقبل طلبات من عدة أماكن إذا شعرنا بوجود اضطهاد أو إبادة جماعية". كان ترامب قد أدلى سابقاً، في عدة مناسبات، بتصريحات بشأن موضوع "إبادة بيض البشرة"، ويبدو أنه كان يشير إلى هذا الأمر. فخلال مؤتمر صحفي عُقد في وقت سابق الشهر الجاري، قال: "هذه إبادة جماعية تحدث الآن"، في إشارة إلى مقتل مزارعين بيض البشرة في جنوب أفريقيا. وتُعدّ جنوب أفريقيا من بين الدول الأعلى عالمياً من حيث معدلات القتل. ووفقاً لإحصائيات خدمة شرطة جنوب أفريقيا، شهد العام الماضي ما يزيد على 26 ألف حالة قتل. من بين هذه الحالات، بلغ عدد القتلى داخل مجتمع المزارعين 44 شخصاً، من بينهم ثمانية مزارعين. ولا تتضمن الإحصائيات العامة المتاحة لدينا تصنيفاً لهذه الأرقام بحسب العِرق. وعلى الرغم من ذلك، فهي لا تقدم دليلاً يدعم الادعاءات المتكررة التي أدلى بها ترامب بشأن "إبادة بيض البشرة". وفي شهر فبراير/شباط، رفض قاضٍ من جنوب أفريقيا فكرة حدوث إبادة جماعية، ووصفها بأنها "وهمية على نحو واضح" و"غير واقعية". ويجمع اتحاد الزراعة في ترانسفال، الذي يمثل المزارعين، بيانات تقدم نظرة بشأن الهوية العرقية للضحايا، ويعتمد الاتحاد على تقارير وسائل الإعلام، ومنشورات منصات التواصل الاجتماعي، وتقارير أعضائه. وتشير أرقام الاتحاد للسنة الماضية إلى حدوث 23 حالة قتل لأفراد بيض البشرة خلال هجمات على المزارع، فضلاً عن مقتل 9 من أصحاب البشرة السوداء. وحتى الآن خلال هذا العام، سجّل اتحاد ترانسفال الزراعي مقتل ثلاثة من ذوي البشرة البيضاء، وأربعة من ذوي البشرة السوداء في مزارع جنوب أفريقيا. عرض ترامب، خلال اللقاء المتوتر، مقاطع من تجمعات سياسية شارك فيها الحضور بأداء أغنية "اقتل البور"، وهو مصطلح في جنوب أفريقيا يشير إلى المزارعين من أصل أوروبي، وهي أغنية مناهضة للفصل العنصري يصفها النقاد بأنها تحث على العنف ضد المزارعين بيض البشرة. وكانت محاكم جنوب أفريقيا قد وصفت هذه الأغنية بأنها دعوة تحض على الكراهية، إلا أن أحكاماً قضائية حديثة قضت بجواز غنائها قانونياً في التجمعات، واعتبر القضاة أنها تعبر عن وجهة نظر سياسية ولا تحرض مباشرة على العنف. وادعى ترامب أن الذين كانوا يقودون الغناء "مسؤولون" و"أفراد يشغلون مناصب حكومية". وكان من بين الذين قادوا التجمع يوليوس ماليما، الذي سبق له قيادة جناح الشباب في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، وكان قد غادر الحزب في عام 2012 ولم يشغل أي منصب رسمي في الحكومة، ويتزعم حالياً حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية"، الذي حصل على نسبة 9.5 في المئة في انتخابات العام الماضي، ودخل صفوف المعارضة ضد التحالف الحزبي الجديد متعدد الأحزاب. وردّاً على اتهامات ترامب، أكد رامافوزا أن حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية" يُعد "حزباً صغيراً لأقلية"، مشيراً إلى أن "سياسة حكومتنا تتعارض تماماً مع التصريحات التي أدلى بها". في الفيديو، سُمع شخص آخر يغني عبارة "أطلق النار على البور" في تجمع آخر. إنه الرئيس السابق جاكوب زوما، الذي انتهت ولايته في 2018، ويعود الفيديو إلى عام 2012 عندما كان يشغل منصب الرئاسة، وكان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي قد تعهد بالتوقف عن أداء هذه الأغنية في وقت لاحق. وقد غادر زوما حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لاحقاً، ويتزعم حالياً حزب "رمح الأمة" المعارض، الذي حصل على ما يزيد على 14 في المئة من الأصوات في انتخابات العام الماضي. عرض ترامب، خلال اللقاء، عدداً من المقالات التي ادعى أنها تقدم دليلاً على قتل مزارعين بيض البشرة في جنوب أفريقيا. وظهرت صورة واضحة أثناء حديث ترامب الذي قال: "انظروا! هنا مواقع دفن منتشرة في كل مكان. هؤلاء جميعهم مزارعون بيض البشرة دُفنوا". وتبين أن الصورة ليست من جنوب أفريقيا، بل هي فعلياً من تقرير عن قتل النساء في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد تحققت خدمة بي بي سي لتقصي الحقائق من الصور، مؤكدة أنها مقتطفة من فيديو لوكالة رويترز للأنباء جرى تصويره في مدينة غوما بجمهورية الكونغو الديمقراطية في فبراير/شباط.


أخبارنا
منذ 4 أيام
- أخبارنا
ولي العهد يشارك في تمرين بحث وإنقاذ قتالي في الكتيبة الخاصة 101
أخبارنا : نشر سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، عبر حسابه في «إنستغرام» أمس الثلاثاء، صورة من تدريب نفذته الكتيبة الخاصة 101، إحدى وحدات قيادة قوات الملك عبدالله الثاني الخاصة الملكية، وشارك فيه سموه برفقة زملائه في الكتيبة، وكتب سموه: «الفيديو الثالث من سلسلة تمارين الكتيبة الخاصة 101.. تمرين بحث وإنقاذ قتالي». وكانت القناة الرسمية لسمو ولي العهد، نشرت على منصة يوتيوب، أمس، مقطع فيديو جديداً، لتدريب نفذته الكتيبة الخاصة 101. ويأتي نشر المقطع، ضمن سلسلة فيديوهات سيتم نشرها تباعاً، تغطي جانباً من خدمة سموه في الكتيبة الخاصة 101 التي يشغل فيها مساعداً لقائد الكتيبة منذ أن التحق فيها في تموز الماضي.

الدستور
منذ 4 أيام
- الدستور
ولي العهد يشارك في تمرين بحث وإنقاذ قتالي في الكتيبة الخاصة 101
نشر سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، عبر حسابه في «إنستغرام» أمس الثلاثاء، صورة من تدريب نفذته الكتيبة الخاصة 101، إحدى وحدات قيادة قوات الملك عبدالله الثاني الخاصة الملكية، وشارك فيه سموه برفقة زملائه في الكتيبة، وكتب سموه: «الفيديو الثالث من سلسلة تمارين الكتيبة الخاصة 101.. تمرين بحث وإنقاذ قتالي».وكانت القناة الرسمية لسمو ولي العهد، نشرت على منصة يوتيوب، أمس، مقطع فيديو جديداً، لتدريب نفذته الكتيبة الخاصة 101.ويأتي نشر المقطع، ضمن سلسلة فيديوهات سيتم نشرها تباعاً، تغطي جانباً من خدمة سموه في الكتيبة الخاصة 101 التي يشغل فيها مساعداً لقائد الكتيبة منذ أن التحق فيها في تموز الماضي.