
تكبيرات عيد الأضحى 2025 من الحرم المكي.. استمع وردد لبيك اللهم لبيك
في الوقت الذي تتهيأ فيه الدول الإسلامية لاستقبال عيد الأضحى المبارك لعام 1446 هـ، تبدأ الأجواء الروحية في التصاعد تدريجيا، ويعلو صوت التكبير في الشوارع والبيوت والمساجد، إعلانا عن أيام من الفرح والعبادة والطاعة.
بداية التكبيرات
تبدأ تكبيرات العيد الكبرى، التي تعرف بـ"التكبير المقيد"، فجر يوم عرفة، الموافق التاسع من ذي الحجة، وتستمر حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، أي 13 من الشهر ذاته، أما "التكبير المطلق"، فيبدأ مبكرا منذ فجر أول يوم من ذي الحجة ويستمر حتى اليوم ذاته.
ويعد رفع الصوت بهذه التكبيرات من السنن المؤكدة، والتي يستحب أداؤها في كل مكان، سواء في المنازل، أو الأسواق، أو الجوامع، تعظيما لله وإحياء لسنة نبيه محمد ﷺ.
مظاهر الاحتفال بالعيد
عيد الأضحى لا يقتصر على الشعائر، بل تتنوع مظاهره الاجتماعية، فيبدأ المسلمون يومهم بأداء صلاة العيد في الساحات والمساجد، يليها مباشرة نحر الأضاحي، والتي توزع لحومها على المحتاجين والأقارب.
ويحرص كثيرون على صلة الرحم، وتهنئة الأحبة، وتبادل الزيارات، كما يلبس الناس أجمل ما لديهم من الثياب، ويقبل الأطفال على اللعب وتلقي الهدايا، ما يعكس الأبعاد الاجتماعية والروحية للعيد.
تنوع في صيغ التكبير
تتعدد صيغ التكبيرات المشروعة التي يجوز للمسلم أن يرددها خلال هذه الأيام، ومن أشهرها:
"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".
وتعد هذه الصيغة الأشهر بين المسلمين، فيما وردت صيغ أطول في كتب المذاهب، منها ما روي عن الصحابة والتابعين:
"الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا."
وفي المذهب الشافعي، يبدأ الإمام تكبيره بثلاث مرات "الله أكبر"، ثم يلحقها بصيغة تتضمن الدعاء والتوحيد ومدح النبي ﷺ.
صيغة شائعة في مصر
في مصر وبعض الدول العربية، يفضل كثير من الناس إضافة الصلاة على النبي ضمن التكبيرات، وتعد هذه الصيغة محببة وجزءا من الطقوس الشعبية، دون تعارض مع الشريعة، ومن أبرز هذه الصيغ:
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد اللهم صل على سيدنا محمد.
الاحتفال بروح العيد
تكبيرات العيد ليست مجرد ألفاظ تقال، بل هي شعائر تعبر عن عظمة هذه الأيام، وتحيي في القلوب معاني الإيمان والخضوع لله، يستحب الإكثار منها منذ بداية شهر ذي الحجة، وحتى آخر أيام التشريق، لما فيها من تعظيم لله، وتعبير عن الشكر لما أنعم به على الأمة الإسلامية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
عرفة.. ركن الحج الأعظم ويوم المغفرة والرحمة
وجهة واحدة تتحول إليها الأنظار وتلتقي عندها الدروب وتنطلق جموع المسلمين "من استطاعوا إليه سبيلا" باتجاه مكة المكرمة لأداء مناسك الحج أحد أركان الإسلام الخمسة.. اجتازوا المسافات من جهات المعمورة الأربع ليشهدوا أيامه.. يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر ثم أيام التشريق الثلاثة. في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد.. لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى.. ومع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة تتوافد جموع حجاج بيت الله الحرام إلى صعيد جبل عرفات الطاهر للوقوف لأداء ركن الحج الأعظم. على بعد 22 كيلومترا من مكة يشهد "جبل عرفة" الوقفة الكبرى للحجاج ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، وذلك بعد أن قضوا يوم التروية في مشعر منى يوم 8 من ذي الحجة. ويبدأ وقت الوقوف بعرفة من طلوع فجر اليوم التاسع ويستمر وقت الوقوف إلى طلوع فجر يوم النحر يوم العاشر من ذي الحجة. ويستحب للحاج الوقوف "بجبل عرفة" متوضئا، بعد أن يكون أدى صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا بنمرة مستمعا للخطبتين، ملتزما بالدعاء والتضرع إلى الله، حتى غروب الشمس من يوم التاسع من ذي الحجة. ويجب على الحاج الانشغال بالتلبية والذكر والإكثار من الاستغفار والتكبير والتهليل ويتجه إلى الله - عز وجل - خاشعا متضرعا ويجتهد في الدعاء لنفسه وأهله وأولاده ولإخوانه المسلمين جميعا في ذلك اليوم. عقب الإحرام ونية الحج، يبدأ الحجاج طواف القدوم حول الكعبة المشرفة مرتدين ملابس الإحرام تمهيدا لانطلاق مناسك الحج. ثم يقوم الحجاج بالسعي بين الصفا والمروة، قبل أن يتوجهوا إلى منى في يوم التروية، الثامن من ذي الحجة، ويبيتوا فيها ليلتهم. في اليوم التالي، ينطلق الحجاج إلى صعيد عرفات أو عرفة على بعد عشرة كيلومترات لأداء أهم أركان مناسك الحج، الذي يعقبه حلول عيد الأضحى. وفي عرفات، الذي يطلق على أعلى نقطة فيه اسم "جبل الرحمة" يمضي الحجاج اليوم المقدس في قراءة القرآن والتسبيح وترديد "لبيك اللهم لبيك"، حتى غروب الشمس. ثم ينتقلون بعد ذلك إلى مزدلفة للمبيت فيها، واستلام الحصى لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات. وسط التهليل والتكبير، يبدأ حجاج بيت الله الحرام شعائر أول أيام عيد الأضحى المبارك برمي جمرة العقبة في مشعر منى .. بعد ذلك يقوم الحجاج بذبح الأضاحي أو "الهدي"، ثم يعمدون إلى حلق شعر رؤوسهم أو قصه. وتعود الأضحية إلى استعداد نبي الله إبراهيم عليه السلام للتضحية بنجله إسماعيل وذبحه تلبية لأمر رباني شكل اختبارا لدرجة إيمانه، ليتم استبداله في اللحظة الأخيرة بذبح كبش بديلا عنه بعد نجاحه في الاختبار. إلى ذلك، يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة لطواف الإفاضة، الذي يعد بدوره ركنا من أركان الحج ويقومون بالسعي بين الصفا والمروة. ثم يرجعون بعد ذلك إلى منى ليبيتوا فيها أيام التشريق التي يقومون خلالها في كل يوم برمي الجمرات الثلاث: الصغرى والوسطى والكبرى. ويأتي رمي الجمرات تذكيرا بعداوة الشيطان، الذي اعترض نبيّ الله إبراهيم وابنه إسماعيل في أماكن العقبات الثلاث، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون من وساوسه. بعد ذلك، يغادر الحجاج منى عائدين إلى مكة ليطوفوا هناك حول البيت العتيق طواف الوداع، قبل انتهاء مناسك الحج. عرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة، الذي يصل طوله إلى 300 متر ويتوسطه شاخص طوله (7) أمتار. فيما يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة، ويقع على الطريق بين مكة المكرمة والطائف شرقي مكة بنحو 22 كيلومترا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و 6 كيلومترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ10.4 كيلومتر مربعة، وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية. وبعرفة جبلها المشهور يصعد عليه بعض الحجاج يوم الوقوف وليس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صلى الله عليه وسلم: "وقفت ها هنا بعرفة وعرفة كلها موقف". عندما يقف الحجيج في عرفات يظهر أمامهم مسجد "نمرة" وهو جبل نزل به النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة في خيمة ثم خطب بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرا وجمعا "جمع تقديم". ويأتي جمع من الحجاج يوم عرفة إلى مسجد نمرة ليستمعوا إلى خطبة خطيب المسجد، ثم يصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم يشرعوا بالدعاء والتضرع لله تعالى حتى غروب الشمس. مسجد نمرة بني في مشعر عرفات في الموقع الذي خطب فيه الرسول - عليه الصلاة والسلام - حجة الوداع، ويقع إلى الغرب من المشعر، وجزء من غرب المسجد في وادي عرنة، وهو واد من أودية مكة المكرمة نهى النبي الكريم عن الوقوف فيه لأنه ليس من عرفة ولكنه قريب منه. ويعرف مسجد نمرة في العديد من الكتب بعدة أسماء مثل مسجد النبي إبراهيم ومسجد عرفة ومسجد عرنة. وشهد المسجد توسعة ليصبح بذلك ثاني أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة من ناحية المساحة بعد المسجد الحرام، وتبلغ أكثر من 110 آلاف متر مربع، وتوجد خلف المسجد ساحة مظللة تقدر مساحتها بـ8 آلاف متر مربع. ويستوعب المسجد نحو 350 ألف مصلٍ، وله ست مآذن، وفيه غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية. وليوم عرفة فضل عظيم إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله، وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة). وبعرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". علماء المسلمين اختلفوا في سبب تسمية "جبل عرفة"، فمنهم من قال إن آدم وحواء حين أنزلهما الله من الجنة إلى الأرض، أنزلهما في مكانين مختلفين فكان موقع جبل عرفات هو المكان الذي التقيا فيه وتعارفا على بعضهما فيه. في حين قال بعض العلماء إنه ورد أن جبريل كان يطوف إبراهيم عليه السلام ويعلمه المناسك والمشاهد، وكان يطوف به في الجبل، ويردد له قوله "أعرفت، أعرفت"، وكان يرد عليه بقوله "عرفت، عرفت". وذهب البعض الآخر إن الناس يجتمعون في يوم عرفة على صعيد الجبل، ويتعارفون على بعضهم البعض، وعلى ربهم، فهو يوم تتنزل فيه الرحمات وتعتق فيه الرقاب، وهو من خير الأيام التي يستحب فيها عمل الخير، وصيام ذلك اليوم يكفر سنة ماضية وأخرى آتية لصاحبه. وهناك أخطاء يقع فيه بعض الحجاج تضيع الأجر والثواب في مثل هذا اليوم العظيم، يجب الحذر منها أبرزها: -النزول خارج حدود عرفة وبقائهم في أماكن نزولهم حتى تغرب الشمس، وهناك الكثير من العلامات واللوحات الإرشادية التي توضح حدود عرفة، وعرفة كلها موقف. - من الأخطاء أيضا الإنصراف من عرفة قبل غروب الشمس وهذا غير جائز لكونه مخالفاً لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم. - أيضا من الأخطاء تزاحم بعض الحجاج وتدافعهم لصعود جبل عرفة والوصول إلى قمته والتمسح به والصلاة عليه وهذا من البدع التي لا أصل لها في الشرع، إضافة لما يترتب على ذلك من أضرار صحية وبدنية. - من الأخطاء كذلك استقبال جبل عرفات أثناء الدعاء والسنة استقبال القبلة عند الدعاء.


فيتو
منذ ساعة واحدة
- فيتو
موسم الحج 2025، بشرى سارة بشأن إجابة الدعاء للحجاج (فيديو)
موسم الحج 2025، كشف الشيخ عبد الله سلامة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن بشرى سارة بشأن إجابة الدعاء للحجاج. بشرى سارة بشأن إجابة الدعاء للحجاج ومن جانبه، قال عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: 'للحاج دعاء مستجاب وليس دعوة واحدة، فدعاء الحاج مستجاب ببشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم'. وأوضح 'سلامة' لـ"فيتو" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الشريف: «الغازي في سبيل الله والمعتمر والحاج وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم». وأكد أنه على الحاج أن يدعو دائما في كل موطن من المواطن، ويطلب من الله جل وعلا كل خير، ويدعوه بكل ما ينفعه في أمر الدين والدنيا والآخرة، مشددا على الحجاج عدم نسيان الدعاء إلى بلادهم بالحفظ والأمن والأمان. شروط وجوب الحج ومن جانب آخر، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، شروط وجوب الحج على الإنسان. وأكد أنها تتمثل في: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والاستطاعة المالية والبدنية لأداء هذه الفريضة، فمن قدر بدنيًّا ولم يقدر ماليًّا فلا يجب عليه الحج. وأضاف المركز عبر صحفته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي ' فيس بوك': "ومن قدر ماليًّا وعجز بدنيًّا أناب عنه مَن يؤدي الفريضة مكانه - على المختار للفتوى -، ومن كان عليه دَيْنٌ حَالٌّ فعليه أن يؤديَه لأهله ثم يحج ويعتمر. بيان فرضية الحج بالكتاب والسنة وإجماع الأمة الحجُّ ركنٌ مِن أركان الإسلام الخمسة التي وَرَدَ ذكرها في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» أخرجه الشيخان. والحج فرضٌ بالكتاب والسُّنَّة وإجماع الأُمَّة، وقد أناطه الشرعُ الشريفُ بالاستطاعة؛ فقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خَطَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا»، فقال رجلٌ: كلَّ عامٍ يا رسولَ الله؟ فسَكَت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ»، ثم قال: «ذَرُونِي مَا تَرَكتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ» أخرجه الشيخان. قال الإمام القُرْطُبِي في "الجامع لأحكام القرآن" (4/ 142، ط. دار الكتب المصرية): [ذَكَرَ اللهُ تعالى الحجَّ بِأَبْلَغِ ألفاظِ الوجوب، تأكيدًا لِحَقِّهِ وتعظيمًا لحُرمته، ولا خلاف في فريضته، وهو أَحَدُ قواعد الإسلام، وليس يَجِبُ إلا مرةً في العُمر] اهـ. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
الحج رحلة إيمانية
شفقنا- الحج رحلة إيمانية عظيمة ومشوقة، فالحج ركن من أركان الدين، وهو ركن اجتماعي، وروحي؛ فهو تهذيب للنفس، وتطهير للقلب، وغسل لأدران الشر، وهو تلاقٍ اجتماعي، وتعارف إسلامي، واجتماع للنفوس المؤمنة على مودة ورحمة وروحانية في ظل البيت المقدس، وفي الأماكن المطهرة. إن البلاد التي شرفها الله- تعالى- بأن جعلها مثابة للناس وأمنًا، فيها يكون التجلي الروحي، والإشراق النفسي، والتيقظ الوجداني، وبهذه النورانية المشرقة، وذلك الإشعاع، تلتقي الأشباح والأرواح، والأبدان والنفوس. الحج رحلة إيمانية لأن الروحانية تبتدي فتسيطر على مشاعر وأحاسيس مريد الحج عندما يبتدي بالإحرام، إذ ينوي الحج في ميقاته، وميقات الحج هو المكان الذي يُحرِم منه، ويلبس ثياب الإحرام فيه، وكل بلد له ميقات، أي مكان معلوم، وكأن هذه الأماكن التي تحيط بالحرم المقدس إحاطة هالة الشمس بها هي حدود بين متاع الدنيا وأعراضها؛ وحياة الروح ونعيمها، فهي حدود للمكان الذي جعله الله- تعالى- لضيافته الروحية، يستضيف فيه عباده المؤمنين الذين جاءوا إليه من مشارق الأرض ومغاربها، نازعين من قلوبهم وأجسامهم كل مظاهر المادية ليتجردوا بأرواحهم وينالوا شرف الضيافة على تلك المائدة الربانية؛ وذلك الغذاء الروحي. لقد أُثرت عن النبي – ﷺ- عبارات في نيته الإحرام، يعلمنا بها كيف نتخلص من أهواء الدنيا، والطبائع الأرضية في نفوسنا، لنتعلق بأسباب السماء، فقد أُثر عنه –ﷺ- أنه كان يقول في إحرامه: 'اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة'، وقد كرر ذلك؛ لنتعلم منه- عليه السلام- كيف نخلص أنفسنا من الرياء والسمعة. والرياء آفة العبادة، وهو الذي يبعدها عن الدرجات العالية في الروحانية، وهو في ذاته الشرك الخفي، ولذا ورد أن النبي –ﷺ- قال: 'من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك'. بهذا الإحرام يدخل المؤمن في محيط الرُّوح، وفي متسع الضيافة، ولذلك وجب عليه أن يعلن أنه قد دخل في هذا الوادي المقدس، وادي الرُّوح، وادي الضيافة الإلهية، ولذلك يقول: 'لبيك اللهم، لبيك، لا شريك لك، لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك، لا شريك لك' بهذا النداء الذي هو إعلان الحج، أو مظهر الروحانية فيه، يكون الشخص قد دخل في مقام الضيافة، وانتقل من دركات الأرض إلى المنازل الرُّوحية، وكأنه بحجه قد أجاب داعي الله- تعالى- إذ دعاه إلى تلك المائدة المقدسة؛ وإنه ليكرر تلك التلبية في كل مرتفع وكل منخفض؛ ليكون في تذاكر دائم، ولكي لا ينسى أنه في الحضرة الإلهية، وفي الضيافة الرحمانية. الحج رحلة إيمانية لأن المسلم إذ يحل في تلك الضيافة الرُّوحية يجب أن يترك مظاهر الزينة وما اختصت به الحياة الأرضية؛ فلا يتطيب ولا يتزين ولا يقص شعره ولا يحلقه، وذلك لأنه في حال تجرد رُوحي؛ فلا يصح أن يُشغَل عنه بمظاهر مادية؛ ولأن حياة الرُّوح توجب المساواة؛ إذ الجميع سواء أمام عظمة الخالق، ولا فضل لعربي على أعجمي، ولا لقوي على ضعيف، ولا لغني على فقير. إن الزينة فيها مظهر من المظاهر التي تنافي المساواة، إذ ليس كل الناس يستطيع أن يتخذ أسباب الزينة؛ فكانت المساواة في المنع أجدى وأنسب، وإن الخيلاء تنشأ مع الزينة والتحلي بفاخر الثياب؛ فتذهب بروعة المعنى الرُّوحي في الحج، كما تذهب بالمساواة المطلقة التي يجب أن تتجلى أمام الله وفي ضيافته؛ لأن الناس جميعًا سواء أمام الله، فلا أثرة لأحد على آخر في حضرته الكريمة، وفي تجليه في الأرض المقدَّسة التي بارك فيها وفيما حولها. وبعد أن يقطع الحاج الفيافي والقفار، وقد تجرد من الشهوات واللذات ومطالب الجسد، ولم يبقَ له منها إلا الضروري الذي يقيم الأَوَدَ – يتجه أول ما يتجه إلى البيت الحرام والمشعر الحرام، والركن والمقام، فتقوم في نفسه الذكريات النبوية، يتذكر في هذا المقام محمدًا- ﷺ- وقد ابتدأ دعوته وجهر بها في أعلى الصفا، ويتذكر محمدًا وقد كان يجوس خلال تلك الديار داعيًا إلى دين التوحيد وتحطيم الأوثان، وأهل الشرك يؤذونه وهو يجادلهم بالصبر والحلم والرفق، ويجادلهم بالتي هي أحسن، ويتذكر عندما يقف عند مقام إبراهيم باني البيت وواضع قواعده – وحدة الديانات السماوية التي لا تحريف فيها، وأنها شرع واحد؛ لأن منزلها واحد، وهو الله الواحد الأحد الذي ليس بوالد ولا ولد. عندئذ تتجلى له عظمة ذلك البيت، ويتذكر دعاء النبي- ﷺ- في هذا المقام؛ إذ قال: 'اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا ومهابةً ورفعةً وبرًّا، وزد يا رب مَن شرَّفه وكرَّمه وعظَّمه ممن حجه واعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا ومهابةً ورفعةً وبرًّا'. وفي ذلك المنزل المبارك لا يكون بين العبد وربه حجاب؛ إذ يتخلص من أدران الهوى والفساد، ويصير خالصًا مخلصًا؛ ولذلك بشرنا النبي- ﷺ- بإجابة الدعاء، في ذلك المقام الرُّوحاني، إذ قال- عليه الصلاة والسلام-: 'تُفتَح أبوابُ السماءِ وتُستجابُ دعوةِ المسلمِ عندَ رؤيةِ الكعبةِ. إن المؤمن إذا أتم الطواف بالبيت المعظَّم، وسعى بين الصفا والمروة، وأقام في منازل الوحي ما شاء الله- تعالى- له أن يقيم، اتجه من بعد ذلك إلى المشهد الأعظم والمجتمع الأكبر، حيث عرفة الذي أعلن من فوقه محمد بن عبد الله ختام رسالته إلى أهل الأرض في حجة الوداع، وهنالك في ذلك المجتمع الرُّوحاني المقدس تتلاقى أرواح المسلمين من كل بقاع الأرض، وتتناجى، ويحسون بنداء الرحمن الذين هم في ضيافته. 'إنَّ هذهِ أمتكم أمة واحدة وأنا ربُّكُم فاعبدونِ'، وكأنهم في ذلك المشهد العظيم قد علوا من الأرض إلى الملكوت الأعلى، متسامين عن منازع الخلاف، قد طهرت نفوسهم وألسنتهم وأعمالهم منه. فإذا أتموا حجهم بعرفات وما حوله، أفاضوا إلى مِنى، حيث تكون آخر معركة بينهم وبين الشيطان، وقد تسلَّحوا بسلاح رُوحاني، وسموا عن الطبائع الأرضية التي ينفذ منها إلى نفوسهم، وقد كان رمز الانتصار أن أخذوا يرمونه بالحصى، ويقول كل واحد منهم: 'بسم الله، الله أكبر، رجمًا للشيطان، ورضًا للرحمن، اللهم اجعله حجًّا مبرورًا وسعيًا مشكورًا'، ثم يتحللون لينزلوا من ذلك المقام الروحي إلى المعترك الأرضي، وقد تسلَّحوا فيه بقوة، وغسلوا نفوسهم من الذنوب، كما يُغسَل الثوب من الدَّنَس؛ ويتحقق فيهم قول النبي- ﷺ-: 'من حج فلم يرفث، ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه'. *الشيخ محمد أبو زهرة