logo
إسدال ستار سميحة أيوب: وداعًا سيدة المسرح

إسدال ستار سميحة أيوب: وداعًا سيدة المسرح

مصرسمنذ 19 ساعات

فى نهاية الأربعينيات، كانت مصر تودع مرحلة فاصلة فى تاريخها، وتقترب من عصر جديد، جاء فيه النداء لكل أبنائها أن يصطفوا ليُحدثوا التغيير الذى صار لا بُد منه فى جميع المجالات وعلى جميع المستويات.. وفى نفس تلك الفترة كانت الصَّبيَّة ذات الخمسة عشر عامًا «سميحة أيوب» تبدأ هى الأخرى مشوارًا سوف يمتد لسنوات طويلة حاملاً معه كل لحظات الأمل والطموح والعمل الجاد والاجتهاد ومثمرًا لمجد لا تمحوه السنين.
وبعد أكثر من سبعين عامًا من العمل المتواصل فى المسرح والسينما والدراما التليفزيونية والإذاعية، وما يتجاوز ال250 عملاً فنيًا، ترحل «سميحة أيوب» فى هدوء ووقار لا يليق إلا بها، وبحضورها الفريد طوال سنوات حياتها التى عاشتها بين ومع الجمهور المصرى والعربى، والذى لقبها وعن اقتدار وجدارة بلقب «سيدة المسرح العربى». وكيف ولِمَ لا وهى التى حملت على كاهلها لعقود هموم المسرح المصرى ليكون ببصمتها وبصمة الكثيرين من أبناء جيلها منصة للفكر وليس مكانًا لقضاء وقت ترفيهى. وُلدت «سميحة أيوب» فى 8 مارس 1932 بحى شبرا فى القاهرة. وبدأت رحلتها الفنية عام 1947 من خلال فيلم (المتشردة) ثم التحقت بالمعهد العالى للتمثيل عام 1949؛ حيث تتلمذت على يد أحد رواد تعليم فن التمثيل، الفنان «زكى طليمات»، ومن المعهد تتوجه لقدرها الكبير، خشبة المسرح، الذى يبدو كما لو أنه هو الذى اختارها لتكون سيدته.. وكانت بالفعل تستحق ذاك الاختيار.تقف «سميحة أيوب» على خشبة المسرح آلاف الليالى لتقدم 170 شخصية فى 170 مسرحية منها كلاسيكيات وعلامات بارزة فى تاريخ المسرح العربى ك(سكة السلامة، رابعة العدوية، دماء على أستار الكعبة، أنطونيو وكليوباترا، كوبرى الناموس، الناس اللى فى التالت).. ولم يكن دور «سميحة أيوب» على خشبة المسرح فقط، لكن من وراء الكواليس حيث شغلت عدة مناصب إدارية بارزة، منها إدارتها للمسرح الحديث من عام 1972 حتى 1975، ثم توليها إدارة المسرح القومى المصرى لفترتين متتاليتين من 1975 إلى 1989، وهى الفترة التى شهدت نهضة مسرحية كبيرة.على الجانب الآخر كان ل«سميحة أيوب» حضور متميز على شاشتىّ السينما والتليفزيون ومن وراء ميكرفون الإذاعة أيضًا.. أمّا عن السينما فيبدو أن «سميحة أيوب» لم تكن تختار أدوارها بشكل عشوائى؛ وإنما بتعمد واضح لاختيار شخصية المرأة القوية حتى إن كانت تؤدى دورًا صغيرًا أو مَشاهد قليلة، لكنها لم تتخل عن منح المرأة مكانة مهمة ومؤثرة حتى وإن كانت رمزية، لكنها كانت تدعم النساء ذوات المواقف الحاسمة، ويظهر ذلك فى أعمال مثل (بين الأطلال، لا تطفئ الشمس، امرأة فى دوامة، أدهم الشرقاوى، أرض النفاق وفجر الإسلام) وحتى (تيتة رهيبة).. فى هذه المسيرة السينمائية شاركت «سميحة أيوب» فى مختلف الأنواع السينمائية من الأفلام الدينية للملحمية والدراما والميلودراما وحتى الأفلام الرومانسية والكوميدية الخفيفة.. كما تواصلت بحكم مشوارها الطويل مع مختلف الأجيال من نجوم السينما.وإن كان ثانى أقوى تأثير ل«سميحة أيوب» كان فى الدراما التليفزيونية التى لم تغب عنها هذه الفنانة العظيمة منذ نشأة التليفزيون فى الستينيات وحتى السنوات الأخيرة لتقدم على تلك الشاشة بصمات لا تنسى للكثير من الأعمال الدرامية البارزة والمحفورة فى وجدان المصريين والعرب، وإن كان من أهمها وأكثرها شهرة وشعبية شخصية «الحاجة ونيسة» فى مسلسل (الضوء الشارد) الذى يُعد من أكثر الأعمال التى شعر الجمهور أنها تعكس الصورة الحقيقية ل«سميحة أيوب»، ف«الحاجة ونيسة» كانت ذات شخصية قوية ومؤثرة تتمتع بوقار وحكمة ورجاحة عقل كما صاحبتها التى تؤديها، وبقدر قوتها بقدر رقتها وحنانها، وهو ما كان يظهر بوضوح فى شخصية «سميحة أيوب» الحقيقية.. وأيضًا شخصية «روز» فى مسلسل (أوان الورد) السيدة القبطية العطوف المليئة بالرقة والدفء والتى ما إن تراها أو تسمع صوتها إلا وتشعر وكأنك دخلت إلى عالم من الرومانسية الخالصة.. شاشة التليفزيون أيضًا شهدت حضورًا متميزًا لسيدة المسرح فى مسلسلات (السبنسة، المصراوية، مغامرات زكية هانم، أميرة فى عابدين والطاووس).. هذا بالإضافة لصوتها المؤثر الذى جاء عبر أثير الإذاعة المصرية فى عشرات المسلسلات، منها (ملحمة الحرافيش، قصر الشوق، الضاحك الباكى، شخصيات تبحث عن مؤلف، وصابرين).سميحة أيوب.. أيقونة من الأيقونات النادرة فى تاريخ الفن المصرى والعربى، وفنانة حفرت سطور حكايتها بماء الذهب لتبقى لسنين صاحبة اللقب الذى لن يذهب لغيرها مَهما طال الزمان.. وإن غاب الجسد إلا أن سيدة المسرح العربى ستبقى فى القلوب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عدد حلقات مسلسل سيوف العرب
عدد حلقات مسلسل سيوف العرب

فيتو

timeمنذ 4 ساعات

  • فيتو

عدد حلقات مسلسل سيوف العرب

يحظى مسلسل سيوف العرب، الذي يعرض عبر منصة شاهد، باهتمام متزايد من قبل الجمهور في الوطن العربي. ويبحث عشاق العمل عن كل تفاصيله ومن أهمها عدد حلقات مسلسل سيوف العرب. عدد حلقات مسلسل سيوف العرب وينتمي مسلسل سيوف العرب إلى الأعمال الدرامية القصيرة، حيث تبلغ عدد حلقات مسلسل سيوف العرب 10 حلقات فقط. أبطال مسلسل سيوف العرب يضم مسلسل 'سيوف العرب' عددًا كبيرًا من النجوم من مختلف الدول العربية، ومن أبرزهم: جمال سليمان، سلوم حداد، باسم ياخور، منذر رياحنة، عاكف نجم، نضال نجم، محمد المفتاح، ناصر عبد الرضا، غازي حسين، محمد خويي، عز العرب الكغاط، عبد الكريم القواسمي، ريهام القصار، سميرة مقرون، محمد الإبراهيمي، وخالد نجم، وهو نتاج كتابة جماعية بإشراف د. محمد البطوش، والإخراج لسامر جبر. مواعيد عرض مسلسل سيوف العرب وتعرض حلقات مسلسل سيوف العرب كل يوم جمعة في تمام الساعة 12 صباحًا بتوقيت مصر والسعودية بواقع حلقة واحدة. وتدور أحداث المسلسل في فترة زمنية تمتد من مرحلة ما قبل الإسلام (الجاهلية) وصولًا إلى بدايات الخلافة الأموية، حيث يرصد تحولات المجتمع العربي خلال هذه الحقب التاريخية، ولا يقتصر العمل على استعراض المعارك والحروب، بل يغوص أيضًا في تفاصيل الحياة الثقافية والأدبية، والعادات والتقاليد، والقيم التي شكلت هوية العرب في تلك الفترة. ويركز المسلسل على رمزية 'السيف العربي' كأداة تمثل الشجاعة والكرامة والنبل، ويتتبع تطور صناعته واستخدامه كجزء من التاريخ الثقافي والعسكري للمنطقة، ويهدف المسلسل إلى إحياء التراث العربي والإسلامي، مع تقديم رؤية معاصرة تربط بين الماضي والحاضر. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الدموع تسبق الخطى.. الحجاج يودعون منى بعد رحلة إيمانية لا تنسى
الدموع تسبق الخطى.. الحجاج يودعون منى بعد رحلة إيمانية لا تنسى

اليوم السابع

timeمنذ 19 ساعات

  • اليوم السابع

الدموع تسبق الخطى.. الحجاج يودعون منى بعد رحلة إيمانية لا تنسى

في مشهد إنساني مؤثر يغلب عليه الحنين والشوق، ودع الحجاج المتعجلون مشعر منى بعد أن أتموا رمي الجمرات الثلاث في ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، وسط أجواء روحانية غلبت عليها مشاعر الامتنان والدموع. فبين جنبات المخيمات البيضاء، سطر الحجاج أيامًا لا تُنسى، حملت في تفاصيلها معاني الأخوة والتقوى والعبادة الخالصة، قبل أن يحين موعد الرحيل. وبعد أداء المناسك في نظام وهدوء، بدأ الحجاج المتعجلون في تجهيز أمتعتهم ومغادرة مخيماتهم، تاركين خلفهم ذكريات ستبقى عالقة في القلوب. وشهدت لحظات الوداع مواقف مؤثرة، حيث تبادل الحجاج أرقام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، والتقطوا الصور التذكارية مع من رافقوهم في هذه الرحلة المباركة، على أمل أن يلتقوا مجددًا في رحاب مكة في مواسم قادمة. وبنظرات متأملة إلى السماء ومشاعر مختلطة بين الفرح والحنين، سار الحجاج في طرقات منى مودعين المكان الذي احتضن دعواتهم وسجداتهم وساعات التعب الممزوجة بالسكينة، وكأنهم يتركون جزءًا من قلوبهم هناك. وقال أحد الحجاج وهو يهم بالمغادرة، إن منى لم تكن مجرد مخيمات بل محطة إيمانية غيّرت الكثير في داخله. واكتملت لحظة الوداع التي عبّر فيها الحجاج عن أملهم في العودة مجددًا إلى هذه الأرض الطاهرة، داعين الله أن يتقبل حجهم ويعيد عليهم هذه التجربة المهيبة في أعوام قادمة.

إسدال ستار سميحة أيوب: وداعًا سيدة المسرح
إسدال ستار سميحة أيوب: وداعًا سيدة المسرح

مصرس

timeمنذ 19 ساعات

  • مصرس

إسدال ستار سميحة أيوب: وداعًا سيدة المسرح

فى نهاية الأربعينيات، كانت مصر تودع مرحلة فاصلة فى تاريخها، وتقترب من عصر جديد، جاء فيه النداء لكل أبنائها أن يصطفوا ليُحدثوا التغيير الذى صار لا بُد منه فى جميع المجالات وعلى جميع المستويات.. وفى نفس تلك الفترة كانت الصَّبيَّة ذات الخمسة عشر عامًا «سميحة أيوب» تبدأ هى الأخرى مشوارًا سوف يمتد لسنوات طويلة حاملاً معه كل لحظات الأمل والطموح والعمل الجاد والاجتهاد ومثمرًا لمجد لا تمحوه السنين. وبعد أكثر من سبعين عامًا من العمل المتواصل فى المسرح والسينما والدراما التليفزيونية والإذاعية، وما يتجاوز ال250 عملاً فنيًا، ترحل «سميحة أيوب» فى هدوء ووقار لا يليق إلا بها، وبحضورها الفريد طوال سنوات حياتها التى عاشتها بين ومع الجمهور المصرى والعربى، والذى لقبها وعن اقتدار وجدارة بلقب «سيدة المسرح العربى». وكيف ولِمَ لا وهى التى حملت على كاهلها لعقود هموم المسرح المصرى ليكون ببصمتها وبصمة الكثيرين من أبناء جيلها منصة للفكر وليس مكانًا لقضاء وقت ترفيهى. وُلدت «سميحة أيوب» فى 8 مارس 1932 بحى شبرا فى القاهرة. وبدأت رحلتها الفنية عام 1947 من خلال فيلم (المتشردة) ثم التحقت بالمعهد العالى للتمثيل عام 1949؛ حيث تتلمذت على يد أحد رواد تعليم فن التمثيل، الفنان «زكى طليمات»، ومن المعهد تتوجه لقدرها الكبير، خشبة المسرح، الذى يبدو كما لو أنه هو الذى اختارها لتكون سيدته.. وكانت بالفعل تستحق ذاك الاختيار.تقف «سميحة أيوب» على خشبة المسرح آلاف الليالى لتقدم 170 شخصية فى 170 مسرحية منها كلاسيكيات وعلامات بارزة فى تاريخ المسرح العربى ك(سكة السلامة، رابعة العدوية، دماء على أستار الكعبة، أنطونيو وكليوباترا، كوبرى الناموس، الناس اللى فى التالت).. ولم يكن دور «سميحة أيوب» على خشبة المسرح فقط، لكن من وراء الكواليس حيث شغلت عدة مناصب إدارية بارزة، منها إدارتها للمسرح الحديث من عام 1972 حتى 1975، ثم توليها إدارة المسرح القومى المصرى لفترتين متتاليتين من 1975 إلى 1989، وهى الفترة التى شهدت نهضة مسرحية كبيرة.على الجانب الآخر كان ل«سميحة أيوب» حضور متميز على شاشتىّ السينما والتليفزيون ومن وراء ميكرفون الإذاعة أيضًا.. أمّا عن السينما فيبدو أن «سميحة أيوب» لم تكن تختار أدوارها بشكل عشوائى؛ وإنما بتعمد واضح لاختيار شخصية المرأة القوية حتى إن كانت تؤدى دورًا صغيرًا أو مَشاهد قليلة، لكنها لم تتخل عن منح المرأة مكانة مهمة ومؤثرة حتى وإن كانت رمزية، لكنها كانت تدعم النساء ذوات المواقف الحاسمة، ويظهر ذلك فى أعمال مثل (بين الأطلال، لا تطفئ الشمس، امرأة فى دوامة، أدهم الشرقاوى، أرض النفاق وفجر الإسلام) وحتى (تيتة رهيبة).. فى هذه المسيرة السينمائية شاركت «سميحة أيوب» فى مختلف الأنواع السينمائية من الأفلام الدينية للملحمية والدراما والميلودراما وحتى الأفلام الرومانسية والكوميدية الخفيفة.. كما تواصلت بحكم مشوارها الطويل مع مختلف الأجيال من نجوم السينما.وإن كان ثانى أقوى تأثير ل«سميحة أيوب» كان فى الدراما التليفزيونية التى لم تغب عنها هذه الفنانة العظيمة منذ نشأة التليفزيون فى الستينيات وحتى السنوات الأخيرة لتقدم على تلك الشاشة بصمات لا تنسى للكثير من الأعمال الدرامية البارزة والمحفورة فى وجدان المصريين والعرب، وإن كان من أهمها وأكثرها شهرة وشعبية شخصية «الحاجة ونيسة» فى مسلسل (الضوء الشارد) الذى يُعد من أكثر الأعمال التى شعر الجمهور أنها تعكس الصورة الحقيقية ل«سميحة أيوب»، ف«الحاجة ونيسة» كانت ذات شخصية قوية ومؤثرة تتمتع بوقار وحكمة ورجاحة عقل كما صاحبتها التى تؤديها، وبقدر قوتها بقدر رقتها وحنانها، وهو ما كان يظهر بوضوح فى شخصية «سميحة أيوب» الحقيقية.. وأيضًا شخصية «روز» فى مسلسل (أوان الورد) السيدة القبطية العطوف المليئة بالرقة والدفء والتى ما إن تراها أو تسمع صوتها إلا وتشعر وكأنك دخلت إلى عالم من الرومانسية الخالصة.. شاشة التليفزيون أيضًا شهدت حضورًا متميزًا لسيدة المسرح فى مسلسلات (السبنسة، المصراوية، مغامرات زكية هانم، أميرة فى عابدين والطاووس).. هذا بالإضافة لصوتها المؤثر الذى جاء عبر أثير الإذاعة المصرية فى عشرات المسلسلات، منها (ملحمة الحرافيش، قصر الشوق، الضاحك الباكى، شخصيات تبحث عن مؤلف، وصابرين).سميحة أيوب.. أيقونة من الأيقونات النادرة فى تاريخ الفن المصرى والعربى، وفنانة حفرت سطور حكايتها بماء الذهب لتبقى لسنين صاحبة اللقب الذى لن يذهب لغيرها مَهما طال الزمان.. وإن غاب الجسد إلا أن سيدة المسرح العربى ستبقى فى القلوب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store