logo
آثار خطيرة جدا للذكاء الاصطناعي على اطفالكم؟

آثار خطيرة جدا للذكاء الاصطناعي على اطفالكم؟

أريفينو.نت٠٨-٠٤-٢٠٢٥

تسعى الشركات التقنية الكبرى، مثل غوغل ومايكروسوفت، إلى إدماج الذكاء الاصطناعي بشكل عميق في منتجاتها اليومية. فأصبح الذكاء الاصطناعي مكونًا أساسيًا يُستخدم في عمليات البحث، ويدعم أدوات كتابة المستندات والبريد الإلكتروني، إلى جانب عدد لا يُحصى من الأنظمة الأخرى التي تُستخدم في مختلف جوانب الحياة اليومية كالدراسة، العمل، والترفيه.
ورغم الفوائد المتعددة لهذه التكنولوجيا، إلا أن للذكاء الاصطناعي آثارًا جانبية ملموسة. فعلى سبيل المثال، تشير تقارير حديثة إلى قلق متزايد بين المعلمين بشأن الاعتماد المفرط من قبل الطلاب على الذكاء الاصطناعي لتولي جزء من مهام التفكير بدلًا منهم، وهو ما قد يخلق تحديًا طويل الأمد للقوى العاملة المستقبلية وفق تحليل لمجلة 'Inc'.
شهدت معدلات استخدام الذكاء الاصطناعي بين الطلاب الأميركيين ارتفاعًا كبيرًا مؤخرًا. ففي نهاية عام 2023، أفاد تقرير صادر عن مؤسسة 'كومن سينس ميديا' أن نحو نصف الشباب لم يستخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي أو لم يكونوا على درايةٍ بها. لكن بحلول سبتمبر من نفس العام، أفاد تقرير من موقع أكسيوس أن 70% من المراهقين الأميركيين لجأوا إلى استخدام أداة واحدة على الأقل تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بينما استخدم أكثر من نصفهم هذه الأدوات في إنجاز الواجبات المدرسية.
ومع توسع نطاق الأدوات الذكية لتغطية المزيد من المهام، من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه بالنمو، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يخلق مخاطر جديدة. أظهرت دراسة أجرتها مايكروسوفت أن الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في المهام الفكرية يؤدي إلى ضعف قدرات التفكير النقدي لدى المستخدمين، كما يمكن أن ينجم عنه شعور متزايد بالقلق.
هذا الضعف المحتمل في التفكير النقدي يُثير تحديات حقيقية. عندما يعتمد الشباب على هذه الأدوات في جزء كبير من عمليات التفكير، فإنهم قد يجدون صعوبة في تطوير قدراتهم العقلية الأساسية بشكل صحيح.
في شهادة حول هذا الموضوع، أوضحت جينا بارنابي، وهي معلمة للصف الثاني عشر من أتلانتا بولاية جورجيا، أنها لاحظت لجوء طلابها للذكاء الاصطناعي ليس فقط في المساعدة ولكن أيضًا في حالات 'الغش الصريح'. وقالت إن هذا الاعتماد المفرط قد يُضعف قدرتهم على التفكير المستقل، مما يجعلهم يواجهون صعوبات عند الحاجة لتحقيق نتائج ذاتية دون مساعدة الآلات. وأضافت أن هذا يشبه محاولة الركض لمسافة ميل كامل لمن لم يتجاوز تدريبه 40 ياردة فقط.
إقرأ ايضاً
ويبرز هذا القلق ضمن نقاش أوسع حول جدوى ومخاطر الذكاء الاصطناعي: هل يمثل تطورًا إيجابيًا أم سلبيًا لنا كأفراد ومجتمعات؟ بالرغم من صعوبة الإجابة بشكل قطعي، تظل الحقيقة قائمة بأن التكنولوجيا لن تختفي وقد تواصل انتشارها في المنازل والمدارس وأماكن العمل. لذا فإن تعلم كيفية استخدامها بشكل فعال يُعتبر مهارة حيوية بحد ذاتها.
تعكس النقاشات على منصات مثل 'ريديت' تباين وجهات النظر حول هذه القضية. حيث أشار البعض إلى أن فكرة 'استخدمه أو اخسره' تنطبق هنا ليس فقط على القدرات الجسدية بل أيضًا الذهنية، بينما أكد آخرون أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يأتي على حساب تطوير المهارات الإنسانية الجوهرية. في المقابل، يرى البعض أن هذا العصر يعبر إلى مرحلة جديدة تتسم بالتفكير المعزز بالذكاء الاصطناعي بدلًا من الاستغناء عنه.
مع كل هذا النقاش، يظل المستقبل مفتوحًا للتداعيات المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي ضمن فئة الشباب. فالطلاب الحاليون هم الموظفون الجدد مستقبلاً، وستواجه بيئات العمل تحديات تتطلب مهارات التفكير النقدي السريعة والدقيقة، خاصة في المواقف التي قد لا يكون فيها الذكاء الاصطناعي مُتاحًا أو مناسبًا لحل المشكلة.
بناءً على هذه التحولات، قد يجد أصحاب العمل أنفسهم مضطرين لتعديل استراتيجيات التوظيف لضمان اختبار القدرة الحقيقية للأفراد على التفكير والإبداع بعيدًا عن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مما سيشكل معيارًا جديدًا مستقبلاً للتوظيف الناجح.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غوغل تعزز سيطرة الآباء: أدوات جديدة لإدارة وقت الشاشة ونشاط الأطفال
غوغل تعزز سيطرة الآباء: أدوات جديدة لإدارة وقت الشاشة ونشاط الأطفال

أخبارنا

timeمنذ 11 ساعات

  • أخبارنا

غوغل تعزز سيطرة الآباء: أدوات جديدة لإدارة وقت الشاشة ونشاط الأطفال

أطلقت شركة غوغل تحديثاً شاملاً لتطبيق Family Link، مُعيدة تصميم واجهته بالكامل مع إضافة مجموعة من ميزات الإشراف الرقمي المتقدمة، بهدف تعزيز سيطرة الآباء على نشاط أطفالهم الإلكتروني ووقتهم أمام الشاشة. وأصبح التحديث متوفراً الآن على جميع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام Android، ويوفّر تجربة إشراف أكثر سهولة وفعالية من خلال ثلاثة أقسام رئيسية: "وقت الشاشة"، و"عناصر التحكم"، و"الموقع". تتبع دقيق لوقت الشاشة في قسم "وقت الشاشة"، يمكن للآباء تتبع استخدام التطبيقات وتحديد قيود زمنية لكل تطبيق على حدة، إلى جانب إعداد جدولي "وقت التوقف عن العمل" و**"وقت الدراسة"**، لتحديد أوقات يمنع فيها استخدام الجهاز. تحكم شامل وإعدادات الخصوصية أما "عناصر التحكم"، فتمنح أولياء الأمور القدرة على إدارة موافقات تحميل التطبيقات من Google Play، وضبط إعدادات الخصوصية، وتقييد المحتوى عبر متصفحات Chrome وYouTube وGoogle Search. كما أصبح التنقل بين ملفات الأطفال أسهل، مما يسهل إدارة حسابات متعددة من جهاز واحد. تتبع الموقع والبطارية من خلال علامة تبويب "الموقع"، يمكن للوالدين معرفة الموقع الجغرافي لطفلهم في الوقت الفعلي، إلى جانب عرض حالة بطارية الجهاز. ميزة "وقت الدراسة" الموسعة في تحديث بارز، أصبحت ميزة "وقت الدراسة"، التي كانت محصورة سابقاً بساعات ذكية معينة، متاحة الآن على جميع الهواتف والأجهزة اللوحية بنظام أندرويد. وتتيح هذه الخاصية للأهل تعطيل معظم التطبيقات والإشعارات خلال ساعات الدراسة، مع إبقاء التطبيقات التعليمية فعالة. كما يمكن تحديد أوقات للراحة مثل الغداء أو الاستراحات. أدوات قادمة: جهات الاتصال والمحفظة الرقمية وتعمل غوغل على إدخال تحسينات إضافية، من بينها تمكين الآباء من إدارة جهات اتصال أطفالهم مباشرة عبر التطبيق. يمكن للطفل طلب إضافة جهة اتصال، ولكن لا يُسمح بالوصول إلا بعد موافقة الوالدين. كذلك، أعلنت غوغل عن محفظة رقمية مخصصة للأطفال ستُطرح قريباً، تسمح للآباء بإضافة بطاقات إلى حسابات أطفالهم وتعيين الأذونات، ما يتيح للأطفال إجراء مشتريات آمنة عبر تقنية NFC وحمل التذاكر وبطاقات الهدايا. حماية المراسلات بشكل افتراضي كخطوة إضافية نحو الأمان، فعّلت غوغل ميزة فلترة المحتوى الحساس في الرسائل بشكل افتراضي للمستخدمين تحت 18 عاماً، مع خيار الإلغاء عند الحاجة. بهذه التحديثات، تُقدّم غوغل نهجاً أكثر شمولاً وأماناً لحماية الأطفال في العالم الرقمي، مع تعزيز الثقة بين الأهل وأبنائهم في بيئة إلكترونية آمنة.

لماذا يستمر البعض في استخدام أجهزة كمبيوتر قديمة الطراز؟
لماذا يستمر البعض في استخدام أجهزة كمبيوتر قديمة الطراز؟

الأيام

timeمنذ 2 أيام

  • الأيام

لماذا يستمر البعض في استخدام أجهزة كمبيوتر قديمة الطراز؟

BBC رغم أنها تنطوي على قدر كبير من الصعوبة، لا يزال البعض يستخدم أجهزة كمبيوتر عتيقة مشغَّلة بنظم ويندوز قد تستمر في الضغط على هذه المفاتيح، CTRL+ALT+DEL، للأبد. فمع تقدم التكنولوجيا، يقع البعض في فخ الاستمرار في استخدام برمجيات وأجهزة كمبيوتر عفا عليها الزمن. إليكم نظرة على عالم أجهزة ويندوز القديمة والغريبة. في وقت سابق من هذا العام، كنتُ في طريقي لإجراء فحص طبي في عيادة في مدينة نيويورك. وبينما كنت أصعد إلى الطابق الرابع عشر، لفتت انتباهي شاشة مدمجة في جانب المصعد. كانت تلك لمحةً من تاريخ الحوسبة. هناك، في مستشفىً فاخرٍ مليءٍ بأحدث الأجهزة، ظهرت رسالة خطأ من نظام تشغيلٍ صدر قبل ربع قرنٍ تقريباً. كان المصعد يعمل بنظام ويندوز إكس بي. يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لتأسيس مايكروسوفت. قد لا تتمتع الشركة بالمكانة الثقافية التي كانت تتمتع بها عند تركيب مصعد المستشفى، ولكن بعد عقدين من محاولة اللحاق بالركب، عادت مايكروسوفت إلى الصدارة. كان عملاق التكنولوجيا أول أو ثاني أكثر الشركات قيمة على وجه الأرض لما يقرب من خمس سنوات. واليوم، تراهن مايكروسوفت على الذكاء الاصطناعي لنقلها إلى الجيل التالي من الحوسبة. ومع ضخها عشرات المليارات من الدولارات في أحدث التقنيات، يرى البعض أن أحد أهم مكونات تركة مايكروسوفت التي ربما تبقى للأبد – قد يكون الآثار التي خلفتها في المجتمع منذ زمن بعيد. منذ إطلاقها عام 1975، تغلغلت مايكروسوفت في البنية التحتية الرقمية بشكل كامل لدرجة أن جزءاً كبيراً من عالمنا لا يزال يعتمد على برامج وأجهزة كمبيوتر ويندوز قديمة، بل عفا عليها الزمن أحياناً، تعمل ببطء، وتراكم عليها الغبار بعد فترة طويلة من تشغيلها. وبالنسبة لمن يستخدمون هذه الأجهزة، تُعد أشباح ماضي ويندوز سمة دائمة الحضور في حياتهم اليومية. وقال الأستاذ المشارك في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة لي فينسيل، الذي يدرس صيانة وإصلاح التقنيات القديمة: 'بطريقةٍ ما، يُعد ويندوز البنية التحتية المثالية. ويمكن القول إن هذا هو سبب ثراء بيل غيتس'. وأضاف: 'نظم التشغيل التي يطورونها موجودة في كل شيء حولنا، ووجود كل هذه النماذج القديمة بين أيدينا هو سر نجاح الشركة بشكل عام. هذا هو سر تميز مايكروسوفت. لطالما كان ويندوز هو الوسيلة الوحيدة لإنجاز الأعمال'. يقول إلفيس مونتيرو، وهو فنيّ صرّاف آلي ميداني يعمل في نيوآرك، في ولاية نيو جيرسي الأمريكية: 'لا تزال العديد من أجهزة الصرّاف الآلي تعمل بأنظمة ويندوز القديمة، بما في ذلك ويندوز إكس بي وحتى ويندوز إن تي'، الذي أُطلق عام 1993. ويضيف مونتيرو: 'يكمن التحدي في تحديث هذه الأجهزة في التكاليف الباهظة المرتبطة بتوافق الأجهزة، والامتثال للوائح التنظيمية، والحاجة إلى إعادة برمجة برامج الصرّاف الآلي الخاصة'. أنهت مايكروسوفت الدعم الرسمي لنظام ويندوز إكس بي في 2014، لكن مونتيرو يقول إن العديد من أجهزة الصرّاف الآلي لا تزال تعتمد على هذه الأنظمة البدائية بفضل موثوقيتها واستقرارها وتكاملها مع البنية التحتية المصرفية. وهناك الكثير من التطبيقات المدهشة لمنتجات مايكروسوفت القديمة والتي تختبئ بين العناصر المكونة لحياتنا اليومية. ففي عام 2024، كان نظام التشغيل ويندوز وراء جدل واسع النطاق على الإنترنت في ألمانيا. بدأ ذلك بالإعلان عن وظيفة شاغرة لشركة السكك الحديد الألمانية (دويتشه بان). كان المنصب الشاغر هو مسؤول أنظمة تكنولوجيا المعلومات، مسؤول عن صيانة نظام عرض كابينة السائق في القطارات فائقة السرعة والقطارات الإقليمية. وكانت المشكلة في المؤهلات اللازمة لشغل هذه الوظيفة. كان من المتوقع أن يتمتع المتقدمون بخبرة في نظامي التشغيل ويندوز 3.11 ومايكروسوفت دوس، وهما نظامان صدرا قبل 32 و44 عاماً على الترتيب. وفي بعض مناطق ألمانيا، تعتمد وسائل النقل على نظم تشغيل تفوق في عمرها أعمار الكثير من الركاب. وقال متحدث باسم شركة السكك الحديدية الألمانية (دويتشه بان) إن هذا أمر متوقع. وأضاف: 'قطاراتنا تتمتع بعمر خدمة طويل، وتصل مدة خدمتها إلى 30 سنة أو أكثر'. 'دويتشه بان تُحدّث قطاراتها بانتظام، لكن نظُم التشغيل التي تُلبي معايير السلامة وتُثبت كفاءتها يستمر تشغيلها'، بحسب المتحدث الذي أكد أن 'نظام ويندوز 3.11 يستخدم حصرياً في عدد قليل من القطارات لتشغيل شاشات العرض فقط'. BBC لا تزال بعض المؤسسات الحكومية ووسائل النقل في الولايات المتحدة تستخدم القرص المرن في تشغيل نُظمها ولا يقتصر الأمر على النقل العام الألماني فحسب. فعلى سبيل المثال، لا تبدأ قطارات مترو سان فرانسيسكو الخفيف (موني مترو) في سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة – عملها صباحاً إلا بعد إدخال قرص مرن في جهاز الكمبيوتر الذي يُحمّل برنامج 'DOS' على نظام التحكم الآلي في القطارات (ATCS) الخاص بالسكك الحديدية. وفي العام الماضي، أعلنت هيئة النقل المحلي في سان فرانسيسكو (SFMTA) عن خططها لإيقاف هذا النظام خلال العقد المقبل، لكن الأقراص المرنة لا تزال تعمل حتى اليوم. (لم تستجب هيئة النقل المحلي في سان فرانسيسكو لطلب التعليق). في غرفة شديدة الإضاءة في سان دييغو في كاليفورنيا الأمريكية، هناك اثنتان من أكبر الطابعات التي يمكن أن تراها في حياتك، وكل منهما متصلة بخوادم تعمل بنظام ويندوز 2000، وهو نظام تشغيل سُمّيَ نسبةً إلى عام إصداره. وقال جون واتس، الذي يتولى الطباعة عالية الجودة ومعالجة الصور لمصوري الفنون الجميلة: 'نسميهما مرساة القارب'. الطابعتان من نوع 'LightJets'، وهي آلات عملاقة تستخدم الضوء، بدلاً من الحبر في الطباعة على ورق فوتوغرافي بأحجام كبيرة، مضيفاً أن النتيجة تكون صورة بجودة لا مثيل لها. وبعد توقف إنتاجها منذ فترة طويلة، تعتمد طابعات LightJet القليلة المتبقية على أنظمة تشغيل ويندوز التي كانت متوفرة عند بيع هذه الطابعات. وقال واتس: 'قبل فترة، بحثنا أمر ترقية أحد أجهزة الكمبيوتر (المشغّلة لتلك الطابعات إلى (ويندوز فيستا) Windows Vista. وعند محاولة حساب المبلغ اللازم لشراء تراخيص جديدة لجميع البرمجيات، تبيّن أن التكلفة ستتراوح بين 50,000 و60,000 دولار أمريكي. لا أطيق أجهزة ويندوز، لكنني عالقٌ بها'. إنها مشكلة شائعة مع الأجهزة المتخصصة. سكوت كارلسون، نجار في لوس أنجلوس لديه خبرة بمنتجات مايكروسوفت بسبب تعامله مع آلات التحكم الرقمي بالكمبيوتر، وهي أدوات روبوتية تستخدم في تقطيع وتشكيل الخشب ومواد أخرى بتعليمات من الكمبيوتر. وقال كارلسون: 'جهازنا العملاق يعمل بنظام ويندوز إكس بي لأنه أقدم. إنه مثل الدبابة'، لكن ما قاله عن الجهاز لا ينطبق على نظام التشغيل. وأضاف: 'اضطررنا لنقل الكمبيوتر من أجل إعادة بنائه بالكامل قبل بضع سنوات لأن نظام إكس بي كان يُظهر الكثير من الأخطاء'، مؤكداً أن الجهاز 'أصبح شبه معطل'. وبالنسبة لمستخدمي هذه التقنية القديمة، قد تكون الحياة شاقة. فعلى مدار أربع سنوات، كان الطبيب النفسي إريك زابريسكي يذهب إلى عمله في وزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية ويبدأ يومه بانتظار تشغيل جهاز الكمبيوتر. وقال زابريسكي: 'كنت أضطر للوصول إلى العيادة مبكراً لأن تسجيل الدخول إلى الكمبيوتر كان يستغرق أحياناً 15 دقيقة. بمجرد دخولك، تحرص على ألا يؤدي أي شيء مهما كان إلى خروجك. كنت أتمسك بالحياة بشدة بينما كانت وتيرة التشغيل بطيئة للغاية'. عندما يتعلق الأمر بنظم تشغيل الكمبيوتر القديمة في الشركات والمؤسسات الكبرى، فإن السبب الرئيسي في استمرار استخدامها هو 'تأجيل الصيانة'. سكوت فورد، مطوّر برمجيات متخصص في تحديث النظم القديمة. يقول: 'تُركز المؤسسات كل اهتمامها على إضافة ميزات جديدة بدلاً من استثمار تلك الموارد في تحسين أساسيات النظم الحالية'، مما يؤدي إلى تراكم الكثير من هذه الأجهزة والبرمجيات داخل هذه المؤسسات واستمرار العمل بها. BBC يستخدم سكوت كارلسون جهاز كمبيوتر عتيق بنظام تشغيل ويندوز قديم في تشكيل الأخشاب، وغالباً ما تتعرض أعماله لأخطاء بسبب تقادم التكنولوجيا تُدير معظم المرافق الطبية التابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى السجلات الصحية باستخدام مجموعة من الأدوات التي أطلقتها الحكومة الأمريكية عام 1997 وتُسمَّى نظام سجلات المرضى المُحَوْسَب (CPRS). إلا أن هذا النظام يعمل على نظام أقدم يُسمى VistA – وهو نظام تشغيل مختلف عن نظام ويندوز فيستا – والذي ظهر لأول مرة عام 1985، وكان مبنياً في الأصل على نظام التشغيل MS-DOS. تُجري وزارة شؤون المحاربين القدامى الآن محاولتها الرابعة لإصلاح هذا النظام بعد سلسلة من المحاولات المتقطعة التي استمرت قرابة 25 عاماً. وتهدف الخطة الحالية إلى استبداله بنظام سجلات صحية تستخدمه وزارة الدفاع الأمريكية بحلول عام 2031. وصرّح بيت كاسبروفيتش، السكرتير الصحفي لوزارة شؤون المحاربين القدامى، قائلاً: 'لا تزال وزارة شؤون المحاربين القدامى ملتزمة بتطبيق نظام فيدرالي حديث وقابل لتبادل البيانات (للسجلات الصحية الإلكترونية) لتحسين تقديم الرعاية الصحية والتأثير إيجاباً على رعاية المرضى'. وأضاف أن النظام مُفعَّلٌ في ستة مواقع تابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى، وسيُنشر في 19 من أصل 170 منشأة بحلول عام 2026. وقال زابريسكي: 'إن نظام CPRS يعمل، ولكن في بعض الأحيان كان [استخدامه] تجربة محبطة للغاية'. فبينما تعتمد أنظمة السجلات الصحية الحديثة على واجهات بسيطة تعمل بنظام الضغط على مفاتيح افتراضية، كان زابريسكي يُضطر إلى كتابة 'c://' ومسار الملف الكامل لعرض مستند. وقال: 'نظام CPRS نصيٌّ بالكامل، وجميع أحرفه كبيرة. ويبدو كأنه معالج نصوص من التسعينيات أثناء التشغيل – كما يشبه استخدامه تعلم قيادة سيارة قديمة. وعليك أيضاً حفظ جميع هذه الأوامر، ودائماً ما تخطئ. فما يُفترض أن يستغرق دقيقة واحدة، قد ينتهي به المطاف إلى أن يستغرق نصف ساعة لأنك نسيت كتابة شرطة (—) في مكان ما'. BBC هناك الكثير من إصدارات ويندوز القديمة لا تزال تستخدم في أماكن ومؤسسات هامة يُعدّ هذا مثالاً رئيسياً على مشكلة نقل المعرفة التي تظهر مع تقادم التكنولوجيا، وفقاً لفينسل. يقول: 'في كثير من الأحيان، عندما لا نُحدّث البنية التحتية ونحافظ على سلامتها، ينتهي بنا الأمر في وضع لا يوجد فيه سوى شخص واحد في ولاية أخرى يعرف كيفية الحفاظ على تشغيل النظام'. وأضاف فينسيل أن المنشآت الحكومية، على وجه الخصوص، تتمسك أحياناً بالبرمجيات القديمة لأن بساطتها تُسهل الحفاظ على أمنها. وتابع: 'لكن فرص الفشل واردة هنا، خاصةً مع ازدياد تعقيد الأنظمة المتصلة بالإنترنت وتوقف الشركات عن دعم البرمجيات القديمة. ويُشكل الأمن السيبراني مصدر قلق بالغ في هذا الصدد'. في بعض الحالات، يعد تشغيل أجهزة الكمبيوتر القديمة عملاً نابعاً من الحب. ففي الولايات المتحدة، تقضي دين غريغار، مديرة مختبر الأدب الإلكتروني في جامعة ولاية واشنطن في فانكوفر أيامها في غرفة مليئة بأجهزة كمبيوتر قديمة (تعمل بكامل طاقتها) يعود تاريخها إلى عام 1977. وقالت غريغار: 'بمجرد أن حصل الناس على هذه الأجهزة، بدأوا في إنتاج الفن'، وهي ملتزمة بالحفاظ عليها. وفي بدايات استخدام الكمبيوتر، كان الفنانون والكُتّاب مع برمجيات الكمبيوتر هم من يحددون معنى الفن ورواية القصص في العالم الرقمي الجديد. وغيرت عناوين مثل 'حديقة النصر' لستيوارت مولثروب أو 'ظهيرة مايكل جويس'، وهي قصة من عالم الخيال، متحدية تعريف الأدب، من خلال عرض القصص عبر روابط إلكترونية، مما أتاح نوعاً جديداً من الكتابة التي تُشبه 'اختر مغامرتك الخاصة'، والتي أرست قواعد جديدة للعصر الرقمي، وفقاً لغريغار. ولم يقتصر اهتمام غريغار على الكتب الإلكترونية التجريبية التي صدرت في بدايات استخدام الكمبيوتر. ويجمع مختبرها كل شيء من ألعاب الفيديو إلى مجلات إنستغرام. BBC ترى دين غريغار، الأستاذة في الأدب، أن تجربة الفن الرقمي لن تكون ممتعة إذا لم تكن عبر أجهزة الكمبيوتر التي صُنعت منذ عشرات السنوات لهذا الغرض وتقول غريغار: 'أستخدم اختصاراً لشرح ما يميز هذا البرنامج: Pie. إنه برنامج تفاعلي وتجريبي. لا يمكنك فصله عن الكمبيوتر وطباعته أو تعليقه على الحائط'. وهناك برمجيات محاكاة – 'Emulators' – تتيح لك تشغيل بعض البرمجيات القديمة على أجهزة كمبيوتر جديدة، لكن غريغار تقول إن ميزات مهمة للنُّسَخ القديمة تختفي أثناء هذه العملية. وأكدت: 'إنها ببساطة تجربة مختلفة تماماً'. يحتفظ مختبر غريغار للأدب الإلكتروني بـ61 جهاز كمبيوتر لعرض مئات الأعمال الإلكترونية وآلاف الملفات في المجموعة، والتي تحافظ عليها في حالة ممتازة. تبدو العديد من هذه الأجهزة وكأنها شُيّدت بالأمس، مع القليل من اصفرار العلب البلاستيكية التي قد تتوقعها من عصر الإلكترونيات ذات اللون البيج. الشيء الوحيد الذي ينقص مجموعة غريغار هو جهاز كمبيوتر يقرأ أقراصاً مرنة قياس خمس بوصات ورُبع. فرغم انتشارها على نطاق واسع، ينطوي العثور على أحد هذه الأجهزة على صعوبة بالغة. وقالت مديرة المختبر: 'أبحث عنها على إيباي وكريغزلست، وأصدقائي يبحثون من أجلي، لكن دون جدوى. أبحث عنها منذ ست سنوات'. إذا كان لديك أحد هذه الأجهزة القديمة، ولا يزال يعمل، فستسعد غريغار بسماع رأيك. وقال فورد إنه منذ البداية، كانت إحدى استراتيجيات الأعمال الرئيسية التي ميزت أبل عن غيرها هي ضرورة شراء أجهزة ماك في أغلب الأحيان لاستخدام برمجياتها. وأضاف فورد أن أبل أيضاً متشددة في التخلص من المنتجات القديمة. لكن مايكروسوفت اتبعت نهجاً يسمح للمؤسسات بالاستفادة من الأجهزة التي تمتلكها بالفعل، ويسعى للحصول على تراخيص البرمجيات. كما أنها تميل إلى توفير فترة زمنية طويلة جداً لتوفير الدعم لتلك الإصدارات'. ومنح هذا النهج مايكروسوفت ميزة كبيرة في استقطاب عملاء من قطاع الأعمال. وأضاف فورد أن هذا أحد أسباب بقاء أجهزة ويندوز القديمة هذه لفترة طويلة، 'مايكروسوفت مجرد شيء نَعْلق به'.

الذكاء الاصطناعي يتفوق على علماء الفيروسات
الذكاء الاصطناعي يتفوق على علماء الفيروسات

العالم24

timeمنذ 2 أيام

  • العالم24

الذكاء الاصطناعي يتفوق على علماء الفيروسات

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تقنية محدودة، بل تحول إلى قوة معرفية عابرة للتخصصات، قادرة على إعادة تعريف حدود العقل البشري. من المعروف أنه تفوق سابقاً في مجالات كالشطرنج وتحليل البيانات، غير أن تقدمه السريع في ميادين معقدة كعلم الفيروسات بات يثير تساؤلات ملحة حول مستقبله وتداعياته المحتملة. ففي مقابل الإنجازات، تبرز مخاوف وجودية تتطلب تفكيرا جماعيا دقيقا. في هذا السياق، أظهرت دراسة جديدة أن نماذج الذكاء الاصطناعي الحديثة بدأت تتجاوز الأداء البشري في حل مشاكل مختبرية متقدمة، حيث تفوق نموذج 'o3' من 'أوبن إيه آي' على علماء حاصلين على درجة الدكتوراه في اختبارات صُممت خصيصا لقياس مهارات اكتشاف الأخطاء وإصلاحها في بروتوكولات المختبرات البيولوجية. وبالإضافة إلى 'o3″، حقق 'Gemini 2.5 Pro' من 'غوغل' نسبة أداء بلغت 37.6%، مقارنة بمتوسط 22.1% فقط للعلماء المتخصصين. رغم أن هذه النتائج قد تمثل طفرة إيجابية في مكافحة الأوبئة وتسريع الابتكار الطبي، إلا أنها تطرح أيضا تحديات خطيرة، خاصة إذا وُضعت هذه القدرات بين أيدي غير مختصين. وقد عبر سيث دونوهيو، الباحث في منظمة 'سكيور بيو'، عن قلقه من إمكانية استخدام هذه النماذج كمرشد تقني لتطوير أسلحة بيولوجية، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي لا يميز بين نوايا المستخدمين، بل يقدم المعلومة ببساطة وبدون تقييم أخلاقي. من جهة أخرى، بادرت بعض شركات الذكاء الاصطناعي، مثل 'أوبن إيه آي' و'xAI'، إلى تنفيذ إجراءات احترازية للحد من هذه المخاطر. في المقابل، فضلت شركات أخرى كـ'أنثروبيك' الاكتفاء بإدراج الدراسة دون إعلان خطط واضحة، بينما رفضت 'غوغل' التعليق على نتائج الدراسة التي نُشرت حصرياً في مجلة 'تايم'، ما زاد من قلق الباحثين حول جدية الالتزام الجماعي بأخلاقيات تطوير هذه النماذج. الاهتمام بعلم الفيروسات لم يكن مصادفة، إذ لطالما مثل هذا المجال واحداً من أهم دوافع تطوير الذكاء الاصطناعي. وقد صرح سام ألتمان، المدير التنفيذي لـ'أوبن إيه آي'، أن هذه التكنولوجيا قادرة على تسريع علاج الأمراض بوتيرة غير مسبوقة. ومن المؤشرات المشجعة، ما كشفه باحثون من جامعة فلوريدا حول خوارزمية قادرة على التنبؤ بمتحورات فيروس كورونا، وهو ما يعزز الأمل في توظيف الذكاء الاصطناعي لحماية الصحة العامة. رغم ذلك، فإن غياب دراسات موسعة حول قدرة النماذج على أداء مهام مخبرية فعلية ظل يمثل فجوة واضحة. ولهذا السبب، بادر فريق البحث إلى تصميم اختبارات دقيقة تحاكي مشكلات يصعب العثور على حلولها عبر الإنترنت، حيث طُرحت أسئلة تتطلب تحليلاً عميقاً لتجارب مختبرية واقعية. وقد صيغت الأسئلة بأسلوب تطبيقي مثل: 'أزرع هذا الفيروس في نوع معين من الخلايا تحت ظروف محددة. ظهرت مشكلة ما، فهل يمكنك تحديد الخطأ الأكثر احتمالا؟'. مثل هذه الاختبارات لا تهدف إلى التشكيك في قدرات العلماء، بل إلى قياس جدوى الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة أو بديلة محتملة. ورغم أن البعض قد ينظر إلى هذه التطورات بعين الأمل، إلا أن آخرين يدقون ناقوس الخطر، خاصة مع التقدم السريع للنماذج المفتوحة التي قد تسهّل الوصول إلى معرفة حساسة دون أي ضوابط واضحة. وهكذا، يظل مستقبل الذكاء الاصطناعي في علم الفيروسات معلقاً بين احتمالين متناقضين: إما أن يصبح طوق نجاة للبشرية، أو تهديداً غير مسبوق، ما لم يُرافق تقدمه تطور مواز في الوعي، والمساءلة، والتشريعات العالمية الصارمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store