logo
كاسبرسكي تكشف عن تقدم التصيد الاحتيالي بالذكاء الاصطناعي، والهجمات ترتفع بنسبة 22.5% في السعودية

كاسبرسكي تكشف عن تقدم التصيد الاحتيالي بالذكاء الاصطناعي، والهجمات ترتفع بنسبة 22.5% في السعودية

صحيفة مكةمنذ 19 ساعات
كشفت كاسبرسكي عن أكثر من 142 مليون نقرة على روابط التصيد الاحتيالي حول العالم خلال الربع الثاني من عام 2025، وشهدت السعودية إرتفاع بنسبة 22.5% مقارنة بالربع الأول في عدد الهجمات.
ففي الوقت الراهن يمرّ التصيد الاحتيالي بتحول كبير لاعتماد المهاجمين على أساليب الخداع المتطورة والمعززة بالذكاء الاصطناعي، واستخدامهم أساليب التخفي والتمويه المبتكرة. ويوظف المهاجمون تقنيات التزييف العميق واستنساخ الأصوات، ويستغلون منصات موثوقة مثل تيليجرام ومترجم جوجل لسرقة بيانات مهمة تتضمن: البيانات البيومترية، والتوقيعات الرقمية، والتوقيعات الخطية المكتوبة، وبذلك يتعرّض الأفراد والشركات إلى أخطار غير مسبوقة.
هجمات التصيد الاحتيالي تتطور بالأساليب المدعومة بالذكاء الاصطناعي
لقد طور الذكاء الاصطناعي مستوى التصيّد ليُصبح تهديدًا متقدماً. فبفضل النماذج اللغوية الكبيرة، بات بإمكان المهاجمين صياغة رسائل بريد إلكتروني، ورسائل نصية، ومواقع إلكترونية تبدو موثوقة وتحاكي بدقة المصادر الأصلية، دون الأخطاء اللغوية التي كانت في الماضي توحي بالاحتيال. وتقوم الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة بتقمّص شخصيات مستخدمين حقيقيين، وتشارك الضحايا في محادثات طويلة لبناء الثقة. وغالبًا ما تُستخدم هذه الروبوتات في عمليات احتيال عاطفية أو استثمارية، حيث تُغري الضحايا بفرص زائفة باستخدام رسائل صوتية مُولدة بالذكاء الاصطناعي أو مقاطع فيديو مزيفة (ديب فيك).
على اليسار نموذجٌ لرسالة تصيد احتيالي مكتوبة باستخدام نموذج ديب سيك.
وعلى اليمين نموذجٌ لموقع إلكتروني احتيالي مصمم بالذكاء الاصطناعي.
علاوة على ما سبق، ينشئ المهاجمون تسجيلات صوتية مقنعة وفيديوهات زائفة بتقنية التزييف العميق لشخصيات موثوقة عند الضحايا، سواء أكانوا زملاءهم في العمل، أو مشاهير، أو موظفي بنوك، ويستخدمونها للترويج لجوائز وهمية أو لاستخراج بيانات مهمة وحساسة. فعلى سبيل المثال تستعين المكالمات الآلية بأصوات مولدة بالذكاء الاصطناعي لتقليد أصوات موظفي فرق الحماية في البنوك، ثم تخدع المستخدمين وتدفعهم إلى مشاركة رموز المصادقة الثنائية، فيتسنى للمهاجمين الدخول إلى حسابات الضحايا أو تنفيذ معاملات مالية احتيالية. كما، تقوم الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات العامة من وسائل التواصل الاجتماعي أو مواقع الشركات لإطلاق هجمات مستهدفة، مثل رسائل البريد الإلكتروني ذات الطابع المتعلق بالموارد البشرية أو المكالمات المزيفة التي تشير إلى تفاصيل شخصية.
اتباع أساليب جديدة لتجنب الاكتشاف
يقوم المحتالون باستخدام أساليب متطورة لكسب الثقة، مستغلين خدمات شرعية لتمديد حملاتهم الاحتيالية. فعلى سبيل المثال تعرف منصة تيلجراف التابعة لتيلجرام بأنّها أداة مخصصة لنشر النصوص الطويلة، ويستخدمها المجرمون لنشر المحتوى الاحتيالي فيها. كذلك تنشئ ميزة ترجمة الصفحات في مترجم جوجل روابط على النحو التالي: https://site-to-translate-com.translate.goog/... فيستخدمها المهاجمون لتجاوز أنظمة حلول الحماية الأمنية.
على اليسار صفحة تصيد احتيالي شبيهة بمستند برنامج أوفيس موجودة في منصة تيلجراف.
على اليمين نموذجٌ لصفحة تصيد احتيالي مخفية باستخدام رابط من مترجم جوجل.
يدمج المهاجمون نظام التحقق التلقائي (CAPTCHA) -وهو آلية شائعة لمكافحة البوتات- في مواقع التصيد الاحتيالي قبل توجيه المستخدمين إلى صفحة المحتوى الخبيث. وتستعين الصفحات الاحتيالية بنظام CAPTCHA لتضليل خورازميات مكافحة التصيد الاحتيالي؛ إذ يقترن وجوده بالمنصات والمواقع الموثوقة، فتقلّ احتمالية اكتشاف الصفحات الاحتيالية.
تحول في أساليب التصيد: الانتقال من بيانات تسجيل الدخول إلى البيانات البيومترية والتوقيعات
انتقل تركيز المهاجمين الآن من كلمات المرور إلى البيانات الثابتة. فباتوا يستهدفون البيانات البيومترية عبر مواقع احتيالية تطلب إذن الوصول إلى كاميرا الهاتف الذكي بحجة التحقق من الحساب، ثم تلتقط صوراً للوجه أو غيرها من البيانات البيومترية الثابتة. ويستفيد المهاجمون من هذه البيانات للوصول غير المصرح به إلى الحسابات المهمة، أو ربما يبيعونها في شبكة الإنترنت المظلم. وعلى غرار ذلك يسرق المهاجمون التوقيعات الرقمية والتوقيعات الخطية المكتوبة، التي تكون شديدة الأهمية في المعاملات القانونية والمالية، ويشنون لأجل هذه الغاية حملات تصيد احتيالي تنتحل هوية منصات معروفة مثل DocuSign، أو تخدع المستخدمين لرفع توقيعاتهم على مواقع احتيالية، مما يهدد الشركات بمخاطر كثيرة منها الخسائر المالية وتضرر السمعة.
تعلق على هذه المسألة «أولغا ألتوخوفا»، خبيرة أمنية لدى كاسبرسكي: «الذكاء الاصطناعي وأساليب التخفي والتمويه المتطورة جعلا التصيد الاحتيالي شبيهاً جداً بوسائل التواصل الشرعية، مما صعب اكتشافه على المستخدمين الخبيرين والحذرين. فلا يكتفي المهاجمون الآن بسرقة كلمات المرور، بل أخذوا يستهدفون البيانات البيومترية والتوقيعات الإلكترونية والخطية، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على مدى الطويل. يستغل المهاجمون الآن منصات موثوقة مثل تيلجرام ومترجم جوجل، ويستخدمون أدوات مثل نظام التحقق التلقائي (CAPTCHA)، وبهذا أصبحوا يتفوقون على وسائل الحماية التقليدية. وعلى المستخدمين الآن أن يتعاملوا بحذر ، وأن يتخذوا خطوات استباقية لحماية أنفسهم من هذه التهديدات».
لمزيد من المعلومات التفصيلية، يرجى مراجعة التقرير في موقع: Securelist.com.
اكتشفت شركة كاسبرسكي في وقتٍ سابق من العام الحالي حملة تصيد احتيالي موجهة ومتطورة، أطلقت عليها اسم (ForumTroll)؛ إذ أرسل المهاجمون رسائل تصيد احتيالي إلكترونية تدعو مستلميها إلى حضور منتدى (Primakov Readings). واستهدفت هذه الحملة وسائل إعلام ومؤسسات تعليمية وهيئات حكومية في روسيا. فكان النقر على الرابط في رسالة البريد الإلكتروني كافياً لاختراق أنظمة الضحايا؛ إذ استغل المهاجمون ثغرة أمنية غير معروفة مسبقاً في أحدث إصدار من متصفح جوجل كروم. وكان نشاط الروابط الخبيثة محدود الوقت لتفادي اكتشافها، وكانت تعيد التوجيه في معظم الحالات إلى الموقع الإلكتروني الرسمي لمنتدى (Primakov Readings)، وذلك بعد توقف الهجوم.
توصي كاسبرسكي باتباع الخطوات التالية لحماية أنفسكم من التصيد الاحتيالي:
• التحقق من الرسائل أو المكالمات أو الروابط غير المرغوبة، وإن بدت شرعية. وتجنب مشاركة رموز المصادقة الثنائية مع الآخرين.
• التدقيق في الفيديوهات للعثور على حركات غير طبيعية أو عروض غير واقعية، فقد تكون دليلاً على استخدام التزييف العميق.
• رفض طلبات الوصول إلى الكاميرا من مواقع غير موثوقة، والامتناع عن رفع التوقيعات على منصات غير معروفة.
• عدم مشاركة التفاصيل الحساسة عبر شبكة الإنترنت، ويتضمن ذلك صور الوثائق أو معلومات العمل الحساسة.
• استخدام الحل الأمني (Kaspersky Next) المخصص للشركات، أو حلّ (Kaspersky Premium) للمستخدمين الأفراد للحماية من محاولات التصيد الاحتيالي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تخفيض كبير على 'بيكسل 9 برو فولد' قبل إطلاق الجيل الجديد
تخفيض كبير على 'بيكسل 9 برو فولد' قبل إطلاق الجيل الجديد

الوئام

timeمنذ 3 ساعات

  • الوئام

تخفيض كبير على 'بيكسل 9 برو فولد' قبل إطلاق الجيل الجديد

قبل أيام من إعلان جوجل عن سلسلة هواتف Pixel 10 في حدثها المقرر يوم 20 أغسطس الجاري، ظهر عرض مميز على الهاتف القابل للطي Pixel 9 Pro Fold، حيث انخفض سعر النسخة الأساسية بسعة 256 جيجابايت (لون أسود Obsidian) إلى 1199 دولارًا عبر أمازون و'بست باي'، أي بخصم يصل إلى 600 دولار من سعره الأصلي البالغ 1799 دولارًا. ويُعد هذا السعر أقل بـ100 دولار عن العرض الذي طُرح الأسبوع الماضي. وكان هاتف Pixel 9 Pro Fold قد شكّل نقلة نوعية مقارنة بالجيل الأول من هواتف جوجل القابلة للطي، بفضل تصميمه الخفيف الذي يشبه الهواتف التقليدية عند إغلاقه. ورغم تمتّعه بأداء جيد وكاميرات مقبولة، إلا أن مراجعات سابقة أشارت إلى أن عدسته المقرّبة تُنتج صورًا أقل حدة في الإضاءة المنخفضة، مقارنة بنسخة Pixel 9 Pro الأرخص ثمنًا. ومع ذلك، أوصى خبراء التقنية بشرائه حتى بسعره المرتفع السابق. ومن المتوقع أن يجلب Pixel 10 Pro Fold تحسينات كبيرة، أبرزها احتمالية حصوله على تصنيف مقاومة الماء والغبار (IP68)، وهي ميزة طال انتظارها لهواتف الطي بعد مشاكل الغبار التي واجهت النماذج الأولى. وفي سياق العروض الأخرى، حصل جهاز الألعاب المحمول Lenovo Legion Go S على تخفيض قدره 300 دولار ليباع الآن بسعر 499 دولارًا، إلى جانب عروض على سماعات Sonos One SL وخصومات على أقراص Blu-ray بدقة 4K ضمن حملة '3 مقابل 30 دولارًا'.

تسريب المواصفات الكاملة لهاتف Google Pixel 10 Pro Fold
تسريب المواصفات الكاملة لهاتف Google Pixel 10 Pro Fold

حضرموت نت

timeمنذ 8 ساعات

  • حضرموت نت

تسريب المواصفات الكاملة لهاتف Google Pixel 10 Pro Fold

لم يتبق سوى أيام قليلة على كشف جوجل رسميًا عن هاتفها القابل للطي Pixel 10 Pro Fold، لكن التسريبات لا تزال تتدفق بكثافة، وآخرها يكشف عن المواصفات الكاملة للجهاز قبل الإطلاق. سيأتي الهاتف بشاشة خارجية LTPS OLED قياس 6.4 بوصة، بدقة 1080 × 2364 بكسل، مع معدل تحديث متغير من 60 حتى 120 هرتز، وسطوع يصل إلى 3000 شمعة. أما الشاشة الداخلية، فستكون من نوع LTPO OLED بقياس 8 بوصات، بدقة 2076 × 2156 بكسل، وبسطوع أقصى مماثل يبلغ 3000 شمعة. وسيعتمد الجهاز على معالج Tensor G5 من جوجل، مدعومًا بشريحة الأمان Titan M2، مع ذاكرة عشوائية LPDDR5X بسعة 16 جيجابايت، وخيارات تخزين تصل حتى 1 تيرابايت من نوع UFS 4.0. وفي الخلف، سيحمل الهاتف نظام كاميرات ثلاثي يتضمن مستشعر رئيسي بدقة 48 ميجابكسل، وكاميرا بزاوية واسعة 10.5 ميجابكسل بزاوية رؤية 127 درجة، وكاميرا تيليفوتو بدقة 10.8 ميجابكسل مع تقريب بصري 5x. أما الكاميرات الأمامية، فسيحصل الهاتف على كاميرتين سيلفي بدقة 10 ميجابكسل وزاوية رؤية 87 درجة لكل منهما. وسيحتوي الهاتف على بطارية بسعة 5015 مللي أمبير تدعم الشحن السريع بقدرة 30 واط، لتصل إلى 50% خلال 30 دقيقة، بالإضافة إلى دعم الشحن اللاسلكي Qi2 بقدرة 15 واط. وسيعمل الهاتف بنظام اندرويد 16 مباشرة من الصندوق، مع ضمان سبع سنوات من تحديثات النظام والتأمينات وتصحيحات الأمان وميزات Pixel الإضافية. وسيحمل Pixel 10 Pro Fold شهادة مقاومة الماء والغبار IP68، ويزن 258 جرامًا، مع سمك 10.8 ملم عند الطي و5.2 ملم عند الفتح. وسيتوفر الهاتف باللونين الرمادي والأخضر، ويدعم Wi-Fi 7 وBluetooth 6 وNFC وUWB، مع شريحتي اتصال (Nano + eSIM)، ومكبرات صوت ستيريو، وثلاثة ميكروفونات، ومستشعر بصمة جانبي. المصدر

كم تصل كلفة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي؟
كم تصل كلفة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي؟

Independent عربية

timeمنذ 13 ساعات

  • Independent عربية

كم تصل كلفة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي؟

الشائع والمعروف في الصحافة والإعلام الاقتصادي في ما يخص القطاع الصاعد لصناعة الذكاء الاصطناعي هو كبرى شركات التكنولوجيا الجديدة من "أوبن أي آي" الأميركية، التي أطلقت "تشات جي بي تي" والشركة الصينية التي أطلقت "ديب سيك" إلى جانب الشركات الكبرى التقليدية مثل "مايكروسوفت" و"أمازون" و"آبل" و"ميتا" و"غوغل" وغيرها. إلا أن هذا القطاع يشهد الآن عمليات اندماج واستحواذ وصفقات شراكة وعقود استغلال كبرى بين شركات مختلفة، من شركات بناء وخدمات لوجيستية وطاقة وغيرها. وتقدر شركات الاستشارات أن تلك الشركات التي تبني مراكز البيانات الهائلة اللازمة لعمل الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى استثمارات تصل إلى 3 تريليونات دولار، وأنه إذا كانت شركات التكنولوجيا الكبرى مولت عملياتها من عائداتها وأرباحها في السابق فإن أكثر من نصف الاستثمارات في بناء الذكاء الاصطناعي وتطويره ستأتي من الديون التي تشارك فيها صناديق رأس المال الخاص، وصناديق الاستثمار المغامر وقروض البنوك والقروض الخاصة. واذا كان تمويل صناعة الذكاء الاصطناعي حتى الآن بمئات مليارات الدولارات لم يواجه مشكلة، فإنه بحسب تحليل مطول مدعم بالأرقام والجداول والرسوم البيانية نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" هناك أخطار تتعلق بالدين والاقتراض حالياً ولأعوام مقبلة. فالفورة الحالية في بناء وتجهيز متطلبات تطوير الذكاء الاصطناعي تتضمن احتمالات المغامرة الخطرة، بإقراض شركات قد لا تتمكن من الصمود وتعرض أموال المستثمرين للخطر. ما حجم الاستثمار والتمويل؟ تبني شركة "ميتا" المالكة لـ"فيسبوك" مركزي "بروميثيوس" و"هايبريون"، ولدى "أكس أي آي" لصاحبها إيلون ماسك مركز "كولوسس" بينما تطور شركة "أوبن أي آي" مركز "ستارغيت"، وتزيد كلفة كل مشروع من هذه المشروعات على 100 مليار دولار، إلا أن كلاً من هذه المشروعات لا يمثل سوى جزء بسيط من الإنفاق المطلوب على إنشاء مراكز البيانات الهائلة اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويشهد قطاع الذكاء الاصطناعي حالياً أكبر حركة لرؤوس الأموال في التاريخ الحديث، إذ يقول مدير البنية التحتية والإقراض مقابل الأصول في صندوق رأس المال الخاص "بلاكستون" روب هورن إن "كمية رأس المال المطلوبة للاستثمار في الذكاء الاصطناعي مهولة"، مضيفاً "حجم الفرص الاستثمارية يستنفد رأس المال في أي سوق مالي ويتطلب إسهام كل مصادر الاستثمار، ويلعب رأس المال الخاص دوراً كبيراً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويدير صندوق "بلاكستون" منصة للاستثمار في مراكز البيانات الهائلة بنحو 85 مليار دولار، ومن المخطط أن تنفق "غوغل" و"أمازون" و"مايكروسوفت" و"ميتا" أكثر من 400 مليار دولار على مراكز البيانات الهائلة العام المقبل 2026، إضافة إلى إنفاق 350 مليار دولار عليها خلال العام الحالي 2025. على مدى الأعوام الماضية، ركزت شركات التكنولوجيا الكبرى بزيادة إنفاقها على بناء مراكز التخزين الرقمي السحابي واللوجيستيات والبنية التحتية اللازمة لذلك، ثم جاء تطوير الذكاء الاصطناعي بإطلاق "تشات جي بي تي" بنهاية عام 2022، ومعه بدأ سباق محموم بضخ المليارات في تطوير خوادم الكمبيوتر فائقة القوة والرقائق الإلكترونية المتطورة ومراكز البيانات الهائلة اللازمة لتطوير الذكاء الاصطناعي، مع كل ما يتطلبه ذلك من لوجيستيات ومصادر طاقة وتبريد. في السابق، كان معظم الإنفاق من قبل الشركات الكبرى على بناء مراكز البيانات للحوسبة السحابية، مثل خدمات "أمازون ويب" و"مايكروسوفت أزور" و"غوغل كلاود"، يأتي من تمويل الشركات لعملياتها من عائداتها وجزء من أرباحها، إلا أن حجم الطاقة الكمبيوترية المطلوبة للذكاء الاصطناعي أدى إلى تغيير هذا التوجه الآن. ما أخطار الإقراض لاستثمار الذكاء الاصطناعي؟ من بين 2.9 تريليون دولار مقدرة كاستثمارات مطلوبة لبناء مراكز البيانات الهائلة التي يحتاج إليها تطوير الذكاء الاصطناعي، لن تزيد الأموال التي يمكن أن تأتي من كبرى شركات التكنولوجيا على 1.4 تريليون دولار، بحسب تحليل لبنك "مورغان ستانلي" الاستثماري وغيره من شركات الأبحاث والاستشارات، بالتالي سيحتاج تمويل الذكاء الاصطناعي إلى الاقتراض وديون بنحو 1.5 تريليون دولار. ومن المتوقع أن يسهم التمويل الخاص من خلال الإقراض بضمان الأصول وتمويل صفقات الاندماج بالدين بنحو 800 مليار دولار، وتسهم مصادر تمويل من صناديق أخرى بنحو 350 مليار دولار، وتأتي 150 مليار دولار من القروض عبر الائتمان بالرهن سواء من البنوك أو من مؤسسات تمويل مالية أخرى. ومع انسياب تلك الأموال في صناعة الذكاء الاصطناعي، تزيد المخاوف في شأن زيادة السعة الإنتاجية على الحاجة المطلوبة والربحية على المدى الطويل، وكذلك في شأن حاجات الطاقة لمراكز البيانات الهائلة. وتنقل "فايننشال تايمز" عن أحد المصرفيين ويعمل في مجال تأمين التمويل لمشروعات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، قوله إن "غالب الناس الذين يسعون إلى بناء مراكز بيانات سيفشلون"، موضحاً "نحن في مرحلة من الإثارة داخل أسواق رأس المال، إذ يريدون تمويل أي شيء، ونتطلع للمرحلة التالية لنرى إن كانت العقلانية ستسود أم لا". هناك مخاوف من "حال تشبع" مع كثرة مراكز البيانات الهائلة وعدم وجود طلب كاف لاستيعابها من شركات التكنولوجيا الكبرى، كما أن هناك خطر "التقادم" إذ إن التكنولوجيا تتطور بسرعة، وما يُبنى الآن على أساس ما هو متوافر من طاقة كمبيوترية ورقائق إلكترونية قد يصبح قديماً بسرعة وغير مناسب للاستخدام، وهو ما يمكن أن يترك المستثمرين في وضع خسارة لأن الأصول التي ضمنت استثماراتهم أصبحت عديمة القيمة. ويتوقع أن يصل سوق مراكز البيانات الهائلة هذا العام إلى مستوى غير مسبوق، فلدى الولايات المتحدة طاقة مراكز بيانات هائلة بسعة 20 غيغاوات، وقبل نهاية هذا العام ستضاف طاقة مراكز بيانات هائلة عالمياً بسعة 10 غيغاوات، في حين تقدر المجموعة العقارية "جيه أل أل" أن تضاف سبعة غيغاوات أخرى على وشك الاكتمال. خلال العام الماضي، غطت شركات التكنولوجيا الكبرى ما يصل إلى 200 مليار دولار أُنفقت على بناء مراكز البيانات الهائلة من أموالها، إلا أن الكلفة يتوقع أن تتضاعف هذا العام وتزيد أكثر العام المقبل 2026، لذا بدأ المحللون والاقتصاديون يتشككون في قدرة شركات التكنولوجيا الكبرى على تغطية تمويل بناء مراكز البيانات والبنية التحتية اللوجيستية من أموالها، والمستثمرون بدأوا يقلقون حول متى ستدر أموالهم عائداً من بيع خدمات الذكاء الاصطناعي. بلغت عائدات شركات التكنولوجيا الكبرى من خدمات الذكاء الاصطناعي العام الماضي 45 مليار دولار، بحسب تقديرات المحللين في "مورغان ستانلي"، ومع التوقعات بانتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات الاقتصادية بقوة، يقدر أن تصل عائداته إلى تريليون دولار بحلول عام 2028. إنما حتى الآن، لا تكفي العائدات لسد فجوة التمويل لمشروعات التطوير المخطط لها وهو ما يتطلب مزيداً من الديون والاقتراض، وذلك في ظل عدم اليقين إزاء تقديرات بأن يستخدم الجميع الذكاء الاصطناعي، مما يعني زيادة عائدات الشركات التي تطوره من بيع خدماته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store