logo

المدرسة الشاذلية .. تربيةٌ من أجل الإصلاح

اهرام مصر١٣-٠٣-٢٠٢٥

المدرسة الشاذلية
تربية من أجل الإصلاح
بقلم : د. مجدي إبراهيم
كان أبو الحسن الشاذلي طيّب الله ثراه يقول : ' لا تَرْكن إلى عِلْمِ وَلَا مَـدَدٍ وَكُنْ بالله، وَاحْذَرْ أنْ تَنْشُرَ عِلمُكَ ليُصَدِّقُكَ النَّاس، وَانْشُــر عِلمُكَ ليُصَدِّقُك اللهُ تَعَالىَ' .. رحمه الله رحمة واسعة.
' أَدْعُو إلىَ سَبِيِلِ رَبِّك بالحِكِمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ' : قاعدة قرآنية عليا منزهة عن أغراض الداعين، فالدعوة إلى الله بالحكمة كلمة حق تخرج من لسان صدق، ولا يفترض فيها غير الحق وغير الصدق على طول الطريق، وليس يمكن أن تهدف إلى شيء بغير أن تكون هادفة إلى الإصلاح والتقويم والتهذيب في نفس صاحبها أولاً، ثم من نفسه بعد فنون الدُرْبَة على الإصلاح والتقويم والتهذيب تنعكس على المجموع إشعاعاته الروحية والدعويّة، ولها من الغايات أجَلَّها وأقصدها حين تخلص لله في سبيل الدعوة إليه، ولا تنتظر من خَلْقِه شيئاً قط قلَّ أو كثُر.
وهذا هو بالضبط ما كان يفعله أبو العباس المرسي فيما يتضح من توجيهاته وتعاليمه خلال ما دَوَّنه عنه تلميذه الأقرب ابن عطاء الله السكندري : التربية من أجل الإصلاح، ولكن بالكَلِم الطيب والموعظة الحسنة.
وليس هناك من عجب، فبالكلمات تحيا الأرواح، بالكلمات يَتَغَذَّىَ الروح العاقل في الإنسان، لكنها ليست كلمات كأي كلمات، ولا ككل كلمات؛ إنما هى كلمات حق تخرج من لسان صدق، ولها من الغايات أجلها وأقصدها في غير ما يحول بينها هوى مُقْلِق أو خوف مزعج.
ليس غريباً عندنا ولا هو بالشيء العجيب أن يُؤسِّس الصوفي فكره على 'الإخلاص' في الدعوة إلى الله، هذا 'الإخلاص' في سبيل الله هو الذي أدىَ بهم إلى التنكيل والتعذيب كما عَرَفْنَا شيئاً منه فيما تَقَدَّمْ.
والإخلاصُ طُهْر يَتَعْدَّىَ ذات الطاهر، ويتجاوز نفسه لينسحب على المجتمع، وعلى من يحيطون به من أتباع وتلاميذ أو هكذا ينبغي أن يتحقق المتصوف من دعوته فتقوم فيه ناهضة قويّة بواعث الإصلاح التي لا يُوقفها على نفسه وكفى بل يريد أن يعطيها الجماعة المحيطة به من طريق الدعوة لتتهذب كما تهذب هو، ولتستقيم كما استقام هو، ولتَعْرف الله كما عَرَفَهُ هو.
إنما الصوفي في هذه الحالة يلمس قلب الأشياء ويصل إليها مباشرة من خلال اتحاده مع غَايَاته ومقاصدها، واتساقه مع نفسه وربه، وخلوصه إلى كلمة التوحيد يَتَحِد بها اتحاداً يعرف فيها من طريق المجاهدة على الحقيقة مُهِمَّة الإخلاص للحقيقة التي ينشدها.
ليست الدعوة الإصلاحية هنا، ولن تكون؛ مجرد كلمات تخرج من أفواه غير قانعة بما تمضي فيه رسالةً تغييريَّةً من أجل الله وكفى، ولا هى بمقتنعة بما تؤديه، ولكنها ولكي تكون إصلاحاً حقيقياً تنطلق من تطابق الذات المُصْلِحَة مع فكرتها : تطابقها بين القول والعمل أو بين الخطاب الأيديولوجي والممارسة الفعليّة أو بين اللفظ الصادر كلمة أمينة واعية وبين الحالة الواقعية المعاشة فعلاً في الواقع العملي.
الصوفي لا يجد في هذا التطابق صعوبة ولا غرابة؛ لأنه هو الذي يَخْلِقَهُ، وهو الذي يعطيه، وهو الذي يحكم دعوته الإصلاحية من البدء إلى المنتهى على أساسه؛ إنْ في الصورة وإنْ في الحقيقة، إنْ في المظهر البرَّانيِّ وإنْ في الجوهر الجوَّانيِّ. وهذا الاتساق بين الظاهر والباطن هو الذي يشكل شخصية المُحَقِّق الإصلاحية، تلك الشخصية القائمة بدءاً على طُهْر الإخلاص وعلى أمانة الصدق, فالصوفي لا يكذب عليك, ولا ينافقك, ولا يداريك, ولا يخونك, ولا يقول لك – كيفما اتفق – أي كلام في أي لحظة وفي كل لحظة؛ والسلام.
الصوفي لا يفعل ذلك, ولا يخطر له ذلك على بال؛ لأنه مُتَّسقٌ مع ذاته, صَادقٌ في قوله غير مفصوم ولا منقسم, تُعَبِّر لغته عن شخصيته الإصلاحية تتشكل من معدن الإخلاص ومداد الصدق؛ إذْ يبدأ طريقه بالدخول إلى واقع مسكون بالنظافة الباطنة، مسكون باللغة الشاعرة الصادقة المتصلة بالضمير, والمنطلقة من القلب البصير، والعارفة لمعنى ما تقول، والمسئولة في نفس الوقت عَمَّا تقول.
لا يتيه الصوفي في تأملاته بعيداً عن واقع يجري فيه الأحياء ممَّن يعيشون ويجرِّبون، ولكنه مسكونٌ بواقعه الذي يعيشه، مسكونٌ بحضوره دوماً في رحاب الله. فليس له من ذنب إذا عاش الأحياء من حوله واقعات أٌخَر غير ما يعيشه هو، وغير ما يستحضره هو، عاشوا واقعات مُزَيفة فرضوها على أنفسهم حتى صارت بالنسبة لهم هى الحياة الحقة ولا حياة سواها. فالواقع الأسود الذي يعيشه إنسان اليوم إنْ هو إلا نتيجة لممارسات دائمة من الزيف والكذب والاختلاق والبطلان، فصارت ممارساته مع دوام التكرار هى الحقيقة التي يتشكل منها واقع الحياة اليوم، بمقدار ما تشكل؛ وسيتشكل مستقبلاً، في كل يوم تعْوَج فيه الضمائر وتنحرف القلوب عن توجهاتها العلويّة.
ومردُّ هذا إلى غياب الصدق في الأقوال، أي تردي اللغة وشيوع الكذب فيها واستخدامها الاستخدام الأعوج الكاشف عن عوج الضمائر وخراب القلوب، كما يرتد في الوقت نفسه إلى غيبة الإخلاص في الأعمال، أعني غيبة 'الوحدة القصدية' إزاء العمل، وفيما وراء العمل.
وهذه النقطة وحدها كفيلةٌ ببطلان العمل من أساسه فيما لو غابت عنه تلك الوحدة القَصْدِية؛ ليجيء سقوطه بالجملة من عين الله. والصوفي رجل الله؛ ليس يرى وجهة يتَّجِه إليها سوى وجهة الله مولاه، ففيما الغرابة إذن، وفيما العجب إذا نحن وجدنا 'رجل الله'؛ يؤسس فكره على الإخلاص لوجهته التي يتجه إليها؟
فلئن كان الشيطانُ مخلصاً لعوجه وانحرافه، أفغريب على من عرف الله أن يكون مخلصاً لمعرفته، مخلصاً لدعوته، مُبَرَّزَاً فيها بفضل الله، مخلصاً في قوله وعمله من أجل الله، لا لشيء آخر سواه ..؟!
مُهِمَّةُ الصوفي الحقيقية أن يكتشف ما لله في الإنسان، ثم يـَمْضي بهذا الاكتشاف إلى غاية ما يصل إليه طموحه ليُعَمِّمَهُ على أوسع نطاق ممكن من خلال إصلاحياته التأسيسية : الروحية والفكرية والخُلقية، ومتى أنصلح الإنسان الفرد أنصلح معه المجموع، واهتدى على هديه بقدر المستطاع.
هذا الإنسان العظيم الذي خَلَقَه الله على صورته؛ أعظم ما فيه أنه بنيانٌ الله مخلوق على الصورة، لكن من أسف أنه يَهْدمُ نفسه بنفسه، ويقدِّم من نفسه كل يوم الدليل وراء الدليل على هَدْمِهِ :' والإنسان بُنْيَانُ الله مَلْعُونٌ مَنْ هدمه '؛ كما جاء في الخبر المشهور. هَدْمُ الإنسان نفسه بنفسه واضح في أنه يعطي الفرصة سانحة للأغيار أن تهدم فيه ما بناه الله : تهدم روحه، وتفْقر حيويته، وتصيبه بالفقر والشلل والمرض والجهالة والتخلف، رغم أنه أفضل الكائنات وأكرمها قطعاً على الله.
هذا الإنسان الذي حَمَلَ السِّرَّ الإلهي فيه وأستودعه الله أمانته في حين لم ترد السموات والأرض ولا الجبال أن تحملها، وَحَمَلَهَا الإنسان لا لأنه كان ظلوماً وكان جهولاً؛ ولكن لأنه هو المنوط بحملها لا قهراً بل عن حب واختيار وتكليف، هو ظلوم وجهول بتبْعَته، بحبه، وباختياره وبتكليفه، إنما الجهالة والظلم الموصوفتان في القرآن عندما عَرَضَتْ الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبَيْنَ أن يحملنها، وأشفقن منها وحملها الإنسان، هما الخلافة في تعمير هذا الكون، وهما تحقيق الخلق في هذا الواقع العملي، إنّما الأمر تكليفُ في تكريم، وليس هذا بالجهل الذي تكون فيه الغفلة، ولا هو بالظلم الذي يرتد أسَفَاً على الإنسان.
هذا الإنسان الذي حَمَل السِّرَّ الإلهي موصولاً فيه وأستودعه أمانته لهو في الحق أهلُ للتبْعَة، وأهل لحمل أمانة التكليف، ولكن بمقدار ما يعرف نفسه ويتبيَّن أغوارها الدفينة ويسوسها بسياسة الوعي الكوني الذي يرفع عنها الحُجُب والعلائق وحواجز النظر المحدود,،وبمقدار ما ينفتح باطنه؛ ليرى ببصيرته نور الله مبثوثاً في كل شيء، وبمقدار ما يتهيآ لكشف سر الحياة بداخله، ويستشرف آفاق الكون كله ظاهره وخافيه، لا بل يَتَحَقَّقها، هنالك يكون 'الإنسان الكامل' الذي عرفت به أدبيات أذواق الصوفية منسوجة في أعمق نظراتهم الوجوديّة والمعرفيّة.
متى يَعْرف الإنسان نفسه؟ في الوقت الذي يَتَجَرَّد فيه عن نفسه خالصةً لله طواياه، في الحالة التي يحارب فيها الأغيار فلا يعطيها الفرصة سانحة لهَدْمِهِ في كل حين، في اللحظة التي يتغير فيها من سلب الذات إلى إيجابيتها، من الهَدْمِ إلى البناء وينفعل داخلياً بالكلمة كيما تتحول فيه إلى أفعال.
ومن هنا كانت مهمة التصوف العملي، تربوياً يَتَرقَّىَ في إطار حركة روحية خَالصة انفردت بها المدرسة الشاذلية ودَعَّمَتْهَا بقوانين الشرع وأصقلتها بخبرة الوعي التَّبَصري بعد صدق الدعوة إلى الله.
مُهِمَّةُ التصوف العملي في إطار المدرسة الشاذلية : إصَلاح ما أفسده الإنسان من نفسه؛ إصلاحه من طريق الدعوة, والعودة إلى أمانة التكليف التي أختارها طواعية لا عن قهر ولا عن غفلة ولا عن ظلم لنفسه بل عن حُبّ وتكريم. ولولا أن للدعوة طريقاً شاقاً وعسيراً لما أختاره الأقوياء العاملون، أولو العزم، الذين فرضوا على أنفسهم أن تكون لله، ومن أجل الله، وفي سبيل الله. وليس يعنيها النتائج تأتي من بشر مخلوقين ليس لهم إرادة على الحقيقة، وليس لهم فعل ولا تصميم.
طريق الدعوة إصلاحاً هو الذي أختاره أهل 'الكلمة' مِمَّن عرفوا لها قدرة وفاعلية وحركة وحياة، لكنهم عرفوها حين عرفوها منزوعة من ضمائرهم، مُستلة من عروقهم، مخالطة للحومهم ودمائهم : فكرة مُبدعة خلاقة ذات وعى عالي يتأسس بالجملة على الإخلاص.
حقاً! إنها الإخلاص حقيقةً تستقم عليه مهمة المُرَبي المُصلح الداعي إلى الله لا على غفلة وجهالة بل على بصيرة. وقد شاءت إرادة الله لشيخنا أبي العباس المرسي ومن قبله شيخه أبي الحسن الشاذلي : أن يكون طريقهما في الحياة هو الإصلاح : دعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة لا بالإرهاب والتنفير من الدين.
فمن الناس من تنقلب الدعوة على لسانه إلى تكريه الناس في دين الله، وتضييق ما وسَّعه الله على عباده، وتنفيرهم من محبته ولطفه وإحسانه، ومأمُوليته، وولايته لخلقه، ورحمته لهم، تلك الرحمة التي وسعت كل شيء بغير استثناء. ولن تجد على الإطلاق لهذه الحالة، ولا لمن يتلبَّسها بين أقطاب الصوفية المُصْلِحين وجوداً، لا لشيء إلا لأنهم كانوا أخذوا نفوسهم بالشدة وقلوبهم بالرياضة وأرواحهم بالتزكية والتطهير؛ فهم بحق أهلُ إصلاح وأهل دعوة خالصة ومخلَّصة؛ لأنهم هم الذين فهموا عن الله، وأخذوا علومهم من الله، لا بالتعالي على خلقه ولا بالتجافي عن الطالبين .. من مأثورات أبي العباس المرسي التي تؤكد هذا إنه:' كان يكره للأشياخ إذا جاءهم مريد أن يقولوا له قف ساعة! ويقول : إنّ المريد يأتي إلى الشيخ بهمته المتوقدة، فإذا قيل له قِفْ ساعة طفئ ما جاء به (طبقات الشعراني: جـ2؛ ص 14)؛ وهذا أدب في التربية يعطيه ذوق الطريق .. يرأف بالمريدين؛ ويعرف كيف يلاطفهم قبل أن يقسوا عليهم .
ثم أقرأ قوله تعالى:' وَمَنْ أحْسَنُ قولاً مِمَّنْ دَعَىَ إلىَ الله وَعَمَلَ صَاَلحَاً وَقَالَ إنَّني منَ المُسْلمينَ ' (سورة فصلت : آية 33)؛ ليَتبَيَّن لك أن الدعوة إلى الله والعمل الصالح، لهُمَا بالفعل من حُسْن القول الذي ليس عليه حُسْن يعلوه ولا يتجاوزه، ولكن في الوقت الذي تكون فيه الدعوة خالصة في قلب الداعية، وصادقة في التوجه إلى الله صادقة وخالصة له سبحانه في وحدة قصدية نافعة وعاملة.
وممَّا لابد منه هنا بعد ذكر التمهيد الذي أطلنا فيه بعض الشيء؛ الحديث عن خُصوصية الطريق من حيث كونه قائماً في نفس صاحبه ممتزجاً بجميع أقطاره؛ لأنه يمثله كما يتمثل الطريق فيه، ونحن في نَتَعَرَّض لأهم الملامح التي تكشف عن خصوصية الطريق وإعطاء نماذج من أئمة التصوف السُّني كما اعتمدته المدرسة الشاذلية. ولا بد لنا من ذكر الأصول المرجعية، وعن نسبة أبي العباس المرسي إلى الطريقة الشاذلية من خلال شيخه الإمام أبي الحسن الشاذلي، ولكونه الخليفة من بعده. وفي سيرته الذاتية مُوجزة من خلال أقواله الدالة على توجهاته، وصحبته للإمام أبي الحسن الشاذلي. حاولنا ولو بقدر المستطاع إن نعطي عرضاً مُلَخَّصاً – من وجهة نظرنا – عن أهم ما أتى به في عباراته حين أطلقنا على على خصوصية تفكيره الملآن بالنزعات الروحية مقامات التفكير الصوفي، نقوم بتحليلها، من حيث كونها نظرية قبل أن تكون عملية، أعني تحليلها على مستوى المقولة والخطاب فضلاً عن تذوقها على صعيد التجربة والحياة الروحية؛ لتجيء صفة العارف أثراً بالغ الوضوح من آثار الوجود الروحي في الإنسان على التعميم.
ومن المؤكد أن الشيخ المرسي قد تأثر بالقرآن الكريم واستطاع أن يصل بشفافية ذاته إلى ذاتية القرآن الكريم كخَاصَّة قرآنية يستبطنها الصوفية لتكون ممزوجة بأرواحهم وقلوبهم وأسرارهم وضمائرهم؛ إذْ ذَاك تتحول الذاتية صوفية في صميم الصميم . والاستنباطات التي دونها عنه تلميذه ابن عطاء الله السكندري تفيض بصحبة هذا الكتاب الكريم؛ لتجيء من قلب القرآن دالة على ذَوْقٍ رَاقِ وفكر ثاقب وَعُمْق بصير ..
وفي هذا كفاية الدلالة على تأثيره بالقرآن؛ لا مُجَرَّد التأثر وكفى؛ بل إنه عايشه ومارسه وجَرَّبه وعَانَاهُ؛ إنما القرآن وسنة رسول الله صلوات الله عليه، هما حياة الشيخ المرسي بل هما حياة السادة الشاذلية لا غير، تماماً كما هما بالقطع حياة الصوفية على التعميم.
قَامَتْ المدرسة الشاذلية كما قَاَمَ شيخنا بنشر الدين الإسلامي في الأماكن التي تواجد فيها، ولم يَتَوَانَ عن الدعوة في سبيل الله والجهاد بالكلمة والفكرة قيد أنملة، وراسل أصحابه ومريديه بين الإسكندرية وتونس، واعتُبر هذا هو من فضل جهاده الروحي. على أن منهجنا هو المنهج التحليلي النقدي وبخاصة فيما يتصل بالتحليل النقدي لا لأقوال الشيخ وعباراته فقط, بل أيضاً لمن يقرأها على غفلة وبغير حضور, فيتصور أنها عبارات قاصرة في ذاتها غير متصوِّرٍ أن القصور لاشك فيه, ثم التحليل النقدي لأقوال الشيوخ السابقين عليه الذين أسهموا بفقه الإشارة الباطنة كما وَرَدَتْ في كتاب 'لطائف المنن' لابن عطاء الله السكندري؛ ثم قام الشيخ المرسي نفسه بنقد وتحليل أقوالهم وإشاراتهم الغامضة ليجيء تفسيرها على يديه التفسير المناسب والصحيح.
وفي نهاية هذا التمهيد, نأمَلُ أن نكونَ قد حَققنا جُزءاً ولو بسيطاً من الإسهام في التعرُّف على شخصية الشيخ أبي العباس المرسي، الداعية، والخليفة للإمام الهُمَام أبي الحسن الشاذلي، والمصلح، والصوفي الكبير، والرجل الثاني في المدرسة الشاذلية الكبرى؛ بمقدار ما نكون قد تَعَرَّفنا أيضاً على مذهبه الصوفي الذي دَانَتْ به المدرسة الشاذلية، واعتقدته قاطبة في رجالها جيلاً وراء جيل، وظلت به باقيةً حَيَّةً في قلوب الناس إلى يوم الناس هذا، وعلى أهم آرائه الصوفية في جانبها العملي التطبيقي عنده، وما ينعكس على هذا الجانب من إسهامات خُلقية وتوجهات عرفانية. واللهُ من وراء القصد، وهو وحده يَقُولُ الحق ويهدي السبيل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مواقيت الصلاة اليوم الأحد 25 – 5 - 2025 في القاهرة والمحافظات
مواقيت الصلاة اليوم الأحد 25 – 5 - 2025 في القاهرة والمحافظات

فيتو

timeمنذ 37 دقائق

  • فيتو

مواقيت الصلاة اليوم الأحد 25 – 5 - 2025 في القاهرة والمحافظات

مواقيت الصلاة اليوم، تعتبر الصلاة وسيلة للتقرب إلى الله وللدعاء وطلب العون والمغفرة. فهي تجمع بين الجسد والروح في وقت واحد، حيث يؤدي المسلم الحركات الجسدية المتمثلة في الركوع والسجود، وفي نفس الوقت يتوجه بروحه وقلبه إلى الله بالدعاء والتضرع. هذا التكامل بين الجسد والروح يعزز الشعور بالسكينة والطمأنينة. تساهم الصلاة أيضاً في تحقيق الراحة النفسية والتوازن الداخلي. ففي ظل الضغوط والتوترات اليومية، يجد المسلم في الصلاة ملاذاً وملجأً يفرغ فيه همومه ويطلب العون من الله. فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" (سورة الرعد: 28)، وهذا يعكس كيف أن الصلاة، وهي أعظم ذكر لله، تساهم في تحقيق الطمأنينة والسكينة للنفس. مواقيت الصلاة بتوقيت المحافظات، فيتو مواقيت الصلاة اليوم مواقيت الصلاة اليوم وفقًا للتوقيت المحلي لمدينتي القاهرة والإسكندرية وكذلك لعدد من مدن ومحافظات الجمهورية من واقع بيانات الهيئة العامة للمساحة: مواقيت الصلاة اليوم: القاهرة: • الفجر: 4:14 ص • الظهر: 12:52 م • العصر: 4:28 م • المغرب: 7:48 م • العشاء: 9:18 م الإسكندرية: • الفجر: 4:15 ص • الظهر: 12:57 م • العصر: 4:36 م • المغرب: 7:56 م • العشاء: 9:28 م أسوان: • الفجر: 4:29 ص • الظهر: 12:45 م • العصر: 4:07 م • المغرب: 7:29 م • العشاء: 8:52 م الإسماعيلية: • الفجر: 4:08 ص • الظهر: 12:48 م • العصر: 4:26 م • المغرب: 7:45 م • العشاء: 9:16 م وجاءت باقي مدن الجمهورية كالتالي: الصلاة ليست مجرد فرض ديني، بل هي عمود أساسي في حياة المسلم، تجمع بين العبادات الروحية والنشاطات الجسدية، وتؤدي الصلاة دوراً محورياً في تهذيب النفس وتقويم السلوك، وهي الوسيلة التي يتصل بها الإنسان بخالقه يومياً. فقد فرضت الصلاة على المسلمين لتكون جسراً يربط بين العبد وربه، ولتكون وسيلة لتنقية النفس من الذنوب والخطايا، ولتوجيه المؤمن نحو الخير والصلاح. أهمية الصلاة تتجلى في كونها تذكر المسلم بربه خمس مرات في اليوم، مما يعزز من تواصله الروحي ويجعله أكثر ارتباطاً بالله. الصلاة هي الوقت الذي يتوقف فيه المسلم عن مشاغله اليومية، ويتفرغ لعبادة الله، فيستمد من خلالها الطاقة الروحية التي تساعده على مواجهة تحديات الحياة. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً" (سورة النساء: 103). هذا يدل على أن الصلاة هي وقت محدد يجب على المسلم الالتزام به، مما يعزز من روح النظام والانضباط في حياة المسلم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

مواقيت الصلاة، موعد أذان الفجر اليوم الأحد 25 - 5 - 2025 في القاهرة والمحافظات
مواقيت الصلاة، موعد أذان الفجر اليوم الأحد 25 - 5 - 2025 في القاهرة والمحافظات

فيتو

timeمنذ 2 ساعات

  • فيتو

مواقيت الصلاة، موعد أذان الفجر اليوم الأحد 25 - 5 - 2025 في القاهرة والمحافظات

مواقيت الصلاة اليوم، إنّ للتبكير إلى الصلاة فضائل وفوائد عديدة، فيما يأتي بيانها: الإعادة خلف المُؤذن في الأذان، والدُّعاء بعد الأذان. التواجد أثناء وقت تكبيرة الإحرام والمُحافظة عليها، وحضور صلاة الجماعةِ كاملة من غير نُقصان، وكسب التأمين خلف الإمام في حال كانت الصلاة جهرية، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا قالَ الإمامُ: "غيرِ المغضوبِ عليْهم ولاَ الضَّالِّين"، فقولوا: "آمينَ"، فإنَّهُ من وافقَ قولُهُ قولَ الملائِكةِ غفرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ). الصّلاة في الصّفِ الأول من صُفوف المُصلِّين، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ والصَّفِّ الأوَّلِ ثمَّ لم يجِدوا إلَّا أن يستَهِموا عليهِ لاستَهموا). الحرص على الصلاة في الجانب الأيمن من الصفوف، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصَلُّون على ميامنِ الصُّفوفِ). مواقيت الصلاة بتوقيت المحافظات، فيتو مواقيت الصلاة والأذان فرض كفاية على الرجال إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وللأذان أهمية عظيمة فى إظهار الشعائر الإسلامية وحث المصلين على عمارة المساجد فى الأوقات الخمسة. مواقيت الصلاة اليوم بالقاهرة والمحافظات موعد أذان الفجر اليوم وفقًا للتوقيت المحلي لمدينتي القاهرة والإسكندرية وكذلك، مواقيت الصلاة، لعدد من مدن ومحافظات الجمهورية موعد أذان الفجر بالقاهرة: 4:14 ص موعد أذان الفجر بالإسكندرية: 4:15 ص موعد أذان الفجر بأسوان: 4:29 ص مواقيت الصلاة اليوم والأذان فرض كفاية على الرجال إذا قام به البعض سقط عن الباقين، وللأذان أهمية عظيمة فى إظهار الشعائر الإسلامية وحث المصلين على عمارة المساجد فى الأوقات الخمسة. وفيما يلي مواقيت الصلاة، لعدد من مدن ومحافظات الجمهورية من واقع بيانات الهيئة العامة للمساحة القاهرة: • الفجر: 4:14 ص • الظهر: 12:52 م • العصر: 4:28 م • المغرب: 7:48 م • العشاء: 9:18 م الإسكندرية: • الفجر: 4:15 ص • الظهر: 12:57 م • العصر: 4:36 م • المغرب: 7:56 م • العشاء: 9:28 م أسوان: • الفجر: 4:29 ص • الظهر: 12:45 م • العصر: 4:07 م • المغرب: 7:29 م • العشاء: 8:52 م الإسماعيلية: • الفجر: 4:08 ص • الظهر: 12:48 م • العصر: 4:26 م • المغرب: 7:45 م • العشاء: 9:16 م وجاءت باقي مدن الجمهورية كالتالي: المبادرة والتبكير والتسابق في ميادين الطاعات والمسارعة إلى الخيرات والأعمال الصالحة صفة من صفات المؤمنين المفلحين المجيبين لأمر ربهم، ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ ]آل عمران: 133]. فخير الأعمال الصالحة وأفضلها إقامة الصلاة، وهي أهم أركان الإسلام وأوجب العبادات بعد الشهادتين، والدعوة إليها قائمة على الدوام حتى الممات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وقوله تعالى {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَقومُوا لله قَانِتِينَ} {وأقم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات}. وفي هذه الآيات الكريمة وغيرها بيان لأهمية الصلاة وتعظيم قدرها وفضلها، وناهيك بما حوته السنة النبوية من التنويه والاهتمام بشأنها حتى قال ابن حبان: 'في أربع ركعات يصليها الإنسان ست مائة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الشيخ عويضة عثمان يوضح فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
الشيخ عويضة عثمان يوضح فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 2 ساعات

  • بوابة ماسبيرو

الشيخ عويضة عثمان يوضح فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، أن من نعم الله علينا أن يجعل لنا من حين لآخر أياما نتقرب فيها إليه بالعبادات و الطاعات، ونندم فيها على التقصير ، ومن ضمن هذه الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة . وأشار إلى أن بعض العلماء عقدوا مقارنة بين العشر الأوائل من ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان ، وهذه المقارنة في حد ذاتها تبين فضل هذه الأيام وقيمتها، فهناك من رأى أن العشر الأوائل من ذي الحجة قد تكون أفضل من العشر الأواخر من رمضان لولا وجود ليلة القدر في رمضان، وقد قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم،:" ما مِنْ أيَّامٍ العمَلُ الصَّالِحُ فيها أحبُّ إلى اللهِ مِن هذه الأيام" أي العشر الأوائل من ذي الحجة ، وفي هذا رد على بعض المشككين في صيام الرسول صلى الله عليه وسلم، في هذه الأيام ، فكلمة العمل الصالح في الحديث الشريف تشمل الصيام وغير ذلك من الأعمال الصالحة من قراءة القرآن والصدقات و صلة الأرحام وقيام الليل . جاء ذلك خلال الفترة الإذاعية المفتوحة " بين السائل والفقيه" المذاعة يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع على موجات إذاعة القرآن الكريم قدمها الإذاعي فؤاد حسان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store