logo
حلي فضية .. تخفي في نقوشها قصص إنسانية عريقة بتزنيت

حلي فضية .. تخفي في نقوشها قصص إنسانية عريقة بتزنيت

صوت العدالة١٦-٠٧-٢٠٢٥
رشيد أنوار / صوت العدالة
تميزت المدينة السلطانية تزنيت منذ القدم بصناعها المهرة ، في فنون الصياغة لاسيما الفضية ، فكانت سوقا للعرض ، و مكانا لتجمع الصناع لعرض ما جادت به أناملهم ،مما جذب أمهر الصناع من مختلف المدن المغربية ،من مسلمين و يهود ، و أنسكبت ثقاقاتهم على سيوف وخناجر وحلي نسائية ، متخدة أشكالا وحروف ورموزا و ألوانا ، تثير فضول الباحثين .
بين الرموز و الحروف و الاشكال تختفي حكايات عائلات تنفست رائحة الفضة ، وحملت شرف ' مول النقرة ' بين الجيران و الأقران ، و عاشت أمل يشكل بالنار و الدق ، في ليالي معتمة على ضوء شمعة ، تناوبت عليه أفراد الأسرة ، ليكتب على حلي يدخل الفرحة على عروس ….
نبشنا قادنا الى 'اد الجغاوي' داخل السور العريق ، و هو منزل المرحوم المعلم مولاي الناجم البيض السباعي الشناني، تزاد فـ1925، الذي كان من أمهر الصناع التزنيتيين ، لنعيش مع إبنته سعاد البيض ليلة من ليالي الصانع …
بعفوية و دمعة تخجل من النزول من عينيها وبريق من العزو و الإفتخار تحكي :' كبرت فوسط واحد الأسرة بسيطة ولكن غنية بالقيم، وكان المصدر الوحيد للعيش ديالنا هو الفضة، هاد المعدن النفيس اللي ماشي غير كنا كنعيشو منو، بل كان جزء من الهوية ديالنا.
'صورة ناذرة للمرحوم المعلم مولاي الناجم البيض السباعي الشناني'
من صغري، وأنا محاطة بأجواء الصياغة، كبرت على صوت المطرقة، وعلى رائحة النار والمعادن، وعلى تفاصيل القطع اللي كتصاوب بيدين الوالد، الله يرحمو. ماشي غير حرفة، ولكن كانت فن، وكانت رسالة. عمرني حسّيت أنني غريبة على هاد العالم، بل بالعكس، كنت كنحس راسي فيه، فخورة به، ومتشبثة به.
الوالد ديالي هو المرحوم المعلم مولاي الناجم البيض السباعي الشناني، تزاد فـ1925، وكان من الصناع المهرة فتزنيت. الوالدة ديالي كتسمى فطومة، وهي منحدرة من نواحي مدينة الصويرة، والزوجة الأولى للوالد، اللي كنسميها جدتي احتراما لها فهو الأم الثانية ديالي كانت من أصل تيزنيتي من دوتركة.
كبرنا فدار كانت عامرة بالحب، بالعشرة، وبالاحترام، 12 ديال الخوت، خمسة ديال الذكور وسبعة ديال البنات، منهم 3خوت من الأب، والباقي من الأب والأم، ولكن كان الانسجام والتفاهم جامعنا كاملين.
الوالد ما كانش كيبخل علينا لا بالمحبة لا بالمعرفة. كان كيشاركنا تفاصيل الحرفة من الألف حتى الياء. منين كيمشي للسوق باش يجيب الفضة، سواء على شكل 'رَحى' (الفضة الخام)، أو مسوقات قديمة، كيدوّبها فالة كتسمى لافورج باش يحصل على الكتلة الفضية، ومن تما كياخدها للمكينة باش يحوّلها لسبائك أو سلك أو قطع حسب الحاجة.
كل فرد من الأسرة كانت عندو يد فهاد الحرفة. الأم ديالي كانت كتزلك أو كدور السلك الفضي،بواحد الآلة كتدوّرو حتى كيولي فيه تموّجات رقيقة، وأنا وخواتاتي كنا كنقصّوه بالمقص ونشكلوه كنسمّيوها 'التيليكرام'، واللي كنستعملوها فصناعة الحلي، بحال الحزام الفضي، أو قطع أخرى زوينة.
'الأب و الأبن المرحومين مولاي الناجم و عزيز البيض '
حتى الإخوان ديالي، الله يرحم منهم من رحل، والله يطوّل عمر الباقين، كانو كيخدمو معانا، وكان كل واحد عندو لمسة خاصة. من اخي الاستاذ مولاي احمد والاستاذ مولاي محمد، والمرحوم مولاي عبد العزيز، و مولاي سعيد و مولاي اعمر … وكانو فعلاً من أمهر الصناع التقليديين. وأنا كنتمنا من قلبي يتم استغلال هاد الكفاءة والمعرفة، ويتعلمو منها الأطفال والشباب اللي باغيين يتجهو للصناعة التقليدية اليدوية.
تربّينا وكبرنا وتعلّمنا وتكوّنا وعشنا من هاد الصياغة. أي قطعة كنصاوبوها ما كتكونش غير حلي، كتكون لوحة فنية، فيها الوقت، وفيها التركيز، وفيها العرق، وفيها الروح. ما عمر هاد الحرفة غنّاتنا، ولكن سترتنا، وخلّاتنا نعيشو بكرامة، ونكبرو مرفوعي الراس.
'النقش على الخنجر الشناني'
أنا فخورة جداً بالأب ديالي، الله يرحمو، وبالأم ديالي، الله يرحمها، وبالإخوان ديالي اللي كانوا سند وركيزة. وكنتمنا من أعماق قلبي أن هاد الموروث يبقى حي، ويتوارث من جيل لجيل، ماشي غير كحرفة، ولكن كقيمة، وكهوية، وكفنّ نبيل.'
يحق لتزنيت أن تحتفل ، ويحق لأبناءها البررة الإفتخار ، فقد طبعت تيميزار هوية ، و أخرجت منظومة سلاسل إنتاج الفضة ، و أخدت تزنيت مكانة الريادة ، فقد كانت الوصية منقوشة على انامل الأجداد تسلم لجيل بعد جيل ، وما قصة البيض الا واحدة من الاف القصص التى عاشت حياة الزهد بإيمان العفاف و الإخلاص لفن نبيل يصاغ في معدن نفيس .
'سعاد البيض بالحلي التزنيتي '
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المديرالجهوي للثقافة يمنع من دخول مهرجان الروايس بالدشيرة الجهادية
المديرالجهوي للثقافة يمنع من دخول مهرجان الروايس بالدشيرة الجهادية

صوت العدالة

timeمنذ 39 دقائق

  • صوت العدالة

المديرالجهوي للثقافة يمنع من دخول مهرجان الروايس بالدشيرة الجهادية

رشيد أنوار / صوت العدالة إستمرت المهازل التنظيمية لغاية اليوم الأخير من فعاليات الدورة 13 من المهرجان الوطني لمهرجان الروايس المنظم تحت الرعاية الملكية السامية، وبشراكة بين وزارة الثقافة وجماعة الدشيرة الجهادية وعمالة إنزكان أيت ملول، حيث تم منع المدير الجهوي لوزارة الثقافة رفقة مجموعة من الأسماء الساهرة على التنظيم ، حيث عاينت الجريدة المسؤول الجهوي يحاول الدخول بعدما خرج ، إلا ان عناصر القوات المساعدة التزمو بالتعليمات القاضية بعدم السماح إلا لمن يحملون الشارات . المشهد اثار موجة من السخرية ، بعدما تعاملت الجهات المنظمة ( مديرية الثقافة ) بسياسة الآذان الصماء ، حيث تم الاستغناء عن الصحافة المحلية و الوطنية ، و الاعتماد على منابر معدودة على رأس الأصابع ، في ضرب صارخ لحرية التعبير ، ناهيك عن عدم إيلاء المهرجان ما يستحقه من الدعاية و الإشهار، او ندوة صحفية تليق بمقامه و سبق ان افتتح المهرجان على إيقاع رداءة الصوت، وغياب أي هندسة سمعية احترافية. فنانات وفنانون يُغنون في فراغ صوتي، وسط صدى مزعج، وتقطعات متكررة، تعكس انعدام الحد الأدنى من التجهيز. هذا و ينتظر المتتبعون للشأن المحلي و الثقافي بالجهة ، تحرك المدير الجهوي الجديد لوضع حد لهاته المهازل التى ضربت مهرجانا ذو دلالة رمزية ، و اتخاذ اجراءات في حق المقصرين ، و فتح قنوات التواصل مع الصحافة المحلية و الوطنية ، و القطع مع ممارسات الكولسة و الابواب الموصدة التى تخفي وراءها أشياء ستفضحها الايام .

مجلة نادي الصحافة في موسمها الثالث تمنح شهادة سلسلة النخبة للهرم السياحي 'Noury saladin' المديرالعام لموفنبيك المنصورالذهبي وقصر المؤتمرات بمراكش
مجلة نادي الصحافة في موسمها الثالث تمنح شهادة سلسلة النخبة للهرم السياحي 'Noury saladin' المديرالعام لموفنبيك المنصورالذهبي وقصر المؤتمرات بمراكش

مراكش الآن

timeمنذ 40 دقائق

  • مراكش الآن

مجلة نادي الصحافة في موسمها الثالث تمنح شهادة سلسلة النخبة للهرم السياحي 'Noury saladin' المديرالعام لموفنبيك المنصورالذهبي وقصر المؤتمرات بمراكش

بعد نجاح القافلة الاعلامية لمجلة نادي الصحافة التي جابت مختلف المدن والمناطق الحضرية بالمملكة المغربية من اجل التعريف بجنود الخفاء من المسؤولين الترابيين والاداريين ومدراء الشركات والمقاولات والمؤسسات السياحية المصنفة، والذين جندوا انفسهم لخدمة الوطن. بعد هذا النجاح الاعلامي، يستعد الطاقم الاعلامي والاداري لمجلة نادي الصحافة خلال أواخر فصل الصيف الجاري، لاطلاق سلسلة من الربورتاجات والتحقيقات الصحفية مع نخبة من المميزين من رجال الفكر والثقافة والاعلام والاقتصاد والسياسة، والمال والاعمال، والسياحة، في مواكبة من المجلة للمجهودات الكمية والنوعية التي تبذلها هذه النخب الوطنية في سبيل خدمة الوطن، والرقي به في مصاف الأمم المتقدمة تحت القيادة الرشيدة لعاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله. وسيكون في مقدمتهم على القامة والهرم السياحي والمديرالعام للمجموعة الفندقية الشهيرة موفنبيك المنصور الذهبي بالمدينة الحمراء Noury saladin المدير العام للمؤسسة بحكم تجربته وخبرته ومهنيته العالية، التي مكنته وبكل صراحة ان يقود سفينة اهم وحدة سياحية موفنبيك منصور Mövenpick الذهبي مراكش. فالشاب NOURY الذي سيتم تتويجه حصل على شهاداة تقديرية ومهنية وطنية وعالمية ارخت سجله المهني بامتياز كحصوله على جائزة أفضل فندقي لعام 2023. وهذا راجع ايضا الى خريطة الطريق التي يرسمها منذ تعيينه على رأس تسيير هذه الوحدة السياحية الهامة. لذا ظل يعمل دون كلل وبخطة واعدة واستراتيجية محكمة، للرفع من جودة الخدمات السياحية وتنويع المنتوج السياحي الى جانبه فريق من الخبراء السياحين والمهنيين من ذوي الكفاءات العالية، الذين لهم دراية ومعرفة كبيرة بالقطاع السياحي، مما جعل الفندق يتبوأ مكانة أساسية في المشهد السياحي الوطني والدولي. وفي هذا السياق لابد من التذكير ان الشاب نوري يمتلك تجربة فريدة ونوعية بحكم تقلده عدة مناصب في مسيرته المشرقة، جعلته اليوم يضطلع بمختلف المستجدات والمعطيات الحديثة في الحقل السياحي الوطني والدولي والتي اعطته إمكانات هائلة وقدرة على الإبداع وتجويد الخدمات السياحية وتطويرها من خلال استراتيجة تهدف إلى وضع الفندق كمنتجع سياحي فاخر إضافة إلى تحقيق التواصل مع جميع الشركاء لكون مراكش قبلة سياحية ووجهة ترفيهية بامتياز.

رحيل الفنان اللبناني زياد الرحباني
رحيل الفنان اللبناني زياد الرحباني

كازاوي

timeمنذ ساعة واحدة

  • كازاوي

رحيل الفنان اللبناني زياد الرحباني

ودعت الساحة الفنية اللبنانية والعربية، أمس السبت، الفنان اللبناني زياد الرحباني، عن عمر ناهز 69 عاما، بعد صراع طويل مع المرض داخل أحد مستشفيات العاصمة بيروت. وبرحيله، خسر لبنان والعالم العربي أحد أبرز أعمدة الفن النقدي الملتزم، ورائدا في المسرح والموسيقى، وكاتبا جسد هموم الناس وآمالهم بكلمة صادقة ولحن لا ينسى. زياد، نجل أيقونة الغناء العربي فيروز، والملحن الراحل عاصي الرحباني، نشأ في بيئة فنية استثنائية، لكنه اختار طريقه الخاص، مبتعدا عن الأطر التقليدية، ليرسم لنفسه مسارا نقديا وفكريا جريئا، يتقاطع فيه الفن مع السياسة، والموسيقى مع الموقف. ▪︎نعي رسمي وشعبي واسع فور إعلان الوفاة، سادت حالة من الصدمة في الأوساط الفنية والثقافية، وانهالت كلمات النعي من شخصيات سياسية وفنية، أبرزها ما كتبه الرئيس اللبناني جوزيف عون على منصة 'إكس'، حيث قال: 'زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر.. كان ضميرا حيا، وصوتا متمردا على الظلم، ومرآة صادقة'. أما رئيس الوزراء نواف سلام، فرثاه قائلا: 'بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة. زياد جسد التزاما عميقا بقضايا الإنسان والوطن، ومن على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود'. كما كتب وزير الثقافة غسان سلامة: 'كنا نخاف هذا اليوم لأننا كنا نعلم تفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في المعالجة. وتحولت الخطط لمداواته في لبنان أو في الخارج إلى مجرد أفكار بالية، لأن زياد لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها. رحم الله رحبانيا مبدعا سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store