الذكاء الاصطناعي والإعلام
شهد الإعلام تحولات جذرية على مدى العقود الماضية، لكن لم يكن لأي تطور تأثير بحجم ما أحدثه الذكاء الاصطناعي. اليوم، تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل اهتمامات الجمهور، وصياغة المحتوى، وحتى إنتاج الأخبار بطريقة لم تكن ممكنة من قبل. في ظل هذا المشهد الإعلامي الجديد، يبرز السؤال: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على تشكيل الرأي العام؟ وما هي الأساليب الحديثة التي تعزز تأثير الإعلام في العصر الرقمي؟
الذكاء الاصطناعي وفهم الجمهورأصبح فهم الجمهور وتقديم محتوى يتناسب مع اهتماماته من العوامل الأساسية لنجاح أي وسيلة إعلامية. الذكاء الاصطناعي يتيح للإعلاميين تحليل البيانات الضخمة القادمة من وسائل التواصل الاجتماعي، وسجلات البحث، وأنماط استهلاك المحتوى، مما يمكنهم من تقديم أخبار وتقارير تتماشى مع توقعات الجمهور.وفقًا لدراسة نشرتها المجلة المصرية لبحوث الإعلام، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل تفضيلات الجمهور يساهم في رفع كفاءة المحتوى الإعلامي بنسبة تصل إلى 40%، حيث يتم تخصيص الأخبار والمقالات بناءً على اهتمامات القراء الفعلية وليس الافتراضية فقط.تحسين جودة المحتوى الإعلاميالذكاء الاصطناعي لا يقتصر على التحليل فقط، بل يلعب دوراً رئيسياً في إنتاج الأخبار والمحتوى الإعلامي، بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى، مثل وكالة أسوشييتد برس ورويترز، بدأت بالفعل في استخدام تقنيات "صحافة الروبوت"، حيث تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بكتابة تقارير رياضية ومالية بسرعة وكفاءة عالية.في مصر، يؤكد بعض خبراء الإعلام الرقمي، أن "التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي يعززان من دقة الأخبار وتحليلها، مما يسمح للصحفيين بالتركيز على إنتاج محتوى أكثر تعمقاً بدلاً من المهام الروتينية"
أهم الأساليب الإعلامية تأثيراً في العصر الرقمي.تطورت اساليب ووسائل الإعلام مع التطورات التقنية لتلك الوسائل، ويمكن الإشارة إلى أهم وسائل واساليب الإعلام تأثيراً في هذا العصر وفقا لما أشارت إليه بعض الدراسات المختصة:1. المنصات الرقمية وخدمات البث المباشرتحولت منصات مثل نتفليكس وأمازون برايم وهولو إلى مصادر رئيسية للمعلومات والترفيه، حيث توفر محتوى مخصصاً بناءً على تحليل تفضيلات المستخدمين. وفي العالم العربي، تبرز منصات مثل شاهد وWatch It، التي غيرت من عادات المشاهدة التقليدية وسمحت بتخصيص المحتوى حسب ذوق المشاهد.2. وسائل التواصل الاجتماعيأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أدوات رئيسية في نشر الأخبار والتأثير على الرأي العام، حيث تتيح للمستخدمين التفاعل والمشاركة. وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة رويترز للصحافة، فإن أكثر من 55% من الأشخاص يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار، مما يجعلها ساحة رئيسية لصياغة الرأي العام وتوجيهه.3. التكنولوجيا التفاعلية والواقع الافتراضيبدأت المؤسسات الإعلامية في استكشاف تقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتقديم تجارب إعلامية أكثر تفاعلية. على سبيل المثال، استخدمت نيويورك تايمز تقنية الواقع الافتراضي في تقاريرها الاستقصائية، مما مكن الجمهور من "التواجد" داخل المشهد الإعلامي بطريقة غير مسبوقة.4. الذكاء الاصطناعي وتحليل البياناتتساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوكيات المستخدمين وتقديم محتوى مخصص لكل فرد، مما يزيد من التفاعل والمشاركة. كما تساهم هذه التقنيات في التنبؤ بالاتجاهات الإعلامية المستقبلية بناءً على البيانات الضخمة المتاحة.التحديات والمخاطر المحتملةرغم الفوائد الهائلة، يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام تحديات تتعلق بالمصداقية والأخلاقيات. ومن أخطر هذه التحديات انتشار الأخبار المزيفة والتلاعب بالمعلومات من خلال تقنيات مثل "التزييف العميق" أشار تقرير صادر عن مؤسسة RAND إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز نشر المعلومات المضللة بسرعة غير مسبوقة، مما يستدعي تطوير استراتيجيات لمكافحة التلاعب الإعلامي وضمان دقة الأخبار.أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية للعاملين في الإعلامفي ظل هذه التحولات، لم يعد مواكبة التكنولوجيا خياراً للعاملين في الإعلام، بل ضرورة لضمان الاستمرارية والتنافسية. تحتاج المؤسسات الإعلامية إلى تدريب كوادرها على أدوات الذكاء الاصطناعي، وتطوير استراتيجيات جديدة تناسب بيئة الإعلام الرقمي.تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول تأثير التكنولوجيات الرقمية أكد أن هذه الأدوات يمكن أن تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز العدالة في توزيع المعلومات، لكنها في الوقت نفسه تطرح تحديات جديدة تتطلب سياسات واضحة لمواجهتها.ختاماً فإن؛
الذكاء الاصطناعي اليوم يُعد المحرك الأساسي لتطور الإعلام وتأثيره في الرأي العام. وبينما يوفر فرصاً هائلة لتطوير المحتوى وتخصيصه، فإنه يفرض تحديات جديدة تتطلب من المؤسسات الإعلامية والعاملين في المجال تطوير مهاراتهم والاستثمار في التقنيات الحديثة لضمان التأثير الفعّال في الجمهور. في عالم يتحول بسرعة نحو الرقمنة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الإعلام التقليدي والعاملين فيه من التكيف مع هذا التغيير أم سيتجاوزهم العصر الرقمي ويصبحوا في طي النسيان؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


منذ 5 أيام
مشتركو 'نتفليكس' مستاؤون من ميزة ذكاء اصطناعي مقبلة
يشعر المشتركون في خدمة نتفليكس بالاستياء من ميزة بالذكاء الاصطناعي كشفت الشركة مؤخرًا أنها ستطرحها مستقبلًا. وتتمثل هذه الميزة في عرض إعلانات بالذكاء الاصطناعي أثناء مشاهدة المشتركين للمسلسلات. وينبع استياء المستخدمين من أن 'نتفليكس' وغيرها من خدمات البث كان من المفترض أنها تمنح مشتركيها فرصة مشاهدة ما يريدونه دون انقطاع وبتكلفة شهرية معقولة، بحسب تقرير لموقع 'TheStreet' المتخصص في الأخبار الاقتصادية، اطلعت عليه 'العربية Business'. وتهدف 'نتفليكس' إلى مضاعفة إيراداتها من الإعلانات العام المقبل، وهي تطبق أساليب جديدة ومبتكرة لاستهداف المستهلكين من أجل تحقيق ذلك. وقالت 'نتفليكس'، التي أطلقت منصتها الإعلانية الخاصة هذا العام، إن تقنية الإعلانات الجديدة التي تُطوّرها 'تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لدمج إعلانات المُعلنين مع عوالم برامجنا بشكل فوري'. وقدّمت الشركة مثالًا على ذلك، وهو صورة منتج على خلفية مستوحاة من مسلسل 'Stranger Things'، ووعدت بأن التقنية الجديدة 'ستُقدّم تجربة أفضل وأكثر ملاءمة لأعضائنا وتُحقق أفضل النتائج'. ويبدو أن الهدف هو جعل الإعلانات أقل إزعاجًا ولكي تبدو وكأنها جزء من ما يشاهده المستخدم بدلًا من تشتيت تجربة المشاهدة. وبالطبع، يُثير هذا بعض التساؤلات حول ما إذا كان سيتمكن المستخدمون من معرفة أنهم يُعرض عليهم إعلان من الأساس، بينما يُبدي آخرون قلقهم بشأن مشكلات الخصوصية التي يُثيرها تزويد أدوات الذكاء الاصطناعي بالبيانات اللازمة لإنشاء هذه الإعلانات المُصمّمة خصيصًا لهم. ومن المتوقع نشر الإعلانات المُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي على منصة نتفليكس في عام 2026، وستظهر الإعلانات أثناء مشاهدة المستخدم لمسلسل كما ستظهر أيضًا عندما يقوم بإيقاف العرض مؤقتًا على الشاشة.


خبرني
منذ 6 أيام
- خبرني
نتفليكس تطلق أدوات إعلان جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
خبرني - أعلنت شركة خدمات البث المباشر عبر الإتنرنت الأمريكية نتفليكس، عن تحديث تكنولوجيا الإعلانات على منصتها مدعومة بتقنيات معالجة البيانات والذكاء الاصطناعي التوليدي. وسيتم استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتصميم صيغ إعلانات جديدة "تدمج إعلانات المعلنين مع عوالم برامجنا". وأضافت نتفليكس أن هذه الصيغ الجديدة ستكون متاحة في جميع الدول الموجود فيها الخدمة المدعومة بالإعلانات بحلول عام 2026. وابتداء من العام المقبل، ستظهر الإعلانات أيضاً عند إيقاف التشغيل مؤقتاً، وفقاً لنتفليكس. لدى نتفليكس الآن أكثر من 94 مليون مستخدم على مستوى العالم على باقتها الأقل تكلفة والمدعومة بالإعلانات. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) كان الرقم لا يزال حوالي 70 مليوناً. ولم تقدم الشركة أرقاماً تفصيلية عن إجمالي نمو المشتركين بحلول عام 2025. في نهاية عام 2024، بلغ عدد عملاء نتفليكس حوالي 300 مليون أسرة حول العالم، وتقدر نتفليكس أن أكثر من 700 مليون شخص يستخدمون خدمتها. مع نمو الخدمة المدعومة بالإعلانات، تزداد جاذبية نتفليكس للمعلنين الذين اعتمدوا تقليدياً على التلفزيون التقليدي. وأعلنت الشركة في بيان لها أن منصة إعلانات نتفليكس، وهي منصة إعلانية خاصة بها، متاحة بالفعل في الولايات المتحدة وكندا، وسيتم إطلاقها الأسبوع المقبل في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وأضافت الشركة أنه بحلول يونيو (حزيران)، ستكون متاحة في جميع الدول الاثنتي عشرة التي تقدم فيها نتفليكس باقة الاشتراك المدعومة بالإعلانات. وأضافت الشركة أنه يمكن تخصيص الإعلانات على نتفليكس بناء على أكثر من 100 اهتمام في أكثر من 17 فئة.


خبرني
منذ 7 أيام
- خبرني
تحذير خطير.. سماعات AirPods في العمل قد تتجسس عليك!
خبرني - في مشهد يذكّر بمسلسل "You" على نتفليكس، حذر خبير تقني من أن سماعات AirPods المقدمة من جهة العمل قد تتحول إلى أداة خفية لتتبع الموظفين دون علمهم، خاصة إذا كانت مُعدة مسبقاً بحساب Apple ID تابع للشركة أو أحد مسؤوليها. رغم أن AirPods لا تحتوي على GPS، إلا أنها تستخدم شبكة "Find My" من آبل، لتحديد موقعها بدقة، مما يعني أن مديرك قد يعرف أنك في الحديقة أو المقهى، بينما يفترض أنك تعمل من المنزل، وفقاً لخبير التكنولوجيا مارك بوركار في شركة "QR Code Generator"، مشيراً إلى أن جميع أجيال AirPods حتى الأقدم، يمكن تتبعها، طالما كانت مرتبطة بحساب Apple ID، وفقاً لما ورد في "دايلي ميل". AirPods قد تكشف تحركاتك اليومية دون أن تدري إذا كنت تعمل من المنزل وتحمل سماعات AirPods المرتبطة بحساب جهة العمل، فقد يتمكن مديرك من معرفة مكانك الفعلي. قد يبدو أنك تعمل، بينما في الواقع تكون في الحديقة أو في المقهى أثناء أوقات الدوام. فالسماعات قادرة على إرسال موقعها عبر تطبيق "Find My". كيف يمكن تتبعك من خلال AirPods؟ رغم أن AirPods لا تحتوي على GPS أو اتصال خلوي، فإنها تستفيد من الأجهزة المقترنة أو شبكة 'Find My' الخاصة بآبل لتحديد الموقع بدقة. علامات تدل على أن السماعات معدّة مسبقاً: وصول السماعات دون تغليف أصلي أو في علبة مفتوحة مسبقاً. عدم طلبك للمصادقة عند تشغيل السماعات لأول مرة. ارتباط السماعات بجهازك دون المرور بإعدادات جديدة. كيفية حماية خصوصيتك: خطوات إعادة ضبط AirPods لمنع تتبعك، يجب إعادة ضبط السماعات على إعدادات المصنع: 1 ضع السماعات في علبة الشحن. 2.أغلق الغطاء وانتظر 30 ثانية. 3.افتح الغطاء واضغط على زر إعادة الضبط في الخلف لمدة 15 ثانية. 4.عندما يومض الضوء الأمامي باللون الكهرماني ثم الأبيض، تكون قد أتممت الإعدادات. 5.أعد ربط السماعات بحساب Apple ID الخاص بك – وليس الخاص بالعمل. نصيحة مهمة: أعد الإعداد من موقع موثوق يُحذّر بوركار من أن الشخص المرتبط بالحساب السابق قد يرى الموقع الذي أعدت منه السماعات، لذا من الأفضل إجراء العملية من منزلك أو مكان عملك المعتاد، وليس من موقع قد يُفهم على أنه شخصي. هل يجب استخدام سماعات العمل خارج المكتب؟ يفضل ألا تستخدم سماعات AirPods المقدمة من العمل في الأنشطة الشخصية مثل الذهاب إلى النادي الرياضي أو استخدامها بعد انتهاء ساعات العمل. هذا بالإضافة إلى لحماية خصوصيتك، وتفادي فقدان ممتلكات الشركة، أو الوقوع في مواقف غير مريحة مع الإدارة. الخلاصة: راقب التقنية… قبل أن تراقبك رغم سهولة استخدام سماعات AirPods وكونها ميزة مغرية من جهة العمل، فإن استخدامها يجب أن يكون حذراً.