logo
من ليف النخيل.. تُروى حكاية حائل

من ليف النخيل.. تُروى حكاية حائل

عكاظمنذ 3 أيام
في قلب بيت حائل، حيث تتنفس الجدران عبق الطين، وتوشوش الزوايا بأصوات الآباء والأجداد، يجلس أحد الحرفيين الحائليين، يدوّي بصمته أكثر من كل العناوين، ممسكاً بليف النخيل، يصنع منه ما كان يُشكّل الحياة في زمنٍ اكتفى بالطبيعة وتواضع الوسيلة.
هذه المشهدية، العابرة في صورتها، العميقة في رمزيتها، ليست مجرد استعراضٍ لحرفة تقليدية، بل هي وثيقة حية من هوية منطقة حائل، التي عُرفت بتاريخها الزراعي والتجاري، وارتباطها الوثيق بالنخلة.. تلك الشجرة التي لم تكن مجرد مصدر غذاء، بل عماد سكن، وسقف ظل، وحبل نجاة، وأساس حرفة.
هذا الحرفي ليس اسماً في سجل، بل امتدادٌ لمدرسة متكاملة من الحِرف اليدوية التي ازدهرت في شمال الجزيرة العربية، وتحديداً في حائل. يجلس على الأرض كما كان يفعل الأولون، يفرز الليف، يفتله، يشده، يلوّنه، ويحوّله إلى حبال وسلال وأدوات كانت تُستخدم في المزارع والبيوت والأسواق.
أصابع يده تتحرك بدقة فطرية لا مخطط ولا آلة، بل تراتيل ذاكرة تعلمت من النخلة ومن الشمس ومن التراب.
اختار هذا الحرفي أن يكون شاهداً لا متفرجاً، ينقل للأجيال الجديدة كيف كانت حائل تنتج من بيئتها احتياجاتها. من الجدران المكسوّة بالسعف والحبال والمصنوعات اليدوية، إلى الألوان الطبيعية والنقوش التي تعكس جماليات العمارة الحائلية القديمة، يجد الزائر نفسه أمام لوحة لا تكتفي بإبهاره، بل تُربّيه على فكرة الاكتفاء والبساطة والانتماء.
بيت حائل مدرسة حيّة لتاريخ الإنسان السعودي، حين كان يصنع من الحاجة مهارة، ومن محدودية المورد غنى، ومن الليف حياة.
الحرفي في هذا المشهد يُمثّل ما تسعى له رؤية المملكة 2030: استعادة التراث الحي، وتوظيفه كأداة للتنمية الثقافية والسياحية. ليس بوصفه ترفاً، بل بوصفه ركيزة وطنية، تعكس عمق الجذور واتساع الثقافة السعودية في تنوّع مناطقها وأساليبها، من سعف النخل في الجنوب، إلى صناعة السدو في الشمال، ومن الليف في حائل إلى الزخارف الطينية في نجد.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجالية السودانية تُبدع في عرض طقوس الزواج و"الفأل الأبيض" في حائل فيست 2025
الجالية السودانية تُبدع في عرض طقوس الزواج و"الفأل الأبيض" في حائل فيست 2025

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

الجالية السودانية تُبدع في عرض طقوس الزواج و"الفأل الأبيض" في حائل فيست 2025

أبهرت الجالية السودانية زوّار مهرجان "حائل فيست 2025" من خلال جناحها الخاص الذي استعرض طقوس الزواج السوداني، حيث قدّمت عرضًا حيًّا لواحدة من أبرز العادات التراثية المعروفة في وسط وشمال السودان النيلي، وهي عادة "الجرتق". وتزيّن الجناح بـ"صينية الجرتق" التي ضمّت الحق الخشبي والسبحة، فيما ارتدى العريس الزي السوداني التقليدي، وتوشحت العروس بالثوب الأحمر والإكسسوارات الشعبية، وازدانت بنقوش سودانية مميزة. كما شاركت نساء سودانيات في نقش الحناء على أيدي الزائرات، في مشهد جسّد جمال النقش السوداني المتوارث عبر الأجيال. وقدّم الجناح أيضًا تعريفًا بعادة "الفأل الأبيض"، وهي تقليد قديم يتمثل في تباري العروسين برش الحليب، في أجواء غنائية احتفالية تعبّر عن التفاؤل بنقاء العلاقة، والبركة والطهارة في حياتهما الزوجية.

ألعاب الهواتف المحمولة تسجل منافسات لا تقل قوة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025
ألعاب الهواتف المحمولة تسجل منافسات لا تقل قوة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025

مجلة سيدتي

timeمنذ 2 ساعات

  • مجلة سيدتي

ألعاب الهواتف المحمولة تسجل منافسات لا تقل قوة في كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025

سجلت ألعاب الهواتف المحمولة حضورًا قويًّا في كأس العالم للرياضات الإلكترونية ، الذي تحتضنه الرياض في الفترة من 7 يوليو إلى 24 أغسطس 2025، لتثبت أن ساحة التنافس على الشاشة الصغيرة ليست أقل حماسًا من نظيراتها على أجهزة الألعاب الإلكترونية المتخصصة. وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن ألعاب الجوال أقل احترافية، فإن الواقع داخل البطولة أظهر لاعِبين محترفين بمهارات استثنائية في التحكم والسرعة والتكتيك، باستخدام أدوات محدودة "شاشة لمس فقط انطلاق بطولة موبايل ليجندز: بانغ بانغ وومنز إنفيتيشينال MWI للسيدات وانطلقت أول أمس بطولة موبايل ليجندز: بانغ بانغ وومنز إنفيتيشينال MWI للسيدات، التي تجمع نخبة من النجمات العالميات في ألعاب الهواتف المحمولة ، بمشاركة 16 فريقًا من 13 منطقة مختلفة حول العالم، يتنافسن على جوائز تصل إلى 500 ألف دولار، إضافة إلى 50 ألف دولار تُمنح لأفضل لاعبة في البطولة. وتأتي البطولة لتعزيز حضور المرأة في الرياضات الإلكترونية، إذ تشهد اللعبة نموًّا متزايدًا على مستوى الأندية النسائية والمشاركات العالمية. وأشارت اللاعبة "فيلفيت"، إحدى لاعبات فريق Falcons MENA، في تصريح لـ "واس"، إلى مستوى التنافس العالي في البطولة، وظهور جميع المنافسين باحترافية أدائية في اللعبة المحددة التي تُعد من الألعاب الإستراتيجية، ويواجه فيها خمسة لاعبين خمسة مقابلين لهم، ولكل فريق هدف واحد يسعى إليه بتخطيط وتنفيذ سريع. وأفادت أن عنصر المفاجأة كان هو الحاسم في الفوز والخسارة، مبينةً الاستعداد والتدريب الذي خضع له الفريق تجهيزًا للبطولة، ومقدمةً شكرها للقائمين على التنظيم والداعمين للرياضات الإلكترونية. كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 قد يتجاوز 2.6 مليون زائر ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الزوار في هذه النسخة من كأس العالم للرياضات الإلكترونية حاجز 2.6 مليون زائر الذي حُقق في نسخة 2024، مع امتداد فترة الحدث إلى 7 أسابيع "7 يوليو وحتى 24 أغسطس"، مع وجود طلب غير مسبوق على التذاكر ، حيث زادت مبيعات التذاكر حتى اللحظة بنسبة تزيد عن 30% مقارنة بعام 2024، مع زيادة قيمة متوسط الطلبات بنسبة 600%، بالإضافة إلى تضاعف أعداد شراء التذاكر من خارج السعودية ثلاث مرات. وتُبث البطولة بأكثر من 30 لغة لتصل إلى مشاهدين في أكثر من 100 دولة، مع دعم من أكثر من 80 شريكًا إعلاميًا, كما تشهد نسخة هذا العام قفزة نوعية في إنتاج المحتوى، حيث سيُقدم أكثر من 50 ساعة من المحتوى عالي الجودة ضمن برنامج EWC Spotlight، بالتعاون مع IMG، ليوزّع على القنوات التلفزيونية، وحقّق كأس العالم للرياضات الإلكترونية تفاعلًا رقميًا واسعًا عبر منصات Twitch، YouTube، TikTok، Instagram وغيرها بمقدار 4 أضعاف في أرقام الوصول و5 أضعاف في أرقام التفاعل على تلك المنصات، وفقًا لـ "واس".

فن الحكاية البصرية: ثلاث قيمات سعوديات يروين تجربتهن
فن الحكاية البصرية: ثلاث قيمات سعوديات يروين تجربتهن

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

فن الحكاية البصرية: ثلاث قيمات سعوديات يروين تجربتهن

في زخم الحركة الفنية السعودية، تبرز أسماء لفنانين وأعمال ومعارض، كما يتردد اسم «القيم الفني» الذي يتولى إخراج المعرض للجمهور عبر رؤية فنية خاصة تُسلّط الضوء على الأعمال. تلمع أسماء عدد من القيمات السعوديات اللاتي دخلن المجال وتولين مسؤولية تنسيق معارض مختلفة، أبرزن من خلالها أصواتاً فنية صاعدة، وساهمن في تعزيز الحوار المستمر بين الفنان وجمهوره. في هذا السياق، أجرت «الشرق الأوسط» حوارات مع ثلاث قيمات سعوديات صاعدات: حفصة الخضيري، ونورة القصيبي، وسارة المطلق. من هو القيم الفني؟ بالنسبة لحفصة الخضيري فقد كان التقييم الفني هو الصوت الذي أرادت به رواية قصتها. أما نورة القصيبي فهدفها أن تملأ العالم بحوارات ملونة عن مجتمعها وتاريخه، واختارت التقييم الفني ليكون وسيلتها. أما سارة المطلق فكان حبها للبحث هو مفتاحها إلى العالم. في حديثهن، ترفع القيمات الستار عن كواليس التحضير للمعارض الفنية، بكل ما تنطوي عليه من جماليات وتحديات، ويشاركن تجاربهن بوصفهن قيمات فنيات، ويُجبن عن سؤال مركزي: من هو القيم الفني؟ تجيب حفصة: «القيم الفني هو راوٍ». تصور المعرض الفني بالقصة، والأعمال الفنية هي أدوات القيم لسرد هذه القصة. أما نورة القصيبي فتراه وسيطاً يدرس ويحلل التاريخ والثقافة والفنون ثم يترجمها إلى مواضيع تقدم فهماً مختلفاً للمتلقي. ومن وجهة نظر سارة، ينقسم عمل القيم الفني إلى جزأين: أحدهما يرتبط بالفن والثقافة والفلسفة، والآخر بإدارة المشروع. وتسرد لنا بعض المهام الرئيسة للقيم الفني: «إنتاج فكرة المعرض واختيار الفنانين ومساعدتهم على تطوير أعمالهم، وأيضاً التنسيق مع فريق التصميم وفريق إدارة المعرض وغير ذلك من المهام». الدور الأهم هناك العديد من الأدوار التي يقوم بها القيم الفني، لكن ما الدور الأكثر أهمية بالنسبة لهم؟ يتفقن في إجابتهن أن دعم الفنان هو الدور الأهم. توضح حفصة: «القيم يدعم الفنان نفسياً، كذلك ينصت إليه ويهدئ شكوكه ويشاركه التفكير محاولاً أن ينظر من زوايا مختلفة، ليس فقط ليفهم القيم ما الذي يريده الفنان، وإنما أيضاً ليستطيع الفنان أن يتعمق أكثر في المفهوم الذي يريد أن يقدمه لجمهوره». وترى سارة أن القيم الفني يجب أن يدرس اللحظة الفنية وتفاعل الفنان مع المتغيرات المجتمعية. أما نورة، فتؤكد أهمية إيجاد السياق الذي يلامس اهتمامات المتلقي، والحفاظ على الإرث الفكري والمادي. ما هي الاستراتيجية الأمثل في التعامل مع الفنانين؟ تجيب نورة: «احترام الفنان وعمله، وطرح الأسئلة لدراسة اختياراته». أما حفصة فتقول: «أتعامل بطريقة ودية، وكوني كاتبة أحب أن أبدأ عملي بإجراء مقابلة مع الفنان لفهم رؤيته». وتشير سارة إلى أن الاستراتيجية تختلف من فنان لآخر، ولكن الاهتمام الحقيقي يُسهم في بناء الثقة. تحديات من خلال الحديث تتبدى الصعوبة التي ينطوي عليها عمل القيم الفني، ومن هنا يأتي السؤال عن التحديات، يبُحْن بأنها عديدة، لكن أكبرها كما تشارك نورة هو الوقت. فالبحث المتعمق ومحاولة فهم الأفكار تصطدم دائماً بمواعيد محددة للمعارض، وما يثير قلقها على وجه التحديد هو أن يؤثر ضيق الوقت على روح المعرض وعمق أفكاره، وبالتالي تتأثر تجربة المتلقي. ومن أهم التحديات، كما تذكر حفصة، النقد واختلاف الآراء حول المعرض، ثم تضيف: «ما يؤرقني ويسرق النوم من عيوني هو أن أكون سبباً في حزن فنان أو أن يظهر عمله مغايراً للمفهوم الذي يرغب في تقديمه لجمهوره». رحلة التحضير أما عن المرحلة الأكثر حميمية خلال رحلة التحضير للمعرض، فيتفقن على البدايات، تقول سارة: «أستمتع جداً بمرحلة إنتاج الفكرة؛ لأن فيها الكثير من البحث وتبادل الأفكار والتواصل مع الفنانين». أما نورة فينتابها «شعور لا يوصف» حين ترى أن الخيالات والنقاشات في المراحل الأولية تحولت إلى واقع ملموس في المرحلة النهائية. ومن ناحيتها تستمتع حفصة بزيارة مرسم الفنانين والدخول لعوالمهم السرية والمجهود المشترك للتعبير عن مفهوم الفنان. عمل للفنانة زهرة الغامدي من معرض «تعاودني خيالات» بمشاركة القيمة الفنية نورة القصيبي (معهد مسك للفنون) تشترك القيمات الثلاث في أن لديهن خبرة أكاديمية في العمارة، ما يطرح تساؤلاً عما إذا كانت دراسة هذا المجال مهمة لممارستهن، تبادر سارة بالإجابة: «أملك ولاء كبيراً للعمارة، فعند التعمق في دراسة العمارة تجد أنها تتقاطع بشكل ما مع الفلسفة». وترى أنها تساعدها على تكوين فهم للمساحة والتقنيات المطلوبة لإنتاج العمل، وأيضاً في الجانب التصميمي، وحتى في مرحلة بناء البحث. لكن حفصة تقدم لنا وجهة نظر مغايرة تقلل من دور دراسة العمارة في صقلها كقيم فني وتحيلنا مرة أخرى لفكرة أن المعرض هو حكاية، والمجالات التي تخصصت فيها مثل الأدب والثقافة المعاصرة والإدارة وكذلك الجانب الإبداعي من دراسة الطباعة، هي التي تساعدها على رسم أحداث حكاياتها. نورة تقف على مسافة واحدة بين الرأيين وتؤكد أن القيم الفني في البداية هو باحث، ودراستها للعمارة والإدارة وتاريخ الفن ساهمت في فهم الثقافة والفن وعملية التقييم، لكنها ترى أيضاً أن التقييم الفني بحر تصب فيه معارف من شتى المجالات. المحطة الأهم ننهي حوارنا عند المحطة الأهم، وهي يوم افتتاح المعرض. ما هو المعيار الذي يحددن من خلاله نجاح المعرض؟ توضح حفصة أن المقياس يختلف بحسب الأهداف، وتضرب مثلاً بمعرض عملت عليه في مدينة العلا تحت عنوان «تحت الإنشاء»، قائلة: «كنت مهتمة بشكل خاص بزيارة أهل العلا، وعندما لمست سعادتهم به تيقنت أن هدفي تحقق»، لكن تبقى فرحة الفنان هي المقياس الأهم بالنسبة لحفصة. تتفق سارة مع ذلك وتضيف: «تطوير الأعمال، وأن يساهم المعرض في ارتقاء مسيرة الفنان، بالإضافة إلى القدرة على خلق تجربة تفتح للزائر أبواباً جديدة». أخيراً، تشارك نورة رأيها بأنها تطمح بطبيعة الحال إلى وضع الزائر في تجربة ممتعة، ولكن إثارة فكر المتلقي وتحفيزه لطرح الأسئلة حتى السلبي منها، هو أيضاً معيار على نجاح المعرض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store