
الأوقاف: الطبيب البيطري صاحب رسالة إنسانية.. ومن رحم الحيوان رحمه الرحمن
أكد الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، أن مهنة الطبيب البيطري ليست مجرد تخصص طبي بل رسالة إنسانية عظيمة تقوم على الرحمة والإحسان، ويستحق أصحابها كل تقدير وتكريم.
وأضاف خلال مشاركته في احتفالية اليوم العالمي للطبيب البيطري: "من يتأمل في كتاب الله عز وجل، يجد أن الحيوان جزء أصيل من البنية الكونية، وقد خُلق بحكمة إلهية بالغة"، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم خَصَّ الحيوان بالحضور الرمزي والمعنوي في عدد من سوره مثل: البقرة، النحل، النمل، الفيل، العنكبوت، والعاديات، فضلًا عن قصص الهدهد مع نبي الله سليمان، وكلب أصحاب الكهف، وناقة صالح، والنملة الواعية، وكلها أمثلة تؤكد مكانة الحيوان في التوازن البيئي والرسالة الإيمانية.
الحيوان أمة
وتابع: "إذا كان الحيوان أمة كما قال الله تعالى: وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم، فإن الطبيب الذي يعالجه ويرعاه صاحب رسالة عظيمة وشرف رفيع".
واستشهد أبو عمر بالسنة النبوية المطهرة، موضحًا أن الرحمة بالحيوان قد تكون طريقًا إلى الجنة، كما في قصة الرجل الذي سقى كلبًا فغفر الله له، في مقابل امرأة دخلت النار لأنها حبست هرة دون أن تطعمها.
وأوضح أن الطبيب البيطري هو حارس على بوابة صحة الإنسان، وركيزة للأمن الغذائي، ومفتاح للتوازن البيئي، وأن جهوده في مكافحة الأمراض، وحماية الثروة الحيوانية، وتأمين الغذاء، تمثل عبادةً وواجبًا وطنيًا ورسالة إنسانية نبيلة.
وأكد أن الحضارة الإسلامية عرفت الطب البيطري مبكرًا، واهتمت به، ومنحت العاملين فيه مكانة مرموقة، وكان يُطلق عليهم لقب "البيطار".
من رحم الحيوان رحمه الرحمن
وشدد ممثل وزير الأوقاف على أن إحياء اليوم العالمي للطبيب البيطري هو احتفاء بركن من ضمير الأمة، قائلاً: "من رحم الحيوان رحمه الرحمن، ولهذه المخلوقات حقٌ على من مكنه الله من علاجها، فصوتها الصامت يشكو إلى الله كل من يهملها".
وفى ختام كلمته، قال: "وزارة الأوقاف تؤمن أن بناء الوعي لا يكتمل إلا بتقدير أصحاب الرسالات الصامتة، أولئك الذين يسهرون على حياة من لا ينطقون، لكن أثرهم ناطق في الميدان، في الاقتصاد، في صحة المجتمع، وفي ميزان الله".
واختتم كلمته قائلا: "كل التحية للطبيب البيطري، فما من ألم تخففونه إلا ويشهد لكم، وما من حياة تنقذونها إلا ويُكتب لكم أجرها، وما من كبد تُروى على أيديكم إلا وتكون شاهدة لكم أمام الله يوم القيامة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 3 ساعات
- العين الإخبارية
التعوّد على النعمة… حين يُصبح العاديّ حلمًا عند غيرك
في زمنٍ تتسارع فيه الحياة، وتخطفنا فيه شاشات الهواتف ودوّامة التكنولوجيا والرفاه، صرنا نعيش في زحام من النِّعَم دون أن ننتبه. أصبحنا نركض خلف تفاصيل يومية تُشغلنا عن أنفسنا، وعن شكر الله، بل وعن أداء فرائضه أحيانًا. فكم من شخصٍ استيقظ على عافية، لكن انشغاله بجدول يومه المزدحم أنساه أن يسجد لله شكرًا. كوب ماء تشربه بسهولة هو في الحقيقة حلمُ مريضٍ لا يستطيع رفع الكوب أو بلع الماء. نومك بهدوء بعد يومٍ مرهق هو أُمنية لمُبتلى بالقلق أو الألم أو الخوف. أن تُصلّي في وقتك، أن تمشي برجليك، أن تفتح ثلاجتك فترى ما يسدّ جوعك، أن ترى أبناءك يضحكون… كلّها نعم، لو فقدتَ واحدةً منها، لأدركتَ كم كنت غنيًا ولم تعلم. بل حتى ترف الذهاب إلى صالة الرياضة أو مقهى هادئ، هو رفاه لا يملكه ملايين الناس حول العالم. رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – لخّص لنا في حديثٍ بليغٍ عميق، فقال: "من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا" [رواه الترمذي]. فالحمد لله على نعمة الأمن والأمان، والشكر لله على الصحة والعافية، وندعو الله العلي القدير أن يحفظ لنا أبناءنا وبناتنا، وأن يبارك لنا في أرزاقنا. وقد قال الشاعر إيليا أبو ماضي: أَلَا في فُؤادِ المرءِ سِرٌّ إذا بدا *** يُريكَ النِّعَمَ الغُفْلَ كيف تبدو عظيمة ومعنى البيت: أن في قلب الإنسان لحظة وعي، إذا انكشفت له فجأة، أدرك عظمة النِّعَم التي طالما اعتادها وغفل عن شكرها، لتبدو أمامه فجأة كأنها كنوز لا تُقدّر بثمن. ويقول الكاتب الأمريكي رالف والدو إمرسون: "إن أعظم شكر يمكن أن تقدمه لله هو أن تفرح بنعمه وتشعر بها". وهذا جوهر الشكر الحقيقي… أن تستشعر النعمة وتفرح بها، لا أن تعتادها حتى تنساها. فيا من تقرأ هذه الكلمات، صغيرًا كنت أو كبيرًا، لا تجعل التعود يُطفئ بصيرتك، ولا تنتظر زوال النعمة حتى تعرف قدرها. احمد الله، واشكره، وأكثر من الصلاة والدعاء، لك، ولأحبابك، ولوطنك. اللهم احفظ دولة الإمارات العربية المتحدة وأهلها الكرام، وانشر فيها الخير والأمن والطمأنينة، وبارك في قائدها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – حفظه الله – وإخوانه حكام الإمارات، وأدم عزهم ورفعة شأنهم، وزدهم توفيقًا وسدادًا، إنك على كل شيء قدير.

البوابة
منذ 18 ساعات
- البوابة
هل الصحبة السيئة من علامات ضعف الإيمان؟
أكدت الدكتورة فاطمة أبو العلا، أستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، أن ضعف الإنسان أمام نفسه لا يعني بالضرورة أنه شخص سيئ، بل هو انعكاس لطبيعة بشرية تميل للاستسلام أحيانًا للهوى والمغريات والظروف المحيطة. وقالت خلال مداخلة هاتفية مع الدكتورة دينا أبو الخير، في برنامج «وللنساء نصيب» المذاع على قناة «صدى البلد» إن من أبرز أسباب تكرار الأخطاء ضعف الإيمان، والفراغ الروحي والعقلي، إلى جانب الصحبة السيئة، مشيرة إلى أن الإنسان الذي لا يجد ما يشغله إيجابيًا قد يسقط في دائرة السلوكيات الخاطئة. الصحبة الفاسدة تُضعف من عزيمة الفرد وأضافت أن الصحبة الفاسدة تُضعف من عزيمة الفرد وتحبط محاولاته للثبات على السلوك القويم، مستشهدة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، ما يبرز أهمية البيئة الاجتماعية المحيطة ودورها في تشكيل الشخصية. وشددت الدكتورة أبو العلا على أهمية توفير دعم نفسي واجتماعي للفرد، موضحة أن أول تلك الوسائل هو الدعم الأسري، الذي يتمثل في وجود بيئة آمنة، مشبعة بالحب والتفاهم والاحتواء، حيث تُعد الأسرة المؤسسة الأولى للتنشئة الاجتماعية.


البوابة
منذ 19 ساعات
- البوابة
دينا أبو الخير: تكرار الذنب لا يمنع التوبة.. والله يغفر ما دام العبد تائبًا بصدق
أكدت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، أن تكرار الذنب بعد التوبة لا يعني انقطاع رحمة الله أو رفضه لعبده التائب، مشددة على أن باب التوبة يظل مفتوحًا في كل وقت، ما دام الإنسان يعود إلى الله بقلب صادق ونية خالصة. وقالت خلال تقديم برنامجها «وللنساء نصيب» المذاع على قناة «صدى البلد» إن الإنسان قد يضعف أمام الشهوات أو هوى النفس أو وساوس الشيطان، فيقع في الذنب رغم توبته المتكررة، مشيرة إلى أن ذلك لا يُفقده أمل العودة إلى الله، بل يجب أن يكون دافعًا لمجاهدة النفس أكثر، والاستمرار في طلب المغفرة. وأوضحت أن أحد المتابعين وجه إليها سؤالًا عن شعوره بالخجل من تكرار التوبة بعد الوقوع في الذنب مرات عدة، وخشيته أن يكون ذلك استخفافًا برحمة الله، فأجابته بأن هذا الشعور بالحياء والخوف من الله هو دليل على بقاء نور الإيمان في القلب، وعلى إدراك مقام الرب جل وعلا. ضرورة الحذر من وساوس الشيطان وشددت على ضرورة الحذر من وساوس الشيطان التي تُقنع الإنسان بأن توبته لن تُقبل بسبب كثرة ذنوبه، قائلة: "هذا مدخل خطير من شياطين الإنس والجن، يُراد به إبعاد الإنسان عن باب الله، وجعله ييأس من المغفرة".