
«محمد بن راشد للمعرفة» تُطلق موسوعة «الحضارة الإسلامية في صقلية»
أطلقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة موسوعة «الحضارة الإسلامية في صقلية»، التي أعدَّتها الراحلة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي الشاعرة والناقدة والباحثة الأكاديمية الفلسطينية المعروفة بأعمالها المبدعة في الوسط الأدبي على مستوى العالم على مدار أكثر من نصف قرن، وذلك خلال ندوة خاصة أقيمت مؤخراً. وحضر إطلاق الموسوعة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسَّسة، والدكتور خليل الشيخ، مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في مركز أبوظبي للغة العربية.
وتعد الموسوعة التي تم إصدارها باللغة الانجليزية مرجعاً يهتدي به الباحثون والمؤرخون في العالم ممن سيكتبون عن صقلية وتاريخها والعلاقة التي جمعتها بالمنطقة العربية والعالم الإسلامي.
وتتضمن الموسوعة أكثر من 33 بحثاً يوثق لِحقب مختلفة من تاريخ العرب المسلمين في الجزيرة المتوسطية، حين كانت صقلية مركز إشعاع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وقد أسهم في وضع الموسوعة 32 باحثاً منهم 15 إيطالياً وآخرون من دول عربية وغربية.
وأكَّد جمال بن حويرب أنَّ الموسوعة تمثِّل سرداً حضارياً متكاملاً يغطي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمعمارية في صقلية خلال فترة الحكم الإسلامي (831 ـ 1091م)، مشيراً إلى أن الجزيرة لا تزال تحتفظ بإرث حضاري عربي وإسلامي واضح، سواء في المعمار أو اللغة أو حتى في أنماط الطهي والري، وتُعدّ شاهداً حياً على التفاعل المستمر بين الحضارة العربية والإيطالية الأوروبية.
وأوضح أن العاصمة باليرمو تضم أكثر من 300 مسجد كانت قائمة خلال الحقبة الإسلامية، وأن التأثير العربي ظل حاضراً وانتقل حتى أثر على الحكم النورماني، مشيراً إلى أن عباءة الملك روجر الثاني كانت مطرزة بعبارات عربية، كما أن العلماء العرب أسهموا في تطوير مختلف ميادين الحياة في الجزيرة.
وشدد بن حويرب على التزام المؤسَّسة بدعم كافة المبادرات التي تسهم في تعزيز التعاون الحضاري، ترجمةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وأهدى بن حويرب الموسوعة إلى روح الشاعرة والمفكرة الراحلة سلمى الخضراء الجيوسي، التي وافتها المنية في عام 2023 بعد أن عملت على تدقيقها لما يزيد على 18 عاماً. وقال: نتمنى أن نكون في المؤسسة وكل من شارك في هذا العمل المهم قد غطينا جوانب الحياة والجمال والعلم والآثار التي بقيت حتى اليوم في قلب المتوسطي. فحضارة الأندلس لها تاريخ وصقلية لها تاريخ، وفي هذه الموسوعة لأول مرة نفصل تاريخ الأندلس عن تاريخ صقلية، مشيراً إلى أن المكتبة العربية تفتقر لأعمال توثق الحكم الإسلامي في صقلية مقارنة بغزارة ما كُتب عن الأندلس.
من جانبه، أكد الدكتور خليل الشيخ أن كتاب «الحضارة الإسلامية في صقلية» هو نتاج جهد وعلم، ولابد أن يُدرس في المؤسسات التعليمية العالية والجامعات الإماراتية والعربية، حتى يتعرف الطلاب والدارسون على هذا البُعد الحضاري الذي يشمل حياة بأكملها في جزيرة صقلية، بما فيها من سياسة واقتصاد واجتماع وفنون وأدب وزراعة.
يُذكر أن الموسوعة تناولت عدة موضوعات تضمنت: اللغة الإيطالية وتأثرها باللغة العربية، وفنون العمارة الإسلامية البارزة في أروقة المدن والحواضر، والآداب، والعلوم، والموسيقى، وغيرها من الأنماط الأدبية التي ميزت حقبة الحكم العربي لصقلية التي ظهرت آثارها جلية وبشكل كبير في مختلف مؤلفات ومخرجات الحضارة الأوروبية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 3 أيام
- الإمارات اليوم
مجمع اللغة العربية بالشارقة يستعرض مبادراته في ميلان
ضمن فعاليات «مهرجان اللغة والثقافة العربية» بمدينة ميلان الإيطالية، الذي نظمه معهد الثقافة العربية في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس بميلان، برعاية هيئة الشارقة للكتاب، استعرض مجمع اللغة العربية في الشارقة، جهود الإمارة في دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها في الأوساط الأكاديمية الغربية، ومبادراتها العلمية والمعرفية لإثراء الدراسات والأبحاث العربية في الجامعات العالمية. وقال الأمين العام للمجمع الدكتور امحمد صافي المستغانمي، خلال جلسة بعنوان «جهود مجمع اللغة العربية بالشارقة لدعم اللغة العربية في الغرب»، إن العربية - بما تمثّله من وعاء للهوية وجسر للتواصل بين الشعوب - لاتزال تحظى بعشق أبنائها وشغف الدارسين من المستشرقين وغيرهم في آسيا وأوروبا، وهو ما تُرجِم إلى خدمات جليلة أسهمت في ترسيخ مكانتها عالمياً. واستعرض مبادرة «الانغماس اللغوي» التي أطلقها المجمع، إذ تستضيف الشارقة وفوداً أكاديمية من جامعات غربية عالمية، نمساوية وبولندية وإيطالية وغيرها، فيعيش المشاركون بين أهلها وينهلون من بيئتها الثقافية، ما يعمّق حصيلتهم اللغوية ويتجاوز حدود الدروس النظرية. وأشار إلى مشروع «الموسوعة العربية الشاملة» الذي يشرف عليه مجمع اللغة العربية بالشارقة، معتبراً أن هذه المشروعات تجسد رؤية الشارقة في دعم العربية، وإبرازها رافداً معرفياً وإنسانياً ينقل الأفكار والثقافات بين الأمم.


البيان
منذ 3 أيام
- البيان
الإمارات تعزز حضور «العربية» في ميلان
استعرض مجمع اللغة العربية بالشارقة جهود إمارة الشارقة في دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها في الأوساط الأكاديمية الغربية. وذلك ضمن الفعاليات الرئيسة لافتتاح «مهرجان اللغة والثقافة العربية» بمدينة ميلان الإيطالية، الذي نظّمه معهد الثقافة العربية في الجامعة الكاثوليكية للقلب المقدس بميلان، برعاية هيئة الشارقة للكتاب. جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «جهود مجمع اللغة العربية بالشارقة لدعم اللغة العربية في الغرب»، تحدث خلالها الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، حيث أكد أنّ العربية لا تزال تحظى بعشق أبنائها وشغف الدارسين من المستشرقين وغيرهم في آسيا وأوروبا، وهو ما تُرجِم إلى خدمات جليلة أسهمت في ترسيخ مكانتها عالميّاً. واستعرض المستغانمي مبادرة «الانغماس اللغوي» التي أطلقها المجمع بتوجيهٍ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث تستضيف الشارقة وفوداً أكاديمية من جامعات غربية عالمية، فيعيش المشاركون بين أهلها وينهلون من بيئتها الثقافية، ما يعمّق حصيلتهم اللغوية ويتجاوز حدود الدروس النظرية.


الإمارات اليوم
منذ 5 أيام
- الإمارات اليوم
«محمد بن راشد للمعرفة» حاضرة في «تورينو الدولي للكتاب»
بدأت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة فعاليات مشاركتها في «معرض تورينو الدولي للكتاب 2025»، الذي يُعد من أبرز الأحداث المعرفية والفكرية في أوروبا، ويستمر إلى 19 مايو الجاري، وذلك في إطار حرص المؤسَّسة على تعزيز حضورها على الساحة العالمية، والترويج لمشاريعها المعرفية، وإصداراتها الفكرية الرائدة في مجالات العلم والمعرفة وصناعة النشر. انطلقت المشاركة بندوة نظمتها المؤسَّسة عن موسوعة «المسلمين في صقلية»، التي أطلقتها أخيراً، وشارك في الندوة المدير التنفيذي للمؤسَّسة، جمال بن حويرب، وأستاذ قسم دكتوراه العمارة والبناء في جامعة روما، الدكتور أتيليو بيتروتشيولي، والدكتور فرانشيسكو فيولانتي، أستاذ مشارك في تاريخ العصور الوسطى في جامعة باري بإيطاليا. وقال جمال بن حويرب إن موسوعة «الحضارة الإسلامية في صقلية»، تمثّل ثمرة جهد أكاديمي مميز، استمر لما يزيد على 18 عاماً، بإشراف المفكرة والأكاديمية الراحلة، الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي، حيث تضمنت 30 بحثاً علمياً، شارك في إعدادها 29 باحثاً من إيطاليا والعالم العربي وأوروبا وأميركا، موضحاً أن الموسوعة لا توثق فقط للحقبة الإسلامية في صقلية بين عامَي 831 و1091، بل ترسم ملامح حضارة متكاملة أسهمت في تطور العمارة، والعلوم، والفنون، واللغة، والنظم الاجتماعية في هذه الجزيرة المتوسطية الفريدة. وأكد أن المؤسَّسة تُؤمن بأن المعرفة هي الجسر الحقيقي للتواصل الحضاري، وتعمل بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعم المبادرات التي تُعزز التفاهم والتكامل بين الثقافات، وتُسلط الضوء على الإسهامات الحضارية التي قدّمها العرب والمسلمون في مسيرة الإنسانية. وأفاد بأن إصدار هذه الموسوعة باللغة الإنجليزية حالياً، وباللغة الإيطالية قريباً، سيفتح باباً جديداً للتواصل المعرفي مع العالم، ويُقدِّم للمؤرخين والباحثين مرجعاً موثوقاً لإبراز هذا الجانب المنير من التاريخ الأوروبي والعربي، الذي لطالما غُيِّب أو حُصر في الأندلس وحدها، رغم أن لصقلية تاريخاً لا يقل إشراقاً ولا تأثيراً. وتمثّل مشاركة المؤسَّسة في المعرض خطوة جديدة في مسارها الطموح نحو توسيع دائرة تأثيرها العالمي، وترسيخ مكانتها كمركز رائد للمعرفة على الساحة الدولية، وسعيها لبناء شراكات استراتيجية، وتبادل الخبرات بما يدعم رؤيتها في أن تكون دبي منارة عالمية للفكر والإبداع والتنمية المستدامة.