logo
علماء آثار يحاولون فك شفرة أقدم حجر روني في العالم

علماء آثار يحاولون فك شفرة أقدم حجر روني في العالم

CNN عربية٢٤-٠٢-٢٠٢٥

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت أبحاث جديدة أن أقدم حجر روني مؤرخ في العالم، وهو اكتشاف بارز كُشف عنه في عام 2023، ليس سوى جزء من لوح أكبر يعود تاريخه إلى نحو 2000 عام. ويعمل العلماء في النرويج الآن على إعادة تجميع هذا اللغز القديم، وهي عملية بدأت تلقي الضوء على هوية من قام بنقش الكتابة الرونية الغامضة ومعاني الكلمات المنقوشة.
ذكر متحف التاريخ الثقافي بجامعة أوسلو أن الأحجار الرونية كانت بمثابة اللبنات الأساسية لأول كتابة جرمانية في القرون الأولى بعد الميلاد، واستُخدمت في اسكندنافيا حتى أواخر العصور الوسطى.
يُعتقد أن الشعوب الجرمانية استلهمت من الأبجدية الرومانية لإنشاء هذه الأحرف، لكن الأصول الدقيقة للأحرف الرونية وكيفية استخدامها لا تزال غير واضحة تمامًا.
وعُثر على العديد من الأحجار المنقوشة بالرونية في جميع أنحاء اسكندنافيا، وتحمل رسائل مثيرة، حيث تتحدث إحداها عن ملكة فايكنغ قوية أو تحذير من تغير مناخي شديد بناءً على أحداث سابقة. لكن غالبية هذه الأحجار تعود إلى عصر الفايكنغ، بين عامي 800 و1050 ميلادي، في حين أن الأمثلة المبكرة على الأحجار الرونية نادرة جدًا.
وعندما كشف علماء الآثار عن أقدم حجر روني معروف في عام 2021 أثناء التنقيب في موقع دفن قديم في شرق النرويج، وجدوا قطعة كبيرة مغطاة بآثار نقوش رونية. ولكن مع استمرار العمل الميداني، اكتشف الباحثون شظايا إضافية من الحجر الرملي في قبور قريبة، تحمل بعضها نقوشًا رونية مشابهة.
بعد دراسة هذه القطع، تبين أنها تتلاءم معًا، حيث امتدت بعض الكتابات الرونية من حجر إلى آخر. وعندها أدرك العلماء أن هذه الشظايا كانت في الأصل جزءًا من حجر واحد.
وقد نشر فريق البحث هذه النتائج الجديدة في العدد الصادر بتاريخ 3 فبراير/ شباط بدورية "Antiquity".
يبدو أن الحجر قد تم تفتيته عمدًا، بناء على الطريقة التي حطم بها، وتم وضع القطع الفردية في دفنات مختلفة حدثت لاحقًا. وعلى مر الزمن، استخدمت الأحجار الرونية كنصب تذكارية أو لتحديد أحداث معينة. وأشارت أحدث الاكتشافات إلى أن الاستخدام الطقسي لهذا الحجر الروني المحدد قد تغير مع مرور الوقت.
وانتهى الأمر بقطع الحجر، بما في ذلك الاكتشاف الأصلي في عام 2021، مدفونة بجانب بقايا بشرية محروقة، ما سمح للباحثين بتأكيد أن شظايا الحجر الروني هي الأقدم التي تم توثيقها على الإطلاق. وأوضحت تقنية التأريخ بالكربون المشع أن هذه الشظايا تعود إلى الفترة ما بين 50 قبل الميلاد و275 بعد الميلاد.
وعبر البريد الإلكتروني، أوضحت الدكتورة كريستل زيلمر، وهي أستاذة بعلم الكتابات الرونيّة في متحف التاريخ الثقافي بجامعة أوسلو، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "نظرًا لندرة الأحجار الرونية التي عثر عليها في سياقات أثرية يمكن تأريخها بشكل واضح، كان لدينا القليل من الأدلة الملموسة حول الاستخدام المبكر للكتابة الرونية على الحجر وعمر أقدم الأحجار الرونية".
وأضافت: "تُعد الشظايا المنقوشة ... استثناءً نادرًا من هذا النوع، بالإضافة إلى أنها تحتوي على مزيج مذهل من النقوش المتعددة وعلامات أخرى، وهو شيء لم يسبق له مثيل على الأحجار الرونية المنقوشة من قبل".
لكن هذه الشظايا تثير أيضًا ألغازًا جديدة، بما في ذلك الألغاز الكامنة في العلامات الرونية الغامضة، والتي يصعب ترجمتها، إلى جانب أدلة مفاجئة حول هوية النقاشين أنفسهم.
وقد تساعد هذه الاكتشافات الباحثين على فهم أفضل لكيفية إعادة استخدام الأحجار الرونية عبر الزمن.
نقش غامض.. اكتشاف أقدم حجر روني مؤرخ في العالم بالنرويج
اكتشف علماء الآثار نقوشًا رونية على عدة عناصر، بما في ذلك مشط عظمي وسكين حديدي، بالإضافة إلى الأحجار الرونية التي كانت تُستخدم لأغراض مختلفة.
تُعد ترجمة هذه الرموز أمرًا صعبًا نظرا لأن اللغات الجرمانية التي تمثلها قد تغيرت بمرور الوقت.
وقالت زيلمر: "من المرجح أن الأحجار الرونية كانت لها أغراض احتفالية وعملية. ويُشير موقع القبر والحجر الأصلي (المنفرد) المنتصب إلى غرض تذكاري وتكريسي، في حين أن استخدامها لاحقًا في دفن منفصل يعكس تعبيرات رمزية وبراغماتية متأخرة".
ذكر المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور ستاينار سولهايم، وهو الأستاذ المساعد في علم الآثار بجامعة أوسلو، متحف التاريخ الثقافي، أن فريق البحث بدأ في استكشاف مقبرة "Svingerudsteinen" (سفينجيرود)، وهي عبارة عن موقع شهد العديد من الاكتشافات الأثرية السابقة في بلدية هول بالنرويج، وذلك كجزء من "حفريات إنقاذية" تم تنفيذها قبل بناء طريق سريع وسكة حديدية جديدة.
تُعد النقوش الموجودة على الأحجار المستخرجة من موقع الحفرة مثيرة للاهتمام بشكل خاص لأنها تبدو وكأنها تعكس أعمالًا متعددة من الكتابة، "وتظهر مزيجًا رائعًا من الكتابة المتعمدة، والمفهومة، ومحاولات الكتابة، والزخارف الشبيهة بالخطوط".
وقد تمثل العلامات غير المعروفة أشكالًا مبكرة من الرونية، ولكن من الصعب على الباحثين تحديد متى تم نقش الكتابات المختلفة.
تبرز إحدى التسلسلات على حجر "سفينجيرود"، المعروف الآن باسم حجر "هول 2"، بشكل خاص، وهي عبارة عن كلمة واحدة، أو اسم "Idiberug" (إيديبيروج). ولم يتمكن الباحثون من تحديد معنى دقيق له، لذا يعتقدون أنه كان اسم لشخص، ربما امرأة.
أما أوضح نقش فهو على حجر "هول 3"، ويبدو أنه توقيع كاتب الأحرف الرونية.
وأوضحت زيلمر: "يبدأ النص بكلمة أنا، متبوعة باسم الكاتب، ثم بفعل يشير إلى النشاط (كتب) وأخيرًا بكلمة رونية، والتي تشير إلى النقش ككل".
وأضافت زيلمر: "من الصعب تحديد اسم كاتب الرونية بسبب الأحرف الرونية الباهتة وغير الواضحة والأسطح المتآكلة. وقد اقترحنا بعض التفسيرات المحتملة. والسمة الأكثر إثارة للاهتمام هي النهاية بـ -u، ما يشير إلى أن هذا ربما كان اسم امرأة. وإذا كان الأمر كذلك، فسيكون هذا أقدم سجل معروف لكاتبة رونية أنثى".
في الكتابة الرونية، تُعتبر النهاية بـ"-u" علامة تأنيث. ويتردد المؤلفون في هذه المرحلة من بحثهم في الربط بين الكاتبة المحتملة للنقش على حجر "هول 3" والاسم الأنثوي المحتمل "إيديبيروج" على حجر "هول 2".
لا يزال العمل مستمرًا لكشف المزيد حول العديد من الشظايا الصغيرة الإضافية التي تم العثور عليها في عام 2023، ولا يزال الباحثون يحاولون تحديد الطريقة المثلى لتركيبها معًا.
وقالت زيلمر: "يكمن التحدي في حقيقة أن هذا ليس لغزًا مكتملًا، نحن نفتقد أجزاء كبيرة، وهناك فجوات واضحة".
وأضافت: "مع ذلك، نعتقد أنه من الممكن تحديد عدد الشظايا الصغيرة التي يمكن ربطها بالشظايا الأكبر أو ببعضها البعض".
من جانبها، تعتقد الدكتورة ليزبيث إيما، وهي أمينة متحف وباحثة كبيرة في المتحف الوطني الدنماركي، أن هذه الأحجار ستدفع الباحثين إلى إعادة النظر في فهمهم للأحجار الرونية، التي كانت تُستخدم عادة كنُصُب تذكارية لتخليد أسماء الأشخاص، ومنعها من الاندثار مع مرور الزمن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل نعيش في منازل من الفطريات يومًا ما؟ هذا ما يقوله العلماء
هل نعيش في منازل من الفطريات يومًا ما؟ هذا ما يقوله العلماء

CNN عربية

timeمنذ 12 ساعات

  • CNN عربية

هل نعيش في منازل من الفطريات يومًا ما؟ هذا ما يقوله العلماء

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يبدو العيش في منزل مصنوع من الفطريات والبكتيريا من وحي الخيال العلمي، ولكن أصبح الباحثون أقرب إلى تحقيق ذلك.قام فريق بحثي في ​​ولاية مونتانا الأمريكية بزراعة تشابكات كثيفة وإسفنجية من خيوط الـ"ميسيليوم"، وهي بنية شبيهة بالجذور تربط شبكات الفطريات تحت الأرض، كإطار لإنشاء مادة بناء حية ذاتية الإصلاح. لا تزال القدرة على إنشاء هياكل متينة وقادرة على تحمل الأوزان الثقيلة باستخدام مواد حية بعيدة المنال لسنوات عديدة. مع ذلك، وجدت المؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة بتاريخ 16 أبريل/نيسان في مجلة "Cell Reports Physical Science"، تشيلسي هيفيران، أنّ هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو العثور على بديل مستدام للإسمنت، أي المادة الرابطة في الخرسانة.يُصنع أكثر من 4 مليارات طن متري (4.4 مليار طن) من الإسمنت سنويًا، ما يساهم بنحو 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وفقًا لمؤسسة " Chatham House" البحثية في ​​مدينة لندن البريطانية. قالت هيفيران، وهي أستاذة مُساعِدة في الهندسة الميكانيكية والصناعية بجامعة ولاية مونتانا-بوزمان: "تساءلنا: ماذا لو استطعنا القيام بذلك بطريقة مختلفة باستخدام عِلم الأحياء"؟ أدخل مؤلفو الدراسة بكتيريا قادرة على إنتاج كربونات الكالسيوم، وهو المركب الكيميائي ذاته الموجود في المرجان، وقشور البيض، والحجر الجيري، إلى الخيوط الفطرية، التي عملت كدعامات هيكلية.من خلال عملية تُسمى التمعدن الحيوي، حوّلت كربونات الكالسيوم الخيوط اللزجة والمرنة إلى بنية صلبة تشبه العظام. جرّب الفريق ترك الفطر، الذي يُدعى "Neurospora crassa"، يتمعدن حيويًا من تلقاء نفسه، ولكنهم وجدوا أن قتله، ومن ثمّ إضافة الميكروبات ساهم في الحصول على مادة أكثر صلابة في وقتٍ أقل. أنشأت البكتيريا، التي تُدعى "Sporosarcina pasteurii"، شبكات بلورية من كربونات الكالسيوم حول الخيوط الفطرية بعد استقلابها لمادة الـ"يوريا"، وهي بمثابة غذاء للبكتيريا. وبينما تُعتبر مواد البناء الأخرى المُتمعدِنة حيويًا "حية" لبضعة أيام فحسب، أكّدت هيفيران أن فريقها تمكن من إبقاء الميكروبات نشطة لمدة أربعة أسابيع على الأقل، وقد تمتد هذه الفترة إلى أشهر أو حتى سنوات. رأى أفيناش مانجولا-باسافانا، وهو مهندس بيولوجي لم يشارك في الدراسة، أنّ هناك حاجة إلى القيام بالمزيد من الاختبارات للعثور على مادة بناء حية قادرة على استبدال الإسمنت، قبل استخدام هذه المادة في صناعة المنازل، أو الأسوار، أو غيرها من أغراض البناء.وشرح مانجولا-باسافانا، وهو كبير الباحثين العلميين في جامعة "نورث إيسترن" بأمريكا: "يُجرى هذا النوع من التجارب على نطاقٍ ضيق.. وهو لا يعكس بالضرورة خصائص المادة عند استخدامها بكميات كبيرة". كما أضاف: "ليست الصلابة هي ما يهم الأشخاص عندما يتعلق الأمر بمواد البناء، بل القوة، والقدرة على تحمل الأثقال". بينما لا تضاهي قوة ومتانة مواد البناء الحية مميزات الخرسانة بعد، لا تزال هيفيران تعتقد أنّ الـ"ميسيليوم" يشكل قاعدة واعدة. بفضل مرونة هذه المادة، يُمكن تشكيل المادة اللزجة لتشمل قنواتٍ تشبه الأوعية الدموية داخل العوارض، أو الطوب، أو الجدران. كما هو الحال مع الأوعية الدموية في جسم الإنسان، تحتاج خلايا مواد البناء الحية إلى هياكل قادرة على توصيل العناصر الغذائية للبقاء على قيد الحياة. وأشار مانجولا-باسافانا إلى أنّ إضافة هذه الهياكل إلى تصميم مواد البناء قد يُضعفها، ما يُمثل تحديًا للدراسات المستقبلية.، مضيفًا: "أعتقد أنّها قد تكون مفيدةً في المستقبل للمباني المكونة من طابق واحد، والهياكل الأصغر حجمًا. إنّه أمرٌ ممكن للغاية. قد نشهد ذلك خلال فترة تترواح بين 5 و10 سنوات". وأضافت هيفيران أنّ الفطريات تُشكل أيضًا خطرًا تنفسيًا محتملاً. رُغم أن قتل الـ"ميسيليوم" يُقلل من قدرتها على إنتاج مسببات الحساسية، إلا أنّه ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث قبل اعتبار الهياكل التي تُصنع منها هذه المادة آمنةً للسكن. مادة مخاطية على المواد البلاستيكية الدقيقة تُسهم بتكاثر بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية يُعتبر فريق هيفيران واحد من فِرَق عديدة في أمريكا لاستكشاف إمكانيات مادة الـ"ميسيليوم"، التي استُخدمت بالفعل لصنع مواد أخرى أكثر ليونة في مجال التغليف والعزل.أكدت هيفيران أنّ العديد من الجهات الحكومية أبدت اهتمامًا بالفعل بحالات الاستخدام المحتملة لمواد البناء الحية، وقالت: "هناك العديد من الشروط التي يجب وضعها في الاعتبار حتى يستفيد المنزل العادي من هذا المشروع من حيث التكلفة". وأوضحت: "لكن بالنسبة للمجتمع، قد يكون الأمر أرخص بكثير عند بناء بنية تحتية لأفراد يحتاجون إليها بشدة، أو إذا كنت تحاول تشييد بنية تحتية في الفضاء، فقد يكون هذا أسهل بكثير من نقل الإسمنت والخرسانة إلى هناك. الاحتمالات مثيرة حقًا بالنسبة لي". اكتشاف فطر يحول عناكب الكهوف إلى "زومبي"

بضغطة زر واحدة.. طائرة تهبط وحدها ومراسل CNN يجرّبها بنفسه
بضغطة زر واحدة.. طائرة تهبط وحدها ومراسل CNN يجرّبها بنفسه

CNN عربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • CNN عربية

بضغطة زر واحدة.. طائرة تهبط وحدها ومراسل CNN يجرّبها بنفسه

مراسل CNN لشؤون الطيران والطيار المعتمد، بيت مونتين، يهبط بطائرة بضغطة زر واحدة، بفضل نظام ثوري جديد يُركّب حاليًا على متن بعض الطائرات الخاصة، ويجيب عن السؤال القديم: ماذا يحدث إذا أصبح الطيار عاجزًا عن الطيران؟ يُعرف هذا النظام باسم "الهبوط التلقائي للعودة الآمنة"، وهو مصمم لإنقاذ الركاب الذين لا يملكون أي خبرة في الطيران، في حال عجز الطيار، وهو أمر يحدث على متن الطائرات الخاصة أكثر مما يتخيله البعض. قد يهمّك أيضًا.. تصميم طائرة من الماضي قد يغيّر الطريقة التي نسافر بها مستقبلًا قراءة المزيد ابتكارات طائرات

أحفورة قديمة تكشف عن أصول تطور ثدييات غريبة تبيض ولا أسنان لها
أحفورة قديمة تكشف عن أصول تطور ثدييات غريبة تبيض ولا أسنان لها

CNN عربية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • CNN عربية

أحفورة قديمة تكشف عن أصول تطور ثدييات غريبة تبيض ولا أسنان لها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت قصة اثنين من أغرب الحيوانات على كوكب الأرض أكثر غرابة بقليل، وذلك بفضل أدلة كشفتها عينة أحفورية وحيدة، يقول العلماء الآن إنها تمثل سلفًا منقرضًا منذ زمن بعيد. قد تؤدي هذه الأبحاث الجديدة إلى قلب المفاهيم المعروفة حول تطور أكثر الثدييات بدائية على قيد الحياة اليوم. يتواجد خلد الماء والنضناض (آكل النمل الشائك) في أستراليا وغينيا الجديدة، ويُطلق عليهما اسم "وحيدات المسلك"، وهما فريدان من نوعهما لكونهما الثدييات الوحيدة التي تضع البيض. ويتميّز خلد الماء البرمائي بمنقار وأقدام ذات أغشية بين الأصابع مثل البطة، وذيل يشبه ذيل القندس. ويقضي هذا الكائن يقضي معظم وقته في البحث عن الطعام في الماء. أمّا النضناض، فيعيش على اليابسة بالكامل، ويغطيه وبر شوكي حاد، كما أن أرجله الخلفية تتجه إلى الوراء وتثير الغبار أثناء حفره في الأرض. ولا يملك أكلاهما أي أسنان، ورغم أنهما يفرزان الحليب، إلا أنّهما لا يمتلكان حلمات، بل يفرزان الحليب عبر جلدهما ليلعقه الصغار. وقال أستاذ لدى قسم العلوم التشريحية وعلم الأعصاب في جامعة لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية والمتخصص في دراسة تطور الثدييات المبكرة، الدكتور غييرمو روجيه: "تتمتع هذه الكائنات الصغيرة بالكثير من الجوانب الغريبة". وأضاف روجيه: "إنها إحدى المجموعات التي تُعرِّف الثدييات. الثدييات التي عاشت في زمن الديناصورات كانت، على الأرجح، أقرب بيولوجيًا إلى الكائنات أحادية المسلك منها إلى الحصان، أو الكلب، أو القط، أو حتى الإنسان". لذلك، قال إنّ أحاديات المسلك تُتيح لنا فرصةً للاطلاع على أصول الثدييات على الأرض. النظر داخل أحفورة قديمة كشفت دراسة جديدة نُشِرت الإثنين في مجلة " Proceedings of the National Academy of Sciences" المزيد من الجوانب عن هذا الأمر. وقاد البحث عالمة الحفريات، سوزان هاند، وهي أستاذة فخرية في كلية العلوم البيولوجية والأرضية والبيئية في جامعة "نيو ساوث ويلز" بأستراليا. وهو يكشف عن البنية الداخلية للعينة الأحفورية الوحيدة المعروفة لكائن "Kryoryctes cadburyi"، السلف المعروف الوحيد للكائنات أحادية المسلك، والذي عاش قبل أكثر من 100 مليون عام. اكتُشِفت هذه الأحفورة، وهي لعظمة العضد (أي عظم الذراع العلوي)، في عام 1993 في "Dinosaur Cove" جنوب شرق أستراليا. ومن الخارج، بدت العينة أشبه بعظمة تنتمي إلى النضناض البري أكثر من خلد الماء الذي يفضل الحياة في الماء. لكن وجد العلماء شيئًا مختلفًا عند النظر داخلها. وقالت الدكتورة لورا ويلسون، الأستاذة المشاركة في الجامعة الوطنية الأسترالية، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: "من خلال استخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد المتقدمة، تمكنّا من إظهار خصائص لم تكن مرئية من قبل لهذه العظمة القديمة، وقد كشفت هذه الخصائص عن قصة غير متوقعة تمامًا". وجد الفريق أن الحفرية كانت تحتوي داخليًا على سمات تشبه خلد الماء شبه المائي، مثل جدار عظمي أكثر سماكة، وتجويف مركزي أصغر. معًا، تجعل هذه الصفات العظام أثقل، وهو أمر مفيد للحيوانات المائية لأنه يقلل من الطفو، ما يُسهِّل الغوص تحت الماء بحثًا عن الطعام. وعلى النقيض من ذلك، فإن النضناض، الذي يعيش بالكامل على اليابسة، يمتلك عظامًا أرق وأخف وزنًا بكثير. وتدعم هذه النتيجة الفرضية الشائعة، وإن لم تثبت بعد، بأن كائن "Kryoryctes" هو سلف مشترك لكل من خلد الماء والنضناض، وأنه ربما عاش جزئيًا على الأقل في الماء خلال زمن الديناصورات. وأفادت هاند: "تشير دراستنا إلى أن أسلوب الحياة البرمائي لخلد الماء الحديث يعود أصله إلى ما لا يقل عن 100 مليون سنة، في حين أن النضناض عاد إلى نمط الحياة الأرضية الكامل في وقت لاحق بكثير". "تلمع مثل الذهب".. الكشف عن أحفورة نادرة أذهلت العلماء بسبب لونها العجيب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store