
مشروع مثير للجدل.. إحياء طائر عملاق منقرض منذ 600 عام
وأعلنت شركة 'كولوسال بيوساينس' (Colossal Biosciences) عن مشروع لهندسة طيور حية وراثيا لتشبه طائر 'الموا' العملاق المنقرض الذي كان يبلغ طوله 3.6 مترا، بتمويل قدره 15 مليون دولار من قبل جاكسون. ويتضمن المشروع تعاونا مع مركز 'نغاي تاهو' البحثي في نيوزيلندا.
ويهدف الفريق العلمي إلى استخدام تقنيات الهندسة الوراثية لتعديل جينات طيور حية حالية، مثل طيور 'التينامو' و'الإيمو'، لجعلها تشبه في صفاتها الطائر المنقرض الذي كان يصل ارتفاعه إلى 3.6 أمتار.
وهذه ليست التجربة الأولى للشركة في إحياء الكائنات المنقرضة. ففي السابق، تمكن فريق 'كولوسال' من تطوير ذئاب رمادية معدلة وراثيا تحمل سمات مشابهة للذئاب الرهيبة التي انقرضت منذ آلاف السنين. أما هذه المرة، فتأتي التجربة أكثر تعقيدا لأنها تتعلق بطائر، حيث يواجه العلماء تحديا جديدا يتمثل في طريقة نمو أجنة الطيور داخل البيض، والتي تختلف تماما عن طريقة تكون الأجنة عند الثدييات.
وتهدف 'كولوسال' إلى إحياء طائر 'الموا' خلال 5 إلى 10 سنوات. وتوضح الدكتورة بيث شابيرو، كبيرة علماء الشركة، أن المرحلة الأولى من المشروع ستتركز على استخراج الحمض النووي من عينات عظمية محفوظة جيدا لطائر 'الموا'، ثم مقارنة تسلسله الجيني مع الطيور الحية لتحديد الجينات المسؤولة عن صفاته الفريدة. وبعد ذلك، سيتم تطوير أجنة معدلة وراثيا ووضعها في بيض لتفقيسها، على أن يتم إطلاق الطيور الناتجة لاحقا في محميات طبيعية مغلقة.
من جانبه، يعبر جاكسون عن حماسه الشديد للمشروع، قائلا إن فكرة رؤية طائر 'الموا' حيا مرة أخرى تمنحه سعادة تفوق أي إنجاز سينمائي. ويضيف المخرج النيوزيلندي، الذي يملك مجموعة شخصية من 300-400 عظمة لطائر 'الموا' جمعها بنفسه، أن هذا الطائر يمثل جزءا من التراث الثقافي لبلاده، حيث يشكل موضوع إعجاب للأطفال والكبار على حد سواء.
لكن المشروع لا يخلو من الجدل العلمي والأخلاقي. فبعض الخبراء يشككون في إمكانية إعادة إنشاء أنواع منقرضة بدقة، مشيرين إلى أن ما يمكن تحقيقه هو مجرد كائنات مهجنة تحمل بعض سمات أسلافها المنقرضة. كما يخشى آخرون من أن ينصب التركيز على مثل هذه المشاريع على حساب الجهود المبذولة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض حاليا.
يذكر أن طائر 'الموا' الذي كان يزن قرابة 250 كيلوغراما، عاش في نيوزيلندا لأكثر من 4000 عام حتى انقرض قبل 600 عام بسبب الصيد المكثف من قبل البشر. وقد جذب هذا الطائر الضخم، الذي لا يملك أجنحة، اهتمام العالم منذ القرن التاسع عشر عندما عرضت أولى هياكله العظمية في المتاحف الأوروبية، مثل متحف يوركشاير في إنجلترا.
وتأمل شركة كولوسال في تحقيق هذا الإنجاز العلمي خلال العقد المقبل، ما قد يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي وإحياء الأنواع المفقودة.
المصدر: إندبندنت
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

أخبار السياحة
منذ 4 أيام
- أخبار السياحة
بعد قرون من الغموض.. علماء يكشفون سر التغير الغريب في سطوع 'منكب الجوزاء'
أعلن فريق بحثي دولي بقيادة علماء من مركز أبحاث 'أميس' التابع لناسا عن اكتشاف نجم مرافق غير مرئي سابقا يدور حول العملاق الأحمر 'منكب الجوزاء'، أحد ألمع النجوم في سماء الليل. ولطالما أثار النجم العملاق 'منكب الجوزاء' (أو كما يعرف أيضا باسم يد الجوزاء) فضول علماء الفلك بسلوكه الغامض. وفي عام 2024، خلص علماء الفلك إلى أن نجم 'منكب الجوزاء' قد يكون له 'رفيق' نجمي. والآن، تأكدت هذه التوقعات. فبعد سنوات من البحث والعديد من النتائج الخاطئة، نجح فريق مركز أبحاث 'أميس' في تأكيد وجود نجم صغير يرافق هذا العملاق الأحمر، وهو اكتشاف يحل العديد من الألغاز التي حيرت العلماء. ويبلغ حجم هذا الرفيق النجمي نحو 1.5 حجم شمسنا، ويؤثر بشكل ملحوظ على 'منكب الجوزاء' رغم صغره. وتظهر البيانات أن التفاعل بين النجمين يتسبب في تعتيم متقطع للعملاق الأحمر كل ست سنوات تقريبا، وهي ظاهرة كانت تحير العلماء منذ زمن. واستخدم العلماء تلسكوب 'جيميني نورث' في هاواي بتقنية تصوير متطورة تمكنهم من اختراق التشوهات الجوية، ما سمح لهم برصد الرفيق النجمي وتحديد خصائصه بدقة غير مسبوقة. والمدهش أن هذا النجم المرافق الذي أطلق عليه العلماء اسم 'رفيق منكب الجوزاء'، يختلف تماما عن رفيقه العملاق من حيث العمر والتطور. ويبدو أن 'منكب الجوزاء' الذي يقترب من نهاية عمره ويحتمل أن ينفجر كمستعر أعظم خلال العقد القادم، ولد في نفس الفترة التي ولد فيها رفيقه الصغير. ولكن، بينما يقترب العملاق الأحمر من نهايته، ما يزال النجم المرافق في بداية حياته، حتى أنه لم يبدأ بعد في حرق الهيدروجين في قلبه. وهذا الاكتشاف لا يحل فقط لغز التعتيم الدوري لـ'منكب الجوزاء'، بل يفتح أيضا آفاقا جديدة لدراسة الأنظمة النجمية المزدوجة. ومن المتوقع أن يصل النجم المرافق إلى أبعد نقطة عن 'منكب الجوزاء' في نوفمبر 2027، ما سيتيح للعلماء فرصة أفضل لدراسته. لكن هذه العلاقة النجمية لن تدوم إلى الأبد، حيث يتوقع العلماء أن جاذبية 'منكب الجوزاء' الهائلة ستبتلع رفيقه الصغير خلال العشرة آلاف سنة القادمة. وحتى ذلك الحين، سيستمر هذا الثنائي النجمي في تقديم معلومات قيمة لعلماء الفلك عن تطور النجوم وأنظمتها. المصدر: Gizmodo

أخبار السياحة
منذ 5 أيام
- أخبار السياحة
مركبة 'جونو' ترصد ظاهرة فريدة في الغلاف المغناطيسي للمشتري
في أعماق الغلاف المغناطيسي الغامض لكوكب المشتري، حيث تتدفق تيارات البلازما الكونية بقوة لا تصدق، كشفت مركبة الفضاء 'جونو' عن ظاهرة فريدة من نوعها تثير حيرة العلماء. ومنذ دخولها مدار المشتري عام 2016، ظلت مركبة 'جونو' التابعة لوكالة ناسا تعمل بجد لكشف أسرار أكبر كواكب نظامنا الشمسي. والآن، قد يكون أحدث اكتشافاتها الأكثر إثارة للاهتمام على الإطلاق: نوع جديد تماما من موجات البلازما بالقرب من قطبي المشتري. وفي دراسة نشرتها مجلة physical review letters، وصف علماء الفلك نمطا غير عادي لموجات البلازما في الغلاف المغناطيسي للمشتري – تلك 'الفقاعة' المغناطيسية التي تحمي الكوكب من الإشعاعات الخارجية. ويبدو أن المجال المغناطيسي القوي بشكل استثنائي للمشتري يجبر نوعين مختلفين جدا من البلازما على التذبذب بالتزامن، ما يخلق تدفقا فريدا من الجسيمات المشحونة والذرات في المناطق القطبية للكوكب. وتعد البلازما قوة رئيسية في تشكيل الغلاف الجوي المضطرب للمشتري. لذلك يعتقد الباحثون أن الملاحظات الجديدة ستعزز فهمنا ليس فقط لأحداث الطقس على المشتري، ولكن أيضا للخصائص المغناطيسية للكواكب الخارجية البعيدة. وحلل العلماء، خلال الدراسة، سلوك موجات البلازما في الغلاف المغناطيسي للمشتري الذي يحتوي على بلازما عالية المغنطة ومنخفضة الكثافة. واكتشف الفريق العلمي، وهو تعاون بين باحثين من جامعة مينيسوتا وجامعة أيوا ومعهد ساوثويست للأبحاث في تكساس – تذبذبا غير متوقع بين موجات ألففين (Alfvén waves) وموجات لانغموير(المعروف أيضا بالتذبذب البلازمي- Langmuir waves)، والتي تعكس حركة ذرات البلازما وحركة الإلكترونات في البلازما على التوالي. وعادة ما تتحرك هذه الموجات بترددات مختلفة تماما بسبب الفارق الهائل في الكتلة بين الإلكترونات الخفيفة والأيونات الثقيلة، لكن قوة المجال المغناطيسي الخارقة للمشتري، التي تبلغ 20 ألف مرة أقوى من مجال الأرض، تجبر هذه الموجات على التحرك في انسجام تام، ما يخلق نمطا من التذبذبات لم ير من قبل في أي مكان آخر في نظامنا الشمسي. وهذه الظاهرة الفريدة لا تقدم فقط نافذة جديدة لفهم الديناميكيات المعقدة للغلاف المغناطيسي للمشتري، بل قد تكون المفتاح لفك شفرة العديد من الألغاز الكونية. فالمشتري، بعواصفه الدوارة التي تستمر لقرون وأحزمة الإشعاع المكثفة التي تحيط به، يشبه مختبرا طبيعيا ضخما لدراسة فيزياء البلازما في ظل ظروف متطرفة لا يمكن محاكاتها في المختبرات الأرضية. لكن الأهم من ذلك أن هذه النتائج قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من نظامنا الشمسي. فالكواكب الخارجية العملاقة التي تدور حول نجوم أخرى، خاصة تلك التي تمتلك مجالات مغناطيسية قوية، قد تظهر خصائص مماثلة. وهذا يجعل من بيانات 'جونو' كنزا ثمينا لعلماء الفلك الذين يبحثون عن علامات للحياة في أنظمة شمسية بعيدة، حيث يمكن أن تلعب التفاعلات بين المجالات المغناطيسية والبلازما دورا حاسما في قابلية الكواكب للسكن. وفي الوقت الذي تستعد فيه مركبة 'جونو' لرحلتها الأخيرة نحو الغلاف الجوي للمشتري في سبتمبر المقبل، فإن إرثها العلمي سيستمر لسنوات قادمة.

أخبار السياحة
منذ 6 أيام
- أخبار السياحة
دراسة أمريكية تكشف تأثير عمر المرأة على جنس الجنين
اكتشف علماء من الولايات المتحدة أن احتمال الحمل بذكر أو أنثى ليس متغيرا عشوائيا تماما، بل يعتمد على عمر المرأة. تشير مجلة Science Advances إلى أنه وفقا للباحثين، يُعتقد تقليديا أن احتمال إنجاب طفل ذكر أو أنثى عند الحمل هو 50%، نظرا لوجود إما كروموسوم Y الذكري أو كروموسوم X الأنثوي في الخلايا الجنسية للرجل. لكن الدراسة أظهرت أن احتمال إنجاب طفل ذكر أو أنثى يختلف من عائلة إلى أخرى، ويرتبط بعمر المرأة ووجود طفرات نقطية في جينات NSUN6 وTSHZ1. وقد توصل إلى هذا الاستنتاج فريق من علماء الأحياء الجزيئية وعلماء الأوبئة الأمريكيين برئاسة البروفيسور خورخي شافارو من جامعة هارفارد، من خلال دراسة بيانات جُمعت في إطار مشروعين أمريكيين كبيرين للرصد، هما NHS-II وNHS-III، ويهدفان إلى الرصد الصحي الشامل لمئات الآلاف من العاملين في المجال الصحي بالولايات المتحدة. وشملت الدراسة 58 ألف امرأة حملن مرتين على الأقل وأنجبن طفلين أو أكثر. واستخدم العلماء هذه البيانات لإجراء تحليل شامل لتأثير العوامل البيولوجية والوراثية المختلفة على جنس الأطفال واحتمال إنجاب أطفال من نفس الجنس فقط. وتبين أن احتمال إنجاب ولد أو بنت في كثير من الحالات كان بعيدا عن نسبة 50% التي تتنبأ بها نظرية الاحتمالات. كما تبين أن النساء اللاتي أنجبن 3-4 أطفال أو أكثر كن يملن لإنجاب أطفال من نفس الجنس. وكانت نسبة إنجاب البنات أو الذكور فقط هي الأعلى بين المشاركات في الدراسة الوطنية للصحة (NHS-II وNHS-III) اللاتي تجاوزن عمر 28 عاما وقت الحمل. وحدث هذا بمعدل 13% أكثر مما توقعته النماذج الرياضية، ولم يكن لجميع العوامل الأخرى، مثل فصيلة الدم والعرق ومؤشر كتلة الجسم، تأثير كبير على هذا النمط. كما اتضح أن احتمال حدوث هذا الميل نحو جنس معين يعتمد أيضا على وجود سبع طفرات نقطية في الحمض النووي للأمهات، كانت أهمها ثلاث طفرات في الجينات CYP2U1 وNSUN6 وTSHZ1. واستنتج العلماء من هذه النتائج أن تحديد جنس الطفل لا يعتمد فقط على الصدفة الرياضية، بل يتأثر أيضا بعدة عوامل بيولوجية ووراثية. المصدر: تاس