
مغالطات رئيس الجمهورية في رسالته للصدر
رسالة رئيس الجمهورية التي يلتمس فيها السيد الصدر المشاركة في الانتخابات تحمل مغالطات منها الاشارة ضمناً في نهايتها كونه من مؤسسي مرحلة بعد 2003 و الحال السيد الصدر ( دام ظله ) لم يكن طرفا في مجلس الحكم و لا البرلمان المعين و حكومة علاوي و لم يدخل رسميا سوى في الدورة النيابية التي ابتدأت في 2006 لغرض تعضيد المقاومة العسكرية للاحتلال لتياره بمقاومة سياسية و دخل في الحكومة لعام ثم سرعان ما انسحب فسحاً للمجال لرئيس الحكومة لاصلاح وضع حكومته بعد ان اشتكى انه لم يسمي وزراء حكومته مستمراً في مقاومته العسكرية و الشعبية و السياسية للاحتلال و للقاعدة و حواضنها ، و حين اسست مجالس المحافظات في نهاية 2004 و قبلها المجالس المعينة من سلطات الاحتلال و المحافظين بعد 2003 لم يكن جزءاً من عملية التاسيس تلك و لم يكن التيار مشتركا عدا في العمارة الذي تحصل على محافظها بانتخابات ديسمبر 2004 فدعكم من وضع الصدر موضع الشريك الاصيل و المؤسسين الاوائل فللمؤسسين وزر و تبعات لا يتحملها الصدر و هو من كان معارضاً شرساً لمرحلة التأسيس ، كما للمؤسسين امتيازات متوارثة كمواقع في الدولة العميقة و قوانين خصتهم دون غيرهم كدمج الميلشيات و غيرها ، و حتى بعد الدورة النيابية الثانية الدورة الوحيدة التي بقي فيها في الحكومة كاملة أيضاً كان قد دخل في صراع اصلاح الحكومة و الدولة من خلال مشروع سحب الثقة و معارضته للسياسات التي اودت بسقوط ثلث العراق بيد داعش بعد ذلك ، و في حكومة العبادي كان الاشتراك لعام واحد و تخلى عن مواقعه في الحكومة من أجل دعم رئيس الوزراء في إجراء اصلاحات ، و في حكومة عبد المهدي تخلى عن صدارته تحت ضغط التوافق و وعود الاصلاح فقبل بمرشح سُوق بكونه رجل المرحلة و دعمه بحصته الحكومية كاملة و كذلك فعل مع الكاظمي بعده باعترافه و من كلف قبله و فشل باعترافهم توفيق علاوي و الزرفي و نعيم السهيل و تصريحاتهم تشهد، و حين تحصل على الصدارة المطلقة و بجدارة في انتخابات 2021 و نجح في تحصيل اغلبية 200 نائب تم التصدي لمسعاه بالاصلاح بوضع شرط تحكم الثلث الخاسر بالثلثين الفائزين و بعد ان عرقل من إقرار موزانة و تغيير الوزراء بقرارات قضائية لم يكن بد من الانسحاب بعد ان اغلقتم ككتل سياسية كل ابواب تغيير العملية السياسية من داخلها و ابيتم سوى التبعية للخارج و التمسك بمكاسب السياسة و كأنها ارث لا تتغير بنتائج انتخابات و لا تأتي عليها تحالفات ، و بعد ذلك لم يكتفي بانسحابه من البرلمان بل قاطع مجالس المحافظات التي اقررتم لانتخاباتها قانون يرفضه الشعب و عارضته المرجعية ، فالصدر لم يكن لكم شريك مؤسس أو اصيل بل دخل العملية السياسية من أجل التغيير و حين اوصدتم الابواب عليه بالتغيير السلمي و التدريجي و الجزئي من غير المنطقي ان تطالبوه بالعودة كأن لا شئ حدث أو جرى و من دون ضمانة بتكرار و حدوث ما حدث و جريان ما جرى سابقاً و ان كان الكتل و القوى السياسية قد اعطته المواثيق و وقعت على شروط عودته في انتخابات 21 و لم يلتزم الاغلب منهم بها فأي ضمان تعطون و انتم تحتاجون من يضمنكم !، ثم و أنت قلت يا فخامة الرئيس في رسالتك ان العملية الانتخابية ابتدأت باجراءات المفوضية بالتسجيل و تحديد الموعد و قبلها اجريتم مجالس المحافظات من دون اكتراث لعدم مشاركته و مشاركة أبناء خط والده رضوان الله عليه ، و كنتم تسابقتم قبل ذلك أيضاً للفوز بمقاعد البدلاء من أعضاء كتلته و رضيت انت و الكتل السياسية ان تكونوا في عملية سياسية انسحب منها الفائز دون ترميم شرعيتكم بحل البرلمان و إجراء انتخابات مبكرة بعد انسحابه و لا حتى التزمتم بما اقررتموه من إجراء انتخابات مبكرة بعد عام من حكومتكم ، فبعد ذلك و ما تشيعوه من استقرار سياسي بغياب الصدر فلن تكون رسالتك سوى كذر الرماد في العيون ، و محاولة خجولة امام الرأي العام المحلي و الدولي بكونكم مهتمين بمشاركة الصدريين للتغطية على تدني نسب المشاركة المتوقعة ، أو كأسقاط فرض باقامة الحجة ، و الحال كان بامكانك من موقعك لو كانت هناك جدية من قبلك ان تعمل على تهيئة الجو الملائم لمشاركة الصدر و الناقمين و المحبطين من العملية الانتخابية و السياسية ان تغير الوضع المتردي في البلد من خلال قانون انتخابات يحرم المشاركة على الفاسدين الذي يمتنع الصدر من مشاركتهم و يشجع على المشاركة الواسعة و إعادة النظر بقرارات الثلث المعطل و الكتلة المكلفة بتشكيل الحكومة و احترام نتائج الانتخابات و الحد من استغلال السلطة و المال الفاسد في الانتخابات ، لا بوضع الصدر امام امركم الواقع بأن هذا ما موجود و طالما اعترضت عليه ايعجبك ان تشاركنا أو لا يعجبك ، اذا كانت رسائلكم الظاهرة و المبطنة و المباشرة و غير المباشرة تحمل هذا المعنى فقد وصلت بانكم لا تريدون لنا سوى اكمال المشهد و الديكور لا طمعا فينا و حبا و كرامة بل خوفاً و خشية و قلقاً من شرعية منقوصة و ازمات عاصفة قد تداهمكم و تريدون ان تتحصنوا بالصدر و تياره منها و تحملوه المسؤولية عنكم و تتهربوا منها فقد خبرناكم شركاء المغانم الهاربين عند المغارم ، قد تكون يا رئيس الجمهورية لديك حرص و نية صادقة لما تحمله من موقع أو لعدم تفكيرك بما يفكر فيه الاطار من الاستمرار بنهب تراث الصدريين و ملئهم فراغه كونك لا تشترك انت و حزبك و الكرد معهم في مساحة انتخابية مشتركة و هذا يستحق الشكر ، لكن الصدر طالب اصلاح لا طالب سلطة متى ما تحقق له و بحسبه ما يريد أو بعضه من متطلبات المشاركة التي يتحقق بها مطلبه بالاصلاح يفكر حينها باستكمال ما ابتدأه لانقاذ الوطن و الا فقد برئت ذمته امام ربه و من يثق فيه من شعبه ما لم يطرأ طارئ أو حدث يجعل من المشاركة ممكنة و الى ذلك الحين انتم بانتخاباتكم تفرحون

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 2 ساعات
- وكالة أنباء براثا
المالية: يتعذر الاستمرار بتمويل كردستان لتجاوزه حصته من الموازنة
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!


وكالة أنباء براثا
منذ 2 ساعات
- وكالة أنباء براثا
قائد الحرس الثوري يحذر أمريكا وإسرائيل: أيدينا على الزناد
حذر القائد العام للحرس الثوري الإسلامي، اللواء حسين سلامي، اليوم الأربعاء (28 أيّار 2025)، المسؤولين الأمريكيين بالقول: "نحن مستعدون لأي سيناريو، أيدينا على الزناد، ونكون في حالة الترقب. وإذا ارتكبتم أي حماقة، فستتلقون رداً لن ينسى". وأفادت وسائل إعلام إيرانية أن "اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي، صرح خلال لقائه بعناصر الحرس في محافظة همدان، قائلاً: (إن الإمامة والقيادة هي هبة من الله جعلت الشعب الإيراني جديراً بها، وهذا يعكس رفعة وكرامة هذا الشعب)". وقال سلامي إن "لإيران شعب عظيم، يحسن التصرف في اللحظات الصعبة، وله تأثير في أعماق عقول الأعداء الشيطانية". وأوضح، أنه "عند مواجهة العدو، يجب أن نعرف نهاية عمق تفكيره ونواياه"، مشيراً إلى أن "الحرب المعرفية للعدو هي إحدى الوسائل التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها لاختراق أعماق أفكار المجتمع؛ وعادة لا يتم التوعية بشكل كافٍ في هذا المجال، لكن بالإمكان تنوير العقول من خلال الجهاد والعمل الواعي في هذا السياق" وأكد اللواء أن "جاهزية القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على أعلى مستوى"، مؤكداً: "نحن في حرب شاملة، ونشهد حرباً اقتصادية، وعقوبات، وضغوطاً سياسية عالمية، وحروباً إعلامية واسعة النطاق، وعمليات إعلامية ودعائية قاسية وعنيفة، وغزوات ثقافية، وتهديدات متنوعة من الأعداء يفرضونها على هذه الأمة من بعيد ومن قريب". وأشار إلى أنه "على الرغم من كل هذه التهديدات من الأعداء، لا يزال هذا البلد صامداً"، مضيفاً أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتقدم بخطى ثابتة، ولن تستسلم الأمة الإيرانية أبداً للإرادة السياسية للآخرين. نحن مسيطرون في مجال الدفاع، ولطالما حشدنا القوة لمواجهة أعظم قوى العالم". وأكمل أن "الصهاينة يواصلون تحركاتهم ضد بلدنا وتهديد الأمة الإيرانية، ورداً على ذلك، أحذرهم مجدداً من أنهم إذا استمروا في ارتكاب الأخطاء والحماقات، فسنفتح عليهم أبواب النار بلا حدود". وتابع: "نقول أيضاً للمسؤولين الأمريكيين إننا مستعدون لأي سيناريو. لن تستسلم بلادنا أبداً للإرادة السياسية للآخرين، أيدينا على الزناد ونحن في حالة ترقب.. إذا ارتكبتم أي خطأ، فستتلقون على الفور رداً ستنسون ماضيكم".


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
الحج 2025: السوريون يغادرون من دمشق لا المنافي بعد 12 عاماً من الشتات
"لم يكن ثمة شعورٍ يُضاهي ما اختلج في صدري وأنا أقترب من أطهر بقاع الأرض... فرحٌ لا تُحيط به الكلمات، وحُلمٌ طال انتظاره أصبح واقعاً" هكذا عبّر العقيد المتقاعد رياض الأسعد عن مشاعره خلال رحلته إلى مكة، ضمن بعثة الحج السورية لعام 2025. ويقول الأسعد، في مقطع مسجلٍ نشره عبر حسابه على منصة اكس (تويتر سابقاً) "هي المرة الأولى - منذ سنوات- التي لا يغادر فيها السوريون لأداء الحج من مطارات العالم، بل عادوا إلى الانطلاق من وطنهم". الأسعد، الذي انشقّ عن جيش النظام السوري في بدايات الثورة عام 2011، أعلن حينها تأسيس "الجيش السوري الحر"، الذي أصبح لاحقاً من أبرز التشكيلات العسكرية المعارضة. ولعب دوراً بارزاً في تحركات "الثورة المسلحة"، داعياً إلى توحيد الصفوف وإذابة الخلافات بين قوى المعارضة المختلفة وإقامة نظام ديمقراطي، قبل أن يُصاب إثر انفجار في منطقة دير الزور شمالي سوريا، نُقل على إثره إلى تركيا لتلقي العلاج. واليوم، بعد أكثر من عشر سنوات على لحظة انشقاقه، يعود الأسعد لأداء فريضة الحج، على متن أول رحلة حج سورية تنطلق من مطار دمشق الدولي منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024. بعد عقد من الغياب: تنظيم موحد للحج السوري من داخل البلاد وإذا كان العقيد رياض الأسعد قد عبّر عن مشاعره الجيّاشة لحظة اقترابه من مكة، فإن الانطلاق من مطار دمشق لم يكن أقل تأثيراً بالنسبة لكثير من الحجاج السوريين، فقد حملت هذه اللحظة رمزية عاطفية خاصة بعد سنوات من الشتات. يقول الحاج عبيدة الكاطع: "حين وصلنا إلى المطار، غمرنا شعور بالعزة والفخر، وأحسسنا حقيقةً أننا مواطنون يُحترمون، هناك من يسأل عنا ويهتم بشؤوننا ويرعانا". تعد رحلة هذا الموسم انعطافة هامة في تنظيم شؤون الحجاج السوريين، حيث إن الرحلات عادت لتنطلق، وفق ترتيبات جديدة، بشكل مباشر من دمشق، بعد أكثر من عقد من غياب التنسيق مع الجانب الرسمي في سوريا. جاء هذا التغيّر في سياق التحوّلات السياسية التي شهدتها البلاد أواخر عام 2024، مع تشكيل حكومة انتقالية تولّت إدارة شؤون الداخل، من بينها ملف الحج الذي ظلّ لسنوات طويلة خاضعاً لترتيبات استثنائية وغير مستقرة منذ عام 2011. وزير الأوقاف السورية محمد الخير أبو شكري قال خلال لقائه حجاجاً سوريين إن هذا الحج "هو الأول بعد تحرير سوريا من النظام البائد"، وأضاف: "أكرمني الله أن أكون في خدمة حجاج بيت الله، وهم يغادرون من مطار دمشق الدولي في أول رحلة إلى بيت الله الحرام نقوم فيها بوداعهم وخدمتهم". منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، خرج ملف الحج من أيدي المؤسسات الرسمية في دمشق، إذ توقفت السلطات السعودية عن اعتماد وزارة الأوقاف السورية جهةً مسؤولةً عن تنظيم شؤون الحجاج، لترد الأخيرة - حينها - باتهام السعودية "بمنع الحجاج السوريين من أداء فريضة الحج في سابقة لم يشهد لها التاريخ الإسلامي مثيلاً". وبدلاً من ذلك، تم تسليم المهمة إلى "لجنة الحج العليا" التابعة للائتلاف السوري المعارض، والتي أدارت الملف لأكثر من 12 موسماً متتالياً. جرى التنسيق بين اللجنة والسلطات السعودية لتنظيم سفر السوريين إلى الحج من عدة دول، أبرزها تركيا، الأردن، لبنان، كما سُمح في بعض المواسم لسوريين داخل البلاد بأداء الفريضة بعد الحصول على تأشيرات خاصة من سفارات أجنبية. ويقول الكاطع وهو رئيس لمجموعة تنظّم عمل الحجاج "في فترة التهجير، افتتحت لجنة الحج مكاتب في شمال سوريا، في معبري باب الهوى وباب السلامة، كما أسّست 3 مكاتب في تركيا، ومكاتب أخرى في لبنان، الأردن، مصر، الكويت، الإمارات، وقطر، لتخدم الجاليات السورية الكبيرة هناك". ويبين في حديثه لبي بي سي أن "إصدار التأشيرات في تلك الفترة أمر بالغ الصعوبة، بسبب تباين الإجراءات بين الدول المُعتمدَة لإصدار التأشيرات منها". خلال تلك السنوات، لم يكن هناك رقم موحد أو دائم لعدد الحجاج السوريين، إلا أن متوسط الأعداد تراوح بين 12,000 و19,000 حاج سنوياً بحسب بيانات لجنة الحج العليا والسلطات السعودية. وشهدت تلك الأرقام تقلبات تبعاً للظروف الأمنية، وسياسات الاستقبال في دول الجوار، وإمكانية وصول السوريين إلى نقاط السفر. وغالباً ما كانت أولوية الاختيار تُمنح للمقيمين في الخارج، ما ترك كثيرين في الداخل السوري، لا سيما في المناطق المحاصرة أو الخارجة عن السيطرة الرسمية، بلا فرصة واضحة لأداء الفريضة. فيزا إلكترونية ونظام تدرجي واختيار بالقرعة ومن بين أبرز الترتيبات الجديدة التي رافقت هذا التحوّل، وفق الهيئة السورية للحج والعمرة، اعتماد نظام قرعة إلكترونية متكامل، شمل السوريين في الداخل والخارج، حيث خصص 7 في المئة من المقاعد للحجاج الذين تجاوزوا سن السبعين، فيما جرى توزيع باقي المقاعد على فئات عمرية محددة. ويقول أحمد عبد الهادي طويل، وهو رئيس مجموعة تابعة للجنة تنظيم الحج "بدأنا العمل مع لجنة تنظيم الحج منذ عام 2013، ومنذ ذلك الحين نشهد تطوراً ملحوظاً في الترتيبات عاماً بعد عام، والحمد لله، الانطباعات دائماً إيجابية". ويضيف لبي بي سي : "في السابق، كانت تأشيرات الحج تُستخرج من أربع دول فقط: لبنان، الأردن، مصر، وتركيا، أما هذا العام، ولأول مرة، أصبح بإمكان الحجاج استخراج التأشيرات من داخل سوريا، حتى عبر نظام التأشيرة الإلكترونية، وهو تطور مهم يسهل الإجراءات ويعزز الاستقلالية". ويقارن الكاطع بين الإجراءات السابقة والحالية إذ يقول"سابقاً، كانت كل مجموعة حجيج تعمل بشكل منفصل، وتسكن في مدارس أو أماكن غير مرخّصة، في ظروف عشوائية، لكن بعد أن تسلّمت لجنة الحج المهمة تغير الوضع بشكل جذري". وأكد أنه "أصبح هناك انتظام وتواصل واضح بين المجموعات، وتحسّن مستوى السكن بشكل كبير، إذ باتت جميع الإقامات في فنادق مصرح بها من وزارة الحج السعودية". ويضيف"حتى في المدينة المنورة، يقيم جميع الحجاج السوريين في فنادق خمس نجوم، دون تمييز بين فئة وأخرى. كما أصبحت كلفة الحج موحّدة، ليس فقط للسوريين داخل البلاد، بل أيضاً لأولئك المقيمين في الخارج." ووفق البيانات الرسمية، بلغ عدد المتقدّمين 43,215 شخصاً، جرى اختيار 22,500 منهم عبر قرعة إلكترونية معلنة. وبلغ عدد الحجاج المختارين من فئة من تجاوزوا السبعين عاماً 1,575 حاجاً، يرافقهم 1,360 مرافقاً، يشمل السوريين داخل البلاد وخارجها، وذلك عبر منصات إلكترونية ومراكز ميدانية أنشأتها وزارة الأوقاف الجديدة في عدد من المحافظات. "لم يُعامل الحجاج على أساس مناطقي، بل كمواطنين سوريين متساوين في الحق والفرصة" خلال عهد النظام السابق، اضطرّ كثير من الحجاج السوريين إلى السفر بجوازات غير سورية، أو استخراج وثائق مرور مؤقتة، أو الالتحاق بحملات حج لا تتبع لبلادهم. وقد جعل ذلك أداء الفريضة، في كثير من الأحيان، مرهوناً بالعلاقات الشخصية أو الإمكانات المالية، بدلاً من أن يكون ضمن مسار رسمي متاح لجميع السوريين. السفر هذا العام يتم لأول مرة منذ نحو عقد مباشرة من مطار دمشق الدولي، وهو ما أتاح للحجاج من المحافظات المختلفة الوصول إلى مكة دون المرور بدول الجوار. في المقابل، لا تزال بعض الأصوات التي استمعت إليها بي بي سي وفضّلت عدم الافصاح عن هويتها، ترى أن فرص الوصول للحج لم تتساوَ بشكل كامل، إذ أن بعض المناطق التي تعيش أوضاعاً خاصة، سواء كانت جغرافية أو إدارية أو سياسية، لا تزال تواجه صعوبات في ضمان تسجيل الراغبين فيها، أو في توفر مكاتب معتمدة تغطي حاجاتهم. لكن يؤكد كل من أحمد طويل والكاطع أن "اختيار الحجاج هذا العام شمل جميع المناطق السورية دون استثناء، بما في ذلك الحسكة، دير الزور، الرقة، اللاذقية، وحتى المناطق القريبة من خطوط التماس". ويشددان على أن "التعامل مع الحجاج لم يُبنَ على أسس مناطقية أو سياسية، بل تم باعتبارهم مواطنين سوريين متساوين في الحق والفرصة، ومن مختلف الأطياف." وقد حددت الوزارة كلفة الحج لهذا العام بـ4,900 دولار أمريكي، تشمل الإقامة والمواصلات داخل الأراضي المقدسة والخدمات الصحية والإدارية. ويقول أحمد طويل إن التكلفة "تُعد من بين الأقل مقارنة بالدول الإسلامية الأخرى، وهي قريبة من أسعار السنوات الماضية" مضيفاً "في العام الماضي كانت التكلفة نحو 4700 دولار، وقد تم هذا العام تقديم خدمات إضافية للحجاج". ويشير هنا أيضاً إلى أن غياب ناقل وطني رسمي "أثر على التكلفة بعض الشيء، لكنه لم يمنع من الحفاظ على مستوى جيد من الخدمات والسعر". فيما يوضح الكاطع أن الكلف الحالية تشمل الترتيبات الحالية المتعلقة بـ "التنقّلات الجماعية ووجبات الإفطار اليومية والموائد المفتوحة، وهدايا من وزارة الأوقاف السورية، إضافة إلى الخدمات المقدّمة من المملكة العربية السعودية". "خروجنا من مطار جدّة لم يستغرق نصف ساعة" ويشير أحمد طويل إلى أن الدخول إلى السعودية كان منظماً وسلساً، قائلاً: "البعثة دخلت عبر مطار جدة، واستغرقت إجراءات الخروج من المطار قرابة نصف ساعة فقط، وهو وقت يُعد ممتازاً بالنظر إلى حجم البعثة وطبيعة الترتيبات". من الناحية التنظيمية، جرى إرسال بعثات طبية وإدارية سورية إلى السعودية لمرافقة الحجاج وتوفير الدعم الميداني، كما تم توقيع اتفاقات خدمية مباشرة مع مؤسسات سعودية معنية بالحج، بما في ذلك شركات النقل والإعاشة والإيواء. وبحسب وزير الأوقاف أبو شكري، فقد جرى توزيع الحجاج على المخيمات بطريقة "تعتمد معيار العدد والمنطقة الجغرافية دون اعتبارات إضافية"، في محاولة لتفادي ما وُصف سابقًا بالتفاوت في الخدمة. وبينما تستمر هذه الترتيبات الجديدة، يُنظر إلى موسم الحج لعام 2025 بوصفه مرحلة انتقالية اختبارية لملف ظل طوال 12 عاماً معقّداً ومتداخلاً بين أبعاد عدّة. فمنذ بدء الأزمة السورية عام 2011، لم يكن تنظيم الحج شأناً دينياً فحسب، بل ارتبط أيضاً بواقع الانقسام السياسي، وتوزع السيطرة الميدانية، وظروف الشتات التي دفعت مئات الآلاف من السوريين لأداء المناسك من دول مجاورة، كلٌ بحسب موقعه وظروفه.