
مغردون: كيف سيؤثر اتفاق حماس وترامب على نتنياهو؟
في تطور مفاجئ ضمن مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن بدء مفاوضات مباشرة ومتقدمة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، في خطوة تعد الأولى من نوعها، وقد تمهد لتفاهمات تقود إلى وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة.
وتأتي هذه التطورات بعد اتصالات مكثفة بين الطرفين خلال الأيام القليلة الماضية أسفرت عن إعلان حماس نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر، في مبادرة وُصفت بأنها خطوة لبناء الثقة وفتح المجال أمام تفاهمات أوسع لوقف إطلاق النار.
من جانبه، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهذا الإعلان، وكتب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي "أنا ممتن لكل من ساهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي"، واصفا عملية الإفراج بأنها "بادرة حسن نية".
وأضاف ترامب "نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي"، معربا عن أمله في أن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى، وإنهاء القتال المستمر في غزة.
وقد حظي الاتفاق بين حركة حماس وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانتشار واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب بشكل كبير مع الخبر، واعتبر العديد منهم أن هذه الخطوة تمثل "اتفاقا تاريخيا" قد يفتح آفاقا جديدة نحو إنهاء الحرب على غزة.
إعلان
وتركزت تعليقات المغردين على أهمية هذه المبادرة في تغيير قواعد اللعبة، معتبرين أن التفاوض المباشر بين "حماس" وواشنطن يعد تطورا سياسيا غير مسبوق في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، أشار الإعلامي والكاتب السياسي فايد أبو شمالة إلى أن تأثير اتفاق حماس والأميركيين على الكيان الإسرائيلي سيعتمد على ما سيحدث في الشارع الإسرائيلي، حيث تصل بعض التوقعات حد القول إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستسقط، في حين يرى آخرون أن انتخابات مبكرة قد تُجرى.
في المقابل، هناك من يستبعد هذا السيناريو، ويرى أن نتنياهو سيواصل المناورات حتى أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل، وهو الموعد المحدد لانتخابات جديدة.
كما يعتقد البعض أن الإدارة الأميركية ستسعى إلى وقف الحرب بطريقة أو بأخرى بعد الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي.
بدوره، علق الناشط تامر عبر منصة "إكس" قائلا "هذا الاتفاق كان مقترحا أميركيا بعد انتهاء الهدنة وافقت عليه حماس، لكن إسرائيل رفضته حينها، وتراجعت إدارة ترامب تحت الضغط، الآن عاد الاتفاق إلى الطاولة وتم تفعيله من جديد، نتنياهو عارضه بشدة"، معتبرا أنه "يميز بين الجنود الإسرائيليين، ويسحب بساط المفاوضات من تحت قدميه ويقلص سيطرته عليها".
إعلان
وتساءل مدونون آخرون "ماذا عن نتنياهو بعد التفاهمات الأولية بين حماس والإدارة الأميركية؟ هل سيرد برفض علني يترجم على الأرض بمجازر جديدة؟ أم سيضطر للانحناء أمام ضغوط ترامب وصفقاته؟".
ورأى مغردون أن من المؤكد أن ترامب لم ولن يبيع "إسرائيل"، لكنه ربما باع نتنياهو، خصوصا مع بدء التوقعات التي تتحدث عن إمكانية إجراء انتخابات مبكرة.
في المقابل، يعتقد آخرون أن نتنياهو سيختار الحفاظ على ائتلافه الحكومي بدلا من إرضاء ترامب، لأنه يرى في وقف الحرب على غزة انهيارا لحكومته التي تشكل له مأمنا من السجن ووسيلة للبقاء في السلطة.
ويشير هؤلاء إلى أن نتنياهو سيحاول كعادته المناورة والمراوغة لتفادي خسارة أي طرف، لكن الوقت ينفد.
كما تساءل نشطاء "ماذا بعد الصفقة بين المقاومة وترامب؟ هل ستتطور إلى اتفاق شامل مع نتنياهو؟ وهل يمكن أن تكون الهدنة المؤقتة تمهيدا لهدنة طويلة الأمد؟".
من جانبهم، اعتبر مدونون أن حركة حماس لم تستسلم، ولم تقدم تنازلات خلال مسار التفاوض، بل حافظت على ثوابتها الأساسية، والتي مثلت ركيزتين رئيسيتين اعتمدت عليهما الحركة في جميع مراحل التفاوض غير المباشر.
إعلان
وأوضح ناشطون أن من خلال هاتين الركيزتين نجحت حماس في كسر "لاءات" الاحتلال الصارمة، مثل: لا للإفراج عن أسرى المؤبدات، لا لعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، لا لتفكيك محور نتساريم.
وأكدوا أن ما يحدث اليوم يمثل اختراقا تفاوضيا مهما، حيث تسجل حركة حماس سابقة تاريخية، باعتبارها أول حركة تحرر فلسطينية تخوض مفاوضات سياسية مباشرة مع الإدارة الأميركية، دون أن تنبذ الكفاح المسلح، أو تتخلى عن سلاحها، أو تتنصل من مشروعها الوطني التحرري.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 23 دقائق
- الجزيرة
أسوشيتد برس تنشر شهادات عن استخدام الاحتلال للفلسطينيين دروعا بشرية
نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن معتقلين فلسطينيين وعدد من جنود الجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية تجبر المدنيين الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية. وحسب الوكالة، فإن 7 فلسطينيين من غزة والضفة الغربية المحتلة قدّموا شهادات تفصيلية حول إجبارهم على تنفيذ مهام خطرة لصالح الجيش، من بينها التقدّم أمام القوات إلى أماكن يُشتبه بوجود مسلحين فيها. تهديد بالقتل وأوضح معتقل فلسطيني سابق لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي أنه أُجبر على دخول منازل في قطاع غزة مرتديا زيا عسكريا ومزودا بكاميرا على جبينه، للتأكد من خلوّها من المتفجرات أو المسلحين، مؤكدا أن كل وحدة عسكرية كانت تنقله إلى الأخرى بمجرد الانتهاء من استخدامه. وأضاف الفلسطيني، الذي يبلغ من العمر 36 عاما، أن الجنود ضربوه وهددوه بالقتل إن لم ينفذ الأوامر، مشيرا إلى أنه بقي محتجزا لدى الجيش الإسرائيلي في شمال غزة لمدة أسبوعين ونصف خلال الصيف الماضي. كما تحدث فلسطيني اعتُقل سابقا لدى الاحتلال عن استخدامه درعا بشريا لمدة أسبوعين، مشيرا إلى أنه توسل لأحد الجنود قائلا "لدي أطفال وأريد العودة إليهم". وأوضح أنه أُجبر على دخول منازل ومبانٍ ومستشفى لحفر مواقع يُشتبه بوجود أنفاق فيها وتفتيشها. إعلان وفي الضفة الغربية المحتلة، روت فلسطينية أن جنود الاحتلال اقتحموا منزلها في مخيم جنين وأجبروها على تفتيش شقق وتصويرها قبل اقتحامها، مشيرة إلى أنهم تجاهلوا توسلاتها للعودة إلى طفلها الرضيع، وقالت "خفت أن يقتلوني وألا أرى ابني مجددا". "انهيار أخلاقي" في المقابل، قال ضابط إسرائيلي للوكالة -مفضلا عدم الكشف عن هويته- إن أوامر استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية كانت تصدر في الغالب من قيادات عليا، وإن هذا الأسلوب اتبعته تقريبا كل كتيبة ميدانية. كما تحدث جنديان إسرائيليان عن ممارسات مشابهة، مؤكدَين أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية بات أمرا شائعا، وأشارا إلى استخدام مصطلحات مهينة في وصفهم. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يحظر استخدام المدنيين دروعا بشرية"، متهما حركة حماس باتباع هذا الأسلوب، لكنه أقر بأنه يحقق في عدد من الحوادث، دون تفاصيل إضافية. من جهتها، اعتبرت منظمة "كسر الصمت" وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية، تنشر شهادات جنود سابقين حول انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن هذه الشهادات "لا تمثل حوادث فردية، بل تشير إلى فشل ممنهج وانهيار أخلاقي خطير". وسبق أن كشفت تحقيقات للجزيرة استخدام جنود الاحتلال لمدنيين فلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، دروعا بشرية في الحرب على غزة.


الجزيرة
منذ 36 دقائق
- الجزيرة
إسرائيل على شفا الانقسام.. هويات متصارعة ومجتمع يتفكك
نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالا يفيد بأن إسرائيل تشهد لحظة مفصلية تنذر بانقسام داخلي عميق وتحوّل نوعي في طبيعة الصراعات الاجتماعية، ويحذر من أن المجتمع الإسرائيلي لم يعد يتعامل مع التعددية كاختلاف طبيعي بل كتهديد وجودي. ويوضّح كاتب المقال ديفيد بن-باسات، ضابط الاستخبارات السابق في الجيش الإسرائيلي والمراسل السابق لشبكة "إن بي سي" الأميركية، أن الانقسامات الأيديولوجية في إسرائيل تحوّلت إلى صدامات وجودية بين هويات متنافرة. وأشار إلى أن الإسرائيليين تكيّفوا لفترة طويلة مع توترات بين المتدينين والعلمانيين، العرب واليهود، اليمين واليسار، لأنها كانت تُدار ضمن إطار وطني جامع. شرخ عميق في الهوية والآن، يلاحظ الكاتب أن هذه "الفسيفساء" تحوّلت إلى ساحة معركة مفتوحة: الاحتجاجات، ورفض الخدمة العسكرية الاحتياطية، وقطع الطرق، والعنف اللفظي والجسدي، وكلها لم تعد أحداثا منعزلة، بل تجليات لشرخ عميق في الهوية الوطنية. وقال إن كل طرف في إسرائيل يرى اليوم نفسه على حق أخلاقي مطلق، ويعتبر الطرف الآخر خطرا على بقاء الدولة. وحتى "القبائل الأربع" التي تحدث عنها الرئيس الأسبق رؤوفين ريفلين: العلمانيون، والمتدينون، و الحريديم ، والعرب، لم تعد تبحث عن التلاقي، بل باتت تنغلق على نفسها بأنظمة تعليم وإعلام وثقافة ولغة مختلفة كليا. ساحات قتال رقمية ووسائل الإعلام، يقول الكاتب، التي كان من المفترض أن تلعب دورا توحيديا، سقطت في فخ الإثارة والانقسام، فيما تحوّلت مواقع التواصل إلى ساحات قتال رقمية، تغذيها خوارزميات التحريض والكراهية. أما المؤسسات الوطنية، كالجيش، والمحكمة العليا، و الكنيست ، فتشهد تراجعا خطيرا في الثقة العامة. ووجّه الكاتب أصابع الاتهام أيضا نحو بعض السياسيين، بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك ، الذي يصفه بأنه ساهم في تأجيج الصراع الداخلي عبر تصريحات شبّه فيها الحكومة المنتخبة بحكومة الانقلاب على النظام، ودعا إلى العصيان المدني. كما حمّل زعماء دينيين وسياسيين من اليمين مسؤولية استخدام لغة التخوين والكراهية. التدخلات الخارجية وحذّر بن باسات كذلك من تدخلات خارجية، مشيرا إلى فتح تحقيق في الولايات المتحدة ضد منظمات غير حكومية إسرائيلية وأميركية، تتلقى أموالا حكومية أميركية وتستخدمها لتحريض سياسي داخل إسرائيل. كما تطرق إلى خطر التدخل الإيراني في الشؤون الإسرائيلية الداخلية، كاشفا عن قضية شاب اتُّهم بالتعاون مع عميل إيراني خلال الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتلقى منه تعليمات لتحريض سياسي مقابل أموال. وختم الكاتب مقاله بتأكيد أن التماسك الاجتماعي شرط لا غنى عنه لبقاء الدولة، لا يقل أهمية عن القوة العسكرية.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
واشنطن بوست: حلفاء إسرائيل يهددون بقطع العلاقات التجارية بسبب غزة
قالت صحيفة واشنطن بوست إن عددا من كبار حلفاء إسرائيل وشركائها التجاريين أعلنوا هذا الأسبوع أنهم سيعيدون النظر في الاتفاقيات التجارية معها، نظرا للأوضاع الإنسانية والأزمة الحادة في قطاع غزة. وأكدت بريطانيا أن الحصار الإسرائيلي على غزة والعملية البرية الجديدة سيعرقلان "مباحثات متقدمة" بشأن اتفاقية تجارية جديدة معها، دون التأثير على اتفاقيتهما الحالية، كما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الاتحاد، المكون من 27 دولة، سيجري مراجعة لاتفاقيته التجارية مع إسرائيل. ومع أن الآثار الكاملة لإعادة النظر في الاتفاقيات التجارية لا تزال غير واضحة، فإن الدول المعنية من أهم شركاء إسرائيل التجاريين، إذ تمثل نحو 31% من صادراتها العام الماضي و37% من وارداتها، وفقا لبيانات المكتب المركزي للإحصاء في البلاد. وقد نددت إسرائيل بهذه التحركات من قبل أوروبا، وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين إن تصريحات كالاس تعكس "سوء فهم تاما للواقع المعقد الذي تواجهه إسرائيل"، وأبلغت السلطات الإسرائيلية الوكالات الإنسانية أنها قد ترسل 100 شاحنة يوميا إلى غزة هذا الأسبوع، بعد تجميد تام دام قرابة 3 أشهر. غير أن جماعات الإغاثة تقول إن هناك حاجة إلى مزيد، كما أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ذكر بأن نحو 500 شاحنة كانت تدخل غزة كل يوم عمل قبل الحرب، وحذرت الأمم المتحدة من أن القطاع بأكمله معرض لخطر المجاعة، خاصة أن بعض المرافق الطبية القليلة المتبقية شهدت زيادة في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. وذكّرت الصحيفة بأن أجهزة الكمبيوتر والمنتجات الإلكترونية والبصرية كانت أكبر فئة من صادرات إسرائيل العام الماضي، إذ مثّلت ما يقرب من 17 مليار دولار من إجمالي صادرات البلاد البالغة 60 مليار دولار، وفقا للمكتب المركزي للإحصاء. وحسب إدارة التجارة الخارجية الإسرائيلية، فإن الدوائر الإلكترونية المتكاملة كانت أكبر منتج صدرته إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي، في حين كانت "بوليمرات البروبيلين وغيرها من الأوليفينات، بأشكالها الأولية"، هي أكبر الصادرات إلى المملكة المتحدة، تليها الفواكه الطازجة والمجففة.