logo
سدود اليمن.. إرث هندسي عظيم يواجه العطش المعاصر

سدود اليمن.. إرث هندسي عظيم يواجه العطش المعاصر

في وقت يواجه فيه اليمن تحديات مائية متزايدة بسبب الجفاف وشح الأمطار، يعود الضوء مجددًا إلى الإرث الهندسي العظيم الذي تركه الأجداد، من سد مأرب العظيم إلى صهاريج عدن التاريخية، باعتبارها شواهد حية على عبقرية اليمني في تسخير الطبيعة لمواجهة قسوتها.
بلد السدود منذ فجر التاريخ
تميّز اليمن القديم بتشييد منظومات مائية متطورة استغلت مياه الأمطار الموسمية، في ظل غياب الأنهار، لتتحول البلاد إلى جنة زراعية أطلق عليها الإغريق "العربية السعيدة".
وقد أسست حضارات سبأ وقتبان ومعين وحضرموت سدودًا وقنوات وخزانات جبليّة، ظلت لألفيات تُروى بها الأراضي الزراعية.
ووفقًا للمصادر التاريخية، برع اليمنيون في إنشاء منشآت ضخمة بحسابات هندسية دقيقة، جمعت بين الوظيفة الجمالية والبُعد العملي، فحوّلوا الوديان إلى شرايين حياة دائمة الجريان.
سد مأرب العظيم.. معجزة سبأ
يقع سد مأرب على بعد 4 كيلومترات غرب المدينة، ويُعد من أعظم إنجازات حضارة سبأ في القرن الثامن قبل الميلاد. شُيّد على وادي أذنة، ويُعتقد أن بناءه بدأ في عهد الملكة بلقيس.
وبعد قرون، أعاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بناء السد عام 1984، فيما تم توقيع اتفاقية لتنفيذ المرحلة الثانية من المشروع في 2002 بتكلفة بلغت نحو 88 مليون درهم إماراتي.
وتصل مساحة بحيرة السد اليوم إلى 30 كيلومترًا مربعًا، بسعة تخزينية 400 مليون متر مكعب، تسقي نحو 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.
صهاريج عدن.. حكاية الماء في حضن الجبال
أنشأ اليمنيون القدماء في عدن نظامًا فريدًا لتخزين مياه الأمطار يعود إلى القرن الـ15 قبل الميلاد، تجسده صهاريج عدن الطويلة، التي امتصت مياه السيول الجارفة وحمت المدينة، كما ساهمت في تغذية الآبار الجوفية.
يُقدّر عدد الصهاريج الأصلية بنحو 55، بقي منها 18 فقط، وتبلغ سعتها الإجمالية نحو 20 مليون جالون. وتعد الصهاريج من المعالم البارزة في مدينة كريتر، حيث حُفرت في الصخور والتلال لتبقى حتى اليوم مثالًا على التكيف مع الجغرافيا القاسية.
سد وادي حسان.. استلهام المستقبل من الماضي
في تجسيد لروح الأجداد، شرعت دولة الإمارات عام 2023 في بناء سد وادي حسان بمحافظة أبين، ليكون الأكبر في جنوب اليمن، بسعة تخزينية تبلغ 19.5 مليون متر مكعب، بهدف تنظيم الفيضانات وري الأراضي الزراعية.
ويستهدف المشروع، الذي يُنفذ على مرحلتين بتكلفة إجمالية 100 مليون دولار، خدمة نحو 13 ألف مزارع، مع تحسين الأمن المائي وتعزيز التنمية الزراعية.
إرث مستدام
إلى جانب سدود مأرب وعدن، تزخر اليمن بعشرات السدود القديمة مثل سد أضرعة، وهجر، ومطران، والتي ألهمت الحكومات الحديثة لبناء 11 سدًا جديدًا في مناطق متفرقة بين عامي 1985 و2004.
ورغم تقادم الزمن، لا تزال هذه الشواهد التاريخية تدعو اليمنيين اليوم إلى إعادة النظر في تقنيات الأجداد، كحلول واقعية ومستدامة لمواجهة أزمات المياه التي تضرب مدنًا وقرى بأكملها، وتُشكل فرصة جديدة لنهضة زراعية طال انتظارها.
aXA6IDkyLjExMy4yNDMuNTcg
جزيرة ام اند امز
ES

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أبوظبي للصحة العامة» يحقِّق نجاحًا في استخدام المصيدة الذكية لمكافحة البعوض
«أبوظبي للصحة العامة» يحقِّق نجاحًا في استخدام المصيدة الذكية لمكافحة البعوض

العين الإخبارية

timeمنذ 44 دقائق

  • العين الإخبارية

«أبوظبي للصحة العامة» يحقِّق نجاحًا في استخدام المصيدة الذكية لمكافحة البعوض

استخدمت أبوظبي المصايد الذكية لرصد البعوض بدقة، ما أسهم في خفض تكاثره واستهلاك المبيدات، معززة التنوع البيولوجي والصحة العامة والابتكار. حقَّق مركز أبوظبي للصحة العامة نجاحًا في استخدام نموذج المصيدة الذكية لمكافحة البعوض، في خطوة تعكس التزام المركز بتعزيز الاستدامة والابتكار في مجال حماية الصحة العامة. وتمثِّل المصايد الذكية تحوُّلًا جذريًا في طريقة رصد أعداد البعوض ومتابعتها والسيطرة على تكاثرها. وتأتي هذه المبادرة استجابةً للتحديات المتنامية التي تفرضها التغيُّرات المناخية، وتوسُّع رقعة الحضر، وزيادة حركة السفر، وانتشار سلالات من البعوض مقاومة للمبيدات. وتعتمد المصايد الذكية على تقنية عالية تحاكي انبعاثات جسم الإنسان، فتجذب إناث البعوض الباحثة عن الدم من خلال إطلاق ثاني أكسيد الكربون، واستخدام جاذب كيميائي يحاكي رائحة الإنسان، وما أن تقترب حتى تُسحب بمروحة وتُحتجز ضمن شبكة تجميع، دون استخدام أيِّ مواد كيميائية. والمصايد الذكية مزوَّدة بأجهزة استشعار وأنظمة نقل بيانات لاسلكية، لإرسال معلومات فورية تشمل عدد البعوض المصيد ودرجة الحرارة والرطوبة والوقت إلى قاعدة بيانات سحابية مركزية. وتُحلَّل هذه البيانات بأدوات وتمثِّل هذه المصايد نقلة نوعية في علم الأوبئة الحشرية، حيث تُتيح للمرة الأولى إمكانية تتبُّع تزايد أعداد البعوض وتحليل أنماط نشاطه اليومية والموسمية بدقة غير مسبوقة، مع تسجيل تأثير العوامل البيئية من درجات الحرارة المرتفعة ومعدلات الرطوبة. وسجَّلت شبكة المصايد الذكية نتائج عالية منذ بدء استخدامها في أبوظبي عام 2020، فازدادت كفاءة اصطياد البعوض بنسبة تجاوزت 400%، حيث ارتفع متوسط عدد البعوض المصيد في المصايد الذكية من 60 بعوضة "في المصايد التقليدية" إلى أكثر من 240 بعوضة لكلِّ مصيدة ذكية. وأسهمت هذه التقنية في خفض عدد بؤر التوالد المسجَّلة بنسبة تجاوزت 42%، وانخفاض المواقع النشطة لتكاثر البعوض في عام 2024. ومن أبرز ميزات هذه المصايد أنها لا تكتفي برصد البعوض فحسب، بل تُستخدم كأداة تحليلية لفهم تغيُّر أنماط السلوك الحيوي للبعوض عبر الزمن. وفتح هذا التحليل آفاقًا جديدة لأبحاث الأمراض المنقولة بالنواقل، لا سيما تلك المرتبطة ب وساعدت دقَّة المصايد على تحديد الأماكن والأوقات المناسبة للمكافحة على خفض استهلاك المبيدات بشكل كبير، حيث انخفضت كميات المبيدات الحشرية المستخدمة بنسبة 31% من نحو 7.5 أطنان في عام 2019 إلى 5.3 أطنان في عام 2024، وهو ما انعكس إيجابيًا على البيئة؛ إذ قلَّل تعرُّض الحشرات غير المستهدفة من النحل والفراشات والمفصليات المفيدة إلى المبيدات، ما أسهم بدوره في تعزيز التنوُّع البيولوجي في المناطق الحضرية والزراعية. ومنذ بداية الأبحاث التجريبية عام 2019 حتى اليوم، تمكَّنت أبوظبي من بناء شبكة متكاملة تضمُّ أكثر من 920 مصيدة ذكية تغطِّي المناطق السكنية والمزارع والمناطق الصناعية، وتوفِّر معلومات فورية، ما يجعلها إحدى أكثر شبكات رصد البعوض تطوُّرًا ودقة في العالم. وبلغت التكلفة الإجمالية لتشغيل هذه الشبكة خلال ستة أعوام نحو 12 مليون درهم، ما يعكس كفاءة استثمارية عالية مقارنةً بنتائجها البيئية والصحية والاقتصادية. aXA6IDE5OS4xNjAuMTY3LjI0NCA= جزيرة ام اند امز US

«القاتل الآلي».. المسيرات تهدد مستقبل الأمن العالمي
«القاتل الآلي».. المسيرات تهدد مستقبل الأمن العالمي

العين الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • العين الإخبارية

«القاتل الآلي».. المسيرات تهدد مستقبل الأمن العالمي

تعد المسيرات وهي أسلحة ذاتية التشغيل رخيصة، وقابلة للتطوير الخطر القادم الذي يجب أن يحفز إعادة النظر عالميًا في الأمن. بنقرة واحدة على الشاشة، انطلقت طائرة "غوغول-إم" ذات الأجنحة الثابتة، من مكانٍ مجهول وقطعت مسافة 200 كيلومتر داخل روسيا قبل أن تُطلق طائرتين هجوميتين مُعلقتين بجناحيها أصغر حجما لتعثر تلقائيا على هدف قبل أن تحدد مسارها لتدميره دون توجيه من أحد، حيث اقتصر التدخل البشري على تعليم المسيرة نوع الهدف المراد تدميره والمنطقة العامة التي يجب البحث فيها. وبلغت تكلفة المسيرة القابلة لإعادة الاستخدام 10 آلاف دولار حيث نفذت مهمة كانت تتطلب في السابق أنظمة صاروخية بتكلفة تتراوح بين 3 و5 ملايين دولار وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي أشارت إلى عملية "شبكة العنكبوت" المذهلة التي نفذتها أوكرانيا بواسطة 117 مسيرة لتدمير قاذفات روسية كمثال آخر للقدرات الهائلة للمسيرات. وفي ظل سباق روسيا وأوكرانيا، تقوم الولايات المتحدة والصين بتطوير الأنظمة غير المأهولة الأكثر تطورا في العالم. ومن المقرر أن يُسلّم برنامج وزارة الدفاع الأمريكية المعروف باسم "ريبليكاتور 1" عدة آلاف من أنظمة التحكم الذاتي متعددة النطاقات بحلول أغسطس/آب 2025. وأفادت التقارير أن المهمة الأولى لحاملات المسيرات الصينية "جيو تيان" وشيكة ويقال إنها قادرة على حمل ما يصل إلى 100 مسيرة. ومع استمرار السباق بين روسيا وأوكرانيا لتطوير المسيرات، قالت كاترينا ستيبانينكو، نائبة قائد الفريق الروسي والمحللة في معهد دراسات الحرب، إن الأمر سيستغرق وقتًا حتى يتمكن كلا الجانبين من الارتقاء بمستوى الاستقلالية. وأضافت أنه "لا يزال جانب التفكير المستقل مفقودًا بشكل كبير.. التفكير المستقل الذي يسمح للمسيرة، بمفردها، بتحديد هدف والتعلم من تلك التجربة.. وهنا لا تزال القوات الروسية والأوكرانية تحاول العمل مع التكنولوجيا ومواصلة الابتكار." وتشمل الاعتبارات المتعلقة بتطوير التفكير المستقل للمسيرة تجنب النيران الصديقة أي تجنب أن تهاجم الأنظمة غير المأهولة صانعيها. ويثير تطوير المسيرات قلقا متزايدا حول العالم وفي اجتماع استشاري للأمم المتحدة استمر يومين في نيويورك حول الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل في مايو/أيار الماضي، قال وزير خارجية سيراليون، موسى كابا، "إن انتشار أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل يُجبر المجتمع الدولي على مواجهة معضلة أخلاقية وقانونية جوهرية. هل يُسمح للخوارزميات أن تقرر من يعيش ومن يموت؟". وعلى مدار 8 سنوات، يجتمع الدبلوماسيون العاملون تحت رعاية اتفاقية الأمم المتحدة بشأن أسلحة معينة في جنيف لمناقشة الأمر بهدوء والتوصل إلى قرار بالإجماع حول كيفية تكيف القانون الدولي مع تزايد الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل. وتشمل الأسئلة المطروحة للنقاش مستوى التدخل البشري الذي يجب الإصرار عليه، ومن يجب محاسبته عندما يرتكب روبوت "جريمة فظيعة". لقد كانت هذه الممارسة عقيمة إلى حد كبير فلم يتم التوصل لاتفاق بعد على تعريف للسلاح الفتاك ذاتي التشغيل، ناهيك عما يجب حظره وما يجب تنظيمه. وأعربت حوالي 120 دولة عن دعمها لمعاهدة جديدة مشابهة لمعاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد لعام 1997 التي حظرت استخدامها وإنتاجها ونقلها وتخزينها. ويقول ألكسندر كمنت، مدير إدارة نزع السلاح وتحديد الأسلحة ومنع الانتشار بوزارة الخارجية النمساوية "إن دمج الاستقلالية في أنظمة الأسلحة يسير بوتيرة سريعة للغاية.. معظم ما نراه في أوكرانيا لا يزال غير مستقل تمامًا، ولكنه في طريقه إلى ذلك." وأضاف "ترغب الغالبية العظمى في رؤية مفاوضات بشأن صك ملزم قانونًا في أقرب وقت ممكن.. الغالبية العظمى، مثلنا، ستكون سعيدة للغاية إذا انتقل فريق الخبراء في جنيف من المناقشات إلى المفاوضات على وجه السرعة." وإذا تم التخلي عن محاولات التوصل إلى توافق في الآراء، فمن الممكن أن يتم اعتماد المعاهدة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية بسيطة من أصوات الدول الأعضاء. من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن دعمه، قائلاً إن الأسلحة ذاتية التشغيل تُعدّ "قضيةً حاسمةً في عصرنا"، وأنه ينبغي إبرام صكٍّ ملزم قانونًا بحلول 2026. وأضاف أن التهديد الذي تُشكّله أنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل الفتاكة، وهي آلات "تتمتع بالقدرة والسلطة التقديرية على إزهاق أرواح البشر دون سيطرة بشرية، أمرٌ غير مقبول سياسيًا، وبغيض أخلاقيًا، ويجب حظره بموجب القانون الدولي". aXA6IDkxLjEyNC4xNDEuNzgg جزيرة ام اند امز US

«التبعية».. مصير بائس للدول المحرومة من «قوة الحوسبة» للذكاء الاصطناعي
«التبعية».. مصير بائس للدول المحرومة من «قوة الحوسبة» للذكاء الاصطناعي

العين الإخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • العين الإخبارية

«التبعية».. مصير بائس للدول المحرومة من «قوة الحوسبة» للذكاء الاصطناعي

تم تحديثه الأربعاء 2025/6/25 03:43 م بتوقيت أبوظبي ثمة فجوة عالمية متسعة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تهيمن قلة من الدول على البنية التحتية الحاسوبية المطلوبة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، في حين تُترك العديد من الدول الأخرى على الهامش، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز". وتنعكس نتائج هذه الفجوة بالفعل على الجغرافيا السياسية، والبحث العلمي، والاقتصاد العالمي. أهمية الموضوع يسلّط التقرير الضوء على الفجوة العالمية المتسعة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والتي تمنح عددًا محدودًا من الدول قدرة حاسوبية هائلة تُمكّنها من قيادة مستقبل هذه التقنية. يعكس هذا التفاوت تحكُّم الدول المتقدمة في تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى إقصاء الدول النامية من التأثير في مسارات الابتكار والقرارات الجيوسياسية. يُبرز الذكاء الاصطناعي كمورد استراتيجي عالمي شبيه بالنفط، ما يفرض على الدول النامية بناء سيادتها الرقمية لتجنب التبعية وفقدان الكفاءات والتخلف التقني. أما عن أهمية ذلك فإن الفجوة العالمية في قوة الحوسبة لم تعد مجرد مسألة موارد، بل أصبحت مسألة تحكم. فالدول التي تمتلك مراكز البيانات هي من يحدد شكل الذكاء الاصطناعي في المستقبل، في حين يُطلب من الدول الأخرى اللحاق أو القبول بالتبعية. وأوضح التقرير إن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، زار ولاية تكساس، الشهر الماضي حيث يجري بناء مركز بيانات ضخم بقيمة 60 مليار دولار. هذا المشروع، الذي يمتد على مساحة أكبر من حديقة سنترال بارك في نيويورك ويعمل بمحطة غاز طبيعي خاصة به، يُتوقع أن يصبح من أقوى مراكز الحوسبة في العالم عند اكتماله في العام القادم. في الوقت نفسه، كان نيكولاس وولوفيك، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة قرطبة الوطنية بالأرجنتين، يُدير أحد أكثر مراكز الذكاء الاصطناعي تقدمًا في بلاده — من غرفة محوّلة داخل الجامعة تحتوي على رقائق قديمة وخوادم متواضعة. فجوة كبيرة ووفقًا لبيانات من جامعة أكسفورد، فإن 32 دولة فقط — أي حوالي 16% من دول العالم — تمتلك مراكز بيانات متطورة للذكاء الاصطناعي. ومعظم هذه المراكز تقع في الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي. وتتصدر الولايات المتحدة القائمة بـ87 مركزًا، تليها الصين بـ39، ثم أوروبا بستة مراكز فقط. أما أفريقيا وأمريكا الجنوبية، فتعانيان من قلة كبيرة في هذه المرافق، مما يترك الدول هناك دون ما يُعرف في هذا القطاع باسم "قوة الحوسبة". وهذا التفاوت يؤثر على كيفية تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلى من يستفيد منها. فالأنظمة الأكثر استخدامًا مثل ChatGPT تعمل بكفاءة أعلى باللغتين الإنجليزية والصينية، وهو ما يعكس هيمنة البنية التحتية الأمريكية والصينية. وتستخدم شركات التكنولوجيا الكبرى في هذه الدول الذكاء الاصطناعي لتحقيق إنجازات في مجالات مثل اكتشاف الأدوية، وتعديل الجينات، وتحسين الخدمات الرقمية، وحتى تطوير الأسلحة المتقدمة. في المقابل، تتعثر دول عديدة في غياب هذه الموارد، حيث تفقد المواهب إلى الخارج، وتعتمد على شركات أجنبية، وتُستبعد من صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي. وعلى سبيل المثال، تعتمد شركة Qhala الناشئة في كينيا على استئجار وقت حوسبة من مراكز بيانات تقع في دول أخرى لتطوير نماذج لغوية باللغات الأفريقية. ويضطر موظفوها للعمل خلال ساعات الفجر لتجنب ازدحام الشبكة. وتقول المؤسسة شيكو غيتاو: "القرب مهم للغاية... إذا لم تكن لديك الموارد الحاسوبية، فلن تتمكن من المضي قدمًا". ويكمن جوهر المشكلة في شريحة إلكترونية واحدة وهي وحدة معالجة الرسوميات (GPU). هذه الرقائق، التي تُنتج في الغالب من قبل شركة إنفيديا الأمريكية، باهظة الثمن ونادرة، وتتطلب مراكز بيانات متطورة لتشغيلها. وبناء هذه المراكز يحتاج إلى بنية تحتية متقدمة تشمل الكهرباء المستقرة، والإنترنت السريع، والمهارات التقنية — وكلها غير متوفرة بسهولة في العديد من الدول النامية. وتواجه الدول التي تفتقر إلى هذه البنية تحديات جسيمة، مثل تسرب العقول، والاعتماد على الشركات الأجنبية، والتخلف عن اللحاق بركب الابتكار. ويقول وولوفيك من الأرجنتين إن أفضل طلابه يهاجرون إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، حيث تتوفر الرقائق والإمكانيات. ويضيف: "أحيانًا أشعر أنني أود البكاء، لكنني لا أستسلم... أواصل المطالبة بالمزيد من وحدات معالجة الرسوميات". مورد استراتيجي وتحولت قوة الحوسبة الآن إلى مورد استراتيجي يشبه النفط، حيث تهيمن الولايات المتحدة والصين على أكثر من 90% من مراكز الذكاء الاصطناعي العالمية، وتستخدمان هذا التفوق للتأثير على السياسات والتحالفات الدولية. وقد فرضت الإدارة الأمريكية قيودًا على صادرات الرقائق لمنع بعض الدول من الحصول على التكنولوجيا، بينما قدمت الصين قروضًا مدعومة من الدولة لتوسيع نفوذ شركاتها التقنية في الشرق الأوسط وإفريقيا. وردًا على ذلك، بدأت دول عديدة في اتخاذ خطوات لتحقيق "سيادة الذكاء الاصطناعي". فقد أطلقت الهند مبادرات لبناء نماذج ذكاء اصطناعي تدعم لغاتها المحلية، ورصدت البرازيل 4 مليارات دولار لهذا القطاع، وأعلن الاتحاد الأوروبي عن استثمار 200 مليار يورو في مشاريع تشمل مراكز بيانات جديدة. وفي أفريقيا، يتقدم بعض اللاعبين. شركة Cassava Technologies، المملوكة للملياردير الزيمبابوي سترايف ماسييوا، تستعد لافتتاح أحد أكثر مراكز البيانات تطورًا في القارة ضمن خطة بقيمة 500 مليون دولار لبناء خمسة مراكز من هذا النوع. وقد أبدت أكثر ومن 3000 شركة ناشئة اهتمامها باستخدام هذه البنية التحتية، رغم أن الشركة تتوقع أنها ستغطي فقط 10% إلى 20% من الطلب في القارة. ويقول الرئيس التنفيذي هاردي بيمهيوا: "لا يمكن لإفريقيا أن تعتمد على الغير لتحقيق سيادتها في مجال الذكاء الاصطناعي... علينا أن نُركز ونضمن عدم تخلفنا". حلول مؤقتة واستئجار خدمات الحوسبة من الخارج يمثل حلاً مؤقتًا فقط، لكنه محفوف بالمخاطر، مثل ارتفاع التكاليف، وبطء الاتصال، ومشاكل الامتثال، وخضوع الشركات المحلية لأهواء سياسات القوى الكبرى. وتقول كيت كالو، المؤسسة لشركة Amini في كينيا: "إذا لم يكن لديك القدرة الحاسوبية لمعالجة البيانات، فلن تستطيع بناء نماذجك أو المنافسة". وبدأ بعض القادة يدركون حجم المشكلة. ووصف براد سميث من مايكروسوفت البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بأنها شكل جديد من السيادة الوطنية، مشيرًا إلى صعوبة إنشاء مراكز في إفريقيا بسبب ضعف الكهرباء. وأكدت شركة OpenAI أنها تعمل على تكييف منتجاتها مع الاحتياجات المحلية واللغات الإقليمية. ويقول كريس لاهان من الشركة: "الخطر هو أن الفوائد لن تُوزع بعدالة ولن تُعمم". aXA6IDQ2LjIwMi4yNDkuMjMwIA== جزيرة ام اند امز AU

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store