
مفتشو المالية بالتربية يستعجلون الترقية في التصنيف
طالب مفتشو التسيير المادي والمالي للمتوسطات والثانويات وزارة التربية الوطنية برد الاعتبار لهم وإرجاع هيبتهم، من خلال تمكينهم من الاستفادة من الترقية في التصنيف، مثل باقي زملائهم المفتشين في التخصصات الأخرى على غرار البيداغوجيا والإدارة والتوجيه المدرسي، بالنظر إلى المهام والمسؤوليات الموكلة إليهم.
ومن أبرزها الحرص على ضمان الاستعمال العقلاني والرشيد للموارد المالية والبشرية والمادية، بغرض تحسين أداء الفعل التربوي، ومتابعة أداء موظفي المصالح الاقتصادية، لأجل تحقيق المبتغى وهو حماية المال العام وتجسيد الحكم الراشد، على اعتبار أن مفتش التسيير المالي يعد بمثابة جهاز 'للرقابة الداخلية'.
ودعا مفتشو التسيير المالي والمادي للمتوسطات والثانويات، في بيان صادر عنهم، تلقت 'الشروق' نسخة منه، مصالح الوزارة الوصية المختصة إلى التدخل العاجل لرفع الظلم والتعسف في حقهم، ضمن أشغال اللجنة المختصة التي باشرت أعمالها مؤخرا، وكلفت بدراسة اختلالات القانون الخاص الجديد، من خلال إعادة النظر في مسألة تصنيفهم، بوضعهم 'خارج الصنف'، وذلك بغية تحقيق مبدأي الإنصاف وتكافؤ الفرص بينهم وبين باقي زملائهم المفتشين المنتمين لتخصصات البيداغوجيا 'المواد'، الإدارة والتوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، وبالتالي إلغاء 'التمييز' الذي برز في التشريع الجديد، والذي قد يؤدي إلى فقدان الاتزان والتعاون بين أعضائها.
وأبرز المفتشون بأنهم وعقب صدور المرسوم التنفيذي 25-54 المؤرخ في 21 جانفي 2025، المتضمن القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية المعدل والمتمم، واطلاعهم عليه، وقفوا على بعض الاختلالات، تمثلت في استثناء سلك موظفي المصالح الاقتصادية ورتبتي مفتش التسيير المالي والمادي في المتوسطات والثانويات، من 'التحسينات' في التصنيف، حيث تم إبقاءهم في الرتبة 17 من دون تغيير، وكذا في مختلف الجوانب المتعلقة بإدماجهم وترقياتهم، والتي استفادت منها باقي الرتب وحتى في نفس السلك.
وأشار المفتشون إلى أنهم لما استفسروا عن مسألة عدم استفادتهم من الترقية في التصنيف، جاء مبرر وزارة التربية الوطنية، عن طريق البيان الصادر بتاريخ 26 جانفي 2025، بوجود تصور لدى الحكومة لدراسة وضعياتهم ضمن الرتب في الأسلاك المشابهة في باقي القطاعات الأخرى للوظيفة العمومية، لافتين إلى أن هذا القرار لم يتم ذكره سابقا خلال كل مراحل الحوار التي سبقت ومن دون الإشارة إلى ذلك في مضمون المرسومين التنفيذيين سالفي الذكر.
بل بالعكس، حيث تضمنت المادة الثانية من القانون الأساسي لسلك المصالح الاقتصادية، ورتبتي تفتيش التسيير المالي والمادي، ضمن الأسلاك التي يحكمها ذات القانون، مما أضفى عليهما اختلالا فاضحا لا مبرر له من كل الجوانب القانونية والوظيفية وحتى الأخلاقية، ما أثار استغراب كل أعضاء الجماعة التربوية، واعتبروه قفزا على النصوص القانونية الأساسية 'الدستور والقانون التوجيهي للتربية'، ومختلف النصوص التنظيمية المتعلقة، بكيفيات إعداد النصوص القانونية بالشكل الذي يقي مؤسسات الدولة من مظاهر عدم الاستقرار.
وتماشيا مع ما تم ذكره، أوضح المفتشون بأن مضمون القانون الأساسي قد جاء مغايرا تماما لمنطق التحفيز للفاعلين الأساسيين في مجال التسيير المالي والمادي للمؤسسات التربوية، وتم إقصاءهم بشكل يبعث على التساؤل عن إمكانية تحقيق غايات الإصلاح بموظفين 'مثبطين'، برغم أن الساحة المالية والمحاسبة العمومية تشهد إصلاحات جذرية، كثفت من الأدوار المناطة بموظفي المصالح الاقتصادية وبمفتشي التسيير المالي والمادي، من خلال تبني مقاربة ميزانية البرامج وقواعد الحوكمة المالية، التي تتطلب إدراج محاسبة الذمة المالية ومحاسبة تحليل التكاليف.
وفضلا عن ذلك، أبرز محدثونا بأن مفتش التسيير المالي والمادي في المؤسسة التعليمية، ليس مفتشا للمالية فحسب، يختص بمتابعة أداء موظفي المصالح الاقتصادية لا غير، بل هو مفتش يحرص على ضمان الاستعمال العقلاني والرشيد للموارد المالية والبشرية والمادية بغرض تحسين أداء الفعل التربوي، بما يخدم انسجام مختلف النشاطات الإدارية والبيداغوجية والتربوية للمدرسة الجزائرية.
ومن هذا المنطلق، شدد المفتشون على أن المفتش تقع رقابته على جميع المتدخلين في عملية تنفيذ الميزانية وفي كل مجالات التسيير المالي والمادي، وحتى تسيير الموارد البشرية، بما في ذلك مديري المؤسسات التعليمية ومصالح مديريات التربية للولايات، وكذا مديري المؤسسات والهيئات العمومية تحت الوصاية، وبهذا يعتبر جهازا للرقابة الداخلية، يسعى إلى تقييم الأداءات وتقويمها من أجل تحسين مردود المتدخلين العمومين المسؤولين عن تسيير المرفق العام، بما يتلاءم والسياسة العامة للدولة، على حد تعبيرهم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
هذه مخرجات اللقاء التشاوري بين نقابة عمال البيداغوجيا ووزارة التعليم العالي
انعقد أمس، بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لقاء تشاوري جمع وفدًا عن النقابة الوطنية لعمال البيداغوجيا بالأمين العام للوزارة. خُصص لمناقشة جملة من الانشغالات المهنية والاجتماعية والتنظيمية التي تهمّ منتسبي السلك البيداغوجي عبر مؤسسات التعليم العالي. وقد تم مناقشة الملف المتعلق بإصدار قانون أساسي خاص بعمال البيداغوجيا يشمل جميع الأسلاك. مع إدماج فئة المتعاقدين. وكذا الترقية عن طريق التحويل التلقائي للمناصب المالية. حيث أبدى الأمين العام للوزارة تفهّمه لهذه المطالب. وأكد رفعها إلى معالي الوزير للنظر فيها وعرضها على الجهات المختصة. أما بخصوص مشروع المرسوم التنفيذي المتعلق بأسلاك مستخدمي التعليم العالي والبحث العلمي. وتحيين القرار الوزاري المشترك الخاص بالمناصب العليا، فقد تم الاتفاق على إدراج رتبة مساعد مهندس من المستوى الأول والثاني. ضمن تشكيلة المخابر الجامعية. مع دعوة الشركاء الاجتماعيين للمشاركة في إثراء المشروع قبل اعتماده. كما أسدى الأمين العام تعليمات إلى مديرية الموارد البشرية بمراسلة المديرية العامة للوظيفة العمومية. بخصوص مراجعة القرار الوزاري المشترك المتعلق بالمناصب العليا. أما بالنسبة لضبط توقيت العمل الصيفي في مؤسسات الجنوب بما يتلاءم مع خصوصية المنطقة فقد التزم الأمين العام بتوجيه تعليمة. لتطبيق أحكام النصوص القانونية والتنظيمية المعمول بها، وفقًا لوضعية كل مؤسسة جامعية. وبخصوص اعتماد اللامركزية في تسيير مراكز جامعة التكوين المتواصل أوضح الأمين العام أنّ تجسيد هذا المطلب. يرتبط بصدور مراسيم الإنشاء الخاصة بهذه المراكز. وبالنسبة لإعادة الاعتبار لشهادة الدراسات الجامعية التطبيقية DEUA، فقد أكّد الأمين العام أنّ هذه الشهادة تعدّ شهادة جامعية قائمة بذاتها. شأنها شأن الشهادات الأخرى المعتمدة. تمكين الموظفين المصنفين في الصنف 10 فما فوق من الاستفادة من التربصات قصيرة المدى مع تمكين الموظفين المصنفين في الصنف 10 فما فوق من الاستفادة من التربصات قصيرة المدى في الخارج. ومراجعة المعايير والنسب أين أوضح الأمين العام أن الاستفادة من التربصات مشروطة بحيازة شهادة جامعية والتصنيف في الصنف 10 فما فوق. وفق النصوص المعمول بها. مع إمكانية مراجعة النسبة الحالية ودعوة الشركاء الاجتماعيين للمساهمة في اقتراح المعايير. هذا ودعا الأمين العام إلى تشجيع المستخدمين على الاستفادة من صيغة السكن الترقوي المدعّم (LPA) المخصصة للقطاع. مع إمكانية المطالبة بحصص إضافية.


عبّر
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- عبّر
التهراوي يسلط الضوء على دور المحاكاة الطبية في تقليص الأخطاء الطبية
أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي ، أمس الجمعة بالدار البيضاء، أن المحاكاة الطبية تشكل محورا استراتيجيا في إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، ومحفزا للتعاون القاري. وفي مداخلة بمناسبة الدورة الثانية من المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة (SIM Africa 2025)، والدورة الأولى من المؤتمر الأفريقي حول البيداغوجيا في العلوم الصحية، أكد التهراوي أن هذه الدورة من المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة تندرج في إطار دينامية الإصلاحات العميقة التي تشهدها المنظومة الصحية الوطنية، خاصة في ما يتعلق بالتغطية الصحية الشاملة، وتحديث البنيات التحتية، وتثمين رأس المال البشري، والرقمنة. وسلط الوزير الضوء على الدور المحوري الذي تضطلع به المحاكاة الطبية، التي أضحت اليوم أداة متعددة الوظائف في خدمة جودة وسلامة العلاجات الصحية وتطوير كفاءة المهنيين، مشددا على أهمية هذه الآلية في التقليص من الأخطاء الطبية، والاستعداد لحالات الأزمات وتطوير المهارات الإدارية، استنادا إلى توصيات منظمة الصحة العالمية. وأضاف أن المغرب حقق إنجازا هاما، من خلال إدراج التكنولوجيا الغامرة وأول روبوت جراحي وطني، والذي يندرج في إطار رؤية قارية مدعومة من المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة، الذي يعد فضاء للالتقاء من أجل السيادة الصحية للقارة. وذكر التهراوي بأن هذه الدينامية تندرج ضمن أهداف الاتحاد الأفريقي وتتماشى مع التحديات القادمة، منها كأس العالم 2030 الذي سيشارك المغرب في تنظيمه، مما يتطلب استعدادات نموذجية على المستوى الصحي، حيث ستضطلع المحاكاة بدور محوري. من جهة أخرى، أشاد الوزير بالدور الريادي لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، باعتبارها 'قاطرة للمنظومة الصحية'، قادرة على الاستشراف والابتكار والعمل بجدية في خدمة الصالح العام، مسلطا الضوء على الرؤية المتكاملة التي تتبناها المؤسسة، بدءا من البحث ووصولا إلى التكوين، ومرورا بالرعاية والتكنولوجيا والابتكار. من جانبه، أبرز وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، أهمية المحاكاة العلمية والطبية باعتبارها أداة استراتيجية أساسية من أجل تطوير التكوين والبحث والرعاية الصحية في أفريقيا. وأشار في هذا الصدد، إلى أن البحث والتكوين الطبي يشهدان تغيرا سريعا، خاصة بفضل التكنولوجيا الناشئة، على غرار النماذج الذكية والواقع الافتراضي، ومحاكاة الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى تقنية التوأم الرقمي، مبرزا أن هذه التقنيات تسمح بتكوين خال من المخاطر، وإعداد أفضل للمهنيين في مجال الصحة، وهو ما يشكل خطوة مهمة نحو طب أكثر إنسانية وأكثر صرامة وأخلاقية. كما سلط الميداوي الضوء أيضا على انعكاسات هذه الابتكارات على المستويين العلمي والاقتصادي، مذكرا بإطلاق، في بداية الأسبوع، البرنامج الوطني لدعم البحث والتنمية والابتكار (PNARDI 2025-2028)، بشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. من جهة أخرى، أشاد الوزير بدينامية التعاون العلمي والأكاديمي مع البلدان الأفريقية، والذي يتجلى في وجود أزيد من 27 ألف طالب أجنبي في المغرب، وزيادة المشاريع المشتركة في مجال البحث والتنقل. وتابع 'اليوم نمتلك فرصة لبناء منظومة متوازنة، حيث تعمل الجامعات والمستشفيات والمختبرات والمقاولات الناشئة والمؤسسات العمومية معا لضمان الولوج العادل إلى تكنولوجيا المحاكاة'، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق باستبدال الأطباء، بل بمنحهم الوسائل للعمل بشكل أفضل، والتكوين بشكل أكثر فعالية، والابتكار بشكل أسرع وأكثر أمانا. ويجمع المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة، المنظم على مدى ثلاثة أيام من طرف مركز محمد السادس الدولي للمحاكاة في علوم الصحة، وجامعة محمد السادس للعلوم والصحة ، بشراكة مع مركز محمد السادس للبيداغوجيا التطبيقية في علوم الصحة ، ثلة من الخبراء والباحثين في مجال التربية وعلوم الصحة، من أجل تسليط الضوء على الابتكارات البيداغوجية ومقاربات التعلم الجديدة من خلال إدماج أدوات متقدمة مثل المحاكاة السريرية، والروبوت الطبي، والذكاء الاصطناعي. ويتضمن برنامج SIM Africa 2025، ندوات وماستر كلاس وورشات عملية تتناول مواضيع متعددة، منها على الخصوص، التداريب الاستشفائية وإطارها التوجيهي، والتقييم في المجال الصحي، وإدماج المحاكاة في التعليم، والإصلاحات البيداغوجية في العلوم الطبية. ويشمل المؤتمر أيضا جلسات غامرة تغطي العديد من التخصصات، بما في ذلك الجراحة الروبوتية، والأشعة والتنظير، والمحاكاة الغامرة في طب الطوارئ، وطب الأسنان والصيدلة، والهندسة الصحية والذكاء الاصطناعي.


حدث كم
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- حدث كم
مؤتمر SIM Africa 2025: المحاكاة الطبية محور استراتيجي في إصلاح المنظومة الصحية ومحفز للتعاون القاري
أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أمس الجمعة بالدار البيضاء، أن المحاكاة الطبية تشكل محورا استراتيجيا في إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، ومحفزا للتعاون القاري. وفي مداخلة بمناسبة الدورة الثانية من المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة (SIM Africa 2025)، والدورة الأولى من المؤتمر الأفريقي حول البيداغوجيا في العلوم الصحية، أكد السيد التهراوي أن هذه الدورة من المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة تندرج في إطار دينامية الإصلاحات العميقة التي تشهدها المنظومة الصحية الوطنية، خاصة في ما يتعلق بالتغطية الصحية الشاملة، وتحديث البنيات التحتية، وتثمين رأس المال البشري، والرقمنة. وسلط الوزير الضوء على الدور المحوري الذي تضطلع به المحاكاة الطبية، التي أضحت اليوم أداة متعددة الوظائف في خدمة جودة وسلامة العلاجات الصحية وتطوير كفاءة المهنيين، مشددا على أهمية هذه الآلية في التقليص من الأخطاء الطبية، والاستعداد لحالات الأزمات وتطوير المهارات الإدارية، استنادا إلى توصيات منظمة الصحة العالمية. وأضاف أن المغرب حقق إنجازا هاما، من خلال إدراج التكنولوجيا الغامرة وأول روبوت جراحي وطني، والذي يندرج في إطار رؤية قارية مدعومة من المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة، الذي يعد فضاء للالتقاء من أجل السيادة الصحية للقارة. وذكر السيد التهراوي بأن هذه الدينامية تندرج ضمن أهداف الاتحاد الأفريقي وتتماشى مع التحديات القادمة، منها كأس العالم 2030 الذي سيشارك المغرب في تنظيمه، مما يتطلب استعدادات نموذجية على المستوى الصحي، حيث ستضطلع المحاكاة بدور محوري. من جهة أخرى، أشاد الوزير بالدور الريادي لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، باعتبارها 'قاطرة للمنظومة الصحية'، قادرة على الاستشراف والابتكار والعمل بجدية في خدمة الصالح العام، مسلطا الضوء على الرؤية المتكاملة التي تتبناها المؤسسة، بدءا من البحث ووصولا إلى التكوين، ومرورا بالرعاية والتكنولوجيا والابتكار. من جانبه، أبرز وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، أهمية المحاكاة العلمية والطبية باعتبارها أداة استراتيجية أساسية من أجل تطوير التكوين والبحث والرعاية الصحية في أفريقيا. وأشار في هذا الصدد، إلى أن البحث والتكوين الطبي يشهدان تغيرا سريعا، خاصة بفضل التكنولوجيا الناشئة، على غرار النماذج الذكية والواقع الافتراضي، ومحاكاة الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى تقنية التوأم الرقمي، مبرزا أن هذه التقنيات تسمح بتكوين خال من المخاطر، وإعداد أفضل للمهنيين في مجال الصحة، وهو ما يشكل خطوة مهمة نحو طب أكثر إنسانية وأكثر صرامة وأخلاقية. كما سلط السيد الميداوي الضوء أيضا على انعكاسات هذه الابتكارات على المستويين العلمي والاقتصادي، مذكرا بإطلاق، في بداية الأسبوع، البرنامج الوطني لدعم البحث والتنمية والابتكار (PNARDI 2025-2028)، بشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. من جهة أخرى، أشاد الوزير بدينامية التعاون العلمي والأكاديمي مع البلدان الأفريقية، والذي يتجلى في وجود أزيد من 27 ألف طالب أجنبي في المغرب، وزيادة المشاريع المشتركة في مجال البحث والتنقل. وتابع 'اليوم نمتلك فرصة لبناء منظومة متوازنة، حيث تعمل الجامعات والمستشفيات والمختبرات والمقاولات الناشئة والمؤسسات العمومية معا لضمان الولوج العادل إلى تكنولوجيا المحاكاة'، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق باستبدال الأطباء، بل بمنحهم الوسائل للعمل بشكل أفضل، والتكوين بشكل أكثر فعالية، والابتكار بشكل أسرع وأكثر أمانا. ويجمع المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة، المنظم على مدى ثلاثة أيام من طرف مركز محمد السادس الدولي للمحاكاة في علوم الصحة، وجامعة محمد السادس للعلوم والصحة ، بشراكة مع مركز محمد السادس للبيداغوجيا التطبيقية في علوم الصحة ، ثلة من الخبراء والباحثين في مجال التربية وعلوم الصحة، من أجل تسليط الضوء على الابتكارات البيداغوجية ومقاربات التعلم الجديدة من خلال إدماج أدوات متقدمة مثل المحاكاة السريرية، والروبوت الطبي، والذكاء الاصطناعي. ويتضمن برنامج SIM Africa 2025، ندوات وماستر كلاس وورشات عملية تتناول مواضيع متعددة، منها على الخصوص، التداريب الاستشفائية وإطارها التوجيهي، والتقييم في المجال الصحي، وإدماج المحاكاة في التعليم، والإصلاحات البيداغوجية في العلوم الطبية. ويشمل المؤتمر أيضا جلسات غامرة تغطي العديد من التخصصات، بما في ذلك الجراحة الروبوتية، والأشعة والتنظير، والمحاكاة الغامرة في طب الطوارئ، وطب الأسنان والصيدلة، والهندسة الصحية والذكاء الاصطناعي. ح/م