الحاج جمال محمد القماز الخريسات في ذمة الله
عمون - انتقل إلى رحمة الله تعالى
الحاج جمال محمد سالم القماز الخريسات
(ابو خالد)
والد خالد واحمد والفاضلة سارة
وسيشع جثمانه الطاه يوم غد الخميس ٢٢-٥-٢٠٢٥ بعد صلاة الظهر من مسجد العيزرية الى مقربتها
وتقبل التعازي في ديوان عشرة الخريسات / سوادا ولمدة ثلاثة ايام للرجال والنساء من الساعة الرابعة عصرا وحتى الساعة العاشرة مساء
إنا لله وإنا اليه راجعون..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- سرايا الإخبارية
آية محمود رزق تكتب: صرخة في وادٍ
بقلم : آية محمود رزق البحث عن الحقيقة في زمن الظلم والقسوة جاء اليوم الذي أجد فيه نفسي غير راغبه في التحدث إلى أحد، إذ باتت البشرية أشبه بذئاب تقاسي قسوة الحياة. أصبحت الكلمات ثقلًا على لساني، وتحول القلم إلى الوسيلة الوحيدة للتعبير عن مشاعري وآلامي. أبحث عن حقوق سلبت مني، وأسأل: أين هي؟ ولماذا صار الناس ظالمين وقاسيين؟ لقد أصبحت أشعر بأن الحجارة أكثر رحمة من بعض البشر. اليوم، لا عتاب لي مع الآخرين، بل العتاب موجه إلى نفسي؛ فقد قبِلتُ أشياءً كثيرة لا تستحق، وجعلت من نفسي شيئًا يتجاوز آلامًا لا أعرف كيف أتناساها. لقد مررت بتجارب صعبة كانت تهدف إلى تقويتي، ولكنني أدركت الآن أنها لم تجعلني أقوى فحسب، بل أثقلت كاهلي. تستمر الحياة، بينما أترقب أشخاصًا لا يشعرون بوجودي، وأنتظر أحلامًا بنيتها أشخاصًا رحلوا عن هذه الدنيا. أفتقد كل نفس تنفصل عن جسدي ولا تعود إلي مرة أخرى، لحلم تحطم بفعل إنسان. لم ندرك أن السنوات تمضي بنا ونحن في مسيرتنا الحياتية، نتعثر ثم ننهض، نصارع الآخرين من أجل حقوقنا، بينما نفارق أطفالاً وشبابًا وكبارًا لا يعتبرون عبرتنا. نكتب آلامنا بدماء أيدينا وقلوبنا التي تنزف، ومع ذلك لا يدرك البشر معاناتنا. نُحاسَب على كأسٍ فُرض علينا ولم نتذوقه يومًا، ونتظاهر يوميًا بابتسامة على وجوهنا حتى لا يعرف الآخرون عنا شيئًا. نقف دائمًا إلى جانب كل من يحتاج إلينا لكل مرة كنت أحتاج فيها إلى أشخاص يسكنون في أعماق روحي، كانوا غائبين في أوقات الشدة. كنت أتمنى وجودك معي، ليس لأطلب منك شيئاً، بل لأطمئن عليك. أشعر بقيمتي في قلوب الناس، ولكن ماذا عن قلب كنت أعتبره كل شيء، في حين أنت تعتبرني لا شيء؟ أواجه تحديات وصراعات من أجل حبك، أواجه مشاعري وأقاومها. أحتاج إلى مساعدتك، أن تأخذ بيدي، أن تشعر بما أكتب بمداد قلبي. لماذا أشعر كأن العالم يضيق من حولي؟ لكني أعلم أن الله معي، هو الأقرب إليّ من الناس. أدعوه في كل صلاة، وأشعر بالاستياء من العالم ومن الناس، أشتكي إلى ربي كما يبكي الطفل الذي سُرق منه شيء عزيز. تتوالى الأيام من حولك والأحباء يحيطون بك، لكنك لا تدرك معاني هذه الروابط إلا في لحظات ضعفك. لماذا يعجز الناس عن تقدير العدالة الإلهية التي حرمت الظلم على ذاتها وفرضته تحريمًا بين العباد؟ لماذا نلعب بمشاعر الآخرين ونسعى لإلحاق الأذى ببعضنا البعض؟ هل تعرف متى سيكون موعد رحيلك؟ نأتي إلى هذه الدنيا والناس من حولنا تضحك، ثم نغادر وهي تدمع. في النهاية، لا يُسجل لنا إلا أعمالنا. لماذا تختار أن تكون سببًا في ألم شخص آخر أو تعكير صفو حياته، وهو لا يجد من يشتكي إلا إلى الله؟ ماذا تريد حقًا، وإلى متى ستبقى غافلاً؟ أسئلة تتطلب التأمل: هل أنت راضٍ عن نفسك؟ لماذا هذا التلون في المعاملة، وأنت لا تدرك قيمتك الحقيقية؟ أتعامل مع الناس بكل حب واحترام. أشعر بأنني أبحث عن شخص يشبهني في صدق حبه، مثل الملائكة. أتعامل مع أعدائي برحمة، مثلما كان النبي الكريم رحيمًا. ربما تكون رحمتي مع الآخرين سببًا لدخولي الجنة، وربما يشفع لي الرسول بسبب طيبة قلبي. عندما يغضب الله على الناس، يجعلهم قاسين حتى يضروا بأنفسهم. أحيانًا أتعجب من كوني ما زلت كما أنا، فقد شكلتني المواقف والتجارب لأصبح شخصًا قويًا ورحيمًا في نفس الوقت. ضميري لا يزال حيًا، وأنا أحاسب نفسي على أقل الأمور، لعلها تكون خيرًا لي. أشعر بكل شيء جميل من حولي بفضل الله "الحياةُ مواقف وتجارب فيها شهد النحل وسموم العقارب وفيها شهامة غريبٍ و خذلان أقارب هُناك مواقف أيقظتنا وصنعتنا من جديد، و هُناك علاقات توقعنا منها الكثير و وجدنا منها القليل، فمن أكرمك أكرمه، و من إستهان بك أكرم نفسك عنه .. و أما مَن اشترى خاطِرنا و لو بشقِ تمرة، اشترينا له الدُنيا و ما فيها إذا لم تتمكن من التحكم في أفكارك وعقلك، فسيتولى شخص آخر هذه المهمة. الناس يأتون ويذهبون، لذلك لا تتوقع أن يحبوك جميعًا، فهذه هي طبيعة الحياة. احرص على عدم مشاركة تفاصيل حياتك الشخصية مع الآخرين، فالكثير منهم لا يهتم، والبعض قد يتمنى لك الفشل. تعامل بلطف، ولكن تذكر عدم الاستسلام للضعف في شخصيتك. من الأفضل أن تكون غير محبوب بسبب صدقك، بدلاً من أن تكون محبوبًا نتيجة لنفاقك. أن تكون بلا أصدقاء أفضل من أن تكون محاطًا بأصدقاء سوء. تعلم كيف تكون وحيدًا، فالنضوج والقوة يأتيان من تلك الحالة. قد تكون أصعب لحظات حياتك هي أفضل معلم لك. وتذكر أن الشعور بالغيرة لا يجدي نفعًا، فأنت تمتلك بالفعل ما تحتاجه لا تقارن حياتك بحياة الآخرين، فليس لديك معرفة بما واجهوه من تحديات في مسيرتهم. عِش حياتك بطريقتك الخاصة؛ فرغم أن الحياة قد تفتقر إلى العدالة، إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من الخير. من لا يقدّر قيمتك لا يستحق وجودك في حياتك. صحيح أن المال ليس كل شيء، لكنه يسهم في حل العديد من المشكلات. احرص على إدارة وقتك بحكمة، فالكثيرون لا يستحقون استغراقك في التفكير برأيهم. في بعض الأحيان، يتطلب الأمر المجازفة، فلا يمكن تحقيق المكاسب من دون الجرأة. كن دائماً صبوراً، فربما تحدث أفضل المفاجآت في اللحظات غير المتوقعة. تذكر دائماً أن الحياة قصيرة، فعشها بالطريقة التي تريدها.

عمون
منذ 8 ساعات
- عمون
الحاج جمال محمد القماز الخريسات في ذمة الله
عمون - انتقل إلى رحمة الله تعالى الحاج جمال محمد سالم القماز الخريسات (ابو خالد) والد خالد واحمد والفاضلة سارة وسيشع جثمانه الطاه يوم غد الخميس ٢٢-٥-٢٠٢٥ بعد صلاة الظهر من مسجد العيزرية الى مقربتها وتقبل التعازي في ديوان عشرة الخريسات / سوادا ولمدة ثلاثة ايام للرجال والنساء من الساعة الرابعة عصرا وحتى الساعة العاشرة مساء إنا لله وإنا اليه راجعون..


سواليف احمد الزعبي
منذ 12 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
من كل بستان زهرة – 102- سواليف
من كل #بستان #زهرة – 102- #ماجد_دودين مَثِّلْ وُقُوفَكَ يَوْمَ الْحَشْرِ عِريَانا … مُسْتَعْطِفًا قَلِقَ الأحْشَاءِ حَيْرانَا النَّارُ تَزْفُر مِنْ غَيْظٍ وَمِن حَنَقٍ … عَلَى العُصَاةِ وَتَلْقَ الرَّبَ غَضْبَانَا اقْرَأ كِتَابَكَ يَا عَبْدِي عَلَى مَهَلٍ … وَانْظُرْ إِليه تَرَى هَل كَانَ مَا كَانا لَمَّا قَرَأت كِتابًا لَا يُغَادِر لِي … حَرفًا وَمَا كَانَ فِي سِرٍّ وَإعْلانَا قال الجليل خُذُوْهُ يَا مَلَائِكَتِي … مُرُوا بِعَبْدِي إِلَى النِّيْرَانِ عَطْشَانًا يَا رَبِّ لَا تَخْزِنَا يَوْمَ الْحِسَابِ وَلا … تَجْعَلْ لَنَارِكَ فِيْنَا اليَوْمَ سُلْطَانَا اللهم ارزقنا أنفسًا تقنع بعطائك، وترضى بقضائك، وتصبر على بلائك، وتوقن بلقائك وتشكر لنعمائك وتحب أوليائك وتبغض أعداءك واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين. السعداء هم الذين تركوا الدنيا فأصابوا، وسمعوا منادي الله فأجابوا، وحضروا مشاهد التقى فما غابوا، واعتذروا مع التحقيق ثم تابوا وأنابوا، وقصدوا باب مولاهم فما ردوا ولا خابوا. قال ابن القيم في وصف عرائس الجنّة: فَاسْمَعْ صِفَاتِ عَرَائِس الْجَنَّاتِ ثُمَّ … اخْتَر لنَفْسُكَ يَا أَخَا العِرْفَانِ حُوْرٌ حِسَانٌ قَدْ كَمَلْنَ خَلائِقًا … وَمَحَاسِنًا مِنْ أَجْمَلِ النِّسْوَانِ حَتَّى يَحَارُ الطَّرْفِ فِي الْحُسْنِ الَّذِي … قَدْ ألْبِسَتْ فَالطَّرْفُ كَالْحَيْرَانِ وَيَقولُ لَمَّا أَنْ يُشَاهِدَ حُسْنَهَا … سُبْحَان مُعْطِي الْحُسْنِ وَالإِحْسَانِ وَالطَّرْفُ يَشْرَبُ مِن كِئوسِ جَمَالِهَا … فَتَراهُ مِثْلَ الشَّارِب النَّشْوَانِ كملت خلائقها وأكمل حسنها … كالبدر ليل الست بعد ثمان والشمس تجري في محاسن وجهها … والليل تحت ذوائب الأغصان فتراه يعجب وهو موضع ذاك من … ليل وشمس كيف يجتمعان فيقول سبحان الذي ذا صنعه … سبحان متقن صنعة الإنسان وكلاهما مرآة صاحبه إذا … ما شاء يبصر وجهه يريان فيرى محاسن وجهه في وجهها … وترى محاسنها به بعينان حمر الخدود ثغورهن لآليء … سود العيون فواتر الأجفان والبدر يبدو حين يبسم ثغرها … فيضيء سقف القصر بالجدران من كان داؤه المعصية، فشفاؤه الطاعة، ومن كان داؤه الغفلة، فشفاؤه اليقظة، ومن كان داؤه كثرة الأشغال، فشفاؤه في تفريغ المال. فمن تفرغ من هموم الدنيا قلبه، قل تعبه، وتوفر من العبادة نصيبه، واتصل إلى الله مسيره، وارتفع في الجنة مصيره، وتمكن من الذكر والفكر والورع والزهد والاحتراس من وساوس الشيطان، وغوائل النفس. ومن كثر في الدنيا همه، أظلم طريقه، ونصب بدنه، وضاع وقته، وتشتت شمله، وطاش عقله، وانعقد لسانه عن الذكر، لكثرة همومه وغمومه، وصار مقيد الجوارح عن الطاعة، من قلبه في كل واد شعبة، ومن عمره لكل شغل حصة. تَبْغِيْ الوُصُولَ بسَيْرَ فيه تَقْصِيْرُ … لاَ شَكَّ أنَّكَ فِيْما رُمْت مغْرُوْرُ قَدْ سَار قَبْلَكَ أَبْطَالٌ فَمَا وَصِلُواْ … هَذا وفي سَيْرهَمْ جِدٌ وَتَشْمِيْرُ يا مُدَّعِي الحُبَّ في شَرْعِ الغَرامِ وَقَدْ … أَقَامَ بَيَّنَةً لَكِنّهَا زُوْرُ أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ في لَهْوٍ وفي لَعِبٍ … هَذَا وَأَنْتَ بَعْيدُ الدَّارِ مَهْجُوْرُ لَوْ كَانَ قَلْبُكَ حَيًا ذُبْتَ مِنْ كَمَدٍ … مَا لِلْجرَاح بَجِسْمِ المَيْتِ تَأْثِيْرُ لا تغتم إلا من شيء يضرك في الآخرة، ولا تفرح بشيء لا يسرك غدًا، وأنفع الخوف ما حجزك عن المعاصي، وأطال الحزن منك على ما فاتك من الطاعة، وألزمك الفكر في بقية عمرك. عليك بصحبة من تذكرك الله عز وجل رؤيته، وتقع هيبته على باطنك ويزيد في عملك منطقه. ويزهدك في الدنيا عمله، ولا تعصي الله ما دمت في قربه، يعظك بلسان فعله ولا يعظك بلسان قوله. خُذْ مَا صَفَا لَكَ فَالْحَيَاةُ غُروْرُ … وَالْمَوتُ آَتٍ وَاللَّبِيْبُ خَبِيْرُ لَا تَعْتِبَنَّ عَلَى الزَّمَانِ فَإِنَّهُ … فَلَكٌ عَلَى قُطْبِ الْهِلاكِ يَدورُ تَعْفُو السُّطوْرُ إِذَا تَقَادَمَ عَهْدُهَا … وَالْخَلْقُ فِي رِقِّ الْحَيَاةِ سُطُوْرُ كُلّ يَفرُ مِن الرَّدَى لِيَفُوتَهُ … وَلَه إِلَى مَا فَر مِنْهُ مَصِيْرُ فَانْظُرْ لنَفْسُكَ فَالسَّلَامَة نُهْزَةٌ … وَزَمَانُهَا ضَافِي الْجَنَاحِ يَطِيْرُ مِرْآةُ عَيْشِكَ بِالشَّبَابِ صَقِيْلَةٌ … وَجَناحُ عُمْرَك بِالْمَشِيْبِ كَسِيْرُ بَادِرْ فَإِنَّ الوَقْتَ سَيْفٌ قَاطِعٌ … وَالعُمْرُ جَيْشٌ وَالشَّبَابُ أَسِيْرُ بذكر الله تحيا القلوب من موت غفلتها فالله الله بالمداومة على ذكر الله سرًا وجهارًا ليلاً ونهارًا قيامًا وقعودًا ماشين ومضطجعين. ذاكر الله لا يستطيع الشيطان في ظله مقيلا، ذاكر الله لا يجد الشيطان إلى إغوائه سبيلا، ذاكر الله لا يزال شيطانه مدحورًا ذليلا، ذاكر الله قد تكفل الله بحفظه وكيف يضيع من كان الله به كفيلا، بذكر الله تطمئن القلوب وتحيا، قال الله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: ٢٨]. وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: ١٥٢( وَالذِّكرُ فِيْهِ حَيَاةٌ لِلْقُلُوبِ كَمَا … تَحْيَا البِلَادُ إِذَا مَا جَاءَهَا الْمَطَرُ قال أحد الزهّاد: مَا لِي وَلِهَذَا الْخَلْق كنت فِي صلب أبي وحدي … … ثم صرت في بطن أمي وحدي … …ثم دخلت الدنيا وحدي … …ثم تقبض روحي وحدي … … ثم أدخل في قبري وحدي … …ثم يأتيني منكر ونكير فيسألاني وحدي … …فإن صرت إلى خير صرت وحدي … … ثم يوضع عملي وذنوبي في الميزان وحدي … …وإن بعثت إلى الجنة بعثت وحدي … … فما لي وللناس؟!! … .. قال الحسن البصري ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني إذا مضيت لا أعود. وَمَا الْمَرْءُ إِلَاّ رَاكِبٌ ظَهْرَ عُمْرِه … عَلَى سَفَرٍ يُفِنْيِه بِاليَوْمِ وَالشَّهْرِ يَبِيْتُ وَيُضْحِى كَل يَومٍ وَلَيْلَةٍ … بَعِيْدًا عَنْ الدُّنْيَا قَرَيْبًا إِلَى القَبْرِ فالذي ينبغي للإنسان أن يحافظ على وقته أعظم من محافظته على ماله، وأن يحرص على الاستفادة منه في كل لحظة فيما ينفعه في دينه وفي دنياه، مما هو وسيلة إلى الدار الآخرة. قال حكيم من أمضى يومًا من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه. قال بعض العلماء أغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء. انشغالهم بالنعمة عن شكرها. ورغبتهم في العلم وتركهم العمل. وإقبال الآخرة وهم معرضون عنها. والاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بفعالهم. وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها. والمسارعة إلى المعاصي والذنوب وتأخير التوبة. وَكَمْ ذِيْ مَعَاصٍ نَالَ مِنْهُنَّ لَذَّةً … وَمَاتَ وَخضلَاّهَا وَذَاقَ الدَّوَاهِيَا تَصَرَّمُ لذات المعاصي وتنقضي … وتبقى تباعات المعاصي كما هيا فَيَا سَوْءَتَا وَاللهِ رَاءٍ وَسَامِعٌ … لِعَبْدٍ بِعَيْنِ اللهِ يَغْشَى الْمَعَاصِيَا عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كَأَنَّكَ غريب أو عابر سبيل» وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. قالوا في شرح هذا الحديث معناه لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنًا ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا تشتغل فيها إلا بما يشتغل به الغريب فقط الذي يريد الذهاب إلى أهله، وأحوال الإنسان ثلاث: حال لم يكن فيها شيئًا وهي قبل أن يوجد. وحال أخرى وهي من ساعة موته إلى ما لا نهاية له في البقاء السرمدي فإن لنفسك وجود بعد خروج الروح من البدن إما في الجنة وإما في النار وهو الخلود الدائم وبين هاتين الحالتين حالة متوسطة وهي أيام حياته في الدنيا فانظر إلى مقدار ذلك بالنسبة إلى الحالتين يتبين لك أنه أقل من طرفة عين في مقدار عمر الدنيا. يَا غَافِلَ الْقَلْبِ عَنْ ذِكْرِ الْمَنَيَّاتِ … عَمَّا قَلِيْل سَتُلْقَى بَيْنَ أَمْوَاتِ فَاذْكُر مَحَلَّكَ مِن قَبْل الْحُلُولِ بِهِ … وَتُبْ إِلَى الله مِنْ لَهْوٍ وَلَذَّاتِ إِنَّ الْحِمَامَ لَهُ وَقْتٌ إِلَى أَجَلٍ … فَاذْكُرْ مَصَائِبَ أَيَّامٍ وَسَاعَاتِ لَا تَطْمَئِنَّ إِلَى الدُّنْيَا وَزِيْنَتَهَا … قَدْ آنَ لِلمَوْتِ يَا ذَا اللَبِّ أَنْ يِأْتِي ليس العجب من انهماك الكفرة في حب الدنيا والمال فإن الدنيا جنتهم وإنما العجب أن يكون المسلمون يصل حب المال والدنيا في قلوبهم إلى حد أن تذهل عقولهم وأن تكون الدنيا هي شغلهم الشاغل ليلاً ونهارًا وهم يعرفون قدر الدنيا من كتاب ربهم وسنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم – أليس كتاب الله هو الذي فيه {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى: ٢٠) ويقول: {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً} [الإسراء: ١٩ . قال أحد العلماء رحمه الله تعالى أعلم أن الدنيا رأس كل خطيئة كما قال – صلى الله عليه وسلم – وقد صارت عدوة لله وعدوة لأوليائه وعدوة لأعدائه، أما عداوتها لله تعالى فلأنها قطعت الطريق بينه وبين أوليائه. ولهذا فإنه لم ينظر إليها منذ خلقها، وأما عداوتها لأوليائه فلأنها تزينت لهم بزينتها وغمرتهم بزهرتها وتزهت لهم بنضارتها حتى تجرعوا مرارات الصبر في مقاطعتها وتحملوا المشاق في البعد منها. وأما عداوتها لأعدائه فلأنها استدرجتم بمكرها ومكايدها واقتنصتهم بحبائلها وأقصدتهم بسهامها حتى وثقوا بها وعولوا عليها. فخذلتهم أحوج ما كانوا إليها وغدرت بهم أسكن ما كانوا إليها فاجتنوا منها حسرة تنقطع دونها الأكباد. وحرمتهم السعادة الأخروية على طول الآماد فانتبه يا من اغتر بها قبل أن يصيبك مثل ما أصاب المغترين بها. قال بعض العارفين إذا كان أبونا آدم عليه السلام بعد ما قيل له أسكن أنت وزوجك الجنة صدر منه ذنب واحد فأمر بالخروج من الجنة فكيف نرجو دخولها مع ما نحن مقيمون عليه من الذنوب المتتابعة والخطايا المتواترة. يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعدًا له ولا يغتر بشبابه وصحبته فإن أقل من يموت الشيوخ الطاعنين في السن. وأكثر من يموت الشبان خصوصًا في زمننا الذي كثرت فيه الحوادث ولهذا يندر من يكبر وقد أنشدوا: يَعَمَّرُ وَاحدٌ فَيَغُرُّ قَوْمًا … وَيُنْسَى مَن يَمُوتُ مِن الشَّبَابِ آخر: لَا تَغْتَرِرْ بِشَبَابٍ نَاعِمٍ خَضِلٍ … فَكَمْ تَقَدَّمَ قَبْلَ الشَّيْبِ شُبَّانُ ومما يعنيك على الجد والاجتهاد في الطاعة تصور قصر عمرك وكثرة الأشغال، وتصور قوة الندم على التفريط والإضاعة عند الموت، وطول الحسرة على البدار بعد الفوت. وتصور عظم ثواب السابقين الكاملين وأنت ناقص، والمجتهدين وأنت متكاسل، واجعل نصب عينيك ما يلي: قوله تعالى: {تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ} [يونس: ٣٠ وقوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً} [آل عمران: ٣٠ وقوله تعالى: {يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} [النبأ: ٤٠ وقوله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} [الزمر: ٥٦ وقوله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [مريم: ٣٩ . فتصور الحسرة والندامة والحزن عندما ترى الفائزين. إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِن التُّقَى … وَأَبْصَرْتَ بَعْدَ الْمَوتِ مَن قَد تَزَودَّا نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لَا تَكُونَ كَمِثْلِهِ … وَأَنَّكَ لَمْ تُرْصَدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا فالبدار البدار والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً. وإنما يقدم على المعاصي ويؤخر التوبة لطول الأمل وتبادر الشهوات. وتنسى التوبة والإنابة لطول الأمل وتفقد أوقاتك وما عملت فيها من الذنوب. وتنسى التوبة والإنابة لطول الأمل فيا أيها المهمل وكلنا كذلك انتهز فرصة الإمكان وتفقد أوقاتك وما عملت فيها من الذنوب. فبادر في محوها بالتوبة النصوح وأكثر من الدعاء والاستغفار كل وقت خصوصًا أوقات الإجابة