
مهرجان «كابريوليه»... شغف السينما في كلّ مدينة وقرية لبنانية
تشهد 15 منطقة لبنانية فعاليات مهرجان «كابريوليه» السينمائي لهذا العام، حيث تُعرض أفلام المهرجان في التوقيت نفسه في بلدات ومدن مختلفة، مثل بيروت، وجونية، وجبيل، وراسمسقا، وإهدن، ودوما، وبعلبك، وزحلة، وصولاً إلى صيدا وصور.
وفي دورته الـ17، يحمل المهرجان برنامجاً سينمائياً غنياً. وتحت عنوان «العصيان»، يُعرض 42 فيلماً في مساحات مفتوحة، تشمل الساحات العامة والشوارع والمواقع الأثرية، التي تتحوّل بدورها إلى صالات في الهواء الطلق. يستمر الحدث حتى 8 يونيو (حزيران) الحالي، ويحلّ الممثل كميل سلامة ضيف شرف فيه. فهذا المهرجان، وعلى امتداد نسخاته السابقة، احتفل بعدد من الأسماء التمثيلية المعروفة، فكرَّم ندى بو فرحات، ونادين لبكي، وجورج خباز، وغابريال يمّين، وعادل كرم وغيرهم.
الممثل كميل سلامة ضيف شرف المهرجان (إنستغرام)
ويشير مؤسِّسه إبراهيم سماحة لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ سلامة يُعدّ من عمالقة التمثيل المسرحي في لبنان، وسيكون الوجه الداعم والمُلهم للجمهور. ويتابع: «فخورون باستضافته وأشكره على عطائه طوال مسيرته الفنّية. فهو اسم كبير في عالم الدراما والمسرح اللبناني. وللمرّة الأولى، يوافق على تصوير إعلان ترويجي، فكان من نصيب مهرجان (كابريوليه)».
وعن سبب اختيار إدارة المهرجان عنوان «العصيان» محوراً تتناوله معظم الأعمال المعروضة، يوضح سماحة: «في كل نسخة جديدة نختار عنواناً محدّداً لها. واخترنا (العصيان) هذه السنة لتناول موضوع الحرية المحروم منها كثيرون؛ فنخاطب من خلالها مجتمعات وأفراداً بواسطة أفلام سينمائية تحكي عنها. وقد أجرينا بحوثاً دقيقة لنقف على القيمة الاجتماعية التي يحتاج الناس إليها في أيامنا الحالية. وتبيَّن لنا أنّ الحرّية هي حلم كثيرين. والعصيان عادة ما يكون نتيجة حرمان الإنسان من حرّيته وأحلامه».
يُقام مهرجان «كابريوليه» مجاناً في مساحات عامة (إنستغرام)
يطلق المهرجان «كابريوليه كيدز»؛ وهي نسخة خاصة بأفلام موجهة إلى الأطفال، في مبادرة جديدة يتبناها على أمل الاستمرار بها في النسخات المقبلة. ويوضح سماحة: «نقيم هذا النشاط المستجدّ بالتعاون مع مهرجان (كليرمون فيرّان) الدولي للأفلام القصيرة، وهو يُعدّ من أهم المهرجانات السينمائية وأعرقها في العالم». وتُقام العروض الخاصة بالأطفال يوم 7 يونيو في متحف سرسق (بيروت)، ومسرح إشبيليا (صيدا)، وصور، وزحلة، وراسمسقا. وتتضمّن برنامجَيْن وفق الفئة العمرية: عرض مخصّص للأطفال من عمر 4 إلى 8 سنوات، وآخر للمراهقين من عمر 8 إلى 14 سنة. ويتابع: «نهدف من خلال هذه الخطوة إلى فتح أبواب السينما أمام الجيل الجديد، مجاناً، وتحفيز وتغذية الخيال والإبداع وحبّ الفن والثقافة منذ الصغر».
نسخة خاصة بالأطفال جديد المهرجان في دورته الـ17 (إنستغرام)
ومن الأفلام المعروضة في هذه الفئة: «اليوم الثامن» و«الضفائر» من فرنسا، و«كراب داي» من بريطانيا.
تشارك دول عربية وأجنبية في المهرجان، من بينها فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والبرازيل وغيرها. وللمرّة الأولى، سيتابع رواد هذا المهرجان أعمالاً سينمائية موقَّعة من مخرجين سعوديين. ويشير إبراهيم سماحة في سياق حديثه: «لقد اخترنا فيلمَيْن رائعَيْن، أحدهما كوميدي والآخر اجتماعي، يبرزان تطوّر الفنّ السينمائي في عالمنا العربي». الأول بعنوان «في إتش إس تايب» للمخرجة السعودية مها الساعاتي، والثاني بعنوان «بصيرة» من توقيع مواطنها عبد العزيز الحسين.
تُجرى العروض بأكملها في مساحات مفتوحة. ويعلّق سماحة: «نتمسّك في (كابريوليه) بهذا المبدأ، وهو بمثابة هوية المهرجان التي تُميّزه عن غيره. فمُشاهدة عروض سينمائية في أماكن مفتوحة تزوّدنا بنكهة مختلفة، كما تُسهم في بناء علاقات وتوليد تجمّعات سينمائية في مختلف المناطق اللبنانية».
ومن الأفلام اللبنانية المُشاركة: «ورشة» لدانيا بدير، و«أفكر بالتخلّص من أمي» لسيلينا فرنسيس، و«بحرنا» لشيرين يزبك، و«بلوة» للمخرجة اللبنانية جايد نخلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«الضوء – إرث شتوكهاوزن»: مواجهة إنسانية مع الاضطراب والعبقرية
الجانب الشخصي من حياة المؤلّف الموسيقي الألماني كارلهاينز شتوكهاوزن، هو ما يتوهّج بوضوح في فيلم «الضوء – إرث شتوكهاوزن» للمخرجة الهولندية أويكي هوجندايك، والذي يُقدَّم تحية لذكرى المخرج اللبناني الراحل بيار عودة. أمام جمهور دبلوماسي وعاشق للسينما، ومفتون بسيرة موسيقي بلغت عبقريته آفاقاً لا تُقاس، عُرض الفيلم على خشبة مسرح «بيريت» في الجامعة اليسوعية، ضمن «مهرجان بيروت للأفلام الفنّية». ينساب العمل في تصاعده نحو الذروة، حيث تتقاطع الصور والضوء والموسيقى. تنعكس ظلال الأضواء على عصا المايسترو، وهو يقود أوركسترا ضخمة تُترجِم اضطراباته النفسية وتعقيدات رؤيته للعالم. في عينيه، تلمع شرارة كائن يلتهم الحياة بلا شبع، كأنَّ الجوع هو دافعه إلى مزيد من التهامها، فيما مقرَّبون يسردون حكاياته في الأبوة والمهنة والإنسان. كلّما تعمَّق المرء في «ليخت» زادت أسئلته واتّسعت هوّة الفهم (الشرق الأوسط) الفيلم نقطة التقاء بين الذات والمهنة، بين المُعلَن والخفي، بين ما نراه من الخارج وما يتصارع في الداخل. وحين يُطرح السؤال: ما هي «أوبرا ليخت» (الضوء)؟، يتردّد كثيرون في الإجابة لصعوبة تأطيرها في مفردات جاهزة. يُخبرنا الفيلم أنها دورة من 7 أوبرات ألَّفها شتوكهاوزن بين عامَي 1977 و2003، واصفاً إياها بأنها «دوّامة أبدية»، لأن «الأسبوع لا بداية له ولا نهاية». على 29 ساعة موسيقية؛ تمتدّ «ليخت». يُبدي بيار عودة (1957–2025) ولعاً خاصاً بهذه الأسطورة الأوبرالية، خلال مروره ضمن شهادات تُضيء على جوهرها الإنساني وتكشف ما يتجاوز العقل والمخيّلة. في الجزء الأول من الفيلم، نُصغي إلى مَن عايشوا شتوكهاوزن، يرون في «الضوء» عملاً لا مثيل له؛ كلّما تعمَّق فيه المرء، زادت أسئلته واتّسعت هوّة الفهم. يُقال بين الشهادات: «(الضوء) هي الإنسان»، إذ تُجسِّد جوهر الحياة والموت، والحروب والإغواء. لذا، هي ليست عملاً فنياً بقدر ما هي تركيب «بازلي» كثيف يُلخِّص سنوات من الاضطراب الداخلي، والروح المنهكة، والقسوة وردّ الفعل. يُبدي بيار عودة ولعاً خاصاً بهذه الأسطورة الأوبرالية (الشرق الأوسط) يتنقل الفيلم بين صور بالأبيض والأسود، وشهادات حيّة، حتى يطلّ بيار عودة بنفسه، معلناً انشداده إلى عبقرية شتوكهاوزن. عودة، المخرج المسرحي اللبناني الفرنسي الذي «جدَّد لغة الأوبرا على نحو عميق»، وفق وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، أمضى أكثر من 30 عاماً في هولندا حيث تولّى منصب المدير الفنّي للأوبرا الوطنية في أمستردام، وقدَّم معظم أعماله هناك. يقول السفير الهولندي في بيروت، فرانك مولن، إنَّ عودة كان معروفاً بشغفه بإنتاج الأوبرا في الهواء الطلق، وقد تجلَّى هذا الشغف في اختياره من بين شخصيات قريبة من الدائرة الصغرى لشتوكهاوزن ليظهروا في الفيلم، مما يمنح العمل مسحة حميمة رافقته حتى في ذروات القسوة. يحكي أولاد شتوكهاوزن عن وجهه الآخر؛ ذاك الذي يفيض وجعاً روحياً أكثر منه وحشية بشرية. وهنا، تُصاغ رواية عن العباقرة -رواية من الظلّ- ترويهم كما هم. النساء في حياته يُخبرن عن رجل خرج عن السرب، بحساسيته، بتطرّفه، وبهفواته. يُعرّي الفيلم «الهالة الذهبية» التي يُحيط بها العالم عباقرته، ويكسر وَهْم «المثالية». ورغم انبهارها الواضح بإرث شتوكهاوزن، لا تتردَّد أويكي هوجندايك أمام ممارسة النقد، ولا تسمح لإعجابه بأن يحجبها عن رؤية الحقيقة أو تسويغها. على 29 ساعة موسيقية... تمتدّ «ليخت» (الشرق الأوسط) يُسمعنا الفيلم أبناءه وهم يقولون إنه عاملهم بقسوة حين تعلَّق الأمر بموسيقاه، إذ أرادهم أن يصبحوا امتداداً له؛ أوركسترا تُتابع من بعده، تُخلّد اسمه، وتُكمل ارتقاءه الفنّي. لكنّ النتيجة كانت أنهم تخلّوا عنه، رفضاً لفكرته عنهم كـ«موسيقيين» قبل أن يكونوا «أبناء». مثاليته ارتدّت عليه وخذلته في ما حسبه امتداداً لذاته. يُصرِّح أحد أبنائه أن والده لم يُحبّ نفسه، ما فسّر بحثه الدائم عن النساء، كأنه يُحاول ملء فراغ لا قعر له. نلمح في الفيلم الثقب العميق في شخصية المايسترو، رغم إدراكه لذاته، ورغم قوله إنّ كل موسيقى يؤلّفها، حتى «الضوء»، قد تكون مجرّد ضوضاء لن تُبهج أحداً. ومع ذلك، رفض أن يُعجَب أولاده بأي مؤلّف غير مؤلّفاته، وعاقبهم على ذلك. أرادهم نُسخاً عنه، ناسفاً فرديتهم، ومُصادراً حريّتهم. من هذا الاضطراب، من فقدان الأمان، ألَّف شتوكهاوزن موسيقى آسرة، طافحة بالجمال، نافذة إلى الروح. مشهد والدته، وهي تحاول الانتحار برمي نفسها من الشباك، لم يُفارقه. تلك الأم التي خسرت كل شيء: عقلها، وأولادها، وزوجها، وحرّيتها؛ والتي واجهت في زمنها النبذ والإقصاء بسبب معاناتها النفسية. من مرارة تاريخه الإنساني، استولد موسيقى تخترق الحواس وتخطف النَفَس. شتوكهاوزن هو من أولئك القلائل الذين تجرّأوا على تصديق أنّ المستحيل ممكن؛ فحلم، وابتكر، وأضاء. لقد كان الفيلم تحيّة من أويكي هوجندايك إلى كارلهاينز شتوكهاوزن، لكنه أيضاً تحيّة إلى بيار عودة نفسه وإلى بصيرته الفنّية.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
ماري سليمان... الصوت العائد من الزمن الجميل
أن تُصادفَ إعلاناً عن حفلٍ للمطربة ماري سليمان سيجعلك تظنّ أن الزمن عاد بك 20 سنة إلى الوراء. سرعان ما تنظر إلى تاريخ الحفل لتتأكد من ألّا التِباس في الأمر، فتجد أن الفنانة اللبنانية ضربت موعداً مع جمهورها في 5 يوليو (تموز) 2025. على خشبة مسرح «كازينو لبنان» تطلّ نجمة التسعينات الشهر المقبل، بعد قرابة عقدَين من الغياب عن الإصدارات والحفلات. «اشتقت للناس وهم اشتاقوا إليّ. سأغنّي لهم ما أحبّوا من أعمالي»، تخبر ماري سليمان «الشرق الأوسط» بعد صمتٍ إعلاميٍ طويل. A post shared by Casino du Liban (@casinoduliban) «لما الحب بتشعل نارو»، «ده مكاني مش مكانها»، «في عينيك بدوّر»، «نجوم الضهر»، «بكرا منشوف»... عودةٌ إلى الأغاني الرومانسية التي حفرت في الذاكرة الموسيقية العربية. ستنهل سليمان من أرشيفها المتنوّع لتغنّي في الليلة المنتظرة، لكن هذا لا يعني أن الشهية ليست مفتوحة على الأعمال الجديدة: «أنا في طور الاستماع إلى أكثر من أغنية لانتقاء واحدة أصدرها صيفاً، كما ستكون لي حفلاتٌ أخرى خلال الصيف أيضاً». لا رجعة إذن في قرار عودة ماري سليمان إلى الساحة الغنائية. لكن ما الذي دفعها إلى الانكفاء كل تلك السنوات، ولماذا قررت التواري وهي في عزّ توهّجها؟ لا تستفيض كثيراً في شرح الأسباب. تكتفي بالقول إن سبب الابتعاد لم يكن شخصياً، لكنه «كان أقوى من شغفي بالفن». توضح: «شعرتُ حينها بأنّ ثمة تنازلات كثيرة يجب تقديمها على المستويين الفني والشخصي. كما أن الاستمرار في المجال كان رهن شبكةٍ من العلاقات التي لم أتآلف معها، فأنا إنسانة تحب أن تصون كرامتها إلى أقصى حدود». أطفأت ماري سليمان الأضواء من حولها بملء إرادتها وهي تؤكد أنها لم تندم يوماً على قرارها ذاك. «أهم ما فعلت خلال سنوات الغياب أنني استثمرت في إرادتي القوية، وهي حصّنتني ضد ضعفي أمام الفن الذي يجري في عروقي». تؤكد أنها لم تتخبط في صراع الرغبة بالعودة إلى الضوء، فهي لم تُصَب يوماً بحروقه، حتى عندما كانت لصيقةً به. أدركت منذ البداية أن أضواء الشهرة مخادعة وزائلة، لذلك فهي أمضت السنوات الفائتة في تحقيق حلمها بأن تكون «تيتا» وتهتم بأحفادها. ماري سليمان في إطلالة نادرة خلال حفل تكريمي (صور الفنانة) إلى جانب اهتماماتها العائلية، لم تتوقف المطربة يوماً عن تدريب صوتها، وهي اليوم تكثّف التمارين قبيل الحفل الذي تتولّى إنتاجه شخصياً. تستعدّ للإطلالة المقبلة بمزيجٍ من الرهبة والفرح، أما اللمسات الجمالية والتقنية والتسويقية فيضعها ابنُها المخرج أنطوان سليمان. تبوح بأنّ الأخير كان أحد أهم المفاتيح في اتخاذها قرار العودة: «سؤال أنطوان الدائم لي عن سبب غيابي الطويل في وقتٍ ما زلت قادرة على الغناء، شجّعني على التفكير ملياً بالموضوع». تتابع: «شعرت بأنني قسوت على نفسي بهذا البُعد. والآن بلغت مرحلة من القوة والنضج والاستقلالية والوضوح الفكري تتيح لي دخول الساحة بثقة». إلى جانب تأثّرها بإلحاح ابنها، أصغت ماري سليمان إلى الناس الذين كلما التقتهم في الأماكن العامة عاتبوها على الغياب وطالبوها بالعودة. كان لجمهورها صوتٌ وازن: «أشعر بشوقهم لي وهذا ما شجّعني أكثر على العودة إلى الساحة الفنية وتقديم الأغاني الراقية التي اعتادوا عليها مني. فكّرت أنه طالما صحتي جيدة وصوتي ما زال بألف خير، ليس عدلاً أن أحرم جمهوري من هذه السعادة». صحيح أن الجيل الصاعد لم يتعرف على ماري سليمان ولم يحفظ أغانيها، غير أن ذلك لم يحُل دون تحوّل أغنية «بكرا منشوف» الصادرة عام 2006 إلى «ترند» على منصة «تيك توك» قبل مدّة. تنظر بإيجابية إلى وسائل التواصل الاجتماعي «التي تقرّب المسافات بين الفنان والمتلقّي، وتعرّف الجيل الجديد على ما فاتهم من أعمالٍ قديمة». في مفكّرة ماري سليمان انطلق العدّ العكسي للعودة الكبيرة. في 5 يوليو ستُعيد الفنانة عقارب الساعة إلى الوراء. على خشبة كازينو لبنان، ستتذكّر تلك الشابةَ التي وقفت على مسرح «ستوديو الفن» قبل 4 عقود مؤديةً «في يوم وليلة» وحاصدةً المرتبة الأولى عن فئة الأغنية الكلاسيكية. ونزولاً عند رغبة جمهورها المشتاق، ستستحضر الكبار الذين تعاونت معهم خلال مسيرتها فصنعت معهم نجاحاتها؛ من ملحم بركات، إلى مروان خوري، مروراً بفيلمون وهبي، وجورج جرداق، وشاكر الموجي، وبهاء الدين محمد، وحسن أبو السعود، وغيرهم من صنّاع الأغنية العربية الخالدة.


مجلة سيدتي
منذ 11 ساعات
- مجلة سيدتي
باميلا الخوري: بين النجوم والذهب.. قصة مجوهرات تليق بعيد الأضحى
في عالم تزداد فيه الحاجة إلى المعنى والروح في كل ما نرتديه، تقف باميلا خوري كمصممة ومؤسسة تحمل رؤية تتجاوز المظهر الخارجي إلى عمق الشعور الإنساني؛ من خلال علامتها Diamind. بمزيج نادر من الابتكار والرقي والالتزام الأخلاقي، تعاونت مع هناء راسخ؛ لإطلاق مجموعة "Celestial"، وهي مجموعة مجوهرات مستلهمة من الكون، تنبض بالنجوم والمجرات، وتروي قصصاً عن الارتباط والتأمل والجمال الخالد. في هذا الحوار الحصري، نغوص مع باميلا في كواليس الإلهام، والتصميم، والقيم التي صنعت من "Celestial" أكثر من مجرد مجوهرات، بل تجربة شعورية عميقة. الرؤية الإبداعية والإلهام ولدت مجموعة Celestial من افتتان مشترك بالكون بسحره، واتساعه، وجماله. أنا وهناء انجذبنا إلى رمزية الفضاء كمرآة لإمكانات الحياة اللامحدودة وتعقيدها. أردنا تصميم قطع تعكس النجوم والكواكب والحركات السماوية، حيث تروي كل قطعة قصة عن الارتباط والنمو والخلود. كان من المهم ألا تكون التصاميم فقط جذابة بصرياً، بل أيضاً مؤثرة عاطفياً. كيف أثّرت روح العيد وتقاليد الإهداء على الطابع الجمالي والعاطفي للمجموعة؟ العيد هو احتفال بالحب والامتنان والتجدد، وهي قيم تتناغم بعمق مع رؤيتنا لهذه المجموعة. أردنا للقطع أن تشعر بأنها شخصية ومعنوية، سواء كانت هدية للغير أو للنفس. هناك نعومة ونور في كل تصميم، تعكس فرحة وغنى الموسم العاطفي، كما ركزنا على صناعة مجوهرات متعددة الاستخدام، تناسب اللحظات الروحية والاحتفالية في آنٍ واحد. عملية التصميم والحرفية لنأخذ خاتم Nebula كمثال، بدأنا بصورة مجرة بعيدة متوهجة. كانت أحجار الماركيز المصممة على شكل عنقود من الألماس طريقتنا في تجسيد هذا الدوام المتلألئ من النجوم. قمنا برسم تركيبات مختلفة، ودرسنا كيفية انعكاس الضوء على كل زاوية، واخترنا تصميماً يجمع بين الطابع النحتي وسهولة الارتداء، ثم قام حرفيونا بإحيائه باستخدام الألماس المزروع في المختبر، لضمان الدقة والاستدامة في كل خطوة. النتيجة كانت قطعة تُشبه الكون، ولكنها راسخة في تقاليد المجوهرات الراقية. المجموعة تحمل طابعاً نحتياً ورمزياً قوياً، كيف توازنين بين التصميم العصري والرمزية الخالدة؟ هذا التوازن هو جوهر فلسفة Diamind في التصميم. نريد لقطعنا أن تخاطب المرأة الواعية والأنيقة في آنٍ واحد، مع الاحتفاظ بدلالات عميقة. في مجموعة Celestial استخدمنا خطوطاً نظيفة وتفاصيل مصقولة لإضفاء لمسة عصرية، بينما أضفى الإلهام من القمر والنجوم والخسوف بُعداً سردياً غنياً. نحن نصنع قطعاً تصلح لتكون إرثاً عصرياً، حيث يلتقي الشكل بالإحساس. الأخلاقيات والابتكار Diamind معروفة باستخدامها للألماس المزروع بطرق مستدامة ومواد مصدّرة بمسؤولية. كيف ينعكس هذا الالتزام في اختياراتكم التصميمية؟ التزامنا بالترف الأخلاقي يؤثر في كل قرار نتخذه. يدفعنا للابتكار من دون التنازل عن الجمال أو الجودة. الألماس المزروع في المختبر يسمح لنا بالاحتفاء بالجمال بضمير مرتاح، مع شفافية تمنح عملاءنا راحة البال، كما أنه يدفعنا لإعادة تخيل الأشكال الكلاسيكية من منظور عصري، مؤمنين بأن الاستدامة لا تعني التضحية بالأناقة أو الحرفية. ما التحديات أو النجاحات التي واجهتموها أثناء العمل مع الألماس المزروع والذهب في تحويل الرؤى الكونية إلى مجوهرات؟ أحد التحديات كان تجسيد تألق التكوينات السماوية بدقة باستخدام مواد مستدامة، فالألماس المزروع يتفاعل بشكل مختلف من حيث النقاء والانكسار، ما تطلب تنسيقاً دقيقاً مع الحرفيين لوضع كل حجر في مكانه الأمثل. من بين اللحظات الملهمة كانت اكتشاف مدى قدرة هذه المواد على نقل الرموز إلى جمال ملموس، خصوصاً في قطع مثل عقد Eclipse، حيث اندمجت الدقة مع السرد الفني بشكل متكامل. الجمهور والغرض من الواضح أن مجموعة Celestial مصممة للإهداء المعنوي، ما المشاعر أو الرسائل التي تأملين أن تشعر بها من ترتدي هذه القطع؟ نأمل أن تشعر من ترتدي القطعة بالقوة، والاهتمام، والاتصال، سواء كانت هدية من شخص آخر أو لنفسها. كل تصميم يحمل رسالة؛ خاتم Halo يرمز إلى الوحدة والخلود، بينما عقد Stellar يرمز إلى النور والوضوح. نريد لهذه القطع أن تصبح رموزاً للحظات الحياة الكبيرة والصغيرة وتذكيراً يومياً بالجمال الذي يحمل مغزى. كيف تتصورين تفاعل المتسوقين العصريين في موسم العيد مع هذه المجموعة، خصوصاً من حيث الأسلوب الشخصي والقيم؟ المتسوق اليوم يتميز بالوعي والذوق الرفيع. يبحث عن الهدايا التي تحمل معنى، وتنسجم مع أسلوبه وقيمه. مجموعة Celestial صُممت لهذا النوع من التفكير، فهي مصنوعة بأخلاقيات عالية، مشبعة بالرمزية، وأنيقة بلا جهد. سواء ارتديت في تجمع عائلي أو لحظة تأمل هادئة، فإن كل قطعة منها تبدو شخصية ومتعمدة. الشراكة والتعاون كيف كانت تجربة التعاون مع هناء راسخ في تصميم هذه المجموعة؟ وكيف أثّر إبداعها في النتيجة النهائية؟ العمل مع هناء كان ملهماً للغاية، فقدمت رؤية جديدة ترتكز على الاستدامة والبساطة وسرد القصة. فهمها العميق للأثر العاطفي في الموضة ساعد كثيراً في تشكيل قصة كل قطعة. كانت شريكة فعالة من أول لوحة إلهام حتى اللمسات الأخيرة. لم يكن تعاوناً فقط، بل كان حواراً بين قيمنا وجمالياتنا، مما أغنى المجموعة وجعلها أكثر عمقاً. نظرة إلى المستقبل بعد إطلاق مجموعة Celestial، كيف ترين مستقبل Diamind في دمج الفن والابتكار والحرفية الأخلاقية؟ مجموعة Celestial لحظة محورية، لكنها البداية فقط. نحن ملتزمون بدفع الحدود، سواء من حيث الأشكال، المواد المستدامة، أو السرد المعنوي. مجموعاتنا المستقبلية ستواصل هذا التوازن بين الفن والأخلاق، لتقديم قطع لا تزين فقط، بل تُلهم أيضاً، كما نستكشف طرقاً جديدة للتواصل مع جمهورنا، سواء من خلال تجارب فعلية أو رواية قصص رقمية. إنها فترة مثيرة لدينا في Diamind. تابعي أيضاً: أحدث عروس.. نسقي مجوهراتكِ الراقية بطرق عصرية على طريقة أمينة خليل