logo
صواريخ يافا وغارة صنعاء.. تصعيد حوثي إسرائيلي ينذر بتوسيع رقعة المواجهة

صواريخ يافا وغارة صنعاء.. تصعيد حوثي إسرائيلي ينذر بتوسيع رقعة المواجهة

شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً خطيراً في جبهة المواجهة غير المباشرة بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران وإسرائيل، مع إعلان الحوثيين عن تنفيذ هجوم صاروخي باليستي استهدف مدينة يافا وسط الأراضي الإسرائيلية، وذلك بالتنسيق المباشر مع العمليات الإيرانية الأخيرة ضد إسرائيل.
المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أكد أن هذه الضربة جاءت رداً على ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن العملية استهدفت "مواقع حساسة"، في إشارة إلى طبيعة الأهداف ذات الطابع العسكري أو الأمني، ما يعكس تصعيداً في نوعية الأهداف التي باتت الجماعة تستهدفها خارج حدود اليمن.
وجاء هذا التطور عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، حيث حاولت إسرائيل اغتيال شخصية عسكرية بارزة في صفوف الحوثيين، وهو اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان العامة في حكومة الجماعة غير المعترف بها دولياً، ورغم التزام جماعة الحوثي الصمت حيال نتائج الغارة، فقد أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارات استهدفت غرفة عمليات مشتركة للحوثيين والإيرانيين في صنعاء، في خطوة توحي بمدى تعقيد وتعاظم التنسيق العسكري بين الطرفين.
الغموض لا يزال يحيط بمصير الغماري، إلا أن الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها الجماعة في منطقة حدة بصنعاء عقب الغارات، وإغلاقها للطرق المؤدية إلى موقع الهجوم، تشير إلى أن الغارة الإسرائيلية ربما أصابت هدفاً بالغ الأهمية.
الغماري يُعد من أبرز القادة العسكريين في الجماعة، ومن الشخصيات التي تلقت تدريباً عقائدياً وعسكرياً في لبنان على يد حزب الله، وفي إيران على يد الحرس الثوري، وهو أيضاً مسؤول رئيسي عن الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر، وضد الأراضي الإسرائيلية منذ نهاية 2023، الأمر الذي جعله هدفاً متكرراً للتحالف العربي سابقاً والآن لإسرائيل.
محمد الغماري ليس مجرد قائد ميداني، بل شخصية محورية في البنية العسكرية العقائدية للحوثيين، وهو من القلائل الذين شاركوا في كل مراحل تطور الجماعة منذ أحداث صعدة وسقوط صنعاء، وصولاً إلى التمدد الحوثي في الجبهات الإقليمية، إدراجه من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة على قوائم العقوبات كـ"تهديد للسلم والاستقرار في اليمن والمنطقة" يعكس إدراكاً دولياً لحجم الدور الذي يلعبه الغماري في تنسيق الجهود العسكرية المتصلة بإيران.
ويأتي هذا التطور في وقت تتسارع فيه وتيرة التصعيد الإقليمي، وتتمدد جغرافيا الحرب الإسرائيلية – الإيرانية إلى جبهات جديدة، من بينها اليمن، التي تحولت إلى منصة إطلاق باليستي ومسير نحو العمق الإسرائيلي، تحت شعار "نصرة غزة"، ومع تجاوز عدد الهجمات الحوثية على السفن والهدف الإسرائيلي حاجز المئة منذ أكتوبر 2023، تؤكد الوقائع أن صنعاء باتت جزءاً من معادلة الردع الإقليمية، التي لم تعد تقتصر على حزب الله في الشمال، أو الميليشيات في العراق وسوريا، بل تمتد جنوباً إلى اليمن.
ويرى مراقبون أن استهداف يافا، المدينة الواقعة في قلب إسرائيل، يمثل تطوراً نوعياً وخطيراً في أسلوب الحوثيين، ويكشف عن قدرات باليستية متزايدة يجري توظيفها خارج إطار المواجهة في اليمن، بما يخدم الأجندة الإيرانية الأشمل، أما نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية لصورة تضم كبار قادة الحوثيين، وعلى رأسهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي ومحمد الغماري نفسه، فهو بحسب المراقبين بمثابة رسالة تحذير مباشرة، وربما تمهيد لحملة تصفية مركزة تطال القادة البارزين في الجماعة ضمن بنك أهداف إسرائيلي متكامل.
وفي خضم هذا التصعيد، تشير التقديرات إلى أن استهداف محمد الغماري، سواء نجحت المحاولة أو لا، يحمل في طياته إشارة إلى تغير قواعد الاشتباك الإسرائيلية، وامتداد الحرب إلى العمق القيادي للجماعة اليمنية، تماماً كما فعلت إسرائيل سابقاً في الضاحية الجنوبية أو في مطار دمشق.
أما تنسيق الضربات الحوثية مع إيران، فهو يسلط الضوء على تصاعد مستوى التنسيق العملياتي بين "وكلاء طهران"، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة المتعددة الساحات.
وفي المحصلة، تبدو المنطقة أمام تصعيد مفتوح قد يجر مزيداً من الاستهدافات المتبادلة، فيما يُجمع مراقبون على أن ما جرى خلال الساعات الماضية ليس مجرد رد تكتيكي، بل يمثل تحولاً استراتيجياً في كيفية إدارة الصراع بين محور إيران وإسرائيل، فالضربة على يافا ومحاولة اغتيال الغماري ليستا سوى فصل جديد في حرب إقليمية غير معلنة، تُكتب تفاصيلها بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وتُقرأ إشاراتها في صور تُنشر عمداً كرسائل ما قبل العاصفة.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد التحذير الامني.. السفارة الأمريكية لشفق نيوز: مستمرون بعملنا في بغداد وأربيل
بعد التحذير الامني.. السفارة الأمريكية لشفق نيوز: مستمرون بعملنا في بغداد وأربيل

شفق نيوز

timeمنذ 40 دقائق

  • شفق نيوز

بعد التحذير الامني.. السفارة الأمريكية لشفق نيوز: مستمرون بعملنا في بغداد وأربيل

شفق نيوز/ اكدت السفارة الأمريكية في العراق، يوم الأحد، استمرار اعمالها ببغداد والقنصلية في اربيل، وذلك بعد التحذير الذي أطلقته بشأن وجود مخاطر تعرضها لهجمات. وقال متحدث باسم السفارة، لوكالة شفق نيوز، إنه "في 11 حزيران/ يونيو، ومن باب الحرص الشديد، أمر وزير الخارجية الأمريكية روبيو بسحب الموظفين الحكوميين غير الطارئين من سفارة الولايات المتحدة في بغداد والقنصلية العامة في أربيل". وأضاف "لا يوجد أولوية أعلى لدى الوزارة من ضمان سلامة وأمن المواطنين الأمريكيين داخل البلاد وخارجها، وكذلك أفراد البعثة". وبين "تؤكد الولايات المتحدة مجددًا التزامها الراسخ بالشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد مع العراق، وستظل سفارة الولايات المتحدة في بغداد والقنصلية العامة في أربيل مفتوحة وتواصل عملها لتعزيز هذه العلاقة". وتابع "نحن ملتزمون بقوة بمواصلة تعزيز أولوياتنا السياسية في العراق، ودعم سيادة العراق، والحوار مع القادة العراقيين والشعب العراقي". وأصدرت السفارة الأمريكية لدى بغداد، في وقت سابق من اليوم الأحد، تنبيهاً أمنياً حذّرت فيه المواطنين الأمريكيين من تزايد احتمالات وقوع أعمال عنف أو هجمات ضد مصالحها في العراق. ودعت السفارة، في بيان اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، جميع المواطنين الأمريكيين الموجودين في العراق إلى تجنّب الأماكن التي يرتادها الأجانب، إضافة إلى تجنّب التجمعات والحشود الكبيرة. وأكدت السفارة، أنها ستواصل متابعة الوضع الأمني عن كثب وتقديم التحديثات اللازمة حال توافر أي مستجدات، في وقت لا تزال فيه وزارة الخارجية الأمريكية تبقي على تحذير السفر إلى العراق عند المستوى الرابع "ممنوع السفر". وفي وقت سابق من اليوم، هددت كتائب حزب الله في العراق، باستهداف المصالح والقواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة في حال تدخلت واشنطن عسكرياً في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، فيما وجهت رسالة إلى الحكومة العراقية والإطار التنسيقي.

السوداني: لا تسامح مع مثيري الفتن
السوداني: لا تسامح مع مثيري الفتن

شفق نيوز

timeمنذ 40 دقائق

  • شفق نيوز

السوداني: لا تسامح مع مثيري الفتن

شفق نيوز/ ترأس رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، يوم الأحد، اجتماعاً استثنائياً للمجلس الوزاري للأمن الوطني، لبحث الأوضاع والملفات الأمنية والعسكرية في العراق والمنطقة. وأكد المجلس، بحسب بيان ورد لوكالة شفق نيوز، تضامن العراق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي "تتعرض لعدوان صهيوني سافر، يهدف الى توسعة الصراع وزعزعة الأمن الاقليمي والدولي"، مجدداً استعداد العراق لتقديم كل أنواع المساعدة الممكنة للشعب الإيراني لمعالجة آثار العدوان. وأشار السوداني، خلال الاجتماع، إلى "ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن في العراق"، مشيراً الى سابق توجيهاته لوزارة الخارجية "بالعمل على ما يلزم في الهيئات الدولية والأممية لحفظ السيادة العراقية، ورفض التجاوزات التي ارتكبها الكيان الصهيوني". كما جدد توجيهاته ببذل أقصى الجهود لتسهيل نقل العراقيين العالقين في دول المنطقة، وإعادتهم الى أرض الوطن، بمن فيهم الموجودون في ايران. وأضاف البيان، أن "الاجتماع شهد استعراض عدد من الملفات ذات الصلة، وكل ما يتعلق بتطورات الأزمة التي تشهدها المنطقة". وفي هذا الصدد أكد السوداني، بحسب البيان، "قدرة أجهزة الدولة على استدامة الاستقرار الداخلي، وامكانيتها المهنية العالية في مواجهة مختلف التحديات". وشدد المجلس، خلال الاجتماع على "الملاحقة القانونية لمثيري الفتن، وكل من يعمل على نشر الأكاذيب، ممن يستغلون الأوضاع في المنطقة، بهدف الإساءة الى الاستقرار في عموم البلاد".

"انتهاك صارخ" ودعوة لـ"خطوات فورية".. بيان غاضب من بافل طالباني بسبب إيران
"انتهاك صارخ" ودعوة لـ"خطوات فورية".. بيان غاضب من بافل طالباني بسبب إيران

شفق نيوز

timeمنذ 40 دقائق

  • شفق نيوز

"انتهاك صارخ" ودعوة لـ"خطوات فورية".. بيان غاضب من بافل طالباني بسبب إيران

شفق نيوز/ أدان رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل جلال طالباني، يوم الأحد، الهجمات ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لمنع تصعيد أكثر للوضع. وذكر بيان لمكتب رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني ورد لوكالة شفق نيوز، "ندين الهجمات التي طالت الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي أدت إلى ازدياد التوتر في الشرق الأوسط كما أنها انتهاك صارخ للسيادة العراقية في الوقت نفسه". وأكد البيان، أن "هذه الأعمال تزعزع أسس القوانين والأعراف الدولية وستؤدي إلى زيادة المخاطر على الوضع الحساس الذي تشهده المنطقة". وأشار إلى أن "ما يجري الآن ليس عملًا غير مسؤول فحسب، بل هو استهداف مقصود وتعطيل للمبادرات الدبلوماسية التي بدأها الرئيس دونالد ترامب". وأوضح، أن "مساعي إدارة الرئيس دونالد ترامب لشرق أوسط متوازن ومستقر عبر الحوار أدت إلى وضع حجر الأساس للسير قدماً نحو المستقبل، ولكن هذه التصرفات تعد استهدافاً مباشراً لتلك المساعي". وقدم مكتب رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني في بيانه "تعازينا لذوي الذين لقوا مصرعهم خلال تلك الهجمات ولا سيما المدنيين الذين يعانون من الآم صعبة وقاسية". ودعا المكتب، المجتمع الدولي إلى "اتخاذ خطوات فورية لمنع تصعيد أكثر للوضع. إن شعوب الشرق الأوسط بحاجة لسلام دائم، الأمر الذي يتحقق فقط عن طريق الحوار". كما وشدد "على أمن واستقرار إقليم كوردستان وبقائه في سلام. سنبذل قصارى جهدنا لتأمين حماية شعبنا والاستقرار الذي كابدنا من أجله بجد حتى في الأوقات التي حاصرتنا فيها التوترات". وتصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران بشكل حاد منذ 13 حزيران/ يونيو 2025، عندما شنت إسرائيل هجوماً صاروخياً مباغتاً استهدف مواقع داخل الأراضي الإيرانية، وردت طهران في الليلة ذاتها بسلسلة هجمات صاروخية كثيفة طالت أهدافاً عسكرية ومنشآت داخل إسرائيل. وتسببت هذه الهجمات المتبادلة في خسائر بشرية بالعشرات وأضرار مادية جسيمة في كلا الجانبين، ما أثار قلقاً دولياً وإقليمياً واسعاً، وسط تحذيرات من انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع تهدد أمن المنطقة واستقرارها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store