
"كابتن أميركا" في عصر جديد: صورة نقيضة لزمن ترامب
يشكّل الجزء الجديد من سلسلة أفلام "كابتن أميركا" الذي يبدأ عرضه في مختلف أنحاء العالم هذا الأسبوع نقيضاً لصورة الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، إذ أن طاقم عمله يتسم بالتنوع، والفكرة التي يتمحور عليها هي الوحدة والحاجة إلى الديبلوماسية.
وما لبثت أوساط المحافظين في الولايات المتحدة أن وجهت اتهامات بعدم الوطنية إلى فيلم "كابتن أميركا: برايف نيو وورلد" (Captain America: Brave New World) الذي كُتِب وصُوِّر قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ويعود ذلك إلى تصريحات للممثل أنتوني ماكي الذي حلّ بدلاً من كريس إيفانز في دور الشخصية التي كانت وراء نجاح فريق "أفنجرز" للأبطال الخارقين من "مارفل". وقد اعتبر ماكي أن المهم في شخصية "كابتن أميركا" ليس أميركا بقدر ما هو مجموعة القيم التي يحملها. فهو، على قوله، "رجل يحافظ على كلمته، ويتمتع بالشرف والكرامة والنزاهة، وهو شخص جدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه".
في "كابتن أميركا: برايف نيو وورلد"، يطير أنتوني ماكي ويقاتل ويقذف درعه الشهيرة في سعيه لتحقيق السلام العالمي إلى جانب الرئيس ثاديوس روس الذي يؤدي دوره هاريسون فورد.
ويحاول الرئيس ثاديوس روس التفاوض على معاهدة دولية مع حلفاء الولايات المتحدة لتقاسم معدن ثمين جديد اكتُشِف على جزيرة في المحيط الهندي، ولكنه يضطر إلى مواجهة عصابة من المجرمين الدوليين.
وقال فورد في لندن عن بداياته في سن الثامنة والثمانين في عالم أبطال "مارفل" الخارقين: "إنه نوع جديد وجمهور جديد بالنسبة لي وكانت التجربة ممتعة!".
"الالتزام الأخلاقي"
يضم "كابتن أميركا: برايف نيو وورلد" الذي تولى إخراجه النيجيري جوليوس أونا ممثلين سودا في أدوار بارزة، من بينهم أنتوني ماكي، أول أميركي من أصل أفريقي يرتدي زي "كابتن أميركا" في فيلم، وداني راميريز في دور المساعد اللاتيني للبطل الخارق، ويواكين توريس والممثلة الإسرائيلية شيرا هاس.
وقال المخرج لمجلة "فانيتي فير" إن الرسالة الرئيسية للفيلم هي جمع الناس. وأصرّ على إدراج حوار في نهاية الفيلم يقول فيه "كابتن أميركا" لثاديوس روس: "إذا لم يتمكن بعضنا من رؤية الجانب الجيد لدى البعض الآخر، فسنكون قد خسرنا المعركة بالفعل".
وأضاف "أعتقد أن هذا يتعلق بالالتزام الأخلاقي الذي يقع على عاتقنا جميعاً، بعضنا تجاه بعض، في مجتمع مفتوح، حتى لو رأينا الأمور بشكل مختلف"، كما أوضح.
وهذه الروحية وفية إلى حدّ ما للشرائط المصورة الأصلية التي صدرت أساساً ردّاً على الفاشية الأوروبية وانعزالية الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.
لكنها على نقيض مع سياسة الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب الذي شنّ منذ توليه منصبه "حرباً ضدّ ثقافة ووك" - أي "اليقظة حيال الإساءات العنصرية والتمييز" - من خلال إلغاء برامج التنوع الفدرالية، وانسحاب الولايات المتحدة من المعاهدات الدولية، وتهديد حلفاء بلاده.
وبعيداً من المجتمع الأميركي المنقسم، تراهن "مارفل" بشكل كبير على طرح فيلم "كابتن أميركا"، بعد سلسلة من النتائج الضعيفة التي حققتها أفلام الأبطال الخارقين على شباك التذاكر، ومنها "ذي مارفلز" (The Marvels) عام 2023.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 20 ساعات
- المدن
"التلفزيون العربي" يحصد 17 تتويجاً في جوائز "تيلي" العالمية
حصدت شبكة "التلفزيون العربي" 17 تتويجاً ضمن جوائز "تيلي" العالمية، توزعت بين 6 ذهبيات و7 فضيات و4 برونزيات، إلى جانب جائزة "اختيار الجمهور". وجاءت التتويجات تكريماً للإنتاجات الإبداعية لـ"التلفزيون العربي" في مجالات تقنية وفنية تشمل الوثائقيات والبرومو والواقع الافتراضي والغرافيكس ثلاثي الأبعاد، إضافة إلى التميز في صناعة المحتوى الموجه للعرض عبر مختلف المنصات الفضائية والرقمية. وتعد جوائز "تيلي" من أبرز الجوائز العالمية التي تكرم التميز في الإنتاج التلفزيوني والرقمي، حيث استقطبت في دورتها الحالية أكثر من 12 ألف مشاركة، ما يعكس التنافس القوي بين المؤسسات الإعلامية وشركات الإنتاج من مختلف أنحاء العالم. وتمكنت التغطية الخاصة للحرب في غزة من حصد عدد من الجوائز في عدة فروع، تصدرها قسم الوثائقيات، حيث حاز وثائقي "غزة.. طفولة مسلوبة" على جائزتين، هما جائزة الجمهور الذهبية، والجائزة البرونزية في مجال الوثائقيات. ويروي العمل ثلاث قصص من بين آلاف القصص لأطفال غزة الذين يعيشون فظائع الحرب المستمرة في القطاع الذي أشعلها هجوم حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، للإجابة على سؤال: "كيف هي الحرب في عيون صغار غزة؟". كذلك، حصل فيلم "داخل عقل ترامب" من سلسلة "كواليس" على الجائزة الذهبية في فرع أفضل وثائقي. وينطلق العمل من تتبع سنوات نشأة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصعوده في عالم الأعمال والترفيه وصولاً إلى قراره بالترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية، ويسلط الضوء على عقلية ترامب التي أدار فيها البيت الأبيض، وكواليس أبرز القرارات التي رسمت سنوات حكمه العاصفة والتي انتهت بتحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول. كما نالت السلسلة الوثائقية "أميركا خارج الصندوق" الجائزة الفضية في مجال السلسلة المحدودة. وفيها قاد الفنان الكوميدي والأكاديمي الفلسطيني الأميركي عامر زهر، الجمهور العربي في رحلة عبر الولايات المتحدة، مستعرضاً الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية، بأسلوب جامع بين الفكر والفكاهة. وكان البرنامج جزءاً من تغطية "التلفزيون العربي" للانتخابات الأميركية، حيث قدمت السلسلة منظوراً نقدياً وقراءة تاريخية ممزوجة بالكوميديا عن الولايات المتحدة مع اقتراب واحدة من أكثر الانتخابات تأثيراً في تاريخها الحديث. وبعيداً عن الوثائقيات، تصدرت تتويجات قسم البرومو قائمة الجوائز التي حصدتها شبكة "التلفزيون العربي"، حيث توج بثلاث جوائز ذهبية، وثلاث جوائز فضية عن عدة حملات شملت برامج "سر في المتحف"، و"سينما... سينما"، و"سيداتي سادتي"، و"مقامات"، و"أهلا رمضان" المعروضة على قناة "العربي 2". كما حصل القسم الإبداعي على 6 جوائز في مجالات محتوى الواقع الافتراضي، والغرافيكس ثلاثي الأبعاد، والغرافيكس ثنائي الأبعاد، شملت جائزة ذهبية، و3 جوائز فضية، وجائزتين برونزيتين، من بينها حصول برنامج "ترسانة" الذي ينتجه قسم الديجيتال على جائزتين ذهبية وفضية نظير تميز محتواه تقنياً وفنياً في مجال الواقع الافتراضي. ويتيح برنامج "ترسانة" للمشاهد فهم تعقيدات الصناعة العسكرية ودورها عبر التاريخ، وكيف تصبح الحروب أكثر من مجرد قتال، بل رحلة عبر الزمن والتكنولوجيا والإبداع. ويضع المشاهد في قلب المعارك، عن طريق تقديم المعلومات بأحدث تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز. وتضاف إلى ذلك عمليات ما بعد الإنتاج المتقدمة، والتي تشمل دمج مؤثرات بصرية مصممة وفق أجود أنواع الغرافيكس ثلاثي الأبعاد.


النهار
منذ 3 أيام
- النهار
كيت ميدلتون تتألّق باللون الأصفر الزبدي في حفل الحديقة الملكي... إطلالة بألف رسالة! (صور)
في ظهور طال انتظاره، عادت كيت ميدلتون، أميرة ويلز، إلى الساحة الملكية بكل أناقتها ورقيها، من خلال مشاركتها في حفل الحديقة الملكي الذي أُقيم في قصر باكنغهام في 20 أيار/ مايو 2025. ويعدّ هذا الحدث أول مشاركة لها في هذه المناسبة منذ عام 2023، بعد فترة نقاهة أعقبت إعلانها عن إصابتها بالسرطان وخضوعها للعلاج. وقد حملت هذه العودة رسالة بالغة التأثير، جمعت بين الشجاعة والإصرار الذي لطالما ميّز حضور الأميرة كيت في الحياة العامة. اختارت كيت ميدلتون لهذه المناسبة فستاناً أنيقاً من تصميم البريطانية إميليا ويكستيد، بلون أصفر زبدي، وهو الفستان ذاته الذي ارتدته خلال احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية عام 2022. وقد عكس هذا اللون المشرق روح الأمل والدفء، كما جاء تكريماً غير مباشر لجلالة الملكة الراحلة التي كانت تختار الألوان الزاهية لتكون مرئية للجماهير في التجمعات الكبيرة. View this post on Instagram A post shared by Princess of Wales Closet | Magui (@princesswcloset) وأكملت الأميرة كيت إطلالتها بقبعة أنيقة مزينة بالورود من تصميم فيليب تريسي، إلى جانب حذاء كلاسيكي من جيانفيتو روسي بلون حيادي، وحقيبة يد أنيقة من علامة Forever New باللون نفسه. أما أبرز ما ميز إطلالتها، فكان ارتداءها أقراط زفافها من تصميم روبنسون بيلهام، التي تحمل دلالات عائلية وشخصية، إذ تتضمن تصميماً على شكل ورقة شجر وغصن بلوط، في إشارة إلى شعار عائلة ميدلتون، وإلى التاج الملكي (Cartier Halo) الذي اعتمدته يوم زفافها عام 2011. كيت ميدلتون بين رمزية الألوان واستمرارية التقليد جاء اختيار اللون الأصفر الزبدي الزاهي ليعكس التوجه المشرق والمتفائل، وفي الوقت نفسه، كان تحية راقية لروح الملكة إليزابيث الثانية، التي لطالما حرصت على ارتداء الألوان المضيئة لخلق رابط بصري مباشر مع الشعب. وتُمثل هذه الإطلالة خروجاً عن النمط الهادئ من الألوان الترابية الحيادية التي اعتادت كيت ميدلتون ارتداءها في إطلالاتها في الآونة الأخيرة، وخصوصاً أثناء فترة التعافي. فقد أرادت أن تعود بروح مشرقة، تعبّر عن عزمها واستعدادها مجدداً لخدمة التاج بكل رقيّ وتعاطف. لحظات مؤثرة: لقاءات تحمل بصمات إنسانية رافقت الأميرة كيت زوجها الأمير ويليام في الحفل، الذي شارك فيه أيضاً عدد من أفراد العائلة المالكة، بينهم الأميرة أوجيني، زارا تيندال، الأمير إدوارد وصوفي دوقة إدنبرة. وخلال الحفل، التقت كيت أسرة المصورة الراحلة ليز هاتون، التي توفيت بعد صراع مع السرطان، في لحظة عاطفية عكست عمق تعاطفها الإنساني مع المرضى وأسرهم. وجمعتها لحظة مؤثرة أيضاً بـستيفن فرانك، أحد الناجين من الهولوكوست، الذي سبق أن التقطت له صورة ضمن مشروع لتخليد ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية، بحيث تبادلا العناق في مشهد نادر من الدفء الإنساني وسط الأجواء الرسمية. لم تكن إطلالة الأميرة كيت مجرد مناسبة للأناقة، بل كانت عودة مفعمة بالدلالة والتأثير، أكدت من خلالها التزامها العميق مسؤولياتها الملكية، وقدرتها على الجمع بين الرسمية والإنسانية بأسلوبها الفريد. بهذه الإطلالة، أكدت أميرة ويلز من جديد مكانتها كرمز ملكي عصري، تتحلى بالثبات، الرقي، التعاطف والقدرة على تمثيل التاج البريطاني بأبهى صورة.

المدن
منذ 4 أيام
- المدن
كان رفيق سلاح عبدالناصر والسادات...أحمد مظهر السياسي
قلما تجد في تاريخ الفن المصري رجلاً بهذا التنوع والثراء، فقد تشعبت اهتمامات الممثل أحمد مظهر الذي رحل عن الحياة في الثامن من أيار 2002 بين الفن والأدب والرياضة والزراعة والسياسة على خلفية من أصوله العسكرية. بل كان بإمكانه أن يصبح – إذا أراد – أحد اللاعبين الكبار في المسرح السياسي في أعقاب ثورة 23 يوليو 1952. وإذا كان مشواره كممثل الذي بدأ بالصدفة حين شارك في فيلم "ظهور الإسلام" العام 1951 قد قاده لأن يكون أحد أبرز أسماء السينما العربية بما يقرب من مئة فيلم وعشرات الشخصيات الدرامية التي باتت من كلاسيكياتها، وإذا كانت صداقته الحميمة بالأديب نجيب محفوظ قد أدخلته عالم الأدب من الباب الكبير باعتباره صاحب الفضل في تكوين جماعة "الحرافيش" وهو الذي أطلق عليها هذا الاسم منذ أربعينيات القرن الماضي، وإذا كانت نشأته الرياضية الباكرة وجمعه بين الملاكمة والرماية والفروسية قد دفعت به إلى منصات التتويج ومشاركته في دورتي لندن 1948 وهلسنكي 1952 الأولمبيتين، فإن صفحة مهمة في حياته ظلت مجهولة أو شابها على الأقل كثير من الافتئات، فوقعت تفاصيلها بين التهوين تارة والتهويل أخرى، وأعني هنا دوره الخفي في الحياة السياسية بمصر في مرحلة شديدة الخصوصية والاضطراب من تاريخها المعاصر. التحق أحمد مظهر بالكلية الحربية العام 1936 في أعقاب توقيع مصر معاهدتها الشهيرة مع بريطانيا، فوجد في دفعته كلاً من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر وخالد محيي الدين وحسين الشافعي وعبد اللطيف البغدادي وزكريا محيي الدين، وكان يسبقه بدفعة أنور السادات، وبدفعتين الأديب يوسف السباعي، ولحق به الدكتور ثروت عكاشة، وهي الأسماء التي غيرت في ما بعد وجه الحياة السياسية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط. ثم رافق مظهر بعد التخرج كل من جمال عبد الناصر وأنور السادات حين تم توجيه الثلاثة إلى معسكرات الجيش في منقباد التابعة لمحافظة أسيوط في صعيد مصر. وحينما سألته عند بداية تعارفنا في تشرين الأول 1987 عن ذكرياته عن هذه المرحلة من حياته، قال إنه لاحظ اهتمامات عبد الناصر بالتكتيك العسكري والنظريات القتالية، فيما كان السادات معنياً بالأحزاب السياسية والعمل السفلي والكفاح ضد الاستعمار الإنكليزي، ما انعكس عليه هو الآخر. وأضاف أن السادات حينما انتقلا معًا إلى القاهرة، فيما ذهب ناصر إلى جبل الأولياء بالسودان، هو الذي عرّفه على الفريق عزيز المصري الذي لُقّب بـ"أبو الأحرار" والمعروف بميله إلى معسكر الألمان في الحرب العالمية الثانية من أجل تخليص مصر من الاحتلال البريطاني. ومنذئذ لم يفارق مظهر الفريق عزيز المصري حتى في مغامرته الخطرة بمقابلة القائد روميل على متن طائرة عند قدومه بجيش المحور إلى الصحراء الغربية بمصر قبيل وقوع معركة العلمين الشهيرة التي قلبت موازين القوى في الشمال الأفريقي لمصلحة دول الحلفاء في أتون الحرب العالمية الثانية. وبحسب ما قاله لي أحمد مظهر ونشرته في حينه، أنه كان المؤسس للتنظيم الأول للضباط الأحرار الذي كان عزيز المصري أباه الروحي، وكان التنظيم يجتمع في شقته في شارع الحلمية في مصر الجديدة قبل أن يعلم البوليس السياسي باجتماعات التنظيم، ويصدر القرار بمهاجمة الشقة والقبض على أفراده باعتباره تنظيماً شيوعياً. فقرر الرجل، إثر هذه الواقعة، حلّ التنظيم قبل أن يعيد عبد الناصر تشكيله العام 1949 عقب عودته من حصار الفلوجة بفلسطين إبان النكبة الكبرى العام 1948، فانضم إليه أحمد مظهر أيضاً باعتباره ضابطا في سلاح الفرسان بعد مشاركته في حرب 1948 متطوعاً، رغم معارضة الملك فاروق اشتراك سلاح الفرسان في الحرب باعتباره قوة الجيش التي تؤمن عرشه بالقاهرة. ولم تنقطع علاقة مظهر بالرياضة في تلك الفترة، فقد حقق نتائج باهرة في الفروسية أهّلته لعضوية الفريق المصري المشارك في دورتي لندن وهلسنكي الأولبيتين، من من دون أن يتخلف عن اجتماعات الضباط الأحرار الذين كانوا يجهزون لحركتهم الثورية. وفي مقال له نشرته صحيفة الأهرام القاهرية عقب وفاة أحمد مظهر العام 2002، كشف صديقه نجيب محفوظ عن دور خفي قام به مظهر في تلك الفترة الحرجة، فذكَر أن مظهر كان الوسيط بين الضباط الأحرار وحزب الوفد، حين سلّم صهره محمد صلاح الدين باشا وزير الخارجية المصري والقطب الوفدي البارز، رسالة من عبد الناصر إلى النحاس باشا رئيس الوفد ورئيس الوزراء، يخبره فيها بنيّة الأحرار الانقلاب على الملك، طالباً الدعم والتنسيق مع التنظيم. غير أن النحاس رفض الانقلاب على الدستور وسيطرة الجيش على السلطة، لكنه حفظ للأحرار سرّهم. وأضاف محفوظ أن النحاس، ووزير داخليته فؤاد سراج الدين، كانا على علم بتحركات الضباط الأحرار، لكنهما – ما معناه – غضا الطرف عنها حسبما أبلغه صديقه الحرفوش الأكبر أحمد مظهر. وفي صيف 1952، ذهب مظهر إلى عبد الناصر ليبلغه أنه يستعد للسفر إلى فنلندا للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، مستفسراً عن موعد القيام بالثورة، فأبلغه ناصر بأنه لم يحدّد الموعد بدقة ونصحه بالبقاء في القاهرة. لكن كثرة تأجيلات موعد القيام بحركة الضباط الأحرار دفعت قائد مدرسة الفرسان إلى عدم الاستماع لنصيحة ناصر والسفر إلى أوروبا، غير أن تسرّب أخبار التنظيم إلى القصر الملكي وفوز اللواء محمد نجيب في انتخابات نادي ضباط الزمالك على حساب رجال الملك، دفعا عبد الناصر للتعجيل. وحينما قامت الثورة بالفعل، فجر 23 يوليو، كان أحمد مظهر قد وصل إلى باريس في طريقه إلى فلندا، ولم يكن في الإمكان العودة إلى القاهرة، فأكمل طريقه مع البعثة المصرية إلى هناك. وقال لي مظهر قبل أسبوعين من وفاته، وبينما كنت أحرّر كتاب تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي 2002، أنه لم يشأ بعد عودته من الدورة الأولمبية التقرب من زملائه الأحرار، خشية أن يتصور بعضهم أنه يبحث عن منصب رفيع. لكن عبد الناصر احتفظ له بمكانه كقائد لكلية الفرسان وأحد قادة سلاح الفروسية، وأضاف أن علاقته في تلك الفترة اقتصرت على الفارسين يوسف السباعي وثروت عكاشة باعتبارهما رفيقي سلاح الفروسية. وحكى مظهر أن عبد الحكيم عامر وقف في طريقه بشدة حينما قرر قبول دعوة يوسف السياعي للمشاركة في التمثيل في فيلم "رد قلبي" الذي يحكي قصة ثورة يوليو، اعتقاداً منه بأن في ذلك إهانة للزي العسكري الذي يرتديه مظهر. ولم يتحول إلى الحياة المدنية إلا حينما أحاله عامر إلى التقاعد العام 1956 عقاباً له، فاختاره السباعي مساعداً له في المجلس الأعلى للفنون والآداب، ليبدأ الرجل منذ ذلك اليوم مشواره الطويل في عالم التمثيل، ولم يقترب قط من رفقاء السلاح، لا سيما عبد الناصر والسادات، لكنه عند وفاة ناصر في أيلول 1970، حرص على اصطحاب ابنه شهاب إلى بيت الرئيس الراحل في صباح اليوم التالي لتسجيل كلمته في سجل العزاء. أما السادات، فقد اختاره ليمثل شخصيته في أكثر من عمل إذاعي تناول حياة الرئيس، لا سيما بعد انتصارات أكتوبر 1973.