عبدالهادي راجي المجالي يكتب: انقلاب الموروث
بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
.. في العالم العربي، حين تسمع كلمة مخابرات، تصاب بالخوف.. فتاريخ مؤسسات أمنية عربية ارتبط بالدم والرعب والخراب.
الأردن هو البلد الوحيد ربما في العالم الذي تحولت فيه كلمة مخابرات، إلى قصيدة أو حالة من الإلهام والفخر، هو البلد الوحيد الذي تحولت فيه هذه الكلمة إلى ملحمة وطنية وأغنية.
سؤالي الآن.. هو: هل تعرف الخلايا الإرهابية ما فعلت؟
الذي فعلته أن الألوف من شباب البلد، سيتقدمون بطلبات للالتحاق بجهاز المخابرات، ليس طمعا في الوظيفة ولكن حبا في الملك والبلد.. الذي فعلوه هو أنهم جعلوا ملايين الأمهات في الأردن، يرفعن الأكف مع صلاة الفجر والدعاء للضباط وللقادة والأفراد.
الذي فعلوه هو أنهم غيروا في الذهنية العربية تماما، غيروا في الموروث السياسي والإجتماعي، فجهاز المخابرات الأردني صار هو وحدة القياس للخلق الوطني الرفيع وللانتماء..
الذي فعلوه أنهم جعلوا مئات الشباب لابل الألوف في الجامعة الأردنية يحتشدون يوم أمس أمام رئاستها، وينتجون الأغاني والهتافات للمخابرات... هل شاهدت مسيرة في العالم العربي تهتف لجهاز أمن بشكل عفوي غير الأردن.
الذي فعلوه هو أن ضباط الدائرة حين يدخلون إلى جاهة لأحد أبناء العمومة أو يحضرون عزاء، سيتهافت عليهم الصبية، سيتلقون ألف قبلة وألف احتضان.. سيكونون النموذج والقدوة، كان طموح الآباء في الأردن أن يكون الابن مهندسا أو طبيبا الآن صار طموح الاباء أن يكون الابن ضابطا في المخابرات.
في العالم العربي، يراقبون هذا المشهد الآن ويراقبون الالتفاف الشعبي حول جهاز المخابرات، ربما سيكون هذا النموذج مدرسة لهم سيحاولون تطبيقه، وربما حين يدرس العمل الاستخباري في المعاهد العسكرية العالمية والعربية، سيقدم جهاز المخابرات الأردني ليس كجهاز أمني فقط، بل كجهاز استطاع أن يؤسس شعبية حقيقية له، واستطاع أن يعزز ثقة الناس بالدولة، وأن يكون صورة للوطنية الصادقة.
ما حدث هو انقلاب أنتجته دائرة المخابرات الأردنية في الذهنية والموروث العربي تماما، انقلاب أسس لمرحلة جديدة في العمل الأمني، والمهم أن أحدا لم يطلب من الناس أو يدفعهم أو يملي عليهم الأوامر، هم من تلقاء أنفسهم فعلوا ذلك..
Abdelhadi18@yahoo.com
الراي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ 2 أيام
- وطنا نيوز
عبدالهادي راجي المجالي يكتب: عاطف الطراونة سلامات
بقلم عبدالهادي راجي المجالي .. يقاتل الان عاطف الطراونة المرض ، وهي ليست المعركة الأولى في حياته …وسينتصر حتما ، حين كان يتحدث كان يذكرني بلهجة جدتي التي رحلت قبل (30) عاما ، عاطف هو الذي امتلك المال والسلطة ، لكن رصيده الأكبر كان في الهوية الكركية ، بالرغم من كل ما مر عليه ظل مثل الكرك يغير ولا يتغير …كأن وجهه في لحظة يشبه الغروب على السفح الجنوبي لقلعتها ، ولا أكذب إن قلت أنه في الحياة السياسية كان جبلا ، وفي ذات الوقت كانت نسمة سكرى لعذوبتها تجرح الخد . ورث من والده شركة ، وطورها مع إخوته …بمعنى : أنه جاء للنيابة ولرئاسة مجلس النواب بقوى الدفع الذاتي ، لا سفارات أعجبت به ، ولا مؤسسات (أن جي أوز) دعمته ، ولا علاقات نسب ومصاهرة دفعته ، هكذا صعد تحديا للطبيعة …يشبه تماما ، تلك النباتات العطرية التي تصعد في الربيع فوق التراب الكركي ، تصعد هكذا من دون زراعة ولا تقليم ولابذار تنثر بعكس الريح ، وتطوف العجائز الهضبات باحثة عنها ، وتعتبرها علاج كل أمراض العمر ، بما فيها داء الحب ..نحن أيضا نعالج جروح العاشق بالميرمية ، فالنباتات في الكرك هي الأخرى تروى بالعشق ..ولولا العشق ما نبت شجرة هناك . أنا أحب تلك النماذج ، التي تصعد للذرى بقوى الدفع الذاتي ، ولا تغير أو تبدل جلدها ، لا تنقل البندقية من كتف لكتف ، ومظلتها في الحياة الوطن فقط ، لا تستظل بتنظيم ولا بارتباط خارجي ، حتى حين تغضب يكون في غضبها نكهة حنان …وعاطف في حياته لم ينتج خصومة دائمة ، بل أنتج ودا ومحبة دائمة . ( أبا الليث) ..ستنتصر على مرضك أنا أعرف ذلك ، وحين تعود للدار القديمة في الكرك ستأتيك عجوز من (الطراونة) وستقرأ على رأسك المعوذات وتهمس في أذنك قائلة : إن المرض هو نتيجة لعيون الحساد شاهدوك ولم يقولوا (ما شاء الله) ، استمع لها ودعها تقرأ فصوتها أحن من صوت قطرات المطر على أرض تيبست بعد أن نسيها الشتاء ولم يمر ، وصدقني يا ابن العم أن عيونهن وأدعيتهن أفضل من كل علاجات الدنيا ، فنحن ورثة مؤتة … ورثة السيف والدم والصرخات المؤمنة ، وترابنا يحتضن جعفر الطيار ، أي عزة ومهابة تلك التي منحها الله للكرك ، حين وقع الكبرياء قرارا مفاده : أن يكون تراب الكرك مستقرا أخيرا لجسد جعفر. ستعود عاطف الذي يقف على المنسف ، ولحظة أن ينهي طعامه يشعل سيجارته ..وستعود عاطف ( أبو عين حمرا ) …ستعود ذاك الفتى ، الذي جرحته العاديات ولكنه أفاق من نزفه ….ووقف على تلة في الكرك ، وأنشب أظافره في المدى …وقال للريح : أنا ابن هذا التراب . سلامتك ( أبو الليث)


أخبارنا
منذ 4 أيام
- أخبارنا
مجلس محافظة عجلون يكرم الزميل فريحات بمناسبة فوزه بعضوية مجلس نقابة الصحفيين
أخبارنا : كرم رئيس مجلس محافظة عجلون عمر المومني وعدد من اعضاء مجلس المحافظة الزميل الصحفي علي فريحات بمناسبة تجديد الثقة وفوزه بعضوية مجلس نقابة الصحفيين الاردنيين للمرة الخامسة على التوالي بحضور رئيس لجنة السياحة والاثار النيابية النائب وصفي حداد . واكد المومني ان التكريم يأتي تعبيرا عن الاعتزاز والفخر بالجهود التي يبذلها الصحفي فريحات وفوزه الذي لم ياتِ من فراغ بل جاء نتيجة الخبرات والكفاءات التي يتمتع بها في مجال العمل الصحفي والنقابي على مدار سنوات طويلة . واشار ان التكريم جاء ايضا تقديرا لادائه الاعلامي والنقابي على مستوى الوطن وتغطيته للهموم والقضايا والمشاكل والانجازات لمحافظتي جرش وعجلون وفعاليات وانشطة وبرامج مجلس المحافظة من خلال عمله مشرفا لمكتبي وكالة الانباء الاردنية بترا ومديرا لمكتبي الراي في محافظتي جرش وعجلون وابراز دورها الخدمي والتنموي . واضاف :اننا عندما نكرّم شخصية صحفية امثال الصحفي فريحات فإننا نحتفي بجهدها وتفانيها في نقل الحقيقة وإثراء الوعي العام وهو مثالًا يُحتذى في المهنية والالتزام، حيث أسهمت جهوده في تشكيل الرأي العام وإيصال صوت الناس بموضوعية وصدق. واشار :ونحن نجتمع لتكريمه، فإننا لا نحتفل فقط بإنجازاته، بل نعبّر عن امتناننا العميق لتأثيره الإيجابي في المجتمع. لقد كان دائمًا نموذجًا يُلهم زملاءه ويترك بصمةً لا تُنسى في مجال الإعلام، وهذا التكريم هو عربون تقدير لمسيرته الحافلة بالعطاء. لذلك فاننا نعبّر عن احترامنا وتقديرنا لشخصيته التي تستحق الثناء والتقدير، ونؤكد أن اسهاماته وتفانيه ستظل حاضره في قلوبنا وأفكارنا. وقدم عدد من الحضور تهانيهم ومباركتهم بفوز الصحفي فريحات داعين الله له التوفيق لمواصلة مسيرة العمل والانجاز الصحفي والمهني لخدمة الوطن والمصلحة العامة في ظل الراية الهاشمية المظفرة . بدوره ثمن فريحات هذا التكريم الذي يعتبره وسام شرف على صدره وحافز لبذل المزيد من الجهود لخدمة العمل الصحفي والاعلامي والنقابي والتنمية . وسلم رئيس مجلس المحافظة المومني خلال الحفل التكريمي الذي حضره عدد من اعضاء مجلس المحافظة ومبادرة لجنة تنسيق العمل التطوعي والاجتماعي في محافظة عجلون الدرع التكريمي للزميل فريحات . مواضيع قد تهمك

سرايا الإخبارية
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سرايا الإخبارية
عبد الهادي راجي المجالي يكتب: من هو الأردني .. ؟؟
بقلم : ... من هو الأردني؟ بحسب التعريف القانوني البسيط: هو كل من يحمل رقما وطنيا، ويؤدي واجباته ويلتزم بالدستور وبالقانون، ويحصل على حقوقه كاملة... بحسب القانون والدستور، أنا وزياد المناصير مثلا نمتلك ذات الحقوق وذات الواجبات وذات الهوية، ولكن زياد أمضى (30) عاما وأكثر من عمره في الاغتراب وحين عاد قام بضخ مئات الملايين في الاقتصاد الوطني، لم يفتتح حزبا سياسيا ولم يتظاهر أمام الكالوتي، ولم يحصل على مقعد في مجلس النواب ويشبعنا خطابات رنانة،.. هو جاء للبلد وقام بتشغيل (4000) أردني في مؤسساته، ولم يستقطب الإعلام ولا يحب الظهور على الفضائيات، ببساطة كل ما أحضره من عمله في الخارج قام بضخه في البلد.. أيهما أكثر أردنية أنا؟ أم الذي فتح (4000) آلاف منزل وأطعم أهلها، دون منة أو تحميل (جميلة). صبيح المصري بذات السوية، بنى الاقتصاد الخاص، امتلك بنوكا، حول العقبة لوجهة استثمارية، وظف الآلاف من أولاد البلد، أعطى للدولة عشرات الملايين من الضرائب والتبرعات، أقام مؤسسات ثقافية... لم يظهر على محطة وطنية نهائيا، بل قام بأخطر ما قام به الاقتصادي وهو (أردنة) مؤسسات كانت ستذهب للخارج، صبيح أسس هوية لرأس المال... كان بإمكانه أن يؤسس أكبر الأحزاب في البلد، كان بإمكانه أن يبني أكبر فضائية في الأردن، كان بإمكانه أيضا.. أن يحضر كل محطات البث العربية والعالمية لكي تتحدث عنه، ولو أنه طلب من أحد أكبر الكتاب العرب أن ينتج فيلما عنه، فلن يقوم أحد بلومه.. لكنه اكتفى بالحياة الهادئة والصمت، وعاش زاهدا راضيا.. أيهما أكثر أردنية أنا أم صبيح المصري؟صبيح المصري وزياد المناصير، أنتجا للهوية والمواطنة وللبلد. الأردني هو الذي يعطي للبلد ولا ينتظر شكرا ولا واجبا، والسؤال هل أنا بتعريف الأردني أصل إلى مستوى ما قدم زياد وصبيح؟... الأردني هو من يقدم للبلد، والأردني هو الذي لا يطلب منَّة من أحد حين يقدم.. والأردني هو الذي ينظر لأهله وناسه، هو الذي لا يبني منابر للمعارضة هدفها إنتاج الثرثرة فقط، زياد وصبيح منابرهما كانت شركات ومصانع وفنادق.. لا وقت لديهما للثرثرة... والأردني هو الذي يمضي في الحياة، دون البحث عن شعبيات زائفة، هو الذي حين تتعب الدولة يتقدم... مؤخرا حين قامت البنوك بدعم الدولة بملايين الدنانير كان صبيح المصري أول من تبرع، وحين هبت أزمة كورونا كان زياد أول من دفع.. هما اسهما بفتح البيوت.. لم يوظفا الأموال في إنتاج الصواريخ، ولم يوظفا الناس في الخروج إلى الشوارع، كان الانتماء لديهما فقط للتراب والعرش، لا يوجد في قاموسهما تنظيمات أو أحزاب.. يوجد الأردن فقط. لا يحق لأي كان أن يتحدث عن تعريف الأردني، لأن التعريف القانوني يبقى قاصرا... وأعود للسؤال هل أنا الأردني أم صبيح وزياد... في المقياس المنطقي، هما عبرا عن الانتماء أكثر مني، عبرا عنه واقعا.. وأنا أنتجت عشرات الألوف من المقالات بمعنى: عبرت عنه بالعاطفة، لكن في النهاية المعدة لا تحتاج لعاطفة المعدة تحتاج للخبز... أتمنى أن أكون قد وصلت لتعريف معنى الأردني، ومعنى المواطن، ومعنى العطاء. Abdelhadi18@