logo
وحشية نهاية التوحش

وحشية نهاية التوحش

الشروقمنذ 4 ساعات

في الوقت الذي يستمر فيه تصعيد وتيرة الإبادة وحجمها في غزة تحت نار القصف ولهب التجويع والتشريد والقهر المركّب، تستمر الآلة الصهيونية الدعائية في محاولة إرباك المشهد داخل غزة بشأن المقاومة، التي ما فتئت تفتك بالعدو كلما حاول الاقتراب أكثر داخل القطاع، الذي تحوّل إلى محتشد كبير، يتعرض لكل أنواع التدمير والتقتيل على مدار الساعة.
المقاومة، من جهة، تواصل امتصاص الضغوط الداخلية والخارجية عن طريق رفع منسوب العمليات عندما يكون ذلك متاحا، حفاظا على العتاد وعلى القوة البشرية. الضغوط الخارجية من قبل العدو والمفاوض بدله، في ثوب الوسيط، تدفع إعلاميا باتجاه صفقة جزئية، ضمن مخطط ويتكوف، الذي أعِدّ بالاشتراك مع العدو، فيما تبقى المقاومة تفاوض على شروط في عزّ الضغوط: ضمان وقف الحرب مقابل صفقة شاملة، ورفض نزع سلاحها، من دون أن تكون معنية بالسلطة السياسية المباشرة على غزة على أساس ترتيبات سلطة محلية متفق عليها مسبقا ضمن التصور المصري.
هذا موقف المقاومة الذي لا يزال مطروحا، في حين تذهب بعض الأصوات المروِّجة، إلى اتجاه حماس لإطلاق سراح جزئي لأسرى الكيان مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، في ظل عدم وجود أي ضمان دولي، كما حدث أكثر من مرة، على أنه 'لا يُلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين'.
مقابل كل هذا، يبدأ الحديث عن إدخال مساعدات إنسانية بالتقطير. هذا القبول المفاجئ من قيادة الاحتلال السياسية، مع رفض وزراء اليمين المتطرف، يبدو أنه رضوخ لمطلب أمريكي غير معلن، لكن مقاومة حماس كانت قد أعلنت سابقا عنه ضمن تفاهمات مع الأمريكان: إدخال المساعدات، مقابل الإفراج عن الجندي الأسير الأمريكي، وقد حصل الإفراج، وبدأ تنفيذ مطلب المقاومة بضغط ناعم أمريكي على نتنياهو شخصيا.
ضمن كل هذه الأجواء المأساوية، وفي الوقت الذي تتعالى فيها أصوات الشعوب في الغرب المتظاهرة المنددة، وحتى على مستوى الأنظمة السياسية القائمة، مطالبة بوقف حرب الإبادة وتوصيفها بهذا الشكل، وبضرورة إدخال المساعدات عاجلا غير آجل، لشعب يتضور جوعا، في انتهاك صارخ وفاضح لكل القوانين الدولية والإنسانية وكل المعاهدات الدولية بشكل الحرب والعدوان والاحتلال، ومنددة بالحصار وبالإبادة، يستمر الموقف العربي الرسمي على نفس النهج حتى مع قمة بغداد. موقف لا يتعدى عمليا التنديد والمطالبة بوقف الحرب، من دون أن يجرأ أحد على إعلان قطع علاقاته مع الكيان. على العكس، الموقف الأوروبي يبدو أحيانا أكثر قوة.
الأيام القادمة، وإلى غاية نهاية شهر ماي، كما لو أن المسائل مرتبة ومخطط لها في دوائر صنع القرار لدى الكيان مع الولايات المتحدة، سنرى مزيدا من القتلى يوميا ومزيدا من التوغل بعد القصف وصب أطنان من اللهب المصدَّر من الولايات المتحدة إلى غزة، على أمل أن يرى الاثنان معا حماس وهي ترفع الراية البيضاء وتسلّم سلاحها وأسرى الكيان لديها مع الجثث: هذا لن يحدث، ولن تسلّم المقاومة السلاح ولن ترفع الراية البيضاء إلا على أجسادها وأجساد أسرى العدو، وهذا بات واضحا لدى الأمريكان الآن، أما الكيان، فهو يعرف ويفهم ذلك جيدا، بل يعمل على قاعدة: 'المخطوفون' ليسوا أفضل ممن قتلوا، وقد ورد هذا الكلام صراحة أكثر من مرة، على فم وزراء اليمين في حكومة العدو.
ما هو مطلوبٌ حاليا ضمن المفاوضات، هو ضماناتٌ دولية بألا يتجدد العدوان حتى وإن ذهبت المفاوضات باتجاه صفقة جزئية. كما أن الأمريكان يسعون، أمام صلابة موقف حماس في المفاوضات، ألا يكون قرار العودة للحرب منفردا.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس تبون يستقبل السفير الصحراوي
الرئيس تبون يستقبل السفير الصحراوي

الشروق

timeمنذ 19 دقائق

  • الشروق

الرئيس تبون يستقبل السفير الصحراوي

استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، سفير الجمهورية العربية الصحراوية عبد القادر طالب عمر، الذي أدّى له زيارة وداع عقب انتهاء مهامه بالجزائر. وحسب بيان لرئاسة الجمهورية، حضر اللقاء بوعلام بوعلام مدير ديوان رئاسة الجمهورية، وعمار عبة مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالشؤون الدبلوماسية. وفي تصريح صحفي عقب اللقاء، أشاد السفير بدعم ومساندة الدولة والشعب الجزائري للشعب الصحراوي الذي لجأ إليه طيلة عقود. وقال المتحدث ذاته إن الجزائر وقفت ورافعت عن قضية الشعب الصحراوي العادلة طيلة العقود الماضية، وظلت صامدة ووفية لمبادئها رغم المؤامرات والضغوطات.

القنصلية الجزائرية بمرسيليا تستذكر مجازر الـ8 ماي 1945
القنصلية الجزائرية بمرسيليا تستذكر مجازر الـ8 ماي 1945

الخبر

timeمنذ 31 دقائق

  • الخبر

القنصلية الجزائرية بمرسيليا تستذكر مجازر الـ8 ماي 1945

لم تمر الذكرى الـ80 لمجازر الثامن ماي 1945 مرور الكرام على أبناء جاليتنا في مرسيليا، جنوب فرنسا، حيث استذكرت جمعية "المعراج" بالتنسيق مع القنصلية العامة للجزائر بمرسيليا ذكرى المجازر تلك، والمحطات التاريخية التي صنعها الشعب الجزائري وأرّخ لثورة التحريري المجيدة. وقد تخللت هذه الفعالية التاريخية الثقافية الاجتماعية، عدة أنشطة ثقافية قدّم من خلالها تلاميذ جمعية "المعراج" النشطة لوحات فنية وتعبيرية سلطت الضوء على المحطات التاريخية الكبرى في نضال الشعب الجزائري، وكفاحه المستميت من أجل استرجاع سيادته الوطنية. وفي كلمتها بالمناسبة، أكدت رئيسة جمعية "المعراج"، السيدة ابن عزوز على أهمية ترسيخ الذاكرة الوطنية في أذهان الأجيال الصاعدة، خاصة في أوساط الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، منوهة بالدور الذي تلعبه الجمعيات في نقل هذه القيم النبيلة. إلى ذلك ثمّن منتسبو جمعية "المعراج" العمل الذي تقوم به ممثليتنا القنصلية بمرسيليا، التي لم تتأخر في فتح أبوابها أما أبناء الجالية الجزائرية في هذه المنطقة، كما في باقي التراب الفرنسي، فهاهي القنصلية وموظفيها، تقول رئيس الجمعية، تفتح أبوابها للتلاميذ المنتسبين للجمعية، وتشجعهم، بذلك، على الإبداع، والتفاعل مع التاريخ الوطني، بما يعزز انتماءهم ويجعلهم أكثر وعياً بأهمية التمسك بالهوية الوطنية. وقد قدّمت المجموعة الصوتية للجمعية، أمام الحضور في فعالية استذكار مجازر الـ8 ماي، ملحمة فنية رائعة جسّدت معاناة الشعب الجزائري خلال تلك الحقبة، وعكست الروح الوطنية والتضحيات الجسام التي قدمها الأجداد من أجل نيل الحرية. "ضرورة تعزيز الوعي التاريخي لدى الأجيال الجديدة، لا سيما في المهجر" من جهته ألقى مسيّر شؤون القنصلية العامة الجزائرية بمرسيليا بالنيابة، عادل مداحي كلمة ذكّر فيها ببشاعة المجازر المرتكبة في حق الشعب الجزائري الأعزل، والتي جاءت في وقت كانت تحتفل فيه فرنسا بـ"انتصارها" على النازية، بينما كانت قواتها على الضفة الأخرى من المتوسط ترتكب مجازر دموية ضد المدنيين الجزائريين، في واحدة من أبشع صفحات الاستعمار، الملطّخة بالدم والدمار والدموع وقال مداحي بأن مجازر 8 ماي 1945 كانت بمثابة الشرارة التي مهدت لانطلاق الثورة التحريرية المجيدة في الفاتح من نوفمبر 1954، والتي توّجت باستعادة السيادة الوطنية وخروج المستعمر الفرنسي مذلولًا مدحورًا، مشيرا إلى أنه ومنذ سنة 2020، تم ترسيم ذكرى مجازر 8 ماي كيوم وطني للذاكرة، تخليدًا لأرواح الضحايا واستحضارًا لتضحياتهم الجليلة. كما شدّد المسير بالنيابة لشؤون القنصلية العامة الجزائرية بمرسيليا على ضرورة تعزيز الوعي التاريخي لدى الأجيال الجديدة، لا سيما في المهجر، مؤكدًا أن هذا الوعي يُعدّ صمام أمان لحماية الهوية الوطنية، مختتما كلمته بالتأكيد على أن ملف هذه المجازر لا يزال مفتوحًا، ويُعد من أبرز الملفات الحساسة في مسار ا لعلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا.

الإمام الإبراهيمي وفلسطين
الإمام الإبراهيمي وفلسطين

الشروق

timeمنذ 33 دقائق

  • الشروق

الإمام الإبراهيمي وفلسطين

نظمت جامعة الإمام محمد البشير الإبراهيمي في مدينة برج بوعريريج في الأسبوع المنصور ملتقى عن القضية الفلسطينية في فكر الإمام الإبراهيمي، الذي أحيا خُلق الأنصار – رضي الله عنهم – وهو 'الإيثار'، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى عنهم: 'والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة'. (سورة الحشر. الآية 9). لقد اهتم الجزائريون بقضية فلسطين منذ نجم قرنها في نهاية القرن التاسع عشر. ومن الذين نبهوا إليها، وحَذَرُوا مما يخطط لفلسطين الأستاذ عمر راسم.. وعندما وقعت الواقعة ونفذت المؤامرة الصليبية – الصهيونية هب كثير من الجزائريين للدفاع عن فلسطين رغم محنة وطنهم، وذهب كثير من الجزائريين على أقدامهم للدفاع عن فلسطين.. كما شكل الأمير سعيد الجزائري – حفيد الأمير عبد القادر – فرقة من الجزائريين في الشام سماها 'فرقة الأمير عبد القادر'، للمشاركة في الدفاع عن فلسطين. (انظر: الأمير سعيد الجزائري: مذكراتي …)، وأبدأت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأعادت الكلام عن القضية الفلسطينية، شعرا ونثرا ولم ينسها هم الجزائر هم فلسطين ، بل إن من الجزائريين من قَدَّمَ هم فلسطين على هم الجزائر.. وأما من أبدع في الحديث عن القضية الفلسطينية فهو الإمام محمد البشير الإبراهيمي الذي كتب ثمانية مقالات في جريدة البصائر بلغت من الروعة أسلوبا وفكرا مبلغا لم يصله أحد ممن تصدى لمعالجة هذه القضية، وقد شهد بذلك الدكتور فايز الصائغ، أستاذ الفلسفة في الجامعة الأمريكية ببيروت، حيث قال: 'لم يكتب مثلها من يوم جرت الأقلام في قضية فلسطين'. (جريدة البصائر في 11/10 /1948). كما كتب عنها في 'سجع الكهان' مقالات بديعة تحار فيها عقول ذوي العقول.. كشف فيها الخائنين، والقاعدين، والباخلين، والمثبطين. لم يكتف الإمام بالكتابة، ولكنه شكل لجنة لجمع المال لمساعدة فلسطين، وبما أنه ليس من وسع عليهم الله في الرزق فقد وضع مكتبته – وهي أغلى عند العالم من الورَق والورِق – للبيع للتبرع بثمنها لفلسطين. وشهد الأستاذ حمزة بكوشة أن الإمام الإبراهيمي اقترض مبلغا من المال، وما أن دخل ذلك المال جيبة حتى وقف أمامه شخص طالباً منه المساعدة المالية للذهاب الى فلسطين للجهاد، فأعطاه شطر ذلك المال، ولما قال له الأستاذ بوكوشة من ادراك أن الرجل كاذب، رد عليه الإمام قائلا: ومن أدراك أنه صادق. (انظر: حمزة بوكوشة: لحظات مع الإبراهيمي. جريدة الشعب في 1970/5/21). إن الإمام الابراهيمي عندما كتب ما كتب عن القضية الفلسطينية لم يكن يرائي بذلك، وعندما أسس لجنة لمساعدة فلسطين، وتبرع بمكتبته لم يكن منّانا أو مستكثرا.. أو متاجرا بها، بل كان مؤمنا بما كتب مخلصا فيما فعل.. ورغم الفاجعة فإن الإمام لم يساوره ريب في 'أن غرس صهيون في فلسطين لا ينبت، وإن نبت فإنه لا يثبت'. (البصائر في 1948/2/9). ورحم الله شهداء فلسطين، وثبت مجاهديها، وأخزى أعداءها من الصهاينة والخائنين من الأعراب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store