
لن تفهم 'إسرائيل' سوى القوة
منذ قيامها لم تفهم 'إسرائيل' من اللين أو النصح، بل فهمت من القوة فقط. إن المسؤولية الأولى لشعوب المنطقة وحكوماتها أن تعرف طبيعة 'إسرائيل' هذه، وأن تضع استراتيجية على هذا الأساس. ولا يجب أن ننسى أن المنظمة الإرهابية الصهيونية التي ترتكب الإبادة الجماعية في غزة اليوم لا تكترث لا بالقوانين الدولية ولا بالإدانات التي تصدر ليل نهار. في هذه الحالة، فإن العقل والمنطق يحتم علينا أن نترك جانباً 'الصراخ من أجل السلام' الذي ليس إلا إذلالاً صارخاً، وأن ننتج بجدية حلولاً عميقة الجذور.
السيف اللامع
لقد استخدم المسلمون القوة في العهود التي كانوا فيها أعزاء مكرمين في إحقاق الحق والعدل. أما 'القوة' التي جرّت على الإنسانية الكوارث في أيدي الغربيين، فقد كانت مبضع الطبيب الذي يتدخل في الأمراض في أيدي المسلمين على مر التاريخ. يُروى أن السلطان سليم الأول الملقب ب"يافوز" رحمه الله كان يلبس لباساً بسيطاً جداً. وقد قال لمن سألوه عن سبب ذلك: "إن اللباس المزخرف ليس سوى عبء. لا أريد أن أتحمل هذا العبء عبثًا". كان اعتاد أن يرتدي ثوبًا حتى يبلى. وكان جميع موظفي الدولة ملزمين بالتصرف بنفس الطريقة. وذات مرة عندما جاء الخبر بقدوم سفير البندقية إلى حضرة السلطان، نقل الوزراء إليه عن طريق الوزير الأعظم بانزعاج أنهم يريدون تجديد الثياب القديمة جداً التي كانوا يرتدونها. فقال السلطان: 'لهم ذلك'. وفي يوم وصول السفير، وصل جميع الوزراء إلى السلطان بملابسهم الجديدة. لكنهم تعجّبوا لرؤية السلطان سليم جالسًا على عرشه بملابسه القديمة نفسها. وكان جالسًا بسيفه الحاد. وكان لمعان السيف الذي يتلألأ مع أشعة الشمس القادمة من النافذة يبهر العيون. وبعد أن انتهى الاجتماع، التفت ياوز سليم إلى هرسك زاده أحمد باشا وأمر: 'اذهب واسأل السفير، كيف وجدنا؟'. سأل أحمد باشا، بناءً على أمر السلطان، سفير البندقية "كيف وجدتم سلطاننا؟ فأجاب السفير بالإجابة التالية 'لقد كنت منبهرًا بلمعان ذلك السيف لدرجة أنني لم أستطع حتى رؤية السلطان'. ولما نقل أحمد باشا هذا الكلام من السفير التفت السلطان سليم إلى موظفي الدولة الحاضرين هناك وقال "ما دام نصل سيفنا يقطع، فإن عيون العدو لن تفارقه ولن ترانا. أما إذا لم يقطع لا قدر الله فإن العدو سيرانا وينظر إلينا بالتعالي".
صعود الصهاينة
أسس الصهاينة، الذين حُكم عليهم بكل أنواع البؤس في المدن الأوروبية، دولتهم المزعومة باستخدام العديد من عناصر القوة. وفي سياق عناصر القوة هذه، يمكن ذكر الإعلام والمال وشبكات النفوذ. فقد تمكن الصهاينة الذين اخترقوا آليات صنع القرار في الأماكن التي كانوا يتواجدون فيها، من تأسيس التنظيم الإرهابي الذي أطلقوا عليه اسم "دولة" باحتلال فلسطين بعد خمسين عاماً فقط من انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 باستخدام عناصر القوة المذكورة. إن الصهاينة الذين حولوا الذل والعار الذي لحق بهم في أوروبا إلى منصة قوة، خاصة بدعم من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، حققوا تقدماً في المجالات العسكرية والاستخباراتية والعلمية وتحولوا إلى هيكل آلة حرب كما نعيش اليوم ولم يتركوا السلام لشعوب المنطقة.
المسلمون يتسولون السلام من الغرب
وفي مواجهة هذه التطورات انشغل المسلمون بمؤتمرات السلام الفارغة بدلاً من توحيد قواهم وإحراز تقدم في المجالات الاقتصادية والعسكرية والعلمية. وظن بعض الأنظمة أن توقيع معاهدات السلام مع 'إسرائيل' سيجلب التنمية والسلام لبلدانهم. ومن ناحية أخرى، تمادت 'إسرائيل' في لصوصيتها إلى أبعد من ذلك. وبالفعل، قال مصاص الدماء نتينياهو: '' لقد قلت أنا وترامب أن السلام يأتي مع القوة، القوة أولاً، ثم السلام!". بهذه الكلمات ظهرت حقيقة الأمر لدول المنطقة وشعوبها. في الواقع، يقولون إن مصيبة واحدة خير من ألف نصيحة. وعلى المسلمين أن يدركوا هذا الوضع.
يجب أن يكون المسلمون أقوياء
كما ذكرنا، فإن القوة في الإسلام ليست سبباً للعدوان. بل على العكس، إنها درع ضد العدوان. وعندما نقول القوة هنا، فإننا لا نعني القوة العسكرية فقط. بل يدخل في ذلك كل أنواع القوة الاقتصادية والعلمية والتقنية والإعلامية والسياسية. دعونا لا ننسى أنه لا يمكن إحلال السلام دون امتلاك القوة الرادعة. إن دعوة الضعفاء إلى السلام هي دعوة ذليلة. والمهارة هي أن نقيم السلام ونحن أقوياء، وهذا لا يمكن أن يقوم به إلا المسلمون الواعون المستندون إلى الحضارة الإسلامية. لقد حان وقت التعافي الذي طال انتظاره.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 15 دقائق
- فيتو
ترامب: إيران ستبدأ وقف إطلاق النار رسميا وبعد 12 ساعة ستبدأ إسرائيل في وقف هجماتها
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر اليوم الثلاثاء، أنه تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وأضاف: بعد مرور 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ سيحيا العالم نهاية رسمية لحرب الـ 12 يومًا. وفي حسابه على منصة "تروث سوشيال"، كتب ترامب: "تهانينا للجميع! تم التوصل إلى اتفاق كامل ونهائي بين إسرائيل وإيران على وقف شامل وكامل لإطلاق النار (بعد نحو ست ساعات من الآن، عند انتهاء كل من إسرائيل وإيران من مهامهما الأخيرة الجارية)، وذلك لمدة 12 ساعة، وعندها سيتم اعتبار الحرب قد انتهت رسميًّا! ووفق الاتفاق، ستبدأ إيران وقف إطلاق النار أولًا، وبعد مرور 12 ساعة ستبدأ إسرائيل وقف إطلاق النار، وعند الساعة 24 سيتم إعلان النهاية الرسمية لـ"حرب الـ12 يومًا" باحتفاء عالمي. وخلال كل مرحلة من وقف إطلاق النار، سيلتزم الطرف الآخر بالسلم والاحترام. وبناء على افتراض أن كل شيء سيتم كما هو مخطط له –وهو ما سيحدث– أود أن أهنئ كلا البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة، والشجاعة، والذكاء لإنهاء ما يجب أن يُطلق عليه "حرب الاثني عشر يومًا". لقد كانت حربًا كان يمكن أن تستمر لسنوات، وتدمِّر الشرق الأوسط بأكمله، لكنها لم تفعل، ولن تفعل أبدا! بارك الله في إسرائيل، وبارك الله في إيران، وبارك الله في الشرق الأوسط، وبارك الله في الولايات المتحدة الأمريكية، وبارك الله في العالم!" ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ 15 دقائق
- الدستور
عاجل.. ترامب: الاتفاق بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار كامل وشامل
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن التوصل إلى الاتفاق بين إيران وإسرائيل على وقف إطلاق نار كامل وشامل. وقال ترامب، في منشور له عبر 'تروث سوشيال': 'تهانينا للجميع! لقد تم الاتفاق بشكل كامل بين إسرائيل وإيران على أنه سيكون هناك وقف إطلاق نار كامل وشامل (في غضون 6 ساعات تقريبًا من الآن، عندما تنهي إسرائيل وإيران وتكملان مهامهما النهائية الجارية!)، لمدة 12 ساعة، وعند هذه النقطة ستُعتبر الحرب منتهية! رسميًا، ستبدأ إيران وقف إطلاق النار، وفي الساعة 12، ستبدأ إسرائيل وقف إطلاق النار، وفي الساعة 24، سيُحيي العالم نهاية رسمية لحرب الـ 12 يومًا'. وأضاف: "خلال كل وقف إطلاق نار، سيظل الجانب الآخر مسالمًا ومحترمًا. وبافتراض أن كل شيء يعمل كما ينبغي، وهو ما سيحدث، أود أن أهنئ كلا البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء ما يجب أن يُطلق عليه "حرب الـ 12 يومًا". وتابع: 'هذه حربٌ كان من الممكن أن تستمر لسنوات، وأن تُدمّر الشرق الأوسط بأكمله، لكنها لم تفعل، ولن تفعل أبدًا! بارك الله في إسرائيل، وبارك الله في إيران، وبارك الله في الشرق الأوسط، وبارك الله في الولايات المتحدة الأمريكية، وبارك الله في العالم'


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
رئيس أساقفة سيناء يدين تفجير دمشق
أدان رئيس أساقفة سيناء داميانوس تفجير الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية للنبي إيليا في دمشق. وقال في بيان له: 'إنه لمن دواعي الحزن أن نشعر بالألم عندما علمنا بتفجير الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية للنبي إيليا في حي دويلا بدمشق والقتل الوحشي لأفراد ذلك القطيع'. وأضاف: تتعاطف جماعة أخوية دير القديسة كاترين في جبل سيناء مع بطريركية أنطاكية وغبطة البطريرك يوحنا، وترسل تعاطفنا وحزننا العميق ومحبتنا له ولإخوتنا وأخواتنا. نشعر بالرعب لرؤية أهوال التعصب الديني والتعصب في القرن الحادي والعشرين، والتي تكشفت مشاهد مروعة من العصور الوسطى السوداء أمام أعيننا، نحن نشهد الرعب الذي يؤلم ويقضي باسم الله وتحت ذريعة مشيئته المفترضة. ويتحتم على البشرية جمعاء أن تنحني باحترام لمعاناتها، وأن تنفذ كل التدابير الممكنة وأن تستخدم كل الوسائل لحماية الأقليات الدينية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، ليس فقط بدافع المصلحة الإنسانية ولكن بدافع الحاجة إلى الدفاع عن المنازل القديمة والتاريخ والثقافة والحقيقة. إننا نقف متضامنين أولا كبشر، ثم كإخوة وأخوات متشابهين في التفكير مع أقارب الشهداء، ضحايا الكراهية العمياء، ومع بطريركية أنطاكية القديمة، نتمنى ونصل: لن يحدث ذلك مرة أخرى! وكانت قد دانت بطريركية الروم الأرثوذكس الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديس مارالياس للروم الأرثوذكس اليوم، من انتحاري قام بتفجير نفسه داخل الكنيسة. وقالت بطريركية الروم في بيان الأحد: "في اليوم الذي تقيم فيه كنيستنا الأنطاكية ذكرى جميع القديسين الأنطاكيين امتدت يد الإثم الغادرة مساء اليوم وحصدت أرواحنا مع أرواح أحبتنا الذين سقطوا اليوم شهداء في القداس المسائي في كنيسة مارالياس دويلعة - دمشق. وتابعت في بيانها "في المعلومات الأولية التي بين أيدينا إلى حينه، حدث انفجارٌ على باب الكنيسة فأدى الانفجار إلى سقوط العديد من الشهداء، إضافة إلى الجرحى ممن كانوا في داخل الكنيسة وفي جوارها." أضافت: "فيما نقوم الآن بإحصاء الشهداء والجرحى وبجمع أشلاء وجثث شهدائنا الذين لم نتمكن حتى الساعة من إحصائهم بدقة، تستنكر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس هذا العمل الشائن وتشجب وبأقسى العبارات هذه الجريمة المروعة. وتدعو السلطاتِ القائمة إلى تحمل المسؤولية الكاملة تجاه ما حصل ويحصل من انتهاك لحرمة الكنائس وإلى تأمين حماية جميع المواطنين." في السياق، قال البطريرك يوحنا العاشر في تصريحات إنه يجري شخصيًا ومنذ اللحظة الأولى ويجري اتصالاته المحلية والإقليمية لنقل الصورة السوداوية من دمشق إلى العالم أجمع. ويدعو إلى التحرك لوقف هذه المذابح. وتابع "نصلي من أجل راحة نفوس الشهداء ومن أجل شفاء الجرحى وتعزية نفوس أبنائنا. كما ونؤكد على ثباتنا في إيماننا وعلى نبذنا بهذا الثبات كل خوف ورهبة. ونسأل المسيح الإله أن يقود سفينة خلاصنا وسط أمواج هذا العالم هو المبارك إلى الأبد." وأفاد الدفاع المدني السوري بتسجيل 15 قتيلا كحصيلة أولية للتفجير الانتحاري داخل الكنيسة، إضافة إلى عدد كبير من الإصابات.