
جلسة مجلس الأمن بشأن إيران.. جوتيريش يحذر من "دوامة انتقام" بعد القصف الأميركي
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، من خطر انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى "دوامة من الانتقام المتبادل"، وذلك في أعقاب الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية في إيران، واصفاً ما جرى بأنه "منعطف خطير" في منطقة تعاني أصلاً من التوتر.
وقال جوتيريش في الجلسة التي خصصت للأوضاع في إيران: "لا يمكننا، ويجب ألا نستسلم أمام السلام، شعوب المنطقة لا تستطيع تحمّل دورة جديدة من الدمار"، داعياً إلى اتخاذ إجراءات "فورية وحاسمة" لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات "جادة ومستمرة".
وشدد جوتيريش على ضرورة أن تسود الدبلوماسية، وأن يتم حماية أرواح المدنيين، وضمان حرية الملاحة البحرية الآمنة. وأضاف أن "الأمم المتحدة مستعدة لدعم جميع الجهود السلمية، لكن السلام لا يُفرض، بل يُختار".
وفي ما بدا تكراراً لنداء سابق أطلقه قبل يومين، قال جوتيريش: "دعوت في هذه القاعة إلى إعطاء فرصة للسلام، لكن لم يتم الاستجابة لذلك".
وأكد جوتيريش أن "ضرورة التوصل إلى حل موثوق وشامل وقابل للتحقق، بما يتضمن وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع الإيرانية بصورة كاملة".
خطر انهيار نظام عدم الانتشار النووي
من جانبه، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، خلال كلمة بالفيديو أمام الجلسة، من أن "نظام عدم الانتشار النووي على المحك"، معتبراً أن "قصف الليلة الماضية لإيران يزيد من خطورة الوضع، ويهدد بانهيار النظام الأمني الذي استمر لأكثر من نصف قرن".
وقال جروسي إن "لدينا نافذة ضيقة للعودة إلى الحوار، إذا أُغلقت، فإن العنف قد يصل إلى مستويات لا يمكن تصورها، وقد ينهار نظام عدم الانتشار النووي كما نعرفه".
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية القصف الأميركي على المواقع النووية الإيرانية، الذي اعتُبر تصعيداً غير مسبوق يهدد باندلاع نزاع إقليمي واسع.
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بناء على طلب من طهران، وذلك بعد أن قصفت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، في هجمات بقنابل ضخمة قادرة على اختراق التحصينات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 27 دقائق
- Independent عربية
وكالة الطاقة الذرية: مداخل الأنفاق بموقع أصفهان تضررت بالقصف الأميركي
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان الأحد إن المداخل المؤدية إلى أنفاق تستخدم لتخزين جزء من مخزون اليورانيوم الإيراني في مجمع أصفهان النووي مترامي الأطراف تضررت في غارات عسكرية نفذتها الولايات المتحدة الليلة الماضية. وأضافت الوكالة "تأكدنا من تضرر مداخل أنفاق تحت الأرض في الموقع". وكان مسؤولون قالوا قبل هجوم إسرائيل على إيران في 13 يونيو (حزيران) إن معظم اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب كان مخزناً تحت الأرض في أصفهان. وفي بيان لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقب صدور بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بدا أن المدير العام للوكالة رافاييل غروسي يؤكد أن الأنفاق التي قُصفت كانت جزءاً من المنطقة المستخدمة لتخزين المواد المخصبة. وقال "تعرضت مداخل الأنفاق المستخدمة لتخزين المواد المخصّبة للقصف على ما يبدو"، في إشارة إلى أصفهان. وأكد مسؤولون إيرانيون أنه سيتم اتخاذ تدابير لحماية المواد النووية لإيران من دون إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال غروسي إن بإمكان إيران القيام بذلك بطريقة تحترم ما يُعرف بالتزاماتها في إطار اتفاق الضمانات بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضاف غروسي لمجلس الأمن "يمكن لإيران اتخاذ أي تدابير خاصة لحماية موادها ومعداتها النووية وفقاً لالتزاماتها بالضمانات والوكالة. هذا أمر ممكن". ويترقب العالم رد إيران بعد أن هاجمت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، لتنضم بذلك إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي يستهدف إيران منذ "الثورة الإسلامية" عام 1979. وبعد يوم من إلقاء الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على الجبل فوق موقع فوردو النووي الإيراني، تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها مهما كلفها الأمر. وحثت أميركا طهران على عدم الرد، وبدأت احتجاجات صغيرة مناهضة للحرب في الخروج إلى الشوارع في مدن أميركية. وواصلت إيران وإسرائيل تبادل القصف بالصواريخ، وذكر إعلام إيراني أن انفجار في غرب البلاد أودى بحياة ستة جنود. وفي وقت سابق الأحد أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل تسببت في إصابة العشرات وتسوية مبان بالأرض في تل أبيب.


أرقام
منذ 41 دقائق
- أرقام
إيران تتهم الولايات المتحدة في مجلس الأمن بشن حرب ضدها تحت ذرائع واهية
انتقد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة الأحد خلال اجتماع لمجلس الأمن، الولايات المتحدة بشدة واتهمها بشن حرب على بلاده تحت "ذرائع واهية". وقال أمير سعيد إيرواني في الاجتماع الطارىء بشأن الضربات الأميركية على إيران إن "الولايات المتحدة، وهي عضو دائم في هذا المجلس لجأت مجددا إلى استخدام قوة غير مشروعة، وشنت حربا على بلدي، تحت ذرائع مختلقة وواهية: منع إيران من امتلاك أسلحة نووية".


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
كيف نعرف حقائق الصراع الإسرائيلي ــ الإيراني؟
كالملح في الماء، تذوب الحقائق بسرعة وسهولة شديدة، في مصهر مُتخم بالأكاذيب والمبالغات، تؤججه نيران المواجهة المشتعلة بين إسرائيل وإيران، وهي المواجهة التي أضحت أحد أكثر الصراعات المُسلحة تعقيداً من الناحية الإعلامية. في عصر تنتقل فيه الصور والنصوص بكبسة زر في لحظات، ويمتلك كل شخص تقريباً أدوات العمل الإعلامي، وآليات التحرير والبث، ويستطيع أن يكون صحافياً، ومُحللاً، ومراسلاً من موقع الحدث، كان من المفترض أن تكون أخبار المواجهة الإسرائيلية- الإيرانية المشتعلة منقولة على الهواء، ليشاهد العالم كله تفاصيلها، ويحيط بأبعادها، ولكن ما جرى كان عكس ذلك تماماً. فما جرى يمكن تلخيصه ببساطة في أن تلك المواجهة أنتجت أكبر قدر ممكن من المعلومات، وأقل قدر ممكن من الحقائق في آن، لتُجسد طبيعة العصر المعلوماتي الراهن الذي أمست التشبيهات فيه أكثر مصداقية من الواقع، بعدما غرق هذا الأخير في طوفان من الأكاذيب والاصطناع. لم يُقصر الجانبان المتصارعان في حرمان الجمهور العالمي من معرفة حقائق الصراع، واتخذ كلاهما كافة القرارات الكفيلة بالتعتيم على ما يجري في الميدان، والسيطرة على الرسائل الواردة والصادرة من كلا البلدين في أتون المواجهة. فقد تناست إسرائيل أنها تقدم نفسها إلى العالم بوصفها «دولة متطورة تضمن الحريات الصحافية، وتختلف عن محيطها الشرق أوسطي في انفتاحها وتواصلها مع العالم»، كذلك أمعنت إيران في تعميق الجمود والتحكم في المجال الإعلامي، وتسلَّمت الإدارة العسكرية في الجانبين مسؤولية إدارة هذا المجال، بما يتوافق مع «مقتضيات الدفاع». وانقسمت المنصات الإعلامية الإقليمية والعالمية في مقاربتها للصراع إلى قسمين رئيسين: أحدهما يتبنى الرواية الإسرائيلية، والآخر يُروج للسردية الإيرانية، باستثناءات قليلة، لم تكن كافية لإضاءة جوانب الصراع المتعددة والملتبسة. وبينما كان البعض يعوِّل على الممكنات الفريدة لوسائل «التواصل الاجتماعي» في نقل الصورة الحقيقية عن تفاصيل الحرب المشتعلة، اتضح أن تلك الوسائل كانت أكثر مطاوعة لعوامل التزييف والاختلاق من جانب، وأن البلدين المتصارعين لديهما الإرادة والإمكانات اللازمة لإفقادها قدرتها على خرق جدران الحصار والتعتيم، من جانب آخر. وحتى وكالات الأنباء العالمية الكبرى التي أظهرت -في مفاصل كثيرة- قدرة لافتة على الانتصار للقيم المهنية، في مقاربة بعض الصراعات الدولية، راحت تنساق لتأثير الانحيازات البنيوية، فانحرفت تغطياتها للوقائع في كثير من الأحيان، بشكل أبقى الجمهور في حيرة وتضارب. ودخل الذكاء الاصطناعي بقوة على خط التزييف والتلاعب، ولم يوفر طرفا الصراع، والداعمون لكليهما، وقتاً أو جهداً، في توظيف آليات هذا الذكاء المُستجد، من أجل إغراق الواقع في مزيد من الأكاذيب التي بات التحقق من صحتها مسألة صعبة، سواء على المتخصصين وعلى أفراد الجمهور العادي. لقد أضحت الحالة المعلوماتية المصاحبة للمواجهة العسكرية الإسرائيلية- الإيرانية هشة، بشكل أفقد الجمهور القدرة على الحكم الذاتي العقلاني، وحرم المتخصصين من تكوين الآراء الموضوعية التي يمكن أن تشرح وتحلل تفاصيل المواجهة وأبعادها وتداعياتها. وبينما كانت الخوارزميات التي تستخدمها المنصات الإعلامية عبر شبكة «الإنترنت» تؤدي دوراً بالغ الأهمية في بناء واقع موازٍ لكل مستخدم، كانت «الخوارزميات البشرية» تؤدي دوراً أعمق وأخطر؛ عبر قيادة أفراد الجمهور إلى تعزيز آرائهم، وتكريس مواقفهم المبدئية التي بُني معظمها على انحيازات آيديولوجية، ومواقف جامدة ومفعمة بالعواطف. لقد أظهر النظام الإعلامي الذي تجري فيه المواجهة العسكرية الإسرائيلية- الإيرانية، أنه لا يختلف كثيراً عن نظرائه في القرون الفائتة، من جهة قابليته للتطويع والتحكم، وهو أمر مُدهش وصادم بكل تأكيد؛ إذ تأتي تلك الحرب في ظل فورة المعلومات والاتصالات، وتمكُّن الصحافي المواطن، وسيادة وسائل «التواصل الاجتماعي»، وازدهار الذكاء الاصطناعي، وكلها عوامل لم تكن كافية لكي تصمد أمام إرادة الحصار والتعتيم والتزييف والاختلاق. والحل يكمن ببساطة في عدم الاستسلام لمصدر واحد لمعرفة تفاصيل هذه المواجهة المحتدمة، وتوزيع طاقة التعرض على عدد من المنصات الإعلامية ذات الوجاهة المهنية، مع الحرص على اختيارها بشكل يعكس التعدد اللازم، بحيث تمثل رؤى قوى إقليمية وعالمية ذات مصالح متباينة؛ بل ومتصادمة أيضاً، فيما يتعلق بطرفي الصراع وموضوعه. وبموازاة ذلك، يجب التدرب على تدقيق الحقائق والصور والفيديوهات، عبر استخدام أدوات التحقق المُتاحة، فضلاً عن ضرورة تتبع المصدر الأصلي في كل نص أو صورة أو فيديو، والتأكد من صحة كل مادة منشورة. وعلى عكس ما كان مأمولاً، فإن وسيلة إعلام واحدة لن تكون قادرة على تقديم الحقائق المطلوبة لإدراك واقع الصراع على نحو مناسب، كذلك فإن التطورات الإعلامية والاتصالية المُذهلة التي «ننعم» بوجودها عند أطراف أصابعنا اليوم، صعَّبت علينا معرفة الحقائق، وضاعفت الجهد اللازم للوصول إليها!