logo
أوزليم شاهين إرتاس لـ«سيدتي»:الموضة المحتشمة هي التوجه الجديد وأحد الخيارات الرئيسية للنساء

أوزليم شاهين إرتاس لـ«سيدتي»:الموضة المحتشمة هي التوجه الجديد وأحد الخيارات الرئيسية للنساء

مجلة سيدتي١٤-٠٤-٢٠٢٥

ابتداءً من اليوم الإثنين 14 أبريل وعلى مدار 3 أيام، تستضيف جزيرة السعديات في أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، أسبوع الموضة المحتشمة في نسخته العاشرة، بمشاركة العديد من دُور الأزياء، ونخبة من المصممين العالميين ونقاد ومدونات الموضة.
حوار | لينا الحوراني
ترجمة | نهى السيد
وتزامناً مع انطلاق الحدث العالمي الذي يشارك به 30 مصمماً عالمياً، وأكثر من 100 شخصية، بالإضافة إلى 50 جهة إعلامية مرموقة، وأكثر من 1,500 من رواد صناعة الأزياء، تواصلت «سيدتي» مع أوزليم شاهين إرتاس، الرئيس التنفيذي لأسابيع الموضة المحتشمة العالمية، من قِبل ثينك فاشون Think Fashion، للحديث معها عن تطوُّر الموضة المحتشمة العالمية، وكيف توازن "ثينك فاشون" Think Fashion بين صناعة الأزياء والروايات الثقافية والاجتماعية العميقة التي تُمثلها الأزياء المحتشمة.
تأثير أسبوع أبوظبي للموضة المحتشمة 2025 على تطوُّر حركة الموضة المحتشمة العالمية
في بداية الحوار، ومع انطلاق النسخة العاشرة من أسبوع الموضة المحتشمة، توجهت «سيدتي» بسؤال: كيف يعكس أسبوع أبوظبي للموضة المحتشمة 2025 تطوُّر حركة الموضة المحتشمة العالمية، ولماذا وقع الاختيار على جزيرة السعديات كوجهة لاستضافة هذه الدورة المميزة؛ كونها النسخة العاشرة لإطلاق الحدث؟
ردت أوزليم شاهين إرتاس قائلة: إن أسبوع أبوظبي للموضة المحتشمة لهذا العام 2025 يجسّد قوة حركة الموضة المحتشمة. وفي هذه الدورة العاشرة، أعربت شاهين إرتاس بفخر أن الموضة المحتشمة أصبحت الآن هي التوجُّه الجديد، وأحد الخيارات الرئيسية للنساء؛ بعيداً عن أعمارهن وخلفياتهن وقِيمهن.
وعن إقامة الحدث في جزيرة السعديات، أشارت إلى أن الجزيرة تُقدّم مزيجاً فريداً من التجارِب الثقافية وأحدث المعالم السياحية، لما تتمتع به من جمال طبيعي أخّاذ.
أسبوع الموضة المحتشمة يضمن الشمولية
يشارك في أسبوع أبوظبي للموضة المحتشمة، أكثر من 30 مصمماً من أكثر من 15 دولة. وفي هذا الإطار، تم سؤال أوزليم شاهين إرتاس عن كيفية ضمان "ثينك فاشون" أن يحافظ الحدث على شمولية وتنوُّع الثقافة وارتباطه بمجال الأزياء المحتشمة المتطوّر باستمرار؟
حيث أكّدت إرتاس أن الحدث يشارك به 5 قارات مختلفة، ومع ذلك فهو يتحدث عن الشمولية. مضيفة: "ستُعرض على منصة العرض عباءات أنيقة من تصميم مصممين إماراتيين، وتصاميم آسيوية، وطبعات أفريقية ملوّنة، وعلامات تِجارية أوروبية مستدامة".
وأشارت إلى أن القائمين على الحدث يختارون بعناية عارضات يعكسن جمال جميع النساء المحتشمات. وتأكيداً على الشمولية؛ فقد تمت إضافة عارضات أزياء ذوات مقاسات كبيرة، من خلال مشاركة 30 عارضة تم اختيارهن بعناية، وأكثر من 100 شخصية مؤثرة، وقائدات رئيسيات في الصناعة، ووفود ثقافية.
تركيز الحدث على الهوية والتمكين والاستدامة
يركّز حدث هذا العام من أسبوع أبوظبي للموضة المحتشمة على الهوية والتمكين و الاستدامة. وقد استطاعت "ثينك فاشون" الموازنة بين صناعة الأزياء والروايات الثقافية والاجتماعية العميقة التي تُمثلها الأزياء المحتشمة، من خلال أولويتها في إلهام النساء حول العالم وتمكينهن فيما يفعلنه. ولذلك، تقوم "ثينك فاشون" باعتماد مفهوم فريد من عروض الأزياء والبرامج الحوارية ولقاءات العلامات التجارية، بهدف مواصلة الدعم الرؤيوي لمسيرة المشاركات. ويأتي ذلك بدعم من شركاء "ثينك فاشون" الرئيسيين، مثل: ميرال ديستنيشنز، جزيرة السعديات، متاجر التجزئة مثل: هارفي نيكولز، برينتامب، وأُناس، غاليري لافاييت. بالإضافة للعديد من الجهات المعنية الأخرى، من المؤثرين ووسائل الإعلام، التي تدعم وتتبنى مبادرة "ثينك فاشون" في قيم الاحتشام في كلّ أسبوع من أسابيع الموضة المحتشمة.
يمكن أيضاً الاطلاع على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شاهد بالفيديو.. بعد أن نام في مطار نيويورك وفشل في اللحاق بطائرته المتجهة إلى السعودية.. التيكتوكر السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) تطلق زوجها "حامد" بالثلاث أمام حشد كبير من النساء
شاهد بالفيديو.. بعد أن نام في مطار نيويورك وفشل في اللحاق بطائرته المتجهة إلى السعودية.. التيكتوكر السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) تطلق زوجها "حامد" بالثلاث أمام حشد كبير من النساء

سودارس

timeمنذ 2 أيام

  • سودارس

شاهد بالفيديو.. بعد أن نام في مطار نيويورك وفشل في اللحاق بطائرته المتجهة إلى السعودية.. التيكتوكر السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) تطلق زوجها "حامد" بالثلاث أمام حشد كبير من النساء

نشر في كوش نيوز تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان, مقطع فيديو حديث للتيكتوكر السودانية, الشهيرة خديجة أمريكا, تم تصويره من العاصمة السعودية الرياض. وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فإن التيكتوكر الشهيرة, كانت قد نظمت "بازار" نسائي, بالعاصمة السعودية, حضره حشد كبير من السودانيين. خديجة أمريكا, أثار ضحكات الحاضرين الذين سألوها من زوجها وشريك حياتها "حامد", لتجيبهم مازحة أنه نام بمطار نيويورك, وفشل في اللحاق بالطائرة القادمة إلى المملكة. وبحسب ما شاهد محرر موقع النيلين, فقد زادت التيكتوكر, من ضحكات الحاضرين بممازحتها لزوجها قائلة: (طلقان طلاق تلاتة يا حامد). انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره. مواضيع ذات صلة شاهد بالفيديو.. التيكتوكر السودانية الشهيرة خديجة أمريكا تظهر في مقطع حديث مع زوجها "حامد" وتتغزل فيه: (عسلي وقلبي الله يخليك ليا وتشيل العليا) والأخير يرد عليها: (كل شيء بيد الله) شاهد بالصورة.. التيكتوكر السودانية خديجة أمريكا تبهر متابعيها بإطلالة جديدة والجمهور: (طلعتي مزة يا أمريكا) شاهد بالصورة.. التيكتوكر السودانية خديجة أمريكا تبهر متابعيها بإطلالة جديدة والجمهور: (طلعتي مزة يا أمريكا) شاهد بالفيديو.. على أنغام "الليلة عرسك يا الجزيرة" وبالزي العسكري.. خديجة أمريكا ترقص فرحاً بتحرير الجيش لود مدني وزوجها حامد يشاركها الرقص ويرمي عليه نقطة بالدولار شاهد بالفيديو.. التيكتوكر السودانية الشهيرة خديجة أمريكا تظهر في مقطع حديث مع زوجها "حامد" وتتغزل فيه: (عسلي وقلبي الله يخليك ليا وتشيل العليا) والأخير يرد عليها: (كل شيء بيد الله)

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي
القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

سعورس

timeمنذ 3 أيام

  • سعورس

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

لم يكن هذا الشعور بسبب عضوية الدكتور وليد فحسب، بل لأنه رفعني بذكر اسمي مشكوراً في مقاله (القصيمي متمرد ساخط على المجتمع) الذي جاء تعقيباً على مقال (القصيمي وجرأة التنوير... فروسية فكر بلا سرج ولا لجام)، لكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور، حين أدركت موقعي المتواضع، فأنا لست بمستوى الدكتور وليد، ولا أنتمي إلى أي ناد ثقافي أو جمعية أدبية، ولا أحمل أي ألقاب براقة يمكن أن تثير (رهبة الجماهير المثقفة). ثم جاءت لحظة الحقيقة الحاسمة عند مراجعتي لمقالي، فوجدته مجرد نقولات متفرقة، كان أبرزها (دفاع القصيمي عن نفسه أمام خصومه) وهو دفاع يكفي ولا يحتاج إلى إعادة تكرار. أما عن الدكتور وليد أبو ملحة، فإني أرى من المناسب أن يعود إلى كتاب «آفة الحرس القديم» الذي جمعه وأعده علي فايع الألمعي، فربما يجد فيه ما يخرجه من (ظلال الحرس القديم) وهو توجه تأكد لي عند تصفحي لأرشيفه، حيث تفاجأت بمقاله: «شارع الأعشى لا يشبهنا في شيء» الذي يهاجم فيه مسلسلاً مقتبساً عن رواية الدكتورة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى». في نهاية مقاله استخدم عبارة شديدة اللهجة كثيراً ما سمعتها من الحرس القديم: «ليس من حق أي كاتب أو صانع دراما أن ينقل الواقع كما يحب هو أن يكون...» بهذه الجملة، لم يكتف بممارسة الوصاية على المسلسل وكاتبه، بل امتدت إلى القنوات الفضائية نفسها، هل يذكركم هذا بشيء؟ بالنسبة إلي، تذكرت فتوى عام 2008 بقتل ملاك الفضائيات العربية التي استنكرتها وسائل الإعلام العالمية، كما تذكرت كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام»، الذي قدم فيه المؤلف نفسه كمتحدث باسم مليار ونصف مسلم، مستخدماً قطعيات تشبه من يرى أنه «الممثل الوحيد للإسلام والنبوة والوحي»، وهي رؤية تجعل حتى «وثيقة مكة المكرمة 2019» عرضة للنقد من هؤلاء بحجة مألوفة نعرفها جيداً: «تمييع الدين وإضعاف الإسلام». لا أنوي تحميل الدكتور وليد أبوملحة وزر (الحرس القديم) فهو إنسان مستمتع بالحياة، والدليل متابعته الدقيقة لمسلسل «شارع الأعشى» رمضان الماضي، دون أن يغير القناة بحثاً عن دراما أكثر انسجاماً مع تحفظاته الدينية والفكرية، بل تابع بشغف، ثم اختتم الشهر بمقال استنكاري، وكأنه بعد الاستمتاع، قرر أن يتمضمض بمقال يندد بالمحتوى الذي تابع تفاصيله حتى النهاية! هذه الظاهرة تذكرني بمفهوم (الاستشراف)، الذي كتب عنه الدكتور فالح العجمي في مقاله (فئات المستشرفين...) بصحيفة اليوم 2017، كما كتب عنه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في صحيفة «الجزيرة» بعنوان أشد قسوة، وفي رأيي، أن المستشرف أقرب إلى (متلازمة ستوكهولم) منه إلى (الوعي بتموضعه الفكري). بين البداوة والحضارة أعترف أنني أتعلم (التواضع العلمي والحلم الأخلاقي) من أمثال الدكتور وليد أبو ملحة، لذا أراعي وأتفهم (تعدد الأفهام) بين: (راعي الغنم المثقف) وهو الأقرب للبداوة من أمثالي، وبين (ابن المدينة المترف) وهو الأقرب للحضارة من أمثاله، فالبداوة التهامية تفرض علي (العفوية والصدق) دون حسابات (القراءة المتربصة) التي وصفها محمد زايد الألمعي بدقة حين قال (القراءة المتربصة أسوأ من عدم القراءة، فهي تعيد إنتاج جهلها بوهم أنها قرأت وفهمت، ومن ثم تورط قارئاً آخر في الوهم ذاته). القراءة المتربصة تاريخ طويل، والبحث في تراثنا العربي يكشف جذور (القراءة المتربصة)، التي تعود إلى زمن ابن قتيبة (213 - 276ه) فقد بدأ كتابه «عيون الأخبار» بتحذير واضح ضد هذا النوع من الفهم السطحي للنصوص، قائلاً «فإذا مر بك أيها المتزمت حديث تستخفه.. فاعرف المذهب فيه، وما أردنا به، واعلم أنك إن كنت مستغنياً عنه بتنسكك، فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه...» لكن هذه النزعة تفاقمت بعد (هجمة المغول 656ه) كمؤشر إلى (الانحطاط الحضاري)، فازدادت معها (سطوة القراءة المتربصة)، التي لا علاقة لها بالنقد الحقيقي، بل هي نوع من (الملاحقة الفكرية) للتراث العربي، بحيث لو استطاعت لحاربت (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري (ت 449ه)، وقبله التوحيدي (ت 414ه) وقبلهما الجاحظ (ت 255ه)، وحتى بعض كتب التفسير التراثية لن تسلم! من يقرأ التاريخ يرى كيف استهدفت هذه النزعة كتباً كثيرة، مثل «رسائل إخوان الصفا» في القرن الرابع الهجري، وحتى «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني (ت 356ه)، فكيف بالنواسي وديوانه (ت 198ه) الذي جمع أخباره ابن منظور (ت 711ه)، بل امتدت لعصور طويلة بدءاً من ابن المقفع (ت 142ه)، جابر ابن حيان (ت 200ه)، الكندي (ت 256ه)، الفارابي (339ه)، ابن الهيثم (ت 430ه)، ابن سيناء (427ه)، وابن رشد (595ه) وغيرهم كثير في التاريخ العربي. (لا نريد عودة الماضي) عزيزي القارئ، لا تدفع نفسك إلى تلك (الأوهام الفكرية)، ولا تتأثر بما عايشته خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في سنوات مضت: شجار هنا، صراخ على دار نشر (ملحدة) هناك! حتى (طاش ما طاش) استعرض هذه الظواهر سابقاً. إنها (سنوات لا نريدها أن تعود) ونأمل لمن تأخر في تجاوزها أن يجد (شفاء عاجلاً)، ولمن خلصنا منها أن يزداد قوة وتمكيناً.

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي
القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

الوطن

timeمنذ 3 أيام

  • الوطن

القراءة المتربصة بين التاريخ والثقافة: تفكيك نقدي

الدكتور وليد أبو ملحة يعرف نفسه في تويتر/إكس بأنه (عضو جمعية كتاب الرأي) وهذا بلا شك لقب فخم فاخر مذهل في تميزه وعبقريته، يستحق أن يخلد في سجلات الإنجاز الثقافي! لحظة قراءتي لهذا التعريف، انتابتني قشعريرة مهيبة، ورهبة اعتزاز سمت بي إلى آفاق طه حسين والعقاد من العرب، وامرسون ومونتيني من العجم، وكدت أتوهم أنني أقف على منعطف تاريخي للثقافة العربية! لم يكن هذا الشعور بسبب عضوية الدكتور وليد فحسب، بل لأنه رفعني بذكر اسمي مشكوراً في مقاله (القصيمي متمرد ساخط على المجتمع) الذي جاء تعقيباً على مقال (القصيمي وجرأة التنوير... فروسية فكر بلا سرج ولا لجام)، لكن سرعان ما تلاشى هذا الشعور، حين أدركت موقعي المتواضع، فأنا لست بمستوى الدكتور وليد، ولا أنتمي إلى أي ناد ثقافي أو جمعية أدبية، ولا أحمل أي ألقاب براقة يمكن أن تثير (رهبة الجماهير المثقفة). ثم جاءت لحظة الحقيقة الحاسمة عند مراجعتي لمقالي، فوجدته مجرد نقولات متفرقة، كان أبرزها (دفاع القصيمي عن نفسه أمام خصومه) وهو دفاع يكفي ولا يحتاج إلى إعادة تكرار. أما عن الدكتور وليد أبو ملحة، فإني أرى من المناسب أن يعود إلى كتاب «آفة الحرس القديم» الذي جمعه وأعده علي فايع الألمعي، فربما يجد فيه ما يخرجه من (ظلال الحرس القديم) وهو توجه تأكد لي عند تصفحي لأرشيفه، حيث تفاجأت بمقاله: «شارع الأعشى لا يشبهنا في شيء» الذي يهاجم فيه مسلسلاً مقتبساً عن رواية الدكتورة بدرية البشر «غراميات شارع الأعشى». في نهاية مقاله استخدم عبارة شديدة اللهجة كثيراً ما سمعتها من الحرس القديم: «ليس من حق أي كاتب أو صانع دراما أن ينقل الواقع كما يحب هو أن يكون...» بهذه الجملة، لم يكتف بممارسة الوصاية على المسلسل وكاتبه، بل امتدت إلى القنوات الفضائية نفسها، هل يذكركم هذا بشيء؟ بالنسبة إلي، تذكرت فتوى عام 2008 بقتل ملاك الفضائيات العربية التي استنكرتها وسائل الإعلام العالمية، كما تذكرت كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام»، الذي قدم فيه المؤلف نفسه كمتحدث باسم مليار ونصف مسلم، مستخدماً قطعيات تشبه من يرى أنه «الممثل الوحيد للإسلام والنبوة والوحي»، وهي رؤية تجعل حتى «وثيقة مكة المكرمة 2019» عرضة للنقد من هؤلاء بحجة مألوفة نعرفها جيداً: «تمييع الدين وإضعاف الإسلام». لا أنوي تحميل الدكتور وليد أبوملحة وزر (الحرس القديم) فهو إنسان مستمتع بالحياة، والدليل متابعته الدقيقة لمسلسل «شارع الأعشى» رمضان الماضي، دون أن يغير القناة بحثاً عن دراما أكثر انسجاماً مع تحفظاته الدينية والفكرية، بل تابع بشغف، ثم اختتم الشهر بمقال استنكاري، وكأنه بعد الاستمتاع، قرر أن يتمضمض بمقال يندد بالمحتوى الذي تابع تفاصيله حتى النهاية! هذه الظاهرة تذكرني بمفهوم (الاستشراف)، الذي كتب عنه الدكتور فالح العجمي في مقاله (فئات المستشرفين...) بصحيفة اليوم 2017، كما كتب عنه الدكتور عبدالرحمن الشلاش في صحيفة «الجزيرة» بعنوان أشد قسوة، وفي رأيي، أن المستشرف أقرب إلى (متلازمة ستوكهولم) منه إلى (الوعي بتموضعه الفكري). بين البداوة والحضارة أعترف أنني أتعلم (التواضع العلمي والحلم الأخلاقي) من أمثال الدكتور وليد أبو ملحة، لذا أراعي وأتفهم (تعدد الأفهام) بين: (راعي الغنم المثقف) وهو الأقرب للبداوة من أمثالي، وبين (ابن المدينة المترف) وهو الأقرب للحضارة من أمثاله، فالبداوة التهامية تفرض علي (العفوية والصدق) دون حسابات (القراءة المتربصة) التي وصفها محمد زايد الألمعي بدقة حين قال (القراءة المتربصة أسوأ من عدم القراءة، فهي تعيد إنتاج جهلها بوهم أنها قرأت وفهمت، ومن ثم تورط قارئاً آخر في الوهم ذاته). القراءة المتربصة تاريخ طويل، والبحث في تراثنا العربي يكشف جذور (القراءة المتربصة)، التي تعود إلى زمن ابن قتيبة (213 - 276هـ) فقد بدأ كتابه «عيون الأخبار» بتحذير واضح ضد هذا النوع من الفهم السطحي للنصوص، قائلاً «فإذا مر بك أيها المتزمت حديث تستخفه.. فاعرف المذهب فيه، وما أردنا به، واعلم أنك إن كنت مستغنياً عنه بتنسكك، فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه...» لكن هذه النزعة تفاقمت بعد (هجمة المغول 656هـ) كمؤشر إلى (الانحطاط الحضاري)، فازدادت معها (سطوة القراءة المتربصة)، التي لا علاقة لها بالنقد الحقيقي، بل هي نوع من (الملاحقة الفكرية) للتراث العربي، بحيث لو استطاعت لحاربت (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري (ت 449هـ)، وقبله التوحيدي (ت 414هـ) وقبلهما الجاحظ (ت 255هـ)، وحتى بعض كتب التفسير التراثية لن تسلم! من يقرأ التاريخ يرى كيف استهدفت هذه النزعة كتباً كثيرة، مثل «رسائل إخوان الصفا» في القرن الرابع الهجري، وحتى «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني (ت 356هـ)، فكيف بالنواسي وديوانه (ت 198هـ) الذي جمع أخباره ابن منظور (ت 711هـ)، بل امتدت لعصور طويلة بدءاً من ابن المقفع (ت 142هـ)، جابر ابن حيان (ت 200ه)، الكندي (ت 256هـ)، الفارابي (339هـ)، ابن الهيثم (ت 430هـ)، ابن سيناء (427هـ)، وابن رشد (595هـ) وغيرهم كثير في التاريخ العربي. (لا نريد عودة الماضي) عزيزي القارئ، لا تدفع نفسك إلى تلك (الأوهام الفكرية)، ولا تتأثر بما عايشته خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في سنوات مضت: شجار هنا، صراخ على دار نشر (ملحدة) هناك! حتى (طاش ما طاش) استعرض هذه الظواهر سابقاً. إنها (سنوات لا نريدها أن تعود) ونأمل لمن تأخر في تجاوزها أن يجد (شفاء عاجلاً)، ولمن خلصنا منها أن يزداد قوة وتمكيناً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store