
6 مخرجات بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان.. والأنظار على حرزي وجوهانسون
تشهد الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي تنافسا على السعفة الذهبية بين عدد من المخرجين البارزين، في مقدمهم الإيراني جعفر بناهي، والأميركي ويس أندرسون مع كوكبة من النجوم، والفرنسية جوليا دوكورنو التي تسعى إلى فوز ثان باللقب، إضافة إلى المخرجَين البلجيكيين جان بيار ولوك داردين اللذين يطمحان إلى جائزة ثالثة لهما.
وبلغ عدد النساء ستّا في قائمة المخرجين الـ20 الذين أعلن المندوب العام تييري فريمو في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس أن أفلامهم أُدرجَت في المسابقة.
وتشارك الممثلة والمخرجة الفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي (38 عاما) للمرة الأولى في المسابقة الرسمية، إلى جانب عملاق أفلام الرعب الأميركية الصاعد آري أستر، الذي أسند إلى يواكين فينيكس دور البطولة في فيلم يتناول الانتخابات البلدية في بلدة أميركية صغيرة.
وفي الأقسام الأخرى أو خارج المسابقة، يشهد المهرجان عرض فيلم من إخراج النجمة الأميركية سكارليت جوهانسون هو أول تجربة لها وراء الكاميرا، وشريط أداره ممثل آخر هو هاريس ديكنسون، وروائي طويل عن مغنّي فرقة "يو تو" بونو، وفيلم مقتبس من رواية "اختفاء جوزيف منغيليه" (The Disappearance of Josef Mengele) للكاتب أوليفييه غيز للمخرج الروسي المنفي كيريل سيريبرينيكوف.
على الجانب الفرنسي، تضمّن الاختيار الرسمي الفيلم الجديد لسيدريك كلابيش، وهو فيلم روائي مستوحى من حياة المليارديرة ليليان بيتانكور من بطولة إيزابيل أوبير، وفيلما روائيا طويلا من إخراج ريبيكا زلوتوفسكي، مع جودي فوستر ودانيال أوتوي، وفيلما لأليكس لوتز مقتبسا من رواية "كونيمارا" (Connemara) لنيكولا ماتيو.
وسبق للمنظمين أن أعلنوا أن الممثل الأميركي توم كروز سيكون حاضرا يوم 14 مايو/أيار المقبل لمواكبة عرض أحدث أجزاء سلسلة أفلام "مهمة مستحيلة" (Mission: Impossible) خارج المسابقة الرسمية، وأن سعفة ذهبية فخرية ستُمنح إلى الممثل روبرت دي نيرو.
ومن المقرر أن يُستكمل الأسبوع المقبل الإعلان عن تفاصيل الأفلام المختارة رسميا في المهرجان الذي يُفتتح في 13 مايو/أيار المقبل، وتتولى النجمة جولييت بينوش رئاسة لجنة التحكيم فيه. ويُعرض في الافتتاح فيلم روائي طويل هو الأول للمخرجة الفرنسية أميلي بونّان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
فاطمة حسونة.. استشهاد وتوثيق لمجازر غزة في عدسة لا تموت
"إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا. لا أريد أن أكون مجرد خبر عاجل، أو مجرد رقم في مجموعة، أريد موتًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يمحى أثرها بمرور الزمان أو المكان". عبارة كتبتها المصورة الفلسطينية فاطمة حسونة، على حسابها في فيسبوك، على إنستغرام قبل أسابيع من استشهادها على يد الاحتلال الغادر، إثر غارة جوية شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية شمالي قطاع غزة. وخلّفت فاطمة وراءها عدسة وثقت ألم الأرض وتضحيات البشر، وصورًا تجسد نضال الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت وطأة الحرب منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. فاطمة، بطلة الفيلم الوثائقي "ضع روحك على كف وامش" (Put Your Soul in Your Palm and Walk)، الذي سيُعرض في قسم ACID (جمعية السينما المستقلة للتوزيع) في مهرجان كان السينمائي الشهر المقبل، كانت تستعد للاحتفال بزفافها في الأيام القليلة المقبلة. وقد أمضت شهورا في توثيق الغارات الجوية، وتدمير منزلها، ومعاناتها من النزوح المستمر، لكنها استشهدت في غارة إسرائيلية استهدفت منزل عائلتها في شارع النفق بمدينة غزة، قبل أن تحتفل بزفافها. روى حمزة حسونة، ابن عم فاطمة، تفاصيل الغارة لشبكة "سي إن إن" يوم الجمعة، قائلا: "كنت جالسا عندما انفجر صاروخان فجأة، أحدهما بالقرب مني والآخر في غرفة المعيشة. سقط المنزل فوقنا، وكان الوضع كارثيا بكل معنى الكلمة". إعلان فاطمة حسونة، التي فقدت 11 فردًا من أسرتها في يناير/كانون الثاني 2024، قررت أن توثق ما يحدث في غزة عبر عدستها. من خلال فيلمها الوثائقي الذي تتتبع من خلاله المخرجة الإيرانية سبيده فارسي حياة فاطمة في غزة منذ بداية الهجوم الإسرائيلي. وتعرض فيه كيف استخدمت فاطمة كاميرتها لنقل معاناة الغزيين وتوثيق المجازر والانتهاكات، وتوثيق مشاهد الحزن في عيون الأطفال، وصلابة الآباء، وصبر الأمهات وكبار السن الذين تمسكوا بأرضهم رغم الآلام والجراح. ووصفت مخرجة الفيلم، في بيان لها، أن العمل كان بمثابة نافذة فتحت لها فرصة لقاء مع فاطمة، لتسلط الضوء على المذبحة المستمرة التي يعاني منها الفلسطينيون. وفي تصريحات صحفية، قالت فارسي إن فاطمة كانت "شخصية مليئة بالإشراق والضوء، تتمتع بابتسامة ساحرة، وتحمل تفاؤلا طبيعيا في قلبها". وأضافت أنها تعاونت مع حسونة على مدار أكثر من عام لإنتاج الفيلم الوثائقي، ما جعل العلاقة بينهما تتوطد وتصبح أكثر قربًا. وأوضحت فارسي أن آخر اتصال جمعها بحسونة كان قبل يوم واحد من وفاتها، عندما كانت تعتزم إبلاغها بـ"الخبر السار" المتعلق بالفيلم. وقالت فارسي: "ناقشنا إمكانية سفرها إلى فرنسا في مايو/أيار من أجل عرض الفيلم في مهرجان كان، حيث كانت هي بطلة الفيلم. وأكملت فارسي قائلة: "حينما تلقيت خبر وفاتها، شعرت أنه لا يمكن أن يكون صحيحًا. أتمنى أن يعكس هذا الفيلم الوثائقي حياة (فاطمة) حسونة في غزة، وأن يكون بمثابة تكريم لروحها وذكراها". وقالت إنها عاشت في قلق دائم على حياة فاطمة، وأضافت: "كنت أخبر نفسي أنه ليس من حقي أن أخاف عليها إذا لم تكن هي نفسها تشعر بالخوف. تمسكتُ بقوتها، وبإيمانها العميق". وأوضحت فارسي، التي تعيش في فرنسا، أنها كانت تخشى أن تكون فاطمة قد تعرضت للاستهداف بسبب عملها كصحفية فوتوغرافية تحظى بمتابعة واسعة، واهتمامها المتزايد بالمشاركة في الفيلم الوثائقي. View this post on Instagram A post shared by فاطِم | قنّاصة لحظات📸 (@fatma_hassona2) إعلان وقد أدان مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين استشهاد الصحفية فاطمة حسونة، موضحًا أن الغارة التي تسببت في وفاتها تُعد "جريمة" ضد الصحفيين وانتهاكا صارخا للقانون الدولي. واعتبر أن "الصور المؤثرة التي التقطتها فاطمة، والتي توثق الحياة تحت الحصار، انتشرت عالميا لتسلط الضوء على الخسائر البشرية المدمرة التي خلّفتها الحرب". وشاركت فاطمة صورها على منصتي فيسبوك وإنستغرام، حيث يتابعها أكثر من 35 ألف شخص. وقد وثقت من خلال عدستها التحديات اليومية التي يواجهها سكان غزة، وكذلك التهديدات التي تنطوي عليها الحياة تحت القصف الإسرائيلي. وكان آخر منشور نشرته فاطمة حسونة على صفحتها في فيسبوك عبارة عن سلسلة من الصور التي التقطتها لصيادي غزة على شاطئ البحر، يوم السبت الماضي، قبل أقل من أسبوع من استشهادها. ورافق الصور قصيدة قصيرة كتبت فيها: "من هنا تتعرف على المدينة. تدخلها، لكنك لا تغادرها، لأنك لن ترحل، ولن تستطيع"، لتعبر عن روحها التي كانت متمسكة بغزة، والتي لم تغادرها حتى آخر لحظات حياتها.


الجزيرة
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
'طوفان'.. مأساة مفعمة بالأمل عن قطة تواجه فناء العالم
على مدار تاريخ جوائز الأوسكار الممتد 95 عاما، لم يُرشح فيلم من جمهورية لاتفيا للجائزة قط، وفي عام 2025، رُشح أول مرة فيلم التحريك 'طوفان' (Flow) للمخرج 'غينتس زلبالوديس'، ليس فقط لجائزة أفضل فيلم رسومي، بل أيضا لأفضل فيلم في فئة الأفلام الدولية. مع ذلك، لا شيء في هذا الفيلم ينبئ بالدولة التي خرج منها، إنه فيلم يستعير بهاء أفلام السينما الأولى وقوة تعبيرها في زمنها الصامت، إذ يتخلى طوعا عن الحوار. يحكي الفيلم في ظاهره عن قطة مجهولة تحاول النجاة من طوفان (توراتي) يوشك أن يبتلع اليابسة، وهي تتشارك في هذه الرحلة قارب النجاة مع كلب وخنزير ماء وهبّار وكاتب ضخم (طائر سكرتير). تبدو القصة ذات بساطة ظاهرة، لكنها تجربة مشاهدة غامرة ومؤثرة. إنه فيلم شاعري عن الصداقة وعن الرفقة في مواجهة الكوارث، إنه أيضا قصة عالمنا في لحظة حرجة من تاريخه، كما يمثل تذكيرا واضحا بالقوة الفريدة للرسوم المتحركة على رواية القصص على نحو بصري خالص. كان 'فيم فيندرز' مخرج السينما الألمانية الكبير، قد شبه الحكاية السينمائية ذات مرة بأنها نهر، وأنك -أيها الحكّاء- إذا تجرأت على الإبحار فيه والثقة به، فإن قارب الحكي سيحملك إلى شيء ما سحري. في فيلم 'طوفان' شيء ما يمنح هذا الأثر، حتى لو كان نهر الحكاية يحمل اندفاعا طوفانيا، ففيه شيء ناعم وسحري، يتجلى منذ الإطار الأول، ويسحبك تماما معه. تحول نجاح الفيلم إلى ما يشبه الظاهرة، فقد عُرض أول مرة في مايو/ أيار 2024 بمهرجان 'كان' السينمائي في قسم 'نظرة خاصة'، ثم أصدرته دور العرض السينمائية اللاتفية في 29 أغسطس/ آب من نفس العام. أشاد النقاد بالفيلم، وحطم عددا من أرقام شباك التذاكر، وأصبح أكثر الأفلام مشاهدة في تاريخ دور العرض اللاتفية، بما في ذلك الأفلام الأجنبية، وفي حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ97، فاز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة. وقبل الأوسكار، كان الفيلم قد فاز تقريبا بكل جائزة ممكنة في موسم الجوائز حول العالم؛ من أبرزها جائزة 'غولدن غلوب' لأفضل فيلم رسوم متحركة، وجائزة الفيلم الأوروبي، وكذلك جائزة 'سيزار' لأفضل فيلم في نفس الفئة. أطلال عالم مدمر ورثته حيوانات تسعى للنجاة 'اسمي أوزيماندياس، مَلِكُ الملوك انظر إلى ما صنعت، أيها الجبار، وإبتئِسْ! لا شيء باق من حوله سوى أطلال ذاك الحطام الهائل في صحراء جرداء بلا نهاية' في الفيلم أصداء من قصيدة 'بيرسي بيش شيلي' الشهيرة، لكن المسافر في صحراء القصيدة يتحول لرفقة من الحيوانات، عبر عالم مغمور بالماء، ليكونوا شهداء على السقوط المأساوي لحضارة الإنسان. تبدو حكاية الإنسان أثرا عرضيا لرحلة نجاة حيوانات المخرج 'غينتس زلبالوديس'، الذي لا تطالبك حكايته أن تبتئس، بل أن تفتح قلبك وتسأل عما جرى. لا يمنح 'زلبالوديس' جمهوره إلا القليل جدا حول السياق العام لحكايته. ويمثل الحدث الأساسي والمؤسس في حكايته طوفانا يدمر الأرض، ويجبر الحيوانات البرية على التنقل بقوارب في عالم غارق في الفيضانات، وهو لا يخبرنا بأي سبب لحدوث هذا الطوفان، ولا تبدده في ختام الفيلم. يكمن جمال فيلم 'الطوفان' في أن ما يعرفه الجمهور هو نفس قدر المعرفة الذي يُمنح لكائنات الفيلم، فتصير هذه الرحلة في المجهول اكتشافا مشتركا بين المُشاهد والكائنات. ربما هذه هي المرة الأولى التي نشاهد فيها فيلما من أفلام الفناء (نهاية العالم) يخلو من البشر، فهنا اختفاء مادي كامل لهم، لا نرى إلا بعض آثارهم. ففي بداية الفيلم، نرى القطة تعيش في بيت خالٍ من البشر، مع وجود علامات على حياة بشرية كانت هنا قبل وقت قصير، منها مكتب فنان تحب القطة النوم عليه، ورسم تخطيطي غير مكتمل أبدعه قبل رحيله المفاجئ مخلفا وراءه قطته المحبوبة. وحول المنزل تماثيل للقطة ذات مقاييس مختلفة قرب الغابة الجميلة، بعضها شديد الضخامة. في النصف الثاني من الفيلم، يمر القارب الطافي بمدينة باذخة الجمال، لكنها خاوية على عروشها. تنتشر آثار البشرية في كل مكان في المشهد الغارق. إن المشهديات أكثر غموضا من كونها فناء، لكنها بالتأكيد للتساؤل عما حدث لهذه الحضارة وأين ذهب سكانها؟ يبدو الأمر اختفاء مفاجئا، ربما ورثت الحيوانات الأرض، ولك أن تحاول تخمين مصير هذا العالم، أو ما حدث للبشر، لكن السرد أكثر اهتماما بمصير هذه الحيوانات، ورغبتها في النجاة. قطة سوداء منعزلة في مواجهة العالم ينسجم مسار الحكاية في فيلم 'الطوفان' مع مخطط 'رحلة البطل' كما صاغه الكاتب 'جوزيف كامبل'، فللبطل رحلة عبر الخارج وأخرى عبر الداخل. نشاهد في البداية العالم العادي الذي تعيشه القطة، وندرك عزلتها واستقلاليتها وخوفها من الآخر، فهي لا تستطيع أن تثق في الآخر، ثم يأتي الطوفان فيقلب عالمها العادي، ويدفعها باتجاه الآخر بقوة الضرورة والحاجة. يريد الكلب أن يكون صديقا، لكن القطة لا تريد أي علاقة به، وتهرب إلى مكان راحتها المفضل في منزل صاحبها، تاركة الكلب يتجول خارجه، وحين يبدو أن الطوفان قد خرج عن السيطرة، يحاول الكلب مرة أخرى أن يدعوها لركوب القارب مع مجموعة من الكلاب، لكنها تتمسك بخوفها وحذرها، وتبقى وحدها في مواجهة الغرق، وحين تقفز على متن قارب يبدو فارغا تجد على متنه خنزير ماء، فتواصل توترها وانزواءها بعيدا. مثل كل رحلة، نرى أصدقاء يساعدون البطل، وهم هنا كثر، منهم حوت هائل يبدو كأنه يد إلهية، كلما ظهر قدم لقطّتنا نوعا من المساعدة، تدفعها قدما في طريق رحلتها المقدورة، ومنهم الطائر الكاتب الذي ينقذها أكثر من مرة. في المرات الأولى التي يحاول فيها الطائر الجميل إنقاذها، يدفعها الخوف للهرب من المساعدة، حتى نصل إلى المشهد الذي يدافع فيه عنها ضد طيور من فصيلته، فيدفع كبير هذه الطيور لكسر جناحه عقابا له. يكون هذا المشهد حاسما في تحول القطة، وبداية ثقتها فيه وفي بقية الحيوانات شيئا فشيئا. يمثل الموضوع المشترك في 'رحلة البطل' دائما مفهوم التحول والنمو الشخصي، فطوال الرحلة يخضع البطل عادة لتغييرات كبيرة، ويتطور من فرد عادي أو معيب إلى شخصية بطولية، وغالبا ما يكون موضوع التحول مصحوبا بالتحديات والتجارب واكتشاف الذات، مما يجعله عنصرا مركزيا وعالميا في روايات رحلة البطل. في قصتنا كان على القطة أن تدرك أنها تحتاج للآخر لتواصل مغامرتها، وأن عليها أن تثق في شركاء رحلتها لتنجو، وعند الوصول إلى ذروة القصة، يوضع البطل تحت اختبار جديد في طريق تحقيقه لهدفه، لصقل مهاراته بالتضحية الأخيرة، من خلال موت وانبعاث جديد، ولكن بمستوى أعلى وأكثر اكتمالا هذه المرة. الاستعداد للتضحية.. رسالة إنسانية يمررها الفيلم تخاطر القطة لإنقاذ رفاقها العالقين في قارب معلق فوق هاوية، ليلتئم شملهم جميعا في النهاية. ثم تكافَأ القطة بعائلة في النهاية. فكرة التضحية أو -على الأقل- الاستعداد لها هي جزء من معنى الفيلم، ففي واحد من أجمل مشاهد الفيلم وأكثرها تسامحا نرى طائر الكاتب الأبيض فجأة يرتفع في السماء عبر دوامة ناعمة من الضوء، وكان قد عجز قبل ذلك عن الطيران، حين كسر جناحه وهو يدافع عن القطة. حين يرجع البطل إلى وطنه بعد نهاية رحلته، يعود حاملا معه الدروس التي تعلمها خلال مغامرته. في خاتمة الفيلم، نشهد على قوة وحميمية الرابطة التي أقامتها القطة السوداء وأصدقاؤها بطريقة مرضية وصادقة، ومن الرسائل التي نسجتها القصة مدى ما يمكننا أن نتعلمه من بعضنا، عندما نتوقف عن الخوف من 'الآخر'.


الجزيرة
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- الجزيرة
6 مخرجات بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان.. والأنظار على حرزي وجوهانسون
تشهد الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي تنافسا على السعفة الذهبية بين عدد من المخرجين البارزين، في مقدمهم الإيراني جعفر بناهي، والأميركي ويس أندرسون مع كوكبة من النجوم، والفرنسية جوليا دوكورنو التي تسعى إلى فوز ثان باللقب، إضافة إلى المخرجَين البلجيكيين جان بيار ولوك داردين اللذين يطمحان إلى جائزة ثالثة لهما. وبلغ عدد النساء ستّا في قائمة المخرجين الـ20 الذين أعلن المندوب العام تييري فريمو في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس أن أفلامهم أُدرجَت في المسابقة. وتشارك الممثلة والمخرجة الفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي (38 عاما) للمرة الأولى في المسابقة الرسمية، إلى جانب عملاق أفلام الرعب الأميركية الصاعد آري أستر، الذي أسند إلى يواكين فينيكس دور البطولة في فيلم يتناول الانتخابات البلدية في بلدة أميركية صغيرة. وفي الأقسام الأخرى أو خارج المسابقة، يشهد المهرجان عرض فيلم من إخراج النجمة الأميركية سكارليت جوهانسون هو أول تجربة لها وراء الكاميرا، وشريط أداره ممثل آخر هو هاريس ديكنسون، وروائي طويل عن مغنّي فرقة "يو تو" بونو، وفيلم مقتبس من رواية "اختفاء جوزيف منغيليه" (The Disappearance of Josef Mengele) للكاتب أوليفييه غيز للمخرج الروسي المنفي كيريل سيريبرينيكوف. على الجانب الفرنسي، تضمّن الاختيار الرسمي الفيلم الجديد لسيدريك كلابيش، وهو فيلم روائي مستوحى من حياة المليارديرة ليليان بيتانكور من بطولة إيزابيل أوبير، وفيلما روائيا طويلا من إخراج ريبيكا زلوتوفسكي، مع جودي فوستر ودانيال أوتوي، وفيلما لأليكس لوتز مقتبسا من رواية "كونيمارا" (Connemara) لنيكولا ماتيو. وسبق للمنظمين أن أعلنوا أن الممثل الأميركي توم كروز سيكون حاضرا يوم 14 مايو/أيار المقبل لمواكبة عرض أحدث أجزاء سلسلة أفلام "مهمة مستحيلة" (Mission: Impossible) خارج المسابقة الرسمية، وأن سعفة ذهبية فخرية ستُمنح إلى الممثل روبرت دي نيرو. ومن المقرر أن يُستكمل الأسبوع المقبل الإعلان عن تفاصيل الأفلام المختارة رسميا في المهرجان الذي يُفتتح في 13 مايو/أيار المقبل، وتتولى النجمة جولييت بينوش رئاسة لجنة التحكيم فيه. ويُعرض في الافتتاح فيلم روائي طويل هو الأول للمخرجة الفرنسية أميلي بونّان.