logo
«القوات» بلا حلفاء... والتيار خارج اللائحتين: مفاوضات الساعات الأخيرة في زحلة

«القوات» بلا حلفاء... والتيار خارج اللائحتين: مفاوضات الساعات الأخيرة في زحلة

تيار اورغ١٧-٠٥-٢٠٢٥

الأخبار: رلى إبراهيم-
عندما بدأ الحديث عن الانتخابات النيابية، عمدت القوى السياسية في زحلة إلى دراسة واقع المدينة، وتغيّر خارطة العلاقات والتحالفات خلال السنوات الأخيرة فيها.
وحين أراد رئيس البلدية أسعد زغيب تقييم وضعه في المشهد العام، تبيّن له الآتي:
- تجمعه ورئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، علاقة سيئة جداً، رغم أن بداية انطلاقته كانت من منزل الوزير الراحل إيلي سكاف، لكن سرعان ما تفرّقا في الانتخابات البلدية لعام 2016، بعد خوض الكتلة الاستحقاق ضده.
- رغم أن فوزه كان نتاج تحالف «أوعى خيك» بين «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر، إلّا أنه تصرّف مع التيار «بعنجهية وكيدية»، معطّلاً مشاريع إنمائية له، على حدّ قول العونيين.
- في مقابل علاقته السيئة بالثنائي «حزب الله» وحركة أمل، ثمة علاقة باردة بـ«القوات»، وازدادت برودةً غداة الانتخابات النيابية الأخيرة، مع دعمه للنائب ميشال ضاهر.
- بنتيجة كل ذلك، لم يبق للرّيس أي حليف سوى ضاهر نفسه.
على الضفة الأخرى، خلص تقييم «القوات» لوضعها إلى ضرورة التصرّف على أساس توازن القوى الذي أفرزته الانتخابات الأخيرة، ما يعني أن اللائحة البلدية يفترض أن تولد من رحمها ويلتحق بها الآخرون، بما أنها القوة الرئيسية في زحلة. مع العلم أن علاقة «القوات» بضاهر جيدة، وبحزب الكتائب في زحلة أكثر من جيدة، لدرجة لم يعد من المعروف إذا كان النائب السابق إيلي ماروني كتائبياً أم قواتياً... إضافةً إلى ذلك، تمكّنت معراب من نسج علاقة متينة بحزب الطاشناق، مكّنتهما من التحالف في أقضية عدة، وفي زحلة أيضاً.
أما الفريق الثالث المتبقّي وقوامه التيار وسكاف والنائب السابق سيزار معلوف، فكانوا حتى الأمس القريب يسيرون على الموجة نفسها، ويخططون للتحالف معاً، قبل أن تتمكن «القوات» من التفرقة بينهم واستمالة سكاف إليها. وهو ما ألحق بالثلاثي نكسة كبيرة، فباتت زحلة أمام لائحتين:
لائحة أولى برئاسة زغيب ومدعومة من ضاهر، ولائحة ثانية برئاسة سليم زغيب تجمع «القوات» والكتلة، ليقطع هذا التحالف الهجين خط الرجعة بين «القوات» وزغيب،
ويُثير امتعاض «الكتائب»، التي اعتبرت أن جعجع لم يقف على خاطرها أو يراعي الخلاف الدموي بين آل سكاف وشقيق ماروني.
إلى جانب ذلك، رفضت مجموعة من العائلات التقليدية الراغبة بالانضمام إلى اللائحة، بعد رفع حصة الكتلة إلى تسعة أعضاء من أصل 21، من دون إقامة أي حساب لها.
وبالتالي خسرت «القوات» دعم «الكتائب» وحزب الوطنيين الأحرار وآل فتوش وآل الهراوي عند التفاهم مع سكاف، غير أن معراب لم تكترث لتلك الخسارة، التي كانت ستعوّضها من جيب الكتلة. لكنها سرعان ما خسرت الكتلة أيضاً، نتيجة خلافات على المبادئ والحصص، ما أدّى إلى خروج سكاف من اللائحة وبقاء «القوات» وحيدة.
الثنائي يكفيه، وفق ما أبلغ زغيب، أنه يخوض الانتخابات ضدّ «القوات»
يُفترض هنا الإضاءة على نقطتين: قرار سكاف الخروج من تحالفها مع التيار ومعلوف وانضمامها إلى «القوات»، أثار استياء معلوف الذي سارع إلى الانضمام إلى لائحة زغيب، معتبراً أن سكاف استخدمته والتيار لتحسين شروطها في التفاوض مع «القوات». في غضون ذلك، كان ضاهر يتواصل مع الثنائي المُخيَّر بين زغيب و«القوات»، فاختار الأول على مضض. وضاهر على علاقة ممتازة بالأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري، ويرجّح أن تنال اللائحة المدعومة منه غالبية الأصوات السّنية.
أمّا النقطة الثانية، فهي أن التيار حاول تشكيل لائحة غير مكتملة من ناشطين، قبل دخوله على خط المفاوضات مع لائحة زغيب، التي باتت الأقوى. وقضى «الديل» مع سكاف على التفاوض معاً مع زغيب، إلّا أن ميريام ذهبت بمفردها، ما أبقى التيار خارج اللائحتين.
ثلاثة خيارات أمام التيار
هكذا بدأ العونيون دراسة الخيار الأنسب لهم، منطلقين من قناعة أن اللائحتين شُكّلتا بعقلية عزل التيار. فمن جهة تريد «القوات» تحقيق ربح سياسي عليه. ومن جهة أخرى، يُعيِّرُ زغيب التيار بحلفه السابق مع حزب الله، في حين أنه متحالفٌ مع الثنائي، ولكن مجاناً، إذ سيأخذ أصواته، من دون أن يعطيه أي حصة في المقابل. فالثنائي يكفيه، وفق ما أبلغ زغيب، أنه يخوض الانتخابات ضدّ «القوات». غير أن التيار كان رافضاً لهذه المعادلة حتى مساء أمس، واصفاً طريقة التعاطي هذه بـ«قلة الأخلاق».
في موازاة ذلك، حصل خرق لناحية قيام «القوات» بالتواصل مع التيار، لحثّه على التحالف معها، كما كان يحصل في السنوات السابقة، إذ تحالف الطرفان مع «الكتائب» في عام 1998، وأعادا التحالف نفسه في عام 2004، كلائحة معارضة، ثم تفرّقا في عام 2010 لعدم رغبة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون بكسر إيلي سكاف في مدينته، قبل أن يتحالفا مجدداً في عام 2016 ويدعما زغيب.
وبحسب التيار، كان يمكن إعادة الكرّة في عام 2025 لولا اعتبار «القوات» أنها القوة الرئيسية في زحلة، وبوسعها إنجاح مجلس بلدي بمفردها، قبل أن تصطدم بالواقع المغاير. ويقول العونيون إن خلافهم مع «القوات» لن يدفعهم إلى اعتماد الاستراتيجية نفسها التي تعتمدها معراب بإقصائهم متى استطاعت ذلك.
وبالتالي لم يحسم التيار موقفه بعد من اللائحتين: فإذا تحالف مع «القوات» وخسر فسيكون كبّد نفسه هزيمة لا ناقة له فيها ولا جمل. أما تحالفه مع زغيب، فلا يُربِحه شيئاً سوى الاحتفال بهزيمة «القوات». وثمة خيار ثالث أمامه هو دعم لائحة غير مكتملة من سبعة مرشحين، هي الأقرب إليه. ومن المُفترض أن يُصدِر بياناً رسمياً اليوم حول ذلك.
تجدر الإشارة إلى أن قياس موازين القوى اليوم يُظهِر أفضلية للائحة زغيب مقابل لائحة «القوات» المجرّدة من الشركاء. ومشكلة رئيسها سمير جعجع الأساسية هنا، عدم قدرته على دقّ أجراس زحلة، والتحذير من الخطر القادم على المدينة.
فزغيب طوال فترة ولايته البلدية لم يكن صديقاً للثنائي، لا بل اتّسم موقفه بالعداء تجاهه. ولا قدرة لدى «القوات» أيضاً على المزايدة على الضاهر سياسياً، ولا على «الكتائب» و«الأحرار» والعائلات الزحلاوية.
لذلك تقول المعلومات إن «القوات» لا تزال تسعى إلى إعادة استمالة «الكتائب» و«الأحرار» إليها، ما يعني في المحصّلة، أن المشهد الزحلاوي لم تتضح صورته بشكل كامل بعد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ملفات تهدد اتفاق إيران - أميركا.. تفاصيل مهمة على "خط النووي"
ملفات تهدد اتفاق إيران - أميركا.. تفاصيل مهمة على "خط النووي"

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

ملفات تهدد اتفاق إيران - أميركا.. تفاصيل مهمة على "خط النووي"

يوم الجمعة الماضي، عقدت إيران والولايات المتحدة في روما جولة خامسة من المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني. وإثر ذلك، غادر وفدا البلدين من دون إحراز تقدم ملحوظ، لكنهما أبديا استعدادهما لإجراء مباحثات جديدة. ورغم الحديث عن تقدم في المفاوضات إلا أن نقاط خلاف ما زالت مستمرة حول الملف النووي الإيراني رغم وساطة سلطنة عمان. ويشكل تخصيب اليورانيوم موضوع الخلاف الرئيسي ، وتشتبه الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، العدو اللدود لإيران والتي يرى الخبراء إنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ، بنية طهران امتلاك سلاح نووي. من جهتها، تنفي طهران أي طموحات نووية عسكرية، فيما تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران تخصب اليورانيوم راهنا بنسبة 60 في المئة، متجاوزة إلى حد بعيد سقف 3.67 في المئة الذي نص عليه اتفاق 2015 النووي مع القوى الغربية الكبرى، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018. ورداً على الخطوة الأميركية، أعلنت إيران أنها غير ملزمة بعد اليوم بمضمون الاتفاق. ويعتبر الخبراء أنه ابتداءً من 20 في المئة، قد يكون لليورانيوم استخدامات عسكرية، علماً أن التخصيب ينبغي أن يكون بنسبة 90 في المئة للتمكن من صنع قنبلة. والأحد الماضي، صرح الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يترأس وفد بلاده في المباحثات مع طهران، أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تسمح لايران بأن تملك ولو واحداً في المئة من القدرة على التخصيب. وفيما تؤكد إيران أن قضية التخصيب "خط أحمر" بالنسبة إليها، قال الباحث في مركز السياسة الدولية في واشنطن سينا توسي، إن محادثات الجمعة أبرزت "صراع الخطوط الحمراء، التي يبدو أنه لا يمكن تحقيق تقارب في شأنها". وتصر طهران على أن تنحصر المحادثات بالمسألة النووية ورفع العقوبات عنها، جاعلة من ذلك مبدأ غير قابل للتفاوض. وفي 2018، اعتبر الانسحاب الأميركي من الاتفاق الدولي حول النووي مدفوعاً في شكل جزئي بعدم وجود إجراءات ضد برنامج إيران البالستي الذي ينظر إليه كتهديد لإسرائيل حليفة واشنطن. وفي 27 نيسان، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الولايات المتحدة إلى بلوغ اتفاق يحرم في الوقت نفسه إيران من أي قدرة على تخصيب اليورانيوم وتطوير صواريخ. واستبق محللون الأمر بالقول إن هذا الموضوع مطروح على جدول أعمال المباحثات، وكذلك دعم إيران لما يسمى "محور المقاومة" الذي يضم تنظيمات مسلحة معادية لإسرائيل أبرزها حزب الله في لبنان وحركة حماس الفلسطينية في غزة والمتمردون الحوثيون في اليمن. ولا تخفي إيران استياءها من مطالب "غير عقلانية" من جانب الولايات المتحدة، فضلاً عن شكواها من مواقف متناقضة لدى المسؤولين الأمريكيين. إلى ذلك، تندد إيران بموقف واشنطن "العدائي" بعدما فرضت عقوبات جديدة عليها قبل العديد من جولات التفاوض. وفي هذا السياق، استهدفت الخارجية الأميركية، الأربعاء، قطاع البناء بحجة أن بعض المواد تستخدمها إيران في برامجها النووية والعسكرية والبالستية. ورأت الدبلوماسية الإيرانية أن "هذه العقوبات تثير تساؤلات حول مدى جدية الأميركيين على الصعيد الدبلوماسي". ومع نهاية نيسان، وقبل الجولة الثالثة من المباحثات، فرضت واشنطن أيضاً عقوبات على قطاعي النفط والغاز في إيران. في موازاة دعوته القادة الإيرانيين بإلحاح إلى التوصل لاتفاق، يتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، بقصف إيران إذا فشل المسار الدبلوماسي. والجمعة، حذر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري، من أن "أي توغل للولايات المتحدة في المنطقة سيؤول بها إلى مصير مماثل لما واجهته في فيتنام وأفغانستان". ونقلت شبكة سي إن إن الثلاثاء عن العديد من المسؤولين الأميركيين، أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية.

بمناسبة عيد تحرير الجنوب اللبناني.. بيان للحوثيين
بمناسبة عيد تحرير الجنوب اللبناني.. بيان للحوثيين

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

بمناسبة عيد تحرير الجنوب اللبناني.. بيان للحوثيين

صدر عن المكتب السياسي لأنصار الله البيان التالي: نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لأمين عام حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان والشعب اللبناني بمناسبة العيد 25 للمقاومة والتحرير. مناسبة العيد 25 للمقاومة والتحرير توجت بالهزيمة المذلة للصهيوني وطرده من جنوب لبنان. انتصار المقاومة الإسلامية في 25 مايو 2000 متغير استراتيجي مهم في إطار الصراع العربي والإسلامي مع العدو الصهيوني. الأمة العربية والإسلامية بانتصار المجاهدين في حزب الله استعادت الثقة بنفسها وشعوبها وإمكانياتها الذاتية. انتصار حزب الله على العدو في 2006 رسم خطوط معادلات وقواعد اشتباك جديدة مع كيان الاحتلال. نجدد العهد والوفاء مع حزب الله ومع المقاومة والسير على خطى القادة الشهداء، وفي مقدمتهم شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه. نؤكد التضامن مع لبنان والمقاومة الإسلامية ونستنكر الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحق الأراضي والسيادة اللبنانية. ندعو الأطراف اللبنانية إلى استلهام دروس التاريخ التي أكدت أن قوة لبنان كانت وستبقى في مقاومته الشريفة، وفي سلاحها الذي شكل توازن الردع مع العدو الصهيوني.

نتائج صيدا أبرزت حضور سعد وبهية الحريري... حجازي رئيساً وعكرة نائباً للرئيس في مجلس بلدي مركّب
نتائج صيدا أبرزت حضور سعد وبهية الحريري... حجازي رئيساً وعكرة نائباً للرئيس في مجلس بلدي مركّب

النهار

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار

نتائج صيدا أبرزت حضور سعد وبهية الحريري... حجازي رئيساً وعكرة نائباً للرئيس في مجلس بلدي مركّب

مثلما توقعت "النهار" قبل أيام، جاءت نتائج معركة الانتخابات البلدية والاختيارية في مدينة صيدا، بعد فرز الأصوات وظهور نتائج غير رسمية، لمصلحة اللائحتين الرئيسيتين "سوا لصيدا" برئاسة المهندس مصطفى حجازي المدعومة من "تيار المستقبل" والنائبة بهية الحريري ورجل الأعمال مرعي ابو مرعي ورئيس البلدية السابق المهندس محمد السعودي والسيد يوسف النقيب، والتي حصدت 11 عضواً من المقاعد الـ21 للمجلس البلدي، و"نبض البلد" برئاسة المهندس محمد الدندشلي المدعومة من النائب أسامة سعد ورجل الأعمال محمد زيدان و"تجمع المهندسين" وتجمع "علّ صوتك" والحزبين الشيوعي و"الديموقراطي الشعبي" والى حد ما "حزب الله"، والتي حصدت 7 أعضاء. فيما استطاعت لائحة "صيدا بدها ونحنا قدها" برئاسة الصيدلاني عمر مرجان والمدعومة بشكل غير مباشر من النائب عبد الرحمن البزري الفوز بثلاثة مقاعد والفائزون هم من القريبين من "الجماعة الإسلامية". وكان لافتاً أن رئيس اللائحة عمر مرجان لم يحالفه الحظ بالفوز. كذلك لم يفز أي مرشح من اللائحة المدعومة من "الجماعة" والتي ضمت 16 مرشحاً. قبل ساعات من إعلان النتائج رسمياً، تردد أن لائحة "سوا لصيدا" حصدت 10 أعضاء فيما فازت لائحة "نبض البلد" بـ8 ولائحة "صيدا بدها ونحنا قدها" بـ3، أظهرت النتائج شبه النهائية سقوط مرشح من "نبض البلد" وفوز مرشح من "سوا لصيدا"، الأمر الذي حسم مسألة انتخاب المهندس مصطفى حجازي رئيساً للمجلس البلدي والدكتور أحمد سعيد عكره نائباً للرئيس، مما جنب رؤساء اللوائح والداعمين لهم معضلة صعبة ومعقدة. ومن دون شك، أظهرت هذه النتيجة قوة تمثيل بهية الحريري و"تيار المستقبل" على رغم عدم مشاركتهما بشكل مباشر التزاما لقرار الرئيس سعد الحريري. وبدأ واضحاً أن بعض المواقف التي صدرت عن البعض حيال إقصاء التيار، رغم النفي، دفع نائبة صيدا السابقة عشية الانتخابات، الى استنهاض قاعدتها والمؤيدين لها للاقتراع لمصلحة "سوا لصيدا". كذلك ساعدت في إعادة التقارب بينها وبين رئيس ماكينتها الانتخابية سابقاً المهندس يوسف النقيب، وفي فوز اللائحة بـ 11 مقعداً فضلاً عن الدعم القوي من رجل الأعمال ابو مرعي والمهندس السعودي وأيضا من الرئيس فؤاد السنيورة الذي اقترع لمصلحتها. أظهرت النتائج، بقاء التمثيل والحضور الفاعل لبهية الحريري، بعد فقدانها المقعد النيابي نتيجة عدم ترشحها في الانتخابات النيابية عام 2022، وأظهرت التمثيل والحضور الفاعلين للنائب سعد الذي أصر على خوض معركة تنافسية بعيدة من المحاصصة السياسية. كما أن "الجماعة" التي اتخذت خيارا صعبا بتشكيل لائحة أثبتت حضورها من خلال الأرقام التي حصدها مرشحوها خلافاً لكل التوقعات. وبدا أن الخاسر الوحيد في المعركة هو النائب البزري الذي تصدر الصوت التفصيلي في الانتخابات النيابية الاخيرة. فهو لم يتخذ في الانتخابات البلدية موقفاً واضحاً الى أن ظهر داعماً لـ"صيدا بدها ونحنا قدها" التي أوصلت 3 أعضاء كانوا جميعاً قريبين من "الجماعة". وكان لافتا تصدر المرشح في "نبض البلد" رامي بشاشة المشهد الانتخابي بحصوله على أكبر عدد من أصوات الناخبين 10152 متفوقاً على رئيس لائحته محمد الدندشلي بفارق 2040 صوتاً، وعلى رئيس "سوا لصيدا" مصطفى حجازي بفارق 1777 صوتاً. وبشاشة، المسؤول عن جمعية الكشاف المسلم - مفوضية الجنوب افترق عن "الجماعة" وانضم إلى "نبض البلد"، خلافاً لرأي "الجماعة". فقدان مقعدين للشيعة والموارنة وخلافا للعرف السائد بلدية صيدا بوجود مقعدين للشيعة ومقعدين آخرين للمسيحيين واحد للموارانة وآخر للروم الكاثوليك، أظهرت النتائج فوز المرشح أحمد شعيب عن الشيعة والمرشح يوسف طعمة عن الروم الكاثوليك، وكلاهما على لائحة "سوا لصيدا". كذلك أظهرت النتائج فوز مرشحتين فقط هما براء الحريري وآنجي العطروني، على رغم وجود أكثر من 20 مرشحة في اللوائح الخمس. ولا بد من التأكيد أن الانتخابات في صيدا حصلت وسط أجواء من التنافس الديموقراطي والحضاري، وفي ظل أجواء أمنية طبيعية وهادئة ونسبة الاقتراع كانت فيها جيدة ومرتفعة. ويبقى السؤال كيف سيعمل المجلس البلدي المنتخب كفريق غير متجانس وهل يتمكن من تنفيذ المشاريع والخطط الموضوعة للنهوض بها ومعالجة كل المشكلات التي تواجهها؟ سؤال قد يبقى من دون جواب الى مدة من الزمن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store