logo
يزيد المد والجزر.. "الحضيض القمري" حدث فلكي يزين السماء خلال أيام

يزيد المد والجزر.. "الحضيض القمري" حدث فلكي يزين السماء خلال أيام

العربيةمنذ 9 ساعات

تشهد السماء بعد غد الاثنين، ظاهرة فلكية مميزة تُعرف باسم الحضيض القمري، وفيها يصل القمر إلى أقرب نقطة له من الأرض، ويظهر في طور الهلال ما يجعل تأثيره على المد والجزر أكبر من المعتاد.
من جانبه، كشف الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن القمر بتواجده في منطقة الحضيض بمداره حول الأرض وعلى الرغم مع كونه هلالا ضعيفا، إلا أنه سيكون عملاقا "سوبر"، على حد وصفه.
وأوضح تادرس أن الحضيض هي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض، حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي 359 ألف كلم، لافتًا إلى أن منطقة الحضيض تتغير من شهر لآخر ولا يعتبر القمر "سوبر" أو عملاقا إلا إذا كانت مسافته من الأرض أثناء الحضيض أقل من 360 ألف كلم، وهو الشرط الذي ينطبق على وضع القمر يوم الاثنين المقبل.
ولفت أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إلى أن ظاهرة المد والجزر تزيد شدتها قليلا أثناء وجود القمر في منطقة الحضيض.
ظاهرة المد والجزر
وعن أسباب حدوث ظاهرة المد والجزر قال أستاذ الفلك، إن الجاذبية بين الأرض والقمر هي القوة الرئيسية المسببة للمد والجزر، حيث يجذب القمر مياه البحار والمحيطات نحوه، ما يخلق انتفاخا في المياه على الجانب المواجه للقمر، وأيضا على الجانب المقابل له من الجهة الأخرى، أما الجزر فيكون على الجانبين العموديين، وبسبب دوران الأرض تشهد المناطق الساحلية مدين وجزرين كل يوم.
وأضاف تادرس أن المد قد يزيد بشكل ملحوظ عندما يكون القمر في مرحلتي المحاق والبدر، حيث يكون القمر في نفس اتجاه الشمس في حالة المحاق، أو عندما يكون القمر في الجهة المقابلة للشمس، موضحًا أنه في حالة البدر أيضًا، يزيد المد بشكل ملحوظ عندما يكون القمر في منطقة الحضيض أي في المنطقة القريبة من الأرض.
وأردف: "بالمثل يقل المد بشكل ملحوظ عندما يكون القمر في مرحلة التربيع الأول والثاني، أي عندما يكون القمر بزاوية 90 درجة مع الشمس، كما يقل المد بشكل ملحوظ أيضا عندما يكون القمر في منطقة الأوج أي في المنطقة البعيدة عن الأرض".
وأكد خبير الفلك أن ظاهرة المد والجزر دليل قوي على كروية الأرض، لأن حدوث المد والمد المقابل له على سطح الكرة الأرضية، والذي ينتج عنه حدوث الجزر والجزر المقابل بشكل عمودي لا يمكن حدوثه مع الأرض المسطحة أبدا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما تأثير زلازل اليونان المتكررة على دول شمال أفريقيا؟
ما تأثير زلازل اليونان المتكررة على دول شمال أفريقيا؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

ما تأثير زلازل اليونان المتكررة على دول شمال أفريقيا؟

مع تسجيل جزيرة كريت اليونانية هزتين أرضيَّتين خلال 48 ساعة، أُثيرت تساؤلات عدة حول تأثير زلازل اليونان المتكررة على دول شمال أفريقيا، لكن مصدراً مسؤولاً بـ«الشبكة القومية لرصد الزلازل» في مصر قلل من تأثيرها، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «تأثير الزلازل المتكررة في الأراضي اليونانية لا يتعدى مجرد الشعور بها، والذي قد يزيد أو يقل في مصر ودول شمال أفريقيا، ونادراً ما تُسبِّب تلك الزلازل أضراراً». وسجَّلت جزيرة كريت اليونانية هزةً أرضيةً بقوة 3 درجات على مقياس ريختر، صباح السبت، وفقاً للمرصد الأورومتوسطي لرصد الزلازل، الذي أوضح أن «قوة الهزة الأرضية بلغت نحو 3 درجات على مقياس ريختر، وكانت على عمق 52.3 كيلومتر». وكان زلزال تخطَّت قوته 6 درجات على مقياس ريختر قد وقع، الخميس الماضي، قبالة جزيرتَي كريت وسانتوريني اليونانيَّتين؛ ما تسبَّب في هزات أرضية شعر بها سكان تركيا ومصر، وفق ما أفادت به «هيئة المسح الجيولوجي الأميركية». وأوضح «المعهد القومي للبحوث الفلكية»، الذي تتبعه الشبكة القومية لرصد الزلازل بمصر، في بيان حينها، أن تلك الهزة وقعت في تمام الساعة السادسة من صباح الخميس بالتوقيت المحلي، وبلغت قوتها 6.24 درجة على مقياس ريختر، مُحدِّداً موقعها بأنه على بُعد 499 كيلومتراً شمال مرسى مطروح، بعمق 68.91 كيلومتر، عند خط عرض 35.70 شمالاً، وخط طول 25.96 شرقاً، وأنها لم تسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية. هزة الخميس الماضي أتت بعد أيام من أخرى متوسطة القوة بلغت قوتها 6.4 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزها أيضاً جزيرة كريت اليونانية، شعر بها سكان مصر الأسبوع قبل الماضي، وهذا التكرار في وقت متقارب زاد من مخاوف مصريين وسكان دول شمال أفريقيا خشية حدوث زلازل مُدمرة. هزة أرضية ثانية تضرب جزيرة كريت خلال يومين (رويترز) لكن رئيس قسم الزلازل بـ«المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية»، الدكتور شريف الهادي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «تأثير الزلازل المتكررة في جزيرة كريت ومختلف الأراضي اليونانية، لن يتخطى أكثر من الشعور بها في مصر، سواء كان شعوراً قوياً أو خفيفاً». وأوضح أن «تلك الزلازل حتى وإن كانت قوتها كبيرةً على مقياس ريختر، فإنها لا تسبب تدميراً للبنية التحتية في مصر أو دول شمال أفريقيا، لأن تلك الزلازل في أغلب الأحوال تبعد مراكزها عن أقرب نقطة لها بأفريقيا، مسافة لا تقل عن 400 كيلومتر ومراكزها في الأراضي الأوروبية، كما أن عمقها يكون كبيراً تحت سطح البحر». وبحسب الهادي فإنه «وفق الدلائل التي جمعتها محطات الرصد في مصر أو في أوروبا، فإن قوة تلك الهزات بدأت تقل، مما يشير إلى أن حالة النشاط الزلزالي المعروفة عن جزيرة كريت بدأت في الخمود بعض الشيء، مما لا يدعو للقلق». وقال: «العبرة ليست بتكرار وكثرة الزلازل؛ لكن في أنها ليست قوية ولا قريبة العمق، لأنه في تلك الحالة سيكون تأثيرها كبيراً، أما تكرار الزلازل الخفيفة غير مؤثر، وفي مصر يتم رصد عشرات الهزات التابعة للزلازل في كريت؛ لكن المصريين لا يشعرون بها، وهي غير مؤثرة». يُشار إلى أنه بخلاف الزلزال الذي شعر به المصريون، صباح الخميس، فقد تم تسجيل 14 هزة أرضية تابعة، غير محسوسة في مصر، وكانت مراكزها في جزيرة كريت، وفق «المعهد القومي للبحوث الفلكية».

التفكير المنظومي: مهارة لا غنى عنها لقادة اليوم
التفكير المنظومي: مهارة لا غنى عنها لقادة اليوم

الرجل

timeمنذ 5 ساعات

  • الرجل

التفكير المنظومي: مهارة لا غنى عنها لقادة اليوم

في عالم تكثر فيه التغيرات من تقلبات الاقتصاد وثورة التكنولوجيا والتحولات السياسية، يواجه قادة الشركات وكبار التنفيذين وأعضاء مجالس الإدارة تحدياً كبيراً: فكيف يمكنهم فهم التحديات؟ وكيف يمكن التنبؤ بها قبل وقوعها؟ وكيف يختارون الحل الأمثل عندما تكون كل الخيارات محفوفة بالمخاطر؟ الجواب بكل بساطة هو من خلال "التفكير المنظومي Systems Thinking"، المهارة التي أصبح على كل من يعمل في مجال يتطلب منه وضع الخطط المستقبلية والقيادة امتلاكها. التفكير المنظومي Systems Thinking جوهره يقوم على رؤية الصورة كاملة وليس جزء منها - المصدر: Unsplash "التفكير المنظومي Systems Thinking" كما عرفه "لودينج فون بيرتالانفي"، الذي قدم "نظرية النظم العامة جي تي اس" والتي هي أساس هذا التفكير في جامعة شيكاجو عام 1937، هو منهج يركز على كل العوامل والظروف التي تتسبب في استمرار المشكلة. أي هو طريقة لفهم المشكلات وحلها من خلال النظر إلى الصورة كاملة، بدلاً من النظر إلى كل مشكلة على حدة، وبهذه الطريقة يمكن للمديرين والقادة اكتشاف الأسباب الحقيقة الكامنة خلف التحديات، بدلاً من معالجة الأعراض الظاهرية فقط. تخيل أنك تحاول إصلاح سيارة معطلة، بدلاً من تغيير قطعة واحدة في كل مرة، ستحاول فهم كيف تعمل هذه الأجزاء معاً، وكيف يؤثر كل جزء على الآخر، والتفكير المنظومي في الواقع بشبه ذلك، لكنه على نطاق أوسع، إذ يساعد القادة على فهم المشكلات المعقدة مثل مشاكل البيئة أو الاقتصاد أو الصحة، من خلال رؤية كيف تتفاعل جميع العوامل مع بعضها. أي ببساطة يقوم هذا النوع من التفكير على الإدراك بأن كل مشكلة ليست مشكلة منعزلة، بل جزء من شبكة معقدة من الأسباب والنتائج، وعلى سبيل المثال: قرار شركة ما بتخفيض تكاليف الإنتاج قد يربك مورديها، ويؤثر على جودة المنتج، ويغضب العملاء على المدى البعيد. وكما تلاحظ، فإن مشكلة واحدة، وهي أن تكاليف الإنتاج مرتفعة، أدت إلى قرار خفض التكاليف، وأدى بدوره إلى سلسلة من المشكلات المرتبطة، وهكذا فإن التفكير المنظومي يرسم خريطة تربط بين كل الأطراف المتأثرة بقرارات الشركة، ويكشف نقاط الضعف الخفية، ويوجه المديرين نحو حلول طويلة الأمد، كبديل عن إهدار الموارد في حلول جزئية. المفهوم هذا ليس جديداً في عالم الأعمال، بل نتيجة مساهمة عدد من العلماء الذي قاموا بتطويره، وعلى رأسهم العالمة البيئية والخبيرة في التفكير المنظومي "دونيلا ميدوز"، إلى جانب "جاي فورستر"، الذي يعرف بأنه مؤسس "دينكاميكات النظم System Dynamics"، والذي يعد أساس التفكير المنظومي في تحليل النظم المعقدة. أهمية التفكير المنظومي في القيادة الحديثة القيادة الناجحة في عصرنا الحالي لم تعد تعتمد على مهارات الادارة التقليدية - المصدر: Unsplash تعرف "دونيلا ميدوز" الأنظمة بأنها مجموعة من الأشياء المترابطة بطريقة تنتج نمطاً خاصاً من السلوك مع مرور الوقت، وهذه هي الفكرة الأساسية في التفكير المنظومي، فالأنظمة تمتلك خصائص ناشئة لا يصممها ولا يتوقعها أي فرد، وهذا ما يجعلها تظهر سلوكيات جديدة غير متوقعة، كما توضح ميدوز في كتابها "التفكير بمنظور نظامي Thinking in Systems". أي إن الأنظمة الكبيرة، سواء كانت مؤسسة عملاقة أو حتى فريق عمل صغير، لا تعمل أجزاؤها بمعزل عن بعضها، بل تتفاعل بطريقة معقدة، مما ينتج ظواهر وسلوكيات جديدة لم يخطط لها أحد، تسمى الخصائص الناشئة، وعلى سبيل المثال: إذا خفضت شركة الإنتاج بشكل عشوائي، قد تظهر مشكلات غير متوقعة تؤثر على جودة المنتج أو على معنويات الموظفين. وهنا تظهر أهمية التفكير المنظومي، الذي يمنحك خريطة لفهم كيف تتشابك الأجواء داخل النظام؟ وكيف تؤثر التغييرات الصغيرة في عنصر على النظام ككل؟ ومن دون هذه الخريطة قد تتخذ قرارات سريعة، تبدو كحلول سحرية، لكنها في الحقيقة تعالج الأعراض دون المشكلة الحقيقة نفسها، وأحيانًا قد تفاقم الأزمة بدلاً من حلها، مثل إطفاء الحريق بإلقاء الماء على الدخان فقط. مثلاًَ: تأنيب موظف بسبب خطأ هو حل سريع للمشكلة، ولكن المقاربة تتجاهل الأسباب الجذرية، التي هي ثقافة العمل السامة أو ضعف التدريب أو تحميل الموظف ما يفوق قدرته، وبإختصار فإن التفكير المنظومي هو عدستك لرؤية الروابط الخفيفة، والذي يجبنك الحلول السطحية التي تهدر الوقت والموارد. في القيادة الحديثة التفكير المنظومي هو مهارة أساسية لا غنى عنها، ففي عالم يتسم بالتعقيد والترابط لم يعد النجاح يعتمد على مهارات الادارة التقليدية، بل القدرة على رؤية الصورة كاملة، وفهم كيف تشكل التفاعلات بين الأفراد والقطاعات وحتى العوامل الخارجية النتائج النهائية. أمثلة على تطبيق التفكير المنظومي في المؤسسات أهم وأكبر الشركات حققت نجاحات كبرى من خلال التفكير المنظومي - المصدر: Unsplash العديد من الشركات الكبرى تعتمد على هذا الأسلوب من التفكير، من أجل ضمان استمراريتها ونجاحها في عالم متقلب بشدة، ومن أمثلة هذا الشركات التي تعتمد التفكير المنظومي: جوجل: اعتمدت هذه الشركة العملاقة التفكير المنظومي في دمج التكنولوجيا وعلوم البيانات، ضمن عملياتها الداخلية والخارجية منذ البداية، حين كانت أصولها غير ملموسة (بيانات)، ومع توسع الشركة وزيادة الإعتماد على خدماتها، إضطرات لانشاء مراكز بيانات ضخمة، تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، بدلاً من التعامل مع الأمر كمسألة منفصلة، وقد استخدمت التفكير المنظومي، لفهم تأثير مراكز البيانات على البيئة وعلى تكاليف التشغيل. وهذا جعلها تستثمر بشكل كبير في الطاقة المتجددة لتقليل الأثر البيئي، مما ساعدها على تحسين صورتها العامة، وتقوية علاقتها مع العملاء والمجتمع، بالإضافة إلى خفض التكاليف على المدى الطوي،ل وذلك وفق تقرير جوجل عن الاستدامة والطاقة المتجددة لعام ٢٠٢٣. أمازون: تعتمد الشركة على شبكة معقدة من من سلاسل التوريد والتوزيع والتكنولوجيا وخدمة العملاء، وتنظر إلى هذه الأجزاء كنظام مترابط، فعلى سبيل المثال، تحسين سرعة خدمة التوصيل لا يقتصر فقط على زيادة عدد المستودعات، بل على تحسين تكنولوجيا إدارة المخزون، وتحليل بيانات الطلب، وتنسيق عمليات النقل. وهذا النهج الشامل يؤدي إلى خدمات عالية الجودة، مع تقليل للهدر والتكاليف، وفق دراسة عن سلاسل التوريد اجراها موقع "هارفرد بيزنس ريفيو". تويوتا: نظام إنتاج شركة تويوتا "تي بي أس" مثال بارز على التفكير المنظومي، حيث ينظر إلى عملية الانتاج كنظام متكامل، ويركز هذا النظام على تقليل الهدر وتحسين الكفاءة وتعزيز ثقافة التحسين المستمر، بدلاً من تحسين جزء واحد فقط، دون النظر إلى تأثيره على النظام ككل وفق موقع "تويوتا". كيف تطور مهارة التفكير المنظومي؟ مقاربات 5 تساعدك على تبني نمط التفكير المنظومي - المصدر: Unsplash رغم أن التفكير المنظومي يشمل عديد من الأساليب والأدوات التي ذكرت في كتاب دونيلا ميدوز: "التفكير في الأنظمة : مقدمة Thinking in System :A Primer"، إلا أن هناك خمسة أدوات رئيسية في التفكير المنظومي تشكل جوهر هذا النهج، وهي: أولًا: تعريف المشكلة في التفكير المنظومي تحديد المشكلة بشكل واضح هو نقطة البداية في التفكير المنظومي، ورغم أن ذلك قد يبدو سهلاً، ولكن الخروج بتعريف واضح للمشكلة قد يكون أصعب مما يخيل إليك، فعلى القادة أن يفكروا في المشكلة ليس فقط كأعراض ظاهرة، بل كجزء من نظام أكبر يؤثر ويتأثر بعوامل متعددة. مثلاً، الفرق بين قول "كيف نقنع العملاء بإعادة تدوير عبواتنا؟"، وطرح سؤال أعمق مثل: "منتجاتنا تزيد من مشكلة النفايات بعد الإستخدام بسبب المواد التي نستخدمها، وبسبب تصميمها الذي يجعلها صالحة للاستخدام لمرة واحدة، وقلة الأماكن المخصصة لاعادة التدوير، فكيف نستطيع تصميم المنتج ونظام الخدمة بحيث ندعم الاقتصاد الدائري؟"، والفرق هنا هو أن السؤال الثاني يأخذ بعين الاعتبار الصورة الكبيرة ويبحث عن حلول جذرية ومستدامة وليس فقط حل مؤقت. ثانيًا: رسم خريطة أصحاب المصلحة رسم خريطة أصحاب المصلحة يعني تحديد كل الأشخاص أو المجموعات الذين قد يتأثرون بقرار تتخذه أو مشروع تنفذه، سواء كانوا عملاء، موظفين، موردين أو جهات حكومية، فهم جميعاً أجزاء مهمة من الصورة الكبيرة. فتجاهل أي طرف قد يؤدي إلى مشكلات لاحقاً، مثلاً، إذا قررت شركة بناء مصنع جديد دون استشارة السكان المحليين، فقد تواجه احتجاجات بسبب مخاوف التلوث. والآن السؤال المطروح هو حول كيفية رسم هذه الخريطة؟ البداية هي بتحديد الأطراف الأساسية: مثلاً في مشروع تطوير تطبيق هاتف، الأطراف الرئيسيين هم المستخدمون، المطورون، المستثمرون، شركات الاعلان، هيئة تنظيم الاتصالات. في مشروع سيارات كهربائية الأطراف الرئيسين هم، الحكومات (لوضع قوانين الشحن)، الموردون (لتوريد البطاريات)، المجتمعات القريبة من مناجم المعادن (لتجنب الأضرار البيئة). الخطوة التالية هي فهم تأثير كل طرف على مسار الأعمال، مثلاً الموردون في مصنع للملابس، إذا تأخروا في تسليم القماش، سيتأخر إنتاجك. وبعد رؤية كل هذه العناصر عليك بتحليل العلاقات بينها، مثل تأثير قرار تخفيض أسعار المنتجع على الموردين (قد يضطروا لخفض جودة المنتج). ولنفترض أنك تريد إطلاق علامة تجارية لسيارة كهربائية، أصحاب المصلحة هنا هم: الحكومات: لتحديد شروط السلامة ومواقع محطات الشحن. الموردون: الذين يزودونك ببطاريات الليثيوم. المجتمعات المحلية: القريبة من مناجم الليثيوم والتي قد تعاني من تلوث بيئي. العملاء: الذين يبحثون عن سيارات صديقة للبيئة بأسعار مناسبة. المنافسون: الذين يقللون أسعارهم لمواجهتك. وعليه إذا فهمت احتياجات كل طرف، يمكنك اختيار موردين يلتزمون بمعايير بيئية، لإرضاء المجتمعات والحكومات، كما يمكنك تصميم سيارات بتكلفة معقولة لجذب العملاء دون إرهاق الموردين. ثالثًا: تحليل جبل الجليد تحليل جبل الجليد، طريقة تساعدكم على فهم الأسباب الحقيقة خلف المشكلات، وليس فقط ما يظهر على السطح، ويمكننا تشبيه المشكلة هنا بجبل الجليد، حيث إن الجزء الظاهر فوق الماء صغير، بينما الجزء الأكبر مخفي تحت الماء، وهكذا هي المشكلات في المؤسسات أو الشركات. وغالباً ما يركز القادة على الأحداث والنتائج التي يمكن رؤيتها بسهولة، مثلاً انخفاض الأرباح أو كثرة الشكاوى، ويحاولون معالجة هذه الظواهر بشكل سريع، ولكن في الحقيقة هناك أسباب أعمق لها، مثل طريقة تنظيم العمل، أو العلاقات بين الموظفين أو حتى الأفكار والمعتقدات السائدة داخل المؤسسة. ومن ثم يساعدك تحليل جبل الجليد على النظر إلى ما هو أبعد من الأعراض الظاهرة، والبحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف المشكلة، وحينها يمكنك إيجاد حلول فعال تمنع تكرار المشكلة في المستقبل. رابعًا: الحلقات السببية توضح كيف توثر المتغيرات داخل النظام على بعضها البعض بشكل دائري، أي إن السبب والنتيجة ليست علاقة خطية بسيطة، بل مرتبطة ومتداخلة. عندما ترسم هذه الحلقات يمكنك كقائد الفهم بشكل أفضل، وتحديد أين عليك توجيه الموارد والوقت والجهد، كما تساعدك هذه الطريقة على رؤية كيف أن أجزاء معينة في جزء من النظام قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة في مكان آخر. مثلاً: لنفترض أن شركة تريد زيادة المبيعات عن طريق تحسين جودة المنتج، وتحسين الجودة تؤدي إلى رضا العملاء، وتزيد من عدد المشترين، وزيادة المشترين تدفع الشركة لاستثمار المزيد في الجودة، وهنا نرى حلقة سببية ايجابية تدعم النمو. لكن في نفس الوقت، إن زادت الشركة الإنتاج بشكل سريع دون تحسين خدمة العملاء، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع رضا العملاء، وهذا بدوره يقلل المبيعات، مما يدفع الشركة إلى تقليل التكاليف، وهذا قد يؤثر سلباً على جودة المنتج، وهذه حلقة سببية سلبية تؤدي إلى مشكلات. خامسًا: التكرار والاختبار التفكير المنظومي يركز على أهمية التكرار والاختبار المستمر، إذ يجب على القادة اختبار أفكارهم، ومراقبة تأثير قراراتهم، ثم تغيير الخطط إن لزم الأمر، وقد يكون ذلك صعباً في بيئات العمل ذات الضغوط العالية، لكنه ضروري لتحقيق المرونة، وتحسين الأداء على المدى الطويل. مثال، عندما تطلق شركة ما منتجاً جديداً، لا يكفي أن تعتمد على الفكرة الأولى فقط، بل يجب أن تختبر المنتج مع مجموعة محدودة من العملاء، حيث تجمع ملاحظاتهم، ثم تقوم بتحسين المنتج بناء على تلك الملاحظات، وبعد ذلك تعيد الاختبار مرة أخري وهكذا، ما يسمح للفريق بالتعلم المستمر وتطوير المنتج بشكل أفضل.

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر
المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

تفيد دراسة جديدة بأنَّ كوكب المريخ ربما شهد، في حقبة سحيقة، مناخاً دافئاً ورطباً نسبياً، ساعد على تساقط الأمطار والثلوج وجريان الأنهر، ما أسهم في تشكيل تضاريس تختلف جذرياً عن المشهد القاحل والمتجمّد الذي نعرفه اليوم. وتصوّرت الدراسة، التي نقلتها «الإندبندنت» عن مجلة «البحوث الجيوفيزيائية»، كوكباً أحمر تغذّت فيه مئات البحيرات من أنهر انحدرت عبر الوديان. ورغم الدلائل على وجود الماء على سطح المريخ منذ نحو 4 مليارات سنة، لا يزال مصدره موضع تساؤل. فنظريات تشير إلى أنَّ المريخ كان دائماً بارداً وجافاً، مغطّى بالثلوج، بينما تُرجّح أخرى أنه مرّ بفترات دفء قصيرة ساعدت على ذوبان القمم الجليدية التي غطّت مساحات شاسعة منه حتى خطّ الاستواء، فأنتجت ماءً جارياً لفترات متقطّعة. الدراسة الأخيرة اختبرت فرضيتَي «الدفء والرطوبة» مقابل «البرودة والجفاف»، مُستخدمةً محاكاة حاسوبية لدراسة كيفية تأثير المياه في سطح الكوكب قبل مليارات السنوات. وخلُص الباحثون إلى أنَّ أنماط الوديان ومنابع الأنهر الحالية قد تكون تشكّلت نتيجة لتساقطات مطرية أو ثلجية. فتقول إحدى المُشاركات في البحث من جامعة كولورادو في بولدر، أماندا ستيكل: «يمكنك أن تُطالع صوراً من (غوغل إيرث) لأماكن مثل يوتاه، ثم تقارنها بصور المريخ لتجد تشابهاً لافتاً. يصعب إصدار أحكام قطعية، لكننا نرى هذه الوديان تبدأ من ارتفاعات واسعة النطاق، ويصعب تفسير ذلك بذوبان الجليد وحده». يدعم صور الأقمار الاصطناعية هذا التصوُّر أيضاً، إذ تُظهر شبكات من القنوات تتفرّع من المرتفعات القريبة من خطّ الاستواء، في نمط يُشبه جذور الأشجار، ويُعتقد أنها كانت تصبُّ في بحيرات أو حتى محيطات قديمة. تستكشف مركبة «بيرسيفيرانس» التابعة لوكالة «ناسا» حالياً موقع إحدى هذه البحيرات القديمة داخل فوهة يُرجح أنها استضافت نهراً رئيسياً قبل 4.1 إلى 3.7 مليار سنة، في العصر النوشياني. ويؤكد برايان هاينك، المُشارك في إعداد الدراسة: «لترسيب هذا النوع من الصخور، ثمة حاجة إلى مياه جارية بعمق أمتار». الكوكب الأحمر تغذَّت فيه مئات البحيرات (ناسا) واستخدم الفريق نموذجاً رقمياً لمحاكاة مشهد من سطح الكوكب بالقرب من خطّ الاستواء. أُضيفت إلى هذا النموذج مياه متخيَّلة ناتجة عن أمطار ذائبة أو غطاء جليدي، لتقييم تأثيرها في التضاريس عبر آلاف السنوات. أظهرت هذه المحاكاة تنوّعاً لافتاً: عند افتراض ذوبان القمم الجليدية، ظهرت منابع الوديان على ارتفاعات شاهقة، فيما أدّت سيناريوهات الأمطار إلى توزيع أوسع لتلك المنابع، من ارتفاعات منخفضة إلى ما يفوق 3350 متراً. وبينما بدت القمم الجليدية محدودة التأثير في نطاق ضيّق من الارتفاعات، فإنّ هطول الأمطار أتاح تشكُّل الوديان عبر مساحات أوسع. وعند مقارنة النتائج بالبيانات الحقيقية من مركبات «ناسا»، وجد الباحثون أنّ السيناريوهات التي تضمّنت هطول الأمطار تتطابق بشكل أوثق مع الكوكب الأحمر الحقيقي. ورغم أنّ الدراسة لا تقدّم «كلمة الفصل» في فَهْم مناخ المريخ القديم، فإنها تفتح باباً جديداً لفَهْم تطوّره. يقول هاينك: «بمجرّد توقُّف التآكل بفعل تدفُّق المياه، تجمَّد المريخ تقريباً في تلك اللحظة الزمنية، وربما لا يزال يحتفظ بوجه شبيه بالأرض كما كانت قبل 3.5 مليار سنة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store