"ما بين السماء والبحر": غزة في قلب لوس أنجلوس
عمون - في قلب مدينة لوس أنجلوس، وعلى بعد آلاف الأميال من غزة، نُصبت خيمة فلسطينية رمزية، على مدار يوميّ 25 و26 أبريل 2025، في جاكسون ماركت، كاليفورنيا - أكثر الأماكن صخبًا، لكنها حملت صمتًا ثقيلًا ومشهدًا لا يُنسى، ليقدم للزوار تجربة بصرية وإنسانية غير مسبوقة، تعبر عن معاناة غزة وشعبها من قلب المأساة إلى العالم.
صُمّمت الخيمة من أقمشة بالية وأكياس طحين ممزقة تابعة للمساعدات الدولية، عايش الزوار تفاصيل النزوح القسري الذي شهدته شواطئ غزة خلال الحرب الأخيرة وغُطيت أرضية الخيمة برمال البحر الحقيقي.
هناك، عُرضت غزة كما لم تُعرض من قبل؛ لا عبر الشاشات ولا العناوين العاجلة، بل من خلال تجربة حسّية كاملة، تحاكي الواقع بكل وجع تفاصيله.
"ما بين السماء والبحر" ليس مجرد معرض فوتوغرافي تركيبي، بل شهادة بصرية تركيبيّة، استخدمت الصور والصوت والفيديو ليقدم للزائرين تجربة حسية كاملة تربطهم مباشرةً بواقع أهالي غزة ولحظات النزوح على شواطئ غزة: أزيز الطائرات، هدير البحر، وبشاعة الحرب، ووجوه النازحين التي حملت ذاكرة أوسع من الزمن.
لكن خلف عدسة هذا المعرض، تقف قصة شخصية مؤثرة لمخرج ومصور فلسطيني عاش الحرب بجسده، لا بعدسته فقط.
المعرض مستوحى من تجربة شخصية للمصور والمخرج الفلسطيني إسماعيل أبو حطب، الذي أصيب إصابة خطيرة في 2 نوفمبر 2023 خلال عمله الصحفي في برج الغفري بغزة.
لم تكن الإصابة عابرة؛ فقد إسماعيل القدرة على المشي لفترة طويلة، واضطر إلى خوض تجربة النزوح والتنقل داخل القطاع بنفسه، كمدني هذه المرة، لا كمصوّر ومخرج.
رحلة إسماعيل من النزوح إلى التعافي، ومن الألم إلى تأسيس منصة BYPA، تلخّص روح المعرض: صوت لا يُخمد، وصورة لا تُكسر.
BYPA - By Palestine، هي منصة إبداعية فلسطينية مستقلة، متخصصة في رواية القصص الفلسطينية عبر الصورة، الفيديو، والفنون المتعددة. تسعى لتضخيم الأصوات الفلسطينية عالميًا، ونقل روايات شعبها بأيدي أبنائه، بعيدًا عن التحيز أو التشويه.
أسسها إسماعيل بعد أن بدأ يستعيد عافيته تدريجيًا، لتكن صوتًا فلسطينيًا حرًا، ينقل القصص من الداخل بوسائط متعددة، بعين من عاشها، لا من سمع بها.
معرض "ما بين السماء والبحر" هو أول إنتاجات هذه المنصة، وجاء كترجمة فنية لتجربة إسماعيل الشخصية ولواقع جماعي تعيشه غزة باستمرار، ليس فقط شهادة على النزوح، بل على النهوض بعد السقوط، وعلى استعادة الكاميرا كأداة حياة، لا مجرد توثيق.
نجح المعرض في تحويل الألم إلى صورة، والمأساة إلى ذاكرة بصرية حية، والانقطاع إلى وصال جديد بين غزة والعالم، هو رسالة أمل وصمود يحملها الفلسطينيون إلى العالم عبر الفنون.
في تلك الخيمة، لم يكن البحر مجرد خلفية، بل كان شريكًا في الحكاية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 12 ساعات
- عمون
ولي العهد يعيد نشر مقطع تشويقي عن وثائقي "نشمي"
عمون - اعاد ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، نشر مقطع تشويقي عن وثائقي "نشمي" عبر تطبيق انستغرام. ويعرض الوثائقي على شاشتي القناة الأولى والقناة الرياضية في التلفزيون الأردني قريبا. "نشمي".. فيلم وثائقي على القناة الرياضية الأردنية قريباً #عمون #الأردن — وكالة عمون الاخبارية (@ammonnews) May 23, 2025

عمون
منذ 15 ساعات
- عمون
وفاة المخرج الجزائري البارز محمد لخضر حمينة
عمون - أعلنت وزارة الثقافة والفنون الجزائرية وفاة المخرج والمنتج السينمائي البارز محمد لخضر حمينة، الجمعة، بالتزامن مع مرور 50 عاما على حصوله على السعفة الذهبية لمهرجان كان. وجاء في بيان للوزارة "برحيله تفقد الجزائر قامة فنية شامخة، ومخرجا رائدا كرس حياته للفن الملتزم، وأثرى الذاكرة الوطنية بأعمال خالدة، جسدت نضال شعب، وهموم أمة، وجمال الصورة السينمائية الأصيلة". كما نعاه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قائلا "الفقيد وقبل أن يكون مخرجا عالميا مبدعا ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما العالمية، كان مجاهدا أبيا. ساهم في تحرير بلاده بما نقل من صورة ومشاهد عرفت البشرية ببطولات الثورة التحريرية المظفرة". ولد محمد لخضر حمينة في مدينة المسيلة بشرق الجزائر عام 1934 ودرس القانون في فرنسا قبل أن يتم تجنيده في الجيش الفرنسي لكنه هرب من الخدمة والتحق عام 1959 بخلية الإعلام في الحكومة الجزائرية المؤقتة التي اتخذت من تونس مقرا آنذاك. سافر إلى براغ لدراسة السينما ثم عاد ليبدأ في صنع سلسلة أفلام وثائقية عن حرب التحرير الجزائرية منها "صوت الشعب" و"بنادق الحرية". بعد استقلال الجزائر رأس حمينة الديوان الجزائري للأخبار الذي تأسس عام 1963 لكن الوظيفة لم تمنعه من مواصلة مشواره السينمائي فقدم فيلمه الطويل الأول "ريح الأوراس" عام 1966 الذي عرض في مهرجان كان السينمائي. فاز بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان عام 1975 عن فيلمه "وقائع سنين الجمر" الذي تناول الأوضاع السياسية والاجتماعية في الجزائر بين عامي 1939 و1954.

عمون
منذ يوم واحد
- عمون
"حوار الفن" .. معرض فني جماعي في المتحف الوطني
عمون - برعاية الأميرة وجدان الهاشمي افتتح يوم الخميس الماضي في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة المعرض الفني " حوار الفن"، بحضور سفير الاتحاد الأوروبي وعدد كبير من السفراء والبعثات الدبلوماسية في الأردن والمهتمين بالشأن الثقافي. والمعرض هو نتاج الملتقى الفني "حوار الفن" الذي أقيم في الفترة من 16 أيار إلى 21 أيار، وجاء بتنظيم من المتحف الوطني الأردني وبدعم من الاتحاد الأوروبي، وهيئة المعاهد الثقافية الأوروبية في الأردن، في مبنى "وجدان فضاء فني" / المتحف الوطني، بمشاركة أوروبية وأردنية وعربية. فقد شاركت كل من الدول النمسا وألمانيا واليونان وفرنسا وهولندا، والأردن والعراق وسوريا. وكان من أبرز فعاليات الملتقى أن أقيمت ندوة حوارية بين الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي تحت عنوان "دور الفن في أوقات الأزمات"، أدارها الدكتور خالد خريس مدير عام المتحف الوطني، وتناولت هذه الندوة رؤى الفنانين حول هذا الموضوع، وأهمية العمل الجماعي في تبادل الخبرات الثقافية والفنية، ودار نقاش بناء بين الحضور والفنانين حول دور الفن في أوقات الأزمات والحروب في العالم. قال السيد بيير كريستوف شاتزيسافاس سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن عن هذا الحدث الفني: "الفن والثقافة جزء أساسي من علاقات الاتحاد الأوروبي مع الأردن. وهذا الملتقى هو تذكير بأن الفن يتجاوز الحدود ويعزز الحوار الإنساني بين الشعوب". ومن جهته قال الدكتور خالد خريس مدير عام المتحف الوطني: "الفن ضرورة وليس ترف، ويلعب دوراً مهماً في حياة الشعوب، وهو في الغالب إلى جانب الحق والمساواة والعدل والمحبة والسلام، ويبني الجسور بين الشعوب والأمم". وفي لفتة تضامن إنساني، سيتم التبرع بجميع عائدات المعرض لصالح "تكية أم علي"، وهي مؤسسة أردنية غير ربحية تعمل على مكافحة الجوع داخل المملكة وفي الأرض الفلسطينية المحتلة. ومن جانبه قال السيد سامر بلقر مدير عام تكية أم علي: "نحن ممتنون للمشاركة في هذا التعاون الثقافي الهادف بين فنانين من الأردن والعالم العربي وأوروبا. يجسد معرض "حوار الفن" كيف يمكن للإبداع أن يتحوّل إلى رسالة تضامن. ومن خلال التبرع بعوائد المبيعات لدعم رسالتنا، لا يشارك الفنانون أعمالهم فقط، بل يساهمون أيضًا في تقديم الكرامة والغذاء للأسر المحتاجة." وسيستمر المعرض المقام في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة في مبنى 1 إلى 5/6/2025.