
فيروز تودع زياد الرحباني .. صلَّت وحدها على نعش إبنها
العيون والقلوب انشدت كلها امس الى المحيدثة في بكفيا حيث ووري زياد في الثرى، وقد انطلق موكب النعش منذ الصباح من الحمرا حيث انطلق فنيا وعاش آخر ايامه، الى بكفيا، مرورا بأنطلياس حيث ترعرع، بمواكبة شعبية كبيرة. اما في الكنيسة فظهرت والدته السيدة فيروز لتدفن فلذة كبدها فبكت وأبكت ناظريها، كما كانت ترتل في جمعة الآلام من كل عام، بينما توافدت الشخصيات السياسية والفنية ومحبي زياد لتقديم التعازي برحيله الى العائلة. ومن ابرز الحاضرين رئيس الحكومة نواف سلام، نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ممثلاً الرئيس نبيه بري، عقيلة رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون، السيدة رندة بري وعدد كبير من الوزراء والنواب ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة.
الرحلة الاخيرة
وكان محبو زياد تجمعوا بالمئات أمام مدخل مستشفى فؤاد خوري في الحمرا، في أجواء من الحزن الشديد، ترافقت مع ترداد أغان وأعمال فنية، لحنها الراحل. وعند خروج الجثمان، علا التصفيق الحاد والزغاريد والهتافات باسم زياد، بمشاركة خالة الراحل، هدى حداد، وأبناء أعمامه، بالإضافة الى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، فيما أدى عدد من كهنة المحيدثة، الصلاة على جثمانه في داخل المستشفى. بعدها شق موكب التشييع، طريقه بصعوبة، في شارع الحمرا الرئيسي، واحتشد المواطنون على جانبي الطريق، ونثروا الورود على الموكب، لإلقاء النظرة الأخيرة على زياد، مع بث أغاني فيروز التي لحنها الراحل.
وقدّم رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام التعازي بوفاة الفنان زياد الرحباني لعائلته، خلال مراسم الوداع التي أقيمت في كنيسة رقاد السيدة – المحيدثة، بكفيا، وسلّم العائلة وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور باسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تكريمًا لمسيرته الفنية والوطنية الفريدة.
وألقى الرئيس سلام كلمة جاء فيها:
«أتكلّم حيث تختنق الكلمات. أقف بخشوع أمام الأم الحزينة، والعائلة، والأصدقاء… ولبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير.
زياد المبدع العبقري، كنتَ أيضاً صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة قضايا الإنسان والوطن.
وقد قلتَ ما لم يجرؤ الكثيرون منّا على قوله. أما «بالنسبة لـبكرا شو»، فللأجيال القادمة، ستبقى يا زياد، صوت الجمال والتمرّد، وصوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة.
أيها الأحبّة
قرّر السيّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون منح الفقيد الغالي وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، وقد كلّفني – فتشرّفت – أن أُسلّمه اليوم إلى العائلة الكريمة متقدماً منها باسم السيّد الرئيس وباسمي الشخصي، بأحرّ التعازي، سائلاً القدير أن يتغمّده بغالي رحمته، ويسكنه فسيح عليائه وأن يُلهم عائلته ومحبّيه الصبر والعزاء.»
في وداع زياد
ورأس صلاة الجنازة راعي ابرشية جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران سلوان موسى يعاونه لفيف من الكهنة، في كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة – بكفيا، في الرابعة من بعد الظهر، في حضور رئيس الحكومة نواف سلام وعقيلته سحر بعاصيري، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ممثلا رئيس المجلس نبيه بري، الرئيس أمين الجميل، السيدة الأولى نعمت عون، عقيلة رئيس مجلس النواب نبيه بري رنده عاصي، وزيري الثقافة الدكتور غسان سلامة والإعلام المحامي بول مرقص، النائب ابراهيم الموسوي، والدة الراحل السيدة فيروز وشقيقته ريما والعائلة، وشخصيات رسمية وسياسية وحشد كبير من أهل الفن والفكر والثقافة ومحبي زياد الرحباني وجمهوره وفي حضور إعلامي كبير.
تُقبَل التعازي اليوم الثلاثاء في صالون الكنيسة، بدءاً من الحادية عشرة من قبل الظهر لغاية السادسة مساء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 18 ساعات
- النهار
عن آخر جيل عاصرَ زياد
كنتُ في الخامسة من عمري، أصعد على طرف كنبةٍ في غرفة الجلوس، وأخي، الذي يصغرني بعام، يقف على الطرف المقابل، كأنهما خشبة مسرح. نفرغ وسائد الكنبة ونكدّسها في وسط الغرفة كجمهورٍ صامتٍ، ونبدأ العرض. يناديني فيروز، وأناديه كحلون. أسماءٌ أخذناها من مسرح الرحابنة. نغنّي من مسرحيّة ميس الريم، ما حفظه طفل في سنواته الأولى، لا أذكر منها شيئاً إلا خفّة اللحن وبهجة الارتجال. لا نصّ مكتوب، لا ستار يُسدل، ولا أضواء، فقط أصواتُنا الرقيقة، وغرفة جلوس باتت مسرحاً وليداً من خيال طفلين نشآ على أغاني فيروز وزياد يسمعانها عبر إذاعة صوت الشعب، في كاسيتات والدهما، أو في مظاهرة تسير من شارع الحمرا على ألحان زياد وكلماته. هذا ما بقي في الذاكرة... ويكفي أنّ طفولة غنّت زياد قبل أن تفهم الكلام. كبرت، ولم أعد فيروز التي أحببتها في لعبتنا، بل فتاة تبحث عن وطن، فوجدت زياد. كبرت وأصبح زياد رفيقي في رحلة البحث عن معنى. صباح سبت عادي، استيقظت أتصفح هاتفي، لأجد رفيقاً قد أرسل في مجموعة "اتحاد الشباب الديمقراطي" على واتساب صورةً لزياد، مرفقةً بعبارة: "وداعًا زياد". أسأله بدهشة: "مات؟" فيردّ: "راح الغالي". في هذا الصباح، توقّفت الموسيقى، خفت صوت المسرح وبقي الستار مفتوحاً أمام عيونٍ تنوحُ بصمتٍ. رحل زياد، رحل من كتب الحياة ولحّنها وغنّاها، "راح رفيقي وما قلّي شو بقدر أعمل لملايين المساكين". تركنا زياد، ترك الفقراء والمساكين يمضون وحيدين تحت رحمة تجّار المال وحرس السلطان "وبيبقوا جماعة بسطا وطيبين على نيّاتن صمدوا وغلبوا". تركنا معلّم الحبّ، وأوّل مدرّسيه، وأصدق من أحبّ حباً "بلا ولا شي". "هيك بتعمل هيك؟". مات زياد، وماتت "فيروز" الطفلة التي كانت ترتجل على الكنبة، ومات المسرح في البيت الشيوعيّ. وماتت الوسادة التي كانت تصفّق لنا صمتًا. أستيقظ اليوم على صوته يقول: "في عيون بتبكي ولا أرى أمامي سوى عيونه. عيونه "مش فجأة بينتسوا"، عيون زياد التي حُفرت تجاعيدها من قهر بلادنا، تعب الكادحين وعرقهم من أجل رغيف الخبز. عيون زياد التي لم تحتمل حرب غزّة، فقرّر للمرّة الأولى أن لا يعارك، أن لا يغنّي ولا يشتم ولا يحفر لحناً في جدران الضجيج. وكأنّه يعتذر إلينا، ويقول "أنا صار لازم ودّعكن". أسأل نفسي كيف كانت بروفته الأخيرة؟ ما كان آخر لحن دوّنه؟ هل كان يعرف أننا أحببناه إلى هذا الحدّ؟ رحل بوصلة الشيوعيّين، وصوت الشعب، ومن جعل من كل القضايا موسيقى سياسية واجتماعية، ساخرة حينًا، ودامعة كثيرًا؟ "الحالة تعبانة يا ليلى وكتير" لأن "رفيقي تركني عالأرض وراح" لأن رفيقي، الذي أعطاني معنى الأغاني، "راح"...


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
إضاءة شموع تكريماً لزياد الرحباني عند تقاطع بشارة الخوري (صور)
تكريما للفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، تم اضاءة شموع في شارع بشارة الخوري في بيروت. اضاءة شموع عن روح الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني في شارع بشارة الخوري في بيروت — Annahar النهار (@Annahar) August 3, 2025 وتوفّي زياد الرحباني في 26 يوليو/تموز 2025، عن عمر يناهز 69 عاماً، بعد مسيرة فنية، ترك خلالها بصمته العميقة في الموسيقى والمسرح. وُلد زياد عاصي الرحباني في بيروت، في الأول من كانون الثاني/يناير عام 1956. هو الابن البكر للسيدة فيروز والمؤلف الموسيقي والمسرحي والشاعر عاصي الرحباني، ونشأ في بيتٍ موسيقيّ بامتياز، حيث كانت الألحان والنصوص والمسرحيات جزءاً من الحياة اليومية. منذ طفولته، أظهر زياد ميلاً واضحاً إلى الموسيقى. بدأ يعزف على البيانو في عمر مبكر، وراح يتابع ما يدور حوله من عمل فنيّ بصمت ودقّة. وفي سن المراهقة، بدأت تظهر ملامح موهبته بشكل لافت، وخصوصًا حين اضطرّ إلى تأليف لحن أغنية "سألوني الناس" عام 1973 بسبب مرض والده. كانت تلك أول مرّة يوقّع فيها عملاً غنائياً بصوته الخاص، من دون أن يُعلن اسمه علناً.


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
تقلا شمعون لـ"النهار" من BIAF: شخصية مختلفة كلياً في "سلمى" (فيديو)
أبدت الممثلة اللبنانية تقلا شمعون سعادتها بتكريمها الأخير في مهرجان المونودراما في الأردن، والذي أهدته إلى الراحل زياد الرحباني؛ وذلك خلال لقائها على السجادة الحمراء في اليوم الثاني من مهرجان بيروت الدولي للتكريم (BIAF). وفي حديث خاص إلى "النهار"، قالت شمعون: "عندما يصبح الفنان ذا شهرة عربية، يكون له أصدقاء ومحبّون أينما ذهب، وهذا أمر أقدّره كثيراً وأشعر به. لكن بالتأكيد، عندما أرى بلدي يحرص على تنظيم مهرجانات بهذا الجمال، شكلاً ومضموناً، يكبر قلبي وأفتخر لكوني لبنانية". وفي سياق إحياء ذكرى انفجار 4 آب، شددت شمعون على ضرورة كشف الحقيقة، قائلة: "نريد الحقيقة". أما عن جديدها الدرامي، فقالت عن مسلسل "سلمى"، إن "شخصية "هويدة"، التي تؤديها فيه، تختلف كلياً عن شخصية "ليلى ضاهر" التي أحبّها الجمهور سابقاً"، مضيفة: "آمل أن يحبّني الناس كما أحبّوني في تلك الشخصية".