
كيف تستفيد من عشر ذي الحجة، وتنفع إخوانك في غزة؟
إيطاليا تلغراف
د.محمد بولوز
عشر ذي الحجة أعظم موسم بعد رمضان
جاء ذكر عشر ذي الحجة في كتاب الله تعالى ففي سورة الحج قال تعالى: 'وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ'، [الحج: 28]، وقد فسرها ابن عباس رضي الله عنهما بأنها أيام العشر من ذي الحجة.
وروى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء )
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد' [رواه الطبراني في المعجم الكبير]. وقد كان سعيد بن جبير رحمه الله إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه' [رواه الدارمي بإسناد حسن]. وروي عنه أنه قال: 'لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر'، كناية عن القراءة والقيام. وقال ابن حجر رحمه الله في الفتح: 'والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره'.
كما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟ فأجاب: 'أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة'. وقد ذكر المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي.
وقد عظمت عشر ذي الحجة لاشتمالها على يوم عرفة فضلا عن يوم النحر ويوم القر، أي اليوم الثاني من أيام التشريق حيث يستقر الحجاج بمنى.
فيوم عرفة: يوم إكمال الدين وإتمام النعمة؛ قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 4].
قال ابنُ كثير: هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة؛ حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق، لا كذب فيه ولا خُلْف؛ كما قال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115]؛ أي: صدقًا في الأخبار، وعدلًا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل لهم الدين، تمت عليهم النعمة، ولهذا قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا ﴾؛ أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه، وبعث به أفضل الرسل الكرام، وأنزل به أشرف كتبه)؛ (تفسير ابن كثير جـ 5 صـ 46 ).
ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، فعن عبدالرحمن بن يعمر الديلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ' الحجُّ عرفةَ فمَن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جمعٍ فقد تمَّ حجُّهُ' (صحيح النسائي
الرقم : 3016.) فقد عظمت عشر ذي الحجة لاحتوائها على الركن الخامس في الاسلام، ركن الحج أحد أعمدة الدين الخاتم.
ويوم عرفة: يوم تقرير حقوق الانسان وحقوق الأخوة الإسلامية وخطبة حجة الوداع والتي جاء فيها: ..إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، … وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، …فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، …وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ، قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، (مسلم حديث 1218).
ويوم عرفة يوم الدعاء:روى الترمذيُّ عَنْ عبدِالله بن عَمْرِو بْنِ العاص أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ (حديث حسن)، (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 2837).
وصوم يوم عرفة أفضل صيام النوافل:روى مسلمٌ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ؛ (مسلم حديث 1162).
وجاء في يوم النحر والقر الحديث الصحيح من رواية عبد الله بن قرط قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:'إنَّ أَعْظَمَ الأيَّامِ عِنْدَ اللهِ تَبارَك وتعالى يومُ النَّحْرِ' وهو عاشرُ ذي الحِجَّةِ، ثمَّ 'يَومُ القَرِّ'، (صحيح الجامع الرقم : 1064)وهو ثاني يومِ النَّحْرِ، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّ الحَجيجَ يَقِرُّونَ فيه بمِنًى بعدَما أدَّوْا أعمالَهُمْ، وليس لهم أنْ يُغادِروا مِنًى في هذا اليومِ.
فالنحر أفضل من الصدقة التي في يوم الفطر؛ ولهذا أمر الله نبيَّه – صلى الله عليه وسلم – أن يشكر نعمتَه عليه بإعطائه الكوثرَ بالصلاة له والنحر، كما شرع ذلك لإبراهيم خليله – عليه السلام – عند أمره بذبح ولده وافتدائه بذِبحٍ عظيم'.قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 1 – 3]. وقال ربنا عز وجل:'لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) أي: إنما شرع لكم نحر هذه الهدايا والضحايا ، لتذكروه عند ذبحها ، فإنه الخالق الرازق لا أنه يناله شيء من لحومها ولا دمائها ، فإنه تعالى هو الغني عما سواه .
الإحسان في استثمار عشر ذي الحجة:
١-تعظيم الشعائر الربانية والشرائع الإلهية:
فمما عظم به يوم عرفة وهو تاج عشر ذي الحجة، كونه وعاء زمنيا لختم شريعة الإسلام وأحكام الوحي المنزل من رب العالمين للناس، حيث نزل فيه قوله تعالى من سورة المائدة: 'الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا'(المائدة:4).
وهي لحظة عظيمة وإن أبكت من أبكت من المؤمنين بقرب انقطاع وحي السماء، إلا أنها إيذان برشد الإنسان باتساع أعمال عقله واجتهاده فيما لم يشرعه الرحمن، وإيذان باكتمال اقتدار الإنسان على حسن التنزيل بعد حسن الاستماع كما قال تعالى في سورة الزمر: 'الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)'، وأحسنه العمل به وحسن تنزيله على الوقائع والمستجدات والإحسان في تطبيقه على أحسن وجوهه واستحضاره مقاصده ومراعاة مالاته.
وحق ليوم نزول الآية بإيذان كمال الشريعة وتمام النعمة وتحقق رضى الله الإسلام لنا أن يتخذ عيدا لولا أنه سبق في حكم الله تشريع عيدين للأمة في كل العام.
روى البخاري في صحيحه أن رجلا من اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال: أي آية هي؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) فقال عمر: والله، إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-والساعة التي نزلت فيها على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-عشية يوم عرفة، في يوم جمعة'.
فيوم عرفة يوم عظيم يفوق الأيام العادية بكثير جدا، ويكفي أن صومه يكفر سنتين، ولعل من أسرار ذلك ومن أسبابه التنبيه إلى ما وقع فيه من حدث عظيم ألا وهو ختم أحكام الشريعة وإكمالها من جهة أصولها فلم يبق غير حسن التنزيل والاجتهاد في التفريع لمن أذن له الرحمن في ذلك ويملك شروطه، فإتمام النعمة ورضى الله الإسلام لنا دينا فيه ما يغنيهم عن انتظار رسالة جديدة ونبوة أخرى ودينا بديلا، أو استجداء لتوجيهات وتشريعات وأحكام من غير المسلمين إلا ما كان استفادة في إطار أصول الشريعة ومقاصدها. واستثمار عشر ذي الحجة ويوم عرفة في الشعائر والتعبد وفعل الخير لا بد أن يثمر مزيدا من تعظيم شرع الله وأحكامه في مختلف مجالات الحياة الأسرية فلا نرضى في أحكام مدونة بالأسرة بغير شريعة الإسلام، وكذا المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقضائي والدستورية وغيره من المجالات، والتعبد وإن كان مقصودا لذاته في ذات الله وإخلاصا لله تعالى وإليه، فهو مقصود في ثماره من حسن الخلق والاستسلام لشرعه وأحكامه، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبعثة كلها لتتميم مكارم الأخلاق، وتعظيم هذه الأيام لتعظيم شريعة الإسلام تنزيلا وختما.
وإن وجب بعد ذلك تضحية بنزوات وبعض الشهوات وما يتوهم من مصالح، فقد ختمت عشر ذي الحجة بأضحية العيد التي ترمز إلى نموذجي التضحية في دنيا الناس، النبيان الكريمان: ابراهيم واسماعيل عليهما السلام، حيث هم الوالد بذبح الولد واستسلم الابن لحكم الله قائلا: 'يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)' الصافات.
فنحن نصوم العشر ونتصدق ونتطوع بنوافل الصلاة وعموم الخير لا نغفل في نفس الآن عن الاجتهاد في إقامة ما نستطيع من الدين وشرعه وتعظيم أحكام الله في مختلف المجالات، فذلك عين نشدان الحياة الطيبة وسعادة الدنيا والطريق المضمون إلى سعادة الآخرة.
فربنا احتفى بنزول هذه الشريعة فعظم ليلة القدر، واحتفى بكمال هذه الشريعة فعظم من يوم عرفة وأرادنا أن نحتفي بحسن تطبيقها وتنزيلها: أخوة وتعاونا ووحدة وإعدادا وجهادا ضد أعداء الله وأعداء المسلمين ومقدساتهم وأعداء الإنسانية ممن لا يرعوون في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وحرق الاخضر واليابس، فليس من الدين أبدا موالاتهم ولا التطبيع معهم ولا مساعدتهم بأي شكل من الأشكال..فكل تعاون مع الصهاينة خيانة لله ولرسوله وللمومنين.
٢-استحضار قصة ابراهيم واسماعيل ع وما فيها من استسلام لرب العالمين وتضحية لاعلاء كلمته:
ففي ذكرى التضحية التاريخية يتذكر المومن قصة ابراهيم واسماعيل عليهما السلام في التضحية والفداء والاستسلام الكامل لأمر الله تعالى، حتى انه لتصغر كل تضحية تطلب في الشرع من العبد، يتذكر قول ربنا في شان عبده ابراهيم عليه السلام في سورة الصافات لما فاصل قومه الذين أرادوا إحراقه بالنار 'َقالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ (100)
أي مهاجر إلى ربي من بلد قومي إلى حيث أتمكن من عبادته، فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي. رب أعطني ولدًا صالحًا.
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فأجبنا له دعوته, وبشَّرناه بغلام حليم, أي: يكون حليمًا في كبره, وهو إسماعيل.
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102) فلما كَبِر إسماعيل ومشى مع أبيه، قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك، فما رأيك؟ (ورؤيا الأنبياء حق) فقال إسماعيل مُرْضيًا ربه, بارًّا بوالده, معينًا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به مِن ذبحي, ستجدني -إن شاء الله- صابرًا طائعًا محتسبًا.
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) فلما استسلما لأمر الله وانقادا له, وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو جانب الجبهة- على الأرض؛ ليذبحه.
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) ونادينا إبراهيم في تلك الحالة العصيبة: أن يا إبراهيم، قد فعلتَ ما أُمرت به وصَدَّقْتَ رؤياك, إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين أحسنوا مثلك, فنخلِّصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106)
إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك.
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) واستنقذنا إسماعيل، فجعلنا بديلا عنه كبشًا عظيمًا.وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) وأبقينا لإبراهيم ثناءً حسنًا في الأمم بعده.
سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) فتحيةٌ لإبراهيم من عند الله، ودعاءٌ له بالسلامة من كل آفة. وكما جزينا إبراهيم على طاعته لنا وامتثاله أمرنا، نجزي المحسنين من عبادنا. إنه من عبادنا المؤمنين الذين أعطَوا العبودية حقها. وهكذا ففي هذه العشر تذكر مستمر ودائم لقصة هذا النبي العظيم الذي جسد التوحيد والاخلاص والعبودية في أجلى صورها واعطى نموذجا فريدا في الدنيا في قيمة التضحية من أجل ما أمن به واستقر في قلبه ووجدانه، فاذبح هواك بسكين الشرع ليطمئن الى خبر الشرع وأمره ونهيه وتتحقق فيك الاستقامة.
٣-الاجتهاد في الذكر والعبادة والعمل الصالح:
ففي أيام عشر ذي الحجة يلهج المسلمون بالتكبير والتهليل والتحميد لله وحده، ويقولون: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، فهم يعتقدون ويُقرُّون بأنه لا إله إلا الله، ولا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، كما أن الحُجَّاج كذلك يعجُّون بالتلبية ويقولون: لبَّيك اللهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إنَّ الحمدَ والنِّعْمة لك والملك لا شريك لك؛ وكل هذا لإعلاء كلمة التوحيد، والبراءة من الشرك وأهله.
ذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر، وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر، فيُكبِّران ويُكبِّر الناس بتكبيرهم، وروى إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم أنهم كانوا يقولون في أيام العشر: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد. ويستحبُّ رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها، ورحِمَ اللهُ مَنْ أحيا مثل هذه السُّنَّة وجَهَرَ بها.
فيحرص المومن على اغتنام هذه الأيام بالإكثار من الأعمال الصالحة، وتشمل: قراءة القرآن وتعلمه وتدبره ـ والاستغفار ـ وقيام ليالي العشر – وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الناس وإدخال السرور عليهم ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إذاية المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وسقيا الماء ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير، ونصرة المستضعفين ومجاهدة النفس وجهاد الأعداء بكل سبيل وغيرها.
٤-حظ إخوانك منك في غزة في عشر ذي الحجة وغيرها:
أ-أن تذكرهم فلا تنساهم:
فوجب في هذه الايام العشر المباركة وغيرها أن تعرف بقضيتهم في كل ناد وفي كل حين، وأن تنشر مظلمتهم بكل وسيلة وتفضح جرائم عدوهم بكل سبيل.
ب-أن تدعو لهم بتضرع واخلاص:
فالدعاء سلوى المحزونين، ونجوى المتقين، ودأب المومنين، وتضرع الصالحين والمكلومين، فإذا صدر عن قلب سليم ونفس صافية، وجوارح خاشعة، وجد بحول الله إجابة كريمة من رب رحيم، وقد حثنا الله تعالى في كثير من آيات كتابه الكريم، وكذلك نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنته المطهرة – على الإكثار من الدعاء.
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
قال الإمامُ ابنُ جرير الطبري (رحمه الله): وَإِذَا سَأَلَكَ يَا مُحَمَّدُ عِبَادِي عَنِّي أَيْنَ أَنَا؟ فَإِنِّي قَرِيبٌ مِنْهُمْ أَسْمَعُ دُعَاءَهُمْ، وَأُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِيَ مِنْهُمْ؛ (تفسير الطبري ـ جـ3 ـ صـ 222).
قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].
قال الإمامُ ابنُ كثير (رحمه الله): يُنَبِّهُ تَعَالَى أَنَّهُ هُوَ المدعُو عِنْدَ الشَّدَائِدِ، المرجُو عِنْدَ النَّوَازِلِ؛ كَمَا قَالَ: ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 67]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، قوله تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ [النمل: 62]؛ أَيْ: مَنْ هُوَ الَّذِي لَا يَلْجَأُ الْمُضْطَرُّ إِلَّا إِلَيْهِ، وَالَّذِي لَا يَكْشِفُ ضُرَّ الْمَضْرُورِينَ سِوَاهُ؛ (تفسير ابن كثير ـ جـ6 ـ صـ 203).
قال جَلَّ شأنه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].
قال الإمامُ ابنُ كثير (رحمه الله): هَذَا مِنْ فَضْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَكَرَمِهِ أَنَّهُ نَدَبَ عِبَادَهُ إِلَى دُعَائِهِ، وَتَكَفَّلَ لَهُمْ بِالْإِجَابَةِ؛ (تفسير ابن كثير ـ جـ7 ـ صـ 153).
قال سبحانه: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 55، 56].
قال الإمامُ ابنُ جرير الطبري (رحمه الله): ادْعُوا أَيُّهَا النَّاسُ رَبَّكُمْ وَحْدَهُ، فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ دُونَ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنَ الْآلِهَةِ وَالْأَصْنَامِ.
قوله: (تَضَرُّعًا)؛ أيْ: تَذَلُّلًا وَاسْتِكَانَةً لِطَاعَتِهِ، (وَخُفْيَةً)؛ أيْ: بِخُشُوعِ قُلُوبِكُمْ وَصِحَّةِ الْيَقِينِ مِنْكُمْ بِوَحْدَانِيَّتِهِ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، لَا جِهَارًا مُرَاءَاةً، وَقُلُوبُكُمْ غَيْرُ مُوقِنَةٍ بِوَحْدَانِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ، فِعْلَ أَهْلِ النِّفَاقِ وَالْخِدَاعِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ؛ (تفسير الطبري ـ جـ10 ـ صـ 247).
روى أبو داودَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا؛ (حديث صحيح)، (صحيح سنن أبي داود للألباني حديث 1323).
روى الترمذيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ؛ (حديث صحيح)، (صحيح الترمذي للألباني حديث 2766).
ولذا ينبغي على كل مسلم أن ينتهز فرصة هذه العشر من ذي الحجة وخصوصا يوم عرفة المبارك، فيكثر من الدعاء، ويسأل الله تعالى مِن خيري الدنيا والآخرة، ويدعو لاخوانه في غزة وفي كامل فلسطين وليعلم العبد أن الله عز وجل يجيب دعوة عبده إذا أخلص في الدعاء.
ج-أن تناصرهم بكل ما تستطيع:
ومن ذلك أن ترسل إليهم ثمن أضحيتك أو أقل ذلك ثلثها وترسل زكاة مالك وصدقاتك. وتنخرط في مختلف الأنشطة الخيرية في غزة وكامل فلسطين سواء تعلقت بالاعمار أو إعادة بناء البنيات الاساسية المتعلقة بالماء والغذاء والكهرباء والانترنت أو الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية أو التي تستهدف الأيتام والأرامل والشيوخ وطلبة العلم ومعالجة البطالة وإيجاد فرص الشغل بل والمجاهدين المرابطين ودعم الفلاحة والزراعة وتربية المواشي والدواجن وغير ذلك مما يخفف عن إخواننا هناك، وتجتهد في مناصرتهم بالكلمة والصورة وتقاسم المواد الخادمة لقضيتهم ومشاركتها مع غيرك بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي من فايسبوك وتيكتوك وانستجرام وتلجرام والبريد الالكتروني والوتساب وغيرها، وتساهم في الوقفة والمسيرة وتوقيع العرائض ومختلف سبل الاحتجاج والاستنكار…
فبخصوص إرسال ثمن الأضحية وجب استحضار عظيم أجرها وثوابها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عَمِلَ ابنُ آدَمَ يوم النَّحْر أحَبَّ إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليُؤتَى يومَ القيامة بقُرونها وأشعارِها وأظْلافِها، وإنَّ الدم ليَقَعُ من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطِيبُوا بها نَفْسًا))؛رواه الترمذي وابن ماجه، وصحَّحها الألباني. فأفضل شيء في يوم النحر إهراق دم الأضحية للقادر عليها، وقرار أمير المومنين في المغرب لهذا العام فرصة عظيمة للقادرين على الأضحية ولمن كان ينويها أن يرسلوا ثمنها لأهلنا في غزة وفلسطين.
وكذلك أمر الزكاة وقد قرب أجلها لمن يخرجها في رأس السنة الهجرية، وقد أجاز عدد من العلماء إخراجها قبل موعدها بالشهر والشهرين. ولعل في أهلنا في غزة جميع أصناف الزكاة من الفقراء والمساكين والأسرى وأبناء السبيل والمجاهدين في سبيل الله والمرابطين…كما قال تعالى:
۞ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ' التوبة(60)
د-أن تقاطع عدوهم وتؤذيه بكل ما تستطيع:
وذلك بفضح جرائم العدو الصهيوني في العالمين وتقاطع بضائعه بشكل قاطع بات مهما كان نفعها أو رخصها، وتقاطع كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان المجرم الغاصب وتجتهد في إفشاله والتنفير منه وفضح المطبعين..كما وجب مقاطعة ما تستطيع من منتوجات وبضائع وصناعات من يساند هذا الكيان المجرم ويدعمه ويقف وراءه.
دعاء غزة:
-«لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ».
اللهم عجل بيوم النصر لأهل الحق، وعجل بيوم الهزيمة لأهل الباطل، وأنزل سكينتك وأمنك على فلسطين وأهلها وعلى أهلنا في غزة.
اللَّهُمَّ يا مُجيرَ الخائفين وناصرَ المُستضعفينَ، ارحَمْ برحمتك أهل غـزة وهوِّن عليهم واجعل نَصرهُم قَريبًا.
اللهم اجعل للمرابطين النّصرة والعزّة والغلبة والقوة والهيبة في قلوب أعدائهم يا أكرم الأكرمين.
اللهم احفظ أرواح المجاهدين في فلسطين، وردهم إلى أهلهم مردًا كريما آمنًا.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أرض فلسطين، وأيدهم بقوتك وعزتك وجبروتك واستخدمنا في نصرتهم.
اللهم سخر لأهل غزة ملائكة السماء وجنود الأرض، اللهم بردًا وسلامًا على أهل غزة.
اللهم نسألك لأهل غزة النّصر على من عاداهم، عاجلاً غير آجل يا رب العالمين.
اللّهمّ إنّي أسألك النصر لأهل غزة الذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل حتّى أقمت به دينك وأفلجت به حجتك، يا من هو ولي ذلك والقادر عليه.
اللهُم كُن لأهل غزة عونا ونصيرا يا رب العالمين.
اللهم نستودعك أهالي غزّة وفلسطين فانصرهم واحفظهم بعينك التي لا تنام، واربط على قلوبهم وأمدهم بجُندك وأنزل عليهم سكينتك وسخر لهم الأرض ومن عليها.
اللهم لا تخيب رجاءنا وأنت أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في غزة وفلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين.
اللهم انصرهم، وارزقهم القوة والصبر، واربط على قلوبهم، وأنزل عليهم من رحماتك.
اللهم حرر فلسطين، والمسجد الأقصى من كيد المعتدين، وكن يا الله عونا لإخواننا في فلسطين.
اللهم داوِ جرحاهم، واشف مرضاهم، وتقبّل موتاهم، ورد إليهم شبابهم الأسرى.
اللهم ارزق أهل غزة الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم.
اللهم سدد رمي المجاهدين المرابطين وبارك في عددهم وعدتهم ومقاومتهم، واحفظهم بحفظك وعنايتك ووفقهم لأرشد السبل، واقذف في قلوب أعدائهم الرعب والهلع.
اللهم احفظ أهل غزة وفلسطين والمسجد الأقصى من كيد الظالمين، وأيدهم بنصرك وقوتك.
اللهم عليك ببني صهيون بما شئت وكيف شئت، أرح الأمة من شرهم وكيدهم ومكرهم وحيلهم وخططهم، اللهم أرنا فيهم يوما أسودا كيوم عاد وثمود وفرعون وهامان وقارون وكل طاغية جبار أخذته ودحرته…
اللهم إنا نستودعك بيت المقدس وأهلنا في غزة وكُل فلسطين،
اللهم ابدل لنا الحال غير الحال، ابدل لنا هذا الذل في الأمة عزا وكرامة، وأبدل لنا هذا الضعف قوة، وهذا التفرق والتمزق وحدة وتعاونا وتكاملا بين المسلمين في إطار الولايات المتحدة الإسلامية لتواجه بحزم هذه الويلات المتحدة علينا…
اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
إيطاليا تلغراف

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

جزايرس
منذ يوم واحد
- جزايرس
وصايا ذهبية للحجّاج..
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. للفوز بالذنب المغفور والحج المبروروصايا ذهبية للحجّاج..لا يعادل فضل الحج المبرور فضل فهو علامة على رضا الله سبحانه وتعالى ونيل ثوابه وتحصيل غفرانه والحج المبرور يغفر جميع الذنوب وبه يقول الله تعالى: ((إن الحسناتِ يُذهبْنَ السيِّئات)) ومن علامةِ قبولِ الطاعةِ فعلُ الطاعةِ بعدها.لذلك هناك من النصائح الهامة التي يجب أن يحرص عليها الحاج حتى لا يضيع حجه هباءً منثورا ويكن كالتي نقَضت غزلها من بعدِ قوّة أنكاثاً.ولعل أول نصائح الحج المبرور هي الإخلاص لله تعالى وخلوة هذه العبادة العظيمة من الرياء والنفاق والسمعة فلا بد من استحضار النية عند إرادتك هذه الفريضة العظيمة فإنّ العبد يُعطى من الأجر بقدر نيته قال الله تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) البينة:5.وقال سبحانه (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ) الزمر:2.وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك مَن عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه رواه مسلم.فصدق النية أهم شيء في عمل الحاج ومجاهدة النفس على الإخلاص ورفض الرياء أمرٌ شديد ولكنه يسير على من يسّره الله عليه ومن ألزم نفسه الإخلاص تلذذ بالطاعات وقد سئل سهل بن عبدالله: أي شيء أشد على النفس؟ قال: الإخلاص لأنه ليس لها فيها نصيب.والرياء هو الشّرك الخفي الذي حذّرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم كما قال: إن أخوفَ ما أخافُ عليكم: الشركُ الأصغر قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء . رواه أحمد.وعلَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء إذا قلناه أذهب الله عنا صغار الشرك وكباره فعن مَعْقِلَ بنَ يَسَار قَال: انْطَلَقْتُ مع أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ رضي اللَّهُ عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يا أَبا بَكْر لَلشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ فَقَال أَبُو بَكْر : وهل الشِّرْكُ إِلا مَنْ جَعَلَ مع اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ؟ فَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ أَلا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْء إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ قَلِيلُهُ وكَثِيرُهُ؟ قَال: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ وأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أَعْلَمُ .*التوبةيجب على الحاج التوبة إلى الله تعالى من سائر الذنوب والمعاصي وإذا كان عنده مظالم للناس فعليه أنْ يُردها إليهم ويطلب مسامحتهم ليستقبل حجه بالتوبة والتخلص من المظالم.*الدعاء والذكرالدعاء هو مخ العبادة والذكر هو أساس العمل الصالح قال صلى الله عليه وسلم: الدُّعاء هو العبادة .قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعجزُ الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام رواه ابن حبان.وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ ربكم تبارك وتعالى حَييٌ كريم يَستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أنْ يَردهما صِفراً خَائبتين رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة.*تجنب الجدال واحرص على الطاعاتيقول الله سبحانه: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197]احرص على الطاعات والقربات والتقرّب بأنواع العبادات من ذكر الله تعالى بالتلبية والتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح والصلاة بوقتها مع الجماعة وأنواع الصدقات والدعاء لنفسك وأهلك وإخوانك المسلمين.فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما مِنْ يوم أكثرَ من أنْ يُعتقَ اللهُ فيه عبداً من النار من يومِ عَرفة وإنه ليَدنو ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أرادَ هؤلاء؟ .فلا خير في حج ّ يخلطه صاحبه بالمعاصي فإنها أيام الطاعات والذّكر والقربات وأسواق التقوى فالذي يعصي الله فيها هو الخاسر عاجلاً وآجلاً.*الصحبة الصالحةالتمس من يُعينك على طاعة الله وينصحك لنفسك عن معاصي الله عليك بالجلساء الطيبين والأخوة الصالحين في سفرك كما في بلدك فإنّ الصحبة لها أثرها الكبير على الصاحب وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم المثال الرائع في الجليس الصالح والجليس السوء فقال صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الجليس الصالح والجليس السوء كحامل السمك ونافخ الكبير فحامل المسك: إمّا أن يُحْذِيَك وإما أنْ تبتاع منه وإمّا أنْ تجدَ منه ريحاً طيبة ونافخ الكير: إما أنْ يُحرق ثيابك وإما أنْ تجد منه ريحاً خبيثة . متفق عليهفالرفقة الصالحة تُعينك على ما ينفعك من أمور الدين والدنيا والرفقة السيئة تعينك على ما يضرك ويشقيك.*النفقة الحلالعلى الحاج أنْ ينفق في حجه من زاد وراحلة من الكسب الحلال ليكون حجه مبروراً وذنبه مغفورا وسعيه مشكورا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) المؤمنون: 51 وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) البقرة: 172.ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمدّ يديه إلى السماء: يا ربّ يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذّي بالحرام فأنّى يُستجاب له؟. رواه مسلم.وأنتَ تلبسُ ملابس الإحرام تذكَّرُ حينما تكونُ وحيداً في كفنِكَ الأبيض فاليومَ عملٌ ولا حساب وغداً عرضُ كتاب وحساب.. فماذا أعددت؟لا تترُكِ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكر ولْيكن ذلكَ برفق وحلم ولين.. والدالُّ على الخير كفاعله ((وما تفعلوا من خير يعلمْهُ الله)). احرص على اغتنام لحظاتك وأوقاتك.. وتجنب اللَّغط واللغو.. ولْيكن شعارك: (فلا رفَثَ ولا فسوقَ ولا جدال في الحج) فإنما هي أيامٌ معدودات.. ثم ترجعُ بجائزة (رجع من ذنوبه كيومِ ولدته أمه).. ولْيكن حجُّكَ خالصاً من الجدالِ والمِراء.. وأكثر من ذكرِ ربِّكَ لينشرِحَ قلبُك ((إنَّ الحسناتِ يُذهبنَ السيِّئات)).


الخبر
منذ يوم واحد
- الخبر
بين النية وما يلقى في النفس والإخلاص في العمل
افتتح السيوطي كتابه 'الأشباه والنظائر' بقاعدة 'لا ثواب بدون نية'، وبالصيغة السابقة، واستعمل معظم الفقهاء عند الحديث على قاعدة النية عبارة 'الأمور بمقاصدها'، وهي إحدى القواعد الكلية الخمس. وأصل هذه القاعدة هو الحديث الصحيح المشهور الذي أخرجه الأئمة الستة بلفظ واحد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته لله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه'. قال الإمام الشافعي عن هذا الحديث أنه يدخل في ثلث العلم وهو قول الإمام أحمد، وقال الإمام أحمد في موضع آخر: (أصول الإسلام على أحاديث، وذكر منها حديث 'إنما الأعمال بالنيات')، وإلى نفس المعنى ذهب أبو داود والبيهقي. ولعل أفضل تعريف للنية عند العلماء، في نظري، هو ما قاله البيضاوي: 'النية هي الإرادة المتوجهة نحو الفعل لابتغاء رضى الله تعالى وامتثال حكمه'، والملاحظ على تعريف البيضاوي أنه لم يجعل النية هي مجرد قصد الفعل أو العزم عليه، وإنما اشترط مع ذلك القصد ابتغاء رضى الله سبحانه وتعالى والاستجابة لأوامره. فإن كانت النية من الأمور النفسية الباطنية التي لا يعلمها إلا الله عز وجل، فإن هناك أشياء أخرى تلقى في النفس وهي غير العزم الذي عُبِر به عن النية، وحاصل ما قاله العلماء في هذه المسألة أن ما يلقى في النفس خمسة أشياء، هي: أولا: الهاجس، وهو ما يلقى في النفس ابتداء، ولا يؤخذ به صاحبه إجماعا لأنه ليس من فعله، وإنما هو شيء ورد عليه لا قدرة له ولا صنع. ثانيا: الخاطر، وهو جريان الهاجس في النفس. ثالثا: حديث النفس، وهو ما يقع من التردد بين الفعل وعدمه. والخاطر وحديث النفس مرفوعان بالحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم 'إن الله تجاوز لأمتي ما حدثتها به نفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به'، وإذا ارتفع حديث النفس ارتفع الخاطر من باب أولى. قال ابن مالك معلقا على الحديث في 'شرح المشارف'، حديث النفس المتجاوز عنه نوعان ضروري: وهو ما يقع من غير قصد، واختياري: وهو ما يقع بقصد، والمراد بالحديث الثاني إذ الأول معفو عن جميع الأمم إذا لم يصر عليه، لامتناع الخلو عنه، وإنما عفي النوع الثاني عن هذه الأمة تكريما له عليه الصلاة والسلام. رابعا: الهم، وهو ترجيح قصد الفعل بغض النظر عن طبيعة ذلك الفعل كونه خيرا أو شرا، وقد تبيّن في الحديث الصحيح أن من هم بحسنة كتبت له حسنة ومن هم بسيئة لم تكتب عليه حتى يفعلها، قال صلى الله عليه وسلم: 'إن الله تجاوز عن أمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم به أو تعمل'. وجاء في الحديث القدسي 'إن همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها سيئة وإن عملها فاكتبوها سيئة، وإذا همّ بحسنة ولم يعملها فاكتبوها حسنة وإن عملها فاكتبوها عشرا'. وينقسم الهمُّ إلى قسمين: الأول، أن يهم بالشيء ويفعل ما يقدر عليه منه، ثم يحال بينه وبين إكماله، فهذا يكتب له الأجر كاملا؛ لقوله تعالى: {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله} النساء:100، بل إن الإنسان إذا كان من عادته العمل، وحيل بينه وبينه لسبب؛ فإنه يكتب له أجره، قال النبي عليه الصلاة والسلام: 'إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا'. القسم الثاني، أن يهم بالشيء ويتركه مع القدرة عليه؛ فيكتب له به حسنة كاملة؛ لنيّته. خامسا: العزم، وهو قوة القصد والجزم به مع إرادة الفعل، وهو النية التي نحن بصدد الحديث عنها. أما الإخلاص فهو من أعظم ما يترتب على التمييز في النية، وهو أن يقصد الإنسان بعمله وجه الله لا يريد غيره، وقال الحموي في معنى الإخلاص: 'قيل هو سر بينك وبين ربك لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله'. والإخلاص قدر زائد على مجرد نية العمل، بل لابد من نية نفس العمل والمقصود له. ولذلك، لا يقع الإخلاص بدون نية، وتقع بدونه، وبناء عليه، فإن نظر الفقهاء قاصر على النية، وأحكامهم إنما تجري عليها، وأما القدر الزائد عليها من الإخلاص فأمره إلى الله سبحانه وتعالى، ومن ثم صحح الفقهاء عدم وجوب الإضافة إلى الله في جميع العبادات. وفي هذا الباب يدخل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئل عن رجل يقاتل شجاعة وحمية ورياء، فأي ذلك في سبيل الله تعالى؟ فقال: 'من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله'.


أخبار اليوم الجزائرية
منذ يوم واحد
- أخبار اليوم الجزائرية
وصايا ذهبية للحجّاج..
للفوز بالذنب المغفور والحج المبرور وصايا ذهبية للحجّاج.. لا يعادل فضل الحج المبرور فضل فهو علامة على رضا الله سبحانه وتعالى ونيل ثوابه وتحصيل غفرانه والحج المبرور يغفر جميع الذنوب وبه يقول الله تعالى: ((إن الحسناتِ يُذهبْنَ السيِّئات)) ومن علامةِ قبولِ الطاعةِ فعلُ الطاعةِ بعدها. لذلك هناك من النصائح الهامة التي يجب أن يحرص عليها الحاج حتى لا يضيع حجه هباءً منثورا ويكن كالتي نقَضت غزلها من بعدِ قوّة أنكاثاً. ولعل أول نصائح الحج المبرور هي الإخلاص لله تعالى وخلوة هذه العبادة العظيمة من الرياء والنفاق والسمعة فلا بد من استحضار النية عند إرادتك هذه الفريضة العظيمة فإنّ العبد يُعطى من الأجر بقدر نيته قال الله تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) البينة:5. وقال سبحانه (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ) الزمر:2. وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك مَن عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه رواه مسلم. فصدق النية أهم شيء في عمل الحاج ومجاهدة النفس على الإخلاص ورفض الرياء أمرٌ شديد ولكنه يسير على من يسّره الله عليه ومن ألزم نفسه الإخلاص تلذذ بالطاعات وقد سئل سهل بن عبدالله: أي شيء أشد على النفس؟ قال: الإخلاص لأنه ليس لها فيها نصيب. والرياء هو الشّرك الخفي الذي حذّرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم كما قال: إن أخوفَ ما أخافُ عليكم: الشركُ الأصغر قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء . رواه أحمد. وعلَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء إذا قلناه أذهب الله عنا صغار الشرك وكباره فعن مَعْقِلَ بنَ يَسَار قَال: انْطَلَقْتُ مع أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ رضي اللَّهُ عنه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَال: يا أَبا بَكْر لَلشِّرْكُ فِيكُمْ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ فَقَال أَبُو بَكْر : وهل الشِّرْكُ إِلا مَنْ جَعَلَ مع اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ؟ فَقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ أَلا أَدُلُّكَ عَلَى شَيْء إِذَا قُلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ قَلِيلُهُ وكَثِيرُهُ؟ قَال: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ وأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أَعْلَمُ . *التوبة يجب على الحاج التوبة إلى الله تعالى من سائر الذنوب والمعاصي وإذا كان عنده مظالم للناس فعليه أنْ يُردها إليهم ويطلب مسامحتهم ليستقبل حجه بالتوبة والتخلص من المظالم. *الدعاء والذكر الدعاء هو مخ العبادة والذكر هو أساس العمل الصالح قال صلى الله عليه وسلم: الدُّعاء هو العبادة . قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعجزُ الناس من عجز عن الدعاء وأبخل الناس من بخل بالسلام رواه ابن حبان. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ ربكم تبارك وتعالى حَييٌ كريم يَستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أنْ يَردهما صِفراً خَائبتين رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة. *تجنب الجدال واحرص على الطاعات يقول الله سبحانه: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197] احرص على الطاعات والقربات والتقرّب بأنواع العبادات من ذكر الله تعالى بالتلبية والتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح والصلاة بوقتها مع الجماعة وأنواع الصدقات والدعاء لنفسك وأهلك وإخوانك المسلمين. فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما مِنْ يوم أكثرَ من أنْ يُعتقَ اللهُ فيه عبداً من النار من يومِ عَرفة وإنه ليَدنو ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: ما أرادَ هؤلاء؟ . فلا خير في حج ّ يخلطه صاحبه بالمعاصي فإنها أيام الطاعات والذّكر والقربات وأسواق التقوى فالذي يعصي الله فيها هو الخاسر عاجلاً وآجلاً. *الصحبة الصالحة التمس من يُعينك على طاعة الله وينصحك لنفسك عن معاصي الله عليك بالجلساء الطيبين والأخوة الصالحين في سفرك كما في بلدك فإنّ الصحبة لها أثرها الكبير على الصاحب وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم المثال الرائع في الجليس الصالح والجليس السوء فقال صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الجليس الصالح والجليس السوء كحامل السمك ونافخ الكبير فحامل المسك: إمّا أن يُحْذِيَك وإما أنْ تبتاع منه وإمّا أنْ تجدَ منه ريحاً طيبة ونافخ الكير: إما أنْ يُحرق ثيابك وإما أنْ تجد منه ريحاً خبيثة . متفق عليه فالرفقة الصالحة تُعينك على ما ينفعك من أمور الدين والدنيا والرفقة السيئة تعينك على ما يضرك ويشقيك. *النفقة الحلال على الحاج أنْ ينفق في حجه من زاد وراحلة من الكسب الحلال ليكون حجه مبروراً وذنبه مغفورا وسعيه مشكورا. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا) المؤمنون: 51 وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) البقرة: 172. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمدّ يديه إلى السماء: يا ربّ يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذّي بالحرام فأنّى يُستجاب له؟. رواه مسلم. وأنتَ تلبسُ ملابس الإحرام تذكَّرُ حينما تكونُ وحيداً في كفنِكَ الأبيض فاليومَ عملٌ ولا حساب وغداً عرضُ كتاب وحساب.. فماذا أعددت؟ لا تترُكِ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكر ولْيكن ذلكَ برفق وحلم ولين.. والدالُّ على الخير كفاعله ((وما تفعلوا من خير يعلمْهُ الله)). احرص على اغتنام لحظاتك وأوقاتك.. وتجنب اللَّغط واللغو.. ولْيكن شعارك: (فلا رفَثَ ولا فسوقَ ولا جدال في الحج) فإنما هي أيامٌ معدودات.. ثم ترجعُ بجائزة (رجع من ذنوبه كيومِ ولدته أمه).. ولْيكن حجُّكَ خالصاً من الجدالِ والمِراء.. وأكثر من ذكرِ ربِّكَ لينشرِحَ قلبُك ((إنَّ الحسناتِ يُذهبنَ السيِّئات)). حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة